بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة

بمناسبة الذكرى لتحرير الفاو (مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم)؛

شبكة البصرة

بسم الله الرحمن الرحيم

إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ

وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

صدق الله العظيم

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

في هذه الايام الخوالد من تاريخ شعبنا العظيم وأمتنا العربية المجيدة نستذكر معاً الذكرى الخامسة والثلاثين للانتصار التاريخي الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة في تحرير الفاو (مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم) والذي تحقق بسواعد العراقيين الأبطال وتمكنوا من انتزاعها من مخالب العدو الإيراني المجرم والذي تمكن من احتلالها في غفلة من الزمن بداية العام 1986، لقد تمكن العدو الإيراني وبشكل مباغت من اجتياز المانع المائي الكبير المتمثل في شط العرب وفي أقصى الجنوب العراقي من تحقيق اختراق أولي على قطعاتنا المدافعة هناك وتأسيس رأس جسر في تلك المنطقة وراح يوسعه على نطاق كبير ويهدد دول الخليج العربي المجاورة ويستهدف مدينة أم قصر وكذلك مدينة البصرة الحبيبة كهدف لاحق.

 

يا أبناء الشعب العراقي العظيم

إن المراقب لأحداث تلك المعركة الباسلة وحيثياتها، يجد أن العراقيين وخلال العام 1986 قد دافعوا ببسالة نادرة وقدموا تضحيات جسيمة رغم تعقيدات مسرح العمليات وعدم ملائمة الأرض للاستخدام الأمثل للقطعات المدرعة والآلية، ولكنهم وبعد قتال مجيد تمكنوا من إيقاف الخرق الإيراني المعادي وحاصروه في منطقة ضيقة وحالوا دون تحقيق أهدافه الكبرى في احتلال مدينة وميناء أم قصر وكذلك مدينة البصرة العزيزة، على أمل في انتزاع المبادأة مجدداً وتهيئة القطعات اللازمة لخوض معركة التحرير بوقت لاحق.

 

يا أبناء شعبنا العظيم

إن شعبنا العراقي المجيد وقواتنا المسلحة الباسلة والذين تمسكوا بالصبر الجميل لأكثر من عامين متواصلين منذ احتلال الفاو تمكنوا خلالها من إعداد مسرح العمليات الذي تطلبته معركة التحرير وكذلك تمكنوا من تهيئة الخطط اللازمة والقطعات المدربة والمقترنة بإعداد نفسي وفكري ومعنويات عالية من تحقيق واتزاع النصر الخاطف في معركة التحرير التي انطلقت في الأول من شهر رمضان والمصادف السابع عشر من شهر نيسان والتي انتهت في الثامن عشر من نيسان علم 1988 بعد قتال باسل ومجيد ومشهود شارك فيك خيرة قطعات الحرس الجمهوري والفيلق السابع البطل والقطعات المتجحفلة والساندة لهما.

 

أيها النشامى في قواتنا المسلحة

إنكم جميعا تعلمون وشعبنا العراقي الصابر المجاهد أن النصر العظيم الذي تحقق على أرض مدينة الفاو العزيزة لم يكن ليتحقق لولا بسالة وجدارة قيادتنا الوطنية وإرادتها الصلبة وتخطيطها الدقيق، وإنه لم يكن سيتحقق لولا التطبيق الأمثل للشعار الذي رفعته قيادتنا آنذاك والذي كان بعنوان (نربح المعركة عندما نهيء مستلزماتها وعندما تكون إدارتها صحيحة) وبالتالي فإن اختيار القطعات المشتركة في المعركة بشكل دقيق واختيار قياداتها والإشراف الدقيق على إعدادها وتجهيزها وتسليحها وتدريبها هي التي تمكنت من تحقيق الانتصار الحاسم وبالسرعة الخاطفة والتي أذهلت العالم وساهمت وبشكل جدي وحقيقي في تحقيق الانتصار التاريخي على العدو الإيراني بوقت لاحق.

 

أيها البواسل في أرض العراق

إننا وفي ذكرى هذه الملحمة الباسلة والتي نمتلئ جميعاً بالفخر والعرفان لأبناء شعبنا ممن كان لهم الدور المهم في تحقيق ذلك النصر الخالد مطلوب منا أن نستذكر ونستفيد من دروسها العظيمة وأن نتلمس أسباب النجاح والانتصار فيها خاصة ونحن نعد العدة لتحرير بلادنا من بقايا وذيول الاحتلال الأمريكي والإيراني، وجميعنا يعلم إنها غنية بالدروس والعبر التي بالإمكان أن نستفيد منها ونعتمد الكثير منها في واقعنا الراهن وظروف بلادنا العصيبة حالياً.

تحية كبيرة مقرونة بالتقدير والعرفان إلى بطل تلك الملحمة الخالدة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه الميامين في القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة

والتحية والتقدير والعرفان إلى قادة وأبطال تلك الملحمة الخالدة ونخص منهم الفريق الأول الركن عدنان خير الله وزير الدفاع والفريق الأول الركن إياد فتيح خليفة الراوي قائد قوات الحرس الجمهوري والفريق الركن ماهر عبد الرشيد قائد الفيلق السابع رحمهم الله جميعاً

والتحية والتقدير والعرفان إلى كل القادة الأبطال والضباط النشامى والمقاتلين الأشاوس في الحرس الجمهوري والفيلق السابع وفي القوة الجوية والقوة البحرية وطيران الجيش وكل من كان له دور في الإعداد والتهيئة لمسرح العمليات وإلى كل من ساهم في تلك الملحمة مهما كان جهده وعطاءه.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد وعاش رجاله الغر الميامين

والمجد والرحمة لشهدائه الأبطال الميامين الذين روت دماؤهم الزكية أرض العراق الطاهرة الأبية وعلى رأسهم شهداء تلك الملحمة الخالدة

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

18 نيسان 2023

شبكة البصرة

الخميس 29 رمضان 1444 / 20 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط