بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

طردتهم قراهم واحتواهم الحشد..
عناصر “بابليون” سرقوا الآثار وابتزوا الأهالي

شبكة البصرة

ليس من السهل على أي قوة أجنبية أن تعثر على أنصار لها في بلد تحتله، إلا في صفوف الفاسدين والقتلة والمشبوهين، فهؤلاء هم الوحيدون الذين يمكن إغراؤهم بعائدات نشاطاتها المحرمة التي تمارسها، سواء أكانت هذه النشاطات تهريب نفط أم تجارة مخدرات أم تجارة بشر.

ومثلما وجد الحرس الثوري الإيراني ضالته في مناطق اخرى من العراق وجعل من الطارئين والمنبوذين قادة ميليشيات مسلحة تحمي مصالحه، عثر في سهل نينوى حيث تعيش أقلية مسيحية، على بعض المنبوذين إجتماعياً، ليسند لهم ذات الأدوار التي أسندها لزعماء الميليشيات في وسط وجنوب البلاد.

ووجدت عصابة منبوذة من قبل المواطنين المسيحيين يقودها “ريان الكلداني”، المصنف على قائمة انتهاكات حقوق الإنسان، في دعوة المرجع الشيعي “علي السيستاني” لتشكيل الحشد الشعبي عام 2014، فرصة مناسبة لتكتسب عصابته طابعاً رسمياً، بذريعة مقاتلة تنظيم الدولة “داعش”. وهكذا أسس ريان الكلداني ميليشيا “بابليون” التي باتت تحمل مسمى “اللواء 50 حشد شعبي”.

وبحسب الباحث في جامعة ماريلاند “فيليب سميث”، فإن إيران حاولت منذ أواخر عام 2013، تمرير رسائل إلى العراقيين، بأنها ووكلاءها يحمون المسيحيين من تنظيم الدولة، عبر تحالف شيعي-مسيحي، مؤكداً أن “هذا النوع من الرسائل كان انتقائياً للغاية، إن لم يكن نفعياً بشكل سافر”. وأضاف الباحث، إن هذه الرسائل جاءت ضعيفة ومعاكسة لواقع العديد من القرى والمدن المسيحية، التي باتت تخضع بعد انتهاء المعارك لإدارة الميليشيات المدعومة من إيران.

 

المسيحيون يتبرأون من “بابليون”

وبدعم من المطران المحلي “يونان حنو”، تصدى أهالي بلدة بغديدا (قرقوش)، لميليشيا بابليون، عند محاولتها الإعتداء على بلدتهم. وقال موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن سكان البلدة ذات الاكثرية المسيحية تصدوا في الحادي عشر من آذار/مارس الماضي في قضاء الحمدانية في سهل نينوى، لمحاولة ميليشيا الكلداني الحلول محل الشرطة المحلية، المؤلفة من 500 عنصر تقريباً من اهالي البلدة. وأضاف الموقع “إن السكان المحليين تجمعوا في مطرانية السريان الكاثوليك في بغديدا، وتظاهروا ضد قافلة تابعة لـ “كتائب بابليون” وطردوها من البلدة، مضيفاً أن غضب السكان المحليين تصاعد تجاه “بابليون” بشكل ملحوظ بسبب الفساد الذي أظهرته، عبر تورطها بعمليات ابتزاز السكان المدنيين عند نقاط التفتيش، ومحاولاتها استبدال المسؤولين الحكوميين بالموالين لهم، والتحرش بالنساء، مما جعلها في مواجهة مستمرة مع بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكاردينال “لويس روفائيل ساكو”.

وأكد الموقع أن هذه الجرائم وغيرها شكّلت الأساس لتصنيف مؤسس الميليشيا “ريان الكلداني” على قائمة منتهكي حقوق الإنسان في 18 تموز/يوليو 2019، وهو الشهر الذي أعلنت فيه الكنيسة الكلدانية رفضها القاطع لوجود أي فصيل أو حركة مسلحة تحمل صفة مسيحية خاصة.

وسبق لبطريركية المسيحيين الكلدان أن تبرأت منه، معتبرةً أنه لا يمثل مسيحيي العراق ولا يتحدث باسمهم، كما أعلنت البطريركية الكلدانية في آذار 2016 أن لا علاقة لها بـ”كتائب بابليون” ولا بقائدها ريان الكلداني، وإنها لا تمثلها.

 

طائفة مسالمة وميليشيا ارهابية

ومن الجرائم التي اضطلعت بها “بابليون” قيامها بنهب الآثار من “دير مار بهنام” والمنازل المجاورة له بعد دخولها المنطقة، في أعقاب الحرب مع تنظيم الدولة عام 2017.

وجاء في تحليل موجز نشره المعهد، إن هذه المجموعة وعلى الرغم من واجهتها المسيحية، إلا أن الأغلبية الساحقة من عناصرها ليسوا مسيحيين، ومعظمهم من شيعة جنوب العراق، وأنها لا تمثل كل مسيحيي العراق كما تطرح نفسها.

ومثل بقية الميليشيات تمكنت من الحصول على عدد من المقاعد النيابية، كان أحدها من حصة شقيقة ريان “أسماء سالم الكلداني”، وتستحوذ اليوم على أربعة من المقاعد الخمسة، المخصصة للمسيحين.

وبحسب تقارير متواترة، فإن العائق الرئيسي أمام عودة النازحين إلى مناطقهم في سهل نينوى هو “اللواء 50 حشد شعبي” بزعامة ريان الكلداني، ألذي نهب منازل أبناء جلدته النازحين في “باتنايا”، كما استولى على الأراضي السكنية والزراعية وباعها.

 

ريان يشتكي لبيرج مسجدي

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذا اللواء وبرغم تبعيته المفترضة لرئيس الوزراء العراقي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ولقيادة العمليات المشتركة وقيادة الحشد الشعبي، لكنه من أقل الوحدات تنفيذاً للأوامر. ونشرت هذه المصادر صوراً من أوامر سابقة كانت قد صدرت في عدة مناسبات، منها ما يتعلق بالإنسحاب من نقاط التفتيشالتابعة لها من أجزاء من سهل نينوى، لكنها لم تنفذها. وصدر أحد هذه الأوامر في تموز 2017 خلال ولاية رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وإثنان في ولاية عادل عبد المهدي، ألأول في آب 2018 يحمل الأمر التنفيذي 1388، والثاني في تموز 2019 لكن الكلداني لم ينفذها، وبدلاً من ذلك شكا إلى سفير إيران السابق، الضابط في الحرس الثوري إيرج مسجدي”، ألذي أبلغه بتجاهل رئيس الوزراء، ولم تنسحب قوته من نقاط التفتيش حتى 17 تشرين أول 2020، عندما نشرت قيادة عمليات نينوى قوات من الجيش إلى جانب قوات بابليون في بعض الحواجز.

واستُبدل ريان بأخيه “أسامة الكلداني” عام 2019، لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئاً، حيث بقي يمارس دوره المرسوم، ومازال سكان المناطق الخاضعة لنفوذه يشكون من عمليات الإبتزاز التي تقوم بها بابليون، تحت راية الحشد الشعبي.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الجمغة 8 شوال 1444 / 28 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط