بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

البرادعي يحاول من جديد تبييض تاريخه الأسود

شبكة البصرة

عبد الواحد الجصاني

أولاً: بمناسبة الذكرى العشرين لغزو العراق نشر البرادعي التغريدة الآتية:

 

ثانياً: يزور الأدعياء الوقائع بالقدر الذي لا يسمح بكشف تزويرهم بسهولة، أمّا أن يزوّر البرادعي ما جاء في تقاريره لمجلس الأمن وهي منشورة في موقع مجلس الأمن وفي موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فهذا هو الغباء بعينه. وأنقل نص ما قاله في آخر اجتماع لمجلس الأمن يوم 7/3/2003، وهو مختلف عما نشره في تغريدته، إذ قال: (بعد ثلاثة أشهر من عمليات التفتيش الاقتحامية لم نجد، لحدّ الآن، ما يدل أو يشير بشكل معقول إلى إحياء برنامج الأسلحة النووية في العراق ونعتزم مواصلة أنشطتنا التفتيشية). (وثيقة مجلس الأمن – S/PV 2714))

إن حذف عبارة (لحد الآن) من تغريدة البرادعي، وهي عبارة ترد في جميع تقاريره وكلماته أمام مجلس الأمن، هي جريمة تزوير مفضوحة. فالفرق كبير بين (لم نعثر على مؤشرات على إعادة إحياء برنامج السلاح النووي) و(لم نعثر على مؤشرات على إعادة إحياء برنامج السلاح النووي لحد الآن) فكلمة (لحد الآن) تعني أن المهمة غير منجزة، وإنها مفتوحة النهاية وأن هناك "أمل" بالعثور على مؤشرات إعادة إحياء البرنامج النووي. هذا في الوقت الذي يعرف فيه البرادعي جيداً أن العراق خالٍ من أنشطة أو معدات نووية محظورة منذ عام 1992، وهذه حقيقة أكدها كبير المفتشين النوويين في الوكالة الرجل المنصف الإيطالي "زفريرو" يوم 2/9/1992 بقوله (برنامج العراق النووي يقف الآن عند نقطة الصفر).

 

ثالثاً: عندما تولى البرادعي رئاسة الوكالة الذرية للطاقة الذرية أواخر عام 1997استبشر المنصفون خيراً، فهو رجل قانون عربي مسلم من أرض الكنانة، ولا بد أن يسعى لإظهار الحقائق التي عمد سلفه هانز بليكس على طمسها، ليس من أجل العراق فقط، بل وأيضاً من أجل مصداقية الوكالة، لكنه وفي جميع تقاريره إلى مجلس الأمن واصل سياسة سلفه هانز بليكس بالحديث عن مهمة غير منجزة، وعن أسئلة معلقة، وعن وثائق ناقصة، وعن مصادر للقلق محتملة، وعن أنشطة تفتيشية متواصلة تنتهي بعبارة (لم نجد أدلة على أنشطة نووية محظورة لحد الآن). علماً بأن الأنشطة النووية لا يمكن الادعاء باحتمال وجودها بعد (12) سنة من التفتيش المكثف في جميع أنحاء العراق وبأحدث الوسائل التقنية، شملت من رياض الأطفال والسجون إلى القصور الرئاسية، إلا إذا كان القصد هو إبقاء ملف التفتيش مفتوحاً بناء على رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت أن تبقي ملف (الأسلحة النووية العراقية) مفتوحاً إلى ما لا نهاية من أجل إبقاء الحصار الشامل على العراق، ومن أجل استخدامه ذريعة لغزو العراق وتغيير النظام السياسي فيه.

 

رابعاً: في تقريره إلى مجلس الأمن يوم 9/1/2003 شكك البرادعي في إعلان العراق الشامل والنهائي المتكون من عشرين ألف صفحة من الوثائق قدمها العراق له ولهانز بليكس في أواخر عام 2002، وقال البرادعي في تقريره: (لم يقدم العراق لحد الآن معلومات جديدة ذات أهمية بشأن برنامجه النووي السابق للعام 1991، ولا بشأن أنشطته التالية خلال الفترة 1991-1998)، وأضاف: (الوثائق المقدمة لم تتضمن معلومات ذات علاقة باهتمامات وأسئلة الوكالة المعلقة منذ عام 1998، وعلى وجه الخصوص مسائل تصميم السلاح النووي والطاردات المركزية). (انظر الفقرة 15 من تقرير البرادعي إلى مجلس الأمن يوم 9/1/2003).

وتلقف كولن بأول بيان البرادعي هذا واستخدمه في عرضه سيء الصيت أمام مجلس الأمن يوم 5/2/2003 حيث قال: (لقد طلبت عقد هذه الجلسة اليوم لغرضين، الأول هو دعم التقييمات الجوهرية التي أجراها السيدان بليكس والبرادعي حيث جاء في تقرير السيد البرادعي بأن إعلان العراق المؤرخ 7 كانون الأول لم يقدم أية معلومات جديدة تتعلق بمسائل معينة كانت معلقة منذ عام 1998).

 

خامساً: كذب البرادعي بادعاء معارضته استخدام تقاريره ذريعة لغزو العراق، وقَبِل تكريم الغرب له على دوره في تدمير العراق بأن منحوه عام 2005 جائزة نوبل للسلام، وفرح بها واستخدمها للترويج لترشيح نفسه لرئاسة جمهورية مصر العربية. ولو كان شريفاً ومنصفاً لرفض جائزة نوبل للسلام كما رفضها السياسي الفيتنامي "لي دوك ثو" لأنه لم يرَ في نفسه شخصاً استطاع تحقيق السلام في بلده فيتنام. فكيف بالبرادعي وقد ساهم في إبادة شعب وتدمير دولة.

 

سادساً: حتى الدول المنصفة تأثرت بتقارير البرادعي المتحيزة، وساورتها الشكوك بوجود أسلحة وبرامج محظورة مخفيّة في العراق، وكيف لهذه الدول أن تصدّق العراق وتكذّب وكالة دولية فنية يعمل فيها آلاف الخبراء ويرأسها رجل قانون عربي! ولهذا بهت العالم أجمع عندما تبين له، بعد الاحتلال، صدق العراق وكذب الوكالة الدولية المتخصصة ورئيسها.

 

سابعاً: نصيحة للبرادعي: إن غسل الذنوب بطريقة التزوير يزيدها إثماً، فللشعوب حقوق إزاء من تسببوا بتدمير أوطانها وقتل أبنائها، وليس أمامك سوى أن تبرأ إلى الله مما عملته وتكشف كيف كنت مجبراً على قبول إشراف المخابرات الأمريكية على عملك وتقاريرك، فلعل في ذلك رجوعٌ إلى الله، ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾. صدق الله العظيم

والله المستعان

بغداد في العاشر من آذار 2023

شبكة ذي قار

شبكة البصرة

السبت 19 شعبان 1444 / 11 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط