بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بين التسلح النووي وإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل..
أين مصلحة العرب؟ (ح1)؛

شبكة البصرة

د. أبا الحكم

نزع السلاح النووي ليس سهلا، إذ يعتبر أحد التدابير الجزئية او المحدودة. وهو في حقيقة الأمر يستهدف قبل أي شيء الحد من انتشار الاسلحة النووية في مناطق العالم المختلفة، وبالتالي التقليل من احتمالات الحروب النووية:

أولاً- عام 1957 دعت بولندا الى اخلاء منطقة وسط أوروبا من الاسلحة النووية، مقابل تعهد القوى النووية بعدم استخدام اسلحتها ضدها. والهدف كان تخفيف حدة التوتر الدولي وتقليل فرص الصدام النووي في تلك المنطقة الاوربية، إلا ان الدول الغربية اعترضت على المقترح وكانت وجهة نظرها ان مثل تلك الاجراءات لا تكفي لضمان عدم نشوب الحرب النووية، إنما يتعين البحث عن تدابير (دولية) أكثر فعالية 1- لعقد معاهدة دولية عامة لحظر انتشار الاسلحة النووية 2- الربط بين تدابير النزع الجزئي بتدابير النزع الشاكل للأسلحة النووية في تلك المنطقة.

 

ثانياً- تقدمت ايرلندا عام 1960 الى الجمعية العامة للأمم المتحدة باقتراح دعت فيه الى انشاء أربع مناطق منزوعة السلاح النووي في العالم:

1- الشرق الاوسط.

2- وسط أوروبا.

3- افريقيا الوسطى الغربية.

4- وجنوب شرقي آسيا.

لأن هذه المناطق تشكل خطراً، حسب وجهة نظرها، على السلم والأمن الدوليين.

 

ثالثاً- وفي عام 1962 تقدم الاتحاد السوفياتي باقتراح الى الولايات المتحدة الأمريكية يدعو الى اعلان منطقة البحر المتوسط منطقة منزوعة السلاح النووي، مقابل ضمانات امريكية مشتركة تقوم على التعهد بعدم استخدام الاسلحة النووية ضد الدول الواقعة في تلك المنطقة. إلا ان امريكا والغرب فسر هذا المقترح بأنه لم يكن يستهدف تدعيم الأمن الدولي، إنما خلق (فجوة) في نظم الدفاع الغربية لحلف شمال الاطلسي، وهو الأمر الذي يرتب إخلالاً بعلاقات التوازن الاستراتيجي العام بين الكتلتين.

 

رابعاً- أعاد مؤتمر القمة الأفريقي عام 1964 قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان افريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية، ودعا الى الامتناع عن استخدام اراضي القارة الافريقية ومياهها الاقليمية واجوائها في تجارب الاسلحة النووية او تخزينها او نقلها.

 

خامساً- توصلت الامم المتحدة عام 1959 الى عقد معاهدات واتفاقيات دولية اعلنت فيها ان القطب الجنوبي منطقة خالية من الاسلحة النووية وحرمت اجراء تجارب نووية فيه.

 

سادساً- وفي إطار الامم المتحدة عقدت معاهدة عام 1967 تحرم وضع اسلحة نووية او استخدامها في الفضاء الخارجي وفي اي مدار حول الارض او نشرها على الاجرام السماوية.

 

سابعاً- وفي عام 1967 وقعت معاهدة تعلن ان امريكا اللاتينية منطقة خالية من الاسلحة النووية وتحرم على الاطراف الموقعة عليها اجراء تجارب وصناعة الاسلحة النووية او تخزينها او استلامها او الاشتراك في نشاطاتها او التشجيع عليها بطرق مباشرة او غير مباشرة او نيابة عن اي طرف ثالث والتهديد باستخدامها ضد الاطراف الموقعة عليها.

ومنذ عام 1968 استمر الاعلان عن حظر انتشار الاسلحة النووية من خلال العديد من التدابير، من بينها التوسع في انشاء المناطق المنزوعة السلاح النووي.. ولكن، من يضمن مسألة الأمن، إخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل أم تسليحها نوويا؟

هذا ما سنتناوله في الحلقات القادمة..

شبكة ذي قار

شبكة البصرة

الاثنين 26 رمضان 1444 / 17 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط