بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحقيقة الغائبة عن مافيا مؤسسة الذاكرة (العراقية) لسرقة الآثار والأرشيف اليهودي!؟

شبكة البصرة

صباح البغدادي

من قناة الوطن الفضائية وفي برنامجها الرمضاني "ذاكرة الخوف" الذي يقدمه الدكتور "قصي شفيق" استضاف الباحث والمؤرخ الجامعي الدكتور "علي نشمي المالكي" في حلقة حوارية تحت عنوان: "سرقة الحضارة والتراث العراقي بعد الغزو الأمريكي"(1) وقد خصصت الحلقة في معظمها عما تسمى بـ(مؤسسة الذاكرة العراقية) ودورها المشبوه في سرقة التراث والأثار وبالأخص "الأرشيف اليهودي" وكذلك أرشيف الدولة والحكومة وحزب البعث وجهاز المخابرات، وقد تحدث مقدم البرنامج وكذلك الضيف عن معلومات شبه تفصيلية وبالأسماء الصريحة كيفية وطريقة والأسلوب الذي تم للسرقة والتهريب خارج العراق، ومجمل ما تم ذكره في هذه الحلقة بالتحديد، قد تم ذكره سابقآ منذ أكثر من عقد من الزمن من معلومات تفصيلية ومن خلال أحدى التحقيقات الصحفية الاستقصائية لــ"منظمة عراقيون ضد الفساد"(2) خلال لقاء أجرته مع أحد السادة المسؤولين في وزارة "السياحة والآثار" وتحت عنوان: "أسرار وخفايا تهريب الأرشيف اليهودي العراقي إلى إسرائيل" ليتأكد اليوم من قبل ضيوف البرنامج أعلاه وبصورة تامة ما جاء في هذا التحقيق الصحفي الاستقصائي من معلومات.

السؤال الأهم والمهم!: من لديه الجرأة والشجاعة الأخلاقية والقانونية والغيرة الوطنية ليحاسب هؤلاء وغيرهم على سرقة تراث وأثار ومخطوطات حضارة العراق! والتي ما تزال هذه السرقة مستمرة لغاية اليوم من دون أي رقابة حكومية أو أية محاسبة للفاعلين!

sabahalbaghdadi@gmail.com

تنويه: بعض المواقع الإلكترونية لم يتنسى إيجادها في الأرشيف ولمزيد من التوثيق والمتابعة:

--------------

(1) https://www.youtube.com/watch?v=9oJjKjXocGo

 

(2) أسرار تهريب الأرشيف اليهودي العراقي إلى إسرائيل

منظمة عراقيون ضد الفساد

تنسى لـ"منظمة عراقيون ضد الفساد" فرصة خاصة لمقابلة أحد السادة المسؤولين في وزارة السياحة والآثار في منزل أحد الشخصيات السياسية الدبلوماسية وقد طرحت عليه "المنظمة" بدورها عدة تساؤلات واستفسارات حول ما يدور في الوسط الاعلامي بين الحين والأخر بخصوص لغز اختفاء وطريقة تهريب الارشيف اليهودي العراقي إلى إسرائيل وقد اجاب مشكورآ سيادته على تساؤلات "المنظمة" حول هذا الموضوع بقوله لنا:" حسب المعلومات التي توفرت سابقآ لنا والمؤكدة لي شخصيآ فأن كل من:

برهم صالح ومصطفى الكاظمي ورجل الدين المعمم حسين الصدر كان لهم الدور الفعال والمحوري والتنسيق فيما بينهما لغرض الحفاظ عليه لحين إيصال هذا الأرشيف إلى إسرائيل بسلامة وأمان وبمساعدة لوجستية من قبل زمرة أحمد الجلبي".

المنظمة: هل كان هناك مقابل مادي ومعنوي أو دعم سياسي أو وعود لهؤلاء مقابل نقلهم الارشيف اليهودي الى إسرائيل من قبل المسؤولين الامريكان والإسرائيليين.

السيد المسؤول: حسب معرفتي بهذا الموضوع الخصها لكم بنقاط وهي الاتي:

1: السياسي والقيادي الكردي برهم صالح: وقد تم تقديم مقابل تعاونه خدمه له في حصوله على منصب رئيس وزراء ما يسمى بإقليم كردستان بعد ان كان مرفوض بصورة قاطعة من قبل مسعود البرزاني وألان يتم تهيئته لغرض إعطائه منصب رئيس الجمهورية بعد رحيل جلال الطالباني او بعد تقديم استقالته من منصبه بسبب مرضه وكبر سنه ولكن مع صلاحيات أوسع في صياغة اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وأن لا يكون دوره في المنصب شكلي وتشريفي فقط.

2: المدعو مصطفى الكاظمي مدير مشروع ما يسمى بالتاريخ الشفهي المصور لمؤسسة الذاكرة العراقية: حصل على دعم مالي كبير لغرض افتتاح مؤسسة إعلامية له تكون معها أحدى الواجهات الإعلامية التي يتخفى وراءها المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين المشرفين عن الملف العراقي في جهاز الموساد.

3: رجل الدين المعمم حسين الصدر: علاقته أكثر من ممتازة وجيدة مع أهم المسؤولين الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين مسؤولين ويرغب بتقديم دعم له من خلال تدخلهم بصورة مباشرة لغرض أن يكون مرجع أعلى للطائفة الشيعية بعد رحيل السيستاني.

4: اما الخلايا السرية لزمرة أحمد الجلبي والتي استعان بهم جهاز الموساد الاسرائيلي لغرض جمع المعلومات والتحري والقيام بالتصفيات الجسدية والاغتيالات لمن عارض من المسؤولين الوطنيين العراقيين مجرد فكرة نقل الارشيف اليهودي للصيانة الى أمريكا وحصولهم على دعم مادي ومعدات وتجهيزات عسكرية وأسلحة هجومية شخصية خاصة صناعة اسرائيلية.

كل هؤلاء وغيرهم شاركوا بصورة أكثر من فعالة وحيوية لغرض تأمين نقل الارشيف اليهودي العراقي الى إسرائيل جوآ عن طريق تركيا ثم الى تل أبيب بطائرة خاصة وجميعهم قبضوا ثمن تهريبهم لهذا الارشيف اليهودي العراقي سواء أكان الثمن مادي أو معنوي أو دعم سياسي وخاصة الاسماء الثلاث الاولى كان لهم دور فعال وتنسيق على اعلى المستويات مع جهاز الموساد الاسرائيلي حتى ان معظم موجودات هذا الارشيف كان موجود في منزل رجل الدين المعمم حسين الصدر في مدينة الكاظمية طيلة مدة اكثر من أربعة أشهر لأنه كانت هناك مساومة على هذا الارشيف من قبله وتفاهمات خاصة مع الاسرائيليين لحين تامين نقله الى تركيا ومن ثم تل ابيب ".

المنظمة: في تصريح إعلامي مؤخرآ للمسؤولين في الهيئة العامة للآثار والتراث تبين انهم رفضوا إخراج الارشيف من العراق لصيانته في الولايات المتحدة وفضلوا ان يتم صيانته داخل العراق وأكد المسؤولين أن الارشيف قد اخرج من العراق رغم ذلك ولم يعرفوا الطريقة التي نقل بها حسب تصريحهم!!؟

السيد المسؤول: هذه أكاذيب إعلامية يصرحون بها بين الحين والأخر لتبرئة موقفهم المخزي لأنهم سكتوا عن قول الحق وهم يعرفون جيدآ كيف تم نقل هذا الأرشيف وهو الذاكرة التاريخية لليهود العراقيين منذ مئات وآلاف السنيين والذي كان عبارة عن تفاسير وكتب دينية ومناهج دراسية خاصة باللغة العبرية ولفائف توراتية مكتوبة على الجلود والورق يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 500 عام وقد تم نقل الارشيف باستشارة هؤلاء تحت حجة صيانته وعدم توفر الكوادر المؤهلة والإمكانيات التقنية والفنية لديهم , ولكن خوف هؤلاء المسؤولين من تبعات هذا الاجراء ومن العواقب الوخيمة التي سوف تحصل لهم اذا احدهم قد تطرق في وسائل الاعلام عن حقيقة من هم الذين ساعدوا على تهريب الارشيف اليهودي العراقي.

المنظمة: هل تعتقد ومن خلال وظيفتكم وكسياسي معارض سابق لديه إطلاع واسع عن المرجعية الشيعية في النجف بأن رجل الدين المعمم حسين الصدر مؤهل حقآ لكي يكون مرجع اعلى بعد السيستاني على الرغم من محدودية أعلميته الدينية والفقهية؟

السيد المسؤول: حقيقة هو يرتبط بعلاقات قوية وأكثر من ممتازة مع أبرز السياسيين الامريكان والبريطانيين ولعلى صوره الشهيرة مع بول بريمر سيئ السمعة والصيت وهو يتناول معه الطعام ويتبادل القبلات الحارة من الفم للفم تبين مدى هذه العلاقة فيما بينهم , ولكن هي تبقى مجرد وعود ليس إلا ولا أعتقد أن ايران توافق عليه لعلمها المسبق بمدى العلاقة الوطيدة التي تربطه مع الحكومات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية؟!

تفيد المنظمة للقارئ الكريم والعربي منه خصوصآ بأن رجل الدين المعمم حسين الصدر كان يتمتع بعلاقات ممتازة مع معظم اركان حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ودائمآ مطالبه مجابة ولا يتم تأخيرها ولعلى صور السيد الرئيس الراحل والتي تجمعه معه كانت معلقة في مكتبه الوفير والفاخر بمدينة الكاظمية ويتباهى بها لحين سقوط بغداد اضافة الى الهدايا العينية والمادية ومنها السيارات الفارهة التي كانت ترسل له من ديوان رئاسة الجمهورية ولعلى زيارته الشهيرة الى عدي صدام حسين في المستشفى بعد محاولة اغتياله وخلع عباءته وإلباسها لعدي كانت تبين مدى وعمق العلاقة الوثيقة التي ربطته مع الحكومة العراقية والتي كانت جميع مطالبه الشخصية والعامة مجابة ولا يتم تأخيرها ولكن انقلب عليهم ونكث بوعوده حال سقوط بغداد ووضع كلتا يديه الملوثة مع الغازي المحتل والقبلات الحميمة والحارة التي طبعها على جباههم السوداء حاله حال جميع عمائم النجف وكربلاء والتي جمعتهم مائدة واحدة كانت أعمدة الطاولة التي تناولوا عليها طعامهم مكونة من عظام وجماجم اطفال العراق الذين سقطوا خلال الغارات الامريكية الوحشية... والصور المنشورة أصدق أنباءآ من الكتب...

معآ يد بيد ضد الفساد!

iraqi-anti-corruption@hotmail.co.uk

دنيا الوطن 29/6/2012

 

تهريب الأرشيف اليهودي من العراق في 2003.. ما علاقة الكاظمي؟

يوسف العلي

الاستقلال 2021 - أحيا وصول مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الحكومة العراقية، قصة تهريب الأرشيف اليهودي في العراق إبان الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وما رافقتها من اتهامات طالت شخصيات سياسية ودينية بارزة في حينها بالتورط في القضية، التي لم تحسم حتى يومنا الحاضر.

أطراف عدة خارجية وداخلية تدور حولها الاتهامات بالمساهمة في اختفاء الأرشيف اليهودي في العراق، إذ كان الكاظمي أحد الأسماء التي اتهمت بالتورط في هذه القضية التي لا تزال غامضة حتى الآن، رغم الكثير من التصريحات الرسمية وغير الرسمية.

 

علاقة الكاظمي

ارتبط اسم الكاظمي بقصة الأرشيف اليهودي في العراق، بعدما عرضت القناة الإسرائيلية السابعة عام 2010 لفافة التوراة إنها وصلت لإسرائيل من العراق مهربة بواسطة دفع رشوة كبيرة، وساهم فيها مسؤولون عراقيون وإنها تعرض الآن في متحف أحفاد بابل (إشارة لليهود الذين تركوا العراق) واستقر معظمهم لاحقا في إسرائيل.

وبينت القناة الإسرائيلية في تقريرها أن "نسخة التوراة مكتوبة في القرن الثامن عشر وبغطاء من الفضة الخالصة مرصعة بأنواع من الخرز والزجاج، عليه أيضا قطع من الألواح التوراتية إضافة إلى شمعدان له 7 فوهات ونقش عليه صورة للهيكل".

ظهور نسخة من لفائف التوراة مكتوبة على جلد ومحاطة بإطار فضي في إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، أثار ضجة داخل وخارج العراق حول تهريب الآثار العراقية وخاصة الأرشيف اليهودي الذي تم نقله عام 2003 إلى الولايات المتحدة الأميركية مع وثائق لحزب البعث حيث تجري صيانتها في معهد هوفر العريق التابع لجامعة ستانفورد لغرض صيانته وترميمه من التلف.

وفي تصريحات لوزير السياحة والآثار في حينها قحطان الجبوري أدلى بها لصحيفة "الصباح" العراقية شبه الرسمية، بأن وزارته لم تعثر على وثائق رسمية تؤكد أو تنفي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن تهريب نسخ من التوراة إلى إسرائيل، مستدركا بالقول: إن وزارته "بادرت إلى تفعيل التحقيق للتأكد من صحة المعلومات وبالتالي إعادة هذه النسخ إلى موطنها العراق".

أما عن علاقة الكاظمي بالقصة، فإنه كان يعمل في وقتها مديرا في مؤسسة "الذاكرة العراقية" التي كانت تحتفظ بوثائق حزب البعث، ونقلتها لمعهد هوفر لغرض الصيانة، إذ قال في حديث لصحيفة "إيلاف" الإلكترونية في 25 سبتمبر/أيلول 2010: إن "أي مادة خاصة بالملف اليهودي هي غير موجودة ضمن ما موجود في عهدة مؤسسة الذاكرة".

وأضاف الكاظمي الذي كان في وقتها مدير مشروع التأريخ الشفهي المصور في "الذاكرة العراقية": أن "هذا الأرشيف تم نقله من دائرة المخابرات العراقية للنظام البائد في منطقة المنصور بعد سقوط نظام صدام حسين، حسب ما أعلن في حينها في وسائل الإعلام، وأن هذا الأرشيف كان في حالة تحتاج إلى عملية صيانة وترميم وهو في عهدة الحكومة الأميركية، ولا دخل لمؤسسة الذاكرة العراقية بهذا الموضوع".

 

لغز الاختفاء

لكن في 29 يونيو/حزيران 2012، كشفت منظمة "عراقيون ضد الفساد" في تصريحات نقلتها صحيفة "دنيا الوطن" أنها حصلت على معلومات بخصوص لغز اختفاء الأرشيف اليهودي من العراق.

ونقلت عن مسؤول في وزارة السياحة والآثار آنذاك (لم تسمه) قوله: "حسب المعلومات التي توفرت سابقا لنا والمؤكدة لي شخصيا فإن كل من: برهم صالح (الرئيس العراقي الحالي) ومصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء الحالي) ورجل الدين المعمم حسين الصدر كان لهم الدور الفعال والمحوري والتنسيق فيما بينهم لغرض الحفاظ عليه لحين إيصال هذا الأرشيف إلى إسرائيل بسلامة وأمان وبمساعدة لوجستية من زمرة أحمد الجلبي (سياسي عراقي توفي عام 2015)".

وردا على سؤال للمنظمة بخصوص المقابل الذي حصلت عليه هذه الشخصيات مقابل نقلهم الأرشيف اليهودي إلى إسرائيل، قال المسؤول: "حسب معرفتي بهذا الموضوع، فإن برهم صالح حصل على منصب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، والآن يتم تهيئته لإعطائه منصب رئيس الجمهورية بعد رحيل جلال الطالباني (الرئيس العراقي الأسبق توفي عام 2017).

وأضاف: "أما مصطفى الكاظمي مدير مشروع التاريخ الشفهي المصور لمؤسسة الذاكرة العراقية، فقد حصل على دعم مالي كبير بغرض افتتاح مؤسسة إعلامية له تكون معها إحدى الواجهات الإعلامية التي يتخفى وراءها المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون المشرفون عن الملف العراقي في جهاز الموساد".

وتابع المسؤول العراقي، بالقول: "رجل الدين المعمم حسين الصدر، علاقته أكثر من ممتازة وجيدة مع أهم المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين ويرغب بتقديم دعم له من خلال تدخلهم بصورة مباشرة، بغرض أن يكون مرجعا أعلى للطائفة الشيعية بعد رحيل السيستاني".

ولفت إلى أن كل هؤلاء وغيرهم شاركوا بصورة أكثر من فعالة وحيوية لغرض تأمين نقل الأرشيف اليهودي العراقي جوا إلى تل أبيب بطائرة خاصة، وجميعهم قبضوا ثمن تهريبهم لهذا، سواء أكان الثمن ماديا أو معنويا أو دعما سياسيا، خاصة الأسماء الثلاثة الأولى كان لهم دور فعال وتنسيق على أعلى المستويات مع جهاز الموساد الإسرائيلي".

وكشف المسؤول العراقي بأن "معظم الأرشيف كان موجودا في منزل رجل الدين المعمم حسين الصدر في مدينة الكاظمية طيلة أكثر من 4 أشهر، لأنه كانت هناك مساومة على هذا الأرشيف من قبله وتفاهمات خاصة مع الإسرائيليين لحين تأمين نقله إلى تل أبيب".

 

رواية عراقية

لكن روايات عدة اختلفت حول نقل الأرشيف اليهودي من العراق، إذ اتفقت إحداها مع ما ذكره الكاظمي من أن القوات الأميركية عثرت عليه في قبو داخل دائرة المخابرات العراقية في العاصمة بغداد بناء على معلومات سرية، حسبما ذكر الكاتب لورين ماركو في صحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة الأميركية: "بناء على معلومات سرية، قام 16 جنديا أميركيا باقتحام الطابق السفلي من مقر مخابرات نظام الرئيس السابق صدام حسين في بغداد في 6 مايو/أيار 2003، الذي غمرته المياه، حيث تم العثور على كمية من لفائف التوراة، وكتب الصلاة والتقويمات العبرية".

وأفادت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة الأميركية اتفقت مع السلطات العراقية على إعادة ترميم الأرشيف اليهودي وإعادته بعد نحو 10 سنوات، لكنها لم تعده حتى اليوم.

وزير الثقافة والسياحة العراقي السابق عبد الأمير الحمداني قال لصحيفة "الصباح" العراقية في 9 فبراير/شباط 2020: "الأرشيف موجود في مركز الأرشيف الوطني في واشنطن، ووقعت وزارة الخارجية العراقية مذكرة استرداد لإعادته عام 2021".

وأشار إلى أن "الأرشيف لم يمس وموجود بالكامل، وما قيل عن تهريب نسخ أو جزء منه غير صحيح، حيث تحول إلى صيغ رقمية، والمادي منه مطلوب للعرض حاليا في عدة ولايات أميركية، وعندما يكتمل هذا العرض سيعود إلى بغداد ولدينا الحق الكامل باسترداده".

وألمح الوزير إلى أن "عمليات صيانة جرت على هذا الأرشيف بالكامل بعد أن وجد مبتلا وفي حالة يرثى لها، فجرى تجميده ومن ثم وضعه بحاويات خاصة وإرساله إلى أميركا لإجراء عمليات الصيانة، إلا أن جزءا منه معرض للتلف، بينما غالبيته موجود ويحوي بيانات شخصية ووثائق وعقارات وسجلات".

نفي الوزير العراقي لموضوع تهريب جزء من الأرشيف اليهودي، يحلينا إلى الرواية الثانية التي تفيد بأن 800 وثيقة نادرة من الأرشيف وصلت إلى إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

 

رواية إسرائيلية

الرواية ظهرت بعد احتفاء رسمي إسرائيلي بوصول مخطوطة التوراة العراقية إلى إسرائيل، والتي تعد النسخة الأقدم في العالم، والتي أثارت ضجة كبيرة في العراق، والذي طالب رسميا من مركز "نارا" الأميركي المكلف بصيانة وترميم الأرشيف اليهودي العراقي، بتقديم إجابات واضحة بشأن هذه المخطوطة.

لكن مركز "نارا" صدم الجميع في بيان رد به على استفسار بغداد، إذ أكد أنه لم يقم ببيع المخطوطة العراقية من التوراة لإسرائيل، معتبرا ما أعلنته الوزارة عاريا عن الصحة تماما.

وفجر المركز الأميركي مفاجأة عندما قال: "المركز مختص بترميم المخطوطة وفق اتفاقية مع الحكومة العراقية التي كان يرأسها نوري المالكي، وعقب انتهائنا من عمليات الترميم للمخطوطة التي استمرت لأكثر من 8 أشهر، فوجئنا بحصول رجل أعمال يهودي أميركي على كتاب رسمي من بغداد ومصادق عليه من السفارة العراقية في واشنطن، يجيز له تسلم المخطوطة من المركز بعد حصوله على ملكية مخطوطة التوراة العراقية، بدفعه مبلغا ماليا قدره 35 مليون دولار".

وأوضح "نارا" أنه "بالفعل قام المركز بتسليم المخطوطة لرجل الأعمال اليهودي بعد التأكد من صحة الأوراق التي يحملها، وبموجب هذه الأوراق أيضا تمكن الرجل من نقل المخطوطة إلى خارج الأراضي الأميركية متوجها بها إلى إسرائيل".

وفي عام 2018، نقل الأكاديمي فوزي هادي الهنداوي مؤلف كتاب "قصة سرقة الأرشيف اليهودي العراقي" عن مدير دار الكتب والوثائق العراقية سعد إسكندر رواية السرقة بقوله: "الأميركيون لم يعثروا على الأرشيف اليهودي كما يدعون، بل إن أحد كبار ضباط جهاز المخابرات العراقي السابق، تقرب من أحد رجال المعارضة بعد عودتهم إلى العراق وأخبره أنه كان مسؤولا عن أرشيف مهم جدا يعود إلى النبي موسى، ويريد كشفه للقوات الأميركية بشرط الحصول على ضمانات أمنية".

وتابع الكلام بالقول: "ضابط يهودي كان يعمل في مكتب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي، طلب نقل الأرشيف إلى أميركا وكان في حالة يرثى لها، وكثير من مواده مغمورة بالمياه الآسنة".

وقبل ذلك، قالت خبيرة الآثار العراقية لمياء الكيلاني في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" في مايو/أيار 2016: "الأرشيف اليهودي الذي عثر عليه في دائرة المخابرات العراقية وتعرض للتلف والأضرار نتيجة المياه، ذهب إلى الولايات المتحدة نتيجة لاتفاق مع دائرة الوثائق العراقي المؤسسة الوحيدة التي كانت تعمل في حينها بعد توقف جميع الوزارات إبان الاحتلال الأميركي".

وأردفت: "أما ما يتحدث عنه الإسرائيليون من تسلمهم وثائق من الأرشيف اليهودي عن طريق الولايات المتحدة فهي للتغطية على المسروقات التي نهبت لآثار أخرى من العراق ولإعطائها الشرعية قالوا إن الولايات المتحدة أعطتهم إياها من الأرشيف اليهودي. حتى لا يقال إنها مسروقة من العراق".

 

أهمية الأرشيف

يحتوي الأرشيف على عشرات الآلاف من الوثائق، وما يقرب من 2700 كتاب، تم عرض 24 قطعة منها فقط في المعرض الذي حمل عنوان "الاكتشاف والاسترداد: الحفاظ على التراث اليهودي العراقي"، وأقيم عام 2013 في مركز الأرشيف الوطني الأميركي.

ويضم الأرشيف عددا كبيرا من الصور والمستندات والوثائق التي تعود إلى يهود العراق وتاريخهم ووثائقهم، وكذلك نسخا من التوراة، إضافة إلى مؤلفات نادرة قديمة يعود أقدمها إلى القرن السادس عشر.

ومن ضمن ما عثر عليه أيضا ضمن الأرشيف اليهودي في بغداد، كتاب مقدس باللغة العبرية يعود إلى 400 سنة مضت، وكتاب تلمود عمره 200 سنة، علاوة على كتاب صغير لصلاة عيد الفصح من عام 1902، وكتاب صلاة باللغة الفرنسية يعود إلى عام 1930، ومجموعة من الخطب المطبوعة لحاخام من ألمانيا تعود لعام 1692، فضلا عن مجلدات مليئة بالسجلات المدرسية لطلاب من العام 1920 إلى العام 1975.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها مدير المركز العراقي للتوثيق التاريخي محمد الشيخ في 27 يناير/كانون الثاني عام 2015، قال: "الأرشيف اليهودي الذي يحوي دلائل تدين الاحتلال لفلسطين، وتفند ادعاءاتهم الدينية لتمرير غطاء سياسي للاحتلال، تم إتلافها داخل المتحف الوطني العراقي عام 2003، وتم نقل ما ينفعهم منها إلى تل أبيب".

وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية نقلت عام 2015 جانبا من احتفال أُقيم في القدس المحتلة، بوصول مخطوطة نادرة للتوراة كانت ضمن مقتنيات المتحف العراقي، وأظهرت صور استقبال المخطوطة من مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية ورجال دين يهود ومواطنين.

وأكدت أنها قطعت رحلة غامضة من بغداد عقب الغزو الأميركي، لتحل أخيرا في أروقة وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس، واستقبلت بمراسم دينية تخللتها "الأهازيج والتراتيل وتوزيع الحلوى".

ونقلت وكالة "الأسوشييتد برس" عن وزير الخارجية الإسرائيلي في حينها، أفيغدور ليبرمان، قوله: إن "رحلة المخطوطة، التي عثر عليها في مخزن المخابرات العراقية، إلى المعبد اليهودي في الوزارة "تمثل مصير اليهود".

-----------

المصادر:

1- أسرار تهريب الأرشيف اليهودي العراقي إلى إسرائيل

2- قصة سرقة الأرشيف اليهودي العراقي – حمدي العطار

3- هل باع المالكي “التوراة العراقية” لإسرائيل؟

4- كنز يهود العراق.. مساع أمريكية لمنع إعادة الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد

5- “مصير اليهود” من المخابرات العراقية إلى الموساد

6- الأرشيف اليهودي العراقي باق في أميركا

7- “مخطوطة” التوراة العراقية تصل الى إسرائيل

8- الحمداني لـ«الصباح»: الأرشيفان «العراقي» و«الأنفال» عائدان في 2021

9- العراق يستعين بطرف ثالث للحوار مع إسرائيل حول تهريب نسخ نادرة من التوراة

شبكة البصرة

الاثنين 4 شوال 1444 / 24 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط