بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بعد احتلال العراق أصبح كل الوطن العربي مستباحاً

شبكة البصرة

خالد مصطفى رستم

عند التبصر في أي عمل يغلب عليه الإبهام عادة فإن أصحاب الخبرة يفتشون عن المستفيد من ذلك سواء أكانت جريمة اجتماعية عادية أو حدثا وعملا تخريبيا.

ومنذ أكثر من عقدين من الزمن والاقتتال قائم ومستمر بين مكونات الوطن العربي تحت عناوين كثيرة منها إقامة الدولة الإسلامية والخلافة الرشيدة، أو العمل على إقامة المجتمع الديمقراطي أ لحر وتحت عناوين طائفية وعرقية مقيتة...

لو دققنا وتعمقنا جيدا في خلفية كل عنوان من هذه العناوين التي يعتبرونها سببا لهذه المذابح ولهذا الخراب الممهور بأقسى أنواع العنف وعرفنا الفئات والأشخاص الذين هم خلفية حقيقية لهذا الحراك لوجدنا أنها حجج واهية وادعاءات كاذبة يختبئ خلف بطانتها أناس لا علاقة لهم بالديمقراطية ولا بالإسلام وإنما يستغلون هذه الشعارات في سبيل تحقيق غاية وهدف لحركات سياسية ولأجهزة دول لها ارتباطات وأجندات خارجية مقابل تحقيق مكاسب خاصة لهم.

إن احتلال العراق في سنة 2003 لم يكن عفويا فالعراق الذي كان يعتبر البلد الناهض بقوة ورسوخ والأ كثر استقرارا وتوثبا نحو النهضة الشاملة والتي تقاس معالمها ب:

1- صاحب الجيش الأقوى الذي يحسب له ألف حساب ضمن مجموعة الدول الإقليمية، حيث التسليح الجيد نسبيا والاعتماد على التصنيع العسكري (الذاتي التصنيع والتجهيز)، وكذلك فإن الجندي العراقي يعتبر الأكثر مهارات قتالية وتدريب مهني راقي في العالم.

2- والاقتصاد الجيد بالنسبة والتناسب مع غيره من بلدان العالم الثالث والقريب من حالة ومستوى الدول المتقدمة في العالم.

3- مستوى راقي في تقديم الخدمات للمواطن بشكل عام وبالأخص الاهتمام بالنواحي (تعليم واهتمام بالطفولة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة).

4- الموقف الصلب في الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي وفي دعم النضال التحرري للأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين والأحواز.

5- الاهتمام الكبير بعمق العراق العربي وتقديم المساعدات للأقطار المحتاجة وفتح حدوده مع تقديم التسهيلات للوافدين من الأقطار العربية لغرض العمل أو الدراسة.

6- وقوف العراق وتأييده للقضايا الدولية العادلة.

 

لأجل كل ذلك تم العمل والتخطيط لاستهداف العراق بدءا من:

آ- المؤامرات على الحزب والبلد والتي تحطمت جميعها نتيجة وعي العراقيين

ب- الحرب

مترادفات

بالنيابة والتي خطط لها الغرب وأمريكا ومعهم العدو الإيراني والتي استمرت 8 سنوات عجاف وعلى الرغم من خروج العراق منتصرا في 8/8/1988وتجريع خمينيهم السم (حسب تصريحه) ولكنها أتت على تدمير كل إمكانيات العراق وأوقفت كافة الخطط التنموية المعتمدة به.

ج- لحصار الجائر على العراق الذي استمر 13 عاما والذي شارك فيه الغرب والشرق والعرب (الحكام العرب) وهو من قصم طهر العراق.

د الحرب المباشرة للتحالف الدولي على العراق في 2003 والتي تعتبر أكبر قرصنة عرفها التاريخ وقمة الإرهاب الدولي حيث تم العدوان على العراق واحتلاله خلافا للقوانين والمعايير الدولية وبموجبها تم احتلال العراق.

لو تتبعنا ما حصل في العراق بعد الاحتلال وكيف تم توجيه الجهد الرئيسي للعدو الأمريكي حيث كانت الخطوة الأولى التي أ قدم عليها العدو المحتل هي حل القوات المسلحة العراقية، والسيطرة على ثكناته وتدمير والإتلاف أسلحته... وهذه كانت الضربة الأولى ليس للعراق فحسب وإنما للأمة العربية بأجمعها، وكانت البداية لمجمل تداعيات قومية وانعكست على المستوى الرسمي والشعبي،

- نتيجة احتلال العراق تم تهجير العناوين الكبيرة من الخبرات العلمية خارج العراق وقتل (سواء أكانوا بعثيين أو غير بعثيين) من تبقى منهم بكواتم الصوت والمفخخات ومات عشرات الآلاف في أقبية السجون والمعتقلات.

ونهب اللصوص وتحت تحريض ومرأى القوات الأمريكية المتاحف والكنوز التاريخية للعراق ودمروا المختبرات والمراكز العلمية هذا بالإضافة إلى تدمير كل ما يمكن أن يكون فيه فائدة للعراق والعراقين من بنى تحتيه وصناعة ومعدات زراعية... إلخ.

لم يكتفي المحتل بما سبب من أذىً للعراق في فترة الاحتلال بل وضعوا العراق تحت سيطرة إيران والمجموعات الارهابية المرتبطة بإيران وكان حصاد ذلك مئات الأضعاف من الترديات في العراق حيث استمر القتل في أبناء العراق بالكواتم وبالمفخخات والإعدامات دون أي محاكمات وان حصل فتكون محاكمات صوريه، ونشط حال لصوص الدولة ولم يعد يرضيهم سرقات محدودة وإنما بمئات الملايين.

بعد أن تم إغلاق صفحة الحكم العراقي الوطني في العراق ابتدأ العدو بتنفيذ بقية مخططاته في:

- ليبيا جاؤوا تحت عنوان تحقيق الديمقراطية وثورة ضد حاكم مستبد حسب ادعاء الإعلام المساند لهم وبالأخص الجزيرة والعربيه والإعلام المصري في حينها (مصر الإخوان) واستطاعوا التغير بمساندة الناتو بعد أن قصفت طائراتهم كل شيء يتحرك على الأرض ولكن ما النتيجة؟ الواقع المؤلم أمامنا. وكلنا نتابع إنجازات الثوار فغالبيتهم لا يفهم ما معنى كلمة ديمقراطية، والمجموعات التي قادت وفجرت الأمور هناك لا علاقة لها بشيء اسمه حرية أو عدالة اجتماعية.

الحال الآن في سوريا ولبنان واليمن لا يختلف عن غيره من أقطار الوطن العربي إلا بحجم وشراسة الاقتتال فيها فقد تم تدمير كل ما هو حي أو جميل على الأرض السورية وتم لهم ذلك بنجاح وبدعم من النظام وأجهزته القمعية والمعارضات الساقطة والعميلة وأصبحت سوريا محتلة من قوى دولية (أمريكا وروسيا ومنظمات إرهابية فاسدة ودول إقليمية (إيران وتركيا). والحصاد أمامكم وهو كارثي حيث غالبية ابناءؤشعبنا يعيشون في ظروف حياتية صعبة جدا تعتمد على صدقات وعطف الغير في حين كانت سوريا هي من تقدم العون والمساعدات وتأوي الغير في ظروف حياتهم الصعبة؟

من المستفيد؟ ومن هو مستفيد هو الخلفية لكل ما يجري من فوضى وتداعي في حياة أمتنا وبلداننا العربية؟ مسببي الكوارث والمجازر المفروض أن يحاكموا على نتائج إجرامهم وحسن النوايا في قضايا مصيرية مرفوض- عندما يحمل النظام مسؤولية حماية شعبه ضد من يسميهم إرهابيين فلنفترض حسن النوايا فتعامل النظام مع الحالة كانت بأسلوب المستعمر الذي لا يهمه صالح شعبه ولا مقدراتهم ومن ثم استعان بالأجنبي ليقتل شعبه ويحمي كرسي حكم وبعد كل هذا الحصاد يعلن بكل سفالة انتصاره ويتناسى مات ومن هجر ومن في السجون والمخيمات وو ومن ليس بمقدورهم تقديم رغيف خبز أز علبة دواء يحتاجها أطفالهم.

- المعارض للنظام هو معارض كونه يمتلك رؤية يسعى لتحقيقها تخدم شعبه وتمنع الضرر من النظام الحاكم لذا فتقع على عاتق من قادوا المعارضة مسؤولية التغيير للأفضل لشعبهم ضد النظام الظالم والمستبد

كان عليهم ألا لا تكون نتائج ثورتهم كارثية على شعبهم.

لا يهمنا حسن النوايا فمن ساهم في هذا الحصاد الكارثي ضد شعبه أما عريق في المخطط الهادف لتدمير سوريا أو أنه عديم المسؤولية وجاهل وكان عليه أن لا يكون أداة في يد من دمروا سوريا.

من المستفيد في هذا الحصاد الكارثي؟

فتش عن الصهيونية ’تجد بصماتها في كل هذا الاقتتال بين مكونات وطننا العربي.

وكذلك فللدول الإقليمية (إيران وتركيا) باع كبير في ما وصل إليه الحال كونهم يعملون لتحقيق مصالح توسعية على حساب الوطن العربي وبالأخص الدول المحايدة لكيانهم، ولا ننسى الإستراتيجية الثابتة والحاقدة ضد الوطن العربي من الدول المنفذة في شؤون العالم والتي تهدف إلى إضعاف العرب ومنع أي بادرة وحدة أو توحد بين كياناتهم.

22/3/2023

الكرامة

شبكة البصرة

الخميس 1 رمضان 1444 / 23 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط