بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر الجزائر

الغزو الأمريكي للعراق
حلقة في سلسلة محاولات القضاء على امل الأمة في الوحدة والنهوض

شبكة البصرة

- قبل عشرين سنة من اليوم وبالضبط بتاريخ 20 مارس من عام 2003 شرعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في شن هجوم عسكري واسع على العراق معلنة عن الأسباب الرئيسية التي دفعتها الى هذا الخيار الخطير ملخصة إياه في سببين أساسيين هما:

1- امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.

2- ثبوت ربطه لعلاقات مع تنظيمات ارهابية خاصة تنظيم القاعدة، وبالتالي فهو يشكل تهديدا للأمن والسلام والاستقرار في العالم.

- لقد شنت أمريكا وحلفاؤها هذا العدوان بعد حصار دام أكثر من اثنى عشر (12) سنة، لإضعاف قدراته العسكرية والاقتصادية وحتى السياسية تخللته عدة هجومات عسكرية استهدفت قطاعات اقتصادية حيوية بدعوى أنها تشكل مواقع لإخفاء أسلحة الدمار الشامل.

وقبل هذا الحصار كانت قد شنت حربا شرسة عام 1991 شاركت فيها أكثر من ثلاثين دولة استهدفت الجيش العراقي والكثير من المنشآت الحيوية وتدمير البنى التحتية من مطارات وجسور وطرق ومبان سكنية لم تسلم منها الملاجئ كملجأ العامرية. ورغم فشل الولايات المتحدة الأمريكية في الحصول على تفويض أممي يسمح لها باستخدام القوة ضد العراق بل والأكثر من ذلك رفض هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تبني هذا الهجوم إلا أنها نفذت خطتها فتمكنت من احتلال العراق وتدمير دولته، وإسقاط نظامه الوطني وقتل رموز الدولة وركائز النظام السياسي والإداري وقادة ومسؤولي الحزب الحاكم حزب البعث العربي الاشتراكي، وطال إجرامها قتل الملايين من الشعب وتشريد أخرى، ثم امتد الأمر إلى إعلان العراق دولة محتلة وتم حل الجيش وإلغاء الدستور، وتنصيب حاكم مدني أمريكي على الشعب العراقي ودولته (بول بريمر)، ثم شرعت في الإعداد لعملية سياسية جديدة وفقا لتصورها وفلسفتها لما يخدم ويضمن مصالحها كدولة محتلة.

- إن كل ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية شنها للهجوم العسكري على العراق إلى غاية تثبيت العملية السياسية. لا يمكن وصفه إلا بالعمل العدواني من دولة على دولة أخرى خاصة أمام انعدام أي تفويض أو تكليف أممي دولي، والأكثر من ذلك عدم ثبوت أي سبب من الأسباب والمبررات المعلنة لشن هذا العدوان، بل ثبوت كذب وزيف كل التقارير التي تفيد امتلاك العراق لاي نوع من اسلحة الدمار الشامل أو أية علاقة له بأي تنظيم إرهابي وهذا بإقرار أعلى الهيئات القيادية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على حد سواء.

- إن الهدف الأساسي والحقيقي الذي أخفته أمريكا وحركها ومن ورائها حلفاؤها لغزو العراق يكمن أساسا في القضاء على تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي نظرا لما أبانه من قدرات في بناء الانسان المفكر والمبدع المتحضر.

ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي يحمل مشروع نقل الأمة العربية من حالة الانقسام والتخلف إلى حالة الوحدة والتحرر والإبداع الحضاري كأمة رسالات وتاريخ وقيم، فإن أعداء الأمة ممثلين بالقوى الامبريالية الصهيونية العالمية سارعت إلى وأد هذه التجربة والقضاء عليها في مهدها. وأكبر دليل على ذلك هو ما قامت به كسلطة احتلال بسن القوانين الجائرة ومنها قانون "اجتثاث البعث" الذي يهدف إلى تجريم البعث واستئصاله فكرا وتنظيما ومطاردة واعتقال واغتيال قادته ومناضليه ومنتسبيه وحتى المتعاطفين معه ومصادرة أملاكهم، كما أسست لعملية سياسية عقيمة سمتها الأساسية هي المحاصصة والصراع الطائفي الذي حل محل مشروع الوحدة الشعبية والترابية.

- ولم يقتصر الأمر على قطر العراق فيما يتعلق بمشروع اجتثاث البعث بل شمل كل ساحات الوطن العربي لكن بوسائل وطرق أخرى أسندت مهمة تنفيذها لأذرع مختلفة خاصة منها الأنظمة التابعة المسلوبة السيادة التي تعمل على منع نشاط الحزب وحضره و هي ذات الأنظمة التي شاركت في العدوان على العراق سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

كما امتد مشروع الاجتثاث ليضرب الحزب من داخله.

لم يعد خافيا أن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لاجتثاث البعث ومطاردة كوادره ومناضليه وتسخيرها لكل امكانياتها الاستخباراتية والعسكرية وحشدها لكل أتباعها وأذرعها في سبيل تحقيق هذه الغاية ليس لمجرد أنها تختلف مع فكر وأهداف ومبادئ الحزب وإنما لأنها ترفض أي مشروع نهضوي يهدف إلى وحدة الأمة وحريتها لأنها تدرك أن وحدة الأمة تعني قوتها وتعني نهضتها وتحضرها واستعادتها لتوهجها الحضاري القيمي الأخلاقي على الانسانية جمعاء لأنها أمة حضارة وأمة رسالة.

- إن احتلال العراق وتدمير دولته الوطنية فسح المجال واسعا أمام قوى إقليمية أخرى متربصة ومعادية للأمة وفي مقدمتها ايران للمشاركة في مسلسل التدمير الممنهج وتمزيق النسيج المجتمعي العربي بإشاعة النعرات الطائفية ونشر الفوضى والارهاب.

لقد ساهمت ايران في احتلال العراق بل سهلت ذلك وافتخرت به معلنة للعالم أن لولاها لما تمكنت أمريكا من غزو العراق، وكانت المكافأة من أمريكا سريعة بأن تخلت لها عن العراق لتعيث فيه فسادا وتجعله قاعدة انطلاق لتحقيق أطماعها التوسعية واستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية متخفية برداء الدين والمذهب وبالشعارات الكاذبة فتمكنت من بسط سيطرتها المطلقة على أقطار بأكملها وتهدد أخرى صراحة.

لقد اكتملت الصورة وتجلت الحقيقة وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود قطب وحلف معادي لنهضة الأمة العربية ودحر أي مشروع يسعى لتحقيق وحدتها وتقدمها ولما كان البعث حاملا لهذا المشروع فإنها حشدت كل امكاناتها لاجتثاثه.

لكن البعث بفكره وتنظيمه ورجاله صامد وفي مستوى التحديات وسينتصر لأنه منصهر في ذات الأمة العربية ورصيدها التاريخي القيمي الحضاري والأخلاقي الانساني.

عاشت فلسطين حرة موحدة مستقلة من النهر إلى البحر.

عاشت الأمة العربية حرة موحدة.

المجد والخلود لشهداء فلسطين وشهداء الأمة

عن قيادة قطر الجزائر الرفيق بلقاسم بلعباس

أمين سر/ قيادة القطر

الجزائر في 20/03/2023

شبكة البصرة

الخميس 1 رمضان 1444 / 23 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط