بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

انتشار الأمراض والأوبئة مأساة أخرى تضاف لسلسلة مآسي النازحين في العراق

شبكة البصرة

تشهد مخيمات النزوح في العراق، ترديًا إنسانيًا كبيرًا، حيث يعاني النازحون من سوء التغذية وانتشار الأمراض والأوبئة في ظل التنصّل الحكومي من توفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية، وإهمالها الحالات المرضية والجرحى، مما جعل الموت يهدد حياة الكثيرين منهم.

ووثق المرصد (الأورومتوسطي- Euro Med Monitor) لحقوق الإنسان، تفاقم الأوضاع الصحية للنازحين وبشكل مزمن؛ بسبب ضعف الرعاية الصحية وسوء التغذية، وقال في تقرير نشر مطلع شهر أيار/مايو 2023م: إنّ أكثر من مليون ومئتَي ألف نازح عراقي يعيشون في المخيمات -نحو (665) ألفًا منهم في (كردستان العراق)- ما يزالون يعانون من تقاعس وإهمال حكومي غير مبرر على مستوى الرعاية الصحية، مما أدّى إلى مضاعفة معاناتهم، وتراجع الحالة الصحيّة للمرضى منهم، ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدًا على استمرار فشل الحكومات المتعاقبة في العراق في تأمين الرعاية الصحية الأساسية للنازحين على مدار السنوات الماضية الأمر الذي يعكس إهمالًا واضحًا تجاه النازحين.

وأضاف أنّ مخيمات النزوح تفتقر إلى المستلزمات الطبية الرئيسة، وخاصة الأدوية الأساسية، فضلاً عن عدم وجود مختبرات طبيّة متخصصة، الأمر الذي يدفع النازحين إلى البحث عن العلاج خارج المخيمات، وتحمّل أعباء ماديةٍ يعجزُ معظمهم عن تأمينها.

وتفتك الأمراض الوبائية بمخيمات النزوح، إذ تفيد المنظّمات الإنسانية الناشطة في العراق بانتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال والكبار في المخيمات، وسط شح الأدوية، وقلة الرعاية الطبية، والفقر الشديد الذي يعيشه النازحون، مبينةً أنّ استمرار نقص الأدوية وضعف الرعاية الصحية في المخيمات يمكن أن يؤدي إلى تفاقم خطير للحالات المرضية خلال الأشهر المقبلة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت تقريرًا يتعلق بالحالة الصحية للنازحين، أعربت فيه عن قلقها من تعرض النازحين في مخيمات النزوح المنتشرة في مناطق مختلفة في العراق إلى خطر الإصابة بالأمراض الانتقالية والوبائية مثل (الكوليرا والإسهال)، إذ تعدّ المخيمات بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية.

وأفادت منظّمة (اليونيسيف – Unicef) بأنّ أكثر من مليون طفل في العراق - أغلبهم من النازحين، ويشكل المعاقون (5،6%) منهم- بحاجة إلى المساعدات الطبية والإنسانية، وقالت: إنّهم يواجهون عقبة كبيرة في الحصول عليها، وأنّ أوضاعهم تتجه نحو الأسوأ يومًا بعد يوم.

وأكّدت صحيفة (إندبندنت عربية) في النازحين في المخيمات لم يعودوا قادرين على تأمين تكاليف العلاج وشراء الأدوية، إذ يعانون من عدم قدرتهم على تلبية متطلباتهم الغذائية، مما أدّى إلى تفاقم الأمراض بين أوساطهم.

وأجرت (منظّمة الهجرة الدولية - IOM) دراسة ميدانية للاطلاع على أوضاع النازحين في المخيمات، وأظهرت الدراسة أنّ (85%) منهم يعانون من أمراض نفسية واضطرابات مختلفة الشدة بالإضافة إلى الأمراض الأخرى والأوبئة، وقالت: إنّ أهم أسبابها مأساة النزوح والافتقار إلى الخدمات الأساسية، فضلًا عن فقدان أفراد من عائلاتهم أثناء الحرب التي شنّتها القوات الحكومية بدعمٍ من التحالف الدولي، مضيفةً أنّ (56%) من العائلات التي لديها أطفال عبروا عن قلقهم إزاء سلامة أطفالهم وكذلك التحديات المتعلقة بصحتهم في ظل انعدام الرعاية الصحية.

وتتدهور حالة حقوق الإنسان في المخيمات، إثر السياسات الفوضوية للسلطات الحكومية، التي ترتب عليها العجز عن إعادة النازحين إلى مناطقهم، مع غياب شبه كامل لاستراتيجية واضحة لتعزيز العودة، وإنصاف ضحايا الانتهاكات والأحداث التي شهدتها البلاد على مدار السنوات الماضية.

الهيئة نت

شبكة البصرة

الخميس 21 شوال 1444 / 11 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط