بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تعليقات عراقية على هروب مسؤول من سجن كرادة مريم

شبكة البصرة

أثارت حادثة هروب رئيس ديوان الوقف السني الأسبق سعد كمبش من سجن "كرادة مريم" في داخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد، ليلة الثلاثاء الماضي، ردود فعل عراقية مختلفة، وصفت ذاك السجن بأنه "سجن الـVIP".

وعلى خلاف السجون العراقية سيئة الصيت، يحتوي سجن "كرادة مريم" على مختلف وسائل الراحة بما فيها الإنترنت، حتى بات يطلق عليه "سجن المسؤولين"، في إشارة إلى كونه تخصص عبر السنوات الماضية في إيداع مسؤولين وسياسيين فيه تتم إدانتهم بجرائم فساد مالي، إذ لا ينقلون إلى السجون العراقية الأخرى.

وفي منطقة السجن ذاته يوجد مقر الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الغربية، ويمضي النزلاء فترات طويلة من فترة محكومياتهم في هذا السجن.

وبحسب وصف مسؤول بوزارة الداخلية العراقية، فإنّ عملية الهروب كانت بشكل يكاد يكون "كوميدياً"، مضيفاً أنّ المسؤول العراقي المتهم بجرائم فساد تصل إلى 45 مليار دينار، وأدين بالسجن 4 سنوات بقرار قضائي، غادر السجن بملابسه التي دخل بها ولم يركض أو يتلفت خلفه، بل خرج من زنزانته إلى الباحة الخلفية لمركز الشرطة حيث يقع السجن، ووجد كرسياً قرب السور واعتلاه واجتازه، وكانت هناك سيارة تنتظره غادر بها.

ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن رئيس الوزراء أمر باستبدال مدير مركز شرطة "كرادة مريم" ومركز شرطة الصالحية، اللذان يتم فيهما إيداع المسؤولين والسياسيين المتهمين بالفساد لفترات تصل إلى عام كامل، مع فتح تحقيق بوجود صلة بين هروب المسؤول العراقي وضباط بوزارة الداخلية، إلى جانب تحرك حكومي لرفع الحصانة عن شقيقة المسؤول الهارب، وهي نائبة في البرلمان (أسماء كمبش) للتحقيق معها، حيث زارت شقيقها المسجون قبل ساعة من فراره وأحضرت معها مأدبة إفطار كبيرة له ولعناصر الشرطة الموجودين بالمركز.

وأشار المسؤول إلى أنّ شخصيات أخرى متهمة بالفساد كانت داخل المركز وجرى نقلها، صباح الأربعاء، بأمر من رئيس الوزراء إلى سجن آخر مع باقي النزلاء الآخرين.

وحتى الآن، تواصل قوات الأمن العراقية البحث عن المسؤول العراقي الهارب، الذي أُدين بتهمة شراء فندق لصالح الوقف السني بسعر أعلى بكثير من الواقع، وعلى صفقة بناء مآذن جوامع ومساجد في محافظة صلاح الدين تبين تورطه بالفساد فيها، إلى جانب شراء أراض في منطقة صحراوية بسعر يبلغ أضعاف قيمتها الحقيقية.

واحتجزت قوات الأمن العراقية أفراد عائلة المسؤول العراقي المدان بالفساد، بمن فيهم أطفاله القاصرون، بينما تختلف الترجيحات بشأن نجاحه في مغادرة بغداد والتوجه نحو مدن إقليم كردستان، فيما آخرون يستبعدون مغادرته العاصمة.

وطالبت النائبة في البرلمان العراقي سروة عبد الواحد بإغلاق ما وصفته بـ"سجن الـVIP"، ومحاسبة القائمين عليه، وقالت في تعليق لها على حادثة الهروب إنّه "من العجائب أنّ مركز كرادة مريم ومركز شرطة الصالحية مخصصان للمسؤول الفاسد"، مضيفةً: "المشكلة أنّ صاحب الـVIP يستطيع أن ينهزم من هذين المركزين.. لكن أريد أنّ أعرف لماذا المراكز الأخرى في السعدون والجعيفر وغيرها مكتظة ووسخة وقذرة، في حين أنّ مراكز كبار الفاسدين نظيفة ويتمتعون بحق الزيارات ويحتفظون بهواتفهم، وأخيراً يستطيعون الهروب".

وتابعت: "لا فرق بين حرامي وآخر (...) ويجب أيضاً ألا يوجد فرق بين مراكز الشرطة. لذا أطالب بغلق جميع المراكز الـVIP ومحاسبة القائمين عليها".

وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات لوكالة الانباء العراقية الرسمية (واع)، إنّ "عملية هروب كمبش ستكون سبباً للقيام بثورة كبيرة على الآليات الفاسدة المعتمدة في احتجاز كبار الفاسدين"، وفقاً لقوله. وأضاف أنّه "سيتم اقتلاع الآليات الفاسدة التي حولت مراكز احتجاز كبار الفاسدين إلى فنادق 5 نجوم".

من جانبه، قال الصحافي العراقي عمر حبيب إنّ "هروب سعد كمبش رئيس ديوان الوقف السني السابق والمتهم بالفساد من مركز شرطة (كرادة مريم) داخل المنطقة الخضراء تم عبر سيارة مدنية (...) مركز شرطة عبارة عن متنزه للشخصيات الـVIP".

العربي الجديد

شبكة البصرة

الخميس 29 رمضان 1444 / 20 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط