بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من ذاكرة البصرة... (ستوديو قاسم) كان اسما مميزا في عالم التصوير

شبكة البصرة

حسين العطيه

من منا يتذكر عند ذهابنا إلى العشار نلتقط الصور التذكارية عند أسد بابل والكازينوات المنتشرة على كورنيش شط العرب وفي حديقة الأمة وغيرها من الأماكن الترفيهية.

نسأل المصور: (ستوديو قاسم؟)

ذلك لأننا كنا نفضله على باقي المصورين ولا أعلم السبب.

ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً من هو قاسم؟

وأين كان يقع ستوديو قاسم؟

وكم ستوديو كان يحمل هذا الإسم في البصرة؟

كان ذلك سنة 1959 هنالك في البصرة القديمة وفي المثلث الذي أزيل وحل محله جامع البصرة الكبير في محلة السيف كان يقع ستوديو قاسم لصاحبه قاسم رؤوف الشيخلي ابو كفاح.

مجاور الجمعية الاسلاميه مقابل محل حلاقة عبد السلام باني وإلى الجانب الشرقي منه يوجد شارع جانبي يقع فيه حمام السيف والمجلد قدوري.

من مقترباته عيادة مركب الأسنان د. سليم ساعور والمكتبة الاهلية لصاحبها فيصل حمود وسلطان السيف وباتا ومعرض مكائن الخياطة سنجر ومطبعة ومكتبة الأديب ومكتب المحامي حسن عبد الرحمن أبو مصعب وستوديو ذكريات.

اما صاحب الاستوديو (قاسم رؤوف الشيخلي) فقد كان والده يشغل وظيفة مهندس في وزارة الأشغال والمواصلات في قضاء حلبچة وشقيقه أحمد رؤوف الشيخلي صاحب مطبعة البصرة وحفيده أسعد محمد أحمد رؤوف من سكنة ابي الخصيب حالياً.

كان قاسم تلميذا في (مدرسة السيف الابتدائية) في الثلاثينيات عندما كان مديرها المرحوم الأستاذ (جاسم شوقي) وهو والد المحامي البصري المعروف موفق جاسم شوقي فقد كان شخصاً عصبي المزاج ذو شخصية محترمه ويرتدي دائماً الزي العسكري.

كان من معلمي مدرسة السيف الابتدائية الاساتذه (عبد الواحد العطار) و(محمد سعيد جمعه).

كان قاسم رؤوف صاحب ستوديو قاسم مولعا بالسفرات منذ كان تلميذا، حيث شارك في جميع السفرات المدرسية إلى الاثل وبساتين ابي الخصيب والتنومة وغيرها من الأماكن التي كانت قبلة سفرات أهالي البصرة في تلك الفترة.

في سنة 1957 اشترى قاسم رؤوف سياره إنكليزية الصنع ماركة (هلمن) موديل 1957 تحمل الرقم (767 بص) كما نراها مع صاحبها في الصور (بص يعني بصرة حسب ماكانت عليه أرقام السيارات في العهد الملكي).

سافر في هذهِ السيارة مع عائلته المكونة (منه ومن زوجته السيدة فاطمه التي كانت مدرسة في مدرسة عائشة الابتدائية للبنات الواقعه علىٰ طريق المشراق القديم قرب كراج البلدية، ثم مدرسة الهدى الابتدائية في السيف مقابل النهر، وابنته عفاف وابنه كفاح عندما كانا صغيرين) سافروا إلى مصايف سواره توكه وسرسنك وسولاف والعماديه.

وفي سنة 1958 سافر قاسم لوحده بنفس السياره إلى تركيا وبلغاريا ويوغسلافيا والنمسا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وسويسرا وايطاليا والف كتابه بعنوان: (ماشاهدت وصورت) دون فيه الذكريات المفصلة والمصورة عن تلك السفرات.

ويذكر في كتابه موقفاً محرجا حدث له أثناء دخوله بلغاريا في 10/7/1958 أي قبل انقلاب 14 تموز في العراق بثلاثة أيام عن طريق الخطأ وهي دوله اشتراكية معادية للنظام الملكي في العراق آنذاك وقد اشروا جواز سفره لذا تعذر عليه العودة إلى العراق دون أن يتعرض للمسائلة القانونية واحتجز هناك لولا حدوث الانقلاب في العراق الذي أعفاه من المساءلات الأمنية عند عودته.

كما التقط الكثير من الصور التذكارية في السفرتين داخل وخارج العراق المنشورة بعضها هنا.

في بداية السبعينيات تم تغيير اسم ستوديو قاسم إلى ستوديو البصرة والسبب إنه تم فتح ستوديو بنفس الإسم (ستوديو قاسم) في العشار عن طريق السيد قاسم (أبو علاء) وفضل الأستاذ قاسم رؤوف (أبو كفاح) تغيير اسم الأستوديو على إقامة دعوى ضد صاحب ستوديو قاسم في العشار الذي انتحل نفس الإسم.

بقي ستوديو قاسم بعد تغيير إسمه إلى ستوديو البصرة في نفس مكانه في السيف في البصرة القديمة مجاور الجمعية الإسلامية علما إن صاحب الأستوديو قاسم رؤوف لم يخرج عن نطاق داخل الأستوديو، ولم يخرج لالتقاط الصور خارج الأستوديو عكس ستوديو قاسم في العشار الذي كان بواسطة مصوريه المنتشرين يغطي السفرات والمناسبات والالعاب الرياضية ومختلف الانشطة.

انتقل الأستوديو بعدها إلى منزل قاسم رؤوف القديم في الفرع المقابل لجامع البصرة الكبير قرب محل باتا القديم.

ثم انتقل إلى بناية السيد فهد المزروع في السيمر مقابل المحكمة الكبرى القديمة.

أغلق ستوديو قاسم في السيف في البصرة القديمة بعدها أبوابه نهائيا واهديت كافة محتوياته إلى ستوديو أبو علي.

توفي الأستاذ قاسم رؤوف (أبو كفاح) سنة 1996 أثر نزيف داخلي وقرحة الاثني عشري رحمه الله.

وبهذا انتهت قصة ستوديو قاسم في محلة السيف في البصرة القديمة وطويت صفحاتها.

 

ستوديو قاسم في العشار لصاحبه قاسم محمد التميمي أبو علاء

أما ستوديو قاسم الذي في العشار فقد افتتح من قبل قاسم (أبو علاء) في البناية الواقعة خلف ساعة سورين وكان يعرض في واجهته الزجاجية صورة للرباع العراقي العالمي عبد الواحد عزيز وهو يحمل الأثقال في المباريات التي فاز فيها في دورة روما للاولومبياد بالميدالية البرونزية سنة 1960.

كان ستوديو قاسم في العشار هو الذي يقوم صاحبه بتغطية الألعاب والمهرجانات الرياضية كما كان يقوم مصوريه المتجولين بالتقاط الصور التذكارية في الكازينات والحدائق والمتنزهات وكل الأماكن الترفيهية والمناسبات.

ثم إنتقل ستوديو قاسم (أبو علاء) إلى سوق حنا الشيخ قرب محل البان الجامعة بعد هدم بناية ساعة سورين وماجاورها سنة 1965 زمن المتصرف محمد ندى مطر الحياني، في عهد الرئيس عبد السلام محمد عارف، لغرض توسعة ومد شارع الساحل.

وبعدها إلى عمارة الفيحاء قرب الأسواق المركزيه.

بعد عمارة الفيحاء إنتقل إلى شارع 14 تموز في عمارة نهاية شارع المقاولين وكان يدير الاستوديو إبنه علاء قبل أن يغلق أبوابه نهائيا.

يعتبر ستوديو قاسم في العشار واحد من اشهر محلات التصوير في البصرة سوق حنا الشيخ لصاحبهِ المرحوم قاسم محمد التميمي والذي ولد في البصرة عام 1937 وتوفي فيها عام 2018.

وإن الكثير من اهالي البصرة بل معظمهم قد جلسوا امام كاميرتهِ ولهم معهُ ذكريات.

أما صورنا التذكاريه والشخصيه التي التقطت من قبل (ستوديو قاسم في السيف في البصرة القديمة لصاحبه قاسم رؤوف أبو كفاح) أو من قبل (ستوديو قاسم في العشار لصاحبه قاسم محمد التميمي أبو علاء)

فإنها عند كل منا محفوظة في الادراج أو الألبومات أو فقدت وبقيت عالقه في الذاكرة.

----

المصدر: منقول بتصرف من كتاب ماشاهدت وصورت تأليف قاسم رؤوف

تراث البصرة

 

*ذكرياتي عن المرحوم قاسم وهو يحمل كامرته (ام الفلاش) ويصور الناس قرب معالمها سواءا في الكورنيش او امام اسد بابل او في الدواليب في الاعياد، ويعطيها الكارت الخاص به بعد كل لقطه لاستلام الصورة في اليوم الثاني، كثير ما كنت اراه في ملاعب البصره سواءاً في المعقل او ملعب شركه النفط او ساحة ثانويه العشار، في مناسبات العاب كرة القدم والفرق الكبيره القادمه الى البصره من الخارج مثل الفريق الجزائري او التركي وغيرها او مع الفرق الرياضيه المعروفه في العراق.

نعم نتذكره بكل اعتزاز ونشتاق الى تلك السنوات الجميله التى حفظها الفقيد قاسم بجهوده في مهنه وهواية التصوير.

علي الجزائري

شبكة البصرة

الخميس 22 رمضان 1444 / 13 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط