بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الاشتراكي                     أمة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة                                     وحدة  حرية  أشتراكية

           مكتب الثقافة والاعلام

الاتفاقية السعودية الايرانية حبل انقاذ لنظام الملالي المتهاوي

شبكة البصرة

ياجماهير شعبنا العربي العظيم:منذ اعلنت الاتفاقية السعودية الايرانية عن تطبيع العلاقات بينهما تتوالى ردود الافعال التي تتراوح بين التهجم على السعودية وبين الدفاع عنها بعيدا عن اي نظرة موضوعية واعية لحقيقة ما يجري، ان الموقف السليم من الاتفاقية هذه تحكمه عوامل اساسية من الخطأ تجاهلها واهمها معرفة حسابات السعودية وايران والصين، وفي ضوء تلك الحسابات نستطيع تحديد الموقف الصحيح، فما هي تلك الحسابات؟

أ- حسابات السعودية تنطلق من وقائع اهمها:

1- ان اهم واقوى دافع للسعودية للتطبيع مع ايران هو الرد على التهديدات الامريكية انتقاما منها لرفضها الانسياق وراء السياسات الامريكية خصوصا الضغوط لاجل ان تطبع السعودية وباسرع وقت مع اسرائيل، حيث رفضت ان تطبع وان قدمت بعض التنازلات في البداية،ولكنها لم تطبع مع اسرائيل ولم تلحق بالامارات ولا بالبحرين. اما السبب الثاني فهو ان اوباما منذ كان رئيسا لامريكا جعل العداء للسعودية علنيا وزاد شعورها بالخطر الامريكي عليها من خلال استمرار امريكا في دعم الموقف الايراني في اليمن والبحرين والاهم عدم تنفيذ امريكا لاغلب الاتفاقيات مع السعودية والتي تضمنت حمايتها من التهديدات المعادية عسكرية وغيرها، وكل تلك المواقف تشير الى ان امريكا قررت نشر الفوضى في السعودية ودعم الجهود الايرانية لتحقيق ذلك، وهكذا لم يعد من خيار امام السعودية الا تنويع علاقاتها الستراتيجية فاتخذت مواقف مختلفة عما ارادته امريكا منها تجاه الصراع في اوكرانيا فاعتبرته امريكا انحيازا لروسيا حيث رفضت كل الضغوط الامريكية والاوروبية لزيادة انتاج النفط للتعويض عن مقاطعة النفط الروسي، ولم تكتفي بذلك بل كان لدورها اهمية خاصة داخل اوبك التي تعرضت ايضا للضغوط الامريكية لزياده الانتاج لتغطية النقص في النفط فمارست السعودية داخل اوبك دور المشجع على عدم زياده اسعار النفط.

وهذا التطور في الموقف السعودي خطير يحدث لاول مره منذ بدات العلاقات الامريكية السعودية واي تجاهل لهذه الحقيقة يجر الى موقف خاطئ.

2- وكان لعدم اسناد امريكا للانتفاضات الشعبية المتتالية ضد النظام الايراني رغم ان الدعم الامريكي لها كان كفيلا باسقاط النظام، دور مهم جدا في اقتناع السعودية بان الصراع الامريكي - الايراني صراع ثانوي ولايضعف ايران، وبالتالي فان السعودية تواجه التهديدات الايرانية مقرونة بتهديدات وخطوات امريكية معادية لها، وفي ضوء ما تقدم قررت السعودية ان تنوع علاقاتها الدولية فاقامت علاقات قوية مع روسيا والصين وصفت من قبل الاطراف الثلاثة بانها ستراتيجيه. فابتعاد السعودية عن امريكا واسرائيل والتوجه نحو هدنة مع ايران هو نتاج محاصرة السعودية وعدم قدرتها على خوض معارك مع جميع الاطراف في وقت واحد فاختارت ان تعقد الاتفاقية مع ايران للتخلص ولو مؤقتا من التهديدات الايرانية المباشرة او تلك التي تشكلها الميليشيات الايرانية داخلها او حولها.

 

ب- والحسابات الايرانيه تتلخص فيما يلي:

1- ان حكام ايران يعرفون بان صراعهم مع امريكا لايشمل اسقاط النظام، وترى طهران ان قدرتها على عقد مساومة تاريخية بينها وبين امريكا واسرائيل تحتاج للمزيد من الضغط على امريكا واحد اشكاله عقد هدنة مع السعودية لان ذلك سوف يفضي الى عدم تواصل مشاركة السعودية في الضغوط على ايران، وهو ما سيؤدي الى تعزز قوتها وتحقيق بقية اهدافها.

2- وامريكا واسرائيل تدركان ما تفكر فيه ايران ولهذا صعدتا ضدها اعلاميا وسياسيا واقتصاديا وزاد التلويح بامكانيه شن هجوم على مشروعها النووي وفي هذه الحاله النفسية والاقتصادية والسياسية المتدهوره في ايران بعد الانتفاضة الاخيرة، وبعد ان ثبت ان الحرس الثوري الايراني مخترق من اعلى المستويات من قبل الموساد والمخابرات الامريكية، كان على ايران التراجع التكتيكي عن خطتها تجاه السعودية واظهار انها تعيد النظر في السياسات الاقليمية في اطار اتفاقية سعودية ايرانية وهي تدرك ان هذه الاتفاقية اذا وقعت ستمنحها المزيد من فرص البقاء وتقلل من مخاطر الانتفاضة الداخلية وتضعف الضغوط الامريكية والاسرائيلية، وبالمقابل تعزز العلاقات بين ايران والسعودية من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، وهذا الامر يعني بالنسبة لايران ابعاد الخطر الداهم الذي يهدد النظام بالسقوط.

 

ج- حسابات الصين وروسيا: دون ادنى شك فان الصين وهي تصعد لتحتل الموقع الاول في العالم اقتصاديا وستراتيجيا تهدف الى تحقيق ما يلي:

1- تجريد امريكا من مصادر قوتها في الخارج لانه يضعف الدور الامريكي ليس اقتصاديا فقط، بل ايضا على مستوى عسكري وسياسي، فاذا اقامت الصين علاقات قوية مع السعوديه ودول الخليج فانها تحدث خرقا جوهريا في النفوذ الامريكي في الاقليم، وبما انها حققت اصلا خرقا داخل ايران من خلال علاقتها القوية مع النظام الايراني فانها في حالة تحقيق اختراق في الجانب العربي خصوصا مع السعودية فسوف تزيد من اضعاف امريكا وتقليص نفوذها في المنطقة، وهذا يسهل بشكل مباشر اكمال طريق الحرير حيث تصبح ايران والسعودية ودول الخليج والعراق وسوريا كلها بلدان داعمة تسهل اكمال طريق الحرير ووصوله الى اوروبا عبر هذه المناطق دون عوائق امريكية.

2- تعزز الاقتصاد الصيني بصورة فعالة واكثر من اي وقت مضى بتحويل جزء من الاستثمارات السعودية من امريكا واوروبا الى الصين، اضافة لاستخدام العملتان السعودية والصينية في التعامل التجاري بينهما بدل الدولار وتلك من اخطر الضربات السعودية لامريكا، وهذا بحد ذاته مكسب ستراتيجي للصين.

3- ومن هذا المنطلق بذلت الصين جهودا كبيرة منذ زمن ليس بالقصير ولكن سرا لاجل المصالحة بين ايران والسعودية، رغم انها ايضا تدرك بان هذه الاتفاقية التي وقعت قد لا تدوم لعمق وتجذر الصراع السعودي الايراني وتعقيده ولكنها ارادت ان توجه ضربة الى امريكا ولو لفترة معينة، فمجرد توقيع الاتفاقيه برعايه صينيه هو مكسب كبير للصين يخلخل اعمدة النفوذ الامريكي في المنطقة، وبالتالي فان مجرد توقيع الاتفاقية بالنسبة للصين هو ضغط على امريكا واضعافا لدورها الاقليمي والعالمي، وهذا ما تريده الصين مرحليا فحتى لو فشلت الاتفاقية فقد تحققت الصدمة التي اصابت امريكا وحلفائها وجعلتهم لا يراهنون على من سمي بحلفائهم في الشرق الاوسط وهذا يعد عمليا اخلال بميزان القوى الاقليمي والعالمي.

وروسيا كذلك تجد ان الاتفاقية تخدمها مباشرة في صراعها مع امريكا والنيتو لان حرب اوكرانيا هي في الواقع مع هذين الطرفين واوكرانيا ليست سوى اداة وبالتالي فان اي خسارة لامريكا في اي بقعة من العالم خصوصا في المناطق التي تشكل اهمية ستراتيجية لامريكا هو نصر لروسيا فما بالك حينما يقترن ذلك بعلاقات ستراتيجية على المستوى الاقتصادي وحتى التلويح بشراء الاسلحة الروسية من قبل دول الخليج العربي وهي مصدر مهم من مصادر الدخل الروسي؟ لذلك فان روسيا ترى في الاتفاقية خطوة تخدمها.

 

ياجماهير امتنا العربية

ان رفض حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي للاتفاقية الايرانية السعودية يقوم على الاسس التالية:

اولا: ان حزبنا يؤكد بان الاتفاقية خطأ كبير وقعت فيه المملكة العربية السعودية، ونحن لا يمكن ان نقبل بان تضيّع الفرصة التاريخية لاسقاط النظام الايراني التي اتيحت مؤخرا، والاتفاقية احدى اهم الخطوات التي تبعد اسقاط النظام وتبقينا تحت هيمنة الاستعمار الايراني الذي سيلتقط انفاسه من خلال هذه الاتفاقية ويتجنب ضربات خطيره كان يمكن ان يتعرض لها.

ثانيا: ان رفضنا للاتفاقيه لا يعني باي شكل من الاشكال ان نحول بنادقنا من محاربة ايران واسرائيل الى محاربة السعودية ايضا، فذلك خطا فادح سوف يجعلنا نقف صفا واحدا مع من خطط لتقسيم الاقطار العربية وهي امريكا واسرائيل وايران،وبما اننا ننطلق من ستراتيجية الحزب القومية ونتمسك بها والتي تقوم على التمييز بين موقفنا من النظم العربية التي نختلف مع حكامها وبين الكيان الوطني لتلك الاقطار فاننا لا نفرط بالوحدة الوطنية لاي قطر عربي ولا نسمح بتهديد هويته العربية واختراق امنه الوطني، بل ندافع عن الوحدة الوطنية للسعوديه وكل الدول العربية الاخرى حتى لو كانت الانظمة فيها تحاربنا، ونذكّر في هذا المجال بما قاله سيد شهداء العصر القائد صدام حسين في التسعينيات حينما كانت السعودية ودول الخليج العربي تمارس العداء الصريح ضد العراق (بان السعودية التي تقف ضدنا الان لو تعرضت لعدوان اجنبي فسوف نقاتل سويه ضد العدوان) ان هذا الموقف هو الموقف الصحيح للقوميين العرب وبدونه نتحول الى اداة من ادوات الاعداء.

ثالثا: وهذا الموقف لا ينطوي باي شكل من الاشكال على تجاهل مخاطر هذه الاتفاقية فنحن لا نرفضها فقط بل نوضح نتائجها الفعلية بغض النظر عما يعلن، والسعودية مطالبة الان واكثر من اي وقت ان لا تغفل حقيقه ان هدف ايران سيبقى تقسيم السعودية والسيطرة عليها، وهذا ما نناضل ضده.

رابعا: اننا نؤكد بان طريق انقاذ السعودية وبقية اقطار الخليح العربي من الخطر الايراني هو في تحرير العراق من الغزو الايراني ويمكن للسعودية بدعمها للمقاومة العراقية والقوى الوطنية العراقية، وليس دعم ميليشيات ايران، ان تحقق هدف حمايتها،وهذا هو الطريق الصحيح وغيره فخاخ قاتلة للسعودية.

ان موقفنا كان وما زال وسيبقى هو الرفض التام لاي خطوة تطبيعية سواء مع اسرائيل او ايران،مع الالتزام بان نضالنا وقدراتنا الرئيسة تتجه حصرا في هذه المرحلة لاسقاط النظام الايراني ولكشف الموقف الامريكي الداعم لهذا النظام وزيادة عزلة الكيان الصهيوني بكشف جرائمه البشعة ومخاطر التطبيع معه.

عاشت امتنا العربية والمجد والخلود لشهداءها

 

قيادة قطر العراق المنتخبة في 1-4-2023

شبكة البصرة

الاحد 11 رمضان 1444 / 2 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط