بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بعد مرور عقدين على الغزو.. سياسة الإفلات من العقاب

تسود العراق في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة

شبكة البصرة

يحتل العراق في ظل حكوماته المتعاقبة المراتب الأولى على المستوى العالمي في مؤشّر الإفلات من العقاب، وفق آخر تصنيف للجنة حماية الصحفيين الدولية، إذ تسود بيئة من الخوف والترهيب التي تمارسه السلطات الحكومية في البلاد، وتقيّد بها حرية التعبير، وتستهدف الناشطين والمتظاهرين المنتقدين لها وللميليشيات الموالية لها، ما يجعل من سياسية الإفلات من العقاب مستمرّة.

وقالت منظّمة (هيومن رايتس ووتش – HRW) في تقرير لها نشرته يوم الإثنين (27 آذار/مارس 2023)؛ أنّ الحكومات المتعاقبة في العراق ليست مهتمة بتعزيز المساءلة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد منذ احتلال البلاد سنة (2003)، وصرّحت بأنّ السلطات الحكومية فيها ترفض التعامل بشكل مناسب مع المنظّمة المعنية بحقوق الإنسان، مؤكّدةً أنّها تتجاهل المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان عبر سياسة المماطلة -الشائعة- التي تتبعها.

وفي تقريرٍ بمناسبة الذكرى العشرين للاحتلال الأمريكي وحلفائه للعراق، أفادت منظّمة (العفو الدولية – Amnesty)، بأنّه بعد مرور عقدين من الزمن، ما تزال مظاهر الإفلات من العقاب متفشيًا في البلاد، وما تزال المساءلة بعيدة المنال عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة فيها، مضيفةً أنّ العراقيين يعانون حتى يومنا هذا من الأثر المدمر لجرائم الحرب وغيرها من الفظائع التي ارتكبها الاحتلال وأعوانه أثناء غزوه للعراق.

وأكّد تقرير المنظّمة، أنّ دول الاحتلال تقاعست عن إجراء التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبتها تلك القوات، وتجاهلت محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم على جميع المستويات، مبينةً أنّ الضحايا الذين ارتكبوا بحقهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بمن فيهم المعتقلون الذين نجوا من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في سجن أبو غريب، حُرموا من حقوقهم في العدالة والتعويض.

وأضافت المنظمة أنّ الضحايا العراقيين الذين حاولوا التماس الإنصاف من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الولايات المتحدة في المحاكم الأمريكية واجهوا عقبات منهجية، لافتةً إلى أنّه إلى جانب الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، فإنّ سياساتها في العراق، وضخّها لكميّات هائلة من الأسلحة؛ ساهمت في تكوين فراغ أمني سمح بتصاعد العنف الطائفي، الذي أدّى إلى تفشّي ظاهرة الإفلات من العقاب، وما يزال هذا الإرث المدمر للغزو يحصد المزيد من الضحايا الجدد في البلاد حتى يومنا هذا.

وأقرّت الأمم المتحدة بأنّ استمرار مظاهر الإفلات في العقاب في العراق يهدد أمن المجتمع واستقراره، موثّقة تورّط الميليشيات المسلحة التي تنشط في البلاد في ارتكاب جرائم القتل، والاختطاف، والاعتداءات العنيفة، وتدمير الممتلكات، في حين تعمل السلطات الحكومية على توفير الغطاء اللازم لجرائم تلك الميليشيات وإدراجها في ملف (الجرائم مجهولة الفاعل).

وفي ظلّ السياسة الشائعة للحكومات المتعاقبة، فإنّ الجناة يتمتّعون برصيد مفتوح للإفلات من العقاب، فقد صرّح المركز (الأورومتوسطي-Euro –Med-Human Rights Monitor)، بأنّ أكثر ما يبعث على القلق في تصاعد جرائم الإفلات من العقاب، عدم مساءلة مرتكبي الجرائم، الأمر الذي يشجّعهم على تكرار جرائمهم وعدم الاكتراث بالعواقب المترتبة عليها.

وانتقدت منظّمة (هيومن رايتس ووتش – HRW)، إخلال السلطات الحكومية في العراق بـ (الوعود) التي أطلقتها بشأن محاسبة الميليشيات المسلحة على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها بحق المتظاهرين والنشطاء والصحفيين في البلاد، وبيّنت أنّ الانتهاكات التي تعرَض لها المتظاهرون من قبل الميليشيات الموالية لإيران بالتعاون مع القوات الحكومية؛ تضمنت الاعتقالات التعسفية، والإخفاء والتغييب القسري، والقتل خارج نطاق (القضاء).

ويظهر من ذلك أنّ الحكومات المتعاقبة لا تعمل على استقرار البلاد وحفظ حقوق المواطنين، بل تسعى إلى إبقاء الفوضى والهيمنة الحزبية على ما هو عليه من أجل تحقيق أهدافها، على حساب العراقيين.

الهيئة نت

شبكة البصرة

الثلاثاء 13 رمضان 1444 / 4 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط