بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المدارس الإيرانية في العراق.. قرون من التجسس والتخريب

شبكة البصرة

تفاجأ أهالي قرية “خزنة تبه” الواقعة في ناحية برطلة شرق الموصل صباح الخميس 2017/09/14، بارتفاع صورة كبيرة للمرشد الإيراني السابق “خميني” وسط قريتهم، حيث كان ذلك اليوم موعد افتتاح المدرسة التي تحمل اسمه. وكانت سلطات المحافظة قد أوقفت بناء المدرسة عام 2014، مؤكدة أنها تشكل فتنة طائفية بين أبناء المحافظة، لكن المسؤولين الجدد في المحافظة وافقوا على المضي ببنائها، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها محافظتهم. واعتبر أهالي الموصل هذا الإجراء أمراً شاذاً، واستفزازاً لمشاعر العراقيين عموماً، ولمدينتهم بشكل خاص.

وتعتبر هذه المدرسة واحدة من العديد من المدارس التي انتشرت في العراق خلال مراحل تاريخية مختلفة، لكنها تزايدت منذ الإحتلال عام 2003، حيث أنشئت في محافظات البصرة وديالى وذي قار وبغداد والنجف وكربلاء 14 مدرسة، فقط خلال العقد الأول من الإحتلال. وخلافاً للمتعارف عليه، فإن الملحقية الثقافية في السفارة الإيرانية هي من يشرف على تلك المدارس بدلاً من وزارة التربية العراقية.

ولا يقتصر أمر المدارس الإيرانية على العراق، رغم أنه يحتل الصدارة بينها، فقد رجحت الإحصائيات إن “مجموع المدارس التعليمية الإيرانية خارج إيران وصل عام 2011 إلى 135 مدرسة في أكثر من 80 دولة، ويجري استحداث عشرة مراكز في كل من العراق وأفغانستان، وعشر وحدات تعليمية عن بعد، ليصل هذا الرقم إلى 155 مركزاً تعليمياً، وفق المناهج الدراسية الإيرانية”.

 

غسيل دماغ النشء الجديد

ونقلت مصادر صحفية عن ضابط في الاستخبارات العراقية رفض التصريح باسمه قوله، إن “إيران تستغل نحو ثلاثين مركزاً تعليمياً تابعاً لها على شكل مدرسة “شرعية” أو مركز تدريب في مختلف مدن العراق، لإجراء عملية غسيل دماغ للطلاب بعد كسب ولائهم العقائدي والسياسي، ومن ثم اختيار بعضهم للسفر إلى إيران لتجنيدهم، واستخدامهم في مهمات استخبارية شبه عسكرية في دول الجوار”.

وفي حزيران/يوينو 2013 قال القنصل الإيراني في البصرة “حميد رضا مختص آبادي” قبيل افتتاح مدرسة إيرانية في المحافظة للمراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، “إن هذه المدرسة مجانية ولا تقتصر على الطلبة الإيرانيين، وإنما عامة للجميع، وسوف تقوم بتعليم اللغة الفارسية”.

وعند افتتاح المدرسة الإيرانية في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، قال السفير الإيراني الأسبق “حسن دنائي”، إن افتتاح ما أسماه ب “الصرح العلمي والفكري” هو “رسالة محبة وود أخوي لأبناء العراق الغيارى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مضيفاً أن “هذه المدرسة هدية لوزارة التربية العراقية، وتعتبر المدرسة الحادية عشرة التي تم إنشاؤها من قبلنا، وفي المستقبل لدينا مدارس ومشاريع أخرى في العراق”.

 

الولاء قبل كل شيء

واكدت المصادر، “إن مما شجع على تنامي هذه الظاهرة، دخول عدد كبير من رجال الدين الإيرانيين الذين يتمتعون بنفوذ في الحوزات والمدارس الشيعية في العراق، تمكنوا من السيطرة الكاملة على إداراتها وتوجيهها وتأسيس قاعدة فكرية واجتماعية وسياسية، تغذي روح الطائفية والشعوبية”.

وتناولت المصادر التي بحثت في تاريخ هذه المدارس، دورها في تخريج أجيال من العراقيين يدينون بالولاء السياسي للدولة الفارسية تحت غطاء مذهبي، بغض النظر عن طبيعة النظام القائم فيها.

وأوردت المصادر “مدرسة بهلوي” كمثال على ذلك، التي تأسست عام 1920 في العشار بمحافظة البصرة وحملت لقب شاه ايران وكانت تمجد نظامه، وبعد أن اندثرت “بهلوي” بسقوط الشاه، تأسسست بدلاً عنها مدرسة “خميني” في الموصل بعد ما يقرب من 100 عام، لتقوم بتمجيده وتمجيد نظامه.

كذلك فإن القائمين على “مدرسة الأخوة” التي تأسست عام 1905 في منطقة الكاظمية، كانوا يتجاوزون على سيادة الدولة العراقية ويمجدون نظام شاه إيران، ولم يختلف دورهم بعد التغيير الذي حصل في بلادهم عام 1979 ووصول الخميني إلى السلطة، حيث كان الفارق الوحيد هو رفع صور الخميني بدل صور الشاه.

 

تخريب فكري ونشاط ارهابي

وبالاضافة إلى تسميم أفكار الأجيال الصاعدة، إستُخدمت المدارس الإيرانية في نشاطات إرهابية عديدة، كان من أبرزها استهداف مسيرة تشييع ضحايا العدوان الإيراني على الجامعة المستنصرية، بقنبلة يدوية ألقيت عليهم عام 1980، عند مرورهم من أمام المدرسة الإيرانية في بغداد.

وشهدت حقبة الإحتلال توسعاً كبيراً في قبول التلاميذ وانتقاء الكادر التعليمي فيها، بالإضافة لما تقدمه من مغريات للتلاميذ الصغار، يفوق بشكل كبير ما تقدمه وزارة التربية العراقية. وبحسب “خالد الحديثي” المعلم في إحدى مدارس بغداد، فإن “المدارس الإيرانية تعطي للطلبة ملابس ووجبات طعام وحلويات، فضلاً عن المستلزمات الدراسية التي توزع بشكل مجاني، إضافة إلى تخصيص مبلغ من المال لكل طالب؛ وهو ما ساعدها على جذب الكثير من الطلاب في المحافظات الجنوبية.

من ناحية اُخرى قال أستاذ علم الإجتماع البروفيسور “عبدالسلام الطائي”، إن “من اللافت للانتباه، أن عدد المدرسين في تلك المدارس كان ومازال يفوق حاجتها”، مضيفاً أن “المدارس الإيرانية ومن خلال مدرسيها وموظفيها اُعدت “لتكريس سيكولوجيا الحقد والكراهية والتمايز المذهبي والعرقي، التي تلوث بها حتى بعض الأطفال الشيعة العراقيين الأبرياء الدارسين فيها”.

وأضاف الطائي إن هذه المدارس استُخدمت كأوكار”استخبارية للإرهاب والتجسس لتشويه الحضارة العربية الإسلامية، مؤكداً إنها حلت محل “مباني المدارس اليهودية بعد احتلال فلسطين ورحيلهم الى “إسرائيل”.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الثلاثاء 6 رمضان 1444 / 28 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط