بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من يوقف الإرهاب الإسرائيلي؟

شبكة البصرة

السيد زهره

ليست هناك تعبيرات تكفي لوصف ما فعله الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بالمسجد الأقصى والمصلين فيه. كلمات مثل الهمجية والبربرية والوحشية لا تكفي لوصف اقتحام الأقصى وضرب النساء وسحلهن وتقييد المصلين على أرضية المسجد واعتقالهم بعد ذلك.. الى آخر المشاهد المروعة التي تابعها العالم كله.

هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في الأقصى ليست سوى امتداد لسلسلة طويلة من الجرائم الإرهابية ارتكبها في الفترة الماضية.

ابادوا قرية فلسطينية بالكامل بتحرض ومباركة من وزير إسرائيلي. خرجت تصريحات من الحكومة الاسرائيلية بانه لا وجود لشعب اسمه شعب فلسطين، الأمر الذي يعني ان أي جريمةبحقه مباحة ومشروعة.. قتل يومي بلا أي تردد للفلسطينيين.. اطلاق يد الستوطين في حماية قوات الاحتلال ليدمروا ويحرقوا ويقتلوا في المدن والقرى الفلسطينية.. وهكذا.

الذي يفعله الاحتلال الاسرائيلي ليس مجرد اعتداءات على الفلسطينيين وعلى المقدسات. الاحتلال يشن حرب ابادة بكل معنى الكلمة على الشعب الفلسطيني. الاحتلال يتصور ان بمقدوره ان يبيد شعب فلسطين ويقضي عليه. يتصور ان بمقدوره أن يقضي على أمل للشعب الفلسطيني في الاستقلال والتحرر.

لم يحدث عبر السنوات الماضية ان وصل الإرهاب الاسرائيلي ضد شعب فلسطين الى هذا الحد. السبب في ذلك ليس كما يقول البعض وجود حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل.

ليس في الكيان الإسرائيلي حكومات غير متطرفة، ولا مسئولين غير متطرفين. ليس في الكيان الإسرائيلي مسئول يعترف بحقوق شعب فلسطين

ولا يقر اللجوء لأقصى درجات العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين.

ثلاثة اسباب وراء تصاعد الارهاب الاسرائيلي ضد الفسلطينين والأقصى الى هذا الحد في الفترة الأخبرة:

السبب الأول: رعب الكيان الإسرائيلي من تصاعد المقاومة الفلسطينية واتخاذها اشكالا جديدة غير مسبوقة.

في الفترة الماضية حدث تحول نوعي كبير في طبيعة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. الذي حدث انه ظهرت جماعات مقاومة شكلها الشباب الفلسطينيون تلجأ الى اساليب مقاومة جديدة مسلحة وغير مسلحة. نعني جماعات مثل "عرين الأسود" و"كتيبة جنين" و"كتيبة مخيم بلاطة" و"كتيبة عش الدبابير" وغيرها.

هذه المجموعات المقاومة خارجة عن أـطر كل القوى الفسلطينية التقليدية ومستقلة في عملها. حقيقة الأمر ان ظهور هذه الجماعات وراءه قناعة فلسطينية بأنه لم يعد من الممكن الرهان على السطلة الفلسطينية ولا القوى التقليدية الأخرى من اجل استعادة الحق الفلسطيني، وانه من المستحيل تعليق أي امل على ما يسمى احتمالات سلام لا وجود لها.

هذه الجماعات الجديدة تحظى بشعبية جارفة في أوساط الشعب الفلسطيني.

الكيان الإسرائيلي في حالة رعب من هذ المجموعات ولا يعرف كيف يقضي عليها او يتعامل معها. وهو مرعوب من ان تقود هذه الجماعات انتفاضة فلسطينية عارمة جديدة ان اندلعت فلن تكون مثل الانتفاضات السابقة، ولا يعرف الكيان الإسرائيلي ما الذي يمكن ان يحدث حينئذ.

ولا يعرف الكيان الإسرائيلي المرعوب من هذه الجماعات طريقة سوى تصعيد الإرهاب وحرب الإبادة على النحو الذي يحدث.

السبب الثاني: تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي. العالم منشغل كما هو معروف بالحرب الأوكرانية وبأبعاد وتداعيات الصراع المحتدم بين الغرب وروسيا والصين.

حتى المنظمات الدولية لم تعد تهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية ولا ببذل أي جهد لوقف الإرهاب الإسرائيلي.

الكيان الإسرائيلي يعتبر ان هذا الوضع الدولي موات لتحقيق مخططه بالقضاء على قضية فلسطين نهائيا.

السبب الثالث: وهو من اهم الأسباب، الموقف العربي العاجز والمتخاذل.

الكيان الإسرائيلي يبني حساباته اليوم على أساس انه مهما مارس من ارهاب ومهما نكل بالشعب الفلسطيني واعتدى على المقدسات ومهما شن من اعتداءات على سوريا او في أي مكان، فان لا يوجد احد في العالم العربي سوف يردعه او سوف يسعى لوقفه عند حده.

ان كان هذا هو الوضع، فمن يوقف الإرهاب الإسرائيلي اذن؟

للحديث بقية باذن الله.

شبكة البصرة

الاحد 18 رمضان 1444 / 9 نيسان 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط