بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سياسة بريطانية وعصا امريكية

شبكة البصرة

د. عامر الدليمي

ليس بغريب عن الشعب العراقي والامة العربية والعالم أجمع بأن امريكيا وحلفائها قد إرتكبوا جريمة بحق الشعب العراقي،خلافاً للشرعية الدولية وخارج إطارها القانوني بحرب ظالمة ادت الى تدمير واسع النطاق ليس له مثيل في الحروب، وإن المتتبع للحالة السياسية والإجتماعية في العراق بعد الاحتلال،يجد ان النفوذ والتغلغل الايراني والاحزاب الطائفية والمليشيات المرتبطة به أدت الى فساد وتدمير أكبر في كل مرافق ومؤسسات العراق،وشلت الحياة الطبيعية،مما أدى الى إستنكار الشعب العراقي صاحب التاريخ وقيامه بالمضاهرات والإعتصامات،،إلا ان المشكلة الحقيقية هي لماذا لم يَلحظ الساسة الامريكان والبريطانين مدى هذا التغلغل والتدمير والفوضى التي أضرت بمصالحهما في العراق والمنطقة؟؟ ثم لماذا على هذا السكوت؟؟ حتى إنفجر الشعب العراقي غضباً وإستنكاراً ضد السياسة الامريكية و في العالم ايضا، والشعب العراقي معروف بأصالته ووطنيته،وليس ببعيد عندما قام بثورة شعبية ضد الاحتلال البريطاني،والأهزوجة الشعبية المعروفة (إلطوب احسن لو مكواري)،وإنتفاضتة في مظاهرات وإستنكار عند إلقاء القبض على الثائر العربي المقاوم للاحتلال (الشيخ ضاري المحمود) وتَشيع رُفاته بإهزوجة (يهلال الدنيا إشهل غيبه) التي أشعلت أهالي بغداد حماسة وثورة ضد الاحتلال البريطاني، وهو الذي عَرف طبيعة وأصالة وعروبة وشجاعةالشعب العراقي، ورفضه للظلم والقهر، ومع تخبط السياسة الامريكية في العراق منذ الإحتلال ولحد الآن فقد وَلد هذا التخبط لجؤ أمريكيا بالتوافق مع بريطانيا لمعالجة الحالة السياسية والاجتماعية للخلاص من فشل سياستها في العراق،ودعواتها الكاذبة المظللةالتي اعلنتها بتطبيق الديمقراطية وتحقيق المساواة وإطلاق الحريات، مما اوقعتها في مشاكل كثيرة،مع إعتمادها على ساسة فاسدين من السراق واللصوص والجهلة والأميين العراقيين، وإنتفاضة شباب تشرين ضدهم، وامام هذه الحالة وجدت امريكيا ضرورة مراجعة سياستها تجاه العراق بالإعتماد والتشاور مع بريطانيا ومحاولة لمعالجة هذا الوضع المرتبك عند احتلالها للعراق والذي إنكشف للعالمين العربي والعالمي بالظلم الذي وقع على العراق، بإعادة سياستها والاعتماد على السياسة البريطانية التي هي اقدم تجربة منها في العراق،بإتباع سياسة هادفة للخلاص من سياستها الحالية،مع الإبقاء على قوات مسلحة في عدة معسكرات، ومع وجودها العسكري عند الاحتلال إلا انها ادركت هزيمتها في عدة معارك مشهودة و اعترافها بتكبدهاخسائر بشرية ومادية،عند مواجهة الثوار العراقين من الابطال في بغداد وشمال العراق والمناطق الغربية منه وغيرها، وهكذا فإن الاحتلال البريطاني والامريكي للعراق ادرك انه سوف لم ولن يدوم امام صمود وإصرار الشعب العراقي وقواه الوطنية الحقيقية الباسلة المخلصة،مما اضطرت امريكيا ووفق مؤشرات للتخلص من مأزقها التلويح إعلاميا بالعصا ضد النفوذ الايراني والاحزاب والمليشيات الايرانية او غيرها التي دمرت العراق،وادركت امريكيا ايضاان الشعب العراقي صاحب الثورات هو صاحب المصلحة الوطنية الحقيقية وليس غيره،ولم ولن يرضى بإحتلال او إستعمار، وادركت ايضا تصليح ما افسدته بحق العراق وإرجاعه الى حالة ما قبل الاحتلال لإدارته من قبل ابنائه المخلصين، ليعم السلام والامن فيه، والبدء بعلاقات إقتصادية متوازنة في المصالح بين الدول، وقادم الزمن سيخبرنا فيما ان امريكيا جادة فعلا للتغير في العراق ام غير ذلك،وان غدا لناظره قريب.

العراق العربي

شبكة البصرة

الاحد 11 رمضان 1444 / 2 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط