بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

النازحون في العراق يعيشون أجواء شهر رمضان للعام العاشر على التوالي

في مخيمات البؤس والشقاء

شبكة البصرة

تستقبل آلاف العائلات العراقية النازحة، عاشر رمضان لها في مخيمات النزوح البائسة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، مع غياب التقاليد الرمضانية التي اعتاد عليها العراقيون في كل عام، فيما يستعيدون ذكرياتهم مع الشهر الفضيل، ويبدون حسرتهم لما آلت إليه أوضاعهم بسبب الظروف التي أجبرتهم على النزوح من مناطقهم.

وتتفاقم معاناة النازحين في هذا الشهر الفضيل، مع تلاشي آمالهم بالعودة إلى مناطقهم، بعد أن أقرّت وزارة الهجرة والمهجرين في حكومة الاحتلال التاسعة بعجزها عن إغلاق المخيمات التي تضمّ مئات الآلاف من النازحين، الأمر الذي يجعل النازحين يواجهون مستقبلًا مجهولًا.

ويستعيد النازحون ذكريات شهر رمضان في مدنهم التي أُجبروا على تركها، حيث كانت الأجواء الإيمانية رائعة جدا، وكذلك العادات الاجتماعية، حيث تكثر الزيارات العائلية وتجتمع العوائل عند الفطور على سفرة واحدة، إضافة الى تبادل أطباق الطعام بين الجيران، إلا أن كل ذلك تلاشى بعد أن تفرقت العوائل وباتت تواجه صعوبات كبيرة في ظل هذا النزوح المستمر لسنوات.

وفي هذا السياق، يؤكد ناشطون في مجال الإغاثة، وجود فرق شاسع بين عائلة تستقبل الشهر الفضيل في بيتها، وأخرى تستقبله في خيمة متهالكة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، مشيرين الى أن العائلات النازحة تعاني من ظروف قاسية، سواء كانت صحية أو اقتصادية، ومع حلول شهر رمضان تزداد المعاناة، وسط غياب التمويل الحكومي ونقص الغذاء وفقدان متطلبات الحياة الأساسية، في ظل عدم وجود حلول تلوح الأفق، وهذا يزيد من معاناتهم.

وبين الناشطون، أن ملف النازحين تحول الى ورقة سياسية للابتزاز تدار من قبل الحكومات في بغداد والميليشيات المسيطرة على مناطق النازحين وأراضيهم، لافتين الى أن الحكومات المتعاقبة بما فيهم حكومة (السوداني)؛ تتاجر بملف النازحين ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام من أجل انهاء معاناتهم المستمرة.

بدورها، تقول إدارة أحد المخيمات في أربيل "إن شهر رمضان مختلف واحتياجاته أكثر، وللأسف الكثير من النازحين الذين هم تحت خط الفقر لا يستطيعون تأمين هذه الاحتياجات، فيما تقتات العائلات في المخيمات على المواد الغذائية والمساعدات التي ترسلها المنظمات الإنسانية"، منبهة الى أن دور الجهات الحكومية محدود جدا منذ البداية، ولكن في السنتين الأخيرتين تقريبًا لم يعد لها أي وجود.

ناشطون في مجال حقوق الإنسان، أكدوا أن السلطات الحكومية تتعمد إبقاء هؤلاء النازحين في المخيمات لعدة أسباب، أبرزها صفقات سياسية في الانتخابات، لافتين الى أن النازحين يعانون الحرمان ونقصًا حادًا بالمواد الغذائية، ولا توجد مراكز صحية وطبية جيدة لاستقبال المرضى في المخيمات، وهناك أمراض منتشرة بين الأطفال والنساء، كما توجد نسبة بطالة عالية جدًا بين شريحة الشباب، مع غياب المدارس والمراكز التثقيفية التي تهتم بتعليم الأطفال والفتيات والشبان.

ورغم توقف أعمال العنف في المحافظات المنكوبة منذ سنين، ألا أن القوات الحكومية والميليشيات الولائية لا تزال تمنع أهالي تلك المحافظات من الرجوع لمنازلهم، وما يزال نحو مليون و300 ألف نازح يعيشون للعام التاسع أوضاعًا مأساوية صعبة في المخيمات وسط تواصل الإهمال الرسمي وتراجع الجهد الإغاثي.

ويطالب النازحون، بتعاون دولي للتدخل، وإنهاء ملف النزوح في البلاد بإعادة العائلات النازحة إلى مناطق سكنها الأصلية، وذلك من خلال توفير البيئة الآمنة وإخراج الميليشيات المسلحة من جميع المدن المنكوبةِ التي تهيمن عليها، إضافة الى تحسين الواقع الاقتصادي والخدمي والمعيشي، وتعويض النازحين وإعادة إعمار مناطقهم.

الهيئة نت عن وكالات

شبكة البصرة

الثلاثاء 13 رمضان 1444 / 4 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط