بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الاشتراكي                 أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة                             وحدة حرية أشتراكية

              مكتب الثقافة والاعلام

 دروس غزو العراق المحفورة في حدقات عيوننا

شبكة البصرة

تمر اليوم الذكرى العشرون لغزو العراق الذي شكل اكبر مأساة في تاريخنا المعروف، ونظرة سريعة لنتائجه تكفي لتأكيد هذه الحقيقة، وابرزها ان العراق العظيم المتقدم والقوي والواحد قد اصابه دمار شامل في مختلف مناحي الحياة، وانقلبت الحياة من حياة حرة كريمة لكل العراقيين الىى كوابيس وكوارث تتوالد منجبة اسوأ شياطين الارض واكثرهم فسادا وقسوة، وكانت النتيجة الطبعية هي استشهاد ملايين العراقيين وتهجير ملايين اخرى وتعريض اكثر من ثلاثة ارباع الشعب للجوع الحقيقي والمرض ونشر الفساد والشذوذ الجنسي والمخدرات عمدا وخرق كل المحرمات! ولم يتوقف مسلسل الكوارث عند حدود العراق بل امتد ليشمل اقطار عربية عديدة، ومقابل البؤس الشديد تنعم بخيرات العراق ثلة من اللصوص نصبتهم امريكا وايران حكاما على العراق وتم اختيارهم عمدا لانهم فاسدون وجهلة، وبأزاء كل هذه النتائج الكارثية يحق لنا ونحن نعيش العام العشرون من الغزو ان نستعرض اهم الدروس التي نحتت في حدقات عيوننا لتكون مذكرا لنا مع كل رمشة عين كي لا ننسى من اغتال عراقنا وشعبنا:

الدرس الاول: ان امريكا هي العدو الاكثر خطوره علينا عراقيين وعرب لانها خططت للغزو وهي تعلم ان العراق لا يشكل خطرا عليها ولكن نزعه الافتراس الوحشي المسيطر عليها هي التي دفعتها للتخطيط لغزو العراق بعد انهاكه بالحصار وغيره، وغزو العراق،فلنتعلم هذا الدرس ولنعلمه لابنائنا واحفادنا.

 

الدرس الثاني: ان ايران اخطر ادوات امريكا في المنطقه وان اسرائيل هي الخطر الثاني بعد ايران في المنطقه، وانهما عدوان لا يمكن التعايش معهما مهما طال غزوهما لعراقنا وبقية اقطارنا.

 

الدرس الثالث: ان التحرر من غزوات امريكا وايران واسرائيل من المستحيل ان يتم بالوسائل السلمية ولا بد من المقاومه بكافة اشكالها ولكن بشرط ان تكون المقاومة المسلحة هي السيد المتحكم بتطورات الصراع والا فاننا سنكون عبيدا نعد اعدادا منظما للزوال التدريجي كشعب وكامة.

 

الدرس الرابع: عندما يكون عدونا متفوقا علينا تفوقا تاما في ادوات الحرب فيجب ان نفكر عشر مرات قبل ان نتخذ قرار الحرب او السلم، وفي حالتنا التي نعيشها فان امريكا وايران وان تفوقتا علينا بالسلاح والقدرات الا اننا نملك قوة جبارة لاتملكانها وهي ارادة التحرير لدى شعبنا والتي ظهرت طوال فترات الغزو وكانت هي القوة التي اجبرت امريكا على سحب قواتها لعجزها عن الصمود امام هجمات المقاومة العراقية غير المسبوقة في تاريخ العالم من حيث سرعة انطلاقها وعدد المشاركين فيها، وهذا الشعب بارادته الفولاذية ايضا هو الذي فتت الصخرة الاصلب التي اعتمد عليها الغزو الامريكي وهي صخرة الاحقاد الفارسية خصوصا بعد انتفاضة تشرين المباركة التي اسقطت انجازات اعداء العراق خصوصا الفتنة الطائفية.وبهذه الارادة الفولاذية سيتحرر العراق وليس بالاستجداء او الانبطاح او التنازل عن حقوقنا، ومما يمكننا من النصر هو ان كلا العدوين فقدا الارادة والمعنويات.

 

الدرس الخامس: الحرب تضع الشعب كله والوطن كله امام الفناء او البقاء ولهذا يجب ان يكون قرار الحرب والسلام من صلاحية قيادة جماعية معتمدة وبعبقرية الجماعة نستطيع تحديد المواقف بصورة مدروسة.

 

سادسا: كل ما جرى اثناء وبعد الغزو هو خطوات مقررة سلفا، وليس اخطاء بريمير او غيره كما تدعي الان امريكا لاخفاء جرائمها ضد الانسانية.

 

سابعا: ان العلاقة بين امريكا واسرائيل من جهة وايران من جهة ثانية علاقات تلاق ستراتيجي قاسمه المشترك تدمير امتنا العربية ومحو قوميتنا العربية، والخلافات بين الطرفين تتمحور حول تقاسم اشلاء الجسد العربي، لذلك يجب ان لانقع في وهم ان الصراع بينهما صراع اهم من صراعهما مع الامة العربية.

 

ثامنا: ان اجتثاث البعث لم يكن مجرد خطة معادية لحزب بل كانت مخططا امريكيا –ايرانيا- صهونيا مشتركا لمحو العراق اولا ثم تترى الخطوات لمحو بقية الاقطار العربية،واول خطواته تدمير البعث بصفته طليعة واعية لهذه الامة ثم الانتقال لنشر الفوضى وافشال الدولة وتدمير الجيش والاقتصاد وتمزيق الوحدة الوطنية في العراق وبقية الاقطار العربية، وهذا مانراه الان بوضوح.

 

تاسعا: ان اي محاولة لايجاد حل للتفاهم مع امريكا بغير توفير عامل القوة ستنتهي بتحول اصحابها الى ادوات امريكية جديدة رغم كل النوايا، فاذا لم تكن هناك مقاومة مسلحة ونضال سلمي عام يدعمها فان اي محاولة للتفاوض مع امريكا او ايران ستكون استسلاما للعدو.

 

عاشرا: حل الحزب والجيش والاجهزة الامنية كان من الضرورات الاساسية لكي تخلق البيئة الفوضوية الصالحة لنشر كافة انواع التخريب الاخرى خصوص سيطرة الميليشيات وتلك هي من اخطر وسائل اجتثاث الدولة.

 

حادي عشر: يجب ان نتعلم من الدرس الصيني حيث ان الصين انتظرت اكثر من ثمانين عاما لكي تحقق اهدافها لانها بلورت منذ عقود طويله اهدافها البعيده واجلت تنفيذها لحين توفير القوه اللازمه للتنفيذ الناجح واخذت تطبق اهدافا بسيطه يمكن تطبيقها في مرحلة معينة دون ان تنسى الاهداف البعيده وهكذا بالجمع بين اعداد القوة واعادة بناء الحزب الذي يقود الامة نحو النصر نجحت الصين في الوصول الى اهدافها، فما احرانا اليوم ان نبني قوتنا اولا وفي مقدمتها حزبنا كي نضمن اننا لن نضطر للتنازل لاننا ضعفاء كما حصل في الساحة الفلسطينية بتوقيع اتفاقية اسلو المشؤومة؟

 

ثاني عشر: لنتذكر ان الجلاد عندما نتعامل معه على انه منقذ فاننا نكون دخلنا مرحلة سكرات الموت الحتمي، فجلادنا ليس اميا ولا متخلفا ولا مزاجيا كي يغير موقفه بين ليلة وضحاها فهو محكوم بقرارت مركزية ملزمة وعليه تنفيذها، فلنتعلم هذا الدرس ونتجنب اي تعويل على انقاذنا بواسطه الجلاد الذي قطع رؤوسنا. وليكن هدفنا مدعوما بقدرتنا النضالية وعزمنا وتمسكنا بحقوقنا كاملة.ولتبقى جرائم من غزا العراق محفورة في حدقات عيوننا كي لاننساها ابدا.

 

قيادة قطر العراق المنتخبة في 19-3-2023

شبكة البصرة

الثلاثاء 29 شعبان 1444 / 21 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط