بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

امة عربية واحدة    ذات رسالة خالدة                   وحدة حرية اشتراكية

شبكة البصرة

العدد الرابع عشر

28 نيسان 2023

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

الايميل: babiliraqi99@gmail.com

الفهرس

الافتتاحية: ما الهدف من تصاعد الحديث عن اقتراب (خلاص العراق)؟

مقالات

ملف خاص بذكرى ميلاد القائد الشهيد صدام حسين

1- صدام حسين اضافة نوعية لامتنا العربية

2- الزمن الجميل لقدوتنا صدام حسين

3- صدام حسن رجل المهام الصعبة

4- لماذا يستحضر العرب الشهيد صدام حسين بعد عقدين؟

5- صدام حسين حب ازلي

6- ويبقى صدام حسين اسما محفورا في جرانيت التاريخ

7- لماذ نحتفل بذكرى ميلادك ايها الرئيس الشهيد؟

8- اتيت على عجل قصيدة للرفيق ابو عبدالله من لبنان

9- في ذكرى ميلاد بطل امة

10- صدام حسين هدية البعث للعراق

 

مقالات عامة

1- انطباعات اولية عن الازمة السودانية د. حسن نافعة - مصر

2- في مصطلحات الحديث انبوي. الشاذ والمنكر بقلم الاستاذ زهير سالم - سورية

3- عودة الباطنية د.علي بن محمد عودة - اليمن

4- الطرق المعيارية لفهم الحالة السودانية سيد امين - مصر

5- من المسؤول عن ازمة السودان؟ 1 صلاح المختار - العراق

كلمات متوهجة هي الحرب الرفيق ضياء ميرغني - السودان

 

العلوم والتكنولوجيا

1- دراسة علمية المانية: ادمغة الناطقين بالعربية مختلفة عن ادمغة الاخرين

2- كشف كيف يعمل تقويم حضارة المايا

3- اثر ذكر الله على الدماغ

 

الافتتاحية

ما الهدف من تصاعد الحديث عن اقتراب (خلاص العراق)؟

منذ زمن ليس بالقصير تقوم عناصر معروفة بالترويج لقرب تحرير العراق وخلاصه من الغزو الإيراني، وقد صار واضحا جدا أن هذه الحملة ليست مبادرة فردية وإنما هي عمل منظم اعد من قبل أجهزة مخابرات ولذلك ورغم تعدد من تحدث عن ذلك كان هناك قاسم مشترك بين كل هؤلاء، وفيما يلي أهم مظاهر العامل المشترك:

اولا: كانت الفكرة الاساسية هي ان ايران ستطرد من العراق وان ميليشياتها سوف تسحل في الشوارع! وهذا الإعلان المتكرر لا يخفى أنه مصمم لبث الذعر في نفوس الميليشيات وعملاء ايران وتحطيم معنوياتهم ودفعهم للاستسلام أو الهرب من العراق.

ثانيا: تميز هذا الحديث بزج اسماء قوى وطنية في البديل المفترض وذكر أن حزب البعث العربي الاشتراكي سوف يكون له دور في ذلك بشرط أن يعمل باسم اخر او تحت شعارات اخرى! بل وزادت بعض هذه المصادر ذكر اسماء من المسؤولين في العهد الوطني إضافة لبعض من عملوا في الحزب في السابق، في محاولة لإقناع الجميع بأن البعث له صلة بما يجري وهو إيحاء ينطوي على مخاطر شديدة والغام لا تخفى على النبيه المتعمق.

ثالثا: لم تهمل مسألة اعادة الاموال التي سرقها كل من شارك في العملية السياسية والتأكيد المتكرر على أن كل ما سرق او حول الى البنوك في الخارج موثق بالتفصيل من قبل الاجهزة الامريكيه لانها هي التي تشرف على التحويل من خلال بنوكها وهذا الترويج ليس فقط فيه تهديد لمن ما زال مترددا في تحويل ولائه من ايران الى امريكا بل انه ايضا يكشف ويؤكد بان امريكا كانت تعرف وبالتفاصيل كل ما جرى من سرقات ونهب لاموال العراق خصوصا من البنك المركزي العراقي ولكنها صمتت طوال تلك السنوات ولا تفسير لصمتها الا انه موافق على سرقة اموال العراق، أما الهدف فهو شيء آخر نعم نرى الآن أن أمريكا تشهر هذا السلاح ضد عملاء ايران من اجل ان ينحازوا إليها ولكنه أيضا يعني ان امريكا ساهمت في الخراب الاقتصادي والمالي في العراق بصورة مخططة ومتعمده وإلا لكانت اوقفت ذلك منذ البداية وهي تستطيع ولكنها لم تفعل.

رابعا: من تصدر هذا الترويج غالبيتهم من العناصر التي كانت تنتمي إلى ما سمي بالمعارضة العراقية قبل غزو العراق أي أنها عناصر شاركت في التهيئة لغزو العراق والتحريض عليه وبالتالي فإن المخابرات الأمريكية والبريطانية تقفان وراء دفع هؤلاء الى الترويج لتلك الافكار خصوصا وان هذه العناصر أما بعدت عن الوليمة ولم تحصل على ما كانت تتوقعه منها من منافع مادية ومواقع في الدولة، او ان المخابرات الأمريكية والبريطانية ابعدتها عمدا لكي تحتفظ بها للمرحلة القادمة وما يؤكد ذلك هو تدقيق اسماء من يروج لهذه الفكرة.

خامسا: لا يخفي المروجون لهذه الفكرة أن البديل القادم سيكون مسيطرا عليه من قبل أمريكا وبريطانيا وبالتالي فإن من يريد المشاركة في تلك العملية يجب أن يقبل بالشروط الأمريكية والبريطانية للعمل في الوضع السياسي الجديد ومؤسسات الدولة، وذلك يعني تحديدا ان كل من سيشارك سواء كان فردا او كتلة او حزب يجب أن ينصاع للشروط الأمريكية بالكامل وأن أن يتخلى عن أي موقف يرفض المخططات الأمريكية الخاصة بالعراق والمنطقة كلها.

سادسا: لكي تدعم تلك الترويجات المخابراتية الامريكية والبريطانية فقد حصلت عمليات إنزال من طائرات الهليكوبتر وغيرها في كركوك ومناطق اخرى من العراق ونشرت لقطات لتحرك قوات امريكية في العراق وهذا أمر يضاف الى عمليات الضغط لإرهاب وابتزاز الكتل والعناصر الموالية لإيران كي تلتحق بالخط الأمريكي فورا.

سابعا: وربما من بين أبرز ما يجب تفسيره هو ادعاء أغلب تلك العناصر التي روجت لهذه الفكرة أن من سيتولى التنفيذ هو المخابرات البريطانية والجيش البريطاني وليس أمريكا! وهذه عملية تتميز بقدر عال من السذاجة التي لا تنطلي إلا على من هو أكثر سذاجة من مروجها، بريطانيا في وضعها الحالي في حالة تدهور شامل داخليا وخارجيا وهي أعجز من أن تحل مشاكلها الداخلية فكيف تستطيع ان تدخل العراق لتقوم بإعادة بنائه وفقا للرؤية البريطانية والأمريكية؟ إن الترويج لبريطانيا بصفتها من ينفذ خطة إنقاذ العراق هو تكتيك هدفه ابعاد الانظار عن أمريكا من جهة وعدم تحمل أمريكا مسؤولية الإخفاق في تنفيذ تلك الوعود في الأشهر القادمة من جهة ثانية، فلا احد يستطيع ان يثبت أن أمريكا هي التي قالت كل ذلك رغم أن الجميع مقتنع بأن من سربوا تلك المعلومات مرتبطون بالمخابرات البريطانية والأمريكية.

وفي ضوء ما تقدم ما هو الموقف مما يطرح واثار الراي العام العراقي خصوصا تلك الكتل الكبيرة المضطهدة والمظلومة داخل وخارج العراق وأوحى لها بوجود امل في انهاء او تخفيف معاناتها الرهيبة؟

لقد سبق لحزبنا ان اصدر بيانا شرح فيه بكل وضوح وصراحه موقفنا مما يطرح في هذا الاطار ونبهنا الى شقين منه: الشق الاول هو ان الترويج لمعلومة ان العراق مقدم على اخضاع الميليشيات التابعة لإيران ولايران بالذات وانهاء السرقات والاضطهاد السياسي واعاده الحقوق لمن فقدها واعاده بناء الدولة...الخ، وفي هذا الشق فان الانسان الطبيعي لا يقبل ان يتواصل تعرضه للاضطهاد وسلب حقوقه فمن حقه ان يطالب بحقوقه من اي سلطه كانت وذلك لا يعني انه يتوافق او يتفق مع السلطة التي يطلب منها استعاده حقوقه او رفع الظلم عنه، وقلنا في البيان باننا نرحب باي انفراج في الوضع الامني في العراق يؤدي الى انهاء دور الميليشيات او على الاقل تخفيف ارهابها واستهتارها بحياة الناس ومصالحهم وحرياتهم، فذلك مطلب طبيعي لا يشكل اي تنازل لاي جهة تقوم بذلك سواء كانت داخليه او خارجيه، اما الشق الثاني من بياننا ونعيد التأكيد عليه فهو الاعلان الصريح عن عدم اشتراكنا في اي تغيير يحصل وفقا للشروط الأمريكية او البريطانية ولا لخدمه مصالحهما بالدرجة الاولى، فالاشتراك في هذه الحالة سوف يلوث من يشترك في الحكم سواء كان فردا او حزبا او جماعه لسبب بسيط وواضح وهو ان الاحتلال خطط لنهب ثروات العراق والسيطرة عليه وتغييره هويته فما الذي تغير كي نتبنى اهداف الغزاة الامريكيين والبريطانيين؟ هل الوعد برفع الظلم واعاده الحقوق تكفيان للتنازل عن المواقف الوطنية ونسيان ان من غزا العراق وادخل ايران وسمح لميليشياتها بالقيام بكل الجرائم التي ارتكبت بلا استثناء وقبول من خطط لكل ذلك ونفذ بواسطته او بواسطه ايران و ميليشياتها؟ انها سذاجة تلك التي تفترض ان مجرد رفع الظلم عن بعض الناس او كل الناس يكفي لان ننسى ونقلب صفحه الجرائم التي ارتكبتها امريكا وبريطانيا وهما من خطط ونفذ عمليه غزو العراق وتخريبه وبدون دعمهما لإيران وميليشياتها ما تمكنت من تحقيق اي خطوه ولو صغيره، فكيف يسمح المعيار الوطني والاخلاقي بتناسي كل ذلك والانخراط تحت المظلتين الأمريكية والبريطانية؟

اننا نعيد تأكيد باننا نرحب باي انفراج وندعم أي خطوة باتجاه طرد ايران وميليشياتها وإن كنا لا نعتقد بأن ذلك سيحصل كما يروج لان امريكا ستبقي تلك الكتل في خدمتها لمنع الحركة الوطنية من النهوض ضدها لتحرير العراق وعندها ستستخدم تلك الكتل لضرب القوى الوطنية،كما استخدمتها ايران، ولكننا بنفس الوقت نؤكد بأن الوطنية في أوضح مفاهيمها تعني الانطلاق في الموقف من مصلحة العراق والامه العربية اولا واخيرا وهذه المصلحة تؤكد بان من دمر العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وخلق الفتن والمصائب والكوارث في كل الأقطار واخيرا في السودان هي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وايران معا وليس واحدا من هذه الاطراف فقط، لذلك ونحن نواجه مثل هذه الترويجات التي تثير العواطف يجب أن نتذكر الثوابت الوطنية والقومية.

وما يجب ايضا ان لا ننساه هو أن هذه الفورة العاطفية إذا تحقق ما يروج له سوف تنتهي بمواجهة ما واجهناه في الأيام الأولى لغزو العراق وهو ان الولايات المتحدة الأمريكية ما غزت العراق الا كي تستعمره وهنا سيظهر الجذر الحقيقي لكل شخص وكتلة فمن يرغب بخدمة المخطط الأمريكي يقطع صلته بالوطن وبالانتماء للأمة العربية وسيرى أن الوضع الجديد وان تغيرت أساليب الاضطهاد فيه الا انه ايضا مخطط سيؤدي الى مسخ هوية العراق وتغييرها وفرض هويات أخرى عليه تقوم على الطائفية والعرقية والمناطقية

فهل هذا هو المطلوب؟ هل مطلوب منا ان نقبل بما رفضناه عند بدايه الغزو وقدمنا عشرات الالاف من الشهداء اثناء مقاومته بصوره مسلحة؟ وهل ننسى ان ما بين ثلاثة الى اربعه ملايين عراقي استشهدوا بعد الغزو وتتحمل امريكا اولا مسؤوليه قتلهم؟ وهل ننسى ان خمسه ملايين عراقي هجروا من العراق بالقوة بقرار امريكي وايراني مشترك وليس بقرار ايراني فقط، وهو تهجير ادى الى معاناتهم بصوره رهيبة من التشرد والاضطهاد وحتى فقدان الاطفال الذين كانت تختطفهم السلطات الأوروبية وتسلمهم لعوائل أوروبية؟ هل ننسى كل ذلك مقابل ان يعاد البعض الى الوظيفة او يتوقف القتل الممنهج في الشوارع ويحل محله الاضطهاد المنظم والناعم؟

الجواب كلا ان حزبنا مصمم في ان واحد على الترحيب بكل انفراج يخدم الشعب ويخفف من معاناته الاقتصادية والسياسية والنفسية ولكننا بنفس القدر وربما اكثر نتمسك باستقلال العراق وهويته الوطنية وانتمائه العربي ونناضل بلا هوادة من اجل حمايته ومنع تغيير هذه الهوية، وفي ضوء ذلك فالبعث لن يشارك في اي حكومة تواصل تنفيذ اهداف الاحتلال الاصلية.

هيئه تحرير جريدة البعث

 

مقالات

ملف ذكرى ميلاد القائد الشهيد صدام حسين

1- صدام حسين اضافة نوعية لامتنا العربية مناضل بعثي لبنان

لا يخفى على أحد أن الذكرى السنوية لميلاد الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله تعد مناسبة سعيدة للعديد من العراقيين والمحبين للمنطقة العربية بأسرها. إن ميلاد الرئيس القائد صدام حسين هو اضافة نوعية كبيرة للأمة العربية وللعالم بأسره، حيث كان يمثل رمزًا للصمود والشجاعة في وجه الغزو الأمريكي الذي تعرض له العراق عام 2003.فقد كان الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله رجلاً مخلصًا لوطنه وشعبه، ولم يتوانَ عن الدفاع عن مصالح العراق والأمة وحماية سيادتهم واستقلالهم. كان يتمتع بشخصية قوية وحازمة، وكان يتحلى بالحكمة والرؤية الواسعة التي تجعله ينظر إلى المشكلات بعين التفاؤل والإيجابية، ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.

ومن خلال سياساته الجادة والحكيمة، تمكن الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله من تحويل العراق إلى دولة عربية عظيمة، ونجح في تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، منها إنشاء العديد من المستشفيات والمدارس والمنشآت الصناعية والزراعية.ولكن عندما تعرض العراق للغزو الأمريكي عام 2003، كان الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله من أوائل الذين خرجوا للدفاع عن العراق وحماية أرضه وشعبه. وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي تكبدها العراق جراء الحرب والاحتلال، فإن الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله بقي مخلصاً لوطنه وشعبه حتى لحظة استشهاده.

في الختام، نذكر أن استشهاد الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله هو خسارة كبيرة للأمة العربية ولفلسطين حبيبة القائد وللعالم بأسره، ونتمنى أن يكون العراق والمنطقة العربية بشكل عام قد تعلموا الدروس اللازمة من تجربة الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله، وأن يتمكنوا من تحقيق الاستقلال والحرية والازدهار الذي راود الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله طوال حياته.تجربة الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله تحمل العديد من الدروس التي يمكن أن نتعلمها، ومنها:

1- الدفاع عن الأرض والشعب: يعد الدفاع عن الأرض والشعب من القيم الأساسية التي يجب على القادة السياسيين الالتزام بها. فعندما تتعرض الدولة للخطر، يجب على القادة السياسيين الدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة.

2- الوحدة الوطنية: يجب على القادة السياسيين العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات الداخلية، حتى يتمكنوا من تحقيق الأهداف الوطنية وتحسين أوضاع الشعب.

3- الحرص على الاستقلال والسيادة: يجب على القادة السياسيين الحرص على الاستقلال والسيادة الوطنية، وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤون الدولة.

4- الحوار والتفاهم: يجب على القادة السياسيين العمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف السياسية، والبحث عن الحلول المشتركة للمشكلات.

5- الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية: يجب على القادة السياسيين الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وتحسين أوضاع الشعب وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.

6- الحكمة والرشد في اتخاذ القرارات: يجب على القادة السياسيين أن يتحلىوا بالحكمة والرشد في اتخاذ القرارات السياسية، وأن يُنْظر إلى القضايا من جميع الجوانب قبل اتخاذ القرارات الحاسمة.إن تطبيق هذه الدروس يمكن أن يساهم في تحسين الأوضاع في الدول العربية، وتحقيق الاستقلال والسيادة والتنمية المستدامة للشعوب.

 

2- الزمن الجميل لقدوتنا صدام حسين الرفيقة ليلى الحاج - لبنان

وهل يمر نيسان ولن نستذكر به اجمل واغلى واعظم انسان هل لنا ان ننسى زمنك الجميل ياقائدنا وقدوتنا ومثلنا الاعلى الذي عشناه برعايتك وامنك وامانك في عراقنا الحبيب؟ هل ان نتخطى او ننسى تلك الشخصية التي تجسدت بها كل معاني الرجولة والقيادة الفذة والانتماء الاصيل؟ كم نحن محتاجون لوجودك وامانك وقيادتك في وقتنا الحالي وكم هي مكلومة امتك العربية التي كرست كل حياتك لها ومواقفك البطولية تشهد لك لوقوفك بوجه اعتى الخونة والاعداء منهم الشيطان الاكبر العدو الفارسي والصهيوني والامريكي وفلسطين واهلها كم هي بحاجة لهذه القامة الشامخة وللجرأة التي لا يملكها سوى القائد صدام حسين ورفاقه الابطال هذا عن حال امتي؟

وكم من اه واه يصرخها بعثك العظيم بعد اغتيالك وكوكبه من رفاقك الأبطال وغياب افضل واهم الشخصيات والذين امنوا برسالة امتنا الخالدة من غياب الرفيق ابو احمد الغالي والدكتور عبد المجيد الرافعي وكل الرفاق من القيادة من كافة المستويات والدرجات الحزبية بكل ما تمليه البعث من مبادئ واهداف ومثل...؟

محال سيدي القائد نسيانك فأنت حاضر فينا في نيسان وفي كل زمان ومكان نقسم لك سيدي اننا على العهد باقون وللامانة حافظون وعلى طريقك سائرون وبرسالة امتنا الخالدة مستمرون.

 

3- صدام حسين رجل المهام الصعبة بقلم زين الدين ديب - لبنان

كان رحمه الله زعيما وقائدا، يتحمل المسؤولية، يتصرف بحكمة في الأوقات الصعبة، لا يهاب المغامرة اذا كان الأمر جللا لصالح الأمة.وُلِدَ بقدرات استثنائية وصقل مهاراته ليطور العراق عن طريق العلم والتخصص والتكنولوجيا، وقد وصل عدد العلماء العراقيين في عهده الى رقم خيالي تعجز عن احقاقه الدول التي تدعي التقدم.كل ذلك انطلاقا من فهمه العميق لطموحات الشعب العراقي التي تجسد طموحات الشعب العربي على مدى الأمة.كان مستمعا مميزا،ينصت لمحدثيه. يناقش، يناور، يتبصر،وعند نضوج الفكرة يأخذ القرار الأنسب في كل ما يتعلق بالمصلحة العليا للعراق وبالتالي لشعبه العظيم. كان يخلق الظروف المثالية لتطوير الانتاجية التي تحصن الامة من العوز وتقودها الى الاكتفاء الذاتي.كان دائب العمل لتحقيق الأفضل للامة، وبذل جهودا كبيرة مع فريق عمله من أجل أن تكون الامة العربية في قمة التطور والنباهة والإعتزاز بالإنتماء.

رجل لا يستكين،نقي السريرة،لايعرف الحقد أو الكره،رؤوف بشعبة لكنه نار تحرق الخونة والعملاء.لا مستحيل نصب عينيه عندما يكون الامر يخص رفعة الامة.ليس له عدو سوى الصهيونية العالمية ومن يدعمها،التي استباحت فلسطين العربية لتحولها الى سرطان خبيث في خاصرة الأمة.لم يكن ديكتاتورا كما يدعون، بل قائدا على مستوى أمة، يعمل كرجل مؤسسات مع فريق عمل متجانس تذوب فرديته في مصلحة الأمة.

عمله وتفانيه في خدمة شعبنا العربي...اوصلوه الى قيادة الامة بقرار اتخذه الصغير والكبير من رجال ونساء هذه الأمة التي لا تموت.كان رحمه الله يتحلى بروح الدعابة ليخفف عن فريقه الاجهاد من تفانيه في العمل والسهر على مصلحة العراق التي تصب في مصلحة الأمة.كان مهابا عند كل قادة العالم،وكان معروفا انه لا يتخذ قراراته الا عن وعي ودراسة ودراية. والأهم هو اجماع الفريق.كان بارعا بالتواصل والإقناع والتفاوض والتخطيط الاستراتيجي والابتكار.

كان ذا تأثير كبير في المجتمع العراقي، يحبوه لحبه للعراق وشعبه.كان رحمه الله يمثل الخطر الحقيقي على المشروع الصهيوني الهادف الى تفتيت الامة ونهب خيراتها واذلال شعبها.لذلك عمل الاستكبار العالمي مع الصهيونية والخونة والعملاء لإنهاء اسطورة هذا القائد الفذ، وبالتالي ضمان السيطرة على مقدرات هذه الامة العصية.لقد خسئوا..فالقائد المقدام يستشهد وتبقى افكاره وطروحاته ومشاريعه وتطلعاته واهدافه في الضمير الحي لكل من يحمل بذور عروبة في جيناته.أمة قائدها مهيب، أمة لا تموت نحن على خطاك سائرون ايها الرفيق المهيب، ايها القائد الرمز، يا أمة في رجل

 

4- لماذا يستحضر العرب الشهيد صدام حسين بعد عقدين؟ الرفيق ابو عدي - لبنان

لا يزال اسم صدام حسين حاضرا عند كل انتكاسة تصيب الأمة العربية والعراق، أو حتى في المدن العربية، يتذكره الناس كرجل أصيل لديه من الشجاعة والنخوة ما لا يمتلكه زعماء العرب قاطبة، كما يمتلك الرئيس صدام شخصيةمهببة و قوية جعلته محط احترام وتقدير نظرائه في العالم العربي، وفي هذا السياق قال الحسن الثاني ملك المغرب الراحل: "عندما كان يتحدث صدام في القمة، كنا نصمت كأن على رؤوسنا الطير"! امتلك الشهيد صدام إرادة صلبة لا تقبل الخضوع، واستعدادا للمواجهة أيضا، ولديه كم هائل من العناد وعدم الخنوع، ولعل هذا كان سببا كافيا للإطاحة به، لكن، الآن وبعد رحيله، هل هناك قيمة لاستحضار اسم الرئيس القائد بعد أن أصبح رفاتا داخل قبره؟ وهناك سؤال أهم: ما الذي يجعل الناس أصلا يستحضرون صدام حسين في مثل هذه المواقف؟ ألم يكن ديكتاتورا كما يقول عنه عدد من العراقيين المتعاملين مع إيران؟

كم كان العراق عزيزا وهو يطلق صواريخه على تل أبيب، فتجلي بها صدور الجماهير من المحيط إلى الخليج، وكيف أصبح العراق بعد سنوات من تسليمه لإيران، يغرد خارج السرب، ويتغنى بثورة الخميني الدجال!والإجابة على هذا السؤال مؤلمة، وهي أن افتقار العالم الإسلامي عموما والعربي بشكل خاص لشخصية قوية وقيادية في الوقت الراهن، يولد فراغا في المشهد السياسي العربي يحاول العامة ملأه باستحضار الذاكرة، وفرز أسماء قيادية كصدام حسين. لم تكن إيران قادرة على تصدير ثورتها في ثمانينيات القرن الماضي، إذ أفشل العراق أولى هذه المحاولات، وفشلت قوات الحرس الثوري في تجاوز البوابة الشرقية للوطن العربي، ومرغت انوفهم بالتراب تحت بسطال الجندي العراقي،ذلك أن صدام حسين القائد المحنك كان متيقظا لهذا المخطط، ونجح في التصدي له وإفشاله، رغم أن الحرب لم تكن من مصلحة البلدين، لكن ذلك كان ضروريا للوقوف في وجه المد الخميني الطموح و المعتدي على حدودالبوابة الشرقية درع الأمة العربية.

أما اليوم يتساءل الملايين: ما الذي عمله الزعماء العرب لوقف المد الإيراني؟ ألم يزدد اتساعا بعد ان اعتدي على العراق و تم تدميره احتلاله من اعتى قوى الارض التي تكالبت عليه و مزقته وبددت معالمه وطالت الايدي الخبيثة مقدراته وثرواته ومتاحفه وما تحويه من مقتنيات تاريخية؟ ثم كيف فرطت الأمة الوسطى بهذا القائد ولم تبذل أدنى جهد لإنقاذه كما أنقذها من المد الإيراني الطائفي؟ أو على الأقل، لماذا أيدت أنظمة عربية إعدام الرجل، مع إمكانية التزامها الصمت؟ إيران لا تهتم لهذه الأسئلة، فقد أصبحت اليوم تتمتع بنفوذ يمتد من بغداد شمالا، وحتى صنعاء جنوبا، ومن البحرين شرقا، وحتى بيروت غربا، ووصل أرض الجزائر.

انهار العراق، واستشهد الديكتاتور الجميل، ووصل العرب حاليا لمرحلة التطبيع عبر صفقة القرن المزعومة، يتساءل كثيرون: هل يجرؤ العرب على التطبيع لو كان صدام بينهم؟

 

5- صدام حب ازلي ابدي ما دام الليل والنهار الدكتور اكرم الجبوري

تمسك البعث والاحرار في العراق والاقطار العربيه بالقائد صدام حسين اشعل الساحه الوطنيه والقوميه باوار الثوره والمقاومه والتحرير.وبعد اكثر من عشرين عاما ما تزال امريكا وبريطانيا وايران والكيان الصهيوني يرتعدون من ذكر اسم رئيس جمهورية العراق الرئيس القائد الشهيد صدام حسين. قبل ذكرى إحياء ميلاده ال86 بدأت ماكيناتهم التشويهية التضليلية بإتباع مخطط تشويه صورة الرئيس القائد العربي من خلال نزع الهوية الوطنية والقومية عنه بالادعاء بانه من أصول هندية نقلا عن لسان أسوأ خلق الله المدعو قيس الخزعلي.

القائد صدام حسين من عائله عراقية عربيه اصيله لها بصمات نضاليه تاريخيه ابان الاحتلال العثماني ثم المقاومة الباسلة مع الحركة الوطنية العراقية قبل نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق.ان الحملة الإعلامية الجديدة ضد سيادة الرئيس القائد صدام حسين تُشن في الوقت الذي يتحضر فيه العراقيون وشعبنا العربي للاحتفال بذكرى ميلاده التي اصبحت تقليدا من تقاليد العراق والساحة القومية، وكأنها إعادة البيعة للرئيس الشهيد ولخطه البعثي الوطني العروبي.

ان شعب العراق شعب الارض والحضارة والتاريخ والاصالة لن يتأثر بتلك الحشرات الإعلامية وبمن يطلقها، والتي إن دلت على شيء فإنها تدل على مدى افلاسهم وعجزهم عن التصدي لتسونامي الشارع العربي في تعبيره عن وإخلاصه ووفائه لقائدهم وحبيبهم المقاوم المقاتل للتحرير العزيز صدام حسين. اما لماذا بدأت أميركيا لعبة السلالة بالحملة الشرسة الإعلامية؟؟ فلإن الشعبية الوطنية والقومية للشهيد ابو عدي وما يمثل من قيم وشجاعة وبطولة قل نظيرها في عصرنا الانبطاحي هذا، تزداد كل يوم، وخاصة بين الاجيال الصاعدة التي ولدت بعد احتلال العراق. ان اعداء العراق والعرب والإنسانية قد فشلوا في عزل وتحييد الشعب العربي عن القائد صدام حسين.

ان صوره وخطاباته تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي، سيرته تتداولها الأجيال في بيوت العراقيين والعرب، واسم صدام يُطلق على المواليد الذكور من موريتانيا لليمن. لقد تعرض الرئيس القائد صدام حسين لشتى انواع الأسلحة الإعلامية والنفسية السياسية، لتشويه صورته في حياته وحتى بعد اغتياله البشع، لهدف عزله عن العقول والاذهان الوطنية والقومية. ان اللعبة الجديدة المدعومة إعلامياً، قبرها في مهدها حب ووفاء العراقيين والعرب للشهيد صدام الذي لم يحظ به قائد او رئيس عربي في عصرنا الحاضر.

"صدام حسين أصبح رمزا يبعث في النفوس الصادقة القوة والامل والفخر بأمة مازالت تنجب العظماء وتقدم الشهداء".* "إن الزمن لن يطمس جذوة حب قائد بححم صدام حسين المجيد لأنه حب خالد خلود الانسانية في القلوب والوجدان.. حب غزلت خيوطه من دموع الارامل واليتامي.. و دماء الشهداء و الصادقين.. حب عجنت خلطته بماء الوفاء و العرفان بالجميل.. فهو حب أزلي أبدي مادام الليل والنهار".**

* عربية من الاردن

** عربية من بلاد شنقيط

 

6- ويبقى صدام حسين اسما محفورا في جرانيت التاريخ الرفيق صالح حسن الدليمي

بالرغم من أن ذاكرتنا وحياتنا إزدحمت بما لا يُحصى من الأهوال والمآسي والمصائب التي جلبها الى وطننا وشعبنا فسّاق الأرض ولصوص لا دين ولا قِيم ولا أخلاق عندهم الاّ أننا لا ننسى أبدا فهو ليس مجرد ذكرى ذالك اليوم المجيد المشهود حيث كنت فيه بامتياز البطل الشهيد الذي أبى أن يموت الاّ واقفا مرفوعا الرأس كنخيل وتاريخ العراق وشعبه الأبيّ ثافب البصر واثق الخطى في تحدي ليس له قرين أو مُقارن في التاريخ. ومَن شاهدك وأنت قاب قوسين أو أدنى من الموت الجسدي لم يشك أبدا بانك كنت الوحيد الذاهب الى الحياة في قلوب الملايين بينما قتلتك المُصابون بالرعب والهلع ماضون الى مزبلة الخزي والعار ومقبرة النسيان الأبدي.

لقد سعى أعداؤك وبذلوا كل جهد ومارسوا كل الحيل والألاعيب وفنون الشعوذة والتزييف والجدل وهم خبراء مختصون في هذه الميادين من أجل إقصائك عن دائرة الضوء وإثارة الغبار والأتربة ليحجبوا عن الناس الحقيقة الحقيقية التي كنت تمثّلها.

وكان شعبك الوفي على يقين بأن كل ما قيل وكُتب وروّج عنك وضدّك أعداؤك الحاقدون من طائفيين وعنصريين ودُعاة مظلوميات لم يكن الاّ فحيح أفاعي سامّة وعواء ذئاب مسعورة ونباح كلاب ضالّة. وفي النهاية التي سطّرتها بدمك الزكي وبكلماتك المقدسة وبصمودك الأسطوري خابت وأيما خيبة آمال تلك العصابة التي تحكم العراق اليوم في أن يروك ميتا جسدا ملقى في زاوية مهملة.

فعراقهم اليوم خلافا لعراقك الزاهي الأمن المستقر المتكبّر الشامخ الطموح ضرب أرقاما قياسيا في كلّ ما يسيء لنا كشعب ولعراقنا الحبيب كوطن. فبفضل حكامنا الجُدد فُزنا بالمداليات الذهبية بعد أن إنتزعناها بجدارة وبطولة من الصومال وأفغانستان ودول لم يسمع بها أحد في الفساد المالي والاداري والرشوة وسوء الادارة والتنظيم وفقدان الأمن والأمل ولقمة العيش أيضا. وكدولة صار عراقهم الجديد كالبعير المعبّدِ يخشاه الناس وتتجنّبه الدول الأخرى حتى الجيران رغم أن "الجار حقّه عالجار" إستأسدوا علينا في غيابك وصار ظُلمهم أشد من وقع ألف حُسام مهنّدِ.

وكانت تكفي في يوم ما خطبة واحدة منك لكي ترتعد هلعا وخوفا فرائصهم وعروشهم وشورابهم الخالية من الرجولة فلا مجال هنا للمقارنة فأنت الثُريّا وهم ما دون الثرى. وبما أنهم من فصيلة الفئران والعقارب والزواحف فقد حشروا أنفسهم في جحور وثقوب المنطقة الخضراء بحماية حراب الغزاة المحتلّين أمريكان ومجوس وصهاينة وألف إبن علقمي ساقط لا يملكون الجرأة في الوقوف مترا واحدا خارج مكاتبهم المحصّنة أو مواجهة الناس ولو لخمس دقائق بينما يدّعون ليل نهار أنهم جاؤوا لتحرير الشعب العراقي من"ديكتاتورية" صدام حسين وبناء دولة المؤسسات والقانون وإشاعة الحرية.

ويا ليتهم وهذه أمنية كلُ عراقي اليوم تمكّنوا من تحقيق واحد في المئة فقط ممّا صنعه وحقّقه وإنجزه الشهيد صدام حسين للشعب العراقي.

لقد أثبتت تجارب سنين الاحتلال الدامية وحكم عصابة المحميّة الخضراء من ذوي السوابق ومحترفي العمالة والخيانة وبيع الضمائر والشرف بأن عصرك "الديكتاتوري" هو من أزهى العصور وأكثرها إستقرارا وأمنا. وثمّة أكثر من دليل وبرهان على أنك كنتَ العادل في كل شيء حتى في ما لا نتفق معك عليه ونرفضه. وكنت الصادق قولا وفعلا وكنت الأكثر وضوحا في الرؤيا وفي التفكير. وكنت الأكثر إخلاصا وتفانيا رغم وقوع العديد من التجاوزات والانتهاكات هنا وهناك للعراق وشعبه. وكنت قبطان متمرس لسفينة العراق التي أردت أمواج الشر والغدر والضغينة أن تحطّمها وسط البحر الهائج وتترك ركابها الآمنين لقمة سائغة لأسماك وحيتان البحر المجوسي الصهيوني.

قد يختلف الناس معك وحولك وهذا أمر أكثر من طبيعي.

وقد يطول حقد الحاقدين وشماتة الشامتين بك وبرفاق دربك سواء الشهداء منهم أو الأحياء الذين رفعوا راية الله وأكبر ومضوا في نفس الطريق الذي لا طريق سواه لتحرير العراق من كل محتل وغازٍ وعميل. وقد يطول بنا ليلنا الداكن المكفهّر تحت سماء ملبّدة بغيوم الطائفية والعنصرية والقبلية. لكن التاريخ وشعبك الوفي قد قالا فيك الكلمة الأخيرة بانك باقٍ وهمُ الراحلون وأنك خالدٌ وهمُ الزائلون وأنك حاضرٌ أبدا وهمُ الغائبون. ومهما طبّلوا وزمّروا وإقاموا الأفراح والأمراح وملأوا الفضائيات صراخا وزعيقا ونهيقا حول ديمقراطيتهم الطائفية المشؤومة أو منحوا أنفسهم ألقابا ومناصب وأوسمة وإستحدثوا لهم وزرارات جديدة ومؤسسات عجيبة فسيبقون مجرد دُمى خشبية بلا ضمائر ولا أرواح أو مشاعر بيد أسيادهم المحتلّين مجوس وصهاينة وأمريكان وعرب خانوا وباعوا عروبتهم ودينهم بحفنة دولارات ملطّخة بدم آلاف الأبرياء. فنم قرير العين أيها الرئيس الشهيد. فإن نجومهم السوداء آفلة لا محالة عن سماء بغداد الحبيبة.

 

7- لماذا تحتفل الأمة بذكرى ميلادك أيّها الرئيس الشهيد!؟ هشام ابراهيم عبيد

في الحقيقة إنّ الفرق يكاد يكون معدوماً بين ذكرى الميلاد وبين ذكرى الشهادة.. ذاك لأن الرّأي العام يتوقّف عند صاحب الذّكرى لذاته وليس عند الذكرى المرتبطة بتاريخ محدّد وبيوم معلوم. وقد بات معلوما، أصبح أمراً متكرراً أن يحتفل الناس لمجرّد أن يلفظ أحد ما اسمك أيها الرئيس الشهيد ليتحوّل المشهد إلى احتفال بالميلاد أو بالشهادة.

هذه الخصوصيّة لم تتوفّر لأحد غيرك.. وهذا الأمر ليس بحكم المصادفة، بل هو نتيجة مسيرة فوق العادة حتّى في حياة قادة شعوب الأرض، فتفوّقت عليهم أجمعين في أنك ملكت العقول قبل القلوب، ودليلنا أنّ الكل يحشد الادلّة والأسباب التي تدفع إلى اعتبارك شخصيّة لا تتكرّر.. وهذا بفضل سجلّك الغنيّ بالتجارب والمواقف التي من شأنها أن تصنع القادة المميزين.وهذه الميزة تجعل من الواجب على الأمناء على مسيرتك الطاهرة أن يعمدوا إلى نشر سيرتك الطاهرة في الاجيال باستمرار لكي يتمّ تكريسك شخصية الإنسان العربيّ النموذجيّ والذي يطمح كل جيل إلى الاقتداء به وتقليده. وهذه المهمة يجب أن تحاط بهالة من القدسيّة حفاظا على زخم الأمة المتصاعد من جيل لجيل.

أبا عديّ.. كلّ عام وأنت بخير.. وكلّ قرن وأنت القدوة.

 

8- أتيتَ على عجل الرفيق ابو عبدالله- لبنان

عَلى مَحْمَلِ الذِّكْرى أتَيْتَ عَلى عَجَلْ

يُخُبُّ بِكَ الرَّكْبُ الرَّحِيْلَ مَتى ارْتَحَلْ

أتَيْتَ وَلَكِنْ مِنْ هُنا، مِنْ دُمُوْعِنا

فَلا الجُرْحُ قَدْ أعْفى، وَلا الجارِحُ انْدَمَلْ

شِراعُكَ في رَكْبِ الزَّمانِ شَرِيْعِةٌ

إلى مُنْتَهى الأزْمانِ تَسْخُوْ فَتُنْتَهَلْ

وَها أنْتَ وَالبُشْرى تَطُوْفُ عَلى الوَرى

تَجُوْلُ، تُنادي: يا رِفاقُ إلى العَمَلْ...!

بِصَوْتِكَ أنْتَ اليَوْمَ تَنْجابُ بَيْنَنا

فَصَدّامُ قَطْعاً لا مَثِيْلَ لَهُ امْتَثَلْ

بِقَدِّكَ يَخْتالُ الجَمالُ بِقَدِّهِ

بِمَصْقُوْلِ وَجْهٍ لا يُخالِطُهُ زَغَلْ

بِهِمَّةِ أجْيالٍ، وَرُؤْيَةِ قائِدٍ

وَوَثْبَةِ أحْرارٍ، وَدَعْوَةِ مُبْتَهِلْ

أتَيْتَ، كَما عَوَّدْتَنا، تَتَفَقَّدُ

الثُّغُوْرَ وَتُوْصي، لا تُغادِرُ دُوْنَ حَلّْ

تُنادي، وَفي النَّفْسِ النِّداءُ رِسالَةٌ

يُوَثِّقُها الإيْمانُ بِالقُدْوَةِ اكْتَمَلْ

كَفَاكُمْ بُكاءً، وَانْتِظارَ عَجِيْبَةٍ

فَمُعْجِزَةُ الأبْطالِ يَصْنَعُها بَطَلْ

وَبِالتَّضْحِياتِ الغالياتِ، جَمِيْعُنا

نَجُوْدُ، فَأكْرِمْ بِالفِداءِ مَتى فَعَلْ

كَفاكُمْ فِراقاً وَافْتِراقاً، تَوَحَّدُوا

عَلى القَسَمِ الحَقِّ الَّذي بِكُمُ انْشَغَلْ

وَقَفْتُ، وَفي جِيْدِ المَنِيَّةِ ههُنا

تَذَلَّلَتِ الهاماتُ، وَانْهارَ مَنْ جَهِلْ

وَعَيْني عَلَيْكُمْ، وَالفُؤادُ عَلى الذُّرى

فَأشْهَدْتُ رَبَّ العالَمِيْنَ عَلى الأجَلْ

وَسالَتْ شَرايِيْنُ التُّرابِ عَلى التُّرابِ

وَانْفَجَرَ المَرْصُوْدُ بِالنُّوْرِ، فَاغْتَسَلْ

رُوَيْداً رُوَيْداً يا حَقِيْقَةُ، أوْسِعي

لَنا، فَمَنِ اسْتَهْدى بِكِ الدَّرْبَ قَدْ وَصَلْ

خُذِيْني إلى صَدّامَ، وَاسْتَوْثِقي يَدي

فَإنّي عَلى ما كانَ كُنْتُ، وَلَمْ أزَلْ

لِذِكْرِكَ، وَالسّاحاتُ بَعْدَكَ ظُلْمَةٌ

بَرِيْقُ رَجاءٍ كَالعَزاءِ بِنا صَهَلْ

وَفي كُلِّ نَفْسٍ صَيْحِةٌ، أنْتَ نَبْضُها

تَهِيْبُ بِمَظْلُوْمٍ، وَ تُمْسِكُ مَنْ خَذَلْ

فَلا وَالصِّراعُ انْشَقَّ عَنْ كُلِّ فِتْنَةٍ

تُناصِرُ شَيْطاناً، فَيَنْصُرُها هُبَلْ

وَلِلْهِيْمِ في قُطْعانِها ضَجَّةٌ، وَما

لَها في الوَرى فَضْلٌ، وَلا يُرْتَجى أمَلْ

فَلَيْسَ لَنا غَيْرُ الرِّسالَةِ بُغْيَةً

رِسالَةُ قَوْمٍ يَهْتَدُوْنَ بِمْنَ بَذَلْ

عَهِدْنا إلَيْكَ الرّايَةَ، اشْتَدَ عَقْدُها

فَسِيْرَتُكَ المُثْلى، وَمَنْهَجُكَ المَثَلْ.

 

9- في ذكرى ميلاد بطل الامة - الرفيق أبو العز الجنابي

ونحن نحتفل بذكرى ميلاد شهيد الحج الأكبر الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته لابد لنا وأن نستذكر مقولة الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته (صدام حسين هدية البعث للعراق وهدية العراق للأمة) هذه المقولة كانت التعبير الحقيقي في وصف الرمز الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله الذي كان هاجسه الرئيسي هو توحيد الأمة ولملمت شتاتها ورص صفوفها لتكون قوة ضاربة لها شأن في العالم تؤثر به كما تتأثر فيه لكن من موقع الفاعل الحقيقي وليس التابع الذليل..

مناقب ومآثر الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله كثيرة ومتعددة ويصعب حصرها في جانب معين لأنها شملت كل مناحي الحياة ورفدتها بكل مقومات ديمومتها وثباتها وعزتها ونصرها فقد كان رحمه الله القائد الفعلي لمعركة التأميم الخالدة ضد شركات الاحتكار العالمية والذي تمخض عن قرار تأميم النفط وهو المهندس الذي تبنى قرار الحكم الذاتي لأبناء شعبنا الكردي ليتبلور في بيان 11 آذار التاريخي من عام 1970. والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله قائد ملحمة القادسية الثانية.. قاسية صدام المجيدة.. تلك الملحمة التي أعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها من خلال ما حققه أبناء العراق من أنتصارات متتاليه على العدو الفارسي جعلت من الخميني الدجال يوافق على وقف الحرب وهو يتجرع كأس السم الزعاف.

الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله هو القائد الوحيد الذي أمر بدك تل أبيب بالصواريخ العراقية والتي بلغ عددها 39 صاروخا أطلقها رجال العراق الأبطال على الكيان الصهيوني الغاصب.لذا حين نستذكر ميلاد الرفيق المناضل البطل صدام حسين رحمه الله فأننا نستذكر معه تاريخ الأمة بكل عنفوانها وشبابها ولحظة أدراكها ووعيها لما يجب أن تكون عليه ذاك أنها حاضرة التاريخ وملهمة العلم والفن والأدب كونها أمة مجيدة لا ترتضي سوى المجد عنوانا لها وكان الشهيد البطل صدام حسين وأسكنه فسيح جناته رحمه الله عز عنوان مجدها وزهوها وشموخها.

المجد والخلود لشهداء حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته

عاش العراق وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر الى البحر

تحيه لرفاق البعث الأبطال في ذكرى الميلاد الميمون للشهيد البطل صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

 

10- صدام حسين هدية البعث للعراق الرفيق ابو غسان- لبنان

ليس عبثا أن يقول مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي المرحوم الرفيق ميشال عفلق أن صدام حسين هو هدية البعث للعراق فهو منشىء العقيدة وراسم مسارها وهو الذي عاصر الرئيس صدام عن كثب منذ ما قبل ثورة 17-30 تموز 1968 المجيدة واكتشف مزايا شهيد العصر الفكرية والنضالية وخَبَر قبل وبعد الثورة كيف سيكون لشهيدنا بصمات تاريخية على المسارات المختلفة لثورة تموز 68 لأنه ليس عضوا او قائدا عاديا في الحزب بل هو شخص امده الله بمزايا شخصيةٍ استثنائيةٍ كانت وراء ما قاله بخصوصه القائد المؤسس بل وما توقعه من الشهيد صدام.

ونحن البعثيون واعون جدا بل وشهود على كل ذلك، وانا أسمح لنفسي (بتواضع كبير) أن أضيف أن شهيدنا هو هدية للأمة العربية بل والإنسانية وسوف اشرح هذا وابسطه. فلم يعطِ أي رئيس عربي لفلسطين من التزام ودفاع وتضحية وكلفة غالية في علاقات العراق السياسية مع العالم يكفي أن نستعيد قوله أن فلسطين موجودة حيثما تطلعنا إلى الجهات الأربع. لقد دفع الحزب والعراق اثمانا باهظة في سبيل هذا الموقف وهو لا نستكثره على فلسطين الحبيبة وشعبها المرابط. إنه الموقف الملتزم والثابت في مبادىء الحزب الذي علمنا مؤسسُه أن فلسطين هي طريق الوحدة والوحدة هي طريق فلسطين، مخطىء من يتصور للحظة واحدة أن هناك رئيسا عربيا واحدا في التاريخ الحديث يشبه صدام حسين في علاقته بفلسطين،ألم يقل وهو على منصة الإستشهاد عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.

اما الجانب الآخر مما وجده البعثيون والعرب عموما على امتداد الوطن العربي في صدام حسين هو أنه أيضا هدية للأمة العربية بكاملها، لقد وقف عراق البعث و صدام حسين إلى جانب كل قطر عربي في وجه اي اعتداء اجنبي وموقفه من حرب 1973 ورغم الإساءة التي طالت العراق من النظام السوري فقد رأيناه يدفع بالقوات العراقية من كل الأسلحة الجوية والبرية لحماية سوريا وعاصمتها دمشق من العدوان الصهيوني والإحتلال ونفس الأمر بالنسبة للقطر المصري حيث أعترف الرئيس المصري أنور السادات أن الطيران العراقي الذي شارك في الحرب على الجبهة المصرية كان وراء تقدم القوات المسلحة المصرية ومن هذه النقطة اعتبر السادات أن للعراق دين في رقبة مصر سعى إلى تسديده بالوقوف إلى جانب العراق في حربه ضد العدوان الفارسي عام 1980 على خلاف نظام الأسد الذي تنكر للعراق ووقف إلى جانب إيران في عدوانها على العراق.ماذا نقول أيضا عن اليمن وتوحيده وعن لبنان وامداده بكل احتياجاته أثناء العدوان الصهيوني عام 1978 والغزو عام 1982 قد لا تتسع مقالة كهذه في ذكر كل القيم التي جسدها صدام حسين في شخصيته وفي أدائه على الصعيد الحزبي والشعبي والرسمي. هل نذكر إستقبال العراق لملايين المواطنين العرب من المغرب الى المشرق بدون تأشيرات دخول والعمل على أراضيه بكل كرامة واحترام للحقوق.

لم يتردد العراق ايام صدام حسين من أي موقف سياسي دولي لحماية حقوق العراق وفلسطين والأمة العربية وقد قدم العراق تضحيات لا تعد ولا تحصى في سبيل تثبيت الحق والالتزام بالقيم خاصة قيم الرجولة التي طلب منا أن نتذكرها إن نسينا القيم الحزبية هل هناك أروع من هكذا التزام، لقد تشرفت بلقائك أيها العظيم بكل شيء مع مجموعة من الرفاق وسألتنا عن لبنان والعمل الحزبي فيه وقلت لنا بكل صدق وبشيء من رفع معنوياتنا " أن رفاقنا في لبنان يناضلون بكل إيمان بالحزب رغم تعرضهم لكل أنواع المواجهة مع القوات السورية اغتيالات واعتقالات ونفي الخ " لا زلنا أيها القائد البطل الشهيد على العهد نسير على خطى المبادئ التي تعلمناها منك ومن باقي قادة حزبنا المناضل رغم خروج البعض عن المسيرة.

 

مقالات عامة

1- انطباعات أوليّة عن الأزمة السودانية حسن نافعة

الميادين (almayadeen.net)

يسهل على أي مراقب للأوضاع السودانية رصد وتتبّع مسار الخلافات المحتدمة منذ فترة بين قيادة الجيش السوداني ممثّلة في الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من جهة، وقيادة قوات الدعم السريع ممثّلة في الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من جهة أخرى. ومع ذلك فلم يكن بوسع أحد أن يتوقّع تصاعد هذه الخلافات إلى حد اندلاع صدام مسلّح وخطير بين الطرفين على النحو الذي نشهده منذ الـ 15 من نيسان/أبريل الحالي، ما قد يؤدي ليس إلى إشعال حرب أهلية شاملة فحسب، بل وإلى تفتيت السودان نفسه وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها.

ولفهم حقيقة ما يجري حالياً، ينبغي ربطه بالأزمة الشاملة التي يعاني منها النظام السياسي السوداني منذ استقلال البلاد في بداية النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي حتى الآن، وهي أزمة ثلاثية الأبعاد:

أ‌-فهناك بُعد يتعلّق بالصراع التاريخي المحتدم بين الجيش السوداني، من ناحية، وكل مكوّنات المجتمع المدني وأحزابه السياسية، من ناحية أخرى. ومن المعروف أن الحياة السياسية في السودان تتسم، ومنذ استقلال السودان عن مصر في أول كانون الثاني/يناير عام 1956 حتى الوقت الراهن، بصراع مرير بين الطرفين، جسّدته سلسلة من الانقلابات العسكرية التي تفضي بدورها إلى ثورات شعبية تطيح بها وتسعى من دون جدوى إلى إقامة حكم مدني قابل للدوام.

ففي عام 1958 وقع انقلاب عسكري قاده إبراهيم عبود الذي تمكّن من حكم البلاد لمدة 7 سنوات قبل أن تطيح به ثورة شعبية اندلعت عام 1964. وفي عام 1968 وقع انقلاب آخر قاده نميري الذي تمكّن من حكم البلاد لمدة 16 عاماً قبل أن تطيح به ثورة شعبية اندلعت في نيسان/أبريل عام 1985. وفي عام 1989 وقع انقلاب ثالث قاده البشير الذي تمكّن من حكم البلاد لمدة 30 عاماً قبل أن تطيح به ثورة شعبية اندلعت في 2019.

لكنّ الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع تعاونا للانقلاب عليها عام 2021 من دون أن يتمكّن أي من الطرفين من حسم الصراع لصالحه حتى الآن. أي أن الجيش السوداني كانت له الغلبة في هذا الصراع وتمكّن من السيطرة في معظم الأوقات باستثناء سنوات قليلة.

بـ-وهناك بُعد ثانٍ يتعلّق بالصراع المحتدم داخل مؤسسات المجتمع المدني السوداني نفسه. فرغم ما يتمتع به الشعب السوداني من حيوية ومن وعي سياسي كبير، إلا أن النخب السياسية السودانية عجزت دوماً عن التوافق فيما بينها على صيغة لإدارة الدولة والمجتمع بطريقة تسمح بتحييد دور الجيش وبناء دولة مدنية حديثة.

ويعود ذلك لأسباب كثيرة، ربما يكون أهمها التنوّع العرقي والديني والطائفي والقبلي الذي يتسم به المجتمع السوداني، من ناحية، والتداخل الكبير بين الديني والسياسي والطائفي والجهوي في الحياة السياسية السودانية، من ناحية أخرى.

صحيح أن الشعب السوداني تمكّن في أحوال كثيرة من توحيد صفوفه وقواه في مواجهة "حكم العسكر"، ما مكّنه من إشعال ثورات شعبية كبرى نجحت في الإطاحة بقادة الانقلابات، لكن جميع ثوراته فشلت في إرساء دعائم حكم مدني مستقرّ وقابل للدوام. بل إن أحزاباً سياسية سودانية مختلفة الرؤى والتوجّهات تعاونت في فترات تاريخية مختلفة مع قادة الانقلابات لتشكيل حاضنة مدنية لحمايتها ودعمها.

فإذا أضفنا إلى ما تقدّم ما أدّته الحركات الانفصالية المسلّحة من دور سلبي في الحياة السياسية السودانية، كالحركات التي نجحت بالفعل في فصل جنوب السودان أو الحركات الموجودة حالياً في دارفور وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لتبيّن لنا حجم الصعوبات والعقبات الهائلة التي تعترض قدرة السودان على تأسيس دولة مدنية حديثة.

جـ- وهناك بُعد ثالث يتعلّق بطبيعة المؤسسة العسكرية السودانية نفسها وميلها الغريزي للتدخّل في الشأن السياسي. ويعود ذلك إلى عوامل كثيرة منها:

1- انتشار الأفكار والأيديولوجيات السياسية بين كوادرها وقياداتها، ما شكّل عقبة حالت دون تحوّل الجيش السوداني إلى جيش مهني محترف.

2- عجزها عن التحوّل إلى بوتقة صهر اجتماعي لترسيخ فكرة المواطنة بين المنخرطين فيها وتذويب الفوارق الناجمة عن التنوّع العرقيّ والديني والطائفي الذي يميّز المجتمع السوداني.

3- دخولها طرفاً في لعبة الصراع على الثروة من خلال مشاركتها المتنامية في الأنشطة الاقتصادية المتنوّعة، ما ساعد على ظهور مصالح ذاتية تدفع نحو انخراطها بشكل دائم في العمل السياسي.

فإذا أضفنا إلى ما تقدّم أن الرئيس عمر البشير ارتكب في عام 2013 خطأ قاتلاً حين قرّر تحويل قوات "الجنجاويد" إلى قوات نظامية موازية تعرف باسم "قوات الدعم السريع"، والتي صل عددها الآن إلى ما يزيد عن 100 ألف فرد، وقام بوضعها تحت إمرة قيادة مستقلة إلى حد كبير عن قيادة القوات المسلحة، وأتاح لها من الإمكانات العسكرية ما جعلها تبدو كجيش داخل الجيش، لتبيّن لنا حجم التعقيدات التي أصابت الحياة السياسية في السودان وتراكمت بمرور الوقت. ومن المعروف أن قوات الدعم السريع تسيطر حالياً على معظم مناجم الذهب في السودان، وأن قائدها أصبح واحداً من أغنى أغنياء السودان.

نخلص مما تقدّم إلى أن الأزمة الراهنة، والتي تحوّلت إلى صدام مسلح بين جناحين ينتميان إلى القوات المسلحة السودانية، تعكس بشكل دقيق مجمل التعقيدات التي أصابت الحياة السياسية، ولها أبعاد وتداعيات بعيدة المدى على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية. فهي على الصعيد المحلي، تعد امتداداً طبيعياً للأزمة التاريخية المتجذرة التي تحكم العلاقة بين المجتمع المدني والطبقة السياسية السودانية، من ناحية، والقوات المسلحة السودانية، من ناحية أخرى.

فرغم كل ما يتمتّع به المجتمع المدني السوداني من حيوية ومن طاقات نضالية هائلة، لا تزال النخب السياسية السودانية غير قادرة على توحيد صفوفها وفرض إرادتها على القوات المسلحة التي احتكرت السلطة في معظم الأوقات وتريد الآن الاحتفاظ بها بأي ثمن، وبالتالي إجهاض ثورة 2019 مثلما أجهضت من قبل كل الثورات التي قام بها الشعب السوداني في مراحل تاريخية مختلفة.

غير أن الأزمة السياسية الحالية تبدو مختلفة عن كل ما سبقها من الأزمات التي أفرزها الصراع على السلطة، وذلك لأنّ المؤسسة العسكرية السودانية لم تعد الآن متماسكة تحت قيادة موحّدة مثلما كان عليه الحال من قبل، وإنما تتنازعها قيادتان تحاول كل منهما استمالة فصيل مدني إلى جانبها.فقائد قوات الدعم السريع، على سبيل المثال، يتهم القائد العام للقوات المسلحة السودانية بأنه ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي الذي يحاول إعادة إنتاج نظام البشير، على الرغم من أنه هو نفسه نتاج نظام البشير الذي عيّنه قائداً لقوات الدعم السريع.

لذا يمكن القول إن الطموحات الشخصية تؤدي دوراً مهماً في الأزمة الراهنة، ما يجعلها أقرب ما تكون إلى صراع على السلطة بين جناحين عسكريين منه إلى صراع سياسي بين برنامجين أو رؤيتين مختلفتين، فكل منهما يريد الانفراد بالسيطرة على الجيش حتى يتمكّن من الانفراد بعد ذلك بالسيطرة على السلطة واستعادة "حكم العسكر" من جديد.وعلى الصعيد الإقليمي، تتشابك خيوط هذه الأزمة مع أزمات أخرى في المنطقة. ففي تشرين الأول/أكتوبر من عام 2020 تمكّنت "إسرائيل" من إحداث اختراق على الجبهة السودانية حين نجحت في إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع السودان وقّع عليه رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان.صحيح أن تفعيل هذا الاتفاق يحتاج إلى تصديق البرلمان السوداني الذي لم يتشكّل بعد، لكن الاتصالات بين "إسرائيل" ونظام الحكم القائم حالياً في السودان بمختلف أجنحته لا تزال مستمرة، بدليل تصريح نتنياهو مؤخّراً باستعداده للتوسّط بين الأطراف المتنازعة.

ومن الواضح أن لرئيس الوزراء الإثيوبي علاقات عميقة بالعديد من أطراف الأزمة الراهنة وسبق له أن مارس دور الوساطة فيما بينها، ومن ثم فليس من المستبعد أن يحاول التدخّل فيها لتحقيق مصالح وأهداف إثيوبية محدّدة. ولحميدتي والبرهان علاقات متشابكة بكل من السعودية ودولة الإمارات العربية. فقد شاركت وحدات من الجيش السوداني ومن قوات الدعم السريع في حرب اليمن، ولكلا البلدين مصالح اقتصادية ضخمة في السودان.

وقد نشرت صحيفة الغارديان مؤخّراً تقريراً يشير إلى وجود علاقات خاصة تربط بين دقلو ودولة الإمارات التي تشتري منه معظم إنتاج الذهب المستخرج من المناجم السودانية التي يسيطر عليها. فإذا أضفنا إلى ما تقدّم أن تحقيق الاستقرار في السودان يمسّ بشكل مباشر بأمن مصر الوطني لأدركنا أن ما يجري في السودان يشكّل أزمة إقليمية بكل معنى الكلمة.وعلى الصعيد العالمي، يمكن القول إن اندلاع صراع مسلّح بهذا الحجم في السودان، وبحكم الوضع الجيو سياسي لهذا البلد، وما يثيره من تنافس بين القوى الكبرى، يشكّل تهديداً لمصالح دولية كبرى ومن شأنه التأثير على التوازنات الدولية، وهو ما يفسّر الاهتمام الشديد الذي تبديه الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، وكلها موجودة بشكل أو آخر على الساحة السودانية ويحاول كل منها دفع الأزمة الحالية في الاتجاه الذي يحقّق مصالحها.

لذا على العالم العربي أن يبذل كل ما في وسعه لإيجاد حل عربي لهذه الأزمة والعمل بكل الوسائل الممكنة للحيلولة دون تدويلها، وإلا فسيخسر الكثير. فهل يستطيع؟

 

2- في مصطلحات الحديث الشريف.. الشاذ والمنكر بقلم زهير سالم*

ثمة أزمة مصطلحات في بعض العلوم الاسلامية، تتبدى في اختيار مصطلح غير ملائم في دلالته اللغوية، على المراد منه علميا، وأحيانا تكون الفجوة علمية وأحيانا أخلاقية أو ذوقية..نأخذ مثلا مصطلح الفرضيين، أصحاب علم الفرائض، ومصطلحهم الغاية في البؤس والشناعة "الجد الفاسد" ويريدون به الجد لأم الذي لا سهم له في ميراث. أوصاف كثيرة يمكن ان تغني عن هذا المصطلح، يمكن ان أقول: "الجد الجميل" "الجد الحاني" "الجد الخالي" "الجد المشفق" وأقصد المعنى نفسه، وأجنب إسقاط وصف الفساد على كل من كان جدا لأم، ولاسيما ونحن نعلم أن مكانة الجد لأم قد لابسها سيد العباد..فكان خير جد لخير الأحفاد.

من ذلك في علم مصطلح الحديث: الحديث الشاذ والحديث المنكر، وهما جنسان من نوع واحد، يكاد يظن من يسمع بهما ممن لا دراية له بمصطلح الحديث، وبحكم الدلالة اللغوية المجردة، أنهما من فظائع الروايات..الحديث الشاذ: بكل بساطة هو حديث خالف فيه الثقة الثقات..يعني لولا المخالفة لصنف صحيحا، بسنده ومتنه.ولذا اشترطوا في صحة الحديث صحيح الاسناد، رواه الثقة، أن لا يكون شاذا ولا معلولا..قال البيقوني في منظومته عن أقسام الحديث:أولها الصحيح وهو ما اتصل اسناده ولم يشذ أو يعل فالشذوذ أن يروي ثقتان، أو أكثر رواية، ويروي ثقة آخر، ننتبه، ثقة آخر ما يخالفها..

التعبير عن هذه الحالة يمكن ان يكون باختيار وصف، أخف وطأة من الدلالة اللغوية للفظة الشذوذ، ولاسيما أن للمخالفة أحيانا أسبابا زمنية، مفسرة، وأن مثل هذه المخالفة وقعت في الروايات من خيار الصحابة.ووصف الحديث "المنكر" أشد وطأة في الدلالة على النكارة، وإثارة للفزع والهلع من حقيقة الحديث، الذي كل ما فيه، أن راويا أقل توثيقا، خالف من هو أو من هم أوثق منه، ولذا قلت الشاذ والمنكر جنسان من نوع واحد، فالدلالة اللغوية للفظة المنكر تذهب بنا إلى دوامات الحديث الموضوع، أو المفترى أو المكذوب، وكأن سنده ومتنه موضع إنكار المنكرين، فتحضرنا فورا عند سماع وصفه آية (وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)

لا شكك أننا سنجد في مصطلحات العلماء من محدثين وفقهاء ونحويين وغيرهم توفيقا كبيرا في اختيار المصطلحات، ولكن سيظل في النفس أشياء من مثل تسميتهم "المسألة الزنبورية" و"المسألة الحمارية" وقولهم "أخفى من "كسب الأشعري"وهي حالات وإن كانت محدودة فمن الواجب ان نتحرز منها في عصر مشاعية المعرفة، وانتشار الثقافة..

لندن: 24/4/2023 *مدير مركز الشرق العربي

 

3- عودة الباطنية كتبه أ.د. علي بن محمد عودة

*هل أصبحنا في العصر الذهبي للامبراطورية الباطنية التي تحكم بغداد ودمشق وبيروت واليمن**الباطنية.**المؤسس الأول للعمليات الارهابية في تاريخ المسلمين هو الرافضي الفارسي الحسن بن الصباح مؤسس طائفة الباطنية الفدائية في القرن الخامس الهجري.**الباطنية فرقة انبثقت عن طائفة الاسماعيلية الرافضية الذين يثبتون الامامة في اسماعيل بن جعفر الصادق والباطنية لقب من القابهم لانهم يقولون:-(ان لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا) وقد اسس حركة الباطنية الحشيشية الفارسي الحسن بن محمد الصباح الذي سافر من ايران الى مصر وقابل الخليفة العبيدي (الفاطمي) المستنصر وتلقى منه أصول الدعوة الاسماعيلية وعاد الى فارس وأستولى في سنة 473 هجرية على قلعة الموت التي عرفت بأسم عش العقاب لمناعتها وحصانتها حيث تقع على قمة احد الجبال في سلسلة جبال زاجروس غربي ايران وقد بنوا وسيطروا على نحو 50 قلعة فيها.*

*وقد وضع الحسن الصباح لاتباعه تنظيما دقيقا وقسمهم الى خمس مراتب وصنف كتابا من أربعة فصول ضمنه أهم مبادىء دعوته وجند فئة من اتباعه عرفت باسم الفدائيين او الحشيشية لتعاطيهم الحشيش اثناء تنفيذ عملياتهم وتميزت طائفة الحشيشية بقوة ابدانها وطاعتها العمياء لزعمائها.فهم لايتحرجون عن اغتيال خصومهم بالخناجر مهما كانت النتائج.حتى اصبح الاغتيال عندهم فنا محببا. وقد سرب ابن الصباح بعض اتباعه الى الشام فسيطروا على عدد من القلاع في جبال النصيرية مثل قلعة مصياف قرب طرابلس وقلعة الخوابي والقدموس وقلعة في جبل يسمى ابي قبيس واماكن اخرى في الشام.**وقد بدأ نشاطهم الهدام منذ وقت مبكر فاغتالوا الوزير السلجوقي العبقري نظام الملك صاحب كتاب سياسة نامة أي الحكم والسياسة فاغتالوه سنة 485 هجرية.*

*وكان لمقتله نتائج مدمرة على الدولة السلجوقية حيث اسهم مقتله في تدهورها وتمزقها وعدم قدرتها على مواجهة الحملة الصليبية الاولى سنة 490 و 491 هجري.**ومنذ ذلك الحين بدأوا في اغتيال الزعماء الذين رفعوا راية الجهاد ضد الصليبيين مثل الامير مودود الذي هزم الصليبيين عند طبرية سنة 507 هجرية فاغتاله الباطنية صبيحة عيد الفطر داخل الجامع الاموي في دمشق في السنة نفسها.الامر الذي افرح ملك القدس الصليبي بلدوين الاول الذي هزمه مودود.**فأرسل الصليبي بلدوين الاول الى امير دمشق يشمت بالمسلمين ويسخر منهم ويقول في رسالته (ان أمة قتلت عميدها يوم عيدها حق على الله ان يبيدها)*

*واغتال الباطنية سنة 520 هجرية امير الموصل آقسنقر البرسقي الذي بدأ يجاهد الصليبيين وذلك في صلاة الفجر. وقد قتلوا حتى بعض الخلفاء العباسيين.**ومن الخلفاء العباسيين الذين قتلوهم الخليفة الراشد وابنه الخليفة المسترشد بلاضافة الى الكثير من الوجهاء الشخصيات البارزة من المسلمين ولم يتورع الباطنية عن القتال جنبا الى جنب مع الصليبيين فقد انضم زعيم الباطنية في بلاد الشام علي بن وفا الكردي الى امير انطاكية الصليبي ريموند بواتييه ضد نور الدين زنكي لكن نور الدين تمكن من تدمير قواتهما معا وقتل ريموند وعلي بن وفا في معركة غربي حلب سنة 543 هجرية.*

*وارسل نور الدين رأس ريموند وذراع علي بن وفا اليمنى في صندوق من الفضة الى الخليفة العباسي في بغداد يبشره بالنصر وبقطع يد الباطنية الطويلة!!!!*

*وقد حاول الباطنية في بلاد الشام مرتين اغتيال صلاح الدين ولكنهم فشلوا فهاجمهم صلاح الدين وحاصرهم في قلاعهم حتى طلبوا الهدنة فاجابهم كي يتفرغ لاعادة الجبهة الاسلامية المتحدة ويتفرغ لجهاد الصليبيين. وايضا حتى لايضطرهم الى ان يسلموا قلاعهم للصليبيين وهي قريبة من حمص وحماة.**لم يقتصر دورهم الهدام في بلاد الشام على محالفة الصليبيين وقتل زعماء الجهاد بل تفشى بينهم مرض تعاطي الحشيش فافقدهم صوابهم حتى أنهم كانوا لايتورعون -على حد قول ابن أيبك الدواداري (على أن يفجروا ببناتهم وأمهاتهم وأخواتهم، كما فعلوا كل محرم في شهر رمضان ليلا ونهارا)**وكان دمار الباطنية في غربي ايران على يد هولاكو سنة 654 ودمار الباطنية في الشام على يد البطل الظاهر بيبرس الذي دمر قلاعهم واستعبدهم بالكلي.*

 

4- الطرق المعيارية لفهم الحالة السودانية سيد أمين

شبكة البصرة

حالة صدمة تعم الأوساط الشعبية العربية جراء الصدام الدامي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لتكون بؤرة الصراع الجديدة في الوطن العربي الذي ما فتئ يهنأ بانتهاء الحرب في سوريا واليمن، وسط حالة ضبابية شبه كاملة حول أسبابها ومخاطرها ومآلاتها.هناك عدة قواعد قد تساعدنا على فهم ما يحدث في السودان، لعل منها الاطلاع على أسباب تأسيس قوات الدعم السريع عام 2013 بدعم من أجهزة الأمن السودانية لتعويض العجز الذي أصاب الجيش السوداني جراء الحرب الطويلة مع متمردي جون غارنغ المدعوم أمريكيا في جنوب السودان، التي انتهت بانفصال الاقليم.

وكان الدور الأساسي لقوات الدعم هو التصدي لمليشيات الجنجويد الانفصالية في إقليم دارفور، واستطاعت أن تحقق انتصارا كبيرا عليها مما حال دون انفراط عقد السودان، وقامت الحكومة باعتبار تلك القوات تابعة للجيش السوداني، هنا على الفور اتهمت أمريكا تلك القوات بارتكاب جرائم حرب، وفرضت عقوبات على نظام الرئيس عمر البشير.ومن المدهش أن الفريقين المتقاتلين الآن توحدا من قبل فقط في توطيد الحكم العسكري، تارة بالإطاحة بنظام البشير في 6 أبريل/نيسان 2019، وتارة بالانقلاب على الحكم المدني عام 2021.

من المهم أيضا أن نأخذ في الحسبان أنه قبل إنشاء البشير لقوات الدعم السريع بنحو عقد من الزمن، صنفت الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 على لسان رئيسها جورج دبليو بوش سودان البشير واحدة من “الدول المارقة”، ضمن 11 دولة في العالم تميزت بتمردها على حظيرة التبعية الأمريكية من بينها “العراق وسوريا وليبيا واليمن وحماس وحزب الله وإيران”.وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بعد ذلك في حديث صحفي عام 2005 بنشر “الفوضى الخلاقة” وتشكيل “الشرق الأوسط الجديد” القائم على فكرة دمج إسرائيل في المنطقة وقيادتها لها.

وبناء على ما سبق، يمكننا توقع أن تكون إزاحة البشير من الحكم قد جاءت آخر المهام في خطة عقاب الأنظمة المارقة، التي بدأت بسحق العراق وليبيا واليمن وإعدام قادتها، وتخريب سوريا ولبنان وحصار غزة، وكل ما أخشاه من تفجر النزاع السوداني هو أن يكون ذلك مجرد مؤقت لتفجر “الفوضى الهدامة” التي من شأنها تمزيق السودان إربا إربا.وعقب الإطاحة بالبشير مباشرة، قفز السودان قفزة كانت متوقعة، بتوجه كل من “البرهان وحميدتي” نحو التطبيع مع إسرائيل في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تلاه قيام واشنطن في 14 ديسمبر/كانون الأول 2020 برفع السودان من القائمة السوداء الخاصة بالعقوبات الأمريكية.

النفوذ الروسي:هناك شكوك قديمة عن وجود علاقات بشكل ما بين قوات فاغنر الروسية وقائد قوات الدعم السريع، وتعاونهما معا في التنقيب عن الذهب واليورانيوم وغيرها من المعادن خارج رقابة الدولة، تعززت بزيارة حميدتي إلى موسكو مع بدء تفجر الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ليكرر ما فعله البشير عام 2017 وزيارته موسكو طالبا من بوتين حمايته من التدخلات الأمريكية.

وهناك حديث عن وعود بين حميدتي وروسيا لمنح موسكو قاعدة عسكرية روسية في مدينة “مروي” شمالي السودان، مع قيام قوات فاغنر بتدريب قوات الدعم السريع البالغ عدد أفرادها نحو 100 ألف مقاتل.يحاول حميدتي إظهار أنه مؤيد للتيار المدني ورافض للحكم العسكري، تارة باعتذاره عن المشاركة في الانقلاب على الحكومة المدنية عام 2021، وأخرى باتهامه بشكل متكرر للبرهان بأنه يحاول عبر جميع قراراته إعادة نظام البشير “ذي القشرة الإسلامية” أو “الكيزان”، ويسعى بهذا الاتهام إلى ذر الرماد في عيون داعمي البرهان الغربيين والتشويش عليهم.

الغريب أنه منذ عام 2013 كانت قوات الدعم السريع تُعَد جزءا من الجيش السوداني، إلا أنه مع توقيع الاتفاق الإطاري المؤسس للمرحلة الانتقالية عقب الإطاحة بالبشير، وجدنا حميدتي يرفض هذا الاتفاق الداعم لدمج “الدعم السريع” في الجيش بقيادة موحدة، ويصفه بأنه سيمزق البلاد!!وهو ما يكشف عن طموحات حميدتي الكبيرة في السلطة، إذ إن تنفيذ الاتفاق الإطاري سيجعله يفقد سلطته قائدا لهذه القوات التي تتميز بسرعة التنقل، وحرب الشوارع، والخبرة الميدانية الكبيرة التي اكتسبتها من حربها مع مليشيات الجنجويد، مع توافر الانتماءات القبلية التي يتميز بها أفرادها.

الوثائق الصهيونية

في سبتمبر 2008، قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني الأسبق آفي ديختر في محاضرة له بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إنه ينبغي منع السودان بموارده ومساحته الشاسعة من أن يصبح دولة إقليمية قوية وعمقا استراتيجيا إضافيا لمصر كما حدث في عام 1967، وإنه ينبغي التدخل بكل الوسائل المعلنة والخفية لإضعافه وتمزيقه وإشغاله في أزماته الداخلية، مع اعتبار ذلك من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي.وبناء على تلك الرؤية الصهيونية، فإن على السودانيين أن يدركوا أن هناك من يعمل على صب النفط على النار محاولا تغذية الطموحات الشخصية في السلطة لدى جنرالات السودان، بينما يخطط في النهاية لحرق السودان فلا يبقى هناك بلد يحكمه أي منهما.وعليهم جميعا أن يعلموا أنه إذا امتدت يد الخارج لهذا البلد، فإنها في أغلبها لا تسعى لانتشاله بل لإغراقه.صراع السودان نتيجة طبيعية لحكم العسكر.

 

5- من المسؤول عن كارثة السودان 1 صلاح المختار

الان، وبعد كل ما حصل في السودان، يتفق أغلب المراقبين الخارجيين والقادة فيه على أن ما يجري ليس أحداثا عفوية نبتت فجأة وانما هي نتاج تخطيط دقيق وتفصيلي مسبق من قبل جهات دولية اعتمدت أيضا على جهات اقليمية وعربية في تنفيذه، ولكن ما يهمنا الآن الوجه الأخطر في هذه الكارثة وهو عملية التورط والتوريط في توفير البيئة المناسبة لوقوع الكارثة ثم ضمان استمرارها وتوسيعها وتعميقها وديمومتها وصولا الى الهدف الاساس وهو تقسيم السودان، لذلك علينا أن نطرح التساؤلات التالية بجدية لأن الأمر متعلق بمستقبل السودان شعبا ووطنا وهوية، وتسمية الامور باسمائها هو المدخل الصحيح للبدء في إنهاء هذه الكارثة التي حلت بشعبنا في السودان.

وما دامت اغلب الجهات متفقة على أن ما يجري في السودان ليس أحداثا عفوية وإنما هي تنفيذ لمخططات مخابراتية قديمة وجديدة تقودها الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل الغربية بمعاونة جهات عربية فان الواجب الوطني والقومي يفرض علينا أن نطرح الأسئلة الصحيحة كي نصل الى الاجوبة الصحيحة، وربما السؤال الاهم هو: من وقع في الفخ؟ وهل وقع رغما عنه ام بقرار منه؟ يقينا يوجد هناك من وقع في الفخ رغما عنه ولكن هناك ايضا من وقع في الفخ بقرار منه نتيجة دوافعه الخاصة المنحرفة.

ومن الضروري ايضا لتذكير بالملاحظة التالية لانها تساعد على فهم حقيقة ما يجري في السودان: عندما وقع ما سمي بالربيع العربي في نهاية عام 2010 انقسم الرأي حول تحديد طبيعة ما يجري، فكان هناك من يقول بأن ما يجري من انتفاضات بدأت في تونس ثم انتقلت في عام 2011 الى مصر واليمن وليبيا وسوريا هي ثورات شعبية حقيقية يجب دعمها من اجل ان تنجح في إسقاط الديكتاتورية والفساد، ولكن بالمقابل كان هناك من يؤكد أنها انتفاضات شعبية ولكن من حيث اشتراك الجماهير فيها، أما من حيث من يقودها ويحدد أهدافها وأساليبها وشعاراتها فهي مجاميع اعدت مسبقا من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية دربتها في معاهد (الديمقراطية وحقوق الإنسان) خصوصا في صربيا،وكان المرجع الأساس في تربية هؤلاء واعدادهم هو كتاب ضابط المخابرات الأمريكية البروفيسور جين شارب المعنون (من الديكتاتورية إلى الديمقراطية: اطار تصوري للتحرر) وخلاصته أن إسقاط الانظمة المستبدة يجب ان يتم بوسائل سلمية وبلا عنف من خلال تعطيل الدولة والإضرابات والمظاهرات والمقاطعة إلى آخره.

والذي تبلور واتضح بصورة لاتقبل الجدل هو ان تبني (النضال السلمي الديمقراطي) في الانتفاضات ومنع العنف تبنته المخابرات الامريكية ومن دربته، كوائل غنيم وحركة شباب 6 ابريل في مصر، هدفه جعل الدولة والمجتمع يتفككان تدريجيا في بيئة احتدام الصراع وتصاعده وحرق نيرانه لاسس المجتمع والدولة فتنهار لعدم حسم الصراع وطرح حل عملي ممكن، فلا يبقى سائدا غير تواصل افشال الدولة! وذلك هو الهدف الحقيقي من النضال السلمي الديمقراطي، وعلى النقيض من تلك النظرية فان استخدام العنف الثوري في اسقاط النظام لايؤدي الى افشال ثم تفكيك الدولة والمجتمع بل ينحصر تأثيره في اسقاط النظام ومنع تواصل الصراع وهو ما يحفظ كيان الدولة ويمنع زج المجتمع في صراعات وجودية تفككه تدريجيا، فالعنف الثوري ينهي الانتفاضة بانتصار المنتفضين وبدء برنامجهم البديل في اعادة تشكيل النظام والدولة واجهزتها سليمة، كما ان المجتمع زادت حصانته لانه ثار ضد نظام فاسد واسقطه وفرض البديل الذي اراده.

فالانقلاب الثوري او استخدام العنف لاسقاط النظام يحبط خطة تواصل الصراع وتحويله الى فوضى تدمر كل شيء، وهذا مناقض للهدف النهائي لخطة جين شارب والمخابرات الامريكية وهو استخدام الانتفاضات الجماهيرية لنشر الفوضى لاجل تدمير الدولة والمجتمع، وهو ما رأيناه في العراق وسوريا واليمن وليبيا وفي دول اخرى غير عربية، واكدته كونداليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي رسميا عندما اكدت (ان الفوضى الخلاقة هي الهدف المطلوب)، وما رأيناه في السودان هو التطبيق الحرفي لخطة جين شارب اي رفض استخدام العنف الثوري لحسم الصراع والبقاء اسرى لخطة النضال السلمي الديمقراطي والذي اوصل السودان الى كارثة الحرب والتي كانت هدفا مرسوما سلفا ومنع استخدام العنف الثوري لاجل الوصول اليها.

وبناء عليه فإن الانتفاضات الشعبية فيما اسمته هيلاري كلنتون وزيرة خارجية امريكا وقتها ب(الربيع العربي) وطبقا للرأي الثاني هو عمل مخابراتي هدفه اسقاط الانظمة المستبدة والفاسدة لتكون تلك هي الشرارة التي تشعل حرائق الكوارث العربية التي تهدم الدولة الوطنية وتخرب مؤسساتها، خصوصا الامنية والعسكرية،ليكون ذلك مقدمة لتفتيت الشعب وتقسيم الوطن ومحو هويته القومية، وخلال حوالي 12 عاما مضت كنا نؤكد فيها على أن ما سمي ب(الربيع العربي) ليس إلا ربيعا أمريكيا وعبريا، خطط له كي يدمر الأمة العربية ويمحو هويتها القومية بكافة اقطارها، ودون اي استثناء ولكن بالتدريج، وهذه الحقيقة هي التي سادت وثبت انها صحيحة عبر سنوات طوال من التجارب التي كانت كل أحداثها تؤكد بأن ذلك الربيع خدم اولا واخيرا الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية، وتضرر منه العرب شعبا ودولا.

الم يكن ذلك كافيا حينما انطلقت الانتفاضة السودانية وتبنت نفس المسارات السلمية التي شاهدناها في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا ولمسنا ميدانيا نتائجها الكارثية، نقول ألم يكن ذلك كافيا للمنتفضين في السودان ليستخلصوا الدروس ويتجنبوا الوقوع في الفخاخ التي وقعت فيها الجماهير في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وما زالت تعاني من كوارثها المستمرة والمتعمقه كلما مرت سنة؟

انصار الثورات الشعبية التي ظهرت في الربيع العبري- الامريكي ما زالوا حتى هذه اللحظة يتمسكون بتفسيرهم المضلل لطبيعة ما يجري، وفي السودان نرى الخطيئة الأكبر التي ترتكب منذ بدء الانتفاضة وهي السير في طريق ملغوم، والعجيب في هذا الامر هو ان هؤلاء ما زالوا يصرون على أن الانتفاضة في السودان يجب ان تبقى سلمية!؟ لذلك فمن حقنا ان نتسائل: ما دلالة تمسك البعض بالتفسير الخاطئ لما يجري وهو تفسير يدفع الجماهير إلى أن تناضل وتضحي بالدم والأرواح وخراب الكثير من الوطن ومؤسسات الدولة من أجل التحرر من الفساد والديكتاتورية ولكن النتيجة تكون مناقضة وهي الوصول إلى نفس النقطة التي وصلت إليها اليمن وتونس وليبيا ولبنان والعراق؟هل السودان الان في وضع يختلف عن وضع العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ ام انه يتجه ليكون اكثر مأساوية؟ وهل هؤلاء ما زالوا يتمسكون بأن ما يجري في السودان هو انتفاضة شعبية اصيلة لا تأثير عليها من قبل المخابرات الامريكية وغيرها بعد كل ما شاهدناه في السودان؟

لنعد الى الذاكرة القريبة: عندما ابتدأت الانتفاضة السودانية نبهنا نحن وغيرنا الى ان فيها اكثر من خلل جوهري، واول خلل هو تبني اسلوب النضال السلمي الديمقراطي فقط والرفض العجيب حتى لاستخدام العنف الثوري للدفاع عن النفس او استخدامه في مرحلة الذروة اي عندما تنضج كل الظروف الموضوعية لان هذه العملية تحتاج الى العنف بشكل محدود يتركز على اسقاط النظام، الانتفاضة السودانية تجنبت قياداتها العنف الثوري في لحظة الذروة الثورية، وهي لحظة مرت بها كل ثورات الشعوب وحسمت بالعنف،فلم تنتصر الثورة بالنضال السلمي الديمقراطي الا اذا كانت معدة سلفا من قبل المخابرات الامريكية.

بل علينا الاشارة الى حقيقة تكشف حجم تبعية بعض قادة الانتفاضات العربية ومنهم في السودان وهي ان المخابرات الامريكية في لحظة الذروة في الثورات البرتقالية في اوربا استخدم المنتفضون العنف لاسقاط النظام بأمر من المخابرات الامريكية التي كانت عناصرها موجودة في الساحات وتقود العمل،كما حصل في جورجيا واوكرانيا حيث اسقط النظام بالقوة بعد تظاهرات واحتجاجات كثيرة، فما هي دلالات استخدام العنف لاسقاط الانظمة في بلدان اوربا ووسط اسيا، ومنع استخدامه في الاقطار العربية ومنها السودان؟ الدلالة الاهم هي ان امريكا لاتريد تدمير تلك الدول بل الاحتفاظ بها ومنع انهيارها لانها خططت لاستخدامها ضد روسيا وبالتالي فيجب عدم تدمير الدولة وتفتيت المجتمع لتكون تلك الدولة بمؤسساتها الاقتصادية والعسكرية وبمجتمعها السليم قادرة على استنزاف روسيا،فقامت بأمر ادواتها في الانتفاضات الشعبية او الجيش في تلك الدول بحسم الصراع بالعنف او بانقلاب، وهذا مناقض كليا لهدفها في الوطن العربي حيث ان خطتها تقوم على تقسيم الاقطار بواسطة الانتفاضات الشعبية والتي تمنع من حسم الصراع في لحظة الذروة بالعنف الثوري فتبقى تستنزف الشعب والدولة وتمزق المجتمع، حتى تنهار الدولة والمجتمع.

وهكذا مرت ثلاثة سنوات على الانتفاضة السودانية وكانت الجماهير تريد اسقاط النظام ولكن قيادات الانتفاضة كانت ترفض استخدام العنف في اللحظة الثورية الحاسمة، وهذا الخلل الجوهري ادى الى خلل جوهري اخر اخطر منه وهو الاعتماد على ادوات النظام وحراسه والتعاون معهم في صفقة كانت مؤشرا لوجود فخاخ سقطوا فيها، فالمراهنة على عبد الفتاح البرهان وحميدتي وهما ابرز حماة النظام السابق خطيئة كبرى، وليست خطا غير مقصود، لانها تجاهلت دروس الانتفاضات العربيه منذ عام 2011 والتي اكدت انها اعدت من قبل المخابرات الامريكية والاسرائيلية لتكون وسيلة لتدمير الاقطار العربية ومحو الامة العربية وهو هدف ستراتيجي واضح، وكانت درسا غنيا وواضحا جدا كان يجب التعلم منه في السودان وهو الاعتماد على القوى الوطنيه السودانيه المنتفضه في تصعيد الانتفاضه وايصالها للذروة وفيها يستخدم العنف الثوري من قبل قوى الانتفاضة لاسقاط النظام وانهاء الصراع، وبذلك تحمى الدولة والمجتمع من المخاطر المميتة للانزلاق في حرائق الصراعات المتعددة والتي نرى اولها الصراع الدموي بين عسكر النظام!

ولكن الذي فتح ابواب جهنم في السودان هو ان قوى الحرية والتغيير لم تستثمر لحظة الذروة لحسم الصراع بتحريك قواها داخل الجيش لاجل اسقاط النظام بالقوة وحسم الصراع ومنع تحويله الى وسيلة لاستنزاف الدوله والمجتمع والاقتصاد ونفوس الملايين من السودانيين الذين اخذوا يبتعدون عن الانتفاضه عندما تولى قيادتها عبد الفتاح البرهان وحميدتي الى جانب قوى الحرية والتغيير! وهذه نتيجة طبيعية عندما لا ترى الجماهير ان الهدف الاكبر لها لم يتحقق بل ان النظام السابق اطاح براسه فقط ونصب حراسه الاساسيين بدلا عنه وهما عبد الفتاح البرهان وحميدتي، فهل هذا التطور كان مبعث امل للجماهير ام العكس هو الصحيح؟

في اللحظة التي تم الاتفاق فيها مع البرهان وحميدتي بدأت قوى الحرية والتغيير بالتفكك والانقسام وصار بعضها مع العسكر وبعضها ضدهم،فدخلت الانتفاضة عنق الزجاجة وأخذت تظهر الحقيقة المؤلمة وهي أن كل تضحيات الجماهير السودانية بالأرواح وبالدم وبالعرق مهددة بالزوال دون نتيجه سوى اعادة تنصيب النظام السابق والاكتفاء بتغيير رأسه فقط! بل الأخطر منه هو أن الجماهير بدأت ترى ان الانتفاضة بدل أن تنقذ الشعب والوطن فجرت الغاما تدفع دفعا الى تقسيمه، والصراع بين البرهان وحميدتي الذي يجري الآن وضع السودان على حافة حروب ضروس اوسع واخطر ستشمل المنظمات المسلحة السودانية التي جمدت عملها طوال الفترة الماضية وستنهض مجددا فتحيي النزعات الانفصالية! والأخطر من ذلك أن اي طرف في الصراع كلما شعر بانه على وشك ان يهزم سيلجأ إلى ولايات معينة لإعلان التمرد المسلح فيها والتحصن هناك! وهكذا تصبح عملية تقسيم السودان في أكثر من مكان فيه،وهذا هو ما يدفعنا دفعا لإعادة النظر وعلينا أن نتساءل بعد كل ما حصل:من المسؤول عن توريط السودان في هذه الكارثة؟ هل هما البرهان وحميدتي فقط ام ان القائمة تشمل اخرين وبالتحديد من قوى الحرية والتغيير؟ ومادور السيد علي الريح السنهوري في تنفيذ هذه المؤامرة الامريكية والاسرائيلية في السودان؟ يتبع.

Almukhtar44@gmail.com

27-4-2023

 

كلمات متوهجة الرفيق ضياء ميرغني - السودان

*هي الحربُ*

لا تُبقِي ولا تذرُ

هي الحربُ

كلَّ ما فيها سئٌ قذِرُ

فاِلي ما فيها ننتظِرُ

غير الخراب والتدميرُ والخطلُ؟

بيْدُ إنّا اذا ما الحتُمُ يمتثلُ،

نهِّبُ وقوفاً لا حيادُ لنا

بين العميلُ وبين الموتِ والخطرُ

إلاّ بما الإيمان نحمِلهُ

بنصرٍ لا تراه الأعينُ البُصرُ

هو القلبُ لا تُخطي بصائرهُ

وكل قلبٍ بالإيمانِ ينتصرُ

*ضياء ميرغني*

العلوم والتكنولوجيا

 

1- دراسة جديدة: "أدمغة الناطقين باللغة العربية مختلفة عن الأدمغة الأخرى"

20-04-2023 راما ملوك

وفقاً لدراسة ألمانية جديدة في معهد Max Planck الألماني، توصّل الباحثون إلى أنّ اللغة الأم تؤثّر على طريقة تشابك مناطق معيّنة في الدماغ، والتي تكمن وراءها الطريقة التي يفكّر بها البشر.طريقة تواصل مناطق اللغة في الدماغ حسب اللغة الأم فحص العلماء من معهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية الألماني في لايبزيغ Leipzig، بقيادة طالب الدكتوراه والمؤلف الرئيسي للبحث شوي خو وي Xuehu Wei، المادة البيضاء في أدمغة 47 من المتحدثين الأصليين باللغة العربية و47 من المتحدثين الأصليين بالألمانية.وفي ضوء ذلك، تأكّد الباحثون من أنّهم قاموا باختيار أشخاص لديهم لغة أم أصلية واحدة فقط، ولم يعرف المشاركون سوى بعض الكلمات باللغة الإنجليزية.

إلى جانب ذلك، طلب فريق العلماء من المشاركين للدراسة الاستلقاء على جهاز مسح خاصّ بالتصوير بالرنين المغناطيسي، والذي ينتج صوراً عالية الدقة للدماغ والحصول على معلومات حول الروابط بين الألياف العصبية.

"ارتباط أقوى بين نصفَي الدماغ الأيمن والأيسر"أفاد الباحث في قسم علم النفس العصبيّ في معهد ماكس بلانك والمؤلف المشارك للدراسة التي نُشرت مؤخّراً في مجلة "NeuroImage" وموقع معهد ماكس بلانك ألفريد أنواندر Alfred Anwander من خلال هذه البيانات، بأنّ "المتحدثين الأصليين للغة العربية أظهروا ارتباطاً أقوى بين نصفَي الدماغ الأيمن والأيسر من الناطقين باللغة الألمانية".وأضاف أنواندر: «لقد فاجأتنا النتيجة كثيراً، لأنّنا كنّا نفترض دائماً أنّ طريقة تعامل المخّ مع اللغات بصفة عامة تسير بطريقة واحدة حول العالم بين المتحدثين باللغات الأم المختلفة باختلاف هذه اللغات بغض النظر عن طبيعتها».

النتائج التي ظهرت على الناطقين باللغة العربية

1- وجدَ فريق البحث في صور الأشعة أنّ نصفَي الدماغ الأيمن والأيسر مرتبطان بقوة أكبر.

2- كان هناك ارتباط أقوى بين الفصوص الجانبية للمخ، والتي تسمّى الفصّ الصدغي، وأيضاً في الجزء الأوسط المسمّى الفصّ الجداري، وهذه المناطق الدماغية مسؤولة عن معالجة نطق الكلمات وفهم معنى اللغة المنطوقة، وهو ما تتطلّبه اللغة العربية من المتحدّث بها.

3- تحتاج اللغة العربية إلى إنصات وتركيز بين المتحدّث والمستمع، خصوصاً لمن لا تُعتبر اللغة العربية لغتهم الأم، فبعض الكلمات يبدو وقعها الموسيقي متشابهاً على الأذن الأجنبية لاسيما في الجذر اللغوي للكلمة مثل (ك، ت، ب) ويؤثر هذا في بنية المنطقة الدماغية المسؤولة عن معالجة النطق.

النتائج التي ظهرت على الناطقين باللغة الألمانية

1- اكتشفوا أن المتحدّثين الأصليين للغة الألمانية لديهم اتصالاً أقوى بين مراكز اللغة وفي الشبكات العصبية المسؤولة عن اللغات في نصف المخ الأيسر، وباتجاه الفصّ الجبهي في الجزء الأمامي من الدماغ.

2- قالوا إنّ الأمر قد يكون مرتبطاً بالمعالجة النحوية المعقدة للغة الألمانية، والتي ترجع إلى ترتيب الكلمات والأفعال بشكل مختلف عن مثيله في اللغة العربية.

3- يجب أن يركّز المتحدّث الذي تعتبر اللغة الألمانية لغته الأم بشكل أساسيّ، على بنية الجملة الألمانية.

في هذا الإطار، يلخّص المؤلف المشارك أنواندر النتائج، قائلاً: «دراستنا تقدّم رؤى جديدة حول كيفية تكيّف الدماغ مع المتطلبات المعرفية، بعبارة أخرى تتشكّل شبكتنا الهيكلية لفهم اللغات الأخرى في المخّ من خلال لغتنا الأم».وأضاف أنّه من المهم التأكيد على أن هذه الدوائر العصبية المختلفة لمعالجة اللغة في المخ لا تعني مزايا ولا عيوباً للمتحدثين، مضيفاً "هذه الدوائر العصبية مختلفة فقط في شكل الارتباط في ما بينها، ليست أفضل في لغة أو أسوأ في لغة أخرى".ويأمل العلماء مع نهاية البحث في استخدام النتائج لتحسين تعلّم اللغة الألمانية بسهولة أكبر. وفي دراسة لاحقة، سيحلل فريق البحث التغييرات الهيكلية الطولية في أدمغة البالغين الناطقين باللغة العربية أثناء تعلمهم اللغة الألمانية على مدار ستة أشهر.اللغة العربية

المصدر: Native language shapes brain wiring - mpg.de

 

2- العلماء يتوصلون أخيرا إلى فهم كيف يعمل تقويم مايا!

23.04.2023

Gettyimages.ru Blend Images - PBNJ Productions

كانت الدورة التي ظهرت في تقويمات المايا لغزا إلى حد كبير منذ إعادة اكتشافها وقد بدأ فك رموزها في الأربعينيات.وتغطي فترة 819 يوما، ويشار إلى الدورة ببساطة على أنها بعدد 819 يوما. المشكلة هي أن الباحثين لم يتمكنوا من مطابقة 819 يوما لأي شيء لكن عالمي الأنثروبولوجيا جون ليندن وفيكتوريا بريكر من جامعة تولين، يعتقدان الآن أنهما قاما أخيرا بتفكيك الشفرة. وكل ما كان عليهما فعله هو توسيع نطاق تفكيرهما، ودراسة كيفية عمل التقويم على مدى فترة ليست 819 يوما، ولكن 45 عاما، وربطها بالوقت الذي يستغرقه ظهور جسم سماوي للعودة إلى نفس النقطة تقريبا في السماء - ما يشار إليه بالفترة السينودسية.

وكتبا في ورقتهما البحثية: "على الرغم من أن الأبحاث السابقة سعت إلى إظهار الروابط الكوكبية لعدد 819 يوما، إلا أن مخطط اتجاه الألوان المكون من أربعة أجزاء قصير جدا بحيث لا يتناسب بشكل جيد مع الفترات المجمعة للكواكب المرئية. ومن خلال زيادة طول التقويم إلى 20 فترة من 819 يوما، يظهر نمط تتناسب فيه الفترات المجمعية لجميع الكواكب المرئية مع نقاط المحطة في التقويم الأكبر البالغ 819 يوما". ويعد تقويم المايا في الواقع نظاما معقدا يتكون من تقاويم أصغر، تم تطويره منذ قرون في أمريكا الوسطى قبل كولومبوس. ومن بين التقاويم المكونة، يعد تعداد 819 يوما هو الأكثر إرباكا لعلماء الأنثروبولوجيا المعاصرين. إنه تقويم قائم على الحروف الرسومية يتكرر أربع مرات، مع كل كتلة من 819 يوما تتوافق مع واحد من أربعة ألوان، كما اعتقد العلماء في البداية، اتجاه أساسي. وكان الأحمر مرتبطا بالشرق، والأبيض بالشمال، والأسود بالغرب، والأصفر بالجنوب. ولم يدرك الباحثون حتى الثمانينيات أن هذا الافتراض غير صحيح.

وبدلا من ذلك، ارتبط اللون الأبيض والأصفر بالذروة والنظير على التوالي - وهو تفسير يتناسب مع علم الفلك، حيث تشرق الشمس في الشرق، وتنتقل عبر السماء إلى أعلى نقطة لها (ذروة)، وتتحرك في الغرب، ثم تنتقل عبر الحضيض. لتظهر مرة أخرى في الشرق.وكانت هناك أدلة أخرى تشير إلى أن تعداد 819 يوما كان مرتبطا بالفترات المجمعة للكواكب المرئية في النظام الشمسي. وكان لدى المايا قياسات دقيقة للغاية للفترات المجمعية للكواكب المرئية: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل.ومع ذلك، تكمن الصعوبة في محاولة معرفة كيفية عمل هذه الفترات المجمعية في سياق إحصاء 819 يوما. ولها فترة مجمعية مدتها 117 يوما، والتي تتناسب مع 819 يوما سبع مرات بالضبط. ولكن أين تناسب بقية الكواكب؟.

اتضح أن كل كوكب من الكواكب المرئية له فترة سينودسية تتطابق تماما مع عدد من الدورات من 819 يوما. الفترة المجمعية للزهرة 585 يوما؛ يتطابق بدقة مع 7 أعداد من 819 يوما. وكوكب المريخ له فترة سينودية تبلغ 780 يوما؛ هذا بالضبط 20 عددا من 819 يوما. وكوكب المشتري وزحل لم يتم استبعادهما أيضا. الفترة المجمعية لكوكب المشتري التي تبلغ 399 يوما تتناسب تماما مع 39 مرة في 19 عددا؛ والفترة السينودسية لزحل التي تبلغ 378 يوما هي مثالية لـ 6 مرات.وفي أي وقت يُطلب من المؤرخين تفسير قياسات مهمة للأصول القديمة، فإنهم يخاطرون بالقراءة بعمق كبير وإساءة إسناد القيم. ولا يزال تقويم المايا بعيدا عن كونه نظاما بسيطا يعتمد على علم الفلك الأساسي. ولا ينبغي أن نتفاجأ على الإطلاق من أن مقياس المايا للكون قد احتضن مثل هذا الامتداد الكبير للمكان والزمان.

ونُشر البحث في Ancient Mesoamerica. المصدر: ساينس ألرت

 

3- أثر ذكر الله على الدماغ

علم جديد يدعى neurotheology يهتم بدراسة الإيمان والإلحاد من الناحية العصبية.. يستخدم فيه العلماء أجهزة المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ بهدف اكتشاف تأثير الإيمان على الدماغ والفرق بين دماغ المؤمن ودماغ الملحد.. فماذا كشف العلماء أخيراً؟هذا هو الباحث الأمريكي Andrew Newberg عندما قام بدراسة مجموعة من الملحدين ومجموعة من المؤمنين (من البوذيين) ووجد نتائج مذهلة. فدماغ المؤمن ينشط في منطقة الناصية prefrontal cortex المسؤولة عن العاطفة والقيادة. أما دماغ الملحد فتنشط فيه الأجزاء التحليلية حتى أثناء الراحة. خلال التأمل والصلاة والتفكر في الله.. ينشط جهاز مهم يدعى limbic system الذي ينظم عاطفة الإنسان.

إن هذه النتائج تؤكد أن الإيمان بالله موجود في دماغ كل إنسان ولكن الملحد ينكر ذلك.

تظهر الصور الملتقطة بجهاز المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن المحافظة على الصلاة والتأمل يحدث نشاطاً إيجابياً في منطقة الناصية وبنفس الوقت يخفض النشاط في المنطقة المسؤولة عن الإحساس بالفضاء أو المكان.. مما يساعد على الهدوء النفسي وزيادة القدرة على التفاعل العاطفي مع الآخرين.. وهكذا فالصلاة لها فوائد نفسية ملموسة..

دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية عام 2010 تؤكد أن التفكير بالله يخفف الاجهادات ويساعد على الشعور بالراحة النفسية. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

بالمقابل وجدت الدراسة أن الملحد يشمئز عندما يذكر الله وتحدث اضطرابات وتشويش في دماغه.. هذه الدراسة تتفق مع آية قرآنية تقول: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الزمر: 45].. مع العلم أن الدماغ هو مرآة للقلب.. والقلب هو الذي يصدر الإشارات أو التعليمات للدماغ، فالقلب هو مصدر المعلومات.

إن توافق هذه الآيات مع نتائج البحث العلمي لهو دليل قوي على أن القرآن كلام الله تعالى.. لأنه لا يمكن لبشر عاش قبل أربعة عشر قرناً أن يتنبأ بما يدور في عقل الملحد ويعبر عن ذلك بكلمات بليغة جداً.. كما قال تعالى:(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].

شبكة البصرة

السبت 9 شوال 1444 / 29 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط