بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

امة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة           وحدة حرية اشتراكية

شبكة البصرة

العدد السابع

10 آذار - مارس 2023

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

الايميل: babiliraqi99@gmail.com

الفهرس

الافتتاحية

ماذا يريد بن غفير وتوأمه خامنئي؟

من تراث الحزب

1- القومية حب قبل كل شيء ميشيل عفلق

2- الجزء الثاني من كراس الرفيق دكتور بيتر قمري

ملف ذكرى مرور 20 عاما على غزو العراق

مقالات وتقارير

1- تحرير العراق مهمة طلائعه الثورية صلاح المختار – العراق

2- قراءة في كتاب (التصدي لصدام حسين) د. عبدالواحد الجصاني

3- تفاقم ازمة امريكا الاقتصادية احد اسبابها غزو العراق

4- حرب العراق خطأ ساذج

ملف عيد الام:

1- من هي الجزائرية التي رسمها بيكاسو؟

2- كاريكتير لمناسبة عيد الام

3- نون النسوة وتاء التأنيث الرفيق ابو حمزة – فلسطين

4- الامين العام للامم المتحدة يعترف بأن مساواة المرأة لن تتحقق قبل 300 عام!

5- الماجدة العراقية ايقونة النضال الرفيق عامر الضمور الاردن

المقالات

1- بايدن لن يضرب ايران الدكتورة نايا البغدادي

2- رمال الحقد الفارسي تبتلع سُرّ من رأى الدكتور اكرم الجبوري -العراق

3- الحركات المسلحة في السودان عبدالله علي ابراهيم - السودان

4- سياسة الصين والحسابات الاقليمية جيفري كامب - خبير امريكي

5- سيادة الفراغ قناع الفاسدين الرفيق نضال –لبنان

6- خارج المتاهة محمد عتيق - السودان

7- رمضان على الابواب ماذا اعددنا لاستقباله؟ الرفيق ابو حمزة - فلسطين

8- يسألون ماهي المواقع الحزبية الرفيق صالح الدليمي - العراق

9- اوستن في بغداد الرفيق مجيد الجنابي - العراق

10- رائحة الدخان الامريكي الرفيق جومرد حقي اسماعيل -العراق

11- البطولة الفلسطينية نبع لاينضب الرفيق ابو شجاع - فلسطين

12- قبل توقيع الاطاري محمد وداعة - السودان

13- ماذا يحصل في فرنسا؟ الرفيق ابو غسان - لبنان

14- ملاحظات حول الحزب في لبنان الرفيق ابو هيثم - لبنان

15- جميل ومفيد د.عمار عرب

16- هل ستتفكك بريطانيا؟ فينتان أوتول - خبير غربي

17- ما بعد باخموت عبدالحليم قنديل - مصر

الشعر

1- ما بين قلبي والعراق للشاعر مهنا الماضي

2- ما غبت يوما للشاعر الدكتور طارق الخطيب لبنان

التقارير والاخبار

1- تقييم التصور الروسي والصيني لعسكرة الفضاء

2- حضارة السايبورج تكامل الانسان والالة

3- البنتاغون يؤكد بان ايران تحتاج ل12 يوما لانتاج قنبلة ذرية

4- استاذ صهيوني يؤكد بان (الشعب اليهودي) اختراع.

5- مديرة المخابرات الامريكية تقول بان المواجهة مع روسيا محتملة

 

الافتتاحية

ماذا يريد بن غفير وتوأمه خامنئي؟

ليس غامضا ما يجري الان في فلسطين وفي العراق بصورة متزامنة ففي فلسطين اوصل بن غفير الى موقعه الرسمي في اسرائيل كي يثير زوبعة كبيرة في فلسطين تجذب انظار العالم اليها وتغطي على ما عداها فاباح الدم الفلسطيني باعتدائه على مقدسات العرب في فلسطين وشعبها واعاد التوتر الى قلب فلسطين بعد هدنة ما سمي باتفاقيات السلام وفي مقدمتها السقوط المريع في اتفاقية اوسلو،وهي التي فككت الوطن العربي والعالم الاسلامي بكاملهما، فجرائم بن غفير ونتنياهو ضد شعبنا في فلسطين ليست الا محاولة لتركيز الانظار هناك وابعادها عما يجري علنا وفي الخفاء من خطوات في اطار مخطط تفتيت كل الاقطار العربية ومحو عروبتنا،وفي الطرف الاخر نرى خامنئي التوأم الطبيعي لبن غفير ونتنياهو يأمر اتباعه في العراق بأعادة تصعيد الصراع الطائفي بعد ان اخمدته ارادة جماهيرنا في الجنوب والوسط بوحدتها الوطنية التي انتصرت بصورة حاسمة على كل تزييف عندما فجرت انتفاضة تشرين في عام 2019، وهو تزييف استخدم طوال 1400 عام، وكان الاسلوب هو نفسه اي بالاقدام على خطوات استفزازية اجرامية تعيدنا الى مربع عام 2006 حينما دمرت المخابرات الايرانيه مرقد الامامين في سامراء عمدا وتخطيطا من اجل ان تجد المبرره والغطاء لتصفيات طائفية دموية شملت بالقتل الاف العرب في العراق وانهكت العراق، الان خامنئي يامر مرة اخرى تلك المليشيات بالسيطرة على الجامع الكبير في سامراء وبنفس الوقت يصعد في بغداد حينما يأمر اعضاء في مجلس ما يسمى النواب باجراء احتفال بذكرى اسطورية اصطنعها الفرس عمدا لتكون مثل مسمار جحا يستخدم للتدخل واثاره الفتن بمناسبة ما اسمي ب(ولادة الامام المنتظر الحجة القائم المهدي)، وذلك استفزاز طائفي صريح.

وهكذا نرى بن غفير في اسرائيل وهو يصعد ضد عرب فلسطين ويقتلهم بدم بارد ويعد ومن معه قوانين الاعدام كل من يعارض الاحتلال الصهيوني، ولكنه يغطى كل ذلك بتصعيد الدعاية التي مضت عليها سنوات طويله والتي تدعو الى ضرب المشروع النووي الايراني وتدميره دون تنفيذ تلك التهديدات، وهذا التكتيك اصبح مكشوفا وهدفه التغطية على محاولة تثبيت اقدام الكيان الصهيوني التي تهتز بقوة بتطمين المستوطنين الذين اصبحت الهجرة المعاكسة خيارهم المفضل بعد الفشل في انهاء (التهديدات الامنية) رغم اكثر من سبعة عقود من القتل والتهجير والتزوير،فالفلسطيني ابن الوطن وصاحب كل الارض بين النهر والبحر هو المقرر لما يجري وسيجري وهو الذي سيضع النقاط الاخيرة على حروف المصير، لذلك فالتهديد بضرب ايران ومشروعها النووي ليس سوى غطاء لترسيخ الكيان الصهيوني وازالة عوامل تهدمه.

ولكن ما يكمل ذلك هو رؤية خامنئي وهو يصعد في العراق واليمن وسوريا ولبنان عملياته التخريبية ضد الامة العربية واخرها في العراق بالاستيلاء على الجامع الكبير في سامراء وهو معلم تاريخي عربي البناء والهوية والملكية، نعم انه استكمال لما يفعله توامه بن غفير ونتنياهو في القدس ومقدساتها، ولاثبات التوأمة بين الكيانين العنصريين فان ايران وهي تستولي على املاك العرب تصعد دعاياتها التي تقول بانها ستمحو الكيان الصهيوني بصواريخها!

وهكذا فاننا امام توأمان يكمل كل منهما دور الاخر في المخطط الاستعماري الغربي لانهاء الامة العربية،وهي حقيقة تجعل التسمية الواقعية لكل منهما هو انهما اسرائيل الغربية وتوأمها اسرائيل الشرقية.فما العمل وما الذي يجب علينا فعله؟ الجواب هو ان الاستعمار والغزو المباشر كالغزو الصهيوني لفلسطين والمموه كالغزو الايراني للعراق واليمن وسوريا ولبنان لن ينتهي الا بالمقاومة المسلحة، وبالتبعية فان الاعداد للمقاومة المسلحة هو المهمة الاساسية الان، ولا يمكن ان تقوم المقاومة مجددا الا بتطهير صفوف القوى الوطنية من الاختراقات الامنية التي شملت احيانا اجزاء من اعلى قيادات فيها، فلنبدأ اولا ببناء الذات، فالقوه لا تنبع الا من الذات وليس من الخارج.

هيئة التحرير

 

من تراث البعث:

1- القومية حب قبل كل شيء - ميشيل عفلق

اخشى ان تسف القومية عندنا الى المعرفة الذهنية والبحث الكلامي فتفقد بذلك قوة العصب وحرارة العاطفة. كثيرا ما اسمع من الطلاب اسئلة عن تعريف هذه القومية التي ننادي بها: أهي عنصرية تقوم على الدم، أم روحية تستمد من التاريخ والثقافة المشتركة؟ وهل هي تنفي الدين أم تفسح له مكانا؟!

وكأني بهم يعلقون ايمانهم بالقومية على درجة التعريف من الصحة والقوة. مع ان الايمان يجب ان يسبق كل معرفة ويهزأ بأي تعريف، بل انه هو الذي يبعث على المعرفة ويضيء طريقها.

القومية التي ننادي بها هي حب قبل كل شيء. هي نفس العاطفة التي تربط الفرد بأهل بيته، لان الوطن بيت كبير والأمة أسرة واسعة. والقومية ككل حب، تفعم القلب فرحاً وتشيع الأمل في جوانب النفس، ويود من يشعر بها لو ان الناس يشاركونه في الغبطة التي تسمو فوق انانيته الضيقة وتقربه من افق الخير والكمال، وهي لذلك غريبة عن ارادة الشر وأبعد ما تكون عن البغضاء. اذ ان الذي يشعر بقدسيتها ينقاد في الوقت نفسه الى تقديسها عند سائر الشعوب فتكون هكذا خير طريق الى الانسانية الصحيحة... وكما ان الحب لايوجد الا مقرونا بالتضحية فكذلك القومية، والتضحية فى سبيلها تقود الى البطولة. اذ ان الذي يضحي من اجل أمته دفاعا عن مجدها الغابر وسعادة مستقبلها، لأرفع نفساً واخصب حياة من الذي يحصر تضحيته في شخص واحد.

ان الذي يحب لا يسأل عن اسباب حبه. واذا سأل فليس بواجد له سبباً واضحا. والذي لا يستطيع الحب الا لسبب واضح يدل على ان الحب في نفسه قد فتر او مات.فكيف يجوز لبعض الشباب ان يتساءلوا عن الحجة الدامغة التي تقنعهم بان حبهم لامتهم العربية يجب ان يغلب حبهم لاي شعب اخر، ويرجح على كل ميل لهم نحو طائفة او عشيرة او اقليم؟ وكيف يجوز لهم ان يتساءلوا فيما اذا كان للعرب فضائل جديرة بالحب؟ ان الذي لايحب امته الا اذا كانت خالية من العيوب لا يعرف الحب الحقيقي. وفي رأيي ان السؤال الوحيد الذي يجوز للشباب ان يطرحوه على انفسهم وعلى اساتذتهم هو هذا: ما دمنا نحب امتنا بخيرها وشرها ففي اي طريق نستطيع ان نحول هذا الحب الى خدمة نافعة وعلى اي اسلوب؟

الحب، ايها الشباب، قبل كل شيء. الحب اولا والتعريف يأتي بعده. اذا كان الحب هو التربة التي تتغذى قوميتكم منها، فلا يبقى مجال للاختلاف على تعريفها وتحديدها. فتكون روحية سمحة بمعنى انها تفتح صدرها وتظلل بجناحيها كل الذين شاركوا العرب في تاريخهم وعاشوا في جو لغتهم وثقافتهم اجيالا فاصبحوا عربا في الفكرة والعاطفة. ولا خوف ان تصطدم القومية بالدين فهي مثله تنبع من معين القلب وتصدر عن ارادة الله، وهما يسيران متآزرين متعانقين، خاصة اذا كان الدين يمثل عبقرية القومية وينسجم مع طبيعتها.

ميشيل عفلق

عام 1940

 

2- الجزء الثاني من كتيب الرفيق دكتور بيتر قمري عضو قيادة قطر فلسطين:

*ما هي مؤشرات نجاح الرفيق الحزبي؟

مؤشرات النجاح هي بمؤشرات الوجود، ولمؤشرات الوجود دلالات على مستويين أولاها الوجود الحزبي المتمثل بإنجاح الخلية الحزبية التي ينتمي إليها الرفيق عن طريق الالتزام بحضور جلساتها والنقاش الفاعل من خلالها وتمتين علاقة الرفيق برفاقه وبالحزب كوحدة واحدة إلى جانب تجذير مفاهيم الرفيق بمنطلقات الحزب وأيديولوجيته وأهدافه لجعله أحد روافد هذا الفكر ومشروع نضاله الجماهيري، فالرفيق الحزبي والخلية الحزبية هما عامل الوصل بين الحزب والشارع، يـُنقل للقيادة من خلالهما نبض الشارع ورأيه ومعاناته ويـُنقل من خلالهما للجماهير رأي الحزب وموقفه تجاه واقع مطروح أو حَدَث مُعاش. الخلية الحزبية تعتبر أعلى درجات النضال الحزبي في كل مستوياتها التنظيمية فبالخلية يتم بناء الحزب ومنها تُصاغ سياسته على ساحة التواجد وبوحدتها يصان التنظيم، فالخلية هي الحاضنة الحزبية للكادر الملتزم. أما ثاني الدلالات فهو مقدار تواجد الرفيق بين الجماهير وتأثيره بها وقيادته لقطاعاتها في أماكن تواجده وعلى قمة هذا التواجد هو الكسب الحزبي إذ بدون الكسب الحزبي الذي يديم شباب الحزب واستمراريته، والذي يمثل الواجب الرئيسي للرفيق والذي،من خلال الكسب، يثبت فاعليته واقتداره. إذ بدون الكسب الذي يضخ الدماء الجديدة للحزب يشيخ الحزب ويهرم وينمحي كما حصل لأحزاب أخرى على الساحة العالمية والعربية. حيث أن ألبعثي عاش انقلاب الذات حين أصبح بعثياً فعليه أن يوجد حالة الانقلاب هذه في عقول ونفوس الجماهير ليُؤَمِن حالة الكسب الجديدة وإدامتها، فبالالتزام بالخلية (حضوراً وتفاعلاً) وبمقدار الكسب يكون الرفيق ناجحاً.

*هل لا زال البعث يؤمن بمقولة الرفيق الراحل القائد المؤسس... العروبة جسد روحه الإسلام... بعد كل ما نراه ونلمسه من ممارسات غير مقبولة من جهات إسلامية نافذة؟عندما قلنا في فكر البعث، إن العروبة جسد روحه الإسلام، كنا نعني الإسلام بعمقه الفكري والاجتماعي، عمقه الثوري والنضالي، عمقه الاشتراكي والإنساني، عمقه الإنفتاحي والعلمي، رؤيته المتجددة للعالم وما يدور به وحوله، إسلام المساواة بين الرجل والمرأة وبين جميع شرائح المجتمع، إسلام البناء والتطور، إسلام الانقلاب على الذات من اجل الخلق الجديد، هذا هو الإسلام الذي آمناّ به روحاً للجسد العربي، أما إسلام السلفية السائدة فليس مناّ، إسلام الفكر الغيبي الظلامي التكفيري ليس مفهومنا، الإسلام الذي يبرر هزيمة الخنوع العربي وفقدان إرادة القتال وتبرير ارتباط السياسة العربية بالتوجه الاستعماري وبابتعاد الأمة عن منابع عقيدتها ليس إسلامنا، الإسلام الذي يقودنا للتحجر الفكري ويقيد عطاءنا واجتهادنا وواجبنا العملي الوظيفي ويجعل همّنا اليومي أداء الصلوات والفروض الخمس في مواعيدها ليس إسلامنا الذي يمثل روح الجسد العربي، الإسلام الذي يسعى لإلغاء العقل والعلم معاً وهو ليس قادراً على رؤية ابتعاد الظاهرة الدينية،التي تسود المجتمع الآن، عن التفكير الإسلامي الصحيح وعن الفقه، أي يُبعد الإسلام عن الإسلام نفسه بجوهره وصحيحه هو ليس إسلامنا الذي نحب ونحترم. الإسلام بفتاواه الحالية، التي يخجل من ذكرها الإنسان والتي تدل على أمرين، إما جهل وظلامية المفتي أو ارتباط المفتي نفسه بالتوجهات الاستعمارية المعادية والهادفة لتشويه الإسلام والمسلمين بشكل عام، وكلا الشريحتان تعملان لدى الحكومات التابعين لها والتي لم تقم بدورها بتنقية دور الفتوى من أمثال هؤلاء الخارجين عن الإسلام بأصالته وقاعدته الفكرية السليمة البعيدة عن التحريف والتي تَشرَّف المؤمن بها. مسلمو اليوم الذين يفهمون الإسلام حسب الفتوى التي تحث على السلام دون الحق وعلى التعامل مع الكيان الصهيوني الغاصب كياناً جارا صديقاً وشرعياً ليسوا مسلمي البعث بمفهومه بل مسلمو الصهيونية وأمريكا وهم ليسوا منا، كما أن المسلمين السلفيين

الذين نسوا عدوهم ودباباته وعدد الشهداء اليوميين وتوجهوا لحرق مقاهي الإنترنيت والمدارس ودور السينما وقتل مذيعات التلفزيون بحجة أن خصلة شعر منها تظهر على الشاشة، هم ليسوا من الإسلام الذي يمثل روح جسد الأمة، كما أن من تفننوا بالذبح من الوريد إلى الوريد وبقطع الرؤوس هم بالطبع ليسوا من جسد الأمة ولا من روحها. لقد وعت الأمة العربية هذا الإرتداد عن مفاهيم الإسلام الأصيلة وما آل إليه الإسلام منذ منتصف القرن التاسع عشر، لذا كانت دعوة التنوير على يد الشيخ جمال الدين الأفغاني الذي أطلق صرخته " إن الإسلام يترقب قيام لوثر جديد فيه" لإيمانه بحاجة الدين الإسلامي لحركة تصحيحية، شبيهة بما شهدته الكنيسة المسيحية الكاثوليكية في بدايات عصر النهضة الأوروبية، لتعيد للدين الإسلامي إعتباره وأصالته وتبعده عن المسارات التي أخذ يسير بها بتأثير أصحاب الجمود الفكري والظلامية والتخلف.

إن الأمل الوحيد في عودة المسلمين إلى الإسلام الصحيح، الذي يمثل روح جسد الأمة، هو في الخروج من نكسة إنحدار الفكر القومي والعودة بهذا الفكر لواجهة الأمل العربي ولمكانه الصحيح لما يمثله من حالة إنهاض للأمة وخروج لها من بئر الظلام الفكري والممارسات المرفوضة والإملاءات التهديدية والإغراءات المالية وإبعادها عن طغيان الإسلام السياسي والفكر الظلامي وعودتها لمنابعها الصافية، ثقافياً وروحياً، ممثلة بالإسلام الذي عرفته الأمة روحا للعروبة.

*ما هو الحيز الإيماني لدى حزب البعث العربي الاشتراكي؟

حزب البعث العربي الاشتراكي حزب علماني يرفض تسييس الدين كما يرفض تديين السياسة، وهو حزب الأمة بكافة شرائحها ودينيها- الإسلام والمسيحية- ما دام أبناء الأمة يدينون بأحدهما، وأدبيات الحزب جميعها تطرح علمانية البعث وتنظر لهذا المفهوم الرئيسي الهادف إلى البناء العقلي لكل أبناء المجتمع العربي بعيداً عماّ يشدهم للولاءات الغيبية أو لتفضيل الدين عن الوطن، والمذهب عن مجموع المجتمع بحيث يصبح مثيل الدين أو المذهب،ولو كان من قومية أخرى، أقرب إليه من العربي الذي هو من دين أو مذهب مختلف. هذا لا يعني أن البعث حزب إلحادي بل هو منبثق من صميم الإيمان وهو من جعل من الإيمان قوة الانبعاث من أجل التضحية والثورة والنضال كي تتحقق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وقد برهن مسار التاريخ أن مَن يُنتزع من دائرة الإيمان لا خير بمواطنته إذ يبقى بعيداً عن مفاهيم التضحية من أجل المبدأ، إن كان للوطن أو للإنسان، وبالمقابل فإن من يُغالي في إيمانه الديني ويتشبث بالمظاهر الدينية، بحيث يكون دينه دُنياه، يعيش حالة الانعزال وحالة الاصطفاف ضد إخوته بالدم والانتماء القومي في حال اختلاف الدين، وقد تدفع به هذه المغالاة للاصطفاف ضد من يخالفونه المذهب في إطار نفس الدين، وهنا تكمن الخطورة وتكمن المأساة المتمثلة بتقسيم الأمة سيراً على طريق الاحتراب الداخلي والتقوقع المذهبي والديني مما يدفع للنظر إلى الشريحة الأكبر، من قِبل الشريحة الأصغر، بمنظار التوجس والذي سيؤدي إلى نزع الذات من قضايا الأمة وتطلعاتها، إلى جانب الإحساس بالاغتراب رغم العيش بالوطن الواحد، مما سينتهي بالأمة، لا محالة، إلى فنائها. العلمانية هي الضمانة وهي من يعطي المجتمع دفقاً متواصلاً للتنور والحداثة والإبداع ولمجارات التطور العالمي وتطويع مستويات العلم والمعرفة لمصلحة الأمة. أما في حالة المجتمع المتدين فإن ضوابط عديدة، قد تصنف بالضوابط القاتلة، تقف أمام تبني التطور وتصبح عاملاً مانعاً للفكر والتحديث والمساواة بين فئات المجتمع الواحد، هذه الضوابط قد تحَيـِّد نصف المجتمع، عند النظر للمرأة برؤية دينية سلفية جامدة،كما تشكل هذه الضوابط تجسيداً للتمايز الاجتماعي والوظيفي غير الصحيح بين الرجل والمرأة وتنعكس لتكون في بعدها الأخطر يبن فئات نفس المجتمع وبين شرائحه، كما قد تصبح هذه الضوابط عاملاً مصادراً لزمن ووقت الإنتاج الذي هو قاعدة الاقتصاد الوطني، كما أن المغالاة بالتدين وبمظاهره تؤدي إلى ازدواجية بالولاء إذ يبتدئ بالولاء الديني ومن ثم الولاء الطائفي والمذهبي وكلاهما على حساب الولاء للوطن وقضاياه. حزب البعث العربي الاشتراكي، رغم علمانيته، هو من أعطى روح العروبة قيمتها الحقيقية من السمو دون أن يكون هذا على حساب دين توحيدي آخر يعتنقه أفراد الأمة، وأيضاً دون نرجسية أو عنصرية أو تعالي. حث البعث على الإيمان دون تزمت أو تعصب أو انطواء، معتبراً الإيمان بالله هو قاعدة الإيمان بالوطن والأمة وقضاياها وبالمجتمع والعائلة، بل الإيمان بالإنسان وحقه بالحياة الحرة والعيش بكرامة، فصان الحقوق والواجبات دونما إجحاف، لذا اعتُـُبـِر حزب البعث حزب إنساني. الدين في مفهوم البعث هو طريق علاقة الفرد بالله وللفرد حرية اختيار الطريق شريطة أن تكون هذه الطريق وتستمر لتبني الإنسان الذي يقدس الوطن ويضحي من أجل قضاياه. الدين في مفهوم البعث هو الطريق الموازي للعقل في مقاربة الله، لقد اقتضت ظروف أم المعارك وما رافقها من الاصطفاف المذهبي لدى البعض، على حساب الاصطفاف الوطني القومي ومعركة المصير، لقد اقتضت موقفاً سياسياً ودينياً ممتصاً لظاهرة الاصطفاف المذهبي المدلِل على المفهوم الرجعي المنغلق، دون تنازل أو إلغاء لعلمانية البعث، هذه العلمانية التي تمثل الجناحين (القومية والدين)الحاضنين لكل شرائح المجتمع دون تحيز أو تمييز. إن علمانية البعث العربي الاشتراكي، بمفهومها الذي ذكرنا، هي ما تميزه عن أحزاب وتجمعات فكرية عربية وعالمية وهي ضمان وحدانية تمثيله للأمة وريادته لها. يتبع

 

عشرون عاما بعد غزو العراق

مقالات وتقارير

1- تحرير العراق مهمة طلائعه الثورية صلاح المختار- العراق

تصاعدت في الاشهر الاخيرة ادعاءات بان بريطانيا او امريكا او كلاهما يعملان على انقاذ العراق وان هذه الخطوة قادمة لامحالة! ورغم ما في هذا الترويج من تفاهة وتضليل متعمدين واستخفاف بذكاء العرب خصوصا العراقيين منهم فان هناك من رقص لهذا التسريب المخابراتي، رغم انه حتى اشد الناس غباء يعرف ان من دمر العراق عمدا وبدأ تخريبه العملي منذ تأميم النفط في عام 1972 هم امريكا وبريطانيا واسرائيل الغربية، وان من شارك هذه الاطراف ولعب الدور الاكثر حقدا وقساوة هو الجارة منبع الشر اسرائيل الشرقية،فكيف يمكن لم يملك الحد الادنى من الذكاء ان يتورط في فخ تسريبات مخابراتية؟ هنا سنوضح اهم الحقائق التي تتحكم بمصير العراق والتي بدون تذكرها دائما لن يتحرر العراق وبالتالي ستبقى الامة العربية تدمر تدريجيا حتى الفناء التام وسط التخدير الشامل لمن يتراقص عندما يسمع بان امريكا او بريطانيا ستنقذان العراق:

1- ان من دمر العراق بتخطيط مدروس جدا وطوال عقود لن يتغير الا اذا اجبر، وسيبقى هدفه اكمال تدمير العراق وتنفيذ خطة الغاءه من خارطة العالم وهي حقيقة لم تتردد امريكا من قولها بكل وقاحة تحت عنوان صارخ هو (محو العراق)، ولكن ما يبشر بالخير هو ان كل من خطط ونفذ خطة تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، ومن وضع خطط محو الهوية العربية للمغرب العربي ومشرقه باصطناع هويات جديدة تفرض بالقوة محل العروبة، يتعرض الان لتقويض كيانه: فامريكا تتفتت امام نواظرنا من الداخل والخارج،ويكفي ان نذكر الان بان الدين العام لامريكا وصل الى رقم مرعب وهو 31 تريليون دولار ومعناه ان الامريكي يحارب ويأكل ويتناسل بالدين! وبريطانيا تتجه للزوال من خارطة العالم كدولة واحدة بعد تزايد قوة انفصال ايرلندا وويلز وسكوتلاندا، وفرنسا بطلة امزغة (من امازيغ) المغرب العربي دخلت طور الخنق الاقتصادي والاجتماعي بينما تطرد من افريقيا وهي المصدر الرئيس لثروتها، واسرائيل الغربية نرى قادة كبار ومفكرون فيها يحذرون من زوالها القريب ويعدون للهجرة منها باسرع وقت، وتوأمها اسرائيل الشرقية كشفت كل اوراقها في العراق وبقية الاقطار العربية المحتلة واثبتت للاغلبية الساحقة من العرب خصوصا في العراق، انها عدو لكل عربي سواء كان مسلما شيعيا او سنيا او مسيحيا او صابئيا، الامر الذي افقدها ما بنته طوال اكثر من 1400 عام من خداع منظم وظهرت عدوا فارسيا حاقدا عارية من كل غطاء.

وكل هذه الدول استنفدت الكثير مما جمعته من ذخائر مادية ومعنوية ونرى انها تتراجع وتتقزم وهي مخمورة وعاجزة عن منع سقوطها. ومقابل ذلك وعلى النقيض منه نرى الصين تزداد تأثيرا باقتصاد العالم وتركض بسرعة هائلة نحو التربع على قمته،وروسيا تزداد اصرارا على المواجهة بعد ان ثبت لها ان امريكا والنيتو معها خططا لتقسيمها، والشعوب المضطهدة من قبل الغرب،خصوصا من قبل امريكا، تزداد تفاؤلا بغروب عصر امريكا وزوالها الذي يزداد وضوحا، وتحرر الاتحاد الاوربي من الاسر الامريكي واندماجه في عالم جديد متعدد الاقطاب اخذت عوامله القوية تتبلور بعد ان شنت امريكا الحرب على روسيا بواسطة اوكرانيا واصبح الاتحاد الاوربي هو احد اكبر الخاسرين فيها، وهذه تحولات تمهد الطريق لانتهاء العصر الامريكي ومعه سيدفن الانفراد بالعالم من قبل دولة واحدة.

2- العراق لن يحرره الا ابناءه وشرط توفر ذلك هو وحدة شعب العراق ومنذ انتفاضة تشرين عام 2019 ترسخت حقيقة ان وحدة ابناء العراق من شماله حتى جنوبه هي سلاحنا النووي الجبار والذي سيهدم كل خراسانات اعداء العراق التي بنيت كي يبقى الاحتلال، وكل عراقي يعرف الان ان الميليشيات واحزاب الفرس انتهى عمرها الافتراضي ولن تقاتل جديا وستهرب عندما تواجه مقاتلين اشداء سلاحهم قوتهم الذاتية وايمانهم بان تحرير العراق هو الخيار الاوحد لهم في عالم ظالم ومظلم، وهذا هو سلاحنا النووي الذي سيضمن التحرير، فلا تراهنوا على غير قوة ارادة ووحدة شعبنا فمن يروج ان خلاص العراق سيتم على يد بريطانيا او امريكا يروج لخديعة كبرى.

3-ومن سيبني العراق هم من يحرره والمحررون سيجدون عالما بغالبيته الساحقة ينتظرهم، فالصين الصاعدة اقتصاديا وتكنولوجيا وروسيا المتفوقة عسكريا والمتمكنة اقتصاديا،والهند الصاعدة وبقية دول العالم الثالث الناهضة ستجد في المساهمة في اعادة اعمار العراق فرصتها لاكمال نهوضها، وبقوة هذا العامل المشترك يمكننا ليس فقط اعادة بناء العراق بسرعة استثنائية خصوصا توفير الخدمات وانهاء معاناة شعبنا بل ايضا اعادة بناء قواتنا المسلحة ليعود العراق الرقم الاكثر صعوبة في معادلات الصراع الاقليمي والعالمي،مقابل تدهور دور امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية،فالعراق القوي سيعود حالما تكون الطليعة الثورية جاهزة، وبقوة الملايين الداعمين للثوار سيتحقق الانتصار، وهذا هو ما يرعب امريكا وبريطانيا ومعهما تل ابيب وطهران،فلنراهن حصرا على نصرنا العظيم وبقوتنا الذاتية.

 

2- قراءة في كتاب "التصدي لصدام حسين“ للمؤرخ الأمريكي ميلفين ليفلر

بقلم عبد الواحد الجصاني

بمناسبة الذكرى العشرين للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، صدر في الأول من شباط/فبراير 2023 كتاب (التصدي لصدام حسين: جورج بوش وغزو العراق) لواحد من اهم المؤرخين السياسيين الامريكان وهو الأستاذ الجامعي الأمريكي ميلفين ليفلر). Melvyn Leffler). الكتاب هو حصيلة عمل دؤوب قضاه الباحث منذ عام 2010 في دراسة الوثائق وإجراء المقابلات مع مسؤولي الادارتين الامريكية والبريطانية وقت الغزو، وعرض المؤلف هدف الكتاب بالقول "هذا الكتاب يسعى لتفسير أكثر قرارات السياسة الخارجية الأمريكية تأثيرا في القرن الحادي والعشرين وهو كيف صيغ ونُفّذ غزو العراق والحرب على الإرهاب" (ص 21)، ثم ذكر نتائج تلك الحرب بالقول " القوة الامريكية أهينت، وجرى تحديها، وانحسرت هيمنة امريكا الاقتصادية وأهتز تماسكها الداخلي وسببت حرب العراق الإحباط للشعب الأمريكي وعمقت انقسامه الحزبي ومزقت الثقة بحكومته (ص 25). وتميز الكتاب بأنه وضع الغزو وهزيمة أمريكا في العراق في اطارها الجيوستراتيجي الصحيح معتبرا قرار غزو العراق هو قرار للسياسة الخارجية الأهم في مجمل فترة ما بعد الحرب الباردة، وإن هزيمة أمريكا في العراق تقف في قمة قائمة حالات الفشل الاستراتيجي عبر تاريخ أمريكا الطويل في العلاقات الدولية، وإن هذه الهزيمة وضعت حداً لغرور القوة والغطرسة الامريكيتين. وأضاف في الصفحة (27) "لو كنا أكثر ذكاء ولو كان لدينا صناع سياسة أكثر صدقا لسارت جميع الامور سيرا حسنا، لكن المشكلة كانت في صعوبة الحصول على معلومات صحيحة وصعوبة تقيم المعلومات بصورة موضوعية، لذلك كان من الصعب قياس المخاطر "،

ويفسر في الصفحة (664)سبب هذا الفشل بالقول "المعلومات المقدمة لبوش كانت ناقصة بشكل معيب، وفرضياته كانت غير دقيقة، وأولوياته غير واضحة، ووسائله غير متكافئة مع أهدافه، وتخطيط ساذج، وإدارة متهرئة، وتقييم هزيل لما حصل بعد الأشهر الأولى من الاحتلال". ويقول "ولذا فإن قراءة هذا الكتاب مفيدة لأي رئيس أمريكي يريد تجنب الكوارث ومفيد لأي مواطن امريكي يريد ان ينتخب قادة أفضل".ونستعرض في السطور التالية أهم خلاصات الكتاب وملاحظاتنا عنه، مستدركين بالقول إن هذا المقال لن يغني قطعا عن قراءة الكتاب، وهذه دعوة للسياسيين والثقفين العرب أن يقرأوا الكتاب بتمعن، ففيه أدلة إدانة دامغة على ان الولايات المتحدة ارتكبت عن قصد جريمة العدوان ضد العراق ومعها عدد لا يحصى من جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وكلها جرائم ستحاسب عليها فهي لا تسقط بالتقادم.

أولا: أهم خلاصات الكتاب:

1 - ذكر في الصفحتين 93-94 إن نية اسقاط النظام العراقي كانت مبيته قبل احداث (11/9)، وأن من بين أسباب كره المحافظين الجدد لصدام ورغبتهم في التخلص أنه" يعادي الصهيونية ويريد حذف إسرائيل من خارطة الشرق الأوسط ويسعى للوحدة العربية وقام بتأميم النفط واستخدم الموارد الهائلة الناتجة عن التأميم لتحديث العراق".

وأشار الكاتب الى انه قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب بوش رئيسا للولايات المتحدة (جرى التنصيب يوم 20 كانون الثاني 2001) قدمت كوندوليزا رايس الى بوش مذكرة وضعت فيها الخطوط العامة وجدول الأعمال للأشهر الستة الأولى من حكمه بهدف "تأكيد قيادة أمريكا للعالم" وان يكون ذلك من خلال "الدفع قدما بالاستعداد العسكري والمعنوي" وذكرت انها تريد سياسة هجومية اكثر فعالية تجاه العراق، وإن عقوبات الأمم المتحدة ضد العراق وصلت الى طريق مسدود، وان القصف الدوري للعراق ضمن مناطق حظر الطيران يجعل الأمور أكثر سوءاً. وذكر الكاتب في الصفحة (98) "إن كراهية بوش لصدام كانت جليّة لأن صدام حسب قول بوش" لا يقبل قيمنا ولا يفهم الا لغة القوة". كما أشار في الصفحة (264) الى " إن مما جعل العلاقة بين بوش وبلير قوية هو كرههما المشترك لصدام حسين".

2 - استعرض الكاتب كيف وضع مساعدو بوش العراق كهدف رئيسي للانتقام الامريكي بعد ساعات من احداث 11/9 وذكر في الصفحتين 253-254 الآتي " في مساء يوم 11/9 والحرائق ماتزال مشتعلة في وزارة الدفاع ووسط صفارات سيارات الإسعاف عاد رامسفيلد من الباحة المليئة بدخان الحرائق الى مكتبه في البنتاغون واستذكر مساعده الأقرب ستيفن كامبون (Stephen Cambone) خلاصة ما قاله: "اضربوا صدام حسين وليس فقط بن لادن، الأهداف الآنية يجب ان تكون واسعة امسحوها كلها بالأرض، اضربوا كل شيء مفيد".

وفي اليوم التالي (12/9) وخلال اجتماع مجلس الأمن القومي (NSC) طالب رامسفيلد ونائبه وولفوفيتز باتخاذ اجراء ضد صدام حسين، بينما كان بوش يريد التركيز على تطمين الأمة وتخفيف المعاناة وبث الأمل، خاصة وان مدير وكالة المخابرات الامريكية جورج تينيت أبلغه بعد ساعات من الهجوم أن التحقيقيات أثبتت، لحد ذلك الوقت، أن ثلاثة من المهاجمين هم من القاعدة (ص 186). لكن رامسفيلد وولفوفيتز أصرا على استهداف العراق بحجة أنه "لا توجد أهداف جيدة في أفغانستان لضربها، ولا أماكن يراد اخراج طالبان منها، وإن العراق هو هدف أفضل لإظهار قوة أمريكا وقيادتها".(ص 253)

ولاحقا سأل بوش مساعد رامسفيلد السيد كلارك: هل أن صدام حسين مرتبط بأي شكل من الاشكال بأحداث 11/9 فأجاب كلارك أنه لا يرى علاقة لصدام بهذه المذبحة، والمسؤول عنها هي القاعدة. كما ان السيد موريل (Morell) أيضا أخبر بوش قائلا "ليس هناك تورط عراقي في احداث 11/9، صفر، لا شيء"، وأضاف موريل "لكن العراق دولة إرهابية..... وهم يقومون بتقديم الأموال والتدريب لمجاميع فلسطينية، ولكن ليس للقاعدة".

أما مستشار تشيني للأمن الوطني (Evic Edilman) فقد وضع الأمر بهذه الصورة " لدى صدام أسلحة التدمير الشامل، والقاعدة تريد أسلحة التدمير الشامل، وصدام احتفل بأحداث 11/9، لذلك من الطبيعي ان يتوجه الاهتمام للعراق".وأشار في الصفحة (175) إلى أن وولفوفيتز كان لا يزال يسعى الى هدف تابعه خلال السنين الماضية وهو إمكانية اسقاط صدام حسين عن طريق دعم التمرد الشيعي وإنشاء منطقة محررة محميّة في الجنوب تشكل فيها حكومة مؤقتة تحرم صدام من موارد النفط. وكان وولفوفيتز يردد "لقد نجحنا في خلق مقاومة للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ونحن قادرون على خلق مقاومة في بلد عربي أيضا".

واستعرض الكاتب في الفصل الرابع كيف اقنع الصقور في وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي الرئيس بوش بضرورة إعطاء الأولوية لإسقاط نظام صدام حسين، إذ لعبوا على وتر أن عليك يا بوش أن تحمي الشعب الأمريكي من هجوم ثانٍ على الأرض الامريكية تستخدم فيه أسلحة التدمير الشامل التي قد يقدمها صدام حسين للإرهابيين، وإن "النظام العراقي يبقى خطرا ما دام صدام في السلطة"، بينما كان رأي وزارة الخارجية عدم الدفع باتجاه غزو العراق كون "صدام أضعفته العقوبات والمفتشين". وانه "لا يمثل خطرا مميتا على السياسة الامريكية، وأن آذاه يتمثل في حملته الإعلامية التي تتهم أمريكا تقتل أطفال العراق".

وأشار الكاتب الى أن بوش كان يفضل "مواصلة دبلوماسية القسر وضمان نزع سلاح العراق ومغادرة صدام للسلطة بدون حرب" (ص 466).ويشير الكاتب في هذا الفصل إلى أثر النجاح السريع للحملة الامريكية على أفغانستان على دفع بوش لاتخاذ قرار غزو العراق، وأشار الى تغنّي رئيس الأركان الجنرال مايرز (Myers) بانتصارات أمريكا على طالبان وقوله " لقد طورنا أسلوبا جديدا لخوض الحروب وكانت لدينا الجرأة لاستخدامه، وخلال ثلاثة أشهر اسقطنا طالبان وحررنا ملايين الأفغان".

ويذكر في نفس الصفحة أنه على خلفية انتشار الأنثراكس والاحتفالات بتحرير أفغانستان انفرد بوش برامسفيلد بعد اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 21 تشرين الثاني وسأله اين وصلت استعداداتكم في خطة العراق، وفرح الصقور بهذا السؤال واعتبروا أن بوش موافق الآن على تنفيذ خطة غزو العراق.واستشهد الكاتب في الصفحة (288) بما كان يقوله الصقور مثل كوندوليزا رايس وولفوفيتز وهادلي لتخويف بوش من خطر صدام حسين " إذا استطاع 19 سعوديا باستخدام شفرة قطع الكارتون أن يفعلوا ما فعلوه في 11/9 فتصور ماذا يمكن أن يفعله صدام حسين الذي يطور أسلحة التدمير الشامل ويدعم الإرهاب".

3 - استعرض الكاتب في الصفحتين 711-712 نتائج الغزو الكارثية على أمريكا، وكيف انها تسببت في عبء انساني ومالي واقتصادي ونفسي على الولايات المتحدة لم يكن يتصوره أحد، فقد حجّمت القوة الامريكية وفرقت الشعب الأمريكي وزادت من شعور العداء لأمريكا في الخارج، كما انها زادت من قوة ايران في الخليج وحولت الاهتمام والموارد من الحرب الداخلية في أفغانستان، وزرعت الخلافات بين حلفاء أمريكا الاوربيين واعطت للصين فرصة إضافية للنهوض، وحفزت الانتقام الروسي.

وقال إن العواقب المأساوية للغزو شكلت حقبة جديدة في التاريخ الأمريكي وإن آثارها السياسية والاقتصادية والنفسية ستبقى قائمة. وحمّل الشعب الأمريكي مسؤولية الذهاب الى الحرب ضد العراق، وليس بوش ومستشاريه والكونغرس فقط،. وذكر في الصفحة (471) الآتي: "ورغم ان إلقاء اللوم على بوش ومستشاريه على هذا المسار الأليم هو أمر صحيح، ولكن الفشل في التصرف بعد احداث الحادي عشر من أيلول يجب ان لا ينسب الى الرئيس وحده أو حصره بالرئيس وادارته، فالشعب الأمريكي بغالبيته ساهم في ذلك، إذ أن 72% من الشعب الأمريكي دعموا قرار الرئيس أخذ الأمة الى الحرب في أواسط آذار 2003". وعرض الكاتب تداعيات حرب العراق على جميع نواحي الحياة والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والنظام السياسي في امريكا، وذكر في الصفحة (712) الآتي "عبء الحرب البشري والمالي والاقتصادي على الولايات المتحدة كان باهظا بما لم يكن أحد يتصوره، فقد أودت الحرب بحياة حوالي تسعة آلاف جندي ومتعاقد وجرح أكثر من (32) ألف امريكي خلال العلميات، وعدة مئات من الآلاف من الجنود الذين خدموا في العراق وتقاعدوا لا زالوا يعانون من إصابات في الدماغ أو من ضغوط ما بعد الصدمة، وان نسبة الانتحار بينهم عالية بنسبة خطيرة. وبالمجمل، فإن الحرب ستكلف دافعي الضرائب الامريكان أكثر من (2) تريليون دولار، كما أن الحرب شتتت الانتباه عن التلاعب المتزايد في سوق المال الامريكية (وول ستريت) والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي عجلت بحصول أسوأ انكماش اقتصادي أمريكي منذ الانكماش العظيم (1929-1933). والمحزن أيضا أن الحرب فرّقت أمريكا بدلا من ان توحدها، وعمقت الخلافات الحزبية وقوّضت الثقة بالحكومة، لإن الشعب الأمريكي رأى أن بوش ومستشاريه كذبوا بشأن دوافعهم لشن الحرب وتصرفوا بطريقة غير كفوءة، ولذا أصيب الشعب الأمريكي بخيبة الامل من قادته ومؤسساته".

4 - في الفصل الثالث الخاص بعرض احداث (11/9) أشار قي الصفحة (225) الى انتشار رسائل الانثراكس في أمريكا ودورها في دفع بوش لاتخاذ قرار غزو العراق، وذكر في الصفحة الآتي" في الثامن عشر من سبتمبر، وفي وسط الفوضى والقلق أخذت رسائل بريدية تحمل مسحوق الانثراكس تنتشر في الولايات المتحدة، وبعضها مصحوب برسالة تقول " لن تستطيعوا ايقافنا، لدينا الأنثراكس، أنتم تموتون الآن، انتم خائفون، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الله أكبر".

وذكر في الصفحة (458) "بعد أسبوع من هجوم 11/9 بدأت رسائل الانثراكس البريدية توزع في فلوريدا ثم في واشنطن وقتلت أناسا وعرقلت عمل دوائر البريد وأغلقت مؤسسات حكومية بل ودقت جرس الإنذار في البيت الأبيض نفسه عندما سجلت مؤشرات على وجود رسائل فيها انثراكس".ورأى الكاتب أن انتشار الانثراكس بعد أسبوع فقط من 11/9 كان عاملا حاسما أنهى تردد بوش ودفعه لاستخدام القوة ضد أفغانستان ثم العراق. وقال في الصفحة (714) "تغلب لدى بوش ومستشاريه الخوف على الحذر، وتغلبت القوة الامريكية المرعبة على الحكمة.... ومنعتهم الغطرسة من فهم الشعب الذي يدّعون انهم ذاهبون لمساعدته".

وأضاف "إن مما عزز الخشية من استخدام الأنثراكس في هجمات قادمة ضد الأرض الامريكية مقالات صحيفة بابل العراقية، منها مقالها في 20/9 الذي قالت فيه " ان هناك احتمال ان تتحول الهجمات على أمريكا الى الأسلحة البيولوجية. وفي يوم 8/10 وبعد وفاة أول امريكي بالانثراكس قالت صحيفة بابل " ها هي أمريكا تتجرع السم من نفس الكأس الذي سقته للآخرين"وجدير بالذكر أن الكتاب تجاهل الإشارة عمن كان وراء نشر رسائل الانثراكس وفي هذا التوقيت بالذات، ولم يشر الى نتائج تحقيقات الحكومة الامريكية حول الموضوع، وسنشير الى ذلك في ملاحظاتنا على موضوع الانثراكس.

كما أشار الكتاب الى أن من أرادوا حث بوش على استخدام القوة ضد العراق لم يكتفوا بموضوع الانثراكس، بل استمروا في التحريض لغاية يوم الغزو، وأضافوا الى الاتهامات موضوع أنابيب الألومنيوم (التي ادعوا ان العراق استوردها لصناعة الصواريخ وثبت بطلان الادعاء)، ووثائق استيراد الكعكة الصفراء من النيجر (التي زروتها المخابرات الامريكية) وإفادات اللاجئ العراقي المسمى (الكرة المستديرة) ومزاعم المختبرات البيولوجية المتنقلة ودعم العراق للإرهاب، ومحاولة اغتيال بوش الأب.

5 - لم يكن الكاتب متعاطفا مع العراق او مع الرئيس صدام حسين، بل على العكس كرر في الفصل الأول الذي عنوانه "صدام حسين" جلّ ما ورد بحملة شيطنة العراق وصدام حسين من أكاذيب واتهامات بالبطش بالمعارضين وعبادة الفرد وشن الحرب على ايران واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد العراقيين، لكنه وقع بتناقض في نفس الفصل عندما ذكر في الصفحة (44) "عمل صدام على تحديث العراق وجعله أقوى ومكتفٍ ذاتيا، واهتم بإبراز تاريخ العراق الحضاري وبوحدة العالم العربي" وذكر في الصفحتين 57 - 58 "استخدم صدام الفائض المالي المتولد من تأميم النفط لتحديث وتنويع اقتصاد العراق واطلق حملة للإصلاح وكهربة الريف وانشاء شبكة للسكك الحديد ومصنع للفوسفات وطور صناعة الالبان وحقول الدواجن واستثمر في صناعة الحديد والأسمدة والبتروكيمياويات ودعا العلماء والتقنيين من جميع انحاء الوطن العربي وقدموا افواجا للمساهمة في تحديث البلد وتنميته وانفق الأموال لبناء المدارس والمستشفيات، وعمل على اجتثاث الأمية وتوفير عناية طبية ذات مستوى رفيع ودعم القطاع الخاص". وأضاف في الصفحة (70) " كان صدام متيقنا من شيئين، الأول هو أن للعراق مكانة مميزة في التاريخ، والعراق لن يموت، والثانية هي ان عليه أن يعيد صنع ذلك التاريخ".قال في الصفحة (55) "هدف صدام هو تعزيز قوة العراق وتوحيد العالم العربي وإزالة إسرائيل من الشرق الأوسط والتصدي لشيعة ايران".

كما ذكر في الفصول اللاحقة شهادات مسؤولين امريكان بعد الغزو عن شخصية الرئيس صدام، واستشهد بتشارلز دولفير نائب رئيس لجنة التفتيش الذي اعد تقرير (مسح العراق) بعد الاحتلال، إذ ذكر دولفير في الصفحة (454) "صدام ليس شخصية كارتونية. كان لامعا بطريقة مذهلة وبالغ الذكاء بطريقة سوداوية مثل ستالين. كان صدام مهووسا بصنع إرثه، ويطمح أن يكون مثل نبو خذ نصّر وغيره من عظماء العراق. طموحه كان واضحا: التصدي لإسرائيل واسقاط إيران والسيطرة على المنطقة".

6 - في الفصل الثامن بعنوان (التصميم) يفضح الكاتب دور هانز بليكس رئيس لجنة التفتيش عن الأسلحة (الأنموفيك) في التحريض على غزو العراق، وقال في الصفحة (394): "كان بلير يريد اسقاط صدام حسين لكنه كان يخشى الرأي العام البريطاني المعارض للذهاب الى الحرب، ولذلك سعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن يوجه انذاراً لصدام، فإذا خضع صدام أو هرب فيمكن تجنب الحرب، وايّد هانز بليكس هذه المقاربة، ورأى بليكس أن صدام لا يزال منخرطا في أنشطة محظورة وأن المزيد من الضغط العسكري لربما يدفعه لأن يتجاوب أكثر". كما أشار الى أن بليكس يرى ان صدام يماطل ويستفز ويمنع عمل المفتشين". وقال في الصفحة (394) " كان بليكس يؤمن بأن الضغط العسكري يبقى عنصرا أساسيا للضغط على صدام لتقديم تنازلات". وأشار في الصفحة (54) الى أن بليكس قال "إن الوثائق التي قدمها العراق لا تحتوي على بيانات يمكن أن تساعد في حل المسائل العالقة" واضاف في الصفحة (397) "قال بليكس انه يحتاج الى المزيد من الوقت لكن بوش وباول وكوندوليزا رايس قالوا له ان اللعبة انتهت- The Game is Over”.

7 - اقر الكاتب بفشل إدارة بوش في فهم الحقائق على الأرض وتفسير أسباب غضب المسلمين على سياسات امريكا، وقال في الصفحتين (472-473) "بوش ومستشاروه، مثلهم مثل اغلب الشعب الأمريكي لم يستوعبوا مطلقا حقيقة أن معاداة أمريكا التي اخذت تستفحل في العالم الإسلامي لم يكن سببها كره العرب للقيم الامريكية بل نتيجة غضبهم من الأفعال الامريكية ومن ذلك دعم واشنطن للأنظمة القمعية، وتبنيها لإسرائيل، وعقوباتها على العراق، ونشر قواتها في الأراضي المقدسة الإسلامية، وسعيها للهيمنة على اقليمهم، كما لم يستطيعوا ان يفهموا كيف ان السجون والمعتقلات السرية لوكالة المخابرات الامريكية والتعذيب بطريقة الايهام بالإغراق واهانة السجناء من قبل مجندات امريكيات مسيحيات شقراوات كانت كفيلة بتقويض أي حديث عن الحرية وحقوق الانسان وكرامة البشر".

8 - في الفصل العاشر يلخص المؤلف نتائج العزو الأمريكي للعراق بالقول” عندما لا يُعثر على أسلحة الدمار الشامل ويواجه الاحتلال بتمرد، تكون النتيجة تآكل الدعم الشعبي للحرب في الداخل وارتفاع معاداة أمريكا في الخارج وهكذا شكلت العواقب المأساوية للغزو حقبة جديدة في التاريخ الأمريكي". وأورد الكاتب اعتراف رئيس فريق التفتيش عن أسلحة التدمير الشامل العراقية بعد الاحتلال "ديفيد كي" أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي بقوله " دعوني أقول لكم نحن جميعا كنا خاطئين بشأن أسلحة التدمير الشامل العراقية".

9 - في الخلاصة ذكر الكاتب في الصفحتين 456-457 الآتي" سياسة بوش إزاء العراق كانت سيئة، وهذا يحتاج الى مزيد من التحليل الصارم يفوق ما قدمه الباحثون والناقدون والصحفيون لحد الآن". وأضاف "كان لدى بوش الكثير من القدرات الإيجابية لكن مساعديه خذلوه، وكانت قدراتهم متواضعة وهو خولهم الكثير من السلطات وبأكثر مما يجب، ولم يراقب تنفيذ السياسات التي اختطها، ولم يأمر من حوله بعمل أمور أو ينتقدهم لفشلهم، ولم يصر على سياق عمل صارم بل ترك الأمور سائبة في "أرض العجائب" البيروقراطية في واشنطن، وأدت الى تداعيات خطيرة". وأضاف "تجاهل بوش المشاحنات السلبية بين مساعديه والتي كانت حدتها تتجاوز المسائل الشخصية وأثرت بصورة سلبية على سياساته". ويرى الكاتب أن النقاش لا زال قائما عن سبب ترك بوش الأمور تسير بهذه الطريقة، فالبعض يعتقد أن بوش اتخذ القرار منذ البداية بغزو العراق لذلك لم يسأل مساعديه هل ان غزو العراق فكرة جيدة، بينما يرى مساعدوه القريبون أنه لم يقفز الى هدف غزو العراق بل كان يفضل استمرار دبلوماسية القسر ضد العراق، ثم سارت الأمور بغير ما يشتهي.

وأشار الكاتب في الخلاصة الى غرور القوة والغطرسة التي سيطرت على العسكريين والسياسيين الامريكان بعد غزو افغانستان وقال "إن استخدام القوة الجوية والقوات الخاصة والتقنيات الحديثة لطرد طالبان من كابل عزز إحساس بوش بالقوة وبأن طموحات أمريكا لا حدود لها، فطالما استطاعت أمريكا أن تؤسس حكومة في كابل فلماذا لا تستطيع ذلك في بغداد وفي عواصم أخرى".

ويرى الكاتب في خلاصته إن "خصال صدام السيئة ومنها دعمه للانتفاضة الفلسطينية وللانتحاريين الفلسطينيين وتحديه الهيمنة الامريكية في الشرق الأوسط كانت من أسباب تدهور الموقف، وان صدام لم يفعل الكثير لتطمين بوش انه يريد بداية جديدة". ولكنه يتساءل بالمقابل "ولكن هل هذه الأسباب كانت كافية للذهاب الى الحرب".

ثانيا: الملاحظات على الكتاب:

1- المعلومات والوثائق والمقابلات الواردة في هذا الكتاب قدمت دليلا إضافيا على أن مقاومة شعب العراق الحقت أقسى هزيمة بأمريكا منذ تأسيسها عام 1776. وإن انتصار شعب العراق على أمريكا كان حدثا مفصليا في تاريخ العالم، فمثلما انهت حرب السويس عام 1956 عصر الامبريالية البريطانية، ومثلما أسقط المستنقع الافغاني الاتحاد السوفيتي، فإن حرب أمريكا على العراق وهزيمتها فيه أنهت، والى الأبد، نظام القطب الواحد، وفتحت الباب لعالم متعدد الأقطاب بعد أن قوضت اركان الغطرسة والهيمنة الامريكية على العالم. وجدير بحكومات وشعوب العالم ان تقدر للعراق هذا الفضل، وتدعم انتفاضة شعبه لإنهاء ما تبقى من مشروع الاحتلال المتمثل بميليشيات ولاية الفقيه وإعادة السلطة لشعب العراق

2-لقد دفع العراق ثمنا باهظا في معركته لمعاقبة المعتدي المتجبر، لكن هذا هو قدر العراق. قدره أن يكون بانياً للحضارة وهازما لأعداء الحضارة. لم يخض العراق هذه الحرب إلاّ اضطرارا، وأمريكا بنت حساباتها على موازنة القوة المادية، ورأت أن تغيير النظام السياسي في العراق أمر سهل وسبق لها أن جربته في دول كثيرة أخرى، واكتشفت أن العراق عصي على الغزاة، حتى وإن كان الغازي أمريكا قائدة النظام الدولي ومعها ستين دولة، وليس قوى إقليمية كالمغول او الفرس. تغنى العراقيون بأهزوجة "صدام اسمك هزّ أمريكا" أيام الاستعداد لمواجهة أمريكا الغازية وسخر منا كثيرون، ويوما بعد يوم تتكشف المزيد من الحقائق كيف أن العراق وصدام هزّوا وهزموا أمريكا فعلا ولا زالت وستظل أمريكا تعاني من بأسنا، وسيبقى العراق واسم صدام يهز عروش البغاة،

3–أشار الكتاب الى أن بوش كان قلقا وخائفا من مساءلة شعبه لإن معلومات قدمت لإدارته حول احتمال حصول هجوم إرهابي كبير على الأرض الأمريكية ولم يتابعها كما يجب، فقد طلب تقديم تقارير له عن مخاطر القاعدة على أمريكا، وقدمت له تقارير لم يكن فيها جديد، ثم توقفت التقارير من أوسط تموز الى يوم 11/9 (الصفحتان 107-108من الكتاب). وهذا يؤكد أن أطرافا في الإدارة الامريكية وبالذات في وكالة المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي تعمدت عدم ابلاغ الرئيس عن مخاطر استهداف تنظيم القاعدة للمدنيين على الأرض الامريكية، وبالتأكيد فإن "غزوة مانهاتن" ما كانت تنفّذ لولا تواطؤ المؤسسة الأمنية الأمريكية التي كانت تعرف وجود النية لتنفيذ هذه العملية واطلعت على بعض تفاصيلها لكنها لم تجهضها ولم تلق القبض على المشتبه بتخطيطهم لها لأنها رأت فيها الفرصة الذهبية لتوريط متطرفين مسلمين في عمل إرهابي كبير يستثير الغرب بأجمعه ضد الإسلام والمسلمين. نتنياهو شرح هذا المخطط في كتابه (الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر) الصادر عام 1996 حيث قال (من أجل أن يربح الغرب المعركة ضد الإرهاب الإسلامي لا بد من كسب الولايات المتحدة، وإن الولايات المتحدة لن تقتنع بضرورة محاربة الارهاب الإسلامي إلاّ إذا تعرضت مصالحها لخطر هجمات مباشرة) وأضاف (لم يكن من السهل إحداث تغيير في تفكير صانعي القرار الأمريكيين حول هذا الموضوع، لإن وجهة النظر المهيمنة في الولايات المتحدة في السبعينيات والثمانينيات كانت تقول إن الارهاب هو نتيجة اضطهاد سياسي واجتماعي ولا يمكن القضاء عليه من دون انهاء هذه الأوضاع).

وللمزيد حول هذا الموضوع يمكن الاطلاع على مقالة (الإسلام المتطرف والغرب العنصري: قراءة في ظاهرة القاعدة وبن لادن) لعبد الواحد الجصاني).

4- استعرض الكتاب كيف ان انتشار رسائل الانثراكس في اربع ولايات أمريكية بعد أسبوع من احداث 11/9 عجّل بقرار بوش استخدام القوة ضد العراق، وهنا يقدم الكتاب دليلا إضافيا على أن نشر رسائل الانثراكس وتوقيت هذا النشر وسقوط ضحايا امريكان كان جزءا جزء من عملية هدفها تخويف الشعب الأمريكي والرئيس الأمريكي ودفعهم للحرب على أفغانستان والعراق والأمة الإسلامية حيث يعتبر المحافظون الجدد أن الاسلام هو أكبر تحد أيديولوجي لليبرالية الديمقراطية الغربية بعد سقوط الشيوعية. واختيار الانثراكس دون سواه من أسلحة الدمار الشامل سببه ان الإدارة الأمريكية قررت أن يكون العراق هو الهدف التالي للغزو بعد أفغانستان. والتحقيق الذي أجرته السلطات الامريكية حول من نشر الانثراكس أخذ وقتا طويلا وانتهى بإعلان وفاة العالم الأمريكي المتخصص في مجال الأسلحة البيولوجية بروس إيفنز في آب 2008، وأصدرت وزارة العدل الأمريكية بيانا قالت فيه إن العالم إيفنز كان المتهم الوحيد في سرقة الأنثراكس من مستودعات الجيش واستخدامه في هجمات رسائل الأنثراكس التي حصلت في ثلاث مدن أمريكية بعد ثلاثة اسابيع على هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 والتي قتلت خمسة مدنيين أمريكان واصابت العشرات، وأضافت وزارة العدل الأمريكية أنها ستغلق ملف هجمات الأنثراكس لوفاة المتهم الوحيد فيها.

للمزيد من التفاصيل حول رسائل الانثراكس يمكن الاطلاع على المقال " لماذا استخدم بوش سلاح تدمير شامل ضد شعبه" لبعد الواحد الجصاني).

5-استعرض الكاتب تصريحات رئيس لجنة التفتيش (انموفيك) هانز بلكيس التي حرّض فيها على استخدام القوة ضد العراق وادعى إخفاء العراق لبرامج محظورة، وهذا تأكيد جديد على أن رؤساء لجان التفتيش والمفتشين الرئيسيين لم يكونوا موظفين دوليين، بل منفذين للسياسة الامريكية العدوانية ضد العراق، وإن الولايات المتحدة استخدمت الأمم المتحدة أداة لتنفيذ سياستها العدوانية ضد العراق، وانتهكت بذلك ميثاق الأمم المتحدة الذي يقول في المادة (100): (ليس للأمين العام ولا للموظفين أن يطلبوا أو يتلقوا في تأدية واجباتهم تعليمات من أية حكومة أو أية سلطة خارجة عن الهيئة، وعليهم أن يمتنعوا عن القيام بأي عمل قد يسيء الى مراكزهم بوصفهم موظفين دوليين مسؤولين أمام الهيئة وحدها).

وجدير بالذكر هنا أن رؤساء فرق التفتيش بليكس والبرادعي وإيكيوس ألّفوا كتبا بعد غزو العراق حاولوا فيها التبرؤ من تهمة التواطؤ مع الولايات المتحدة لغزو العراق من خلال تقاريرهم التي تشكك بتنفيذ العراق لالتزاماته في مجال أسلحة التدمير الشامل. وكتاب بليكس نشر عام (2004) وعنوانه (نزع سلاح العراق) وكتاب البرادعي (سنوات الخداع) نشر عام 2011، وكتاب ايكيوس نشر في كانون الأول 2022 وعنوانه (العراق منزوع السلاح). وحتى السفير الأسترالي العنصري الأحمق ريتشارد بتلر الذي تولى رئاسة اللجنة الخاصة بين عامي 1997-1998، والذي كان أكبر المحرضين على استهداف العراق، طالب بعد الغزو باستقالة رئيس وزراء استراليا ووزير خارجيتها لأنهم خدعوا الشعب الأسترالي بالمشاركة في الغزو بناء على مبررات كاذبة!!!

6–لقد جاء الغزو الروسي لأوكرانيا ليغيّر الخطاب السياسي للولايات المتحدة، ففيما عدا حالة "غزو الكويت" كانت الولايات المتحدة تتجاهل وتتجنب الإشارة الى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الخاصة بمساواة الدول في السيادة والسلامة الإقليمية للدول وعدم جواز استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا أصبحت الولايات المتحدة، فجأة، من أشد المدافعين من هذه المبادئ، وأضافت اليها ضرورة مساءلة مرتكبي العدوان عن جرائمهم على أراضي أوكرانيا وكفالة انصاف جميع الضحايا ومنع وقوع جرائم في المستقبل (أنظر قرار الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة "A/ES11/L.7" بتاريخ 23 شباط 2023 الذي قدمته الولايات المتحدة والدول الغربية). كما تواترت تصريحات المسؤولين الامريكان عن ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة العدوان، وآخرها تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم 3 آذار 2023 في نيودلهي الذي قال فيه "إذا سمحنا لروسيا أن تفعل ما تفعله في أوكرانيا وتفلت من العقاب، فتلك ستكون تلك رسالة لكل مرتكبي العدوان المحتملين في كل مكان أنهم قادرون أيضا على الإفلات من العقاب".

إن إقرار المسؤولين الامريكان بالحاجة لمحاسبة مرتكبي جريمة العدوان وحق ضحايا العدوان بالتعويض يزيد من القبول الدولي لمطالبات العراق لأمريكا بالمساءلة والتعويض عن احتلالها للعراق، وهو جريمة عدوان مكتملة الأركان. إن حق العراق في محاكمة المجرمين المسؤولين عن غزو العراق، وطلب الحصول الى التعويضات هي حقوق أصيلة كفلها القانون الدولي ولا تسقط بالتقادم طبقا لاتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتبكة ضد الإنسانية لعام 1968، كما أنها تمثل حقوق شعب كامل وأجياله القادمة وهي غير قابلة للمساومة أو التفريط بها، وعندما تقام سلطة الشعب في العراق المحرر سيكون لممثلي الشعب تقرير آلية المطالبة بالتعويضات ومحاسبة مجرمي الحرب. والله المستعان بغداد في 5/3/2023

ملاحظة: أرقام الصفحات الواردة في المقال تستند الى النسخة الالكترونية من الكتاب، وهي تختلف عن ترقيم الصفحات في النسخة الورقية التي لم تصل بعد الى الأسواق العربية.

 

3- أحد أسبابها حرب العراق.. تضخم الدين الأمريكي الى 31 تريليون دولار

2023-03-07 شفق نيوز/أدرجت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية، يوم الثلاثاء، الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق من بين ابرز الاسباب التي ادت الى تصاعد الدين العام الأمريكي ليصل حاليا الى 31 تريليون دولار.وبعدما أشارت الصحيفة الامريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الدين العام ارتفع من 10 تريليونات دولار في العام 1995، ليصل الآن الى 31 تريليون دولار، اوضحت ان واشنطن تنفق حاليا حوالي تريليون دولار كل عام أكثر مما تجمعه من الإيرادات، وهو ما يجبر وزارة الخزانة على الاقتراض من اجل تعويض الفارق، وهو ما يعني أن الدين الوطني العام ما يزال ينمو.واشارت الصحيفة الى انه من دون حدوث تغييرات كبيرة، فإن الدين العام سيكون في وقت قريب، كنسبة من الاقتصاد، أكبر مما كان عليه عندما وصل الى الذروة في نهاية الحرب العالمية الثانية.واضافت الصحيفة ان معظم هذه الديون تراكمت على مدى السنوات الـ20 الماضية، مذكرة بأنه في العام 2001، كانت الدولة تتمتع بفائض نقدي حيث جمعت وزارة الخزانة ضرائب أكثر مما أنفقته على الخدمات الحكومية.

إلا أنه منذ ذلك الوقت، قالت الصحيفة إن 4 رؤساء وعشر جلسات للكونغرس وحربين (العراق وافغانستان) ساهموا في تغيير الموجة، بما في ذلك من خلال قرارات سياسية وتكلفة الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، مما يؤدي إلى المزيد من الديون.وتابعت الصحيفة أن تخفيضات ضريبية مخالفة للميزانية، وصفقات الإنفاق المتفق عليها بين الحزبين، والأموال الهائلة للتعامل مع جائحة كورونا، دفعت الولايات المتحدة للانغماس بشكل أعمق في الديون.

واستعرض التقرير تسع محطات رئيسية خلال العقدين الماضيين تظهر كيفية وصول الولايات المتحدة إلى هذا المستوى من الدين العام، من بينها حرب العراق التي تسببت بديون حجمها 6.5 تريليون دولار.وذكرت الصحيفة أنه بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر الارهابية، قامت الولايات المتحدة بغزو العراق، وأمضت نحو 20 عاما في خوض الحروب في الشرق الأوسط، وهو ما تسبب في زيادة الأموال المخصصة للبنتاغون وقدامى المحاربين.واشارت الصحيفة الى ان دراسة لجامعة هارفارد، اظهرت ان الحروب في العراق وأفغانستان كلفت الامة الامريكية ما بين 4 تريليونات و6 تريليونات دولار.

ومن بين المحطات الرئيسية الاخرى التي اشارت اليها الصحيفة، أزمة الركود الاقتصادي في العام 2008 التي تسببت بأكثر من 11 تريليون دولار، واتفاق الرئيس الأسبق باراك أوباما مع الجمهوريين في العام 2013 على تمديد خطة الاقتطاعات الضريبية للرئيس الأسبق بوش، والتي تراكمت أكثر من 16 تريليون دولار، وتخفيضات الضرائب التي طبقها الرئيس السابق دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر 2017 والتي تراكمت أكثر من 20 تريليون دولار ثم صفقة الحزبين حول النفقات في عهد ترامب في العام 2019، والتي تراكمت أكثر من 22 تريليون دولار، كما اشار التقرير الى نفقات الكونغرس لمواجهة تداعيات كورونا والتي تسببت في تراكم أكثر من 27 تريليون دولار.

 

4-حرب العراق.. "خطأ ساذج" وضع الأمريكيين في مواجهة فصائل إيران

2021-03-27 18:17

شفق نيوز/ذكر موقع "ناشيونال انترست" الاميركي ان حرب العراق أظهرت عيوبا كبيرة في التفكير الاستراتيجي الاميركي، وان الصدامات المسلحة المتقطعة التي تجري في العراق وسوريا بين القوات الاميركية والفصائل المدعومة من ايران، أساسها "خطأ جوهري" في التخطيط للحرب وهو شديد السذاجة لانه كان يجب ان يكون واضحا للمحرضين على الحرب حتى قبل اندلاعها العام 2003.

وبرغم اشارته الى ان دراسات الجيش الاميركي للحرب تخلص الى ان غالبية القرارات المتعلقة بحرب العراق اتخذت من جانب قادة أذكياء ويتمتعون بخبرة عالية، الا ان "الفشل في تحقيق الاهداف الاستراتيجية" مرده "الأخطاء المنهجية" من جانب الزعماء الاميركيين الذين يبدو انهم اعتقدوا ان "القوى الاقليمية الاخرى، لن يكون لها رد فعل".

وفي اعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، فان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي وصل الى منصبه مقترحا سياسة خارجية معتدلة، قطعها فجأة مبدلا اتجاهه، واصبح يقول ان مسؤولة الولايات المتحدة امام التاريخ تتمثل في "تخليص العالم من الشر"، ثم اعلن بعدها في خطاب رئيسي، ان الشر يترصد بالعالم في كل مكان، وهو يتمركز في كوريا الشمالية وايران والعراق عبر "محور الشر".

وذكر تقرير المجلة الاميركية ان ايران ادركت تماما انها امام مشكلة، وكذلك سوريا التي كانت أحيانا تظهر على لائحة الاستهداف المحددة بشكل شبه يومي من جانب بوش ومساعديه المهللين من المحافظين الجدد. واذا كانت تحتاج الى تأكيد اضافي، فان مستشار البنتاغون ريتشارد بيرل تباهى علانية بعد فترة ليست طويلة من غزو العراق بان الرسالة يجب ان تصل الى غيره من الانظمة المعادية في المنطقة: "أنتم اللاحقون".

وكان من الواضح ان مصالح الانظمة التي تحكم في كوريا الشمالية وسوريا، ستعمل سوية عن كثب، وسينشأ دعم للشيعة في العراق من أجل جعل الوجود الاميركي في العراق يعاني من البؤس قدر الممكن. وفي هذه الاثناء، فان كوريا الشمالية المهددة ايضا، انسحبت رسميا من معاهدة منع الانتشار النووي، وعملت بجهد من اجل الحصول على سلاح نووي لردع اي عدوان اميركي قد يقع ضدها. والى جانب سوريا والعراق، كان هناك عدد آخر من اللاعبين الذين دخلوا الى العراق بتصميم على تخريب "سلام" المحتل وقتل قواته. وعلى سبيل المثال، الاردني ابو مصعب الزرقاوي، السني الذي تعاطف مع ايديولوجية تنظيم القاعدة، اصبح زعيما لجيش صغير من المقاتلين المتفانين، يعتقد انه ضم الالاف.

وذكر التقرير ان روابط الزرقاوي بالقاعدة ربما تكون ساعدته على اجتذاب المجندين وتحصيل الاموال والدعم اللوجستي، واستفاد أكثر من تصرفات الاميركيين الذين كانوا ينسبون اليه بشكل مبالغ عددا أكبر بكثير من اعمال العنف التي كانت تجري، وهو سلوك ساهم في تلميع صورة الزرقاوي في العديد من مناطق العالم الاسلامي على انه "بطل مقاوم".

وذكر التقرير بان واشنطن تمكنت من فرض نوع من السيطرة على حالة الحرب بحلول العام 2009 من خلال قوات الصحوة التي ضمت افراد العشائر، ومن خلال زيادة القوات الاميركية، لكنه اضاف ان ذلك كلف الاميركيين اكثر من الف قتيل في صفوهم، وهو أكبر بسبع مرات من خسائر الاميركيين البشرية خلال الغزو العام 2003. وفي نهاية الامر فان قوات الزرقاوي انهزمت، لكن ذلك لم يتحقق سوى بعدما لحقت خسائر كبيرة بالقوات الاميركية. وعلى صعيد آخر، فان ايران استمرت وما زالت، تشكل عنصرا مثيرا للتحرش، وهي مدفوعة الان بالاستياء من العقوبات المفروضة عليها. وينقل التقرير عن دراسة اجراها الجيش الاميركي لتقييم الحرب في العراق، يخلص فيها الى ان "ايران تبدو المنتصر الوحيد فيها".

واستعاد التقرير تقديرات عسكرية من العام 2010 من جانب جنرالات عسكريين اميركيين حول افغانستان بان ما من عمليات عسكرية لمكافحة التمرد المسلح يمكن لها ان تنجح اذا كان للمتمردين فرصة للاستفادة من عمليات العبور الى ملاذات آمنة عبر الحدود المجاورة. واضاف هؤلاء انهم يأملون ان يكون الوضع في افغانستان استثناء عن ذلك، الا ان الموقع الاميركي اشار الى ان الاحداث الجارية حتى الان تبرهن على ان ذلك لم يتحقق بعد مرور اكثر من عقد من الزمن على هذا التقدير العسكري.

والتجربة الموازية في العراق تشير الى ان هذه التقديرات كانت صائبة تماما. وما لم ترغب الولايات المتحدة بأن تذهب الى حرب مباشرة وشاملة مع ايران لتخلق بذلك كارثة أخرى في الشرق الاوسط، فان بامكان ايران الاستمرار بدورها الى الابد. ترجمة: وكالة شفق نيوز

 

مقالات عن عيد الام

1-رسمها بيكاسو بلوحة ثمينة.. من هي الجزائرية التي اعترف ماكرون بتعرضها للاغتصاب؟

العربية.نت _ وكالات 09 مارس، 2023

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعرض المجاهدة الجزائرية الرمز جميلة بوباشا للتعذيب والاغتصاب من قبل الجنود الفرنسيين إبان الثورة التحريرية الجزائرية.وقد سمع العالم كله عنها يوما من الأيام بين سنتي 1960- 1961. وكتبت الصحف العالمية عن قصتها، وخصصت لها مقالات على صفحات الجرائد والمجلات يوميا، يتتبعها القراء.واهتز العالم لأجل معاناتها، ووُبخت فرنسا لأجلها، لأن جميلة بوباشا عُذبت عذابا وحشيا من طرف الجيش الفرنسي، الذي كان حاقدا عليها، لأنها ضُبطت متلبسة بقنبلة كانت تريد أن تضعها في مكان اتُّفق عليه مسبقا.

جميلة بوباشا

ألقي القبض عليها مع أبيها وأخيها وأختها المجاهدة نفيسة بوباشا، فكلهم عائلة ثورية. عُذبت جميلة بوباشا عذابا لا يتحمله بشر وتنهدّ له الجبال، حتى زُلزل العالم لما عانته من وحشية الجيش الفرنسي على هذا الجسد الضعيف لهذه المرأة المناضلة.وفي كلمة ألقاها اليوم بباريس بمناسبة إحياء ذكرى المحامية جيزال حليمي، التي كانت محامية المجاهدة بوباشا، قال ماكرون إن هذه الأخيرة سارعت لنجدة جميلة بوباشا التي تعرضت للتعذيب والاغتصاب بعد اعتقالها عند محاولتها وضع قنبلة بالقرب من مسرح بيار بورد سابقا، ابن خلدون حاليا.

كما اغتنم الرئيس الفرنسي وهو يتحدث عن المحامية جيزال حليمي ليعرج على ملف الذاكرة، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا تنصيب اللجنة المشتركة بين الجزائر وفرنسا لدراسة أرشيف الحقبة الاستعمارية.وسبق لماكرون أن اعترف بتعرض الشهيد علي بومنجل للاغتيال، بعد أن كانت تشير الرواية الرسمية طيلة عقود عن انتحاره.

من هي جميلة بوباشا؟

وعن سيرة هذه المرأة الشجاعة وفق ما قرأته عنها العربية.نت، فقد ولدت جميلة بوباشا في 9 فبراير عام 1938 ببلدية بولوغين بأعالي الجزائر العاصمة، وقد نشأت وسط أسرة ثورية، حيث تدربت في مستشفى بني مسوس لتكون ممرضة، لكنها لم تحصل على شهادة التدريب بسبب هويتها الجزائرية.

وتقول بوباشا في حوار نادر أجرته عام 1972مع قناة المعهد الوطني للسمع البصري بفرنسا: "التحقت بالثورة عام 1955 وكان عمري حينها 17 عاما، وقد قررت الانخراط في صفوف جبهة التحرير".

وقد تم اعتقالها في 9 فبراير 1960 المصادف ليوم عيد ميلادها، على خلفية قيامها بوضع العديد من القنابل في مناطق تجمع الفرنسيين في العاصمة، لتتعرض لأبشع أنواع التعذيب ويحكم عليها بالإعدام.

وقد عرفت قصتها تعاطفا كبيرا من المثقفين والشخصيات العالمية، وفي مقدمتهم الكاتب الفرنسي جون بول سارتر، والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في لوحة تقدر حاليا قيمتها بـ400 مليون يورو.وتطوع العديد من المحامين للدفاع عنها، وعلى رأسهم المحامية الشهيرة جيزال حليمي، كما دافع عنها الرئيس الأميركي جون كنيدي، والزعيم الصيني ماوتسي تونغ وقد كتبت الفيلسوفة الفرنسية الراحلة سيمون دو بوفوار عام 1960، مقالا مطولا في صحيفة "لوموند" الفرنسية، تحكي فيه للعالم معاناة جميلة بوباشا.

وقالت دو بوفوار، في مقالها المعنون بـ"من أجل جميلة بوباشا"، الذي جاء على شكل نداء للرأي العام العالمي: "في ليلة 10 إلى 11 فبراير، اقتحم حوالي 50 حارساً ومفتشا للشرطة المنزل الذي تعيش فيه جميلة مع والديها، ضربوها هي ووالدها وصهرها، لقد داس الجنود، بمن فيهم نقيب المظليين، على جميلة وحطموا ضلعها، قاموا بتوصيل أقطاب كهربائية، كما قاموا بربط ساقيها وفخذيها ووجهها بالكهرباء، لقد علقوا جميلة بعصا في حوض الاستحمام وعذبوها بأبشع الطرق".

 

2- كاريكتير لمناسبة عيد الام

3- نون النسوه وتاء التأنيث ويوم المرأه العالمي.. الرفيق ابو حمزة -فلسطين

٨ آذار غدا وكل العالم بأنتظار المصائب غدا ما الرابط؟ ولماذا هكذا لااعرف!

غدا يوم المرأه والعالم ينتظر اكبر زلزال في التاريخ المعاصر وأكبر هزه وااكبر اعصار وأكبر كذبه هي احتفاله بيوم المرأه..في ٨ آذار اجتمع الكاذبون الدجالون المنافقون الذين يقولون ما لا يفعلون..اكبر كذبه في التاريخ هي عيد المرأه ويوم المرأه...ماذا حصدت المرأه في هذا العيد وعلى ماذا حصلت من حقوق...؟اكثر من ضحك عليها هي المرأه بحجة اعطاءها حقوقها...ونيل حريتها او النيل من حريتها...اي حريه غير حرية التصرف بالجسد؟..اي حقوق غير البهذلة في سوق العمل والخروج قبل الضوء الي ما بعد الغروب؟ اي حريه غير العبوديه الجديده لراس المال والتسليع والاستهلاك والموضه والرقص والبيع في سوق النجاسه..؟

اي حريه واي مساواه وها نحن نراها تعمل في الأشغال الشاقه في الطرق والبناء وجمع النفايات والبيع في الأسواق وتنظيف الشوارع..؟فقدت المرأه انوثتها ورقتها ووداعتها واصبحت كائن شرس مشوه الشكل والشفاه المنفوخه والحواجب زي الشيطان والمؤخرات المنفوخة!..لا تحظى باحترام ولا بشفقه ولا بمعاملة حسنه لأنها حصلت على المساواة..

المرأه في العالم الحر محرومه من كل شيء بلا زواج ولا ابناء ولا سكن ولا موده ولا رحمه بعد ان تنتهي مرحله الشقاوه ويذهب الجمال وتبدأ في دفع الفواتير ولا تجد متسعا لشي تمضي إلى وحدتها وتضرب راسها في الحائط مع كلب او قطه او ببغاء تتبادل معه الشتائم..اسألوا ما هو شعور وزيره بلا بيت ولا زوج ولها مجرد صديق تعاقب عليها بعد عدة أصدقاء! او مديره او كاتبه، اسألوا الفنانات ماذا نفعهن التبرج والعري، والقصير والملايين واين أصبح مصيرهن وكم شهيره او مشهوره باتت طي النسيان في بيوت العجزه او انتحرت بالسم..؟

اسألوا المرأه بعد الخمسين ماذا ربحت وماذا استفادت ولماذا تحتفل بعيد سرق منها فرحتها وعاشت بسببه اكبر خدعة تعرضت لها..حرية المرأه وحقوقها ليست بما جرى تسويقه انها حريتها في التعليم حقها في اختيار شريك حياتها حقها في المشاركه وإبداء الرأي حقها في التوظيف والعمل بمهن تتناسب وطبيعتها حقها في الانوثه وحقها في الميراث وحقها في الامومه...وغير ذلك كله،اصبحت المرأه مجرد سلعه لبيع الحليب والفوط واطعمة القطط والكلاب..المرأه اصبحت سلعه وعادت للرق والعبوديه بابشع صورها في ظل هذه العولمه المتوحشة التى سرقت حقوق الجميع سرقت الأوطان والقيم وحرفت الاديان وشوهت كل المعالم وغيرت شكل المرأه.. ابحث عن وجه نسائي جميل بلا تشويه ونادرا ما نجد..

الثامن من آذار كذبه ولا تستحق المرأه ان يضحك عليها احد بالتهنئه في مصيبتها فأكثر من يستحق المواساه غدا هو المرأه...عظم الله أجركن وجبر خواطركن وأعاد لكن حقوقكن المنهوبه وهداة البال..

ملاحظة المحرر: لم يشهد التاريخ اهانة للمرأة وحرمانها من اهم حق وهو احترام أدميتها مثلما فعلت الرأسمالية حينما حولتها الى سلعة تباع وتشترى من اجل تحقيق اعلى ربح! رغم كل ما ظهر على السطح من حرية مطلقة لها كانت هي المدخل الذي افضى الى تسليعها، وهنا يعترف الامين العام للامم المتحدة بتمييز النظام الرأسمالي ضد المرأة في العمل والاجور:

 

4- غوتيريش: المساواة بين النساء والرجال لن تتحقق قبل 300 عام

وكالات – أبوظبي 06 مارس 2023

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين عن أسفه لكون "المساواة" بين النساء والرجال في العالم هدفا بعيد المنال، متوقعا تعذّر تحقيقه قبل "300 عام" على أقرب تقدير.وقبل يومين من "اليوم العالمي للمرأة" قال غوتيريش في افتتاح أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة: "في إطار هذه الظروف يبتعد تحقيق المساواة بين الجنسين أكثر وأكثر"، مشيرا إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تتوقّع أن تتحقق هذه المساواة "بعد 300 عام إذا استمرت الوتيرة الحالية"، وفق ما نقل عنه موقع الأمم المتحدة.وشدّد غوتيريش على أن "التقدم الذي تحقق خلال عقود يتلاشى أمام أعيننا"، وقال "في الكثير من الأماكن، تتراجع حقوق النساء الجنسية والإنجابية. في بعض الدول، تتعرض الفتيات الملتحقات بالمدارس للاختطاف والاعتداء. في دول أخرى، تقع النساء الضعيفات فريسة للشرطة التي أقسمت على حمايتهن".

وندّد الأمين العام للأمم المتحدة بنظام قائم منذ عقود على "الذكورية والتمييز والنمطية" في قطاعي "العلوم والتكنولوجيا" حيث لا تشكّل النساء سوى "ثلاثة بالمئة من الحائزين على جائزة نوبل".وحيّا الأمين العام الباحثتين الفرنسية "إيمانويل شاربانتييه والأميركية جينيفر دودنا اللتين شكّلتا أول فريق نسائي يفوز بجائزة نوبل للعلوم قبل ثلاث سنوات"، في إشارة إلى فوزهما بنوبل الكيمياء في العام 2020.وأشار غوتيريش إلى أن "فرقا مؤلفة من رجال أحرزت الجائزة 172 مرة".ودعا في ختام كلمته إلى وجوب التصدي للنظام الذكوري قائلا "أنا هنا لأؤكد بقوة ووضوح أن الأمم المتحدة تقف في كل مكان إلى جانب النساء والفتيات".

 

5- الماجدة العراقية ايقونة النضال -مقال الرفيق ابو كاظم الأردن

لقد عانت الماجدة العراقية منذ الاحتلال البغيض ولا زالت مستمرة بالعطاء خدمة لعراقنا الحبيب وأمتنا العربية المجيدة، فقد عاشت الماجدة العراقية رحلة كفاح ونضال طويلة من أجل العراق فقد عاشت للوطن ومع الوطن وقد تفاوتت مكانتها فيما بعد في ظل الانظمة المتعاقبة وكانت المرأة العراقية لا تختلف كثيرا عن اخواتها العربيات حتى استلم البعث السلطة في العراق في العام (1968) الذي اهتم بها اهتماما لا مثيل له فأخذت دورها في كافة المجالات وحضيت برعاية كبيرة، وقدم البعث للمرأة إنجازات لا تعد ولا تحصى ومنحها الشهيد الخالد صدام حسين رحمة الله عليه لقب الماجدة للمرأة العراقية، وعمل على تحقيق المساواة بينها وبين الرجل في التعليم والعمل وغيرها والاعتراف بدورها الفاعل في المجتمع وما قدمته لبناء العراق من جهود جبارة كعالمة وطبيبة ومهندسة وعاملة وفلاحة وام قدمت للمجتمع الأبناء الصالحين، فخاضت غمار السياسة والعلم والاقتصاد والثقافة والاعلام والفنون فكانت بحق رديفة للرجل بكل شيئ الا ما لا يتناسب مع قدراتها الجسدية.

فاستحقت بامتياز لقب الماجدة العراقية وتساوت بحقوقها مع الرجل ووقفت بكل شموج معه في معارك الدفاع عن العراق وقدمت ما بوسعها في حمل مسؤولية البيت وتربية الاولاد واعدادهم اعدادا ثوريا يتوازى مع عطاء الرجال في جبهات القتال ولم تبخل بشيئ لدعم المجهود الحربي وما تبرعها بحليها الذهبية في معركة قادسية صدام المجيدة الا تعبيرا عن المسؤولية التي تحملتها بكل اقتدار فعوضت غياب الرجل واعدت جيلا يعي حجم التحديات التي تواجه الوطن، وربت وعلمت وتعلمت وكان الاتحاد العام لنساء العراق خير عون لها.

لقد نجحت في مجالات عدة وبرزت من بين العراقيات عالمات وطبيبات ومهندسات وكوادر متخصصة في الجامعات واستطعن أن يصلن الى مواقع عليا في الحزب والدولة.

ولا ننسى مجاهدات التصنيع العسكري اللائي لم يتخلفن عن الرجال في مجالات التجارب والتصنيع وسخرن عقولهن لرفد ما تحتاجه قواتنا المسلحة من وسائل ديمومة التصدي لاعداء العراق، أما في مرحلة الحصار الذي فرض على العراق فلقد كانت المرأة العراقية مخططة ومدبرة لادارة البيت وبما يتناسب مع حجم الضغوط الاقتصادية على العائلة وواصلت العطاء بكل تضحية ونكران للذات، حتى تم غزو العراق واحتلاله في العام (2003) الذي قضى على جميع مظاهر التقدم والرقي التي سادت في ظل نظامنا الوطني واعيد العراق الى ما هو أخطر مما كان سائداً في عصر الجاهلية ونالت المرأة العراقية النصيب الاكبر من عملية التخريب المتعمدة للعقول والعادات والاعراف التي سار عليها المجتمع لعقود واستهدفت المرأة العراقية بالذات ليعود الجهل للعائلة مجددا حيث اصبحت المرأة مجرد وسيلة للمتعة لا حول لها ولا قوة وزجت في ممارسات لا يقبلها شرع ولا دين فقدت بريقها واصبحت ثانوية بكل شيئ بعد ان كانت توازي الرجل بقدراتها وعطاءها المشهود له فضاعت الكثير من الاسر بفعل عقلية التجهيل والتخريب التي جاءت بها ديمقراطية المحتلين ومن استغلوا الدين غطاءً لهم ليعيدوا المجتمع قرونا للوراء، ولكنهم تناسوا بأن ما يحصل الان لا يمكن له ان يستمر وسيعود العراق برجاله وماجداته الى سابق عهده وكما اراده له القائد الشهيد صدام حسين بإذن الله وهمة الغيارى من ابناءه الاصلاء

تحية لكل ماجدات العراق وهن يقفن بكل صبر وإيمان في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ أمتنا العربية المجيدة.

المجد والخلود والرحمة لشهيدات العراق والأمة العربية.

حفظ الله المعتقلات والمغيبات وأعادهن إلى أهلهن.

 

مقالات

1- بايدن لن يضرب إيران - الدكتورة نايا البغدادي

"على إيران أن تصدّق التهديد الأمريكي"، عنوان مقال لخبير في شؤون المنطقة دنيس روس، نشره منذ يومين معهد واشنطن.من يقرأ العنوان يعتقد لأول وهلة ان التحذير حقيقي، ولكنه في الحقيقة كان لوضع إدارة جو بايدن أمام الأمر الواقع الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، وهو ان إيران تمادت اكثر من المسموح به في المنطقة على مسمع ومرأى الإدارة الأمريكية واوروبا.

احتمالات ضربة عسكرية تأديبية سريعة ضد هدف استراتجي داخل إيران تزداد في ظل التصعيد الكلامي لوزير الدفاع الامريكي لويد أوستين الذي صرح من تل ابيب بأن "قواعد القوات الاميركية الموجودة في المنطقة جاهزة تماما لضرب إيران".هل تفعلها إدارة بايدن المتهمة بالضعف اتجاه إيران وهي الإدارة التي وقعت الاتفاق النووي مع ايران عندما كان بايدن نائب الرئيس باراك أوباما؟؟ كل الدلائل تشير بأنه فعلا قد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ليس فقط عند الإدارة الأمريكية والصهيونية بل عند السعودية والإمارات العربية ودول أوروبا الغربية خاصة بعد التحالف العسكري الروسي الإيراني في حرب أوكرانيا.

نعود إلى رأي دنيس روس الأمريكي الصهيوني في “فورين بوليسي” في أواخر عام 2021 معتبراً التهديد بالحرب هو السبيل الوحيد للسلام مع إيران.من وجهة نظر الإدارة الأمريكية يجب أن يعتقد قادة إيران أن الولايات المتحدة ستدمر استثماراتهم في البرنامج النووي، لكي يعودوا الى أُرنتهم (الارنة بيت الحرباء).لذا أمريكا لن تضرب إيران.

 

2- رمال الحقد الفارسي تبتلع سُرّ من رأى الدكتور اكرم الجبوري

سامراء من الاقضيه والمدن التراثيه والتاريخيه والحضاريه في العراق.وهي تقع ضمن الوحده الاداريه لمحافظة صلاح الدين. كانت سامراء عاصمة الدوله العباسيه وانطلاقة العروبه في قيادة العالم.وكانت منبع العلوم الفقهيه والعلميه والعقول الراجحه التي التزمت بتراث وحضارة العرب.تُعتبر سامراء من الشواهد والصروح في العراق التي تُمثل مدى الحقد الفارسي عليها والعمل على تغيير هويتها التاريخيه العروبية، ومحو معالمها باشراف ايران ومباركة السفاره الاميريكيه.

سرايا السلام تؤدي الواجب في تخريب جانب من تلك الاثار بذريعة اقامة المشاريع السكنيه على ارضها لاسكان عناصر جيش المهدي وسرايا السلام مع الايرانيين والباكستانيين والافغان المجنسين، وهذا مايغير الطبيعه السكانيه بالسياسه المقيته لجعل ديمغرافية السكان من الغرباء الوافدين للمنطقه. الحرب على سامراء لم تقتصر فقط على الاثار فحسب بل على ابناء المنطقه الاصليين وعلى ارزاقهم ومعيشتهم في اغتصاب الاملاك اهالي سامراء من الفنادق والمطاعم والمحلات.

ان الاحداث في العراق ومدن بعينها تعود الى التصريحات لمرشد ايران في اختراق الحياة العامه من خلال مكتبه في النجف الذي يصدر الفتاوي لتطبيقها في العراق.ان تجنيس الاف الايرانيين في العراق تعتبر من اهم قرارات مكتب الخامنئي الذي يديره محمد مهدي اصفي من مؤسسي عصابة الدعوه في العراق لاجل الغاء الاصاله السكانيه العراقيه بتجنيس ملايين الإيرانيين من المليشيات والفصائل الإرهابية الايرانيه في العراق. ان مقاتلي منظمة بدر وجيش المهدي منخرطون في الجيش والاجهزه الامنيه المسيطره على الشارع العراقي.

ان اعلان العتبه العسكريه التابعه للوقف الشيعي المسيطر عليه من العمائم الولائيه بتغيير عنوان المسجد الكبير الى (مسجد صاحب الامر) والحاق المدرسه الدينيه ايضا لتكون ضمن الاداره للعتبه العسكريه والوقف الشيعي المشرف عليه مباشرة من ايران، ما هو إلا دليل آخر لضلوع حكومة الاحتلال في بغداد بخطيئة الاستيلاء الفارسي على سامراء.ان التغيير الديموغرافي الجاري في العراق على عقيدة "ولاية الفقيه، يُغرق بلاد الرافدين في رمال التمزيق الطائفي المتحركة التي تبتلع الأخضر واليابس.

لا مفر من هذا الموت السريري البطيء للعراق الا بالمقاومة الشعبية المسلحة الرافضة لهذا الواقع المرير الذي لا يشبه شعب العراق الصامد. وعلينا أن نتذكر دائما ما قاله علي يونسي، مستشار حسن روحاني في ربيع 2015، إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"!!

 

3- الحركات المسلحة في السودان: عصبة أم مدنيون؟

عبد الله علي إبراهيم أكاديمي وصحافي

5 مارس 2023 الاندبندنت عربي

ظهر القيادي الإسلامي ناجي مصطفى في فيديو وهو يندد بالعلاقات مع إسرائيل إثر زيارة وزير خارجيتها إيلي كوهين للسودان في أول فبراير (شباط) الماضي. وقال إنهم جاهزون للسلام مع "العدو الصهيوني" فيما يظهر من خلفه عدد من الشباب الملثم لا يتجاوز أصابع اليدين كل مدججاً بالسلاح. تابع ناجي "تعالوا إلينا بـ(التطبيع)، فسنلقاه بما يستحق، وسيرى منا"، مشيراً إلى الشباب الملثم من ورائه، وهو ما لم ينسه.ونقول عرضاً إن ناجي وقع تحت طائلة ملاحظة قديمة لإدوارد سعيد فرق فيها بين المقاومة الفعالة عن فلسطين في وجه إسرائيل، وبين المعارضة كيفما اتفق. وضرب للمقاومة كيفما اتفق مثلاً بفلسطيني سمعه في شبابه يقول إنه سيطرد عشرات اليهود وحده بعصاه لا غير.ولكن السؤال المهم هنا: كيف اتفق لرجل في منزلة ناجي من الدعوة للحق والمثابرة أن يعرض نفسه على الملأ وقد تأبط عصبة مسلحة لن يحسن هو قيادتها في أي من ساحات الوغى؟ ويمثل ناجي الآن أمام المحاكم وقد طاوله قانون الإرهاب.

تعتري السودان منذ عقود حالة شقية هي الإفحام بالسلاح. فكاد القول عندنا يبطل ليعلو السلاح كالحجة الفيصل. فصارت البندقية، بعبارة شعبية، "مقلام الحجج" (أي أداة تقليمها). فقل من يبذل اليوم جهداً لتأسيس حيثيات موقفه. فما جدوى إنفاق وقتك في بناء حجتك وتدبيجها في حين أن الأذن لم تعد تصيخ إلا لصوت الرصاص، أو التهديد بصوته.سنتوقف هنا بعض الشيء لوصف البيئة التي جعلت جلاء الشك والريب لبيض الصفائح، لا سود الصحائف. ولن تستغرب أن اكتنفتنا هذه البيئة المولدة للعزة بالسلاح متى علمت أننا عشنا 43 عاماً من سني استقلالنا تحت نظم ديكتاتورية عسكرية. وكانت ذريعة من قاموا بالانقلابات الثلاثة الناجحة الحاكمة أن الديمقراطيات الثلاث قصيرة العمر التي شهدها السودان محض لغو حزبي. وخرجت هذه الانقلابات لتطهيرنا من أدرانه. والانقلابات كثيرة. فأخرجت سياسة الثكنات هذه أثقالها. فتتالت انقلابات بلغت عشرة تريد إفحام الانقلاب الحاكم وإطاحته. وتكبدت القوات المسلحة وحدها بالنتيجة 50 ضابطاً قتيلاً.

ولم ينفد صبر صفوة الجيش وحدها بالديمقراطية. فكانت صفوة الهامش بادرت بالزهد فيها. فـ"تمردت" طليعة من القوميين في جنوب السودان خلال فترة الحكم الذاتي (1954-1965)، أي حتى قبل نيل استقلالنا نفسه، ثم عادت تلك الطليعة للزهد بالديمقراطية بعد استعادتها في 1964 بمواصلة "حركة أنيانيا" المسلحة، القتال، بينما كان ينعقد مؤتمر المائدة المستديرة أوائل 1965 لوضع الحلول لمظلومية الإقليم الجنوبي.ولكن الحركة عادت بعد أفول الديمقراطية بانقلاب جعفر نميري في 1969 لتتعاقد مع نميري على نظام للحكم الذاتي باتفاقية أديس أبابا في 1972. وبدا أنها تعاقدت مع النظام الخطأ. فألغى نميري الاتفاقية من طرف واحد في 1983 بتحالف مع صفوة ولاية الاستوائية في الجنوب الذين ضاقوا بسيطرة صفوة شعب دينكا ولاية بحر الغزال على مقاليد الحكم الذاتي. وعادت الحرب الأهلية في دورة جديدة بقيادة العقيد جون قرنق في 1983. ولم تغر عودة الديمقراطية في 1985 بثورة شعبية قرنق ليكف عن الحرب. وتطابق بذلك مع الجيش في الزهد بالديمقراطية. وانقلب الجيش على النظام الديمقراطي في 1989 ليقوم حكم الإنقاذ بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير. وتكررت عادة القوميين الجنوبيين في استدبار النظام الديمقراطي وشن الحرب لتصالح نظاماً عسكرياً ديكتاتورياً في نهاية المطاف: حدث هذا مع البشير في 2005، كما حدث مع نميري في 1972.

لربما كنا أشبعنا هرج السلاح بيد الحكومة الديكتاتورية نقداً في حين أعفينا الحركات المسلحة من مثله، وهو إعفاء مقصود ومبيت لأن عثراتها بالسلاح مسامحة طالما كانت في صف المعارضة لحكومة الوقت الديكتاتورية. ومن ذلك غض المعارضون الطرف عن النقد القليل الذي صدر عن ممارسين للكفاح المسلح. فلم يرخ المعارضون سمعهم للنقد البليغ الذي وجهه كل من الأكاديمي "لام أكول" للحركة الشعبية لتحرير السودان بعد مغادرته صفوفها في كتابه "داخل ثورة أفريقية" (2001)، ومحمد هارون كافي، الكاتب والمقاتل في نفس الحركة من جبال النوبة، في كتابه "نزاع السودان" (1997). وربما عد المعارضون الكتابين تجديفاً بحق حركة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

ولم يتأخر نقد الحركات المسلحة لفرحها بالسلاح والإساءة به طويلاً. فصدرت خلال السنوات الماضية كتابات في باب هذا النقد من رموز بارزة في هذه الحركات. فكتب ياسر عرمان، القيادي في الحركة الشعبية، والعقيد قرنق منذ النصف الثاني من الثمانينيات "نحو ميلاد ثانٍ لرؤية السودان الجديد" قبل ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، وبعد انقسام الحركة الشعبية، قطاع الشمال إلى جناحين بقيادة كل من عبدالعزيز الحلو ومالك عقار. وكان ياسر مع عقار، وهو الجناح الخاسر في ذلك الانقسام.

من الجهة الأخرى، نشر شريف حرير، الأكاديمي ومؤسس التحالف الفيدرالي الدارفوري (1994)، كتابات في مناسبة تكريمه أخيراً أخضع فيها الكفاح المسلح لشواظ نقد فادحة.دعا ياسر عرمان في كلمته إلى أنه جاء الوقت لمراجعة تجربة الكفاح المسلح ورد الاعتبار للعمل السلمي الجماهيري دون أن يعني هذا التخلي عن هذا الكفاح. فلن تخرج الحركات المسلحة من عنق الزجاجة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، في قوله، من دون التوصل إلى استنتاجات سليمة "حول أهمية العمل السلمي الديمقراطي في داخل المدن" واستنهاض جماهيرها.

وركز ياسر على وجوب ارتهان السلاح بالوعي السياسي وبالديمقراطية في أداء الحركة المسلحة. فقال إنه من طريق ضعف الوعي السياسي في الكفاح المسلح استطاع نظام الإنقاذ صناعة حروب لصالحه في الهامش ارتكبت خلالها انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بيد جماعات زعمت التحرير.ونعى ياسر تجفيف الحركة المسلحة للديمقراطية في أدائها. فقال إن هيكل الحركات المسلحة التنظيمي اتسم بالعسكرة والتراتبية مما قلص مساحة الديمقراطية الداخلية، ومركز عملية اتخاذ القرار واحتكاره. وأسهم هذا "في خلق مناخ مواتٍ لانتشار الفساد الذي بدأ بالتلاعب في الإمدادات وعدم توزيعها بعدالة". وهو فساد لم يبرحها حتى وهي في الحكم.

وغابت بالنتيجة المحاسبة عملاً بالقاعدة في حركات التحرير "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، أي بالتركيز على العدو في الخارج، تاركين "مساحة للوحوش الداخلية لتنمو". وساء الأمر بعدم ثقة قوى الريف في مناضلي المدن ممن التحقوا بالكفاح المسلح، بل "وعدم مساواة العضوية التي تناضل بوسائل غير الكفاح المسلح في الحقوق والواجبات". وأدى هذا إلى تكلس الكفاح المسلح وتجمده مقتصراً على أساليبه الخشنة في ريفه "في غياب تام لوسائل العمل الناعم، مما أدى إلى نتائج سالبة على الكفاح المسلح نفسه". وكان شريف حرير الأقرب من ياسر إلى مقاربة علاقة السياسي والعسكري في الكفاح المسلح. فقال إن حركات دارفور المسلحة التي وصفها بالتكاثر والتشظي، أسيرة سوء فهم. فنهضت باسم "شعب زعل وتعسكر" لتفتتن بالعسكرية.

والعسكرة، في قوله، "وسيلة لعمل سياسي، وليست في غاية حد ذاتها". وقال إن على الحركات المسلحة ألا تخدع نفسها بأنها تكوين عسكري. فتجد قادتها يقارنون بين العسكرية والسياسة مقارنة مجيرة لصالحهم. فيقولون إنهم عسكريون على الجادة، بينما ساء السياسيون مصيراً. فذكرهم حرير بأنهم سياسيون في الأساس وليسوا عسكراً. وأبدى حرير شفقته على الشباب الذين تنادوا للحركات المسلحة مكرهين بالظلم. فالحركات، في قوله، تعسكره بدلاً من أن تسيسه. وبعسكرته تخرجه من صناعة القرار السياسي لأنهم جعلوا من العسكرية للثورة "جندية" تخضع لسلسلة الأوامر المتدرجة من علٍ. وتساءل "كيف تخرج وبكامل وعيك لتحرير أهلك لترتهن لإرادة قائد، وتقول نعم سيادتك، حاضر سيادتك؟. فمتى ما طأطأت لمثل هذه التراتبية نفيت نفسك كثوري وهزمت الثورة. فالذي يقود الثورة العمل الواعي والفكر السياسي للدفاع عن النفس حيال جهاز قمعي للنظام. وقال للشباب متى كان هدفكم من العمل المسلح الاستيعاب في جيش الظالم والميليشيات فقد ألغيتم بأنفسكم جيشانكم الثوري الأول الذي جاء بكم لحركة التغيير السياسي".

انتهى ياسر وحرير إلى عبارة مأثورة عن منزلة السلاح في الحركة الثورية لأمليكار كابرال، زعيم حركة تحرير غينيا بيساو من الاستعمار البرتغالي في الستينيات. فقال كابرال يحذر حركته من العزة بالسلاح والفجور به إلى أن الحركة المسلحة ليست عصبة عسكرية (military)، بل مناضلين تأبطوا سلاحاً مكرهين (militant). ولا يخفى أن حركاتنا المسلحة افتتنت بالسلاح افتتاناً أنساها أصل حملته كمدنيين في أول أمرهم. وتأخر كثيراً نقد هذه الحركات على هذه العاهة بذريعة ألا نقد لمعارض من معارض. وها نحن نرى معارضي الأمس رفاق الحركات المسلحة من عطلوا نقدها لعقدين من الزمان هم الأعلى صوتاً في الضجر منها. تأخر النقد طويلاً للحركات المسلحة، ولكنه يلاحقها الآن كما رأينا.

4-سياسة الصين.. الغرب والحسابات الإقليمية جيفري كمب

6 مارس 2023

تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، أوضحت الصينُ عزمَها على إعادة تأكيد دورها التاريخي كقوة عالمية وتحدي الهيمنة السائدة للأيديولوجيا والمؤسسات الغربية التي كانت قائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي ظل الإنفاق المالي الهائل على قواتها العسكرية، تستطيع الصين حمايةَ حدودها البرية الضخمة وسواحلها البحرية. كما أنها الآن قادرة على إبراز قوتها في شرق آسيا ومواجهة التفوق الغربي السائد هناك.ولتعزيز طموحاتها، فقد وطدت الصين علاقاتٍ جيدةً مع روسيا، وواصلت دعمَها لكوريا الشمالية، وسعت إلى إبرام اتفاقيات تجارية والتواصل مع دول كثيرة في جنوب شرق وجنوب غرب آسيا وعموم أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. وقد تسارعت وتيرةُ هذا التواصل الاستراتيجي خلال العقد الماضي، ولم تظهر أي بوادر للتوقف. ومع ذلك، فإن الحرب المستمرة في أوكرانيا تشكلُ مخاطرَ على دور الصين الناشئ كقوة عالمية.

وإذا هُزمت أوكرانيا بسرعة بعد العملية العسكرية الروسية التي بدأت هناك في 24 فبراير 2022، كما توقع الرئيس بوتين، فلن تشعر الصين بالقلق كثيراً. لكن مقاومة أوكرانيا والاستجابة الموحدة للغرب والمأزق المعقَّد في ساحة المعركة.. كلها حقائق يجب التعامل معها الآن وهي تقرر كيفية الرد.

إذا قررت الصينُ لعب دور أكثر حياديةً تجاه الصراع واستخدام نفوذها الدبلوماسي للمساعدة في التوسط لوضع نهاية مرضية للأعمال العدائية، فقد تعزز سمعتَها كلاعب دولي قوي وبنّاء. ويمكن أن تكون هذه النتيجة ذات فائدة كبيرة لأهدافها الاقتصادية التي تأثرت على نحو ما بسبب جائحة «كوفيد-19» وما ترتب عليها من إغلاق صحي صارم كان له تأثير سلبي على معدل النمو الاقتصادي.

لكن تبني مثل هذا الموقف سيعني دائماً رفضَ المطالبات الروسية بمزيد من المساعدة الخاصة بالأسلحة الفتاكة. ومن ناحية أخرى، فإن القرار الصيني بتزويد روسيا بالمدفعية والذخيرة والطائرات من دون طيار.. سيزيد من احتمالية تسريع الغرب، كمياً ونوعياً، عمليات تزويده أوكرانيا بالأسلحة ونقلها إليها بمعدلات أكبرَ وأنشطَ وتيرةً. سيكون من الأسهل من الناحية السياسية على الولايات المتحدة تقديم طائرات إف-16 وربما نظام الصواريخ التكتيكية طويلة المدى المتوافرة لدى الجيش الأميركي («أتاكمز» ATACMS) الذي يمكنه توصيل الصواريخ بدقة كبيرة تصل إلى 300 كيلومتر.وبالمقارنة، فإن نظام صواريخ هيمارس الأميركي الذي تم توريده بالفعل إلى أوكرانيا، والذي حقق نجاحاً ملحوظاً، يتراوح مداه بين 70 و80 كيلومتراً.

بالإضافة إلى المزيد من الدبابات وناقلات الجند المدرعة، هناك طائرات مسيّرة بعيدة المدى وسفن بحرية أكثر تطوراً تمكن إضافتها إلى الترسانة الأوكرانية. ومن المحتمل أن يؤدي تصعيد إمدادات الأسلحة إلى كل من روسيا وأوكرانيا إلى إنهاءٍ أسرع للحرب، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى صراع طويل الأمد مع عدم قدرة أي من الطرفين على تحقيق الانتصار العسكري الذي سيجبر أحد الطرفين على الاستسلام.

وفي آسيا، كلما توترت العلاقاتُ بين الصين والغرب، زادت فرص زيادة الدعم الغربي لتايوان. وسيشمل ذلك توفير المزيد من الأسلحة لحماية الجزيرة من عملية عسكرية صينية محتملة لاستعادة الجزيرة. وفي حين أن الصين ستتمتع في النهاية بالقدرة على دخول تايوان أو محاصرتها لإضعافها اقتصادياً، فإن التكاليف التي تتحملها بكين ستكون باهظةً، وستؤدي بالتأكيد إلى زيادة المشاعر المعادية لدى جيران الصين.وسيشمل ذلك زيادة مخاطر الانتشار النووي، وهو تطور لا يخدم المصالح الاستراتيجية الإقليمية. وعلى الجانب الآخر، ستواصل الهندُ تحديثَ وتوسيعَ قوتها النووية. وهناك مخاوف متزايدة من أن كوريا الجنوبية ستعيد النظر في خياراتها، خاصة على ضوء التجارب الصاروخية العديدة التي أجرتها كوريا الشمالية وما يُعتَقد أنها تخطط له من تجارب نووية متوقعة.

وسيتمثل أخطر تطور في احتمال أن تعيد اليابان النظر في سياستها غير النووية، إذ أن طوكيو لديها التكنولوجيا لتطوير أسلحة نووية في إطار زمني قصير، وستكون هذه أنباء سيئة للجميع، بما فيهم الصين بالطبع.

*مدير البرامج الاستراتيجية بمركز «ناشونال انترست» - واشنطن

 

5- سيادة الفراغ قناع الفاسدين نضال – لبنان

ليست المرة الاولى التي يستخدم فيها سلاح الفراغ في السلطة من اجل فرض شروط الاذعان على الشعب اللبناني وتعطيل الحياة الديمقراطية، تحت ذريعة الالتزام بالميثاقية او التوافقية الطائفية والمذهبية خلافاً لمضمون الدستور واهدافه السياسية والاجتماعية التي رسمت منذ الطائف افاق تطوير النظام السياسي وتجاوز حلةة الانقسام الطائفي وصولاً الى ارساء دولة القانون والمؤسسات العادلة والمدنية فضلاً عن الالتزام بمبدأ فصل السلطات وتعاونها بهدف الانتظام العام للمجتمع واطلاق عجلة الاقتصاد والاصلاحات السياسية والمالية والخدماتية من اجل وضع حد سريع للاازمات المحدقة والانهيارات المتسارعة على اكثر من صعيد.

وقد رفعت انتفاضة الشعب اللبناني في السابع عشر من تشرين للعام 2019 تلك الشعارات كما عبّرت عن غضبها في الانتخابات النيابية الاخيرة التي اوصلت نخبة جديدة من النواب التغييريين الى الندوة البرلمانية وعددداً من المستقلين ونواب المعارضة مما اخل بالتوازنات السابقة داخل البرلمان وخارجه، مما ارسى معادلة جدديدة على مستوى المكونات السياسية تحت قبة البرلمان. كان لهذه المعدلة الاثر الحقيقي والفاعل في عمليات تكليف رئيس الحكومة باكثرية ضئيلة نسبياً او في عملية تشكيل اللجان النيابية حيث مارست القوى التقليدية اشد حصار ممكن على امكانية فوز اي من النواب التغييريين لتبقى عملية التشريع واقرار القوانين ممسوكه بيدهم بما يتوافق مع سياساتهم التحاصصية. وهكذا حاولوا ضمان استمرارهم بامساك مفاصل السلطة الاساسية وتداركوا امكانية خرقها بل ومحاصرة اي محاولة للتغيير الحقيقي في طبيعة النظام الطائفي الضامن لاستمرارهم من خلال الباس خطابهم لقناع وهمي يسعى للاصلاح الصوري والكذاب في محاولة للالتفاف على شعارات التغيير الواقعية ومصادرتها باساليب الخداع الملتوية والهروب الدائم من مواجهة القضايا الاجتماععية و الانسانية البالغة الخطورة وصولاً الى محاول الصاق التهمة بنواب التغيير والمعارضة بالنسبة للاوضاع الكارثية التي تسببوا بها خلال ما يزيد عن ثلاث عقود خلّت.

لقد كشف الاستحقاق المتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية عن مكامن ضعف الطبقة السياسية في فرض شروطها على غالبية مكونات المجلس النيابي في اول تجربة فاشلة لها منذ الطائف مما افقد بعض توازنها وكشف هشاشة تحالفاتهم السابقة المبنية على مصالح فئوية مشتركة مما جعل عملية اصطفافها مجدداً اكثر صعوبة ودقة في مواجهة رياح التغيير التي انطلقت من اكثر من اتجاه لمسايرة مشاعر المواطنين وتبني قضاياهم المحقة والانسانية في خضم التحقيقات الجنائية المتعثرة لا سيما في ملفي التحقيقات ذات الصلة بجريمة انفجار بيروت وفي قضية احتجاز اموال المودعين في المصارف عدا عن تدهور القدرة الشرائية التي لم يكترث لها امراء الفساد في السلطة بل لجاؤا الى التصدي لمحاولات السير بها قضائياً ومنع حالات التمرد الشعبي ذات الصلة بكافة اساليب القمع والترهيب حتى اصبح وضع المرحلة بما يشبه النظام الامني في الدول الديكتاتورية والتعسفية على اكثر من صعيد.

ان الحالة الاعتراضية التي لجأ اليها نواب التغيير داخل البرلمان حين يهدف ملىء الشغور الرئاسي وفقاً للدستور تمهيداً لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لتتولى عمليات الاصلاح والانقاذ بعدما شعروا بان اضاعة الوقت خلافاً لروح الدستور ومضمونه الذي يتعارض مبدئياً مع تعميم حالة الفراغ في الحياة الدستورية ومؤسسات الدولة ومواقفها العامة هي الستار الذي يختبىء خلفه اركان المنظومة الفاسدة من اجل كسب الوقت والرهان على خضوع القوى السياسية الاخرى والمواطنين الذين يغرقون يوماً بعد يوم في الرمال المتحركة من الازمات التي تفتعلها المنظومة لارادتها التسلطية. بعدما عجزت عن لجم حالة التمرد الشعبي وغضب الشارع بالطرق السلمية والديقراطية ولم يبقى لها سوى اللجوء الى اسلوب العنف المنكسر او الاستجابة لمطالب الشعبية لوقف النزيف الحاصل وردم الهوة المتعاظمة مع سائر مكونات السياسية الاخرى. من خلال الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لمتطلبات المرحلة يكون قادراً على قيادة الوطن الى شاطىء الامان بعيداً عن ساسية المحاور المحلية والاقليمية يتمتع برؤية اصلاحية وانقاذية ويكون على مسافة متساوية من الجميع قبل فوات الاوان.

ان بداية الانقسامات التي يشهدها القضاء واليوم يتهدد مسار العدالة في الوطن وفي المجتمع بعدما تدهورت غالبية المرافق العامة الاقتصادية والخدماتية والرقابية في الدولة بما يجعل لبنان امام مصير مجهول وعلى مفترق طرق قد يكون اسهلها التوافق اللاارادي للمكونات السياسية على تجنب الوقوع في فوضى امنية قد تطيح بجميع مرتكزات السلم الاهلي.

 

6- خارج المتاهة/محمد عتيق - كاتب من السودان

الشهيد ابراهيم مجذوب ؛ نحو إصلاح مدنيٍّ كامل

في كتيب "أوراق من الواحة، تجربة صحفي في بيوت الأشباح"، وفي المقال الخامس بعنوان: "الطوابير والجرجرة.. أفراد الحراسة والحياة اليومية"، الفقرة الخامسة (ص ٤٠)، ورد في وصف الحراس، وهم عسكريون من جهات مختلفة:*" داخل البيت، وفي تعاملهم مع المعتقلين، يحرص هؤلاء الأفراد على سيادة جوٍّ من الصعب وصفه بدقة: فهو مزيجٌ من التهكُّم والإرهاب والهذيان واللامبالاة.. ينظرون إلى المعتقل كعسكري "مُسْتَجِد"، أي مبتديء، والمستجد في أوساط القوات المسلحة وقاموس رجالها ومراكز تدريباتها هو أسوأ المخلوقات وأهونها، وبالتالي فإن عبارة "يا مستجد" هي الصفة الأسوأ على الإطلاق*....".. (فإذا كان ذلك هو تقييمهم لزميلهم العسكري المبتدئ فكيف تكون نظرتهم للمدنيين؟):

عند الإنتقال لغير العسكريين "المدنيين" ("المدنية" في صيغة الجمع الدارجة، وتعادل: المَلَكِيَّة " من مَلَكِي أي غير عسكري)، لتصبح النتيجة عدمية بمعنى أن المدنيين لا قيمة لهم إطلاقاً، بعيداً عن النظرة الحقيقية النابعة من طبيعة الأشياء التي تقول أن العسكرية مهنة من مهن المجتمع:

١- اما بالجندية، عسكرياً فرداً أو ضابطاً، في القوات المسلحة التي تختص بالدفاع عن الوطن وسلامته في حدوده البرية والبحرية والجوية ومساعدة الوطن والمواطنين في ظروف الأوبئة والكوارث الطبيعية..

٢- أو في الشرطة التي تحمي الناس وتحارب الجريمة ليكون رجل الشرطة صديقاً للمواطن، حامياً لحقوقه، مدافعاً عن كرامته وجزءاً هاماً من الآلية القانونية المختصة بتحقيق العدالة في المجتمع..

٣- أو في جهاز الأمن والمخابرات حيث يُوظف كل قدراته العقلية والذهنية في جمع المعلومات عن الأعداء وتحليلها وتقديمها لجهات الاختصاص في الحكومة القائمة مشفوعةً بالتوصيات المناسبة.. والأعداء يتواجدون في الداخل بين المواطنين يتاجرون في الممنوعات مثل المخدرات، ويتخابرون مع الدول الخارجية، أو في الخارج في شكل منظمات أو دول معادية تعمل على الإضرار بالدولة بوسائل، ولأسباب، مختلفة..

وذلك كان في أعقاب انقلاب "الاسلامويين" العسكري وحكمهم للبلاد، وعلى أيديهم بدأت وأكتملت عملية غسل الأدمغة والتعبئة الايديولوجية التي صَوَّرَت لهم بأنهم هم المسلمون وأن غيرهم (أي كل من لا ينتمي إليهم) هم الكفار الذين يحق لهم أن يسلبوهم أموالهم وممتلكاتهم وحتى حيواتهم، أي أنهم لا حق لهم في أي شيء حتى في الحياة نفسها.. هكذا، على أيديهم ستتم أسلمة السودان والسودانيين...هذه الدرجة من انحطاط النظر إلى المجتمع هي نوع من ألتعبئة والتغييب والتسيير وصلت إليها العسكرية السودانية في عهد الاسلامويين الذي احتل نصف عُمْر السودان الوطني المستقل...

في ختام مقاله عن جريمة قتل الشهيد اليافع "ابراهيم مجذوب"، قال المحامي والقانوني البارز "علي عجب":*" يجب أن يرتفع وعينا في ملاحقة هذه الجرائم الخطيرة بعدم ملاحقة الجنود وحدهم جنائياً وترك المجرمين الآخرين في قيادة هذه القوات، لأن ملاحقة قادتهم أيضاً على أساس مسؤولية القادة هو السبيل الوحيد لوضع حدٍّ لإستهتار قيادة الشرطة والنيابة بما يُرتكب من جرائم ضد الثوار بدمٍ بارد"*..أي أن الجريمة مشتركة بين الجنود والقيادات العليا للشرطة والنيابة العمومية ولا ينبغي الثأر فقط من الجندي أو الضابط الذي نفَّذ جريمة الاغتيال/إطلاق الذخيرة الحية بدمٍ بارد.. فإذا وجدنا في رأي الأستاذ علي عجب حلَّاً آنياً للمحاسبة ومواجهة هذا الجنون في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، إلا أن في الأمر جذوراً أبعد ينبغي مواجهتها ضمن قضايا الوطن الذي يحتاج في كُلِّيَّاتِهِ إلى إعادة تأسيس، إذ أن تلك التعبئة وغسيل الأدمغة التي أشرنا إليها - في اعتقادي - ما كان لها أن تنجح وتفعل فعلها لو لا أن هنالك استعداد لقبول ذلك، أي أن في مناهج وأسس العسكرية السودانية ما يجعل أرضيةً لمثل تلك التعبئة والغسيل لكي تنبت وتنمو.. فمثلاً في مناهج التعليم والتدريب التي ورثناها من المستعمر البريطاني نجد أن لطالب الكلية الحربية أو كلية البوليس وضع مادي ومعنوي أعلى بكثير من أوضاع زميله الذي التحق بالجامعة، إذ هو يتميز عليه مادياً واجتماعياً رغم أن الطالب بإحدى كليات جامعة الخرطوم مثلاً قد أحرز نسبةً أعلى في الشهادة، في الغالب، من الطالب الذي التحق بإحدى الكليات العسكرية!!، وتبدأ رحلة التمييز من هناك لدرجة أن الذي التحق بالجيش ضابطاً يكون له من جنوده "خادم" شخصي!! ونظام التراتبية الصارم داخل القوات النظامية يخلق حالة من الخضوع التام من الأدنى للأعلى أشبه ببند "نفذ ثم ناقش" في مباديء الديمقراطية المركزية عند الأحزاب العقائدية بل وأشدّ انضباطاً..

فيتسرّب الشعور بالأهمية والتميُّز إلى الجنود بما يجعل من المدنيين (الملكيَّة) مجرد دهماء بعثتهم (هؤلاء العسكريين) العنايةُ الإلهية لحكمهم والتسيُّد عليهم.. هذا التمييز خلق إستعلاءً لدي منتسبي القوات النظامية على الشعب.. فإذا أضفنا إلى ذلك غسيل الأدمغة الذي تم في الأعوام الثلاثين الماضية تحت حكم الاسلامويين، وما أحدثوه من دمارٍ وتمكينٍ لهم في كل مناحي الحياة وفي كافة المؤسسات العسكرية والمدنية، نجد أن الواقع الماثل أمامنا هو النتيجة المنطقية..عليه، فإن إعادة صياغة الحياة العسكرية "النظامية" وتأسيسها على نهج وطني سليم يجب أن تأخذ طريقها إلى الوعي النافذ الذي استولى على كيان الأجيال الجديدة الثائرة في تأسيس وطنٍ عصريٍّ متطوِّر تنتظمه التنمية في كل جانب وتظلله رايات السلام والأمن...

05.03.2023

 

7- رمضان على الأبواب: ماذا اعددنا لاستقباله...؟ الرفيق ابو حمزة فلسطين

قوائم للفطور وبما نريد ان نتسحر؟..الحرص على معرفة اخر ما تمخص عنه فكر ابو جوليا وأم فاتن ومطبخ منال وسوسن من طبخات وطبايخ..اخر المسلسلات والبرامج وما اعدته قنوات الفسق والفجور والخلاعه. برنامج للسهر حتى الفجر في الكفيهات والاراجيل وغيرها والنوم حتى قبل الإفطار..وفي احسن الأحوال للمتدينين (وين في شيخ صوته حلو وما بيطول لنصلى التراويح وراه) او كم مره رح نختم القرآن في سباق مع التلاوه او مع رمضان..او ما يخرج به البعض من نصائح تصالحوا تسامحوا او ما تتسابق عليه الجمعيات من صور لافطارات الخير وتوزيع طرود الخير وصورة الرئيس،مع الفقراء تتصدر صفحة الجمعيه او الجهه المتبرعه..

هذا فضلا عن حملة إفطار صائم او حمله تصدق ولو بشق تمره وتكثر الشحده والشحادين في رمضان..نفس الموال فقط تتغير المواسم ويتزاحم الناس على القطايف والتراويح ويتركون فريضة الصيام وينسون ان رمضان مدرسه وشهر عظيم شهر الجهاد والفتوحات والانتصارات مش الطبيخ والمسلسلات والكسل..ماذا لو كان رمضان شهر الاعداد وتم وضع هدف لتخريج ٥٠ الف شاب من مدرسة الاعداد يتم اعدادهم وتدريبهم كل ليله وتنظيم صفوفهم لمواجهة قطعان المستوطنيين..

ماذا لو فتحت المساجد للاعتكاف وتم تحويل الاعتكاف إلى دروس عمليه وتدريب وتأهيل بدنى وعقلي وفكري ليتخرج من بعده مؤهلا للمواجهه..ماذا لو تم رفض كل مال مشبوه او حرام او من جهة مطبعه سواء كان على شكل طرود او افطارات او غيرها تحت بند الله طيب لا يقبل الا طيبا...ماذا لو تم التكفل باسر الشهداء والأسرى بافطار جماعى معهم كل شهر رمضان..ماذا لو تم تخصيص نقاط ساخنه للمواجهه وقطع الطريق على المستوطنيين وارهابهم بحيث يقطع دابرهم ولا يعودوا يجرؤون على الاقتراب من القرى والبلدات المحاذيه..ماذا لو خصصت التكاليف لاعاده بناء بيوت الشهداء التى هدمها الاحتلال خلال شهر رمضان وفي معظمها لا تساوي قطره في محيط المال العربي؟..

ماذا وماذا والف طريق لتخرج الامه من مدرسة رمضان مرفوعة الراس عالية البنيان بدلا من الكروش المنفوخه وبكبكة الشيوخ في صلوات مكرره دون جدوى...والله اعلم بمن اتقى.. هذه دعوة للعمل وليعلم العدو ان في الأمة من يفكر بهذه الطريقة وسياتى يوم وتتحقق ولن يجدوا مهربا او ملاذا لهم..واعلم ان هناك من أصحاب الهمم من يعملون بلا كلام وندعوا لهم بالتوفيق لكنها دعوه تندرج تحت عنوان واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...وليروا فيكم غلظه وكثره وقوه وهذه من مظاهر الاعداد والتفوق..

نصر بتأثير المقاومة...وليس بالقطايف ولا بالحمايه الدوليه ولا بالأمم المتحده ولا بالتنسيق الامنى ولا بالدعوات إلى الهدوووووء،...

 

8- يسألون دوماً ما هي المواقع الحزبية الرفيق صالح الدليمي العراق

المواقع الحزبيه كلها تكليف وجميع الرفاق اعضاء اما غير ذلك فهو زائل لاضمانه فيه، كم عضو قيادة قطرية فشل في مؤتمر انتخابي وهبط الى مستوى عضو قاعده لكنة لم يفقد شرف العضوية ولاتاريخة فمن يتصور انة قيمته بالموقع الحزبي فهو ناقص جاه ولايحمل صفة المناضل.. لان المناضل اعلى قيمة من المستوى الحزبي..فهل توقعنا ان نصبح اعضاء قطرية او مكتب ام انتمينا عشقا لمبادىء ورجولة وشجاعة قيادة جذبتنا اليها قيمها وحبها للعراق والامة العربية ونضالها من اجل تحرير فلسطين..؟

كل مسؤولية قيادية هي تكليف فالعضوية تكليف نضالي للرفيق من أجل أن ينهض بنضاله ومسؤلياته الحزبية إلى مستوى المبادىء التي آمن بها والقيم النضالية التي يتحلى بها بوصفها محددات لسلوكه الاجتماعي اليومي وباعتبارها قسمات ومعالم شخصيته البعثية التي تشكل له آلية للتعامل مع أبناء مجتمعه لاستقطابهم لبنية حزبهم التنظيمية، فالعضوية الحزبية وسيلته لإيصال مبادىء البعث إلى الجماهير العربية لتكون جزءًا من الثقافية العربية الشعبية.

في الستينات عندما أنتمينا للحزب كنا نضع علم الثورة العربية على صدورنا ونتباهى به أمام الناس في المدرسة والشارع وكانت قيمته كبيرة لأننا كنا نبتعد عن كل سلوك يعرضنا للنقد من قبل الشارع العربي وعن كل متعة يمكن أن تضع على جبيننا وصمة عار.

هكذا علمتنا أخلاقية وثقافة الجيل العربي الجديد الذي يجب أن نكونه نحن أبناء البعث فهو رهان البعث بأن نصل بالأمة العربية لتكون أمة الرسالة الخالدة بجدار واقتدار.تحية رفاقية لكل من اتسم باخلاق الجيل العربي الجديد وإلى كل من تحلى بالروح النضالية وهو يردد بيقين: سنكمل المشوار وأن نسير على خطى من قال: جئت لأتمم مكارم الأخلاق فبالأخلاق تبنى الأمم وبالأخلاق نبني بعث الرسالة الخالدة.

 

9- أوستن في بغداد في زياره مفاجئه!! الرفيق مجيد الجنابي العراق

أن الجدول المعلن لزيارة وزير الدفاع الأمريكي اوستن كان يتضمن ثلاث دول وهي كل من..مصر.. الأردن وأسرائيل لكن حل فجأه في بغداد بعد أن هبطت طائرته دون سابق أنذار في زياره غير معلنه وصفت بأنها زيارة.. أثبات وجود وبقاء.. في بلد تتصارع عليه قوى أقليميه ودوليه لتثبت أقدامها فيه بعدة طرق منها عقود شركات وأستثمارت ومعاهدات ثنائيه ناهيك عن التدخلات العسكريه والسياسيه التي تربك المشهد العراقي وتجعله ضبابي دائما!!ويبدو أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي أوستن تحمل رسائل أطمئنان إلى عدة دول في المنطقه توحي لها بعدم أنشغال إميركا عن قضاياهم في الحرب الأوكرانية أو الملف التايواني.

وقد غرد أوستن على حسابه الرسمي في تويتر.. (هبطت في بغداد.. أنا هنا كي أعيد تأكيد الشراكه الإستراتيجيه بين الولايات المتحده والعراق.. ونحن نتحرك من أجل عراق أكثر أمنا وأستقرارا وسياده)!! أن هذه الزياره تأتي قبل أيام من الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق وأحتلاله..سبق وأن تولى وزير الدفاع الأمريكي قأئد القوات الأميركية في العراق ورئيس القياده المركزين للقوات الأمريكيه..يعتقد البعض أن سبب عدم إعلان الزياره هو سياق متعارف عليه في زيارة المسؤولين الأميركيين للعراق هو أجراء أمني أولا ولمنع أستفزاز بعض الأطراف المليشاويه او الإقليمية ثانيا!!زيارة وزير الدفاع الأمريكي أوستن تحمل مؤشرات عده منها..

١. رسالة وجود وبقاء من جانب واشنطن في العراق وتأكيد أن العراق يتصدر أولويات أجندة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برفع مستوى التعامل بين البلدين.

٢. توقع بأن تناقش الزيارة ملفات أمنية وعسكرية خاصة مع زيادة التوتر بين موسكو وواشنطن منها التعاون الاستخباراتي وإنهاء فوضى السلاح في العراق وملف الفصائل المسلحة.. التي يوالي كثير منها إيران.. إضافة لدعمها العراق في محاربة تنظيم داعش.

٣. قد تتضمن الزيارة التنسيق بعد طرح رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مبادرة تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة.

وقد تحمل الزيارة رسالة طمأنة للعراق من جانب ولدول المنطقة من جانب آخر خاصة فيما يتعلق بأمور أمنية واستراتيجية مع بقاء قوات أميركية بالعراق.

عين أميركا على الصين..في وقت سابق أدلى قادة وباحثون أميركيون بتصريحات تظهر قلق واشنطن من تنامي دور الصين في دول المنطقة ومن بينها العراق.كما نقل عن جنرال مشاة البحرية الأميركية المتقاعد فرانك ماكنزي الذي سبق وترأس قوات بلاده في الشرق الأوسط أن المنطقة مهمة للولايات المتحدة جزئيا بسبب دور الصين المتنامي معتبرا أن جولة أوستن "مثال ممتاز لفرصة مواصلة إبلاغ الناس في المنطقة أنهم ما زالوا مهمين بالنسبة إلينا".أبرم العراق اتفاقيات لمشاريع ثقيلة مع الصين في مجالات النفط والإنشاءات وتحلية المياه والكهرباء والترفيه كما أعلنت بغداد نهاية فبراير أن البنك المركزي يعتزم تنظيم تمويل التجارة الخارجية من الصين مباشرة بعملة اليوان الصيني!!

 

10- رائحة دخان أمريكي في خارطة طريق المعارضة التركية

جومرد حقي إسماعيل

تدهورت العلاقات التركية - الأمريكية على أثر احتجاز تركيا للقس " اندرو برونسون " في تهمة الإرهاب والتجسس والعمل لحساب " فتح الله غولن " زعيم حركة (خدمة) المعارضة، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في الخامس عشر من تموز سنة ستة عشر وألفين، ويذكر أن " غولن " مقيم في أمريكا، وأن أمريكا تستخدمه ضد حكومة الرئيس " رجب طيب آردوغان " وحزبه، حزب العدالة والتنمية (آك پارتي)، و" غولن " متقمص كرجل دين، لكنه يدعو بما لا يتوافق مع أحكام الدين الإسلامي، وهذا جزء من أسلوب أمريكا في توظيف عناصر بلباس الدين ومن صناعتها قاصدة تغيير مسارات التدين وإخراج الناس من جوهر الدين إلى مفاهيم متضاربة تعمل على إحداث انشقاقات مجتمعية وصولاً إلى شق الصف الوطني هنا أو هناك وإشعال فتيل الاقتتال البيني.

قبل محاولة الانقلاب الفاشلة وتركيا تتعرض إلى حرب اقتصادية في محاولة أمريكية للضغط على الشارع التركي باتجاه قبول التغيير السياسي في البلد، وهي استراتيجية أمريكية مورست ضد كل دولة سعت أمريكا للهيمنة على مقدراتها، ومنها العراق وثلاثة عشر عاماً من الحصار الجائر المطبق الذي تم فرضه على العراق، حيث تعتمد أمريكا وقبل تعميق الصراع مع أي دولة هو شل اقتصاد تلك الدولة من خلال ضرب العملة الوطنية في ذلك البلد.

في تموز القادم من هذه السنة (٢٠٢٣) تركيا ستتحرر مما فرض عليها في معاهدة (لوزان)، وسيحق لها التنقيب واستخراج النفط والمعادن والتي منعتها (لوزان) من ذلك، وتشير الأبحاث الجيولوجية إلى الوفرة الكبيرة المحفوظة في باطن عموم الأراضي التركية من النفط والمعادن والغاز الذي من المتوقع أن يفوق مستوى الغاز الروسي في إنتاجه، وهذا كله ممكن أن يجعل من تركيا قوة اقتصادية كبرى على مستوى العالم.إن النمو الاقتصادي الكبير وتنمية وتطوير البنى التحتية العملاقة الذي حققته تركيا عبر أكثر من ثلاثين عاماً كان اعتماداً بالدرجة الأساس على الزراعة والسياحة قبل أن تنشأ الصناعات الثقيلة فيها، فكيف إذا دخل النفط والمعادن والغاز في موارد تركيا؟.

أمريكا وبحسب سياستها تسعى للهيمنة على نفوط ومعادن العالم، وقد تمكنت من ذلك فيما يتعلق بشراء ذمم وتبعية حكام عدد من الدول، وخاصة العربية، واحتلال العراق بعد أن عجزت من تركيع نظامه الوطني، وها هي اليوم ومنذ زمن بعيد تعمل في الضغط على تركيا اقتصادياً لدفعها نحو الاستسلام للإرادة الأمريكية وإجبار الشعب التركي في القبول بالتغيير نتيجة للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها بسبب تراجع قيمة عملته الوطنية (الليرة التركية).

وها هي اليوم أمريكا تمارس مع تركيا ذات الأسلوب الذي اتبعته في العراق ولكن بآلية الاحتلال عن بعد وليس كالذي أجرته في العراق من خلال الاحتلال المباشر ثم تنصيب ما سمته معارضة (عراقية) حقيقتهم لصوص وثلة إجرامية جمعتهم من شتى بقاع العالم لتقيم بهم حكومة ممتثلة لأوامرها وتحفظ شركاتها الناهبة لنفط العراق.في قراءة لما ورد في اتفاق الطاولة السداسية للمعارضة التركية نجد أنها قريبة جداً من ذات الأسس التي اعتمدتها في تشكيل حكومة العملاء في العراق بالصياغة الأمريكية، وهنا بدأنا في شم رائحة الدخان الأمريكي، من حيث صياغة بنود الاتفاق التي تشمل على ما يلي:

١. العودة إلى النظام البرلماني وتهميش دور رئيس الجمهورية.

٢. المحاصصة الحزبية في توزيع الوزارات بدلاً من المحاصصة الطائفية.

٣. سيطرة الحزب الجمهوري على العاصمة أنقرة ومدينة استانبول من خلال تعيين عمدتيهما كنواب لرئيس الجمهورية، وهاتان المدينتان تعتبران المعقل الرئيس للحزب الجمهوري ومرشح المعارضة (كليجدار أوغلو)، ولهاتين المدينتين ثقليهما التجاري والاقتصادي، وإن وضع اليد عليهما من قبل (كليجدار أوغلو) سيسهل تصرف أمريكا بالاقتصاد التركي ومصادرة استقلال تركيا الاقتصادي والسيادي وصولاً للهيمنة على كامل الإرادة التركية وتحقيق مبتغاها في نهب ثروات تركيا وخصوصها النفط والمعادن.

لقد انطلت غايات أمريكا الأبعد على الأحزاب الستة المعارضة بسبب غبائهم من جهة ثم تقديم مصالحهم على مصلحة تركيا من جهة أخرى، وهو أن أمريكا تدفعهم إلى صراعات داخلية من خلال هذه التشكيلة السلطوية والتي قد تنسحب إلى اقتتال شعبي من خلال زرع وتعزيز العصبية الحزبية عند الجماهير التركية، ويتحقق ذلك من خلال:

١. الارتباط الوثيق بين الأحزاب المعارضة مع كل من أمريكا وإيران والكيان الصهيوني.

٢. سيكون لحزب العمال الكردي دور في العملية السياسية المرسومة في خارطة طريق التوافق السداسي، وهو الموصوف بالإرهاب دولياً.

٣. ضرب الأقلية العربية في تركيا وإبعاد المهجرين العرب خارج الأراضي التركية، وهذا سيتسبب في خلخلة النظام المجتمعي التركي واضطراب في الأيدي العاملة.

سنلاحظ دعاية إعلانية ضخمة لمرشح المعارضة التركية ممولة أمريكياً لأنها ستظهر بإمكانية أكبر الأحزاب المعارضة الإنفاقية، بل أكبر من إمكانية الدولة الإنفاقية، وفيها هدفين:

١. إظهار قوة مرشح المعارضة لإيهام الشعب بأنه الأكثر جماهيرية من مرشح حزب العدالة والتنمية.

٢. استفزاز جماهير حزب العدالة والتنمية، في محاولة لجرهم إلى صراعات في الشارع التركي لتنعكس سلباً على حضور (آك پارتي) في الشعب التركي، وستقوم أمريكا بتوظيف إعلامها في ذلك.

خلاصة القول، فإن ورقة حزب العدالة والتنمية الرابحة هي الإنجازات التي حققها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، وعلى الشعب التركي أن يدافع عما بناه ويحميه، ويقيني أن الشعب التركي على درجة عالية من الوعي والإدراك والمفهومية وسيقف صفاً واحداً في حماية سيادة بلده ويدحر كل المؤامرات التي تسعى لنسف البناء العظيم وتخريب النظام الأُسري والمجتمع.والله ناصر المؤمنين

 

11- البطولة الفلسطينية نبع لاينضب الرفيق ابو شجاع فلسطين المحتلة

مرة اخرى ويستمر مسلسل الجرائم الصهيونيه ضاربا عرض الحائط بكل القيم والشرائع الدوليه فلم يجف حبر ما سمي لقاء التهدئه في العقبه الذي سارعت الادارة الامريكيه بالطلب من ادواتها لترتيبه على عجل لانها وربيبتها باتتان تخشيان نفاذ الصبر الفلسطيني وروح التصدي والتحدي لديه التي شمخت للحد الذي وازنت الرعب بالرعب فبات جيش الاحتلال وقطعان مستَوطنيه يواجهون رعبا يوميا بكل الشجاعه والجسارة الفرديه التي انتشرت كالنار في الهشيم في صفوف ابناء هذا الشعب الصامد الثائر الذي زالت عن عينيه غشاوة السلام المزعوم فامتشق سلاحه وتقدم بما اَوتي بايمان وقوة ليكون الرد والفعل من جنس الفعل الصهيوني ليزرع الرعب والخوف في نفوس جنود المحتل ومستوطنيه لا يرهبه قوانين الاعدام التي يهددون بها اَو هدم البيوت وسياسات العقاب الجماعي فقد تحرر شعبنا من اوهام سلامهم المزعوم ووعى تدرجهم الخبيث من شعارهم الارض مقابل السلام الي السلام مقابل السلام ومن ثم الى السلام مقابل تحسين الاقتصاد والان افصحوا عن خبثهم بكل صفاقه فالسلام الذي يعنوه هو السلام لهم والاستيلاء على الارض العربيه بعنوان ان ارض فلسطين كل فلسطين هي ارض الميعاد المزعوم لشعب الله المختار المزعوم والاغيار ان وجدوا فيه فهم كالانعام في خدمة اليهود هذه نظرتهم العنصرية المتعاليه التي تخالف قيم الاديان السماوية وكل القيم الانسانيه وحقوق الانسان فاضحى وسيصبح الكيان كيان فصل عنصري متكامل اسوء من كيان جنوب افريقيا العنصري الذي سقط وانتهى. ان متابعه متانيه للاحداث وتطورها على الارض يثبت ان ما جرى في العقبه خلف الابواب المغلقه يختلف تماما عما حاولت الاطراف العربيه تسويقه على شعوبها لا بل لم ينتظر قادة التطرف الصهيوني قليلا فعشية اللقاء اوعزوا لعتاة الكره والحقد لديهم بان يعتدوا علي قرى جنوب نابلس فاحرقوا سيارات المواطنين ومحلاتهم وعندما تصدى لاعتدائاتهم التي تجري تحت نظر وسمع جيشهم وحمايه البطل الشجاع محمد خروشه فاردي اثنين من مستوطنيهم قتلي في حوارة انفلتوا من عقالهم ومارسوا سياسة الارض المحروقه ضد هذه القرية الهادئة موقعين عدة اصابات تجاوزت المئة واعلن وزيرهم سموترتش انه يجب محو حواره وردد ممثل نتنياهو عشية انتهاء اعمال لقاء العقبه العار انه كان لقاء امنيا وليس سياسيا وانه لم يتطرق للاستيطان او للعودة للتفاوض.

ان لقاء العار في العقبه لم يجف حبره لَو صدقنا ما اعلنته الاطراف العربيه حتى استانف العدو اعماله التصعيديه باستهداف واقتحام جنين ومخيمها وشرق نابلس ومخيم عسكر حيث ارتكب مجزره بحق 6 شباب بعد اشتباكات دامت لساعات استخدم فيه جيش العدو الاليات المدرعه والصواريخ والاسلحه المتوسطة والثقيله وطائرات بدون طيار حيث جوبه في مواجهة جسورة من ابطال المخيم وكتيبة جنين.

وتستمر المقاومة َيزداد الاحتقان الشعبي والرفض المستمر وافرازاتها والتي لم يبقى منها غير التنسيق الامني فهذا هو الدرس الاهم سقوط منطق التسويات والتفاهمات والتنسيق الامني في العقبه وما سبقها فثلاثون عاما من التفاوض الكاذب لم تسفر الا عن انتشار سرطان الاستيطان ليزداد من 120الف مستوطن عشية توقيع اتفاق اوسلو اللعين ليصل الى 800 الف مستَوطن الان والخطة مستمرة لتحويل الضفه الفلسطينيه الى مجرد سبعة معازل سكانيه تدار بوكيل امن محلي لدولة الاحتلال بما يشبه المعازل بالداخل بفارق ان الضم الشامل للضفه سيكون للارض وليس للسكان فكل ما سيحضون به هو اقامة اشبه بوضع القدس الان. ولكن السؤال هل سيتمكنون من تحقيق احلامهم تلك نحن نعتقد ان الزمن الذي كانوا هم وحدهم اللاعب الوحيد قد ولى وان في فلسطين شعب الجبارين قد امتلك زمام نفسه بوضوح الرؤيه لديه وعرف طريقه وسيشعل الارض نارا تحت اقدامهم عاجلا غير اجل وستكَون المنازله الكبرى التي يفاجى شعبنا بها ذاته والعالم ولن ينفع العدو صراخه وهرولة كل دول الدعم الغربي له.

 

12- قبل توقيع الاطارى قدمت حق ملاحظات جوهرية، لم تدرج فى الاتفاق

محمد وداعة كاتب صحفي السودان

*امتنعت حركة حق عن التوقيع، و رهنت ذلك باستيفاء مطالب الثورة*

*جاء توقيع الحركة على التفاق الاطارى مخيبآ للتوقعات، و انحيازآ للاقصاء و المحاصصة*

*وجود الحركة نفسه قام على رؤية نقدية و عمل فكرى تحليلى رافض للاقصاء و الاستعلاء*

حسب مصادر سودانية 24، فان الخلافات داخل حركة حق تزايدت حدتها بشكل مضطرد لللدرجة التى دفعت بعض كوادر الحركة للمطالبة بنعقاد المؤتمر فى اقرب وقت لاختيار قيادة بديلة، متهمين القيادة الحالية بالفشل فى ادارة الملفات السياسية و التنظيمية، ووحسب سودانية24، جاءت هذه الخلافات على خلفية توجيه رئيس الحركة الاستاذ احمد شاكر لجنة التفاوض بالتوقيع على الاتفاق الاطارى، و تم ذلك دون الرجوع لمؤسسات الحركة كما يتطلب الامر ذلك، كما اشارت المصادر الى ان المجموعات المتحركة لتغيير الاوضاع فى حركة حق تحظى بتأييد و دعم كبير من شباب الحركة و من ابرز هذه القيادات دكتور النذير محمد توم، و الدكتور خالد عثمان و الدكتور على حمودة، و تحظى هذه المجموعة بدعم القياديان البارزان فى حركة حق الاستاذ مجدى عبد القيوم (كنب) و الاستاذ حبيب العبيد،

فى 4 ديسمبر 2022م، قبل توقيع مجموعة الاطارى بيوم واحد، اصدرت حركة حق بيان جاء فيه (ان موقفنا النهائى من كل القضايا و الاتفاقيات يتوقف على الاتفاق النهائى الذى يتم التوصل اليه، و فى ذلك الوقت سنحدد بصورة قاطعة ما اذا كنا مع او ضد ذلك الاتفاق و الى ذلك الحين نتمنى ان تتسع مواعين الحرية و التغيير لتستوعب و تسخر كل جهود و خبرات و قدرات ابناء و بنات شعبنا للعمل المشترك من اجل حسم القضايا الجوهرية و كافة التفاصيل المؤجلة بالصورة التى تستوفى مطالب الثورة و نتعهد من جانبنا بالعمل مع كافة هيئات الحرية و التغيير لتحقيق ذلك)،

بموجب هذا القرار لم توقع حركة حق على الاتفاق الطارى و دفعت بجملة ملاحظات جوهرية مكتوبة لمجموعة الاطارى بوعد من مجموعة المركزى بتضمين هذه الملاحظات فى الاتفاق الاطارى قبل التوقيع عليه، وهو ما لم يحدث، و بذلك امتنعت حركة حق عن التوقيع استنادآ على هذه الملاحظات، لذلك جاء توقيع الحركة على التفاق الاطارى بتاريخ 14/1/2023م بحيثيات ضعيفة مخيبآ للتوقعات، و انحيازآ للاقصاء و المحاصصة،

يرى كاتب هذه السطور ان ما يجرى داخل حركة حق امر محزن و محبط، لان وجود الحركة نفسه قام على رؤية نقدية و عمل فكرى تحليلى، و بناء تنظيمى ديمقراطى، رافض للاقصاء و الاستعلاء، تأسس على خلفية يسارية الاعضاء المؤسسين، مع تهذيب و نضج سياسى فتح الباب لتعدد يسارى حظى باحترام و تقدير من معظم القوى السياسية، رغم مسلك حركة حق فى اعاقة تداول التمثيل فى المجلس المركزى لقوى الحرية و التغيير لاحزاب نداء السودان الذى صدر بقرار من المجلس الرئاسى لاحزاب نداء السودان، بالاتفاق مع الوطنى الاتحادى و المؤتمر السودانى، و مباركة و تحريض من بعض اعضاء المجلس المركزى، وهو وضع كان من اهم اسباب (فرتكة) احزاب نداء السودان،

لعنة الاطارى تتمدد و تكاد تعصف بكل قوى الحرية و التغيير، و قوى الاتفاق الاطارى، نسأل الله ان يلطف و يستر على الاشقاء فى الوطنى الاتحادى بقيادة الدكتور يوسف محمد زين فقد كانوا آخر الموقعين.

 

13- ماذا يحصل في فرنسا؟ الرفيق أبو غسان - لبنان

تعتبر فرنسا إحدى أعرق الديموقراطيات الأوروبية وحتى العالمية على صعيد السياسة الداخلية والمكتسبات الإجتماعية والحريات العامة بكافة أشكالها، وهذا ليس مستغربا باعتبار أن أولى الثورات الشعبية حصلت في فرنسا خلال القرن الثامن عشر واطاحت بالملكية المطلقة التي عانت منها الطبقات الشعبية في فرنسا، وهذا ما فتح الباب أمام العديد من شعوب دول أوروبا لتنقل التجربة الفرنسية وتسقط انظمتها الملكية وتتحول إلى جمهوريات ديمقراطية تطورت عبر السنين واصبحت محط أنظار شعوب عديدة وفي كل قارات العالم.

ومن هنا كانت فرنسا أول دولة أطلقت ما سمي - بالإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن - الذي أكد على الحقوق الأساسية للإنسان وفي طليعتها الحق في الحياة ومنها أيضا الحق في العمل وتأمين الحياة الكريمة للإنسان. وقد أوجد هذا البند التزامات على الدولة الفرنسية تجاه مواطنيها. ومع تطور التشريعات اضيفت المكاسب الأخرى وهي تتعلق بالاجور والإجازات السنوية والضمانات الصحية والاجتماعية والحق في الحصول على التقاعد بعد الوصول إلى سن معينة. نتيجة نسق العلاقات الإجتماعية في المجتمعات الغربية عموما وفرنسا خصوصا وما نعرفه عن اصرار الفئات العاملة بتحسين اوضاعها كلما سمحت لها الظروف بذلك خاصة أن هذه المكاسب اتت بعد نضالات طويلة خاضتها القوى العاملة في فرنسا بقيادة نقاباتها العمالية واحزابها السياسية لا سيما اليسارية.

ان الأزمة الاقتصادية التي تواجه فرنسا وغيرها من دول الغرب دفعتها إلى تعديل بعض جوانب انظمتها الإجتماعية ومنها زيادة سن التقاعد الذي سيزيد اربع سنوات فيصبح ٦٤ سنة بعد ان كان ٦٠ سنة أي أن العامل والموظف سيعمل أربع سنوات إضافية قبل حصوله على الحق في التقاعد وما فيه من مزايا. هذا الأمر رفضته كل النقابات العمالية إضافة إلى أحزاب المعارضة واعتبرته لصالح أرباب العمل والشركات الرأسمالية الكبرى التي سينخفض انفاقها وتزيد ارباحها. وقد بدأت الحكومة الفرنسية حوارات على فترة طويلة لم تؤدي إلى نتائج مقبولة حتى ان الحكومة طرحت فكرة التدرج في زيادة سن التقاعد على مراحل أي أن لا تتم زيادة السن دفعة واحدة انما يصبح نافذا بعد ٤ سنوات.

وبدأت قوى المعارضة لهذا التعديل بالتحرك والاضرابات التحذيرية لكي تضغط على الحكومة لإلغاء المشروع، أمام الفشل في المفاوضات أعلنت النقابات من كل الفئات الإضراب العام يوم السابع من آذار وشمل كل القطاعات من دون استثناء بهدف شل الحركة في فرنسا ووقف عجلة الإنتاج والنقل وتوزيع المحروقات وقطاع التعليم بحيث لم يبقى أي قطاع يعمل واعتبرت أن هذا التحرك تحذيري وسوف تتبعه تحركات أقوى واشد باعتبار أن مسألة التقاعد مسألة حيوية تتعلق بمستقبل كل العاملين في الدولة سواء في القطاع الخاص أو العام.

ما يهم معرفته اليوم هو الجواب على السؤال هل تنتصر إرادة المنتفضين وتتراجع الدولة عن مشروعها أو تتمكن من تمرير مشروعها وتقر القانون بالصيغة التي طرحتها؟. الإجابة ستكون بعد إنهاء المداولات في مجلس الشيوخ الفرنسي،علما أن الحكومة الفرنسية تواجه مشاكل خارجية مع مجموعة الدول الأفريقية والتي كانت تستعمرها سابقا وسوف يكون لنا عودة الى هذا الموضوع.

 

14- ملاحظات حول الحزب في لبنان الرفيق ابو هيثم مروان - لبنان

المناضلون اوفياء لعقيدتهم فتحيه لكل مناضل التزم بعقيدته وأوفى بقسمه وعهده،اسمحوا لي أن اشرح عن وضع المناضلين الشرفاء ما بين سنه ١٩٦٥ حتى سنه ١٩٧٥ واخص منهم كل من تواجد بمناطق مثل الاشرفيه وكرم الزيتون والنبعه والدكوانه وغيرها التي كانت تسيطر عليها المليشيات الأنعزاليه فكثرت اعدائهم من ميليشيات انعزاليه وأمن داخلي وعام ودوله ومخابرات الجيش اللبناني جعلهم مميزين عن باقي المناضلين لانهم كانوا يناضلون باللحم الحي ببيئة انقلبوا عليها كما انقلبوا على انفسهم من قبل وفي ظل كل هذه الضغوط كانت هناك تظاهرات وندوات ونشاطات عده، جاءت فاجعه رده ٢٣ شباط ١٩٦٦ وقد استقبلوا القائد المؤسس الاستاذ ميشال عفلق بمنطقه الاشرفيه لمدة وجيزة قبل انتقاله إلى شقة صغيرة في منطقه الروشه خلف فندق كارلتون كان قد استأجرها له المرحوم إلياس اديب الفرزلي، لهدف حمايته من نظام الرده بدمشق وكان لي شرف المداورة على حراسته.

اما بقيه المواقف، فحدث بلا حرج من توقيفات واعتقالات عشوائية واغتيالات، وحصلت على نصيبي من التهديد بالقتل من قبل عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية لويس الجميل وتم تنفيذ التهديد ولكن صودف أن يكون مكاني الشهيد الرفيق جميل حلبي على يد المكتب الثاني التابع لمخابرات الجيش اللبناني. وبعد اسبوعين من اغتيال الرفيق جميل تم اعتقالي من نفس جهه المخابرات وتلقيت أشد أنواع التعذيب بأقبيه وزاره الدفاع وحتى اسماء الرفاق كانت تنشر بجريده العمل على أننا عملاء عراقيين! وعلى ما اذكر اسمي واسم الرفيق محمد طي، وعلى هذا المنوال حتى سنه ١٩٧٥ عندما بدأت الحرب الأهلية وانقسمت بيروت لشطرين شرقي وغربي وهجرنا أنا وبقيه الرفاق من منازلنا التي اُحتلت فيما بعد، ولكننا لم نهجر عقيدتنا ومبادئنا، وانتقلنا إلى الشطر الغربي ببيروت لنحمي ونحتمى بالثوره الفلسطينيه.

ومن هنا اريدالقفز للحاضرالزمني الذي نعيشه بنفس المهزله التي كانت تقوم بها الأحزاب الانعزاليه. ها هو حزب الله يمارسها في الضاحية والجنوب والبقاع وبدعم من الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدوله ومخابرات الجيش اللبناني وهذا ما أنتج مرتدين وتقيين، المرتدون هم القوميين الذين ارتدوا عن قناعاتهم ومنهم بعثيين وناصريين وغيرهم من اللا طائفيه وبناء دوله مدنيه وتحطيم الحدود المصطنعة التي أصبحت دول مذهبيه بعد سقوط بغداد (صدام حسين) وقبلها القاهره (عبد الناصر) وتحالفوا مع أعداء الأمة ملالي طهران التي تنفذ اجنده استعمارية قديمه/جديده بالتحالف مع الغرب وإسرائيل لتفتيت الامه الذي بدأ بسايكس/بيكو لمشروع أيزنهاور إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد وجعل المقسمة مفتفت مذهبيا وعرقيا.

أما التقيون فهم يمارسون التقيه ويعيشون ببيئة حزب الله وبحمايته امثال حسن بيان وعلي سكيني الاول عضو قياده قطريه وقياده قوميه والثاني عضو قياده قطريه وهل هما أقل خطرا على حزب الله من الشهيد الكاتب لقمان سليم الذي كان يمثل نفسه فقط بأنتقاداته اللاذعه لحزب الله وأما حسن وعلي يمثلون يدعون تمثيل حزب الامه اي حزب البعث والحقيقه ولكنهم واقعيا يمثلون حزب السنهوري وامانيهم تدمير حزب البعث العربي الاشتراكي من الداخل لذلك يعملون داخل بيئه حزب الله بدون خوف لانهم متواطئون معه ومع النظام الأسدي موكلون بهذه المهمه وتبين أنهم فاضي النظر على الاعضاء الذين أسروا بإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية وسمحوا لهم بطلب تعويضات ماليه شهريه من حكومه الاحتلال ببغداد؟!

 

15- جميل ومفيد- د. عمارعرب

في أميركا تدور حرب شعواء بين شركة غوغل وشركة ميكروسوفت من أجل السيطرة على سوق الذكاء الصناعي في العالم وبالتالي على قمة التكنولوجيا التي ستحتاجها كل شركات العالم في المستقبل القريب.بين ألمانيا وأميركا واليابان وحتى الصين تدور حرب شعواء للسيطرة على سوق السيارات الكهربائية وخاصة بعد كشف تقارير عن تطوير شركة WV الألمانية لبطاريات سيارات جافة لا تحتاج ل الليتيوم في صناعتها قد تغير قواعد اللعبة وتنهي الحاجة للشحن اليومي للبطاريات.بين أوروبا وأميركا هناك حرب مستعرة للسيطرة على تكنولوجيا إنتاج الطاقة الرخيصة من تقنية "إندماج الإكتساب" الناتجة كملخص عن إندماج الهيدروجين الثقيل..مما سينهي في العقد القادم سوق النفط والغاز تدريجيا من العالم وبالتالي تحكم الدول واللوبيات الواقفة خلفها.

بين أميركا والصين تدور حرب عظيمة من أجل السيطرة على سوق "أشباه الموصلات في العالم" من أجل السيطرة على سوق الصناعة العالمي.

و في الشرق الأوسط هنالك أيضا حرب هائلة تدور منذ ١٤٠٠ سنة للسيطرة على سوق الطائفية والغباء توجت هذه السنة بأم المعارك بين مسلسل "معاوية بن أبي سفيان" وفيلم "أبو لؤلؤة المجوسي" اللذان سيذهلان العالم بدرجة حماقتنا.. فهنيئا لنا هذا الفتح العلمي العظيم.

 

16- هل ستؤدي القومية إلى تفكك بريطانيا؟

فينتان أوتول الأحد 5 مارس 2023 الاندبندنت لعربية

في سبتمبر (أيلول) 2022، نقل جثمان الملكة إليزابيث في أنحاء اسكتلندا، من قلعة بالمورال، حيث توفيت، إلى القصر الملكي في هوليرود هاوس في إدنبرة. وكان يحمل نعشها المغطى بالعلم الملكي الاسكتلندي "رويال ستاندرد"، أفراد من الفوج الملكي الاسكتلندي مرتدين تنانير الترتان الاسكتلندية. بدت وفاة الملكة شأناً اسكتلندياً داخلياً خلال الأيام الستة الأولى التي تلت موتها، إلى أن حمل نعشها جواً نحو الجنوب، إلى لندن، حيث تمكنت بقية المملكة المتحدة من تقديم الاحترام لها.

لقد أعادت هذه الرحلة الأخيرة إلى ذاكرتنا صور عبور ملكي آخر، أثارته وفاة إليزابيث سابقة، ويمكن اعتباره بشكل منطقي الحدث الذي أدى إلى نشوء المملكة المتحدة. في أبريل (نيسان) 1603، بدأ الملك جيمس السادس ملك اسكتلندا، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 36 سنة فحسب، رحلةً أبطأ بكثير من إدنبرة إلى لندن، ليتسلم الحكم بعد الملكة الراحلة إليزابيث الأولى، التي لم تنجب أي أولاد، باعتباره جيمس الأول ملك إنجلترا وويلز. وبعد مرور عام، في أول خطاب له أمام البرلمان الإنجليزي، شبه اتحاد مملكتيه بزواج لا طلاق فيه: "ما جمعه الله لا يمكن أن يفرقه إنسان. أنا الزوج، واتخذت الجزيرة بأكملها زوجة شرعية لي". فاهماً هذا التلميح، ألف الكاتب المسرحي في بلاط جيمس، ويليام شكسبير، أكثر مسرحياته رعباً، "الملك لير "King Lear، وحذر فيها من كل الأشياء المروعة التي يمكن أن تحدث إذا قسمت المملكة المتحدة بحماقة.

في الواقع، لا يعتبر القلق على مستقبل "المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا" أمراً جديداً، بل يعود تاريخه إلى بداية القصة، ولكن بالنسبة إلى كثير من المواطنين البريطانيين، أعاد موت الملكة إليزابيث الثانية إحياء هذه المخاوف القديمة. وكما كان شكسبير سيصف الوضع، فإن الاستقرار الذي جسدته لفترة طويلة دفن مع عظامها. فرئيسة الوزراء، ليز تراس، التي أقسمت اليمين أمام الملكة قبل وفاتها بيومين، كادت تغرق المملكة المتحدة على الفور في أزمة مالية، ثم استقالت بعد أسابيع قليلة. منذ ذلك الحين، واجهت البلاد ارتفاعاً في أسعار الطاقة، وإضرابات واسعة النطاق، وما من المرجح أن يكون أسوأ انكماش اقتصادي منذ عقود. وبعد أن غادرت الحكومة البريطانية أوروبا، وجدت نفسها الآن أقل تأثيراً في العالم لا بل أيضاً على خلاف متزايد مع اسكتلندا وإيرلندا الشمالية، حيث صوتت أغلبية كبيرة لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي. وهكذا، فإن النظام الملكي، الذي كان في يوم من الأيام رمزاً مهيباً للنفوذ البريطاني والهوية البريطانية، أصبح الآن أرضاً خصبة لروايات شنيعة في الصحف عن الحروب التافهة بين الأشقاء وعن الأمراء المتورطين في الفضائح والخصومة.

ولا شك في أن المملكة المتحدة عانت أزمات وجودية سابقاً. فقد أسست المملكة رسمياً في عام 1707، بعد أن حلت اسكتلندا برلمانها وانضمت إلى إنجلترا وويلز. نمت وتقلصت على مر القرون، فضمت إيرلندا بأكملها في عام 1801 ثم فقدت معظمها في عام 1922. وعلى رغم ذلك، فإن هذه الدولة المتعددة الجنسيات الفريدة لا تزال مستمرة. في عام 1977، نشر أول كتاب حديث عن موضوع التفكك، وهو "تفكك بريطانيا" للمفكر الاشتراكي الاسكتلندي اللامع توم نايرن، وقد أكد فيه بثقة مطلقة، "ليس هناك شك في أن الدولة البريطانية القديمة آخذة في الانهيار"، لكنها بعد ما يقرب من نصف قرن، لا تزال صامدة.

وعلى رغم أن تكهنات نايرن الرهيبة كانت سابقة لأوانها ربما، إلا أنها قد تتسم ببعد النظر. لقد وصف نهاية المملكة المتحدة بأنها "غرق بطيء وليست كارثة من نوع تيتانيك التي غالباً ما يتم التنبؤ بها"، وهي استعارة معناها المجازي أن السفينة "بريتانيا" [اليخت الملكي] تبدو ظاهرياً في حالة جيدة الآن ولكن في جزئها المخبأ تحت سطح الماء، هي متضررة بطريقة ستؤدي إلى غرقها بشكل كامل. حاضراً، يسيطر الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) على السياسة الاسكتلندية، ويعتبر أن انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة مهمة حاسمة. ولأول مرة، فقدت إيرلندا الشمالية الأغلبية البروتستانتية التي شكلت على مدى أكثر من قرن العمود الفقري لاتحادها مع بريطانيا؛ ووفق ما تشير إليه الديموغرافيا وحدها، سوف يميل سكانها، خلال العقود القادمة، أكثر من أي وقت مضى نحو الاتحاد مع جمهورية إيرلندا. وحتى ويلز، التي ضمتها إنجلترا منذ عام 1284، أصبحت مستقلة عنها بشكل متزايد. في ديسمبر (كانون الأول)، وجد التقرير الموقت الصادر عن "اللجنة المستقلة المعنية بمستقبل ويلز الدستوري"Independent Commission on the Constitutional Future of Wales، التي أنشأتها الحكومة المفوضة في كارديف، أن الترتيبات السياسية الحالية مع لندن ليست مستدامة. وأشارت اللجنة إلى خيارات أكثر راديكالية، بما في ذلك إمكانية أن تصبح ويلز دولة مستقلة تماماً.

والأمر الأكثر إثارة للاهتمام، وفق ما كشف عنه التأييد الشعبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هو أن الناخبين الإنجليز أنفسهم يؤكدون بشكل متزايد القومية الإنجليزية التي كانت مدفونة سابقاً تحت الهويات البريطانية والإمبريالية. إن هذه التحديات المتزايدة لا تترك المملكة المتحدة غير واثقة من مكانتها في النظام الدولي فحسب، بل أيضاً غير متأكدة ما إذا كان يمكن الاستمرار في اعتبارها دولةً واحدة. وهذا النظام السياسي الذي شكل العالم ذات يوم قد لا يكون قادراً على الحفاظ على شكله الخاص.

أقدام غير ثابتة

قد تظل المملكة المتحدة واقفة على قدميها، لكن أسسها أقل عمقاً وثباتاً مما كانت عليه طوال قرون عدة. وأول تلك الأسس كان الإمبراطورية. فمن أجل إنشاء واحدة، احتاجت إنجلترا إلى السلام في جزيرتها الأم والسيطرة على جارتها القريبة المثيرة للمتاعب والمشتتة، إيرلندا. كذلك، احتاجت إلى معرفة أنها إذا خاضت حرباً مع إسبانيا أو فرنسا، فلن تتعرض للهجوم من الشمال من قبل الاسكتلنديين الذين يحملون سيوف "كلايمور" الحادة، وأن منافسيها الأوروبيين لا يمكنهم استخدام إيرلندا كقاعدة يغزون منها الوطن. على النقيض من ذلك، خاصة بالنسبة إلى النخب الاسكتلندية، كان يمكن لإنجلترا أن تقدم حصة مربحة من قوتها التجارية المتنامية بسرعة. وكانت الصفقة منطقية لكلا الجانبين: يمكن أن تهيمن إنجلترا على جزيرة بريطانيا العظمى، ولكن من خلال ضم اسكتلندا إليها يمكن أن تساعدها هذه الأخيرة في السيطرة على العالم.

ثانياً، كانت هناك البروتستانتية. في القرن السادس عشر، اتخذت حركة الإصلاح أشكالاً متنوعة في مختلف الدول البريطانية. بمرور الوقت، أصبحت اسكتلندا موالية للكنيسة المشيخية Presbyterian عموماً، وويلز موالية للكنيسة الميثودية Methodist بقوة، وإنجلترا موالية للكنيسة الأسقفية Episcopalian الرسمية التي نشأت بعد انفصال هنري الثامن عن روما. وكانت التوترات بين هذه الأديان مريرة، ولكن في النهاية ما كان أهم هو عدم الانتماء إلى الكاثوليكية. لذلك كان وجود إيرلندا، التي تمسكت الأغلبية فيها بهوية كاثوليكية قوية، يخلق توتراً على الدوام في المملكة المتحدة. في المقابل، عززت البروتستانتية شعور التماثل والقاسم المشترك بين الأمم الأخرى.

أما الأساس الثالث فقدمته الثورة الصناعية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، كان أي شخص يسافر في جميع أنحاء المملكة المتحدة سيصاب بالدهشة من التاريخ العميق المشترك من ناحية الجهد البدني في حقول الفحم الويلزية، ومصانع الفخار في ميدلاندز الإنجليزية، ومصانع القطن في مانشستر، ومصانع الحديد في غلاسكو، وأحواض بناء السفن في بلفاست. لقد صقل هذا العالم أواصر الوحدة الخاصة به، على غرار حزب العمال والنقابات العمالية التي ظهرت، في القرن العشرين، لتمثل طبقة عاملة وطنية تتخطى الانقسامات الإقليمية. ربما كان حزب العمال، في الأقل لبعض الوقت، إصلاحياً بشكل جذري، لكن من حيث الهوية الوطنية، كان أيضاً محافظاً بشدة. لقد منح الناس العاديين إحساساً قوياً بالهدف السياسي المشترك. وقدمت دولة الرفاه التي أنشأها بعد الحرب العالمية الثانية، بدعم من مؤسسات مشتركة مثل الخدمة الصحية الوطنية، المزايا نفسها للناس العاديين بغض النظر عن أي جزء من المملكة المتحدة كانوا يسكنون فيه..

أخيراً، كان هناك المكانة. في الواقع، اعتبرت الهوية البريطانية فخراً لحامليها. ربما لم يكن لدى الشعوب التابعة للإمبراطورية الشعور نفسه، لكن بالنسبة إلى سكان البلد الأم، بدا أن كلمة "العظمى" في "بريطانيا العظمى"، لم تكن مجرد مؤهل جغرافي، بل تعبير واضح عن التفوق الأخلاقي والسياسي. وبعد الخسارة المؤسفة إلى حد ما للمستعمرات الأميركية، حققت المملكة المتحدة سلسلة مذهلة من النجاحات: سحق نابليون؛ والقضاء على الثورات (بعنف أظهرت المملكة براعة في نسيانه) في أفريقيا، ومنطقة البحر الكاريبي، وإيرلندا، والهند، وأماكن أخرى؛ وهزيمة روسيا في حرب القرم؛ وإذلال الصين؛ والفوز في حربين عالميتين.

وحتى أثناء تراجعها بعد الحرب، عندما كانت الإمبراطورية تتلاشى وكانت المملكة المتحدة تعتاد على دورها كشريك صغير للقوة العالمية الجديدة الناطقة بالإنجليزية عبر المحيط الأطلسي، أظهرت البلاد براعة استثنائية في استبدال بالقوة الصلبة القوة الناعمة. ألقت فرقة البيتلز وفرقة رولينغ ستونز والممثلة جودي دينش ومجموعة أفلام مونتي بايثون بتأثيرها الساحر المتألق في الهوية البريطانية، على رغم أن المؤسسات البريطانية المتصلبة استغرقت بعض الوقت لتقدير هذه الأعمال والأسماء. وتم استبدال بالإمبراطورية المادية مملكة ثقافية. في الفنون والترفيه، في العلوم والفكر، احتفظت الهوية البريطانية بمكانة مميزة بالنسبة إلى المواطنين البريطانيين أنفسهم وإلى الأجانب على حد سواء. وتحولت بريتانيا الحاكمة [عنوان أغنية وطنية بريطانية قديمة بعنوان "رول بريتانيا"]، إلى بريتانيا اللطيفة والهادئة ["كول بريتانيا"].

يكمن نجاح هذا اللقب في القدرة على شمول نوعين من اللطافة. اقترنت فكرة ثقافة البوب الأنيقة والديناميكية مع الصورة الذاتية للبريطانيين الذين يتسمون باللامبالاة. وبعد أحداث عالمية على غرار أزمة السويس عام 1956، وانهيار الجنيه الاسترليني في عام 1992، انخض الشعب البريطاني مثل مارتيني جيمس بوند، ولكن ليس بما يكفي لجعل نظام الحكم في بلاده، المتجذر في ألغاز الدستور غير المكتوب، متقلباً ومضطرباً حقاً.هذه أسس عميقة. وكثير من البلدان التي توحي الآن بأنها مستقرة تماماً تقف على أقدام أقل ثباتاً. ويبدو أن إضعاف ركيزة واحدة أو حتى اثنتين من ركائز المملكة المتحدة لا يشكل تهديداً وجودياً للبلاد، ولكن ماذا لو ضعفت كل الأعمدة الأربعة؟ في الواقع، في أي تحليل موضوعي، من المستحيل تصديق أن أياً من تلك الأسس التي تشكل الهوية البريطانية لا تزال ثابتة في مكانها اليوم.

غروب الشمس

أشارت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، على نحو متأخر، إلى زوال الإمبراطورية. عندما اعتلت العرش عام 1952، كان رعاياها يشكلون أكثر من ربع سكان العالم. وحينما توفيت، كان عدد الأقاليم ما وراء البحار التابعة للمملكة المتحدة بالكاد يتخطى العشرة، معظمها جزر للملاذات الضريبية. حتى الكومنولث، التي اعتبرت لفترة طويلة طريقة ملائمة للحفاظ على شكل أكثر رمزية للإمبراطورية الثقافية، فقدت كثيراً من معناها. في الواقع، يفكر أعضاء بارزون مثل أستراليا ونيوزيلندا في السير على خطى بربادوس، التي أصبحت جمهورية في عام 2021، في التخلي عن العاهل البريطاني كرأس للدولة. الآن أصبح الاحتفال بالإمبراطورية، في أحسن الأحوال، عرضاً للحنين إلى الماضي، وفي أسوأ الأحوال، وربما بشكل أكثر واقعية، يمكن القول إنه صار يمثل كابوساً من الأعمال غير المنجزة: تكاليف العبودية والعنصرية والوحشية العنيفة. (العمل الأخير لكارولين إلكينز في كتابها "إرث العنف: تاريخ الإمبراطورية البريطانية"، يجعل المرء يتعجب من قدرة المملكة المتحدة على الحفاظ لفترة طويلة على الصورة التي ترسمها لنفسها كمستعمر ودود ومتحضر). والجدير بالذكر أن أحد عوامل الجذب التي تعتمدها القومية في اسكتلندا أو ويلز هو المسافة التي تخلقها بين هاتين الدولتين وتهمة الإمبريالية: وبهذه الطريقة، يمكنهما نسب العار إلى المملكة المتحدة، ونفض غباره عنهما بعد الانفصال عنها.

أما بالنسبة إلى الهوية البروتستانتية، فالإحصاء البريطاني لعام 2021 يشكل صدمة عنيفة. لأول مرة على الإطلاق، وصلت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم مسيحيون من بين سكان البلاد البالغ عددهم 67 مليوناً، إلى أقل من النصف، أي 46 في المئة، وهو ما يمثل انخفاضاً مذهلاً عن عام 2001، عندما أعطى 72 في المئة أنفسهم هذه الصفة. وناهيك بالانقسام التاريخي بين البروتستانت والكاثوليك؛ لم تعد الهوية المسيحية علامةً تدل على الانتماء إلى الهوية البريطانية.

حطمت رئيسة وزراء المملكة المتحدة طيلة حقبة الثمانينيات، مارغريت تاتشر، القاعدة الصناعية لبريطانيا إلى جانب نقاباتها التجارية. خلال العقد الذي أمضته في السلطة، نما الإنتاج الصناعي بنسبة 21 في المئة في فرنسا، و50 في المئة في اليابان، و17 في المئة في الولايات المتحدة. في المقابل، انخفض في المملكة المتحدة بنسبة تسعة في المئة. وأدى هذا التراجع إلى انهيار حاسم لم تتعافَ منه سمعة المملكة المتحدة كقوة صناعية عملاقة. في الحقيقة، يمثل التصنيع الآن 10 في المئة من الناتج الاقتصادي للبلاد وثمانية في المئة فقط من الوظائف.

بالنسبة إلى جزء واحد من أجندة تاتشر، المتمثل في كسر العمل المنظم، شكل ذلك انتصاراً، لكن في ما يتعلق بجزء آخر، وهو إعادة تأكيد الهوية البريطانية، كانت المشكلة طويلة الأمد. فطيلة الفترة التي تمكنت تاتشر فيها من استخدام الحرب الباردة كحجة، نجح إظهارها لبريطانيا كدولة محاربة تواجه أعداء من برلين إلى جزر فوكلاند، في التعويض عما تكبدته من خسائر حقيقية في القوة الصناعية. يمكن لروح النضال الأسطورية البريطانية أن تخفي الانحدار الذي تختبره البلاد يومياً، ولكن لفترة محددة فحسب. كانت تاتشر تعزز الهوية الوطنية البريطانية وفي الوقت نفسه تقوض أسسها الاجتماعية. وبمرور الوقت، كان من المحتم أن يؤدي هذا التناقض إلى عواقب على قدرة المملكة المتحدة على الاستمرار. وعندما استهدفت تاتشر بشكل مركز القاعدة السياسية للطبقة العاملة، كانت الأضرار الجانبية عبارة عن إحساس قوي بالانتماء المشترك الذي تضاءل الآن بشكل كبير، فالثقافة المشتركة التي جمعت أشخاصاً كثيرين يؤدون العمل نفسه، وينتمون إلى النقابات نفسها، ويصوتون للحزب نفسه (حزب العمال) في إنجلترا واسكتلندا وويلز قد ولت تقريبا.

ومنذ مطلع هذا القرن، كان على مكانة الهوية البريطانية أن تتنافس مع ظهور مراكز قوة جديدة في اسكتلندا، وويلز، وحتى في إيرلندا الشمالية، ولو بطرق أكثر تعقيداً. راهنت حكومة حزب العمال برئاسة توني بلير، المنتخبة في عام 1997، على أن إنشاء إدارات مفوضة في إدنبرة وكارديف وبلفاست سيكون كافياً لتهدئة جميع القوميين الاسكتلنديين والويلزيين والإيرلنديين الأكثر حماسة. وعلى رغم ذلك، على الأقل في اسكتلندا وويلز، فإن وجود تلك المجالس المنتخبة، والوزراء والقادة الذين يتصرفون مثل الحكومات، قد خلق شعوراً بأن المساحات السياسية المهمة، بأجنداتها وخطاباتها الخاصة، موجودة خارج نطاق النخب المتمركزة في لندن.

وفي غضون ذلك، فقد التقليد العسكري البريطاني الذي يتسم بالحيوية بريقه أخيراً. أثناء غزو العراق عام 2003، عندما وقف بلير جنباً إلى جنب مع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، تخيل أنه يمكنه استخدام الانتصار العسكري، كما فعلت تاتشر، من أجل ترسيخ الشعور بالوطنية البريطانية المشتركة، ولكن حتى في ظل الكارثة الأكبر التي شكلتها حروب بوش، كانت تجربة بريطانيا حكاية صارخة عن الغطرسة والعداء. في عام 2016، عندما نشر تحقيقه الرسمي في حرب العراق، أصدر الموظف الحكومي المحترف جون تشيلكوت [الذي فوض بتشكيل لجنة للتحقيق في غزو العراق] تقييماً صريحاً للقوة البريطانية: "منذ عام 2006، كان الجيش البريطاني ينفذ حملتين متواصلتين في العراق وأفغانستان. ولم يكن يملك موارد كافية للقيام بذلك". ووصف تشيلكوت أداء البلاد بـ"المهين" في مدينة البصرة، حيث اضطرت القوات البريطانية إلى عقد صفقات مع الميليشيات المحلية نفسها التي كانت تهاجمها. بعد هذه الإخفاقات المؤلمة، لم يعد من الممكن رؤية الجبروت العسكري كجزء من جاذبية الهوية البريطانية. ربما لا تزال المملكة المتحدة تتمتع بقدرات عسكرية واستخباراتية مهمة، وكان للدعم المعنوي والعملي الذي قدمه رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون لأوكرانيا تأثير حقيقي للغاية، لكن اللافت للنظر أن وعد تراس المميز بزيادة الميزانية العسكرية إلى ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي قد تبخر مع رئاستها المشؤومة لمجلس الوزراء. وحتى بين الصقور المحافظين، لا تظهر في لندن أي رغبة تقريباً في بناء أوهام حول قوة عسكرية عالمية متجددة، وليس هناك أي شعور بأن المجد العسكري في الساحات الأجنبية يمكن أن يغطي على الصدوع التي تعانيها الجبهة الداخلية.

إنجلترا أصغر حجماً

كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في جزء منه محاولة للتعويض عن تضاؤل القوة الصلبة البريطانية. وكما صاغها الوزير المحافظ السابق في مجلس الوزراء جاكوب ريس موغ في مؤتمر حزبه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، فإن الانفصال عن بروكسل سيكون استمراراً للانتصارات الإنجليزية التاريخية في القارة: "هذا شبيه بمعركة واترلو! ومعركة كريسي! ومعركة أجينكورت! وقد فزنا بكل تلك المعارك!" بيد أننا في الواقع لم نحقق الفوز فيها جميعاً. إذا كان الهدف من بريكست هو تحقيق انتصار نفسي عظيم على الاتحاد الأوروبي، فقد قضى عوضاً عن ذلك على أي مفهوم عن الحصانة البريطانية في وجه سياسات الوهم الجماعي. وسط أدلة متزايدة على أن مغادرة أوروبا جعلت المشكلات الاقتصادية الطويلة الأجل في المملكة المتحدة أكثر عمقاً وحدة، فإن المسرحية السياسية الصامتة التي أداها خمسة رؤساء وزراء مختلفين في السنوات الست منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد دمرت كل مفاهيم الرزانة والكفاءة والتماسك البريطانية.

لفترة من الوقت، رفه الإنجليز عن أنفسهم (خلافاً للاسكتلنديين أو الويلزيين بالطبع) بمنظر جونسون المعروف بتهريجه الساخر، لكن النكتة لم تعد مضحكة بعد تفشي كورونا. في ظل ارتباك جونسون ودائرته ومخالفتهم قواعد الإغلاق التي فرضوها على الشعب، بدت الإدارات الإقليمية المفوضة أكثر قدرة بكثير. لأول مرة منذ عدة قرون، في مواجهة تهديد مشترك، تطلع الناس في اسكتلندا إلى إدنبرة من أجل القيادة، فيما تطلع أولئك الموجودون في ويلز إلى كارديف. وكانت الحقيقة المرة أن وزيريهما الأولين، نيكولا ستورجون ومارك دراكفورد، لم يحتاجا إلى أن يكونا رائعين بشكل مذهل لكي يبدوا مثيرين للإعجاب مقارنة بجونسون الذي أحدث تلك الفوضى.

وتحت مهزلة بريكست السياسية تكمن مأساة الفقر اليومية. بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية عن آخر تقييم لميزانيتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال بول جونسون، مدير معهد الدراسات المالية الذي اتخذ لندن مقراً له: "الحقيقة هي أننا أصبحنا أكثر فقراً". وشبه السياسات الأخيرة الكارثية للبلاد (التي تضمنت، إلى جانب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التخفيضات غير المدروسة في ميزانية التعليم والاستثمارات الاجتماعية الأخرى) بـ"سلسلة من الأهداف الاقتصادية الخاصة". وفقاً لمكتب مسؤولية الميزانية Office for Budget Responsibility، وهو هيئة مستقلة لمراقبة الإنفاق، من المتوقع أن تنخفض مستويات المعيشة بنسبة سبعة في المئة بشكل مثير للقلق خلال العامين المقبلين، وقد يتساوى مستوى الانكماش الاقتصادي في البلاد مع ذاك المسجل في روسيا. منطقياً، يمكن اعتبار هذا الضرر من صنع الذات، ولكن استخدام هذا الوصف يطرح سؤالاً محرجاً، وهو أي "ذات" قومية بالتحديد فعلت ذلك. بعد كل شيء، رفض الناس في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل قاطع، إذ لديهم أسباب وجيهة للاعتقاد بأن الكارثة الاقتصادية التي تلت ذلك فرضها عليهم الإنجليز على نحو غير ضروري.

في الواقع، منذ ثمانينيات القرن الماضي في الأقل، كانت الدول الأصغر في المملكة المتحدة تفكر في أوروبا بشكل مختلف تماماً عن نظيراتها الإنجليزية. قبل انضمام المملكة المتحدة إلى ما كان يعرف آنذاك بالمجموعة الاقتصادية الأوروبية في عام 1973، كان جميع القوميين تقريباً، الإنجليزيين، والإيرلنديين الشماليين، والاسكتلنديين، والويلزيين، لا يثقون بها ويخشونها باعتبارها دولة عظمى مزدهرة من شأنها أن تدمر تفردهم. (في عام 1975، عندما أجرت المملكة المتحدة استفتاءها الأول حول استمرار عضويتها في المجموعة الاقتصادية الأوروبية، ادعى الحزب الوطني الاسكتلندي أن البقاء في أوروبا "سيوجه ضربة قاضية لوجود [اسكتلندا] بصفتها دولة") وعلى رغم ذلك، مع توسع الاتحاد الأوروبي ليصبح متعدد اللغات أكثر من أي وقت مضى، بدأ يقدم للفئات غير الإنجليزية في المملكة المتحدة نوعاً جديداً من الحماية من لندن: هيئة دولية يمكنهم من خلالها الدفاع عن مصالحهم الخاصة والبقاء على اتصال بقوى أكبر ولكن من دون الخضوع لسيطرة تلك القوى. وهكذا، في عصر الاتحاد الأوروبي، عزز الحزب الوطني الاسكتلندي التوسع السريع في العلاقات التجارية والمهنية بين اسكتلندا والقارة، مما سمح له بالتخلي عن صورته الرجعية وإظهار نفسه على أنه عصري، ومنفتح، وعالمي، وأوروبي.

على النقيض من ذلك، كان القوميون الإنجليز يميلون إلى رؤية أي توحيد للسيادة مع بروكسل خيانة لمصيرهم الأسمى. وكما قال إينوك باول، الوزير السابق ذو النفوذ الكبير والعضو اليميني في البرلمان، في عام 1977، فإن "الخضوع لقوانين لم تسنها هذه الأمة" أثار الإمكانية المؤلمة "بأنه قريباً... لن يتبقى لنا شيء لنموت من أجله". لم يكن من قبيل المصادفة أن باول، وورثته السياسيين مثل زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة السابق نايجل فاراج، جمعوا بين المعارضة لعضوية الاتحاد الأوروبي من جهة والغضب ضد المهاجرين من جهة أخرى: فكلاهما دافع عن استسلام العظمة الإنجليزية للتدخل الأجنبي.

ومن هذا المنطلق، أصبحت القومية الإنجليزية اليوم غريبة ومنعزلة وسط الحركات القومية في المملكة المتحدة: أي إنها، بتعبير أوضح، أصبحت يمينية، ومعادية للمهاجرين، وتحن إلى عظمة الماضي، والأهم من كل شيء، معادية لأوروبا. والسبب وراء ذلك جزئياً هو الاستياء المبرر من الطريقة التي تركت بها إنجلترا من دون هويتها السياسية بسبب اللامركزية التي اعتمدها توني بلير. خلافاً لنظرائها الاسكتلنديين والإيرلنديين الشماليين والويلزيين، لم تتجلَّ الهوية الإنجليزية بشكل إيجابي في الحياة السياسية. ظلت مفككة وغير واضحة، إلى أن منحها استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سبباً وفرصة، لكن الأمر الذي لم يأخذه في الاعتبار أي شخص تقريباً كان يفكر في مستقبل وحدة المملكة المتحدة هو أن ثورانها القومي الأكثر نجاحاً قد لا يأتي من المناطق السلتية الواقعة على الأطراف بل من قلب إنجلترا.

لم يؤد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالطريقة التي اعتمدها السياسيون والناخبون الإنجليز، إلا إلى زيادة الاستياء من المملكة المتحدة في كل من إيرلندا الشمالية واسكتلندا. وفقاً لأحدث تقرير صادر عن استطلاع موثوق عن الموقف البريطاني، فإن أكثر من نصف سكان اسكتلندا، أي 52 في المئة، يقولون الآن إنهم يفضلون الاستقلال الاسكتلندي، على رغم أن 45 في المئة فقط صوتوا لصالحه في استفتاء عام 2014. وعلى نحو مماثل، فإن نسبة الأشخاص في إيرلندا الشمالية الذين يرغبون في مغادرة المملكة المتحدة والانضمام إلى بقية إيرلندا، سجلت ارتفاعاً كبيراً، علماً أنها نادراً ما تجاوزت 20 في المئة قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. الآن، ما يقارب 30 في المئة يؤيدون إيرلندا الموحدة، وفي المقابل بلغت نسبة مؤيدي البقاء في المملكة المتحدة 49 في المئة فحسب، أي إنهم ما عادوا يشكلون أغلبية، أما الباقي فيبدون تردداً ويمكن إقناعهم بأي من الاتجاهين. واللافت للنظر بشكل خاص هو التداخل المتزايد بين أولئك الذين صوتوا للبقاء في الاتحاد الأوروبي وأولئك الذين يبتعدون الآن عن الهوية البريطانية. وفي اسكتلندا في عام 2016، فإن نسبة مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي الذين فضلوا الاستقلال لم تتجاوز 44 في المئة. أما حاضراً، فقد وصلت النسبة إلى 64 في المئة. وفي إيرلندا الشمالية، أراد 64 في المئة من الذين صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي أن يبقوا أيضاً في المملكة المتحدة، بيد أن هذه النسبة تراجعت الآن إلى 37 في المئة فقط.

هذا الاتجاه ليس مجرد مسألة إحساس وعواطف. في الواقع القانوني، أدى بريكست إلى البدء بعملية فصل إيرلندا الشمالية عن بريطانيا العظمى. في نوفمبر 2022، أخبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إحدى لجان مجلس العموم أن إيرلندا الشمالية جزء لا يتجزأ من المملكة المتحدة وكذلك الأمر بالنسبة إلى دائرته الانتخابية في شرق إنجلترا. وقال: "إيرلندا الشمالية. شمال إسكس. يشكلان جزءاً من المملكة المتحدة". لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل إيرلندا الشمالية مختلفة تماماً عن شمال إسكس، إذ بقيت إيرلندا الشمالية في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، وذلك بفضل بروتوكول إيرلندا الشمالية المثير للجدل الموقع ضمن اتفاقية بريكست، في حين أن شمال إسكس وبقية الدول، غادرت السوق الموحدة والاتحاد الجمركي. هذا يشكل سابقة غير عادية. لم يكن من الممكن أن يسمح أي نظام حكم واثق من صلاحيته المستقبلية بأن يحكم أجزاءه نظام دولي مختلف تماماً، وكان كل من جونسون وماي التي تولت المنصب قبله مباشرة، قد أنكرا بشدة إمكانية حدوث مثل هذا الترتيب، ولكن في النهاية، فإن الحاجة إلى "تنفيذ بريكست"، على حد تعبير جونسون، تغلبت على ضرورة الحفاظ على اتحاد بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية.

وعلى رغم ذلك، هناك مفارقة أخرى في التأثير الذي خلفه بريكست على الهويات الوطنية داخل المملكة المتحدة. في مسرحية أخرى كتبها شكسبير لجيمس الأول، "ماكبث "Macbeth، يمزح البواب بشأن تأثير الكحول في "الفسق": "إنه يثير الرغبة، لكنه يسلب الأداء". في الواقع، عزز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل كبير الرغبة في الاستقلال بين الأجزاء المكونة للمملكة المتحدة، وبخاصة اسكتلندا، لكنه يجعل الأداء أكثر صعوبة. فقبل بريكست، كان من الممكن جعل العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين إنجلترا واسكتلندا المستقلة أكثر سلاسة من خلال استمرار المشاركة المشتركة في هياكل بروكسل وعملياتها. أما الآن، فإذا بقيت إنجلترا خارج الاتحاد الأوروبي وانضمت اسكتلندا إليه مرة أخرى، ستكون الحواجز بين البلدين هائلة. إذاً، ربما أسهم بريكست في زيادة ميل الاسكتلنديين نحو الاستقلال، لكنه قدم أيضاً مثالاً مخيفاً إلى حد ما على مدى صعوبة ترك الاتحاد، سواء كان أوروبياً أو بريطانياً. وبينما ظلت المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي لمدة تقل عن 50 عاماً، بقيت اسكتلندا في المملكة المتحدة لأكثر من ثلاثة قرون.

حتى آليات إجراء تصويت آخر على الاستقلال مشحونة ومحفوفة بالأخطار. في نوفمبر 2022، قضت المحكمة العليا البريطانية بالإجماع بأن "البرلمان الاسكتلندي لا يملك سلطة التشريع لإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا". هذا يعني أن استفتاءً مماثلاً لا يمكن أن يعتبر قانونياً ما لم توافق عليه الحكومة البريطانية في لندن. ونيكولا ستورجون [الوزيرة الأولى لاسكتلندا] حذرة وفطنة للغاية لمعرفة أنه من غير الوارد المضي قدماً في هذه الظروف، ولا شك في أن حذرها الطبيعي عززته التجربة المريرة للحكومة الكاتالونية، التي أجرت في عام 2017 استفتاءً غير دستوري وفاشل في نهاية المطاف بشأن الاستقلال عن إسبانيا. لذا، ردت على الحكم بإعلانها أن تصويت اسكتلندا في الانتخابات العامة البريطانية المقبلة سيكون استفتاء على الاستقلال "بحكم الواقع"، لكن هذا النهج أيضاً مليء بالشكوك: الانتخابات العامة ليست استفتاء، وإذا فازت الأحزاب المؤيدة للاستقلال بالأغلبية، فلن يكون من الواضح كيف يمكن تنفيذ أهدافها من دون موافقة لندن.

من غير المحتمل أن يحدث سعي جاد من أجل إيرلندا الموحدة قريباً. وربما لم تعد هناك أغلبية وحدوية في إيرلندا الشمالية، ولكن لا توجد أغلبية قومية أيضاً. والاتجاه السياسي الأكثر بروزاً هو العدد الكبير من الناخبين الإيرلنديين الشماليين الذين يقولون إنهم منفتحون على المستقبل ولكنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لمغادرة المملكة المتحدة. على المدى الطويل، فإن ازدهار إيرلندا، والآثار الديناميكية لتوافق إيرلندا الشمالية مع الاتحاد الأوروبي، والتغير الديموغرافي فيها، ستزيد احتمال حصول وحدة إيرلندية، ولكن ليس في العقد المقبل.

الإصلاح أو الموت

ما يعنيه كل هذا هو أن المملكة المتحدة قد تحظى بفرصة لإنقاذ نفسها. وسيعتمد كل شيء على من سيشكل الحكومة البريطانية القادمة، علماً أنه يجب إجراء الانتخابات العامة المقبلة في موعد لا يتجاوز يناير 2025، وعلى الأمور التي ستفعلها تلك الحكومة بشأن الإصلاح الدستوري. والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك، تكنوقراطي في الصميم ويبدو أنه لا يهتم بسياسات الهوية. وعلى رغم ذلك، إذا ظل الواقع الاقتصادي يبدو قاتماً، فقد لا يكون لدى حزبه سوى خيار مضاعفة الدفاع عن الهوية البريطانية القديمة التي عفا عليها الزمن. وإن حزب المحافظين العنيد الذي قد يفوز بطريقة ما بإعادة انتخابه من خلال مناشدة الناخبين الإنجليز الوقوف بحزم ضد الاسكتلنديين المتمردين والالتفاف حول النظام السياسي الحالي يمكن أن يحول عملية تفكيك تدرجية إلى أزمة فورية. ليس من الصعب أن نتخيل أنه في خضم الركود الاقتصادي المتزايد وفي ظل الكراهية التي تكنها بالفعل صحافة حزب المحافظين في إنجلترا لستورجون (في ديسمبر 2022، قارنتها إحدى المقالات في صحيفة روبرت مردوخ ذا صن The Sun مع القاتلة المحترفة روزماري ويست)، وفي الواقع قد يستمتع بعض المحافظين بحرب خطابية "وطنية" ضد القوميين الاسكتلنديين والويلزيين، لكن النتيجة ستقتصر على زيادة حدة الانقسامات وتسريع اقتراب نهاية المملكة المتحدة.

وعلى رغم ذلك، فالاحتمال المطروح حالياً هو أن زعيم حزب العمال كير ستارمر سيكون رئيس الوزراء المقبل. لقد صادق ستارمر على خطة وضعتها لجنة برئاسة رئيس الوزراء السابق (والاسكتلندي الفخور) غوردون براون، لتنظيف البرلمان البريطاني، واستبدال مجلس ثانٍ منتخب يمثل "الأمم والمناطق" بمجلس اللوردات غير المنتخب، وتفويض مزيد من السلطة للحكومات المحلية في ما يسميه براون "أكبر انتقال للسلطة خارج وستمنستر... تشهده بلادنا". وإذا وصل ستارمر إلى السلطة، قد لا يكون متحمساً جداً للتخلي عنها. وحتى هذه الإصلاحات قد لا تكون كافية لإنقاذ المملكة المتحدة. وتبدو الحجة لإنشاء دولة فيدرالية بالكامل حجة قوية. لقد نجحت في المناطق التي كانت خاضعة للهيمنة البريطانية سابقاً في كندا وأستراليا. إذا كانت كيبيك، التي اقتربت جداً من التصويت على الاستقلال في عام 1995، قد استقرت كمجتمع متميز داخل اتحاد أكبر، أليس من الممكن أن ينجح الأمر نفسه بالنسبة إلى اسكتلندا وويلز؟ لكن العادة الإنجليزية في التخبط، وهي ما سماه ونستون تشرشل "كاي بي أو "KBO، أي "الاستمرار في الفوضى مهما كانت النتيجة" [مهما حصل، استمروا في ما تفعلونه] تشكل قوة هائلة تدفع إلى التقاعس والجمود.

أنشأت المملكة المتحدة نسخة تجريبية من الديمقراطية في القرن الثامن عشر: مبتكرة وتقدمية في عصرها ولكن منذ ذلك الحين تجاوزتها النماذج الأحدث. وعلى رغم ذلك، كانت البلاد مترددة للغاية في التخلي حتى عن أفظع المفارقات التاريخية والإجراءات التي عفا عليها الزمن. وكان أكبر تحول في حكمها هو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن تم التراجع عنه. لذا، عليها الآن أن تتخذ خياراً مهماً ووجودياً، بين تكوين صورة جديدة تماماً للمملكة المتحدة والتمسك العنيد بما تفعله [كاي بي أو]. إذا فضلت الخيار الثاني، فسوف تستمر في التخبط إلى أن تتسبب لنفسها بالزوال.

• فينتان أوتول أستاذ في الآداب الإيرلندية في ميلبرغ في جامعة برينستون. وهو مؤلف كتاب "نحن نجهل أنفسنا: التاريخ الشخصي لإيرلندا الحديثة"

عدد مارس/أبريل (آذار/نيسان) 2023 من فوريز أفيرز

 

17- ما بعد باخموت عبد الحليم قنديل 3- مارس - 2023

حرب أوكرانيا كلها جرى اختصارها في باخموت، التي اكتسبت اسمها حديثا في عام 2016، وكان اسمها السابق أرتيموفسك الذي تتمسك به روسيا، ومنذ ستة شهور وأكثر، تلاحقت صدامات على جبهة المدينة الشهيرة بمناجم الملح، زادت حدتها في الشهرين الأخيرين، بعد لجوء القوات الروسية في أوكرانيا إلى إعادة تنظيم شاملة، وإعادة رسم خطوط الجبهة بانسحاب منظم من غرب خيرسون على نهر دنيبرو، والتركيز على إكمال السيطرة على مقاطعة دونيتسك، مع جوارها في مقاطعة لوغانسيك، والمقاطعتان معا تشكلان إقليم الدونباس الأغنى بثرواته ومعادنه وصناعاته، ودارت فيه الحروب الأهلية سجالا منذ عام 2014، الذي شهد انقلابا مدعوما من الغرب على الرئيس الأوكراني المنتخب وقتها فيكتور يانوكوفيتش، وقد بدأ سيرته السياسية كحاكم لمقاطعة دونيتسك عام 1997، وشغل منصب رئيس وزراء أوكرانيا لمرتين، وكان حزبه الأقاليم أكبر الأحزاب الأوكرانية، وفي ذروة مظاهرات تحولت إلى صدام دموي في كييف، أنقذته روسيا من القتل، ونقلته من قصره الرئاسي في كييف إلى موسكو يوم 22 فبراير 2014، ثم ضمت شبه جزيرة القرم في هجوم خاطف سبقه استفتاء، ثم تطورت الحوادث إلى ما تسميه روسيا بالعملية العسكرية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير 2022، وإلى تموجاتها بين صعود وهبوط، وإلى افتتاح عامها الثاني بالعودة إلى دونيتسك، مسقط رأس حليفها يانوكوفيتش، الذي تصدر عنه أحيانا تصريحات تطالب باتفاق سلام.لا أحد يعرف ما يدور في رأس بوتين، ولا حدود نواياه في الهجوم الواسع، الذي يعد له بنصف مليون جندي، وقد يبدأ تنفيذه عقب إسقاط باخموت

وعلى خط صدام عسكري ممتد إلى ما يزيد على ألف كيلومتر، بدا كأن الحرب جرى اختزال أخبارها في ما يجرى في مدينة باخموت، وكأن المصائر كلها معلقة بمصيرها، رغم أن باخموت ليست مدينة كبرى، لكن التقدم الروسي فيها، وفي بلدات أصغر إلى جوارها، سقطت أغلبها بيد الروس، ولم يعد سوى تتويج القتال، وإعلان السيطرة الكاملة على باخموت، المطوقة من كل جهاتها، مع ترك منفذ وحيد مفتوح إلى الجنوب الغربي لانسحاب القوات الأوكرانية، التي جرى إنهاكها في المصيدة، ولم يعد واردا عندها، أن تستعيد السيطرة على ما فقدته في الأحياء الشمالية والشرقية، وبات وسط باخموت على بعد مئات الأمتار فقط من قوات المشاة الروسية ومقاتلي جماعة «فاغنر»، والمشهد الختامي على مقربة أيام، يعلن بعدها سقوط المدينة، التي صورها الجانب الأوكراني وحلفاؤه الغربيون، كأنها قلعة حصينة يستحيل اقتحامها، وكأنها رمز للمقاومة الأوكرانية التي لا تهزم، لكن مصيرها لن يختلف غالبا عن مصير مدينة ماريوبول جنوب مقاطعة دونيتسك نفسها، التي سقطت بيد الروس قبل شهور، وبتكتيك الحصار والاعتصار والاقتحام المتمهل، وإنهاء أسطورة كتائب «آزوف» القومية الأوكرانية، وسيطرة موسكو على كامل بحر آزوف، وحرمان ما تبقى من أوكرانيا من أي إطلالة عليه، وهو المآل نفسه الذي تنتظره أوكرانيا في الشرق، بإنهاء أسطورة ورمزية باخموت، التي يعد الاستيلاء عليها مفتاحا للتقدم الروسي إلى سلافيانسك وكراماتورسك، وهما أهم ما تبقى بيد الأوكران من مقاطعة دونيتسك، وقد لا يكون استيلاء الروس عليهما متاحا بتكنيك الاعتماد على جماعة «فاغنر» وحدها.

وفي المحصلة إلى اليوم، يبدو سقوط باخموت كأنه موعد ومحطة انتقال، إما إلى الهجوم الروسي الواسع المنتظر، أو إلى هجوم أوكراني مضاد، يعده حلفاء أوكرانيا الغربيون، وتخطط له واشنطن، ويروج له الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي يتصور بالوهم غالبا، أن دبابات الغرب وطائراته وصواريخه بعيدة المدى، قد تقلب له الموازين، وتمكنه من تكرار هجوم الشرق الخاطف في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، الذي أفقد روسيا مواقع سيطرة سابقة في مقاطعة خاركيف، وفي كراسني ليمان بمقاطعة دونيتسك، وقد جرى ذلك في ظروف سابقة مختلفة، كان عدد القوات الروسية فيها محدودا بأوكرانيا، وكان التعويل الروسي فيها ظاهرا على الحلفاء الأوكران المحليين، ولم تكن قد أثمرت بعد قرارات التعبئة الجزئية، التي أضافت نحو 350 ألفا من الاحتياطي العسكري الروسي، جرى تدريبهم على مدى شهور، وزاد بهم عديد القوات الروسية العاملة في أوكرانيا لثلاث مرات، إضافة لتغييرات في قيادة وإدارة العملية العسكرية الخاصة، انتهت إلى جعل مسؤولية القيادة الميدانية بيد الجنرال جيراسيموف رئيس أركان الجيش الروسي نفسه، والدفع بأسلحة روسية أحدث، وبخطط مدروسة، تتلافي الأخطاء والاستهانات التي وقعت في العام الأول للحرب، واعترف بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، وكلها وجوه تصحيح مؤثرة، قد لا تمكن التحالف الغربي من تكرار اختراقات سبقت، أساءت لسمعة الجيش الروسي ولهيبة روسيا، وأغرت الدوائر الغربية بتصديق إمكانية دحر روسيا في الميدان الأوكراني، وكسر قرارات موسكو بالضم النهائي للمقاطعات الأوكرانية الأربع في الشرق والجنوب، التي تضيف أغلب أراضي زاباروجيا وخيرسون لمقاطعتي الدونباس، وإقليم شبه جزيرة القرم ومدينة «سيفاستوبول»، وكلها تمثل الحد الأدنى لأهداف روسيا في الحرب الجارية، ولا تضع موسكو سقفا زمنيا للمعارك، ولا تبدي تململا من طول الوقت، وإن كانت أوهامها حول سقف التدخل الغربي قد سقطت، وتلاشت الخطوط الحمر كلها، وتداعت كل فرص اللجوء إلى تفاوض، وبدت ردود فعل واشنطن وخمسين دولة حليفة على «المبادرة الصينية» موحية كاشفة، فقد بدأت بالتحفظ عليها، وانتهت إلى رفضها والتشكيك في نوايا بكين، وهو ما يعني بوضوح، أنه لا فرصة حتى لوقف إطلاق نار، ولا لهدنة موقوتة، وبات المشهد حديا وصفريا، لا فرصة فيه لكسب سلام من دون كسب الحرب نفسها، وهو ما قد يصوغ خطوة الروس المقبلة في الحرب الجارية.

ولا أحد يعرف طبعا ما يدور في رأس بوتين، ولا حدود نواياه في الهجوم الواسع، الذي يعد له بنصف مليون جندي، وقد يبدأ تنفيذه عقب إسقاط باخموت، فأولوية موسكو معلنة في استكمال السيطرة على دونيتسك وإجمالي المقاطعات الأربع حتى ضفاف نهر دنيبرو، وجعل النهر خط حدود مانع طبيعي جديد لروسيا، لكن ذلك قد لا يكون كافيا، ما لم يكن مصحوبا باستسلام كييف ويأس الغرب، وهو أمر لا يبدو مرجحا، وقد يستلزم ضم روسيا لمناطق جديدة، تساوم بها الغرب في تفاوض لاحق، كأن تكون هناك دائرة ثانية أوسع للعمل العسكري الروسي، تتقدم بها موسكو إلى الاستيلاء على ميناء أوديسا في الجنوب، وتغلق إطلالة الأراضي الأوكرانية على البحر الأسود، وتستكمل الطوق إلى إقليم تراتسنيستريا في مولدوفا غرب أوكرانيا، وهو سيناريو يتردد في أوساط روسية مقربة من قصر الكرملين، فيما يلوح الكرملين نفسه بسيناريو ثالث أوسع بكثير، ويعرب عن استعداده لمواصلة الحرب إلى حدود بولندا، على نحو ما قاله ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق المقرب جدا من بوتين، وهو المكلف على ما يبدو بتصريحات التلويح بالعصا النووية، التي يبقي بوتين نوافذها مواربة، بإجراءات الاستنفار النووي، وبتعليق مشاركة موسكو في معاهدة «نيوستارت»، وبإعلان العزم على العودة إلى تجارب التفجير النووي، ونصب صواريخ الدمار الشامل، ربما لنشر الرعب في قلوب الدوائر الغربية، التي تعلن رسميا دعمها لأوكرانيا حتى آخر «سنت»، وتقدم مئات المليارات من الدولارات وأحدث الأسلحة إلى كييف، وعلى ظن مخاتل بأنه يمكن هزيمة روسيا، وإن تواترت أمارات أمريكية وأوروبية على تراجع الثقة بانتصار أوكرانيا، أو حتى ببلوغ هدف استنزاف روسيا، التي تبدو مواردها كافية لتحمل تكاليف حرب طويلة، ولم تتأثر كثيرا بآثار 15 ألف عقوبة فرضت على الاقتصاد الروسي، الذي وجد مددا آخر لإدامة حيويته، بالتحول إلى الشرق، وبكسب أسواق الصين والهند وغيرهما، وبتعميق تحالفات اقتصادية وعسكرية مؤثرة في آسيا وإيران والمنطقة العربية وافريقيا وأمريكا اللاتينية، وبمرونة سياسية ناضجة، لا تتوقف كثيرا عند تصويت بعضهم ضد روسيا في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبنسج شبكات مصالح مع أطراف واقعة كرها تحت ضغوط واشنطن، ومن دون رغبات أصلية منها في إغضاب روسيا ومقاطعتها، وهو ما جعل حلم واشنطن بعزل روسيا دوليا، يبدو كسحابة صيف عابرة، لا تمطر ولا تبقى، لا عند صغار النظام الدولي ولا عند الكبار، بدليل فشل واشنطن الظاهر في دفع اجتماع وزراء مالية مجموعة «العشرين» الأخير بالهند للتصديق على بيان لإدانة روسيا، ومطالبتها بالسحب الفوري لقواتها من أوكرانيا، أضف ما يجري في دول غرب أوروبا الكبرى، وتواتر مظاهرات شعبية في لندن وباريس وبرلين وغيرها، تطالب بوقف سيل الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، الذي يضاعف أزمات الاقتصاد الأوروبي، ومن دون أن يردع روسيا.

كاتب مصري

 

شعر

1-  ما بين قلبي والعراق قصيدةٌ للشاعر مهنا الماضي

ابياتُها خيّمٌ ودمعُ جياعي

وبناتُ افكاري يكبّلُها الأسى

مشلولة عكازُها أضلاعي

قدّت قميصَ قصيدتي فوجدتُها

للجبِّ تشكو غربتي وضياعي

وصنعتُ فُلكاً من حُطامِ حروفِها

طوفانُ دكَّ ممالكي وقلاعي

فرست على الجودي بقيةُ أشطري

مملوءةً بعقاربٍ وافاعي

هجمت على شُمِّ الجراحِ كأنها

خُلقت لأجلِ هزيمتي وخداعي انا بابليُ الطبعِ تلك مسلتي

نقشت على رمحي بحرف يراعي

رمحاً على حبل المشانق ضاحكا

يقتاده وغدٌ وبعضْ رعاعِ

وضعوا السقاية في رحال عروبتي

واستصرخوا كسرى لسبيِ متاعي

واستشهدوا بالذئب اني سارقٌ

حتى اقرَّ الذئبُ قطعَ ذراعي

 

2- ما غبتَ يوما شعر: دكتور طارق الخطيب لبنان

ما غبتَ يوما كي تعود أصيلا

ما انفكّ نبضك مشعلا ودليلا

عذر القوافي إن تعثر حرفها

يبقى إذا ضج الهوى مغلولا

ما رُمْتُ أن ألقي التحية شاعرا

نفح القصيد مع النسيم عليلا

بل شئت لو ألقي دمي متواضعا

فأرد من بعض الجميل جميلا

قد كنت ارجو أن أخوض غمارها

وأخرَّ في ساح الجهاد قتيلا

***

ذا أنت أنت وذا أنا.. ذا عهدنا

باقٍ.. ولمّا يعرفِ التحويلا

باقٍ.. وان حشدت جحافل كيدهم

ورمت بأحقاد الشرور وبيلا

وتطاولت بالغدر ألسنة اللظى

واستفحلت واستمرأت تنكيلا

فتقاعست صُفرُ الوجوه مخافة

فقضى بها وقع الخريف عَجولا

اكلوا خبيزك يوم نارك والقِرى

وتناثروا يوم النزال فلولا

لا تبتئسْ.. يحيى الذليل بعتمهِ

ويظل نبراس الأصيل أصيلا

باقٍ.. على عهد الذين تسابقوا

لشهادة.. ما بدلوا تبديلا

***

لا لم تغب.. ما زلت في كبد السما

قمرا يضيء منازلا ونزيلا

يا صادما بالحق كل مكابر

السيف سيفك ما أناخ صليلا

يا واثقا بالعدل حتى سقته

ليد الضعبف محبة وهديلا

فجمعت بين الأجملين مهابة

وحفظت عهدك سيدا ونبيلا

***

أكَبَوْتَ يوما!!.. ربما.. لكنها

تكبوا الخيول وتسترد صهيلا

أكَبُرْتَ!!.. تكبرُ حكمةٌ عربيةٌ

في قلب عشاق الفداء سبيلا

يا ابن العروبة قد حملت لواءها

ومشيت رغم الخانعين رسولا

يستنهض الحق الذي هو سيدٌ

خاض الغمار مضرّجا وقتيلا

ما هاب أن يلجَ المنية شامخا

بل هاب أن يحيى المسارَ ذليلا

قد أزهرت قطراته ونمت هوىً

يمشي بأرض الدجلتين نخيلا

ومن المحيط إلى الخليج صلاته

عبق الفدا.. ويرتل التنزيلا

هي وحدة عربية لا تنحني

للنائبات.. ولا تقرُّ دخيلا

حرية حمراء يزحف فجرها

لتبددَ الظلّامَ والتضليلا

والقدس من للقدس يحمل ثأرها

إلّاك تشفي في النزال غليلا

هذي فلسطين التي انغرست دما

تدعوك يا ذا الواثق المأمولا

فاحمل لها قلبا تضمّخ بالفدا

واسرج لها يا سيفها المسلولا

ذا أنت والرايات يصهل جمرها

جيلٌ يسلّم للكرامة جيلا

عرف الطريق وأيقنت خطواته

أن ليس عن درب النضال بديلا

****

 

تقارير

1- تقييم التصور الروسي والصيني للعسكرة الأمريكية للفضاء

27 فبراير 2023 مركز المستقبل – معهد راند للدراسات الستراتيجية

عرض: هند سمير

تطورت الأنشطة العسكرية الأمريكية في مجال الفضاء الخارجي لتثير منافسة جيوسياسية دولية مع كل من الصين وروسيا. ففي العام 1985، تم إنشاء قيادة الفضاء الأمريكية لتنسيق استخدام الفضاء الخارجي وتنفيذ مبادرة الدفاع الاستراتيجي، ثم تم دمج هذه القيادة في عام 2002 مع القيادة الاستراتيجية الأمريكية إثر هجمات 11 سبتمبر 2001. وبحلول العام 2018، أصدرت إدارة ترامب استراتيجية الفضاء الوطنية الأمريكية، ثم تم إنشاء قوة الفضاء الأمريكية "USSF" في العام 2019. تلا ذلك إصدار وزارة الدفاع الأمريكية استراتيجيتها الفضائية في عام 2020.

في المقابل، شجبت بكين وموسكو "العسكرة" الأمريكية للفضاء و"السيطرة" عليه، إذ اعتبرت الصين في كتابها الأبيض للدفاع لعام 2019 أن الأنشطة الأمريكية "تقوض الاستقرار الاستراتيجي العالمي"، وتدفعها لـ"الحصول على قدرات إضافية في مجالات الدفاع النووي والفضاء الخارجي والسيبراني والصاروخي". بموازاة ذلك، أدرجت موسكو التهديد المتمثل في "استكشاف الفضاء" في أحدث استراتيجية للأمن القومي الروسي، كما أدانت أيضاً عسكرة الفضاء من قبل واشنطن، معتبرة أنها "انتهاك للقانون الدولي".

في هذا الإطار، تناولت مؤسسة "راند" الأمريكية تقييم تصورات روسيا والصين للأنشطة العسكرية الأمريكية في مجال الفضاء في تقرير بعنوان "الرؤى الصينية والروسية واستجاباتها للأنشطة العسكرية الأمريكية في مجال الفضاء"، وسعى التقرير لفهم كيف تطورت التصورات الصينية والروسية للأنشطة العسكرية الأمريكية في الفضاء؟ وما ردود فعل الدولتين لمواجهة هذه الأنشطة؟

استند التقرير في تقييمه على المنشورات الحكومية الصينية والروسية، والمجلات العسكرية، والتقارير الأكاديمية، ووسائل الإعلام المحلية المكتوبة باللغة الأم للبلدين. وتم اختيار عينة تمثيلية من "الأحداث" الأمريكية في مجال الفضاء لتحليلها، بدءاً من مبادرة الدفاع الاستراتيجي (1983) وإنشاء قيادة الفضاء الأمريكية (1985)، مروراً باختبار الليزر الكيميائي المتقدم بالأشعة تحت الحمراء "MIRACL" (1997)، وعملية "Burnt Frost" (2008) وحتى برنامج التوعية بالظروف الفضائية المتزامنة مع الأرض "GSSAP" (2014). واستثنى التقرير الأنشطة الفضائية المدنية الأمريكية، كالاستخدام التجاري للفضاء، واستكشاف الفضاء، ورحلات الفضاء البشرية وغيرها.

هل التهديد حقيقي؟

يشير تقرير "راند" إلى أن مراجعة المصادر الأولية الروسية والصينية تعكس تصوراً مستداماً لديها بأن الأنشطة العسكرية الأمريكية المتعلقة بمجال الفضاء مهدِّدة وتشي بنية الولايات المتحدة العدائية، وتتوافق هذه النتيجة مع الحجة القائلة إن الدول تميل إلى المبالغة في تقدير قدرات خصومها. وهو ما يساعد على فهم سبب نظرة الصين وروسيا للأنشطة العسكرية الأمريكية في مجال الفضاء على أنها تهديد، وأن هذا التصور كان السرد المتسق الذي انعكس في المصادر الأولية باللغة الأم منذ مبادرة الدفاع الاستراتيجي.

ويبدو أن تصرفات الولايات المتحدة يتم تفسيرها من خلال عدسة "حالة العلاقة في وقت معين"، فعندما تكون العلاقات السياسية بين واشنطن وبكين أو موسكو أكثر تصادماً يُنظر إلى الإجراءات نفسها على أنها أكثر تهديداً. وفي المقابل، عندما تكون هذه العلاقات أكثر ودية "نسبياً"، لا يُنظر إلى الإجراءات المماثلة على أنها تهديد. علاوة على ذلك، ففي حين أن تصور التهديد كان ثابتاً بمرور الوقت، إلا أنه كان هناك تعميق للشعور بالعداء منذ عام 2008، بعد إصدار سياسة الفضاء الوطنية لعام 2006 وعملية "Burnt Frost" أو "الجليد المحترق" التي أسقطت فيها سفينة حربية أمريكية قمراً اصطناعياً معطلاً.

وبالرغم من أن التحليلات الصينية والروسية التي تمت مراجعتها أشارت إلى نهج تعاوني أكثر إيجابية تجاه الفضاء من قبل إدارتي كلينتون وأوباما، إلا أنها ما زالت تركز على الاستمرارية المتصورة لسياسة الفضاء العسكرية الأمريكية العدائية والعدوانية، ويوضِّح ذلك أن التصورات السلبية الموجودة في بكين وموسكو يمكن تعزيزها بسهولة نسبياً من خلال الإجراءات الأمريكية التي يُنظر إليها على أنها عدائية، في حين أن الإجراءات الأمريكية التي يُنظر إليها على أنها غير عدائية ليست ذات تأثير قوي مماثل، مما ينتج عنه تحسن طفيف في التصورات الصينية والروسية.

بصفة عامة، يبدو أن العامل الرئيسي الذي يشكِّل التصورات الصينية والروسية للتهديد الأمريكي هو الإمكانات العسكرية طويلة المدى للأنشطة الأمريكية المختلفة المتعلقة بالفضاء بدلاً من التأثير المباشر لنشاط أو سياسة معينة في ذلك الوقت. وتعمل الصين وروسيا على التحوط من رهاناتهما على أن التكنولوجيا قد تحقق في النهاية النيات المتوقعة للولايات المتحدة لعسكرة الفضاء. فعلى سبيل المثال، يبدو أن المصادر الروسية التي شملها البحث تجاهلت الجدوى الفنية لمبادرة الدفاع الاستراتيجي في وقت تطويرها، لكنها مع ذلك أعربت عن قلقها بشأن الآثار المترتبة على مثل هذه المبادرة، أي أنها تشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى عسكرة الفضاء.

ووفقاً لتقرير "راند"، هنالك محركان رئيسيان يقودان التصور الصيني والروسي للتهديد، الأول، أنهما ينظران إلى الأنشطة العسكرية الأمريكية في الفضاء على أنها تهديد للردع النووي لكل منهما. والثاني، أنهما قلقتان بشأن نيات وقدرات واشنطن في الفضاء المضاد، مثل عملية "Burnt Frost"، وكذلك بشأن قدرة الأقمار الاصطناعية الأمريكية على الطيران عن كثب وسرية، فضلاً عن القلق أيضاً بشأن نيات وقدرات الوعي بمجال الفضاء الأمريكي الأوسع، مثل "GSSAP".

وفي حين أن البعض قد يجادل بأن هذه التصورات ليست حقيقية، أي مجرد دعاية لإثارة وجود تهديد أمريكي، فإن الاتساع الهائل للمواد الروسية والصينية التي تم الاعتماد عليها في هذا التقرير واتساقها الواسع بمرور الوقت يشير بقوة إلى أن هذه المخاوف تعكس اتفاقاً بالإجماع داخل حكومتي بكين وموسكو. بغض النظر عما إذا كان المحللون الأمريكيون يتفقون مع هذه التصورات الأجنبية أم لا، إذ يجب عليهم قبولها على أنها حقيقية وأن يأخذوها في الاعتبار عندما يفكرون في الأنشطة المستقبلية.

طبيعة ردود الفعل

في حين أن ثمة تصوراً لروسيا والصين بأن الأنشطة الأمريكية في الفضاء تعد تهديداً، إلا أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت ردود الفعل العامة الصينية والروسية مبالغاً فيها عن قصد. أحد الأمثلة التي تشير إلى وجود قدر من الخطاب المتضخم عن قصد هو السرد الذي قدمه أحد المحللين الروس فيما يتعلق بعملية Burnt" "Frost في مقال شدد فيه المؤلف على الندرة النسبية لقمر اصطناعي معطل، حيث استخدم هذه الملاحظة لاستنتاج أن الوضع قد يشير إلى عدم كفاءة برنامج الفضاء الأمريكي، مع عواقب وخيمة على المجتمع الدولي.

بينما في مقال لاحق كتبه المؤلف نفسه، جادل بأن الحادث كان ذريعة لاختبار أسلحة الهجمات الفضائية، إذ أكَّد أن الولايات المتحدة بالغت عمداً في تضخيم المخاطر المحتملة لتبدو وكأنها "منقذ" للبشرية بدلاً من معتد محتمل.

وبحسب تقرير "راند"، يبدو أن الصين وروسيا تحاولان تحقيق توازن خطابي حساس من خلال الحجج الدقيقة التي تصف تصرفات الولايات المتحدة بأنها تهديد بينما تصف أفعالهما المتشابهة بأنها غير مهددة. على سبيل المثال، فعلى الرغم من أن بكين لطالما انتقدت عسكرة الفضاء الأمريكية، دافعت وزارة الخارجية الصينية عن اختبار بكين للأقمار الاصطناعية لعام 2007، بعد 12 يوماً من الواقعة، قائلة إنه "لم يكن موجهاً إلى أي دولة ولا يشكل تهديداً لأي دولة".

من جانبها، تصف روسيا تصرفات الولايات المتحدة في الفضاء بأنها عدائية وعدوانية بشكل متزايد، مع التركيز على إجراءات محددة، مثل اختبار "MIRACL" وعملية "Burnt Frost"، ويركز التوازن الروسي على إدانة واشنطن باعتبارها عدوانية في الفضاء، بينما تدَّعي روسيا أنها قوة فضائية متساوية لا تخشى الولايات المتحدة، فترى روسيا بالتالي أن أفعالها لا تشكل تهديداً، وأنها تأتي لمساعدة المجتمع الدولي، باستخدام براعتها التقنية في ارتياد الفضاء لمواجهة تحركات الولايات المتحدة لعسكرة الفضاء.

دورة الاستجابة

لدى كل من واشنطن وبكين وموسكو ميل عام للإشارة إلى الجانب الآخر على أنه تهديد تتطلب أفعاله رداً، مما يديم دورة فعل ورد فعل يمكن التنبؤ بها إلى حد ما، على الرغم من أن ظهورها علناً قد يستغرق وقتاً طويلاً. فمن خلال الأحداث الأخيرة، مثل استراتيجية الفضاء الوطنية الأمريكية لعام 2018، وإنشاء قوة الفضاء الأمريكية "USSF"، والخطاب الأكثر عدوانية الذي استخدمه قادة القوات الجوية الأمريكية، يستنتج تقرير "راند" أن الولايات المتحدة تتفاعل ببساطة مع تصرفات الصين وروسيا.

عرض لواء أمريكي وجهة نظر مفادها أن الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى إجراءات أكثر عدوانية لضمان أن تظل واشنطن دائماً المفترس وليست الفريسة عندما يتعلق الأمر بالتنافس والردع والفوز في المجال الفضائي، وبالفعل قدمت ميزانية السنة المالية 2019 أكبر إنفاق على الفضاء منذ عام 2003، حيث وفرت التمويل لضمان تحقيق تصور أن تكون مفترساً لا فريسة.

وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى أي نوع من الاستنتاجات القاطعة حول ما إذا كانت الإجراءات الصينية أو الروسية في الفضاء قد تم اتخاذها رداً على الإجراءات الأمريكية السابقة أو الأحدث، إلا أن هناك بعض المؤشرات على أن الإجراءات الأمريكية السابقة قد أثرت في تصورات بكين وموسكو لأنشطة الولايات المتحدة الحالية، تماماً كما أثرت الإجراءات الصينية والروسية السابقة في واشنطن.

على سبيل المثال، يستشهد المسؤولون في روسيا والصين بالأنشطة الفضائية الأمريكية لدعم الحجج السياسية المحلية بشأن الموارد والتمويل وتحديد أولويات أنشطتها المتعلقة بالفضاء. علاوة على ذلك، فإن المصادر الصينية والروسية التي تمت مراجعتها تصف الولايات المتحدة باستمرار بأنها "المحرك الأول"، في حين أنهم يحاولون ببساطة اللحاق بالركب لمواجهة جهود الولايات المتحدة لتحقيق السيادة العسكرية. ويتم تقديم هذا المنظور في كل من الكتابات الخارجية الروسية والصينية سواءً (باللغة الإنجليزية) والداخلية (باللغة الأم).

المصدر

Alexis A. Blanc, Nathan Beauchamp-Mustafaga, Khrystyna Holynska, M. Scott Bond, Stephen J. Flanagan, Chinese and Russian Perceptions of and Responses to U.S. Military Activities in the Space Domain, the RAND Corporation, 2022.

 

2- (حضارة السايبورج) تكامل الإنسان والآلة

23 يناير، 2023

نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة مقالا للكاتب إيهاب خليفة تناول فيه أن العالم على مشارف ثورة صناعية خامسة ــ قد تكون الأخيرة ــ تكون فيها الغلبة لإنسان السايبورج، ذلك الإنسان الهجين بين البشر والذكاء الاصطناعى.. نعرض من المقال ما يلى.

سيطر مفهوم الثورة الصناعية الرابعة على التطورات التكنولوجية التى شهدها العالم خلال العقد الماضى، وعلى ما يبدو أن الاتجاهات التكنولوجية القادمة سوف يسيطر عليها جيل جديد من الثورات الصناعية هو الجيل الخامس منها، وإذا كانت أهم إنجازات الثورة الصناعية الرابعة تتمثل فى تطوير نظم الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والعملات المشفرة والبلوكتشين، فإن أهم إنجازات الثورة الصناعية الخامسة هى تطوير الإنسان البشرى نفسه من خلال ذرع شرائح إلكترونية داخل الأجساد البشرية بهدف ترقية البشر للتحكم فى كل ما ابتكره عبر الثورات الصناعية السابقة.

هذا هو الغاية النهائية التى قد تحققها الثورة الصناعية الخامسة، بأن تجعل الإنسان ولأول مرة هو محور التطور التكنولوجى نفسه، وكأن الثورات الصناعية السابقة كانت تمهيدا لهذه الثورة الخامسة.

قد يستطيع الإنسان أن يسيطر على الآلات الذكية من خلال ربط هذه التقنيات جميع بالإنسان عبر الشرائح الذكية المزروعة فى الأجساد والأدمغة البشرية، كتلك التى يسعى أيلون ماسك لزرعها فى الأدمغة البشرية، حتى تمنحه صلاحيات التحكم فى الأجهزة الذكية الموجودة بالمنزل أو العمل أو حتى الأسواق والمواصلات.

• • •

وعلى مستوى حرية الحركة فإن الترابط المعرفى بين النظم الذكية وتجانس العمليات التشغيلية بينها سوف يوفر على الإنسان كثيرا من الوقت الذى قد يستغرقه فى القيام بالأعمال الروتينية، فتصبح كثير من الأعمال الروتينية فى حياة الإنسان ميكانيكية، تتم عبر نظم الذكاء الاصطناعى والآلات الذكية، يشمل ذلك القيام بأعمال النظافة والتسويق والتوصيل ومعرفة الاخبار وكتابة الحالات (Statues) ومشاركة الصور والفيديوهات مع الأصدقاء والرد على البريد الإلكترونى ورسائل الدردشة ومتابعة الحالة الصحية والمرضية وغيرها من الأعمال الروتينية.

• • •

مع استمرار نمو هذا النوع من التقنيات فائقة الذكاء، قد يؤدى ذلك إلى تدشين الثورة الصناعية الأولى فى حضارة السايبورج «Cyborg»، تلك الحضارة التى تختلف تماما عن الحضارات السابقة التى عرفتها الإنسانية، فقد ينتج عن الانسجام التام بين الآلات وبعضها، وبين الذكاء البشرى والذكاء الاصطناعى نوع جديد من المعرفة (البشرية ــ الاصطناعية)، يولّد أنواعا مختلفة من الفنون والآداب والموسيقى والعادات والتقاليد، تختلف عن تلك التى صنعها الإنسان العادى، لها طابعها المميز وبصمتها الخاصة التى تتلاءم مع هذا النوع المبتكر من الحضارة التى، ولأول مرة، لن يكون الإنسان فيها هو المسيطر.

وعندما نتحدث عن الفنون، فيجب الإشارة إلى أنها صبغة حضارية إنسانية بحته، لم يشارك الإنسان فيها أحدا من المخلوقات على هذا الكوكب، فهى سمة بشرية خالصة، ودليل قاطع على أن هناك بشريا قد مر من هذا المكان، يشمل ذلك الرسم والتصوير والموسيقى والآداب، وإذا استطعنا خلق نظام ذكاء اصطناعى قادر على ابتكار هذه النوعية من الفنون، فهذا يعنى أن الذكاء الاصطناعى أصبح بشريا إلى حد كبير، وأنه ولأول مرة سوف تكون لدينا حضارة جديدة ليس من صنع الإنسان وحده.

هذه الحضارة الجديدة قائمة على مبادئ وقيم الذكاء الاصطناعى التى تتسم بالسرعة والدقة والكفاءة فى القيام بالمهام التشغيلية التقليدية، كما أنها تتسم أيضا بالمصلحة والمادية والنفعية والعصمة من الخطأ، ومع هذا الانسجام بين الإنسان والآلة يبدأ كل واحد فيهم فى الاعتقاد بأنه سيطر على الآخر، وتبدأ الحرب التى تنبأت بها أفلام الخيال العلمى بين الإنسان والروبوت فى الاندلاع، لا نعلم من سيفوز فى النهاية، فهل سيقطع البشر مصادر الطاقة عن هذه الآلات فتموت، أم سوف تستغل الآلات نقطة ضعف الإنسان بأنه فانٍ فتقضى عليه؟.

• • •

إذا استطاعت الثورة الصناعية الرابعة أن تقدم محاولات لإعادة تعريف بعض عناصر الحياة الإنسانية الضرورية، مثل نظم التعليم والعمل والتسوق، وقدمت أشكالا جديدة للعملات النقدية، فإن تأثير ذلك عبر الثورة الصناعية الخامسة سوف يكون واضحا وراسخا، فيصبح الميتافيرس هو الفضاء الرئيسى للتفاعل الإنسانى، وتصبح العملات المشفرة، التى سوف تستقر بعد تلافى سلبيات النظام القديم، هى وسيلة التعامل النقدى، وتصبح التقنيات الذكية القائمة على شرائح السيليكون وأشباه الموصلات من نظم الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء هى المورد الرئيسى للإنسانية بعد الماء والهواء والغذاء، ويصبح الإنسان هو محور الابتكار والتطوير.

قد يجادل البعض بأن ما يحدث ليس ثورة جديدة، وأنه استمرار للثورة الرابعة أو حتى الخامسة، وأنه لن تكون هناك حضارة جديدة، بل قد يجادل البعض الآخر بأن هناك ردة سوف تحدث إما بسبب تغيرات مناخية أو أوبئة أخرى تعطل مسيرة التقدم البشرى وتعود به إلى الطبيعة من جديد، قد يكون ذلك صحيحا، لكن لايزال من المبكر جدا إصدار هذا الحكم، فنحن ما زلنا عاجزين عن إدراك ماهية التطور القادم، وما سوف ينتج عن عملية الاندماج والانسجام بين البشر والآلات الذكية، وبين الآلات الذكية وبعضها البعض، ولا نعلم ما هو شكل الحياة الجديدة التى سوف تنتج من عملية التحول هذه، وما هو نمط العلاقات الذى سوف يستقر فى النهاية بعد اكتمال هذه الصيغة الجديدة، ولا نوعية التحديات التى يمكن أن تظهر، ولا حتى معرفة الطريقة التى سوف تتفاعل بها البيئة الخارجية مع هذا التطور، وكأن البشر هم فئران التجارب هذه المرة. *لينك المقال في الشروق*

 

3- البنتاغون: إيران باتت تحتاج لـ12 يوماً لإنتاج قنبلة نووية

العربية.نت

28 مارس 2023

أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مساء الثلاثاء أن إيران أحرزت "تقدماً لافتاً" في برنامجها النووي منذ خروج الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.وأكد وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات، الدكتور كولن كال، الرجل الثالث في البنتاغون أن "إيران كانت تحتاج لـ12 شهراً لإنتاج قنبلة نووية في 2018.. والآن تحتاج 12 يوماً".وقال كال: "كان التقدم النووي الإيراني منذ خروجنا من خطة العمل الشاملة المشتركة لافتاً. بالعودة إلى عام 2018، عندما قررت الإدارة السابقة الانسحاب من الاتفاق النووي، كان من الممكن أن تستغرق إيران حوالي اثني شهراً لإنتاج قنبلة نووية واحدة من المواد الانشطارية. الآن سيستغرق الأمر حوالي 12 يوماً".

واعتبر كال أن روسيا لن تضغط على إيران للوصول لاتفاق نووي جديد، بسبب علاقة البلدين التي باتت أكثر قرباً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.وتابع: كال: "أعتقد أنه خلال إدارة (الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما، كان الروس على الأقل قادرين على تجزئة الخلافات التي كانت لدينا في بعض المجالات والرؤية المشتركة المتمثلة في عدم رغبة حصول إيران على سلاح نووي. أعتقد أن الوضع مختلف الآن نظراً لأن الروس بسبب سوء أدائهم في أوكرانيا أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على إيران، وبالتالي، أعتقد أنه من غير المرجح كثيراً أن يمارسوا ضغوطاً على إيران للانضمام إلى أي اتفاق دبلوماسي لأنهم يحاولون حث إيران على شحن المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من القدرات".

وأدلى كولن كال بهذا التعليق في جلسة بمجلس النواب بعد أن ألح عليه نائب جمهوري لمعرفة السبب وراء سعي إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق، الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وأضاف: "لذلك أعتقد أنه لا يزال هناك رأي مفاده أنه إذا كان بإمكانك حل هذه المشكلة دبلوماسيا وإعادة القيود على برنامجهم النووي، فهذا أفضل من الخيارات الأخرى. لكن في الوقت الحالي، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة مجمدة".

ويأتي تعليق البنتاغون بعدما أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة تجري مناقشات مع إيران حول منشأ جزيئات يورانيوم مخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7% في منشأة فوردو، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.وقال التقرير: "أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60% في نوفمبر 2022 أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية".وأفاد التقرير السري للوكالة بأن المباحثات جارية بين الوكالة وإيران لتوضيح الأمر.

وبحسب التقرير واصلت إيران في الأشهر الأخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.وذكر التقرير أن المخزون ارتفع مع 12 فبراير إلى 3760.8 كلغ مقابل 3673.7 كلغ في أكتوبر الماضي، بحيث تجاوز 18 مرة السقف المسموح به وفق الاتفاق النووي.ويأتي هذا التقرير قبل بضعة أيام من اجتماع لمجلس حكام الوكالة التابعة للأمم المتحدة.كما يتوقّع أن يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي طهران نهاية هذا الأسبوع.

 

4- (شلومو ساند) استاذ التاريخ في جامعة تل أبيب يصدر أخيراً كتابه

"اختراع الشعب اليهودي" حيث فاجأ كل الاوساط الصهيونية ومن المحتمل جداً منع الكتاب وهذه نبذة عما جاء في الكتاب:

_ للكتاب هو استعراض كامل للتاريخ اليهودي كعرض نقدي للخطاب التاريخي اليهودي التقليدي بمختلف مراحله وتياراته.

_ ويطرح ساند سلسلة من الأسئلة المحرمة في إسرائيل التي تطال الأسس الرئيسة لبناء الرواية الصهيونية واليهودية عامة للتاريخ، ومن هذه الأسئلة: هل يمكن الحديث عن "شعب" يهودي وجد واستمر آلاف السنين بينما زالت الكثير من الشعوب الأخرى من الوجود الاكثر عددا والأكثر آثاراً والاعمق حضارة والأكثر استقرارا وتجذراُ في بقعة محددة من الجغرافيا؟

_ كيف ولماذا تحولت التوراة من كتاب شرائع دينية إلى كتاب تاريخ يروي نشوء "أمة اليهود " علماً بأنه لا أحد يعرف بدقة متى كتبت التوراة؟ ومن الذي كتبها؟ وما الطريق الذي سلكه اليهود المطرودون من مصر؟

_ هل تمّ فعلاً نفي سكان "مملكة يهودا" بعد تدمير الهيكل أم أن ذلك لا يعدو كونه مجرد أسطورة مسيحية شقت طريقها إلى التراث اليهودي الذي جيّرها فيما بعد لمصلحته؟

_ وإذا لم يكن هناك منفى فمن أين أتى يهود العالم إذن؟ ثم ما الذي يجمع ثقافياً وإثنياً وجينياً (بالمعنى المدني) يهود "مراكش" ويهود "كييف" مثلاً؟ وإذا كان لا وجود لوحدة ثقافية بين الجماعات اليهودية المختلفة أتكون هناك "وحدة دم"؟ وهل صحيح أن هناك «جيناً يهودياً» كما تدّعي الصهيونية؟

_ للإجابة على هذه الأسئلة، صاغ ساند أطروحته التي تقول: إن اليهود شكّلوا دائماً جماعات دينية مهمة اتخذت لها موطئ قدم في مختلف مناطق العالم وليس حصرا على أرض فلسطين، ولكنها لم تشكل شعباً (ethnos) من أصل واحد وفريد تنقل من ثَم عبر التشرد والنفي الدائمين في غرب آسيا وشمال أفريقيا وشرق أوروبا وجنوبها واستوطنوا أسبانيا.

_ ويقول ساند، إنه في عام 1970 حصل تطور في علم الآثار تحت تأثير مدرسة الحوليات التاريخية في فرنسا وارتدى الطابع الاجتماعي للبحث التاريخي أهمية أكبر من الطابع السياسي ووصل هذا التحول إلى الجامعات الإسرائيلية... هكذا بدأت تناقضات الرواية الرسمية بالبروز، وهو ما يزعزع الأساطير المؤسسة ليس فقط لدولة إسرائيل بل للتاريخ اليهودي برمته.

_ إن احتلال بلاد "كنعان" وإبادة سكانها حسب سفر "جشوا"، والتي تعد أول مجزرة في تاريخ البشرية، لم تقع أساساً وهي إحدى الأساطير التي دحضتها الأركيولوجيا كلياً، كما أن الرواية التوراتية الأخرى حول مملكة داوود وسليمان التي يفترض أنها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد، والتي يعدها جميع المؤرخين الإسرائيليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية، والمرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ اليهودي، دحضتها أيضاً الاكتشافات الأثرية طيلة سبعين عاماً على أرض فلسطين، حيث إن الحفريات التي جرت في عام 1970 الى يومنا الحاضر وما بعد ذلك في محيط المسجد الأقصى وتحته لم تثبت وجود أي أثر لهذه المملكة المتخيلة ولا لذلك الهيكل المزعوم.

_ يقول ساند: "إن القدس قبل ميلاد المسيح لم تكن سوى قرية صغيرة فريق لها أن تتسع لقصر سليمان و تتسع لزوجاته السبعمائة ولثلاثمائة خادم من حاشيته" أين ذلك الصرح العظيم الذي عجزت الحفريات الأثرية طيلة عقود باستعمال أحدث الأجهزة والمعدات والمجسات والميزانيات الضخمة إثبات وجوده في مدينة القدس.

_ويخلص ساند بعد ذلك إلى القول إن الأساطير المركزية هذه حول شعب يهودي قديم واستثنائي خدمت بإخلاص تام نشوء الفكرة القومية اليهودية والمشروع الصهيوني وأعطت تبريراً لعملية الاستيطان في فلسطين.

_ يقول ساند في كتابه أن الرواية التاريخية الصهيونية بدأت تتفسخ في نهاية القرن العشرين في إسرائيل نفسها وفي العالم وتتحول إلى مجرد خرافات أدبية تفصلها عن التاريخ الفعلي هوة سحيقة يستحيل ردمها...

هذه اهم النقاط التي اوردها ساند في كتابه.. الحقائق الأركيولوجية الدامغة على الأرض بأن إسرائيل أسست على أسطورة وأكاذيب تاريخية صنعتها الصهيونية العالمية لإحتلال فلسطين لزرع كيان غريب يملك القوة العسكرية و يخدم الغرب.

5-المخابرات الأميركية: المواجهة مع روسيا محتملة لهذا السبب

سكاي نيوز عربية – أبوظبي 8-3-2023 نية الأميركية أفريل هينز

قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز، الأربعاء، إن هناك احتمالا "حقيقيا" لاندلاع مواجهة بين روسيا وحلف الناتو، مشيرة إلى مخاطر كبيرة لحدوث ذلك.جاء ذلك خلال انعقاد لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ جلسة استماعها السنوية حول التهديدات العالمية لأمن الولايات المتحدة.واستعرضت هينز تقريرا استخباراتيا جاء فيه إن روسيا ربما لا تسعى إلى صراع مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لكن الحرب في أوكرانيا تنطوي على "مخاطر كبيرة" لحدوث ذلك، وأن هناك "احتمالًا حقيقيًا" لأن تؤدي الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى إلحاق الضرر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومكانته المحلية، مما يزيد من احتمالات التصعيد". ووصفت هيانز ما يحدث في أوكرانيا بأنه "حرب استنزاف طاحنة"، وقالت إن المخابرات الأميركية لا تتوقع أن يتعافى الجيش الروسي بدرجة كافية هذا العام لتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض. وذكر التقرير إن الصين ستحافظ على تعاونها مع روسيا لمواصلة محاولة تحدي الولايات المتحدة على الرغم من المخاوف الدولية بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأضاف أنه "على الرغم من رد الفعل العالمي العنيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الصين ستحافظ على تعاونها الدبلوماسي والدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي مع روسيا لمواصلة محاولة تحدي الولايات المتحدة، حتى لو كانت ستحد من الدعم الشعبي".وركز التقرير إلى حد كبير على التهديدات من الصين وروسيا، وتقييم أن الصين ستستمر في استخدام أصولها العسكرية وغيرها من الأصول لمنافسين في بحر الصين الجنوبي وأنها ستبني على الإجراءات من عام 2022، والتي يمكن أن تشمل المزيد من التجاوزات في مضيق تايوان أو تحليق الصواريخ.

وقالت هينز إنه لتحقيق رؤية الزعيم الصيني شي جين بينغ لجعل الصين قوة كبرى على المسرح العالمي، فإن الحزب الشيوعي الصيني "مقتنع بشكل متزايد بأنه لا يمكنه فعل ذلك إلا على حساب القوة والنفوذ الأميركيين"، قالت هينز في افتتاحيتها. إفادة.وأضافت هينز: "السنوات القليلة المقبلة حاسمة حيث تشتد المنافسة الاستراتيجية مع الصين وروسيا على وجه الخصوص كيف سيتطور العالم، وما إذا كان يمكن كبح وعكس صعود الاستبداد".

شبكة البصرة

السبت 19 شعبان 1444 / 11 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط