بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الصراع المسلح في السودان وضبابية التحالفات والأيد الخفية...

محاولات تفتيت السودان تصاعدت منذ حرب أكتوبر 1973

شبكة البصرة

عمر نجيب

حتى بعد أن قسم الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي المنطقة العربية من البوابة الشرقية العربية وحتى السواحل الغربية للشمال الأفريقي على المحيط الأطلسي بحدود وهمية أو مشحونة بألغام لخلافات ونزاعات مستقبلية بين أقطار المنطقة حتى تكون أحد عقبات اندماجها ووحدتها عندما ينضج عند شعوبها وحكامها الإدراك أن هذا هو السبيل الوحيد لنهضتها ولتوسيع استقلالها وقدرتها على مواجهة أطماع قوى الاستعمار القديم والجديد ورفاهية مواطنيها، حتى بعد ذلك التفتيت استمرت القوى الاستعمارية القديمة والجديدة التي سعت لأن ترث جزء من التركة القديمة في اختلاق مزيد من عمليات التفتيت في الكثير من أقطار المنطقة تحت غطاء أكاذيب شتى وباستغلال أشخاص باعوا ضمائرهم كما فعل غيرهم خلال الفترات الطويلة زمنيا للاستعمار المباشر أو الحماية.

السودان وبعد استقلاله في الأول من يناير 1956 وتعثر جهود إحياء وحدته التاريخية مع مصر الجزء الشمالي لمسار نهر النيل، كان أحد الأطراف العربية الأكثر تعرضا لمؤامرات التقسيم والتفتيت.

بعد حرب أكتوبر 1973 دفعت هزيمة إسرائيل أمام وحدة عربية مادية وشعبية تزداد وثوقا، ولعب كل من السودان والعراق وليبيا دورا أساسيا في توفير عمق ترابي استراتيجي لكل من مصر وسوريا وبقية القوات العربية التي شاركت في تلك الحرب، دفعت كلا من واشنطن وتل أبيب ومعهما جزء من القوى الاستعمارية المتأسفة على انحسارها إلى تكثيف التحركات من أجل محو أحد عناصر القوة العربية وللانتقام خاصة من الأطراف المعادية والمؤثرة في ملحمة أكتوبر 1973.

القوى الاستعمارية المعادية لكل من يتمرد على إرادتها لا تلجأ دائما إلى العمل المسلح لضرب خصومها، فهي تتبع مزيجا من الأساليب، ومنها تحريك حركات الانفصال ومد محركيها بالمال والسلاح والدعم السياسي، أو إثارة العداوات والخلافات بين الجيران بشتى الطرق، والتخريب الاقتصادي والمالي واستغلال وجود عملة مهيمنة على المبادلات الدولية وأرصدة البنوك لخلق المشاكل وتفقير الشعوب، واستخدام الأكاذيب لتأليب الشعوب والطوائف والقبائل على بعضها البعض.

تم غزو العراق واحتلاله في سنة 2003 وهاجمت الولايات المتحدة وفرنسا ليبيا ودمرتها ومزقتها، وعملت على تكرار نفس المؤامرة منذ منتصف شهر مارس 2011 في سوريا ولكنها فشلت.

في السودان استغلت واشنطن ومعها باريس ولندن وغيرهم وصول جماعة عمر البشير في عملية عسكرية تحيط بها أسرار كبيرة إلى السلطة في الخرطوم في 30 يونيو 1989، حتى تطلق الخطوة الأولى لتقسيم السودان الذي يوصف بسلة غذاء المنطقة العربيةـ حيث تم فصل ثلث المساحة الكلية للبلاد تحت غطاء استفتاء أقلية من سكانه في حين كان يجب استشارة كل سكان البلاد.

وهكذا أعلن عن انفصال الجنوب رسميا في 9 يوليو 2011 في حفل في عاصمة الجنوب جوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير وعدد من ساسة الدول.

بحلول نهاية عام 2013، انفجرت التوترات المتأججة بشأن السيطرة على الدولة الجديدة بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار حيث خاضت قواتهما حربا دموية.

استمرت المعارك 5 سنوات، وهي الحرب التي قسمت البلاد على أسس عرقية، وعرضت المدنيين في جنوب السودان الذين أنهكتهم الحرب لفظائع مروعة.

فقد قتل ما يقرب من 400 ألف شخص في الصراع بينما اضطر 4 ملايين آخرين، ثلث إجمالي السكان، إلى الفرار، إلى مناطق أكثر أمانا في البلاد والبعض الآخر عبر الحدود.

في سنة 2017 وبعد انتهاء ما يسميه بعض السياسيين اكتمال المهمة، انقلب الغرب على ساسة الخرطوم وهو ما جعل البشير يكشف عن مخطط أمريكي لتقسيم السودان إلى خمس دويلات. حيث صرح في مقابلة أجرتها معه وكالة سبوتنيك الروسية ونشرتها السبت 25 نوفمبر 2017 أن الضغط والتآمر الأمريكي أديا إلى تقسيم السودان، وشدد على أن الخطة الأمريكية تهدف إلى تقسيم السودان إلى خمس دول مضيفا أنه وتحت الضغوط الأمريكية انفصل جنوب السودان.

وقال "عندنا معلومات عن سعي أمريكي لتقسيم السودان إلى خمس دول، وأمريكا انفردت في الفترة الأخيرة وخربت العالم العربي"، مشددا على أن واشنطن مسؤولة عما "حصل في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، وما حصل في السودان بأن ينقسم".

بعد احتجاجات واسعة في الشارع السوداني أعلن الجيش السوداني تولي المجلس العسكري برئاسة وزير الدفاع أحمد عوض بن عوف مقاليد السلطة في 11 أبريل 2019، مزيحا البشير عن رأس السلطة بعد فترة حكم كانت الأطول في تاريخ السودان الحديث.

توالت بعد ذلك الصراعات والمنافسة بين القادة العسكريين السودانيين على السلطة مجسدة في رأي عدد من المراقبين العرب أحدث فصول المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية لتفكيك السودان وتدميره.

منذ 15 أبريل 2023 انتقل الصراع إلى مرتبة المواجهة المسلحة بين الجيش النظامي السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني من جهة وميليشيات قوات التدخل السريع بقِيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" من جهة أخرى.

لا يشك أحد أن القوى الأجنبية الاستعمارية المعروفة هي التي تقف وراء هذا الوضع باسلوب أو بآخر، الأمر الذي يهدد باحتمالات ثلاث إذا لم تحسم المعركة لصالح أحد الطرفين بسرعة وهي: أما حرب أهلية طويلة الأمد تمزق البلاد وتقودها إلى وضع الدولة الفاشلة كالصومال، أو عملية تقسيم فعلية حيث تتحدث بعض المصادر عن انفصال إقليم دارفور، أو تدخل خارجي إقليمي عربي أفريقي لوقف الحرب مع وجود خطر تدخل غربي بقيادة أمريكية في نطاق الصراع الدولي على النفوذ مع موسكو وبكين في ومواجهة انحسار تأثير الغرب وخاصة باريس وواشنطن في القارة السمراء.

تتبع ردود فعل ومواقف أجهزة الأعلام الأكثر تأثيرا في العالم يمكن أن يكشف إلى حد كبير خطوط المؤامرة التي تحاك ضد السودان وكذلك أشكال التحالفات التي لها تأثيرات أساسية.

 

مشهد ضبابي

يوم 16 أبريل 2023 صدر في العاصمة الأمريكية واشنطن تقرير حول التطورات في السودان. الملفت في التقرير الذي نشر على موقع إعلامي رسمي أمريكي أنه تضمن تناقضات وأخبار يمكن أن توصف بأنها من صنف الأكاذيب ومحاولات التضليل المعروفة منذ اسطورة أسلحة الدمار الشامل في العراق لأنها احتوت على تناقضات وكشفت عن محاولة خلط أوراق وإثارة صراعات بين مصر والسعودية والإمارات العربية وروسيا والصين. هذا هو التقرير:

بعد أن كان السودانيون على موعد مع التوقيع على الاتفاق النهائي الذي يعيد البلاد إلى مسار الانتقال الديمقراطي المدني، أفاقوا على صدمة معارك دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما يشير إلى تفجر الصراع على السلطة.

قائد الجيش رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، كانا على وفاق تام خلال الفترة الماضية، إلا أن الصراع على السلطة أعاد البلاد إلى المربع الأول، على حد تعبير أحد المحللين السياسيين السودانيين الذين تحدثوا لموقع "الحرة".

المشهد في السودان يطرح سؤالا، عما إذا كانت هناك قوى إقليمية ودولية تدعم البرهان وحميدتي لتحقيق مصالح تتعدى حدود هذا البلد الذي يعاني من صراعات تعيق استقرار الحياة السياسية والاقتصادية فيه.

وتأجج الخلاف إلى حد أن قالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة"، مضيفة أنها تقاتل القوات شبه العسكرية في مواقع قالت إنها سيطرت عليها.

وقالت قوات الدعم السريع، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، إن الجيش بدأ بمهاجمتها أولا عندما حاصر إحدى قواعدها وفتح عليها نيران أسلحته الثقيلة.

يقول المحلل السياسي السوداني، فريد زين، إن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي لديها ارتباطات ودعم قوي من دولة الإمارات، ولكن حليفها الأقوى الذي له ارتباطات عسكرية هي روسيا من خلال ميليشيات فاغنر إذ لديهم علاقات قوية "عسكرية واقتصادية" خاصة فيما يرتبط بمناجم الذهب أكان في السودان أو حتى في دول إفريقية مجاورة.

وأضاف أن قائد الجيش البرهان يحظى بدعم هام من القاهرة، تحديدا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي قد تكون له "أهداف بعدم وجود حكم مدني سياسي مستقر في السودان"، وأن تبقى السيطرة للمؤسسة العسكرية تحديدا القوات المسلحة.

ويقع السودان في منطقة مضطربة يحدها البحر الأحمر ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي. واستقطب موقع السودان الاستراتيجي وثرواته الزراعية قوى إقليمية، مما أدى إلى تعقيد فرص نجاح الانتقال.

الباحث السياسي السوداني، الرشيد إبراهيم، يؤكد أنه في المرحلة الحالية لا توجد أي تدخلات "خارجية واضحة" فيما يرتبط بوجود دول تقدم الدعم بشكل مباشر.

ولم يستبعد إبراهيم في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" أن تكون هناك "احتمالات للدعم" من قبل بعض الأطراف للمكونات العسكرية في السودان من دون تسميتها من هي.

وأكد أن الأكثر وضوحا هو أن قوات الدعم السريع "مقربة من روسيا وقوات فاغنر حيث تربطهم مصالح وأعمال مشتركة".

وتأثر عدد من جيران السودان، مثل إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، بالاضطرابات السياسية والصراعات. وعلاقة السودان بإثيوبيا على وجه التحديد متوترة بسبب نزاع على أراض زراعية على الحدود والصراع في إقليم تيغراي، الذي دفع بآلاف النازحين إلى السودان، وسد النهضة الإثيوبي.

ويؤكد الناشط السوداني، أيمن تابر، أن التدخل الأجنبي في السودان ليس بشيء جديد، خاصة وأن بعض الدول وجدت لها مدخلا في دعم حميدتي وقواته شبه العسكرية مثل الإمارات، ناهيك عن علاقاته مع قوات فاغنر.

وأشار إلى أن دولا أخرى مثل "السعودية ومصر وحتى إثيوبيا سعت إلى دعم بعض الأطراف داخل السودان على أمل الاستفادة من الوضع الذي ينشأ".

وتنظر السعودية والإمارات، القوتان الإقليميتان، إلى انتقال السودان على أنه وسيلة لدحر نفوذ الإسلاميين في المنطقة. وتشكل السعودية والإمارات مع الولايات المتحدة وبريطانيا "الرباعي" الذي رعى، مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الوساطة في السودان، بحسب وكالة رويترز.

 

صراع بسيناريوهات سيئة

تخشى القوى الغربية من احتمال إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر، وهو أمر أعرب قادة جيش السودان عن انفتاحهم عليه.

يقول المحلل السياسي المصري، علي رجب، إنه حتى الآن "لا يمكن القول بوجود دول أو أطراف خارجية تقدم دعمها المباشر لقائد الجيش البرهان".

وأضاف أن البرهان يتمتع "بعلاقات ممتازة مع السعودية والإمارات ومصر" منذ تسلمه زمام الأمور في 2019.

ويرى رجب في رده على استفسارات "الحرة" أن مواقف بعض الدول الإقليمية وحتى القوى الدولية مثل الولايات المتحدة أو أوروبا لا تزال ضبابية فقد تكون بانتظار معرفة ما سيحصل على الأرض خلال الساعات المقبلة.

وأضاف أن بعض التغطيات الإعلامية تكشف وجود ميل سعودي تجاه البرهان، فيما تميل قطر تجاه حميدتي، والإمارات لا يزال موقفها غير محدد.

من جانبه يرى المحلل السياسي التونسي، أنيس عكروتي، أن مصر قد تكون "أقرب حليف عربي للبرهان نظرا للانسجام الكبير في المواقف من الشراكة الاقتصادية والملفات الخارجية الساخنة خاصة مسألة سد النهضة وما يمثله من تهديد للموارد المائية للبلدين".

ويقول في حديث لموقع "الحرة" إن "حميدتي يعول على الحصول على مساندة من السعودية والإمارات، خاصة في ظل التقارير التي أكدت انخراط قوات الدعم السريع في الحرب اليمنية دعما للجهود العسكرية الإماراتية والسعودية".

ويرجح عكروتي أن "تحسم قيادة الجيش المعركة لصالحها وأن تنجح الضغوطات الإقليمية والدولية في فرض وقف لإطلاق النار مبدئيا ثم الدعوة إلى انتخابات مبكرة"، خاصة أنه لا "دول الجوار ولا القوى الدولية النافذة مستعدة لمجابهة حرب طويلة المدى بين الفرقاء السودانيين في ظل وجود أولويات كبيرة أمامهم في أوكرانيا أو تايوان على سبيل المثال".

وتدعو القوى المدنية في السودان الطرفين إلى "وقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".

وذكرت في بيان "هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا... فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد".

ودعت الولايات المتحدة وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء الأعمال القتالية في السودان والاحتكام للحلول السياسية.

القيادي في قوى الحرية والتغيير السودانية، عمار حمودة، عبر في حديث لموقع "الحرة" عن مخاوفه من أن يصبح السودان "مسرحا لحرب بالوكالة"، معربا عن أمله "آلا يحدث ذلك، فالحرب ليست نزهة، ولا نريد لها أن تستمر ولو للحظة".

وأضاف أن "لغة البنادق لم تكن حلا لأي من مشاكل السودان سابقا"، محذرا من أن هناك "أطراف خارجية قد تسعى لتعظيم مكاسبها".

ولكن تبقى "الوحدة الوطنية هي صمام الأمان الواقي من هذه التدخلات الخبيثة"ـ يقول حمودة.

وأشار حمودة إلى أن مسألة الصراع العسكري الآن "مقلقة جدا"، ولكن حل الأزمة لن يكون إلا "بالحوار وليس بالحرب".

يمثل الجيش قوة مهيمنة في السودان منذ استقلاله عام 1956 إذ خاض حروبا داخلية وقام بانقلابات متكررة ولديه حيازات اقتصادية ضخمة.

وخلال الفترة الانتقالية التي بدأت بالإطاحة بالبشير وانتهت بانقلاب عام 2021 زاد عمق هوة انعدام الثقة بين الجيش والأحزاب المدنية.

 

ثروة النفط

تقرير ثاني صدر في واشنطن يوم 17 أبريل جاء فيه:

منذ اكتشاف النفط في السودان في سبعينيات القرن العشرين، كانت البلاد دائما مسرحا لشكل من أشكال الصراع، حيث أدى تنافس الأطراف المختلفة سياسيا ودينيا وعرقيا إلى اضطرابات مستمرة، مع فترات هدوء نسبي.

لكن المعارك التي تشهدها السودان هذه الأيام مختلفة، حيث إنها المرة الأولى التي يجري فيها القتال في عاصمة البلاد، الخرطوم، بين طرفين ينتميان نظريا إلى الحكومة ذاتها.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن المعارك كانت عادة تجري على أطراف البلاد، بدلا من العاصمة. وبالإضافة إلى الاختلاف الجغرافي عن الصراعات الأخرى، فإن أطراف الصراع هذه المرة مختلفة أيضا.

وفي الوقت الحالي، تتنافس مجموعتان للسيطرة على البلاد هما الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية قوية.

وتقول الصحيفة إن هناك أنباء عن مقتل عشرات، كما أن الاشتباكات امتدت إلى مدن نيالا في جنوب دارفور والفاشر في شمال دارفور وزالنجي في وسط دارفور، مما أجبر كثيرا من الناس على الفرار من مخيمات النازحين ومنازلهم في تلك البلدات.

 

تحالف بين الخرطوم والقاهرة

نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مساء الأحد 16 أبريل 2023 عن مصدر عسكري في الجيش السوداني بمروي أن سيارات الدعم السريع فرت من مطار مروي السوداني وعلى متنها مجموعة من الأسرى المصريين، بعد أن تمكنت عناصر الجيش من السيطرة عليه بالكامل وأسرت عددا كبيرا من جنود وضباط وحدات الدعم السريع.

وأضاف المصدر: "بإمكان الإعلام الحضور إلى مطار مروي بعد أن أصبح آمنا، وتصوير انتصارنا". وكانت قوات الدعم السريع قد نشرت في وقت سابق مقاطع فيديو قالت إنها لأسر مجموعة من أفراد الجيش السوداني، إضافة إلى عدد من الجنود والضباط المصريين في مطار مروي. ويظهر في الفيديو شخص يعرف نفسه بأنه ضابط مصري.

في القاهرة أكد المتحدث باسم الجيش المصري غريب عبد الحافظ -في بيان- أن الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان، وينسق مع السلطات هناك لضمان تأمين القوات المصرية الموجودة هناك لإجراء تدريبات مع نظيرتها السودانية.

والمعروف أن القوات المصرية والسودانية تجري بشكل دوري مناورات عسكرية مشتركة في شمال السودان خاصة في أعقاب التوتر الأخير مع إثيوبيا.

في واشنطن قالت تقارير أمريكية أن الكشف عن وجود عدد من الجنود المصريين في قاعدة عسكرية بالسودان أثار حالة من الجدل بشأن أسباب تواجدهم هناك.

وأفادت تقارير من مصادر مخابراتية، لم يتسن لـ"رويترز" التأكد من صحتها، بأن قوات الدعم السريع استولت على عدة طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية المصرية واحتجزت طياريها إلى جانب أسلحة ومركبات عسكرية سودانية.

من جانبه قال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية في بيان إن قوات بلاده موجودة في السودان لإجراء تدريبات مع جنود سودانيين، مضيفا أن التنسيق يجري مع الجهات المعنية هناك لضمان تأمين القوات المصرية.

تمثل مروي ثقلا أمنيا وإستراتيجيا بالغ الأهمية، وفقا للخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل مجذوب، حيث تضم مطارا عسكريا وآخر مدنيا، وتوجد بها قاعدة جوية، ويغطي مطارها حسب إسماعيل العمليات الجوية في شمال السودان وشرقه وغربه، وتعتبر قاعدة جوية مساندة بديلة للقواعد العسكرية الأخرى في السودان وللمطار العسكري الأول في الخرطوم ويستقبل مطارها الكبير الطائرات العسكرية المقاتلة وطائرات النقل الجوي.

واحتضنت القاعدة الجوية في مروي تدريبات عسكرية ومناورات جوية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري مارس 2021، ووقتها أثارت هذه المناورات جدلا واسعا وصنفت كرسالة لإثيوبيا في سياق خلافاتها مع السودان ومصر بسبب سد النهضة، لكن القادة العسكريين في السودان شددوا على أن تلك التدريبات روتينية ولا تمثل تحركا ضد أي جهة.

وتتمركز في المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة.

ويعتبر مطار مروي الدولي من أكبر المشاريع التي صاحبت إنشاء سد مروي الذي تم عام 2009، والذي يقع شرق المدينة مطلا علي طريق شريان الشمال الذي يربط المدينة بجسم السد، ويعتبر من البنى التحتية المهمة للمنشأة المائية الضخمة وهو من المطارات الحديثة في السودان ويعد ميناء جويا يربط بين دول أفريقيا ودول الخليج وأوروبا ويزود الطائرات ويسهم في إنعاش السياحة في السودان.

وصمم المطار على مواصفات تتيح هبوط وإقلاع الطائرات الضخمة، حيث يبلغ طول مهبط الطائرات فيه نحو 4 كيلومترات وعرض 60 مترا، في حين تبلغ المساحة الكلية للمطار 18 كيلومترا مربعا (بطول 6 كلم وعرض 3 كلم) جعلته من أكبر المطارات في القارة الأفريقية.

 

أهمية سد مروي

ذاع صيت مروي بإنشاء سد مائي ضخم في منطقة الحماداب بطول يزيد على 9 آلاف متر على ضفتي نهر النيل وارتفاع 67 مترا، وهو بذلك يعد سدا متوسط الارتفاع، لكنه في الوقت نفسه ينتج الطاقة التي تنتجها السدود المرتفعة وذلك لعمق نهر النيل ووفرة مياهه في المنطقة.

واكتمل بناء السد الذي حمل اسم مروي في مارس 2009، وصاحبت عملية بنائه عدد من المشاريع التحضيرية، بينها إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة الحديد ومدينة سكنية لإقامة فريق العمل الذي تألّف من 5 آلاف عامل نصفهم من السودانيين والنصف الآخر من الصينيين، بلغت التكلفة الإجمالية للسد نحو 3 مليارات دولار، ساهمت الصناديق العربية بتمويل مليار و223 مليون دولار، في حين موّلت الحكومة السودانية المشروع بمبلغ مليار و114 مليون دولار، وساهمت الحكومة الصينية بقيمة 608 ملايين دولار.

ويولد سد مروي الطاقة الكهربائية منتجا طاقة بقوة 1250 ميغاوات ويعمل كذلك على ري نحو 300 ألف هكتار من المشاريع الزراعية في الولاية الشمالية.

اصابة السد بأضرار أو نسفه يشكل تهديدا بالغا لإغراق المناطق الواقعة شماله سواء في السودان أو مصر رغم وجود سد أسوان والسد العالي على مجرى نهر النيل في جنوب مصر. ولعل لهذه الأهمية بجانب موقع مطار مروي العسكري السبب الذي جعل من استعادته أولوية بالنسبة للجيش السوداني.

تقع مدينة مروي في منطقة أثرية بالغة الأهمية حيث يقع على بعد أمتار منها جبل البركل الذي أدرجته اليونسكو عام 2003 في قائمة مواقع التراث العالمي، ويشغل جبل البركل ومواقع المنطقة النوبية مساحة تفوق طولها 60 كيلومترا في وادي النيل، وتحتضن آثار الثقافتين النوبية والمروية السائدتين في ظل دولة كوش الثانية، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو.

ويحتوي جبل البركل على 13 معبدا تقريبا، من أكبرها وأشهرها المعبد المخصص للإله أمون رع، وأشارت منظمة اليونسكو إلى اعتقاد المصريين أن أمون سكن في الجبل الذي عرف أيضا باسم الجبل الطاهر.

كما توجد بالقرب منها منطقة الكرو، وهي من المعالم التاريخية المهمة وتوجد بها 3 مدافن للملوك الكوشيين والملكات الكوشيات ومدفن للخيول.

يقدر عدد سكان مروي بنحو 120 ألف نسمة، يرتبط غالبهم بالزراعة، حيث يعد التمر من أشهر المنتجات فيها كما تعتبر المدينة مركزا رئيسيا للخدمات الصحية والتعليمية ويقصدها سكان القرى المحيطة بشكل يومي. وتضم المدينة جامعة مروي التكنولوجية وتشتمل على كليات الطب والعلوم الصحية والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية.

وتعد قبيلة الشايقية السكان الأصليين في مروي، ثم الرباطاب والدناقلة والمحس وغيرها من القبائل العربية التي سكنت المنطقة وما زالت حتى اليوم.

 

اتفاق تعاون عسكري

يرفض خبير القانون الدولي، أيمن سلامة، توصيف القوات المصرية بـ"المستسلمة"، مرجعا ذلك لكونها "ليست طرفا في النزاع المسلح الداخلي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".

ويوضح لموقع "الحرة" أن القوات المصرية في السودان لم تدمج في الجيش السوداني ولا ترتدي الزي العسكري للقوات المسلحة السودانية وتحمل أسلحتها ومعداتها الشخصية.

ولا يجوز إطلاق مسمى "أسرى الحرب" لأن تلك القوات لم تشارك في الحرب ولم تقدم مجهود حربي أو دعم عسكري خلال العمليات العسكرية الدائرة منذ صباح السبت 15 أبريل في السودان، حسب خبير القانون الدولي.

يقول سلامة إنه "لا يمكن أن يتم نشر قوى عسكرية أجنبية في إقليم الدولة المضيفة دون إبرام اتفاق قانوني لتحديد وضعية تلك القوات".

ويشير إلى شرعية وقانونية تواجد القوات المصرية في السودان وفق اتفاقيات عديدة منها العسكري ومنها غير العسكري مثل اتفاق المركز القانوني (SOFA) والتي عقدتها الولايات المتحدة مع الدول الحليفة والصديقة.

ويوضح خبير القانون الدولي أن اتفاقية المركز القانوني لا تتعلق بالتعاون أو التحالف العسكري لكنها تنصب على "الوضعية القانونية وحقوق وامتيازات وواجبات القوى العسكرية الأجنبية في إقليم الدولة المضيفة".

وعن سبب التواجد المصري في السودان يقول سلامة، إن القوات المصرية من قوات تدريبية وخبراء ومستشارين عسكريين هم عاملين بالجيش المصري ويقوموا بـ"تدريب وتأهيل قوات الجيش السوداني بفروعه المختلفة البرية والبحرية والجوية".

وفي مارس 2021، وقعت كل من مصر والسودان، اتفاقية عسكرية في الخرطوم، بحضور قائدي جيشي البلدين، اللذين أكدا أن البلدين يواجهان تهديدات مشتركة.

وتم وقتها الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري، والأمني بين مصر والسودان، خصوصا في مجالات التدريبات المشتركة والتأهيل وأمن الحدود ونقل وتبادل الخبرات العسكرية والأمنية.

وفي مايو 2021، أجرت القوات المسلحة المصرية ونظيرتها السودانية تدريبات عسكرية مشتركة حملت اسم "حماة النيل"، بمشاركة عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي والقوات الخاصة للبلدين.

 

التوازن العسكري

جاء في تقرير صحفي نشر في العاصمة البريطانية لندن يوم الأحد 16 أبريل 2023:

يبلغ عمر الجيش السوداني نحو 100 عام، فيما نشأت قوات "الدعم السريع" في عام 2013، إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير. غير أن هذه القوات بقيادة نائب رئيس المجلس السيادي، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، نمت بسرعة خلال تلك السنوات القليلة بحيث أصبح البعض يراها جيشا موازيا في القوة العسكرية للجيش النظامي. ولا يعلم أحد على وجه الدقة عدد وعتاد القوتين العسكريتين، غير أن المعروف أن "الدعم السريع" لا تمتلك قوة جوية، لذا فقد كان تحركها الأول في الصراع الحالي هو محاصرة القاعدة الجوية للجيش في مدينة مروي بشمال السودان، لكي تحيد سلاح الجوي التابع للجيش من ضرب معسكراتها في حالة وقوع صدام مسلح بين الطرفين.

من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء العسكريين أن الصدام الذي اندلع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، سيحسمه توازن القوة الأرضية باعتبار أن الصراع داخل المدن. كما يشير هؤلاء إلى أنه ربما يكون الجيش في الموقف الأقوى من حيث الأسلحة والعتاد العسكري، فيما تتميز "الدعم السريع" بأن ولاءها قوي ومباشر لقائدها حميدتي، وذلك في مقابل تيارات وولاءات متباينة داخل الجيش.

وينتج الجيش معظم احتياجاته العسكرية عن طريق هيئة التصنيع العسكري، بما في ذلك الذخائر بمختلف أحجامها، والمركبات المصفحة والراجمات، بل الطائرات الخفيفة. ونقل عن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة أصبحت تنتج طائرات مسيرة (درونات) قتالية وتجسسية. كما يتسلح الجيش براجمات الصواريخ ودبابات روسية الصنع بشكل أساسي من طراز "T54"إلى "72T"، إضافة إلى مدرعات "بي تي آر" من 50 إلى 60، ومدرعات أخرى، إلى جانب صواريخ جو - جو من طرازات روسية، إضافة إلى آلاف قطع المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وطائرات مقاتلة من طراز "ميغ" و"سوخوي"، وعدد من الطائرات السمتية وطائرات الهليكوبتر. ويتراوح عدد الجيش السوداني القتالي بين 100 و150 ألفاً بين جندي وضابط. بيد أن ترتيبه بين جيوش العالم وفقا لتقرير "غلوبال فاير باور" لعام 2023، تراجع من المركز 73 إلى المركز 75، وإلى المرتبة العاشرة بين الجيوش الأفريقية.

وبحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية أخرى، يبلغ عدد قوات الجيش في السودان نحو 205 آلاف جندي، بينهم 100 ألف (قوات عاملة)، 50 ألفا (قوات احتياطية)، 55 ألفا (قوات شبه عسكرية). فيما تصنف القوات الجوية التابعة للجيش، في المرتبة رقم 47 بين أضخم القوات الجوية في العالم، وتمتلك 191 طائرة حربية تضم 45 مقاتلة، و37 طائرة هجومية، و25 طائرة شحن عسكري ثابتة الأجنحة، و12 طائرة تدريب، وقوات برية تشمل قوة تضم 170 دبابة، وتصنف في المرتبة رقم 69 عالميا، و6 آلاف و967 مركبة عسكرية تجعله في المرتبة رقم 77 عالميا، وقوة تضم 20 مدفعا ذاتي الحركة تجعله في المرتبة رقم 63 عالميا، وفق ما ذكر موقع "العربية". وقوة تضم مدافع مقطورة 389 مدفعا، تجعل الجيش السوداني في المرتبة رقم 29 عالميا، و40 راجمة صواريخ تجعله في المرتبة رقم 54 عالميا في هذا السلاح.

 

القوة البحرية والبرية

كذلك يمتلك الجيش أسطولا حربيا، رغم أنه من غير المتوقع أن يؤثر ذلك في معارك المدن الحالية، يضم 18 وحدة بحرية تجعله في المرتبة رقم 66 عالميا، بينما تقدر ميزانية دفاعه بنحو 287 مليون دولار، وفقا لموقع "غلوبال فاير بور". واعتبرته إحصائيات صدرت عام 2021، من أقوى وأكبر الجيوش في القرن الأفريقي.

يرجع تأسيس الجيش السوداني الحديث إلى ما عرف بـ"قوة دفاع السودان" التي كانت تحت إمرة جيش الاحتلال البريطاني، وبعد استقلال البلاد في 1956، تكون الجيش الوطني بفرقة مشاة وفرقة بحرية وأخرى جوية، تحت اسم "الجيش السوداني". وخاض الجيش السوداني حروبا مديدة ضد القوات المتمردة في جنوب السودان وأقاليم النيل الأزرق وجنوب كردفان، أكسبته خبرة في حروب العصابات، لكنه تعرض لهزات عنيفة عقب استيلاء الإخوانيين على الحكم في البلاد عام 1989 ومحاولتهم "أسلمة الجيش"، وتحويل الحروب من حروب سياسية إلى حروب جهادية. وإزاء ذلك فقد عددا كبيرا من قادته ذوي الخبرات الكبيرة والتجارب الثرية، بعد محاكمات وإعدامات وإحالات للعمل العام، وإحلال موالين للإسلاميين محلهم.

أما قوات "الدعم السريع"، حديثة التكوين، فقد قدر محللون عدد قواتها بنحو 100 ألف فرد، ولها قواعد متعددة تنتشر في أنحاء البلاد. كما لها مقار وثكنات عسكرية داخل الخرطوم ومدن أخرى بالبلاد، كما أنها تنتشر بشكل واضح في إقليم دارفور ومعظم ولايات السودان، إلى جانب مناطق حدودية مع دول الجوار الأفريقي.

وفي حين لا تعرف بالضبط نوعية التسليح والعتاد العسكري لتلك القوات، لكن الاستعراضات العسكرية التي تنظمها بين حين وآخر تظهر امتلاكها مدرعات خفيفة وأعدادا كبيرة من سيارات الدفع الرباعي من طراز "لاندكروز بك آب" مسلحة. وأيضا تظهر تلك الاستعراضات أنواعا مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وفي وقت سابق، نفت الدعم السريع شائعات راجت عن حصولها على أنظمة تجسس دقيقة ومسيرات متطورة من إسرائيل، واتهمت جهات لم تسمها بالعمل على تشويه صورتها.

وتعد قوات "الدعم السريع" أحد التشكيلات للجيش السوداني، رغم تمتعها باستقلالية كبيرة، وهو ما ساهم في وقوع الصدام الحالي بينها وبين القوات المسلحة. في يوليو من عام 2019، تم تعديل قانون قوات الدعم السريع بحذف مادة منه تلغي خضوعها لأحكام قانون القوات المسلحة، وهو ما عزز من استقلاليتها عن الجيش. وتعرف قوات الدعم السريع نفسها على أنها "قوات عسكرية قومية"، مشيرة إلى أنها تعمل بموجب "قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017".

 

موارد مالية مستقلة

وما يعزز استقلالية الدعم السريع، حصولها على موارد مادية خاصة بها، إذ مع تنامي دورها ونفوذها تحدثت تقارير عن سيطرتها على عدة مناجم للذهب، والتي تديرها شركة "الجنيد" المرتبطة بـحميدتي، ناهيك عن حراستها لمناجم في دارفور وكردفان، وفق ما نقلته مؤسسة "كارنيغي". كما تسيطر قوات الدعم السريع على منجم ذهب في جبل عامر في غرب السودان منذ 2017، إضافة إلى مناجم أخرى في جنوب إقليم كردفان، وهي تعد مصدرا مهما لتمويل تلك القوات، وجعلها قوة مادية وعسكرية ذات نفوذ واسع في السودان، بحسب تحليل المؤسسة. وكشف أيضا تحقيق لوكالة "رويترز" للأنباء عن منح الرئيس السابق البشير حق التعدين لـقوات "الدعم السريع" في عام 2018.

ومن المفارقات اللافتة أن "الدعم السريع" شيدت معسكر مثار الصراع في منطقة تسمى "فتنة" قريبا من مطار مروي العسكري، ما اعتبره الجيش السوداني تهديدا مباشرا لقواته المرابطة في القاعدة الجوية، وهو أيضا ما أزكى حدة التوتر بين القوتين.

وجلبت قوات "الدعم السريع" قوات كبيرة إلى "فتنة"، زاعمة التحسب لاحتمالات الغدر بها والاستعانة بالطيران الحربي لضرب قواتها، ولتكون قريبة من الطائرات الحربية التي يتوقع أن يستخدمها الجيش ضدها.

Omar_najib2003@yahoo.fr

شبكة البصرة

الخميس 29 رمضان 1444 / 20 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط