بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وأد الملالي مدعي الإسلام للبنات في إيران جُرمٌ لم تعرفه جاهلية الشعوب

شبكة البصرة

د. سامي خاطر

كان للجاهلية عذرها، بأن لم يُنزَّل على الناس رسولٌ ولا نبيٌ معلم، وبسبب الجهل كان البعض يأد البنات (بناته وليست بنات غيره) في الجاهلية خوفاً من الفقر والعار، وبعد قرابة أربعة عشرة قرناً ونصف من نعمة الإسلام انقرضت الجاهلية، بل بات فينا نحن المؤمنون من يُكنى بإسم إبنته حباً وفخراً ورحمة وكرامة، ورغم نعمة الإسلام هذه إلا أن بعض مدعي الإسلام لا يزالون متمسكين بارتكاب جرائم أقبح ممَّا كانت تحدث في الجاهلية، فباتوا اليوم يأدون بنات الناس وليس بناتهم وهذا هو حال ملالي إيران اليوم.

إن وأد البنات اليوم تحت وطأة حكم الدكتاتورية الدينية الفاشية في إيران هو توجُّه ممنهج يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط على الشعب الإيراني وتركيعه، من خلال استهداف المناضلات الإيرانيات اللواتي يشكلن أكبر خطر يهدد وجود الملالي في إيران، حتى يتسنى لهم قمع ثورة الشعب ليستمر نظامهم القروسطي في السلطة ويعيث فساداً في الأرض.

ونظراً لأن نظام الملالي فشل في قمع الانتفاضة الوطنية المستمرة، على الرغم من استخدام كل الطرق الوحشية من قبيل القتل والاختطاف والتغييب القسري والتعذيب وعمليات الإعدام انتهاكاً للقانون؛ بادر بالتخطيط لتسميم فتيات المدارس الثانوية مستخدماً السلاح الكيماوي لترويع المجتمع، وبالتالي يجبر أولياء الأمور على العدول عن إرسال بناتهم إلى المدارس وتتراجع مشاركة الفتيات في الثورة الوطنية الإيرانية الجارية؛ ظناً منه أنه سيتمكن بذلك من احتواء الإنتفاضة، وتستهدف الهجمات الكيميائية الموجهة عمداً باعتراف المؤسسات الدولية فئة بشرية معينة بنية الإبادة أو السعي إلى الإبادة؛ فأين هو الموقف الدولي الحقيقي الفعلي الرادع، خاصة وأن هكذا أسلحة كيميائية ليست لدى سوى المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية الأمنية والعسكرية.

 

الموقف الدولي

وصفت الأمم المتحدة الهجمات الكيميائية على المدارس في إيران في تصريح غير منصف بأنها وثيقة عنف ضد المرأة متجاهلة وصفها بأنها جريمة ضد الإنسانية تستهدف فئة بشرية بعينها، والجدير بالذكر أن حالات التسميم المتعمَّد قد تمت فيما لا يقل عن 91 مدرسة في 20 محافظة من محافظات إيران حسبما يفيد تقرير خبراء الأمم المتحدة. ويأتي تناقض تصريحات سلطات نظام الملالي في هذا الصدد دليلاً على أن هذه الجرائم البشعة جرائم ضد الإنسانية لا يرتكبها سوى مجموعات سلطوية وثيقة الصلة بالجهات الأمنية، ولا سيما قوات حرس نظام الملالي؛ ما يمكنهم من الحصول على مثل هذا النوع من الأسلحة الكيميائية الخطيرة، فيما ادعت وسائل إعلام نظام الملالي إنها أساليب مخادعة من الطالبات للتهرب من الإمتحانات، لنشهد مهزلة تصريحات حمقاء كبرى جاءت بعد فضيحة بشعة لنظام يدعى الحكم بإسم الإسلام وخلافة الله في الأرض، والجدير بالذكر أيضا أن حدوث حالات تسميم مماثلة في العراق ليس بالأمر الصدفة أو وليد اللحظة، بل هو مخطط شيطاني يأتي في سياق ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والأنكي وأشد من ذلك هو أن تصريح الأمم المتحدة القائل بأن هذه الجرائم تأتي في إطار حوادث العنف ضد المرأة يأتي داعما بشكل مباشر وغير مباشر لنظام الملالي فوصف هذه الجرائم بجرائم العنف ضد والإبتعاد عن وصفها بجرائم ضد الإنسانية ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية يأتي في خدمة الملالي والمجرمون المنفذون لهذه الجرائم، كما يأتي هذا الموقف دون مراعاة لمشاعر ذوي الفتيات أو القيم القانونية والأخلاقية؛ وكذلك يكشف النقاب عن القصور والتقاعس والتخاذل الدوليين.

شبكة البصرة

الجمعة 23 رمضان 1444 / 14 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط