بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الاشتراكي                   أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة                                     وحدة حرية أشتراكية

بيان قيادة قطر العراق حول الازمة الخطيرة في السودان

شبكة البصرة

تتوالى الكوارث على امتنا بلا انقطاع، ورغم ان من وضع خططها معروف سلفا وهو الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل وايران بمساعدة اطراف عربية واجنبية اخرى، ولكن الثغرة الاكبر التي تستغل لاحداث الكوارث وادامتها وتوسيعها هي مواقف بعض القوى السياسية التي تتعمد خداع الجماهير بشعارات ومواقف تبدو ظاهريا سليمة ولكنها في الواقع خطيرة ولاتقل تدميرا عن دور العسكر،فرغم ان الانتفاضة مضت عليها سنوات وكان يجب ان تنتصر، بحكم التضحيات الغالية التي قدمتها من الشهداء والجرحى، لتحقق طموحات واهداف الشعب السوداني الشقيق ولكنها وصلت الى مقتل خطير يتمثل في تحويلها من انتفاضة تفجرت لانقاذ الشعب من الفساد والاستبداد الى مفرمة لا ترحم واشد خطرا مما كان عليه الوضع في زمن النظام السابق، فقد زاد الفقر وانتشر القتل اكثر وتمزقت القوى التي قامت بالانتفاضة واصبحت شيعا واحزابا متناحرة. وتوجت بقتل اكثر من 300 انسان وجرح الالاف نتيجة الصراع بين قطبي النظام وهما عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو حميدتي.

 

ولكن وسط هذه الكارثة نرى ان من تسبب بذلك ليس فقط العسكر، فدورهم متوقع منذ البدايه لانهم اصلا هم حماة النظام وقوته الاساسية واتباع التطبيع مع الكيان الصهيوني وخدم امريكا، بل قوى سياسية ايضا لعبت دورا لم يعد مخفيا في التسبب بالكارثة وهي تلك التي اصرت،بطريقة عجيبة تبعث على الشك بدوافع بعضها،على التمسك بما سمي ب(النضال السلمي الديمقراطي) فقط! وتجنبت استخدام العنف الثوري في مرحلة نضوج الصراع واتضاح خفاياه وهو يفرض بقوة ما يجب ان تقدم عليه المعارضة وهو اسقاط النظام بالقوة، فالنظم الفاسدة والمستبدة لاتسقط بالوسائل السلمية فقط، فتلك خدعة المخابرات الامريكية التي لم تعد خافية، بل بالعنف الثوري، وكان يمكن للانتفاضة ان تنتصر دون ان تعرض نفسها للانحراف عن طريق عقد مساومة مع البرهان وحميدتي اذ كان يكفي ان تستخدم ضباطها وعسكرييها في الجيش لاحداث انقلاب عسكري ينهي المفرمة التي دخلت بها الانتفاضه بعد مرور سنوات دون حسم، وهو وان كانت تترتب عليه صراعات من نوع اخر الا انه لايخلق مشاكل خطيرة كتلك التي يعيشها السودان الان.

 

ولكن الاصرار على عدم حسم الصراع عبر استخدام العنف رغم توفر وسائله داخل الجيش ممثلة بتنظيمات حزبية تعود لبعض قوى المعارضة، ادى الى ان تتاح الفرص كاملة للعسكر كي يسيطروا على السودان ويفتتوا قوى الحرية والتغيير ويقزموا دورها بل ويحملوها مسؤولية الخراب فمهد انصار النضال السلمي لما يجري الان.اننا اذ نؤكد ان تلك القوى التي رفضت استخدام العنف في مرحلة محددة من الانتفاضة السودانية تتقاسم المسؤولية عما يجري الان مع العسكر، وبعضها تعمد ذلك وهو يعرف النتائج الخطيرة لعدم استخدام العنف، ونقصد تحديدا من اختطف حزب البعث العربي الاشتراكي (الاصل) وهي عناصر مجندة مخابراتيا وتتحكم في قيادته،رغم ان الحزب في السودان يمتلك قوى عسكرية يستطيع بها اسقاط النظام في لحظة الذروة، ولكنه لم يفعل بل كان جزءا من العملية السياسية ورفض الخروج من تحت عباءة العسكر الذين طردوه شر طرده.

 

وللتاريخ لابد ان نشير الى ان هناك قوى سياسيه واعية وادركت هذه اللعبة ورفضتها ولم تشترك فيها او انسحبت منها مثل حزب البعث السوداني والحزب الشيوعي السوداني اللذان رفضا مشاركة العسكر في هذه اللعبة القذرة،لذلك نحيي رفاقنا هؤلاء على موقفهم الطليعي والمسؤول والوطني.

 

ان من رفض استخدام العنف يتحمل مباشرة مسؤولية الدماء التي تسيل والخراب الذي يحدث والعذاب الذي يتعرض له الشعب السوداني الشقيق ونؤكد بان البعض وان كان رفض استخدام العنف الثوري عن قلة وعي الا ان اخرين، وفي مقدمتهم من اختطف حزب البعث،كانوا ينفذون المخطط الامريكي الصهيوني في السودان لاجل تقسيمه والتمهيد لانفصال اجزاء جديدة منه. ولكي يكون تشخصينا مفهوما لابد ان نربط عدم استخدام العنف الثوري بالسلوك التدميري الذي مارسه من اختطفوا الحزب في السودان بما جرى للبعث في العراق حيث تعمدت نفس هذه الزمرة المشبوهة شق الحزب ووضعه في حالة الموت السريري عمدا، وانسحبوا من الانتفاضة التشرينية فكسروا ظهرها رغم انها كانت امل كل عراقي بالتحرر من الغزو الايراني - الامريكي، وكذلك فعلوا نفس الشيء في فلسطين حيث تخلى اداتهم المجند من الموساد عن الكفاح المسلح في حين ان كل فلسطين حملت السلاح دفاعا عن القدس وكل ارض فلسطين،فكان موقف هذه الزمرة خادما للكيان الصهيوني مباشرة،وشمل ذلك تخريب نضال الحزب وشقه في لبنان والاردن والجزائر وتونس واليمن فشهد الحزب لاول مرة الانشقاقات المتزامنة قوميا، ولم ينجو من الانشقاقات الا الحزب في موريتانيا.

 

ان ماسبقت الاشارة اليه يؤكد لجماهيرنا بان هذه الزمرة مجندة من قبل المخابرات الصهيونية والامريكية لاكمال تقسيم الاقطار العربية ومحو هويتها القومية، وهذه الحقيقه يجب ان تكون ماثلة امامنا ونحن نتابع مأساة السودان داعين الله ان يضع حدا لها، بتعاون القوى الوطنية السودانية وخروجها من شرنقة النضال السلمي الخانقة لها، مثلما ادركت الان ان المراهنة على حل بالتعاون مع العسكر كان خطأ قاتلا نرى نتائجه، فالبديل الوحيد والذي اصبح واضحا بعد كل تلك التضحيات الغالية هو اعادة بناء جبهة قوى الحرية والتغيير لكي تتولى حسم الامور بنفسها بعد ان توقف هذه الكارثة، ويبدء النضال مجددا من اجل وحدة السودان وامن شعبه ورفاهيته.

 

قيادة قطر العراق المنتخبة في 20-4-2023

شبكة البصرة

الخميس 29 رمضان 1444 / 20 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط