بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كلمة الرفيق صلاح المختار منسق المناظرة الكبرى

شبكة البصرة

ايها الرفاق ايتها الرفيقات

نلتقي اليوم وقلوبنا مكلومة لما ال اليه حزبنا من اوضاع لا تسر الا الاعداء فلقد تعمدت تكتلات معينة ان تدفع الحزب الى مستنقع التشرذم والصراعات الداخلية وهي الحالة التي يعاني منها كل الرفاق في الوطن العربي الان، لذلك وفي ذكرى تاسيس حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي من الضروري ان نلقي نظرة على ما حصل ونحدد الاسباب التي دفعت الى حصوله ومن هي العناصر التي قامت بطعن الحزب في قلبه في وقت كان يجب ان يبقى سليما معافا قادرا على مواصلة النضال ضد اعداء الامة الذين اتحدوا بصورة لم يسبق لها مثيل رغم خلافاتهم فقط من اجل انهاء الامة العربية والقضاء عليها، وذلك الهدف لن يتحقق الا بالقضاء على حزب البعث العربي الاشتراكي.

وهذا الوضع يستدعي طرح السؤال التالي: لماذا هذا العداء للبعث؟ ولماذا هذا الاصرار على اجتثاثه من داخله ومن خارجه؟ ساطرح بعض الافكار واترك البقية لكم كي تستنتجوا ما هو ضروري منها ومن غيرها لتحقيق النهوض السريع والكامل لحزبنا:

1- ان اول الحقائق التي يجب التركيز عليها هي ان البعث بظهوره نقل الامة العربية من حالة الحلم الرومانسي بالوحدة العربية والتحرر والعدالة الاجتماعية، وهي احلام كانت تراود اذهان ومخيلة اجدادنا وابائنا دون القدرة على تحقيقها، ولكن بظهور البعث اصبح هناك جهاز ثوري حول تلك الاحلام الى واقع نضالي تحقق بقدرات النضال والتضحيات الجسيمة للبعثيين ومن يساندهم، وهذا هو التغيير الاعظم في تاريخ نهوض العرب في العصر الحديث وهي حقيقة ينكرها اعداء الامة ولكن ستذكر الاجيال القادمة ان ظهور البعث كان خطوة جبارة على طريق نهوض العرب ووحدتهم.

 

2- اما الماثرة التاريخية الثانية فهي ان الحزب تميز عقائديا بالربط جدليا بين الوحدة العربية والاشتراكية وهما كانا منفصلان عند غيره من الاحزاب، فظهرت القيمة العظمى للوحدة العربية بفضل قاعدتها المادية وهي الاشتراكية، فوحدة عربية يمكن ان تقوم بدون الاشتراكية، ولكن الوحدة مستندة على الاشتراكية تقدم لنا دوله اقوى واكثر استقرارا ولابد ان تكون عظمى وقوية لا يمكن ان تقهر،فتحل اشكالات الفقر والجوع والامية والمرض والتخلف، وتنشئ مجتمعا حضاريا متقدما،وتلعب دورا اساسيا في تقرير اتجاهات السياسات العالمية،وهذا مناقض لمصالح من احتل وطننا الكبير ونهب ثرواته واذل مواطنيه، لذلك فان ربط بين الوحدة والاشتراكية كان احد الاسباب الجوهرية للعداء للبعث وللعمل على القضاء عليه.

 

3- وزاد حقد القوى المعادية للامة العربية عندما نقل الحزب النضال القطري التحرري من قطر عربي واحد الى نضال قومي يشمل كل الاقطار العربية متلاحم برباط يؤطر نضال شعبنا العربي من موريتانيا الى اليمن، فظهر عملاق واحد يصرخ في تونس فتجد صداه قويا في لبنان، وهكذا عرف العرب لاول مره الوحدة العربية مجسدة في جنينها وهو حزب البعث العربي الاشتراكي، وظهرت القوة النضالية التي تمهد لطرد كافه اعداء امتنا الذين نهبوا ثرواتها وفرضوا عليها التخلف والانظمة الفاسدة الديكتاتورية التابعة، وانشاؤا الكيان الصهيوني ليكون حارسا للمصالح الغربية ودعموا ايران لتكون اسرائيل الشرقيه المكمله لتوأمها اسرائيل الغربية.

 

4- كل هذه المؤامرات على البعث سواء من خارجه او من داخله نظمت لاجهاض الهدف الاعظم وهو الوحدة العربية بقتل الجنين قبل ان يكبر ويكون طليعة منظمة قوية واحدة في تفكيرها وهدفها وقراراتها، فاجتثاث البعث اذا في جوهره محاولة لاجتثاث هدف الوحده العربيه ومنع تحققه كي تبقى الامة مجزئة رغم قوتها الهائلة، وتغيّب عن تاريخ التطور وعن العالم،تابعة لهذا الطرف او ذاك، وهكذا فان تعرض الحزب للازمات المتكررة والمترابطة خصوصا منذ عام 2011 كان خطوات على طريق الاجتثاث كما وضعته المخابرات الامريكية.

ولذلك كان السؤال الذي يتكرر طوال فترات الازمة وهي داخلية مخفية وقبل ان تتفجر لتظهر للعلن هو التالي: هل بالامكان ان نصمت؟ هل بالامكان ان نساوم؟ هل ضحينا طوال عقود وقدمنا الاف الشهداء من اجل ان تاتي عناصر طارئة على الحزب ليس فقط في حداثة انتهمائها له بل ايضا في عدم استيعابها لعقيدته القومية الاشتراكية، ولكنها وصلت في غفلة من الزمن الى اعلى قيادة فيه كي تقوم بتدميره وبذلك تضيع تضحيات الشهداء والاسرى والمعذبين في كل الوطن العربي؟ ام يجب التصدي لهذه الردة التي لا يمكن ان تخدم الا الصهيونية والاستعمار الغربي ومطامع الفرس وغيرهم من اعداء الامة العربية؟

كان جوابنا الحاسم والثابت: كلا لن يمروا، فالبعث ليس فندقا نسكن فيه مؤقتا،البعث هو وجودنا وحياتنا وامالنا وطموحاتنا وشهقات الشهداء قبل رحيلهم، وتضحيات الالاف الذين لم يبخلوا على الحزب باي تضحية، فهل من المنطقي ان نسلمه لكتلة مرتدة طارئة على الحزب غريبة عنه نفسيا وفكريا واخلاقيا ونتركها تقوده الى مقاتل خدمة الاعداء كما خططوا؟

لقد جاءت انطلاقة ثوار البعث ضد المرتدين لتكون في ان واحد تمسك باصالة البعث ودفاع مجيد عن هدف الوحدة العربية، فبعد كل تلك التضحيات الغالية لن نسمح لسايكس بيكو ان تطبق على الحزب بعد ان طبقت على الامة العربية، ولن نسمح للربيع العبري ان يكتسح الحزب كما اكتسح اقطار في الامة، خصوصا وان فرسان الردة هم انفسهم من اتباع الربيع العبري، سننهض بالبعث كما اراده قائده المؤسس ميشيل عفلق استجابة لاحلام ملايين العرب ليكون الحادلة الجبارة التي تحطم اصنام الردة وتمهد الطريق لتحرر الامة، ولهذا ظهرت انتفاضة البعث باشكال مختلفة توجت بالمناظرة الكبرى التي اخترناها لتكون وسيلة ديمقراطية تستقطب الرفاق وتوفر لهم منصات للحوار الرفاقي الحر وصولا الى تشكيل موقف موحد بصورة ديمقراطية ليكون مصدا لهذه المؤامرة الكبرى لاجتثاثه من داخله، ثم لينهض هؤلاء الرفاق بدورهم التاريخي في انتزاع الحزب ممن سرقوه بسطوهم على قيادته القومية، فالمناظرة كانت خطوه على طريق الانقاذ، وها هي قد انتقلت فعلا الى مرحلة اخرى وهي التخطيط الشامل لانقاذ الحزب على المستوى القومي والعمل الرفاقي المستمر يوميا في اجواء حوار ديمقراطي لكل رفيق راي يناقشه مع بقية الرفاق دون قطع الصلة الرحمية بين البعثيين.

ان البعث، ايها الرفاق ايتها الرفيقات، بعثنا وليس بعث المرتدين عن عقيدته المتخلين عن ستراتيجيته القومية، البعث بعت تحرير اقطارنا من المحتلين بالمقاومه المسلحه وليس بالنضال السلمي الديمقراطي كما يروج المرتدون من عبيد الربيع العبري.

البعث بعثنا وليس بعث المرضى نفسيا والمتخلفين فكريا والخاضعين لاعداء الامة،لذلك سيبقى على راس الحزب حراسه الاوفياء الذين عرفتهم سوح النضال طوال العقود الماضية.

 

ايتها الرفيقات ايها الرفاق

اننا حققنا كل تلك الخطوات الكبيرة في مسيرة استعادة الحزب وانهاء موته السريري، وهذه الاحتفالية احدى مظاهر نهوضه وعودته الى تصدر النضال في الوطن الكبير، ولذلك فاننا وفي هذا اليوم العظيم يوم تأسيس الحزب نحيي القائد المؤسس ميشيل عفلق ونحيي شهدائنا وقادتنا العظام وفي المقدمة احمد حسن البكر وصدام حسين وعزة ابراهيم،نعيد التاكيد وبلا مواربة باننا سنواصل انتفاضة البعث على امتداد الوطن العربي، حتى نكمل تطهير الحزب من كل المرتدين ونبني وحدته على اسس فولاذية لاتلوى، ولن يبقى في الحزب من يقطع الحبل السري بعقيدته، فلنقف جميعا وفاء للقسم،مصممون وايدينا متلاحمه على توجيه الضربات الاخيرة للمرتدين، ودفع مسيرة الحزب الى امام لتحقيق اهدافه المقدسة: الوحدة والحرية والاشتراكية.

ملاحظة: القيت هاتان الكلمتان في الاحتفالية الكبرى التي اقامتها اللجنة الاعلامية للمناظرة الكبرى احتفالا بذكرى تأسيس الحزب.

شبكة البصرة

الاحد 18 رمضان 1444 / 9 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط