بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تحرير العراق مهمة طلائعه الثورية

شبكة البصرة

صلاح المختار

تصاعدت في الاشهر الاخيرة ادعاءات بان بريطانيا او امريكا او كلاهما يعملان على انقاذ العراق وان هذه الخطوة قادمة لامحالة! ورغم ما في هذا الترويج من تفاهة وتضليل متعمدين واستخفاف بذكاء العرب خصوصا العراقيين منهم فان هناك من رقص لهذا التسريب المخابراتي، رغم انه حتى اشد الناس غباء يعرف ان من دمر العراق عمدا وبدأ تخريبه العملي منذ تأميم النفط في عام 1972 هم امريكا وبريطانيا واسرائيل الغربية، وان من شارك هذه الاطراف ولعب الدور الاكثر حقدا وقساوة هو الجارة منبع الشر اسرائيل الشرقية، فكيف يمكن لم يملك الحد الادنى من الذكاء ان يتورط في فخ تسريبات مخابراتية؟ هنا سنوضح اهم الحقائق التي تتحكم بمصير العراق والتي بدون تذكرها دائما لن يتحرر العراق وبالتالي ستبقى الامة العربية تدمر تدريجيا حتى الفناء التام وسط التخدير الشامل لمن يتراقص عندما يسمع بان امريكا او بريطانيا ستنقذان العراق:

1- ان من دمر العراق بتخطيط مدروس جدا وطوال عقود لن يتغير الا اذا اجبر، وسيبقى هدفه اكمال تدمير العراق وتنفيذ خطة الغاءه من خارطة العالم وهي حقيقة لم تتردد امريكا من قولها بكل وقاحة تحت عنوان صارخ هو (محو العراق)، ولكن ما يبشر بالخير هو ان كل من خطط ونفذ خطة تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، ومن وضع خطط محو الهوية العربية للمغرب العربي ومشرقه باصطناع هويات جديدة تفرض بالقوة محل العروبة، يتعرض الان لتقويض كيانه: فامريكا تتفتت امام نواظرنا من الداخل والخارج،ويكفي ان نذكر الان بان الدين العام لامريكا وصل الى رقم مرعب وهو 31 تريليون دولار ومعناه ان الامريكي يحارب ويأكل ويتناسل بالدين! وبريطانيا تتجه للزوال من خارطة العالم كدولة واحدة بعد تزايد قوة انفصال ايرلندا وويلز وسكوتلاندا، وفرنسا بطلة امزغة (من امازيغ) المغرب العربي دخلت طور الخنق الاقتصادي والاجتماعي بينما تطرد من افريقيا وهي المصدر الرئيس لثروتها، واسرائيل الغربية نرى قادة كبار ومفكرون فيها يحذرون من زوالها القريب ويعدون للهجرة منها باسرع وقت، وتوأمها اسرائيل الشرقية كشفت كل اوراقها في العراق وبقية الاقطار العربية المحتلة واثبتت للاغلبية الساحقة من العرب خصوصا في العراق، انها عدو لكل عربي سواء كان مسلما شيعيا او سنيا او مسيحيا او صابئيا، الامر الذي افقدها ما بنته طوال اكثر من 1400 عام من خداع منظم وظهرت عدوا فارسيا حاقدا عارية من كل غطاء.

وكل هذه الدول استنفدت الكثير مما جمعته من ذخائر مادية ومعنوية ونرى انها تتراجع وتتقزم وهي مخمورة وعاجزة عن منع سقوطها. ومقابل ذلك وعلى النقيض منه نرى الصين تزداد تأثيرا باقتصاد العالم وتركض بسرعة هائلة نحو التربع على قمته، وروسيا تزداد اصرارا على المواجهة بعد ان ثبت لها ان امريكا والنيتو معها خططا لتقسيمها، والشعوب المضطهدة من قبل الغرب، خصوصا من قبل امريكا، تزداد تفاؤلا بغروب عصر امريكا وزوالها الذي يزداد وضوحا، وتحرر الاتحاد الاوربي من الاسر الامريكي واندماجه في عالم جديد متعدد الاقطاب اخذت عوامله القوية تتبلور بعد ان شنت امريكا الحرب على روسيا بواسطة اوكرانيا واصبح الاتحاد الاوربي هو احد اكبر الخاسرين فيها، وهذه تحولات تمهد الطريق لانتهاء العصر الامريكي ومعه سيدفن الانفراد بالعالم من قبل دولة واحدة.

 

2- العراق لن يحرره الا أبنائه وشرط توفر ذلك هو وحدة شعب العراق ومنذ انتفاضة تشرين عام 2019 ترسخت حقيقة ان وحدة ابناء العراق من شماله حتى جنوبه هي سلاحنا النووي الجبار والذي سيهدم كل خراسانات اعداء العراق التي بنيت كي يبقى الاحتلال، وكل عراقي يعرف الان ان الميليشيات واحزاب الفرس انتهى عمرها الافتراضي ولن تقاتل جديا وستهرب عندما تواجه مقاتلين اشداء سلاحهم قوتهم الذاتية وايمانهم بان تحرير العراق هو الخيار الاوحد لهم في عالم ظالم ومظلم، وهذا هو سلاحنا النووي الذي سيضمن التحرير، فلا تراهنوا على غير قوة ارادة ووحدة شعبنا فمن يروج ان خلاص العراق سيتم على يد بريطانيا او امريكا يروج لخديعة كبرى.

 

3- ومن سيبني العراق هم من يحرره والمحررون سيجدون عالما بغالبيته الساحقة ينتظرهم، فالصين الصاعدة اقتصاديا وتكنولوجيا وروسيا المتفوقة عسكريا والمتمكنة اقتصاديا، والهند الصاعدة وبقية دول العالم الثالث الناهضة ستجد في المساهمة في اعادة اعمار العراق فرصتها لاكمال نهوضها، وبقوة هذا العامل المشترك يمكننا ليس فقط اعادة بناء العراق بسرعة استثنائية خصوصا توفير الخدمات وانهاء معاناة شعبنا بل ايضا اعادة بناء قواتنا المسلحة ليعود العراق الرقم الاكثر صعوبة في معادلات الصراع الاقليمي والعالمي، مقابل تدهور دور امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية، فالعراق القوي سيعود حالما تكون الطليعة الثورية جاهزة، وبقوة الملايين الداعمين للثوار سيتحقق الانتصار، وهذا هو ما يرعب امريكا وبريطانيا ومعهما تل ابيب وطهران، فلنراهن حصرا على نصرنا العظيم وبقوتنا الذاتية.

almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاثنين 28 شعبان 1444 / 20 آذار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط