بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

امة عربية واحدة    ذات رسالة خالدة                   وحدة حرية اشتراكية

شبكة البصرة

العدد السادس عشر

13 آيار 2023

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

الايميل: babiliraqi99@gmail.com

الفهرس

الافتتاحية: اساطير الشرعيه وانتظار الفرج!

بيانات الحزب

1- تصريح الناطق الرسمي حول وحدة الحزب

2- البعث يدين مجزرة غزة

3- الاعتقالات في العراق تعزيز لدور الميليشيات

 

مقالات

1- معركة ثأر الاحرار في فلسطين الرفيق ابو عمر – فلسطين

2- خيانة حميدتي وعمالة حمدوك - عمار النور

3- روسيا والغرب الاطلسي ميشال نجم

4- الاطار التاريخي للوجود الاستعماري في جنوب اليمن د. احمد قايد الصائدي

 

تقارير واخبار

1- تحذير خبير امريكي من مغامرة حميدتي

2- تقرير امريكي يكشف عمليات تهريب الدولار في العراق

3- الحسم يقترب في تركيا

4- التعاون العسكري بين طهران ودمشق

5- هل بدأ احتلال امريكا للسودان؟

6- مواصلة خطة تجهيل العراق

7- لماذا هذا الكم الهائل من القذارات في العراق؟

8- من مفاخر امتنا العربية: الشهيدة البطلة الجزائرية علجية فوغالي

 

علوم وتكنولوجيا

1- خبير تغذية ينصح باطعمة تقاوم الشيخوخة

2- الاب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطورته

3- كيفية تحسين ذاكرتك

4- هكذا تشوه اوهام الذاكرة القصيرة المدى الذكريات البشرية

 

الافتتاحية:

اساطير الشرعيه وانتظار الفرج!

ربما يؤكد الواقع العربي حقيقة مرة كالعلقم وهي أننا نرى الكوارث والمآسي التي تضرب امتنا العربية في مشرقها ومغربها ونرى بحيرات الدم وجنبها بحيرات الدموع وبينهما وفيهما ملايين المهجرّين من وطنهم وتحديدا من سوريا والعراق حيث زاد عدد من هجّر منهما على خمسة عشر مليون عربي، مثلما نرى التغيير العلني والرسمي للتكوين السكان الأصلي فالذين هجرّوا من العرب من العراق وسوريا استبدلوا بأجانب ايرانيين وفرس وافغان وهنود وغيرهم، ومنحوا الجنسية العراقية والسورية! ووسط هذه التحولات السرطانية نرى الدولة الوطنية تهدم بالكامل وتسوى بالأرض، وتنفذ خطة تغيير البنية النفسية لكل عربي عبر الضغوطات والقهر والتجويع والشذوذ ونشر الأوبئة وتلويث البيئة ورغم كل ذلك الذي نراه مجسدا فإن هناك من مازال مترددا أو ما زال عاجزا عن اختيار الموقف الصحيح تجاه ما يحدث، فما الذي يجري داخل نفوسنا ايها العرب؟ هل فقدنا القدرة على الفهم ام اننا نفتقر القوة على الرد؟ هل نحن عاجزون فعلا عن الرد على كل تلك الخطط التي تذبحنا من الوريد الى الوريد؟

ان هذه المقدمة ضرورية لكي ننبه من نام وغفا ومرت من تحته الانهار والبحار وهو لا يدري او يدري ولكنه يتجاهل او ربما يخشى من صدمة الحقيقة المرة، وربما اخطر الامور هي التساؤل التالي الغائب عن اذهان البعض وهو: من الذي ساعد مباشرة او بصورة غير مباشرة على حصول كل تلك النكبات التي نواجهها واخرها الان في فلسطين وفي السودان وقبلها في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان واقل منها في بقيه الاقطار العربية؟

في قضايا المصير لا مجال لتبرير الخطأ او التستر عليه،فلم يقع كل الذي نعانيه من كوارث الا بوجود كتل وافراد تصدروا المشهد ومارسوا التخريب وتمزيق الصفوف واستنزاف القوى الوطنية،خصوصا حزب البعث العربي الاشتراكي،في صراعات داخليه مصطنعة، مثلما يوجد اخرون رفعوا الغطاء عن وجوههم التي كانت تتبرقع بوجه وطني مخلص واذا بهم ادوات الغرب الاستعماري والصهيونية وايران في ترويج كل ما يدين العرب ويدعم الحجج الأمريكية والصهيونية والإيرانية، فكل هؤلاء مسؤولون عما يجري فالذي زرع الانشقاقات في حزبه رغم ان حزبه كان معول عليه في انقاذ العراق والامه العربية فأدت الانشقاقات الى شل الحزب منذ عامين واربعة شهور وما زال عاجزا عن الفعل الحقيقي والمؤثر لإنقاذ العراق والامه العربية، فلو تخيلنا ان حزب البعث العربي الاشتراكي لم يمزق كما هو الان فهل كانت اوضاع العراق ستأخذ هذا المجرى الكارثي؟ ان الجواب على هذا السؤال وحده يحدد هوية من تعمد تمزيق الحزب ووضعه في حالة الموت السريري، فالطفل يعرف ما هو مؤذ له وما هو مسر فيختار المسر ويتجنب المؤذي وهذه غريزة انسانية، فكيف حينما نرى كبارا في العمر والتجربة لا يدركون ان افعالهم ستؤدي الى اشعال الكوارث او التمهيد لاشعالها وصب الزيت عليها حينما تشتعل؟ انهم يعرفون دون شك ولكنهم مجندون مخابراتيا لذلك يتظاهرون بعدم المعرفة ويصرون بنفس الوقت على مواصلة التخريب رغم أنهم يرون نتائجه الكارثية ليس فقط على الحزب وانما على الأمة كلها التي تعاني اخطر ما تواجهه منذ قرون، فهل مخطئون أم أنهم تعمدوا كل ما فعلوه؟ إن فرضية أن هؤلاء أخطأوا فرضية لا يتبناها إلا ساذج او ساذج وفي الحالتين فنحن أمام ظاهرة خطيرة يجب أن تكشف وتعالج بلا تردد، وهي ان اطالة الانتظار وعدم حسم أمور هؤلاء المرتدين والخونة المنفذون مخطط تخريب الأقطار العربية وتقسيمها يخدم من وضع تلك المخططات مباشرة، وما يجري في السودان الآن خير دليل يؤكد الأدلة السابقة التي ظهرت في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وكل قطر عربي ومع ذلك يبدو المرتدون وكأنهم لا يرون الدروس من التجارب المذكورة! فهل هذا تقصير ام تنفيذ لمخطط؟

يقينا كل اليقين أن من يتجاهل بديهية أن وحدتنا هي مصدر انقاذنا وهي أداة انتصارنا على اعدائنا هم جواسيس والا فاخبرونا بربكم من هو الجاسوس اذا لم يكن من يخرب وحدة قوى الوطن عمدا؟ وحدتنا يهدمها هؤلاء المختبئون بين ظهرانينا ولن نستطيع ايقاف الكوارث الا بالقضاء على هذه الزمر المتآمرة الخائنة التي زرعت الفتن والانقسامات في السودان والعراق وتونس ولبنان واليمن وفلسطين والأردن، وفي كل بقعة عربية وصل اليها اسم السنهوري، أصبح مرادفا للفتن والانشقاقات والحمد لله فان الأغلبية ساحقه كشفت هذا الشخص بصفته جاسوسا امريكيا علنيا وبنفس القدر من الأهمية فان هناك اخرون يقومون بالتخريب وزرع الفتن وتعمد شل الحزب وعدم السماح بحل المشاكل فهؤلاء ايضا يتحملون مسؤوليه الكوارث التي تقع وهم ليسوا بريئون من الشبهات فالكوارث لا يمكن تبريرها بالسذاجة وعدم المعرفة فما الذي يجعل قليل الخبرة يصر على ان يقود وهو يفشل ويعرف انه يفشل ويتكرر الفشل؟ ان هذا الموقف بحد ذاته يعرضه للمسائلة ويساويه بمن يرتكب جرائم التخريب والانقسامات عمدا وتخطيطا، فالمهم هي النتيجة،لذلك علينا ان نركز هدفنا على تحقيق وحدة الحزب وانهاء هذه الزمر التي شقته وفتتته،والذين لا يرون ان هؤلاء يخدمون المخطط الامريكي الايراني المسمى اجتثاث البعث لا يصلحون للعمل في صفوفنا ولا يمكن ان يقوموا بخدمه الشعب نحن الان امام مفترق طرق وليس هناك مجال للمساومة ولا للانتظار ولا للتبرير، فلنقف جميعا صفا واحدا لأنهاء دور هؤلاء المخربين الذين الحقوا بالحزب اضرارا لم ينجح اشد اعدائه بالحاقها به.

هيئة تحرير جريدة البعث

 

بيانات الحزب

1- حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة  وحدة حرية أشتراكية

تصريح من الناطق الرسمي باسم قيادة قطر العراق المنتخبة حول وحدة الحزب

ازدادت في الآونة الاخيرة ظاهرة إنهاء صمت كثير من كوادر الحزب وقياداته والذي دام أكثر من عامين وهم يرون الحزب يذبح من الوريد الى الوريد من خلال انشقاقات متعمدة وخطيرة أصابت الحزب وشلته تماما عن النضال، ومن نطق من الرفاق ذكر الحق واشار الى الحقيقة المرة وطالب كل هؤلاء الرفاق جميع الأطراف بإعادة النظر بمواقفهم والشعور بخطورة المرحلة والوضع الكارثي الذي أصاب الحزب،ولالقاء الضوء على هذا الموضوع المهم جدا فإن قيادة قطر العراق توضح الاتي لكل جماهير الحزب:

اولا: اننا في قيادة قطر العراق المنتخبة لم نكن من اشعل الازمة بل كنا من ضحايا إجراءات غير نظامية اتبعت من قبل أكثر من طرف وابتدأها السيد علي الريح السنهوري بعدم تقيده بالنظام الداخلي نهائيا وفرض أمين سر قطر على الحزب وتجميد صلاحيات قيادة قطر العراق كليا، وهو ما ادى لانشقاق الجزب بعد فصل وتجميد رفاق، وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت حريق الأزمة الحالية ويتحمل مسؤوليتها الطرف الذي غزا القيادة القومية واستخدم اسمها للقيام لتمزيق الحزب من الداخل وهذا الطرف ما زال مصرا على رأيه وعلى نهجه التخريبي.

ثانيا: منذ عام وشهرين تقريبا استبشرنا خيرا بقرب انهاء انقسام الحزب بعدما جرى من انتخاب امين سر القطر في 25/3/2022 ودعمنا فورا هذه الخطوة واعتبرناها مقدمة ضرورية لأنهاء انقسام الحزب وزاد تفاؤلنا حينما اصدرت قيادة القطر بعد انتخاب امين سرها الجديد بيانا اعلنت فيه الغاء كافة قرارات الفصل وبلا استثناء التي صدرت باسم القيادة القومية لانها غير شرعية، ولكن ما حصل بعد ذلك اعاد القلق وعزز ظاهرة التشرذم في الحزب حيث ان امين سر القطر الجديد السيد ابو العباس لم يوفي بوعده وبقي يقدم الوعود كل شهر تقريبا ولكنه لا يتقيد بها! ولم يكتفي بذلك بل نقل الازمة الى المستوى القومي حينما حاول اقناع الرفاق العرب بسلامة موقفه ولكن الرفاق العرب اشترطوا عليه حل الازمة الداخلية في العراق اولا بتوحيد الحزب والوفاء بوعده بإلغاء كافة قرارات الفصل التي صدرت، فقبل قبل حوالي ثمانية شهور ووعد بان الامر سيحسم خلال اسبوع الى عشرة ايام، ولكن حتى الان لم يحصل اي شيء، واخر وعد كان في بداية شهر نيسان الماضي حينما وافق تحت ضغط الرفاق العرب على تشكيل لجنة مصالحة لتوحيد الحزب خلال 15 يوما، وها قد مضى اكثر من شهر ولم يحصل اي شيء!

3-ان هذه الحالة ليست طبيعية وهي مبعث قلق لكل الرفاق، والرفاق الذين كتبوا يطالبون بوحدة الحزب وانهاء هذه الازمة على حق ولكن علينا ان نتساءل: من الذي ابتدأ هذه الازمة؟ ومن الذي يصر على عدم حلها؟ ومن وافق على كل المقترحات لحلها بإعادة وحدة الحزب؟ ان الاجابة على هذه الاسئلة هي البداية الصحيحة وليس إطلاق تعميمات تحمل الجميع المسؤولية دون تحديد دور كل الطرف فيها وفقا لمواقفه.

اننا مع الرفاق الذين يطالبون بإعادة النظر في كل ما حصل من اجل وحدة الحزب ونؤمن ايمانا مطلقا بان هذه الوحدة هي الخطوة الصحيحة الاولى على طريق نهوض الحزب واستئنافه لدوره الطبيعي في النضال، وليس لدينا اي اعتراض على اي خطوة وحدوية، وسنوافق عليها فورا بشرط ان تكون ضمن اطر النظام الداخلي ولا تستثني اي رفيق من الرفاق، وان يعود الرفاق الذين فصلوا الى الحزب، وان يعود الرفاق الى مواقعهم التي كانوا عليها قبل رحيل الرفيق الامين العام عزة ابراهيم رحمه الله.

ان قيادة قطر العراق المنتخبة اذ تؤكد على ذلك تشير الى حقيقة ثابتة وهي ان الصدق في الوعود والوفاء بها من أبرز مظاهر الاخلاص للحزب ومن ابرز تأكيدات النوايا الصادقة لحل الازمة، بينما التخلي عن الوعود وعدم تنفيذها يشكل ظاهرة خطرة وسلبيه غريبة على الحزب وتعزز الازمه وتعمقها وتخلق عداءات عميقه بين الرفاق.

4- كما ان قيادة قطر العراق المنتخبة ترجو من الرفاق التفكير جديا بالمسألة التالية: هل أن هذه الأزمة أزمة خلافات بين رفاق فقط ام ان هناك تدخلات خارجية خطيرة؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب ان نتذكر بلا إبطاء وباستمرار أن هناك خطة امريكية رسمية طبقت بعد غزو العراق اسمها اجتثاث البعث، وهذه الخطة وضعت لأجل التطبيق بدليل أن دستور دولة الاحتلال في العراق تضمن هذه الخطة وطبقها فإذا كانت المخابرات الأمريكية ودستور دولة الاحتلال قد تبنيا خطة اجتثاث البعث فهل من المنطق ومن الذكاء استبعاد أن هذه الخطة لها دور فيما يجري في الحزب من تشرذم وانقسامات؟ اننا نجيب نعم إن ما يجري في الحزب ليس بريئا من هذه الخطة بل هو جزء منها، ولهذا فإن واجبنا الوطني قبل الحزبي هو أن نحدد من هي الاطراف التي تصر على إدامة الأزمة وترفض حلها وتماطل في الوصول الى حل حاسم لها؟ان الاطراف التي خلقت الازمة وترفض حلها سواء بإعلان رفضها رسميا للحل التوحيدي، او بالموافقة على التوحيد ولكن مع تبني اسلوب المماطلة والتهرب من تنفيذ الوعود، هي المسؤولة عن الأزمة وتواصلها وتعمقها، وبالتالي انها تساهم بتنفيذ خطة الاجتثاث سواء بوعي او بدونه.

اننا اذ نحيي الرفاق الذين رفعوا أصواتهم ندعو بقية الرفاق الى رفع صوتهم ايضا وان يكون ارتفاع هذا الصوت مقرونا بتحديد من هي الاطراف او الطرف الذي يعرقل وحدة الحزب؟ ومن هي الاطراف او الطرف الذي يرحب بوحدة الحزب ولا يضع شروطا تعرقلها؟ ومن هو الطرف الذي يعد بالحل خلال اسبوع او اسبوعين ولكنه يماطل ويتهرب من تنفيذ وعوده؟

الرفيق ابو اوس الناطق الرسمي باسم قيادة قطر العراق المنتخبة في 6-5-2023

 

2- حزب البعث العربي الاشتراكي        أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة               وحدة حرية اشتراكية

البعث يدين المجزرة الجديدة في غزة

يدين حزبنا ليس فقط العدوان الإسرائيلي الإجرامي على غزة بل يدين بقوة اشد الأنظمة العربية التي طبعت مع الكيان الصهيوني وتلتزم بموقف استمرار الدعم العملي للجرائم الصهيونية حتى وإن غلف بتصريحات هزيلة لا قيمة لها تستنكر العدوان الصهيوني،إن ما يتعرض له شعبنا العربي الفلسطيني طوال الفترة الماضية من عدوانات شبه يومية يذهب ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والشباب والشيوخ كل شهر اصبحت ممكنة بهذه الوقاحة لان الكيان الصهيوني يعرف ان الانظمة العربية المطبعة معه اعترفت بحقه في القتل والتدمير والعدوان، وهو ما نراه الان في الواقع المرير حيث نرى هذه الانظمة تعزز علاقاتها مع الكيان الصهيوني وتقدم له امتيازات لم يكن يحلم بها،فالتطبيع في هذا الاطار هو احد اهم عوامل التشجيع للصهيونية وامريكا على مواصلة العدوان الاسرائيلي على شعبنا في فلسطين وعلى زيادة قسوته وعدد ضحاياه.

ولكي نعرف مسؤولية الانظمة العربية المطبعة علينا أن نطرح السؤال التالي: لو أن هذه الانظمة ربطت بين مواصلة التطبيع وعدم الاعتداء على شعبنا الفلسطيني وعلى حقوقه هو وحقوق بقية العرب فهل كانت العدوانات ستستمر على هذا النحو أم أن الكيان الصهيوني سيعيد النظر حرصا على تلك الامتيازات الاستراتيجية التي قدمتها هذه الأنظمة له؟ من المؤكد أن نتنياهو وبقية قادة الكيان الصهيوني سوف يفكرون كثيرا في تأثير جرائمهم على المكاسب الخطيرة التي حصلوا عليها من الانظمة المطبعة، ولكن التطبيع بحد ذاته هو عمليا ورسميا استسلام تام للشروط الصهيونية.

فلنقف جميعا في كل اقطار امتنا العربية داعمين من يقاتل دفاعا عن فلسطين، ولنحيي صمود شعبنا في كل شبر من فلسطين، ولنؤكد بان استرجاع فلسطين رهن بالصمود والمقاومة بكافة اشكالها وسنامها المقاومة المسلحة.

المجد لشهداء فلسطين والامة العربية، والعار للداعمين لجرائم الصهيونية عبر عدم التراجع عن التطبيع رغم كل الخروقات التي ارتكبها الكيان الصهيوني لاتفاقيات الذل والعار.

قيادة قطر العراق المنتخبة لحزب البعث العربي الاشتراكي

9-5-2023

 

3- حزب البعث العربي الاشتراكي       أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة             وحدة حرية اشتراكية

مكتب الثقافة والاعلام

حملة الاعتقالات تعزيز لدور الميليشيات الايرانية

تشن الميليشيات الاجرامية التابعة لإيران في العراق حملة اعتقالات ضد المواطنين العراقيين تحت تهم مختلفة أبرزها عودة البعث للحكم او مشاركته في العملية السياسية واعلن عن ذلك في منصات التواصل الاعلامي بطريقة مشبوهة واستهدفت حملات الاعتقال من عمل في مؤسسات الدولة الوطنية قبل الاحتلال أو من انتمى لحزب البعث العربي الاشتراكي قبل الاحتلال، وهذه الحملة متوقعة وسبق وأن حذرنا منها عندما اعتبرنا أن ما يروج اعد له للتمهيد لشن حملات اعتقال ضد الحزب وعموم الوطنيين،ولكن البعض اندفع وراح يروج لقرب عودة البعث ويفسر لماذا ان البعث سيشارك في العملية السياسية، فاستخدم ذلك للإسراع بشن حملة الاعتقالات!

ولكي نقطع الطريق على من يروج لخدعة عودة البعث للحكم لأي دافع كان فإننا نعيد التأكيد على أن البعث لا يفكر بالعودة للسلطة بقدر ما يفكر بتحرير العراق وعودة الأمن والأمان والاستقرار لذلك ندعو العقلاء الحريصين على مصلحة العراق الوطنية الكف عن الترويج لفكرة عودة البعث الى الحكم وعدم فتح هذا الباب ثانية، والا فان التهمة ستوجه لمن يقوم بذلك بانه يخدم مخطط ايران وغير ايران الرامي الى شن حملات اعتقال على البعثيين والعاملين في مؤسسات النظام الوطني السابق.

قيادة قطر العراق المنتخبة في 11-5-2023

 

مقالات

1- معركة ثار الاحرار في يومها الرابع ابو عمر - فلسطين المحتلة

لليوم الرابع على التوالي تتوالى الة العدوان الهمجي الصهيوني على غزة الصمود بعد ان اتخذت من رد رشقات حركة الجهاد الاسلامي الصاروخيه التي اطلقت ثارا لاستشهاد القائد في الجهاد عدنان خضر قبل اسبوع فلخصت بنك الأهداف باستهداف مواقع عسكرية وقائمة من قيادات الجهاد العسكرية خاصة في الوحدات الصاروخيه ووحدة العمليات وشملت منازل للمقاومين من حركة الحهاد الاسلامي في القطاع خاصة قيادات الصفوف المتقدمة والعسكرية منها بشكل خاص وفي يومها الرابع نجحت قوات الاحتلال بمسيراتها وطائراتها من اغتيال خمسة من قادة الجهاد العسكرين حيث استشهد بعضهم مع عوائلهم. لقد اتخذت حكومة الاحتلال المتطرفة من هدف تصفية قادة جناح الجهاد العسكري عنوان للعدوان مسمية ذلك تدفيع الجهاد ثمن عملياتها في الضفة، وما اسمته بتصنيع صواريخ محليه الصنع في الضفة، وقد ارسلت عدة رسائل واشارات ميدانيه انها لا تستهدف غير حركة الجهاد في هذه العملية في محاولة مكشوفه للاستفراد بالمقاومة فصيل تلو الاخر، يؤكد ذلك ما اعلنه مصدر سياسي وامني ان استهداف قائد وحدة العمليات اليوم في حركة الجهاد اياد الحسني هو في نفس الوقت الذي فيه يؤكد الاحتلال استمرار عملية الاغتيالات للقيادات في الجهاد فهو رساله لحماس بانها ستحصد نفس الاستهداف اذا لم تبقى تنأى بنفسها بعيدا عن الاشتراك في المعارك في هذه المواجهة.

وعلى ما يبدو ان التوجه العام للتهدئة الذي تقوده مصر وقطر والاردن يركز على الضغط على حماس بعدم المشاركة في هذه الصفحة من المواجهة ليتسنى لهم حصر التصعيد مع الجهاد تمهيدا لوقف العدوان. وقد لخصت حركة الجهاد شروطها بوقف الاغتيالات في الضفة وغزه ووقف الاقتحامات للأقصى ورفع الحصار عن المعابر في غزة، لكن العدوان في الواقع كان تعبيرا عن حاجة اكبر من الاهداف المعلنة من حكومة نتنياهو المازومه فهي تبحث عن مخرج مزدوج من ناحية يظهرها بانها حكومة قوية متجانسه وقادرة على حماية المستوطنين في الضفة وردع وتفكيك المقاومة المتصاعدة التي فشلت كل عمليات الاقتحامات والاغتيالات في جنين ونابلس واريحا واعتداءات المستوطنين المتوازية معها على وقفها بل اخذت بالتصاعد، والثانية لترميم تحالف نتنياهو المهدد بالسقوط لحجم الخلافات التي صدعته حول التغييرات القضائية والتي شملت بيت الليكود الداخلي حيث اصبح وزيري العدل والجيش في موقفين متناقضين من هذه التعديلات والتي انعكست على نتنياهو شخصيا مما ادي لاصطدامه بغالانت وزير الجيش فقدم استقالته قبل ان يعود عنها بعد ان اعلن نتنياهو تعليق المضي في التصويت على التعديلات والقبول بالذهاب للحوار في مكتب رئيس الكيان.

فككل مرة عندما تمر حكومات الاحتلال بأزمات ائتلافيه داخليه تهدد عقد الائتلاف او تأزم العلاقة مع المعارضة تلجا حكومات الاحتلال لتصدير ازمتها للخطر الخارجي لأنه الوحيد الذي يجمع الشارع السياسي الصهيوني فالعداء للفلسطينيين مَوضوع يحظى بالأجماع عليه من كل هذه الاحزاب الصهيونية.

ماذا سيجني نتنياهو من هذا العدوان الذي سيتوقف خلال اليومين القادمين اذا لم يتوسع بشمول حماس وباقي فصائل المقاومة بالعدوان والذي تحرص حكومة الاحتلال على عدم جر حماس له والذي يبدو ان الضغوط على حماس من قطر ومصر تخدم هذا التوجه الا اذا ارتكب المتطرفون الصهاينة من جماعة بن غفير وسموترتش حماقه في اقتحام واسع للأقصى او قام الجيش باقتحام واسع يوسع المواجهات لتشمل جنين ونابلس او استهدف قيادات من حماس ايضا؟

لا مصلحة للاحتلال بتوسيع المواجهة اكثر لان جملة الاهداف المباشرة وغير المباشرة يتناسب معها صيغة العدوان الحالية. ومصالح جميع الاطراف تلتقي عند هذا الحجم من التصعيد ويؤكد ذلك ما صرح به حسن نصر الله اليوم واشاد به بحنكة المقاومة وتنسيقها في غرفة العمليات المشتركة وما اسماه تفويت الفرص علي العدو من توسيع عدوانه والاستعداد من قبله لتقديم اي مساعدة يقتضيه تطور الموقف في اشارة مناورة للعدو بعدم التمادي وابراز خبر لقاء نتنباهو مع مسؤول الموساد ليرسل اشاره تخويفيه ان الموساد سيدخل علي خط توسيع استهداف اغتيالات القيادات كل ذلك يرجح توقف العدوان لا توسعه.

 

2- عمار النور يكتب... خيانة حميدتي وعمالة حمدوك

عاجل نيوز

منذ أن سقط النظام السابق في العام 2019 م ولمدة أربعة سنوات متتالية ظل المتمرد حميدتي يتمدد ويبسط نفوذه ويسيطر على موارد الدولة من الذهب وغيره من الموارد الحية ويخطط لإمبراطورية ال دقلوا بمعاونة عدد من العملاء وعلى رأسهم حمدوك رئيس الوزراء السابق وتدعمه من الداخل قحت المركزية ومن الخارج تدعمه عدد من الدول،ولقد كشفت الحرب اللعينة التي قادها المتمرد حميدتي ضد الدولة والجيش والشعب مدى خيانته العظمي التي يكنها للشعب السوداني وطموحه الشخصي واحلام قحت السياسية للوصول للسلطة....لنهب ثروات البلاد كل هذه الأحلام والطموحات جعلت حميدتي يمارس الخيانة منذ ذلك الوقت وصولا لاهدافه المزعومة والمدعومة ويقف من خلفه العميل حمدوك الذي ظل هو الآخر ومنذ توليه رئاسة مجلس الوزراء يمارس العملاء بعدة أوجه اولها جلب المبعوث الأممي فولكر وتعيين عدد من الأجانب والعملاء بمجلس الوزراء وصرف مرتباتهم من الخارج لتوفير المعلومات عن البلاد ومن ثم دفع تعويضات المدمرة كول التي ابطلها القضاء الأمريكي وبعد مغادرته البلاد تاركا رائاسه مجلس الوزراء وفشله الذريع في إدارة الدولة ظل حمدوك مع مجموعة من العملاء بالخارج يتردد بين نيروبي والإمارات يمارس العملاء بوجه جديد ويسعى لتدويل الحرب الحالية وإدخال البلاد في العقوبات الاممية بنفس السيناريوا الذي تم به فرض الحصار الاقتصادي على السودان في عهد الإنقاذ وإصدار مذكرة المحكمة الجنائية بحق الرئيس السابق البشير وفي ذات الوقت يقف مع حميدتي!

اخر الشواهد: ملاحقة حمدوك وحميدتي ومجموعة الاطاري ومحاكمتهما أمام الشعب السوداني امر لابد منه طال الزمن ام قصر واعدامهما في ميدان عام حتى يكونوا دروسا وعبر لكل المترتزقة والعملاء بالبلاد...

 

3- روسيا والغرب الأطلسي... جذور الصراع وحرب الحضارات ميشال أبونجم

- الشرق الاوسط 10/5/2023

أبعد من الأهداف المباشرة للحرب الروسية على أوكرانيا، رأت موسكو فيها خطوة نحو “بناء عالم جديد” يتحرر من عباءة الهيمنة الأميركية.ففي يوم 26 فبراير (شباط) الماضي، أي بعد يومين من انطلاق “العملية العسكرية الخاصة”، نشرت وكالة “نوفوستي” الروسية مقالاً بعنوان “عودة روسيا وولادة العالم الجديد”. وجاء في هذا المقال، الذي حذف لاحقاً من موقع الوكالة، الذي يعده مؤلف كتاب “جيوبوليتيك روسيا” مرآة لما يدور في الدوائر الروسية العليا، قبل خيبة تطورات الحرب الميدانية السلبية، أن “كتلة جيوسياسية جديدة رأت النور مع التحام روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا”، وأن “العالم الروسي أصبح واقعاً”.

وبعد أن يشدد كاتب المقال، بيوتر أكابوف، على ضرورة ولادة نظام عالمي جديد، يختتمه كالتالي: “إن الصين والهند وأميركا وأفريقيا وأميركا اللاتينية والعالم الإسلامي وجنوب شرقي آسيا، كلها لا تؤمن بأن الغرب يسيطر على النظام العالمي أو أنه قادر على تحديد قواعد اللعبة”.يستطرد كاتب المقال بتأكيد أن روسيا “لم تتحدَّ الغرب فقط (بهجومها على أوكرانيا)، بل إنها جاءت بالبرهان القاطع على أن زمن الهيمنة الغربية الكاملة ولى إلى غير رجعة، وأن العالم الجديد ستبنيه كل الحضارات، بالتعاون مع الغرب طبعاً، ولكن ليس وفق توجهاته وقواعده وأوامره”.أوكرانيون في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في مدينة ماريوبول (أ.ف.ب)ويعني هذا الطرح أن الهدف البعيد للرئيس بوتين من حربه على أوكرانيا يتجاوز ما أعلنه شخصياً وأكد عليه وزراؤه ومعاونوه، وهو اجتثاث النازية من أوكرانيا (أي قلب الحكومة) ونزع سلاحها وفرض الحياد والابتعاد عن الحل الأطلسي نهائياً.ولكن، مقابل الرؤية الروسية، تبدو الرؤية الغربية مناقضة تماماً، إذ إن حلفاء أوكرانيا يرون أن هذه الحرب هي في الواقع بين “الديمقراطية” و”السلطوية”، وبين الليبرالية المعولمة من جهة والدفاع عن “القيم التقليدية” بمواجهة غرب منحط من جهة ثانية.

يكرس كتاب “جيوبوليتيك روسيا”، لصاحبه لوكاس أوبان، والصادر حديثاً عن دار “لا ديكوفيرت” الباريسية، صفحات عديدة يغوص فيها على جذور العلاقة بين روسيا والغرب، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، ساعياً لرصد مسبباتها العميقة التي تتعدى السرديات اليومية واللغة الدبلوماسية من الجانبين.وبحسب النظرة الروسية، فإن انهيار حلف وارسو كان يفترض أن يستتبع نهاية الحلف الأطلسي، الذي بعكس ذلك قطع آلاف الكيلومترات للاقتراب من روسيا، بفضل موجات انضمام دول وسط وشرق أوروبا في أعوام 1999 و2004 و2008. وفي السياق عينه، جاء تدخل الحلف الأطلسي في كوسوفو، والتدخل الأميركي - البريطاني في العراق، من غير تفويض من مجلس الأمن، ثم تخطى الغربيون قراراً أممياً بخصوص ليبيا، ليتضح لروسيا أن الجانب الأميركي يسعى لفرض هيمنته في كل مكان، مهدداً بذلك “التوازن الهش” الذي نشأ بعد انهيار الأنظمة الشيوعية، ما دفع الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إلى التوجه للرئيس كلينتون، الضاغط على موسكو بسبب حرب الشيشان عام 1999، قائلاً له: “بيل كلينتون نسي أننا نمتلك ترسانة نووية متكاملة”، ملمحاً إلى استخدامها لحجب رغبة السيطرة الأميركية.

وينبش المؤلف وثيقة أميركية تعود لعام 2000 تحت اسم: “رؤية مشتركة لعام 2020”، صادرة عن وزارة الدفاع، تؤكد “ضرورة الهيمنة العسكرية الكاملة على العالم في المجالات الجوية والبرية والفضائية والمعلوماتية والسيبرانية”. وجاءت خطوة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في عام 2002 بالانسحاب من معاهدة “إيه بي إم”، التي كانت تمنع منذ عام 1972 تطوير صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية، لتقضي على توازن القوى والردع النووي، ولتضع روسيا في موقع الطرف الضعيف. كذلك يذكِّر المؤلف بالخطاب الذي ألقاه بوتين في فبراير من عام 2007، حيث ندد بالعالم “أحادي القطب” وبتمدد الحلف الأطلسي شرقاً، معتبراً إياه “استفزازاً خطيراً” لا علاقة له بتحديث الحلف ولا بأمن أوروبا. وأضاف بوتين: “نحن في وضع يسمح لنا بأن نتساءل: ضد من يتم هذا التوسيع؟”، معتبراً إياه إحياء لمنطق الكتل المتواجهة وعودة إلى عقلية الحرب الباردة، وداعياً إلى “تفكيك هذه الألغام” التي يمكن أن تنفجر.

وفي عام 2014، عاود بوتين انتقاد الحلف الأطلسي، متهماً إياه بتخطي الوعد الشفهي الذي قدمه للرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفياتي، بأنه لن يتوسع إلى أبعد من ألمانيا. ورغم أن أرشيف الحلف يتضمن هذا الوعد، فإن الغربيين لا يعدونه “التزاماً” رسمياً.ويتابع الكتاب تطور العلاقة الروسية - الأميركية - الأطلسية خطوة خطوة. ويعتبر مؤلفه أن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط في سياق الربيع العربي، خصوصاً انخراطها العسكري الكثيف في سوريا إلى جانب النظام في عام 2015، جاء بعد أن فشل المشروع الأميركي لقيام “شرق أوسط كبير وجديد”، الذي كان غرضه إعادة رسم منطقة تمتد من موريتانيا إلى أفغانستان. ويعد المؤلف أن “انتصار” روسيا في سوريا من خلال إبقاء النظام قائماً ودحر “داعش”، يعد “نكسة للغرب”، ويتوقف عند الحفلة الموسيقية التي قدمتها فرقة مدينة سان بطرسبرغ السيمفونية في قلعة تدمر التي دمر “داعش” أجزاء منها، ويعدّها “انتصاراً رمزياً” لبوتين على الغرب.

في مواجهته للغرب، يلجأ بوتين إلى مجموعة من الأسلحة في حوزته: الحرب الميدانية، سياسة التأثير والنفوذ، الحرب السيبرانية والمخابراتية، الدعاية الآيديولوجية (كما في أفريقيا مثلاً)، ولكن أيضاً الحرب الإعلامية. وللغرض الأخير، عمد بوتين في عام 2005 إلى إطلاق شبكة التلفزة “روسيا اليوم” بلغات عدة وبميزانية 30 مليون دولار لمواجهة الشبكات الأميركية والأوروبية ومقارعة الغرب بالسلاح نفسه الذي يستخدمه. وكان لافتاً أنه مع انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا، عمد الغربيون إلى منع بث وسائل الإعلام الروسية على أراضيهم. وبعد 15 عاماً على إطلاقها، تبث “روسيا اليوم” في أكثر مائة دولة، وبخمس لغات (الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية والألمانية) وتطال ما لا يقل عن مائة مليون شخص أسبوعياً. أما ميزانيتها فقد تضاعفت عشر مرات لتصل إلى 307.5 مليون دولار. ثم لاحقاً، مع اندلاع الأزمة الأوكرانية في عام 2014 التي انتهت بضم شبه جزيرة القرم وانسلاخ “جمهوريتي” الدونباس الانفصاليتين، أطلقت موسكو وكالة “سبوتنيك” للأخبار مكان وكالة “ريا نوفوستي”، وسلمت إدارتها إلى مارغريتا سيمونيان، وهي إعلامية مقربة من بوتين. وباختصار، فإن بوتين لجأ منذ سنوات، وفي محاولة منه لمواجهة الغرب ومقارعته بأسلحته، إلى كل أنواع “الحروب”، بما فيها الحرب “الهجينة”. وجاءت الاتهامات التي وجهت لروسيا بالتدخل في المسارات الانتخابية الغربية (الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا...) وزعزعة الديمقراطيات بمثابة مقدمة للمواجهة الحالية القائمة بين روسيا والحلف الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، رغم أن الغرب ما زال يعتبر أنه “ليس طرفاً” فيها رغم دفق المساعدات المالية والاقتصادية والإنسانية، خصوصاً السلاح متعدد الأنواع، على كييف، وهو ما مكنها من الصمود في المرحلة الأولى، ثم الانتقال من الدفاع إلى الهجوم لاحقاً، بحيث استطاعت القوات الأوكرانية استعادة مناطق كبيرة من تلك التي كانت القوات الروسية قد استولت عليها.

ومع مجيء الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض، استعرت المواجهة مع موسكو، ما شكل انقطاعاً مع عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. ففي 19 فبراير 2021، قرع الرئيس الديمقراطي طبول “عودة” أميركا إلى القارة القديمة التي أهملها سلفه الجمهوري، عبر أداة الحلف الأطلسي، من أجل “الرد على الهجمات التي تقوم بها روسيا ضد الديمقراطيات الغربية”. ولاحقاً، واستباقاً لما يبدو تخطيطاً قديماً لغزو أوكرانيا، عرضت موسكو على واشنطن التوصل إلى “اتفاق للضمانات الأمنية المتبادلة”. وبعكس ما يوحي به العنوان، فإن رسالة موسكو إلى واشنطن كانت بمثابة إنذار، بحيث إنها طلبت من الجانب الأميركي الوقف الفوري لتوسع الأنشطة العسكرية الأميركية في شرق أوروبا والعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع العسكرية والاستراتيجية قبل عام 1997، أي قبل انضمام دول حلف وارسو سابقاً إلى الحلف الأطلسي. وبكلام آخر، فإن بوتين أراد محو 30 عاماً من التطورات الجيو - سياسية والجيو - استراتيجية التي عرفتها القارة القديمة. وبالطبع، كان الكرميلن يعي تماماً أن الرد الأميركي - الأطلسي سيكون الرفض المطلق، وهو ما كان يبحث عنه، الأمر الذي وفر الذريعة التي تحتاج إليها روسيا، التي وجهت، بالتوازي، رسالة بالغة التشدد إلى كييف تطالبها بالتخلي النهائي عن الانضمام إلى النادي الأطلسي والاعتراف رسمياً بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا وباستقلال مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، فضلاً عن نزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازية”، أي سقوط النظام. وكما جاء الرد الغربي سلبياً، كذلك ردت كييف، بحيث أصبح الطريق ممهداً لبدء “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا. ورأى الغربيون في الإنذار الروسي والرد المرتقب الغربي - الأوكراني الرافض له الحجة التي يبحث عنها بوتين لإطلاق حربه.

وكانت القيادة الروسية قد استبقت هذه اللحظة، ونشرت 180 ألف عسكري على الحدود المشتركة مع أوكرانيا وقوات كبيرة على الحدود البيلاروسية - الأوكرانية وما رافقها من مناورات عسكرية تمهيدية واسعة. ولم يتبقَّ سوى انتظار ساعة الصفر التي حلت في الثانية من فجر 24 فبراير الماضي.

وتدل كل العناصر المتوافرة التي دأب المؤلف على جمعها وربطها بعضها ببعض، على أن السير نحو المواجهة كان في منطق الأمور. بيد أن المفارقة جاءت في سياق اختلاف المقاربة بين الأوروبيين (باستثناء البريطانيين دول البلقان) والأميركيين. من هنا، يبدو أن محاولات التوسط لتجنب الحرب التي قام بها الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني كان مصيرها محكوماً عليه سلفاً بالفشل، وأن بوتين استخدمها لكسب بعض الوقت وإتمام تحضيرات العملية العسكرية. وللتذكير، فقد سعى إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس إلى محاولة إعادة إحياء اتفاقيتي “مينسك” الخاصتين بجمهوريتي الدونباس، باعتبارهما جزءاً من المجموعة الرباعية التي شكلت في عام 2015، وهي تضم، إلى جانب فرنسا وألمانيا، روسيا وأوكرانيا. وفي خطابه التبريري للحرب صبيحة 24 فبراير، اعتبر بوتين أن “تحالفاً يدّعي الديمقراطية” تقوده “إمبراطورية الكذب”، أي الولايات المتحدة الأميركية، هو في الصميم معادٍ لروسيا وذو أطماع إمبريالية، وبالتالي فإن الحرب ضد أوكرانيا “مسألة حياة أو موت” للأمة الروسية التي “تواجه تهديداً وجودياً”. ولأن الرؤية الرسمية الروسية هي هذه، فكان من الطبيعي أن يهدد وزير الدفاع سيرغي شويغو باللجوء إلى السلاح النووي الذي يصبح استخدامه “مشروعاً”، ولأن العقيدة العسكرية الروسية تتيحه، الأمر الذي يذكر بالجدل الحاصل حول إمكانية أن تلجأ موسكو إلى هذا السلاح حتى لتوجيه ضربة استباقية في حال عمدت إلى تعديل هذه العقيدة.

منذ بداية الحرب قبل عشرة أشهر وحتى اليوم، ما زالت موسكو تتمسك بـ”نظرية المؤامرة” التي تشرعها والتي تحضرت لها من خلال مراكمة 600 مليار دولار بالعملات الصعبة، وغذت “الصندوق الوطني للحماية الاجتماعية” بـ200 مليار دولار. وكان الاعتقاد السائد أن الحرب ستكون قصيرة زمنياً. ويشير الكتاب إلى أن المخابرات الروسية، تحديداً جهاز “إف إس بي”، تؤكد أن سكان شرق أوكرانيا من الناطقين بالروسية يتطلعون إلى وصول القوات الروسية التي ستحررهم من النير الأوكراني. ويكشف الكتاب أن اثنين من كبار مسؤولي المخابرات تم رميهما في السجن بعد أسابيع قليلة من بدء العملية العسكرية، لأنهما قدما معلومات زائفة لسيد الكرملين.

وينطلق الكتاب من فرضية أن السير للمواجهة بين الغرب وروسيا كان في منطق الأمور، إذ إن موسكو لم تعتبر فقط أن واشنطن تنفذ مخططات توسعية وتمارس سياسة الاحتواء بحقها لإضعافها، بل إن الاتحاد الأوروبي لم يكن بعيداً عن هذه المقاربة. ودليله على ذلك أن الاتحاد الأوروبي، منذ عام 1999، سعى للتدخل في شؤون روسيا الداخلية. ففي وثيقة رسمية عنوانها “وثيقة الاستراتيجية المشتركة للتعامل مع روسيا”، يركز الاتحاد على عدة أهداف أولها تعزيز الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات العامة، ليس في البلدان الأوروبية أو تلك الساعية للانضمام إلى صفوف الاتحاد الأوروبي، بل في روسيا نفسها. وفيما تسارعت حركة انضمام دول أوروبا الوسطى والشرقية إلى الاتحاد، شعرت موسكو بالانزعاج والإبعاد عندما أطلق الاتحاد مبادرة “الشراكة الشرقية” التي ضمت أرمينيا وجيورجيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وحتى أذربيجان. إلا أن الأوروبيين استبعدوا روسيا منها. ومنذ البداية، ورداً على المقاربة الأوروبية، سعت موسكو، وفق المؤلف، إلى الرد على ذلك من طريقين: محاولة شق صفوف الاتحاد الأوروبي من جهة، والبحث عن بدائل من جهة أخرى، والتركيز بالدرجة الأولى على مجموعة “بريكست” التي كان الرئيس بوتين محركها الرئيسي.

ونشّطت موسكو اتصالاتها وعلاقاتها مع أميركا اللاتينية والعالم العربي والدول الأفريقية، الأمر الذي برزت نتائجه في عمليات التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث امتنعت عشرات البلدان عن التصويت لصالح التنديد بروسيا. كذلك، ردت موسكو سياسياً من خلال توفير الدعم للأحزاب المتطرفة في أوروبا، أكانت يمينية أو يسارية، وعسكرياً بتسليح إقليم كالينينغراد المطل على بحر البلطيق والمحشور بين ليتوانيا وبولندا، وطورت قاعدتها البحرية، حيث أخذت ترابط فيها الغواصات والقطع البحرية الرئيسية. وتحولت هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الرئيسية إلى قاعدة متقدمة في قلب الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.

ورغم المحاولات الفرنسية والألمانية، خصوصاً ما قام به ماكرون، فإن العلاقات لم تتحسن بين الجانبين، وجاءت رزم العقوبات المتلاحقة (تسعة حتى اليوم) التي فرضتها أوروبا منذ اليوم الأول للحرب في أوكرانيا، بما فيها على البترول والغاز وتجميد الأرصدة الروسية والعقوبات ضد كبار الشخصيات ومن بينهم بوتين وكبار المسؤولين... لتدفع العلاقات بين الطرفين إلى مزيد من التوتر، لا بل إلى حافة الانقطاع.في خلاصته عن الحرب في أوكرانيا، يرى الكاتب أن بوتين ارتكب 4 أخطاء؛ أولها أنه غالى في قدرات قواته، وثانيها أنه لم يقدر حق قدرها صلابة القوات الأوكرانية في الصمود، وثالثها أنه أخطأ بخصوص ردة فعل الشعب الأوكراني، ورابعها أنه لم يتوقع ردة الفعل الغربية الأميركية والأوروبية والأطلسية.

وإذا كان أحد أهدافه منع تمدد الأطلسي إلى حدود بلاده وشق الصف الأوروبي، فإن النتائج جاءت عكس ذلك. فها هي فنلندا والسويد تتأهبان للانضمام إلى الأطلسي، وها هو الاتحاد الأوروبي، رغم التمايزات في مواقف بعض بلدانه، ما زال محافظاً على وحدة الموقف تجاه روسيا، وهو آخذ بالخروج من تبعيته لها في مجال الطاقة، خصوصاً الغاز. يضاف إلى ذلك أن روسيا ستخرج ضعيفة من هذا النزاع، وثمة تساؤلات عن مستقبل بوتين نفسه الذي لم يعد يخيف الغرب حتى بتهديداته النووية.لم يتوقف بوتين عن التمرد على الهيمنة الأميركية، وسعى دوماً من أجل تغيير هندسة العالم من خلال إيجاد عالم متعدد الأقطاب تكون روسيا أحدها. ويرى المؤلف أن النتيجة التي ستستولدها الحرب الأوكرانية هي قيام ثنائية قطبية: عالم غربي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وآخر شرقي تشكل الصين القوة المهيمنة فيه، ويتربص الخطر بروسيا بأن تتحول إلى تابع لـ”إمبراطورية الوسط”، أي الصين.

وفي آخر فقرة من كتابه، كتب لوكاس أوبان ما يلي: “إن حكم بوتين لم ينتهِ، ومن الناحية التقنية يمكن أن يدوم حتى عام 2036. ووضعيته السياسية واعتماده خطاباً قومياً متشدداً يوفران له شعبية لا يستهان بها. بيد أن الهشاشة أخذت تنهش وضعه، وكلما تفاقمت سلطويته برزت الشقوق في نظامه”. ولا شك في أن كيفية نهاية الحرب في أوكرانيا ستشكل عاملاً حاسماً في رسم مستقبله.

 

4- الإطار التاريخي للوجود الاستعماري في جنوب اليمن[1] د. أحمد قايد الصايدي

مقدمة:

إن الحديث عن الإطار التاريخي للوجود الاستعماري في جنوب اليمن يتطلب، أولاً: إلقاء نظرة، تتجاوز مجرد الحديث عن النشاط البريطاني في المحيط الهندي والسواحل اليمنية منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي، لتستوعب الخلفية التاريخية لعلاقة أوروبا بالعالم، في العصر الحديث. وأقصد بالخلفية التاريخية على وجه التحديد، الشروط التاريخية، التي دفعت بالأوروبيين إلى التحرك خارج قارتهم، في عملية توسع استعماري، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل. كما يتطلب، ثانياً: محاولة وضع قضية احتلال بريطانيا لمدينة عدن، ضمن الإطار التاريخي الأوسع، لتأخذ بذلك وضعها الصحيح. وهي محاولة أعتقد أن على مثقفينا أن يولوها ما تستحقه من اهتمام. وأقصد بالإطار التاريخي الأوسع، ما يمكن أن اسميه بالمواجهة الحضارية، بين الحضارة الأوربية الحديثة، وبين حضارة، يفترض أننا ننتمي إليها، رغم أننا لا نلمس اليوم أثراً واضحاً، في ثقافتنا أو في سلوكنا، يدل على هذا الانتماء. تستوي في ذلك الحضارة اليمنية القديمة، التي لا نرى لها في حياتنا اليوم أثراً ملموساً يذكر، ولم يبق ماثلاً منها إلا ما خلفته من آثار على الصخور والحجارة، والحضارة الإسلامية، التي لم يبق منها في عقولنا وتكويننا الوجداني، سوى مظاهر العبادات، أما روح الخلق والابتكار والإبداع، التي تميزت بها إبان ازدهارها، فلم يبق منها شيء.

فإذا ما أفلحنا في وضع قضية عدن ضمن إطار المواجهة الحضارية الشاملة، فقد يسعفنا ذلك في الوصول إلى إجابات معقولة على أسئلة، لاشك أنها تؤرقنا جميعاً، وسوف أبسط نماذج منها في نهاية هذه العجالة، بعد أن أوجز الشروط التاريخية للاحتلال، ثم التحركات المبكرة للقوى الغربية في السواحل اليمنية. وأقول أوجزها، لأنها معروفة للجميع. وكل ما سأفعله، إنما هو نوع من التلخيص، لما يمكن قراءته في عشرات الكتب، التي تناولت هذا الموضوع.

الشروط التاريخية للتوسع الاستعماري الأوروبي الحديث[2]:

عبر الفكر الأوروبي، في أواخر القرون الوسطى، عن بشائر تحولات عميقة في المجتمع الأوروبي، كانت ما تزال بداياتها تتفاعل وتتشكل ببطء. وكان الفكر أسرع في التعبير عن مغزى هذا التفاعل واتجاهاته، من التحولات نفسها. ففي القرن الثالث عشر، مثلاً، أخذ روجر بيكون (1214 _ 1294م) يتمرد على الطابع الديني، الذي طبع الفكر الأوروبي الوسيط بطابعه، ويدعو إلى ملاحظة الطبيعة وإنكار القوى السحرية الغامضة، واعتماد التجربة، كوسيلة للمعرفة[3]. وكان هذا التمرد يعبر عن تململ الجديد في قلب الإطار القديم، الذي كانت أبرز سماته: سيطرة الكنيسة على الحياة الوجدانية والعقلية، جنباً إلى جنب مع سيطرة الطبقة الإقطاعية على الحياة الاقتصادية والسياسية.

وفي عام 1453م احتل السلطان العثماني، محمد الثاني (الفاتح) القسطنطينية. ويرى المؤرخون أن علماء القسطنطينية هاجروا إلى إيطاليا هرباً من العثمانيين، وكان لهجرتهم تلك أثر حاسم في الحياة الثقافية في إيطاليا، ولا حقاً في أوربا كلها، إلى درجة أنها شكلت بداية لما عُرف ب (عصر النهضة)، وبالتالي مثلت بداية التاريخ الحديث في العالم كله. وهذا أمر قد يحتاج إلى مراجعة تاريخية. فما يعزى إلى هجرة العلماء من القسطنطينية إلى إيطاليا، من أثر حاسم في إطلاق حركة النهضة الأوربية الحديثة، يصطدم بحقيقة تاريخية، وهي أن علاقة علماء القسطنطينية بإيطاليا ومدارسها كانت قد سبقت احتلال العثمانيين القسطنطينية، كما أن بشائر النهضة في إيطاليا كانت قد بدأت قبل تلك الهجرة. بل إن بوادر النهضة الثقافية والعلمية في أوربا، كانت قد بدأت منذ مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، على الأقل. وكان روجر بيكون، على سبيل المثال، أحد رموزها.

وفي حوالي منتصف القرن الخامس عشر، ظهرت الطباعة في أوروبا[4]. فقد استطاع الألماني يوهانِّس جوتنبيرج Johannes Gutennberg (1398 _ 1468م)، في عام 1446م، أن يصنع أحرفاً معدنية قابلة للتحريك وأن يطبع بها كتاباً، لأول مرة في التاريخ[5]. وانتشرت المطابع بعد ذلك في أنحاء أوروبا، مسهمة في سرعة انتشار الأفكار الجديدة، التي عبرت بها حركة التمرد عن نفسها، سواءً على شكل تمرد ديني، مثله بصورة خاصة مارتن لوثرMartin Luther (1483_1546م)، الذي دعا إلى الانصراف عن سلطة البابا والرجوع إلى الوجدان الفردي في التدين، وإلى الانصراف عن التقاليد الكاثوليكية والرجوع إلى الكتاب المقدس ذاته[6]، أو على شكل تمرد فكري. حيث أخذ المفكرون والأدباء والفنانون يرجعون إلى التراث الكلاسيكي (تراث اليونان والرومان)، مشغوفين به، ساعين إلى تقليده، نافرين من الفكر الكنسي، الذي سيطر على الحياة الثقافية في العصور الوسطى. وأخذ الموقف من الطبيعة يتغير، ونزع المفكرون إلى إعادة الاعتبار لها. فلم تعد في نظرهم مبدأ الشر، كما كانت في الفكر المسيحي، بل رجعت إلى مكانتها الأولى، التي احتلتها عند الإغريق، كتعبير عن الخير والجمال. وعكس هذا الموقف حباً للطبيعة وإقبالاً على الحياة[7].

وفي الوقت ذاته حدث تقدم كبير في مجالي الكشوف الجغرافية والعلوم. فمنذ العقد الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي، نشطت حركة الكشوف الجغرافية، لتضع الإنسان الأوروبي أمام عوالم ومجتمعات وحضارات وأديان وتقاليد، لا علم له بها من قبل، ولتغيِّر نظرته إلى العالم. كما أن الاكتشافات العلمية والنظريات الجديدة، كنظرية كوبرنيكوس Kopernikus (1473_1543م)، التي أكد فيها أن الأرض كروية، وأنها ليست مركز العالم، بل هي واحدة من الكواكب، التي تدور حول الشمس، قد غيرت من نظرة الإنسان إلى الكون[8].

لقد عبرت حركة التمرد، بمظاهرها الدينية والفكرية والعلمية، عن عناصر جديدة في الحياة الأوروبية. فقد أخذ دور المدن يتعاظم، وظهرت طبقة جديدة من سكانها، امتهنت التجارة والصناعة والصرافة، وأخذت تزاحم طبقة الإقطاعيين، المدعومة برجال الكنيسة وفكرهم. وكانت هذه الطبقة الجديدة تتطلع إلى توسيع نطاق نشاطها التجاري. ولم يكن إطار الحياة، الذي تحميه الكنيسة وتحرص طبقة الإقطاع على ثباته واستمراره، لم يكن يتسع لطموحات الطبقة الجديدة. فنشأ صراع بين القديم، بأفكاره ومصالحه ومؤسساته، وبين الجديد، بمصالحه وطموحاته، مدعوماً بالنهضة الفكرية وبتقدم العلم، اللذين جاءا ليعززا مواقع الطبقة الجديدة ويلبيا حاجاتها.

واستفادت الطبقة البرجوازية من العلم وشجعته، وأخذت تطبق نظرياته واكتشافاته واختراعاته، في ميادين الصناعة والتجارة والتوسع[9]. كما أخذت تحارب الحواجز الجمركية بين المقاطعات، بالدعوة إلى الوحدة القومية. واستطاعت أن توسع أسواقها خارج نطاق بلدانها، مسببة بذلك سلسلة متصلة من الحروب داخل أوروبا وخارجها.

وبينما كانت الطبقة البرجوازية تنتزع، شيئاً فشيئاً، مواقع السيطرة والنفوذ من أيدي الطبقة الإقطاعية، محدثة بذلك تحولات عميقة في المجتمع، كانت التحولات على المستوى الفكري تتبلور بصورة أسرع، وغدت تطرح أفكاراً واضحة، تعبر عن طموحات المجتمع الجديد، في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية والفكرية والدينية. وقد تبلورت الأفكار الجديدة في تيار، حمل لواءه مفكرو الطبقة البرجوازية، واصطلح على تسميته ب (حركة التنوير)[10].

وكانت التحولات تسير في بريطانيا بوتائر أسرع مما في غيرها من البلدان الأوروبية. فقد أخذ الإنتاج الصناعي فيها، ولا سيما في القرن الثامن عشر الميلادي، يتجاوز حدود الحرف اليدوية والإنتاج الصناعي المنزلي، كما يتجاوز حدود المنيفكتورة[11]، التي منحتها السياسة الاقتصادية المركنتيلية دعمها وحمايتها[12]. فقد أدت قدرة السوق المحلية على استيعاب المنتجات الصناعية[13]، واتساع السوق العالمية وطموح التجار أصحاب الصناعات، أدت جميعها إلى التعجيل في ظهور المصانع الحديثة[14]. وعند اكتشاف توليد الطاقة عن طريق البخار، في ستينيات القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ الإنتاج الآلي في بريطانيا. وبذلك تعززت المكانة الاقتصادية، ومن ثم المكانة السياسية للطبقة البرجوازية. وقد حدثت مثل هذه التحولات، التي شهدتها بريطانيا، حدثت في البلدان الأوروبية الأخرى، ولكن بوتائر مختلفة.

ويعتبر الإنتاج الآلي، الذي ترتب على توليد الطاقة عن طريق البخار، والذي عرف ب (الثورة الصناعية)، أهم حدث في تاريخ البشرية، بعد استقرار الإنسان وزراعة الأرض[15]. وقد أسهم، إسهاماً حاسماً في اكتمال التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي كانت عناصرها قد بدأت تتفاعل في أوروبا منذ قرون.

وهكذا تضافرت عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، دفعت بالأوروبيين إلى التوسع خارج قارتهم. إذ ولدت حاجات متزايدة في أوروبا:

للحصول على المعادن الثمينة (الذهب والفضة)، بغرض تعزيز قوة الدول الأوربية المتنافسة.

وللحصول على المواد الخام الضرورية، لتشغيل المصانع، التي زادت انتشاراً وتضاعفت قدرتها الإنتاجية.

ولتأمين أسواق عالمية، لتصريف ما تنتجه تلك المصانع وتضيق به أسواق أوروبا نفسها.

كل ذلك شكل الشروط التاريخية لحركة الاستعمار الأوروبي الحديث، التي غطى توسعها معظم مناطق العالم، ومنها وطننا العربي.

التحركات المبكرة للقوى الغربية في السواحل اليمنية:

لم يكن اتصال أوروبا بالوطن العربي في العصر الحديث حدثاً جديداً. فقد اهتمت الحضارتان الأوروبيتان القديمتان، اليونانية والرومانية، بهذه المنطقة، واتخذ اهتمامهما طابعاً ثقافياً آناً، استهدف الاستفادة مما أبدعته الحضارات التي نشأت فيها، وآناً آخر اتخذ طابعاً توسعياً، استهدف الإمساك بطرق التجارة الشرقية، واستنزاف خيرات المنطقة.

وفي العصور الوسطى نشأت عدة جسور اتصال بين أوروبا والحضارة العربية _ الإسلامية، تمثلت بالأندلس وجنوب إيطاليا وبيزنطة، عبرت منها علوم المسلمين وإسهاماتهم الحضارية إلى أوروبا، التي كانت تعيش نهباً لغزوات القبائل الهمجية، منذ سقوط روما وانحسار الحضارة الرومانية من أوروبا وانطواء بقاياها في بيزنطة. وقد أسهم هذا الاتصال، الذي تم بين الحضارة العربية _ الإسلامية وبين أوروبا، إسهاماً كبيراً، في نشوء الحضارة الأوروبية الحديثة[16].

وفي العصر الحديث، الذي يؤرَّخ له عادة ابتداءً من النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي، شهدت الحياة الأوروبية تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية كبيرة، كما أسلفنا، أدت إلى تعاظم الدور الأوروبي في العالم بأسره، ومنه الوطن العربي، الذي أصبح من أهم مسارح التنافس الدولي في العالم. ودخلت البلاد العربية في علاقات غير متكافئة، طرفاها: بلاد متخلفة بعد تحضر، تمتلك موقعاً تلتقي عنده قارات العالم القديم، مشكلاً بذلك عقدة اتصال عالمية مهمة، كما تمتلك ثروات طبيعية هائلة، وبلاد أخذت تتحضر بعد تخلف، وتملك من أسباب القوة والتنظيم والعلم والمطامع، ما لم يسبق له مثيل في التاريخ.

ورغم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وما نتج عن ذلك من تحول طريق التجارة الشرقية التاريخي عن البلاد العربية واتصال أوروبا مباشرة بالهند وجنوب شرق آسيا وضعف أهمية البحار العربية والبحر المتوسط وانتقال ثقل الحركة التجارية إلى بحر الشمال والبحر البلطيقي، رغم ذلك كله ظلت البلاد العربية مسرحاً للتنافس الدولي، بسبب موقعها الاستراتيجي. وكانت حملة نابليون بونابرت على مصر، في عام 1798م، معلماً بارزاً في تاريخ العلاقات العربية _ الأوروبية الحديثة.

وقد شمل الاهتمام الأوروبي بالبلاد العربية اليمن كذلك. بل لقد احتل اليمن مكاناً متميزاً، في إطار الاهتمام الأوروبي، بسبب موقعه الجغرافي المهم في مدخل البحر الأحمر وعلى المحيط الهندي.

وعادة ما يبدأ الحديث عن علاقة الأوروبيين باليمن، في العصر الحديث، بالنشاط البرتغالي، الذي شهدته الشواطئ العربية، منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي[17]. وقد لحق بالنشاط البرتغالي نشاط دول أوروبية استعمارية أخرى، أهمها بريطانيا. وسوف نلقي في ما يلي نظرة سريعة على هذا النشاط، الذي أخذ شكل تنافس محموم بين الدول الأوروبية المختلفة، والذي كان من نتائجه احتلال بريطانيا لمدينة عدن:

البرتغال:

كانت البرتغال أولى الدول الأوروبية، التي اهتمت باليمن، منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وسعت إلى احتلال شواطئه بغرض السيطرة على الطرق التجارية، المارة في المحيط الهندي والخليج العربي. فاحتلت جزيرة كمران ثم هاجمت عدن، وذلك في عام 1513م[18]. وكان ذلك النشاط البرتغالي سبباً في نشاط مضاد في المنطقة، قام به المماليك (حكام مصر) ثم العثمانيون، لطرد البرتغاليين من البحر الأحمر والمحيط الهندي.

ويبدو أن البرتغاليين لم يهتموا بالأرض اليمنية لذاتها، وإنما لاستخدامها مركز استناد، في طريقهم إلى الهند. لهذا أهملوها بمجرد استيلائهم على (جاوا) الأندونيسية.

هولندا:

بدأ الهولنديون نشاطهم الاستعماري في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وأسسوا في عام 1594م (شركة الهند الشرقية الهولندية)، التي وجهت في عام 1614م أسطولاً إلى البحر الأحمر، وصل إلى الموانئ اليمنية، وحاول إقامة وكالات تجارية هولندية فيها. ولكنه لم يفلح إلا في إقامة وكالة في ميناء الشحر في حضرموت. في حين رفض الوالي العثماني في اليمن طلب قائد الأسطول، في إقامة وكالتين في ميناءي عدن والمخا.

وقد أدى فشل الهولنديين في منطقة البحر الأحمر، إلى إنشائهم محطة عند رأس الرجاء الصالح، في عام 1652م، لتزويد سفنهم بما يلزمها في رحلاتها الطويلة إلى جزر الهند الشرقية والشرق الأقصى. ولكنهم استطاعوا بعد ذلك أن يقيموا علاقات تجارية مع اليمن، لاسيما مع ميناء المخا، ارتكزت على شراء محصول البن بالدرجة الأولى، ونقله إلى الأسواق الأوربية. واستمرت علاقتهم تلك، حتى توقفت سفنهم عن القدوم إلى ميناء المخا، في خمسينيات القرن الثامن عشر[19].

فرنسا:

بدأ نشاط الفرنسيين في الشرق منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي. وفي عام 1664م تم إنشاء (شركة الهند الشرقية الفرنسية). ولكن اتصال الفرنسيين باليمن لم يتم إلا عام 1709م، حينما قدمت بعثة فرنسية إلى ميناء عدن، ومنه أبحرت إلى ميناء المخا، وتمكنت من عقد معاهدة مع حاكم المخا، باسم الإمام المهدي[20]، أُعطي الفرنسيون بموجبها الحق، في إقامة وكالة لهم في مدينة المخا وممارسة الأعمال التجارية أثناء النهار، على أن يعودوا إلى سفنهم في الليل. وقد شجع هذا النجاح شركة الهند الشرقية الفرنسية، على إرسال بعثة أخرى إلى المخا، في عام 1711م. وتمكن طبيب البعثة من معالجة الإمام المهدي وشفائه من مرض ألم به، فاستفاد الفرنسيون من ذلك في توطيد علاقتهم بالإمام[21].

وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر توقفت السفن الفرنسية عن القدوم إلى ميناء المخا، في نفس الفترة تقريباً، التي توقفت فيها السفن الهولندية، لتنفرد بريطانيا بتجارة التصدير فيه[22]. ولما احتلت فرنسا مصر، في عام 1798م، شكلت بذلك تهديداً مباشراً خطيراً للمطامح البريطانية في المنطقة. إلا أنها، أي فرنسا، سرعان ما انسحبت من مصر في عام 1801، بعد هزيمتها في معركة أبو قير، على يد القوات البحرية البريطانية.

وفي عام 1859م عادت فرنسا إلى المنطقة، لتنشط في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، محاولة إيجاد مواقع ثابتة لها، على الساحل الأفريقي والساحل العربي. وقد حاولت مراراً أن تشتري بعض المواقع، كالمخا وكمران ومصوع، دون جدوى. ثم تمكنت من إبرام اتفاق مع بريطانيا، قضي بتزويد بواخرها بالفحم من ميناء عدن. وكان قصد البريطانيين من هذا الاتفاق أن يصرفوا الفرنسيين عن البحث عن مواقع ثابتة لهم في منطقة البحر الأحمر.

ولكن مطامع الفرنسيين لم تنته بذلك. ففي عام 1862م استولت فرنسا على ميناء (أوبوك)، على الساحل الصومالي، المواجه لعدن[23]، واتخذت منه منطلقاً للتوسع في بلاد الصومال، وأخذت تزاحم بريطانيا في السواحل اليمنية، محاولة شراء مناطق فيها، كمنطقة الشيخ سعيد، غربي عدن. إلا أن وجود بريطانيا في عدن مكنها من مراقبة تحركات الفرنسيين في المنطقة وعرقلة مشاريعهم التوسعية، إلى حد كبير.

وقد زادت حمى التنافس، عندما فُتحت قناة السويس، في عام 1869م، على يد الفرنسيين. فخشيت بريطانيا أن تقع مصر في قبضتهم، فأقدمت على احتلالها. وبذلك أصبحت بريطانيا تتحكم في مدخلي البحر الأحمر، في الشمال وفي الجنوب.

إيطاليا:

بدأ اتصال إيطاليا بسواحل البحر الأحمر عن طريق رجال التبشير والمستكشفين الجغرافيين، الذين حاولوا، قبل قيام الوحدة الإيطالية، إقناع بلادهم بإقامة علاقات تجارية وسياسية، مع البلاد الواقعة في سواحل البحر الأحمر. ولكن إيطاليا لم تبدأ بدخول حلقة التنافس الاستعماري إلا بعد توحيدها، في القرن التاسع عشر[24]، حيث أخذت تنشط تجارياً وسياسياً في الساحل الأفريقي، وتمكنت من احتلال ميناء عصب[25]، واتخذته قاعدة انطلاق لتحقيق أهدافها في المنطقة، وحاولت السيطرة على جزيرة سقطرى، عند مدخل خليج عدن. إلا أن بريطانيا أفشلت هذه المحاولة.

وقد غيرت بريطانيا، بعد ذلك، موقفها المضاد للنشاط الإيطالي، وأخذت تشجع إيطاليا على التوسع، لتضعها في مواجهة النشاط الفرنسي. فتمكنت إيطاليا من بسط نفوذها على المنطقة الممتدة من جنوب سواكن وحتى ميناء (أوبوك)، وأطلقت على هذه المنطقة، في عام 1890م، اسم (مستعمرة أريتريا).

الولايات المتحدة الأمريكية:

بدأ الاهتمام الأمريكي باليمن منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كانت السفن التجارية الأمريكية تصل إلى الموانئ اليمنية، لاسيما ميناء المخا، للحصول على البن، الذي تمكن الأمريكيون من احتكاره في وقت قصير. وقد شكل الأمريكيون منافساً خطيراً للنشاط التجاري لشركة الهند الشرقية البريطانية، في منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي. فكان هذا واحداً من الأسباب، التي دفعت بريطانيا إلى احتلال عدن.

احتلال بريطانيا لعدن:

وقَّعت الملكة (اليزابث) الأولى، في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1600م، وثيقة إنشاء (شركة الهند الشرقية البريطانية)، التي دخلت بها بريطانيا حلبة التنافس، من أجل الاستحواذ على تجارة شبه القارة الهندية.

وقد ركزت بريطانيا جهودها على محاربة القرصنة وتأمين المواصلات، في المنطقة الواقعة غرب المحيط الهندي، وعلى الحيلولة دون خضوع هذه المنطقة لأي قوة أوروبية أخرى، تشكل تهديداً للمصالح البريطانية[26].

وترجع أولى المحاولات البريطانية، لإيجاد مواقع أقدام لها في اليمن، إلى عام 1609م. حينما حاولت شركة الهند الشرقية البريطانية إقامة علاقات تجارية مع اليمن، عن طريق عدن، ثم عن طريق المخا، في العام التالي. ولكن كلتا المحاولتين فشلتا. ولم يتمكن البريطانيون من إقامة علاقات تجارية إلا في عام 1612م، حينما أصدر الوالي العثماني في اليمن موافقته للأجانب، بحرية التجارة على السواحل اليمنية، كما سمح لهم بشراء كل ما يحتاجونه من المخا.

وفي عام 1618م سمحت تركيا للبريطانيين بإقامة وكالة تجارية في المخا، تابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية. وبعد جلاء العثمانيين من اليمن (الجلاء الأول)[27]، حافظ البريطانيون على علاقات ودية مع الأئمة، ليسهل لهم التبادل التجاري، ولاسيما في ما يتعلق بتجارة البن اليمني في ميناء المخا[28].

وعلى الرغم من أن بريطانيا أصبحت ذات مصالح حيوية في الشرق، أكثر من غيرها، منذ أن دعمت نفوذها في الهند، اعتباراً من مطلع القرن السابع عشر الميلادي، وسيطرت على طريق رأس الرجاء الصالح، فإنها ظلت قانعة بالحقوق، التي حصلت عليها من العثمانيين، ومنها حق الإتجار والرسو في الموانئ التابعة للعثمانيين في بلاد الشرق. ولم تحاول احتلال أي مناطق استراتيجية، باستثناء جزيرة بريم اليمنية (تسمى أيضاً ميون)، التي احتلتها في عام 1799م، ثم تركتها بسبب صعوبة الحصول فيها على مياه عذبة للشرب[29].

ولكن موقف بريطانيا تغير في القرن التاسع عشر الميلادي، تغيراً كبيراً، بعد أن احتلت فرنسا مصر، في عام 1798م، وظهرت المنافسة التجارية الأمريكية، إضافة إلى منافسة دول المنطقة، ولاسيما منافسة الدولتين العثمانية والمصرية، اللتين كانتا تعتبران منطقة البحر الأحمر امتداداً شرعياً لهما. فقد شكل ذلك كله تهديداً للمصالح البريطانية. كما حدث تطور في صناعة السفن، باستخدام السفن البخارية. مما استلزم وجود محطات، لتزويدها بالفحم، على طول الطرق الملاحية. كل هذا جعل بريطانيا تفكر في احتلال عدن، كموقع استراتيجي مهم، يمنحها خصائص أفضل، للتحرك والدفاع عن مصالحها في المنطقة. ودفعها إلى الإسراع في تحقيق هذه الفكرة، الخطر الذي مثلته سيطرة محمد علي، حاكم مصر، على طريقي المواصلات إلى الهند (الخليج العربي والبحر الأحمر). فكانت عدن أفضل مكان يمكن الدفاع منه عن مصالح بريطانيا الحيوية في المنطقة من ناحية، كما يمكن استخدامه لتموين سفنها بالفحم، من ناحية أخرى.

وفي 19 يناير عام 1839م أقدمت بريطانيا على احتلال عدن، ثم وسعت نفوذها فيما بعد، عن طريق عقد معاهدات حماية مع سلاطين وشيوخ ما عرفت ب (محميات عدن)، الشرقية والغربية[30]. وتمكنت من جعل عدن مركزاً تجارياً لليمن جميعه، بإعلانها ميناءً حراً، في عام 1850م[31].

ولم يتوقف التنافس الاستعماري باحتلال البريطانيين لعدن، فقد ازدادت أهمية المنطقة باستمرار، وخاصة بعد ظهور النفط فيها وظهور الاتحاد السوفيتي، كقوة عالمية عظمى، مما ضاعف من اهتمام الغربيين باليمن وزاد من حرصهم على إبقائه ضمن دائرة نفوذهم.

ورغم ما يبدو من انهيار في أوضاع الاتحاد السوفيتي الداخلية وتقلص دوره في السياسة العالمية، مما قد يوحي بانتهاء عصر المواجهة بين الشرق والغرب، فإن هذا لن يؤدي إلى إضعاف اهتمام الغرب باليمن، أو يقلل من حمّى التنافس على خيرات المنطقة، بين دول الغرب نفسها.

ولا شك في أن ظهور النفط مؤخراً في اليمن قد أضاف إلى أهمية اليمن السابقة أهمية جديدة تضعه في دائرة الاهتمام الغربي، أكثر من أي وقت مضى. وهو أمر لا بد أن يدفعنا إلى بذل جهد أكبر في محاولة استيعاب حركة التاريخ، استيعاباً أفضل، وفي التعامل مع الظروف المتغيرة، تعاملاً عقلانياً محسوباً، كما يدفعنا إلى إعادة النظر في أنفسنا، حتى نفلح في إعادة النظر في الآخرين.

وبعد هذا الإيجاز لمقدمات الاحتلال البريطاني لمدينة عدن، سأحاول في مايلي أن أضع مسألة الوجود الاستعماري في عدن ضمن إطارها التاريخي العام، وأن أنظر إليها نظرة أكثر شمولاً.

الإطار التاريخي العام للوجود الاستعماري في عدن:

فتحت حركة الكشوف الجغرافية، وما تبعها من توسع استعماري، فتحت الباب لاتصال الغرب بالوطن العربي، اتصالاً مباشراً، من جديد. وترجع العلاقة العربية _ الأوروبية، كما أشرنا سابقاً، إلى العصور القديمة، وخاصة إلى عصر الحضارتين الأوروبيتين، اليونانية والرومانية. وفي العصر الإسلامي استمرت العلاقة، متخذة طابعاً جديداً. حيث انتقل العرب المسلمون من موقع التابع إلى موقع المتبوع، ومن موقع المتأثر إلى موقع المؤثر. وانتقلت المؤثرات الحضارية إلى أوروبا، عبر الغزو والتجارة والمدارس. وكانت الأندلس تمثل أهم الجسور، التي اتصلت عبرها أوروبا بالحضارة العربية الإسلامية. ومع انهيار الحضارة العربية الإسلامية وضعف الوطن العربي، تحركت أوروبا في حروبها الصليبية المعروفة، التي استمرت على مدى ثلاثة قرون تقريباً (من مطلع القرن الحادي عشر وحتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي). وكانت تلك الحروب، التي شنتها أوروبا على الوطن العربي، تحت ستار الدين، أهم محاولة أوروبية في العصر الوسيط، للرد على الحضارة العربية الإسلامية. ولكن أوروبا حينها لم تكن قد وصلت إلى مستوى حضاري، يمكنها من احتواء الوطن العربي وفرض حضارتها عليه. وانتهت تلك الحروب دون أن تحقق أهدافها.

وحينما أفاقت أوروبا من سباتها وودعت العصر الوسيط واستقبلت العصر الحديث، كان العرب قد آووا إلى مخادعهم وأخذوا يغطون في نوم عميق، لم يستيقظوا منه حتى اليوم. ولعلها سنة الحياة، أن تتوزع الأمم الأدوار، فتتداول حمل مشعل الحضارة، دون أن تستطيع أمة من الأمم أن تستأثر به إلى ما لا نهاية. وهي سنة لفتت انتباه كثير من الفلاسفة والمؤرخين. فحاول كل منهم أن يجد لها تعليلاً وتفسيراً، وفق رؤيته ومنهجه. ولعل في هذا ما يؤكد وحدة التاريخ البشري، وهي وحدة ترتفع فوق خصوصيات كل أمة من الأمم، دون أن تلغيها. بل نستطيع القول بأنها تؤكدها، إذا ما وضعنا في اعتبارنا أن كل أمة لا تستطيع أن تلعب دورها الحضاري، في إطار وحدة التاريخ البشري، إلا من خلال خصوصياتها. ولعل في هذه الحقيقة تكمن إخفاقات كثير من تجارب الشعوب، التي حاولت أن تقلد شعوباً أخرى، دون التفات إلى أهمية خصوصياتها وشروط بيئتها، الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية، ودون إدراك حقيقة أن الأمم والشعوب ليست نسخاً مكررة لشعب بعينه أو لأمة بعينها، كما أن الفرد الواحد ليس نسخة مكررة من الفرد الآخر، في الأسرة الواحدة وفي المجتمع الواحد، والإصبع الواحدة، في اليد الواحدة، ليست نسخة مكررة من الأصابع الأخرى، في جسم الفرد الواحد.

وفي إطار وحدة التاريخ البشري، نجد أن كل حضارة إنسانية قد امتصت كثيراً من عناصر الإبداع في الحضارات الإنسانية السابقة وتمثلتها، فتحولت إلى جزء من نسيجها وعنصراً من عناصر تكوينها الحضاري. وهكذا امتصت الحضارة الأوروبية الحديثة عناصر الإبداع في الحضارة العربية الإسلامية، كما امتصت هذه من قبل عناصر الإبداع في الحضارات، التي سبقتها.

ولهذا فنحن لا نجافي الحقيقة إذا قلنا، إن حضارة الغرب وإبداعاته قد تأسست على عناصر الإبداع في الحضارات الإنسانية، التي سبقتها، ولاسيما أقرب الحضارات زمنياً إليها، وهي الحضارة العربية الإسلامية.

ولا أظن، ونحن نقرر هذه الحقيقة، لا أظن أنه يحق لنا، نحن ابناء هذا العصر، أن يداخلنا أي شعور بالزهو بما أبدعه آباؤنا، إذا لم نعمل على الارتقاء بأنفسنا إلى مستوى إبداعاتهم، بل ونتجاوز ابداعاتهم، بما يتناسب مع مستوى التطور الحضاري في عالم اليوم. فنحن العرب، الذين نعيش اليوم على سطح الوطن العربي، إنما نعيش عالة على جهد وعمل الشعوب الأخرى. ولا علاقة لنا بالحضارة العربية الإسلامية. فالعلاقة بالحضارة ليست علاقة دم ونسب، بل هي علاقة عقل وإبداع. ونحن في حقيقة أمرنا لا يربطنا أي رابط بعقل الحضارة العربية الإسلامية وإبداعاتها. غير أن هذه العلاقة بطبيعتها علاقة مفتوحة، على خلاف علاقة الدم، أي أننا نستطيع أن نقيم جسوراً مع الحضارة العربية الإسلامية، بل ومع الحضارات العربية القديمة، التي نشأت في هذه المنطقة قبل الإسلام، إذا تمكنا من تغيير نمط تفكيرنا وسلوكنا ونظرتنا إلى العالم. ولأن هذا لم يحدث حتى اليوم، فقد ظللنا عاجزين عن الارتفاع بأنفسنا إلى مستوى الانتماء إلى الحضارة، بمفهومها العام.

ولعل موقفنا من حضارة الغرب وطريقة تعاملنا معها يؤكدان غربتنا، ويؤكدان انقطاع وشائج القربى والنسب، التي يفترض أن تربطنا بحضاراتنا العربية، ولاسيما بحضارتنا العربية الإسلامية. فقد أخذت ردود أفعالنا، تجاه ما تمثله الحضارة الأوروبية الحديثة من تحد ومن هيمنة، سياسية واقتصادية وثقافية، أخذت ردود أفعالنا اتجاهين واضحين، طبعا مجمل علاقاتنا مع الغرب بطابعهما، وقد بلغ وضوحهما حداً لفت انتباه مؤرخ كبير، من مؤرخي الحضارات، وهو أرنولد توينبي. وهذان الاتجاهان هما:

1-اتجاه التقليد والتقبل الأعمى، لكل ما تنتجه حضارة الغرب، سواءً على المستوى المادي أو الفكري، أو على مستوى النظم السياسية والاقتصادية...إلخ. وهذا التقليد الأعمى، إنما يحدث تحت مشاعر الضعف والدونية والإحساس بتفوق الغرب. فالضعيف يقلد القوي والمحكوم يقلد الحاكم، كما أشار إلى ذلك ابن خلدون. وهذا الاتجاه ينتج عنه تكريس عناصر الضعف والتبعية وخنق قدرات الخلق والإبداع، لدى المقلد.

2-اتجاه العداء والرفض لحضارة الغرب، مع الميل إلى الانكفاء والعودة إلى الماضي، ومحاولة العيش في إطاره، والاكتفاء بما أنتجه، ومحاربة الجديد، باعتبار الجديد جرثومة تهدد البناء الجميل المتكامل المثالي، الذي رسمناه في أذهاننا للماضي. ولسان حال هذا الاتجاه هو (ليس في الإمكان أحسن مما كان). وهو في الواقع اتجاه يضع الماضي في الأمام، بدلاً من إبقائه في الخلف، وبدلاً من التفتيش عن عناصر القوة فيه، للانطلاق منها إلى المستقبل، والتخلص من عناصر الضعف، التي من شأنها أن تثقل حركتنا نحو الأمام. وهكذا لا بد، وفق هذه الرؤية، من أن تدور الأمة بكاملها، لتستقبل الماضي وتتجه نحوه وتعيش فيه، تاركة المستقبل وراء ظهرها.

هذان الاتجاهان، التقليد الأعمى والرفض الأعمى، لا يمكن بهما، أو بأي منهما، مواجهة حضارة الغرب. فكل منهما لا يرى سوى بعين واحدة.

فالاتجاه الأول: لا يرى سلبيات الحضارة الغربية، وهي سلبيات نعاني منها أشد ما تكون المعاناة. فقد خلقت هذه الحضارة ما يعرف بالمجتمع الاستهلاكي، وتعمدت خلق حاجات استهلاكية لدى الإنسان، حولته بها إلى عبد تابع، بعقله وذوقه وطموحاته، لصانع المواد الاستهلاكية، يطيعه وينقاد له، دون جدال. فهو الذي يحدد له ما يلبس وما يأكل وما يفترش في بيته وما يركب وما يقرأ وما يفضل من ألوان وما يسمع من موسيقى وأغاني وما يشاهد من أفلام وكيف يمضي أوقات فراغه وفي أي أماكن يقضي إجازاته. بل وهو الذي يحدد له ما يفضل من أحزاب ومن آراء سياسية وأي المواقف يجب أن يقفها. كما أن هذه الحضارة الغربية قد أفرزت نظاماً رأسمالياً، لم يشهد له التاريخ في وحشيته وجشعه مثيلاً، يعيش على امتصاص دماء الشعوب وعلى النهب المفرط لثرواتها الطبيعية. ويزداد نهمه باستمرار، حتى ليبدو أنه ليس هناك ما يمكن أن يشبعه أبداً.

ولاشك أننا جميعاً ندرك أن الثروات الطبيعية في كوكبنا ثروات لها نهاية بالتأكيد، وأن الاستمرار في استنزافها، على هذا النحو الهستيري، الذي نشاهده، يهدد الوجود البشري كله بالفناء. خاصة إذا ما أدركنا العلاقة بين عملية الاستنزاف هذه والتدخل المتزايد، من قبل إنسان الحضارة الغربية، في نظام الطبيعة، وعدوانه الدائم على عناصر هذا النظام، التي يقوم عليها استمرار الوجود الطبيعي المتوازن. فإبادة الغابات وتلويث المحيطات وقتل عناصر الحياة في البيئة المحيطة بنا، كل هذا ينذر بأسوأ العواقب، بل كما قلت، يهدد الوجود البشري كله بالفناء.

وهذه الحقائق لم نبتدعها من ذات أنفسنا، بل إن مفكري الغرب أنفسهم يقرعون أجراس التحذير إزاءها، منذ عقود من الزمن. ولكن من الواضح أن حضارة الغرب قد أفلحت في خلق آلية تدمير، شبت عن الطوق، ولم يعد بإمكان البشر الواعي السيطرة عليها. فالجميع يدرك خطر الاستنزاف والجميع يدرك خطر ظاهرة المجتمع الاستهلاكي النهم، الذي لا يشبع، وجنون المصانع، التي خلفت هدف إشباع الحاجات الضرورية للإنسان وراءها وأصبحت تسعى، سعياً مجنوناً، نحو إشباع حاجتها هي ورغبتها المتعاظمة باستمرار إلى الربح، دون اعتبار للوجود البشري. الجميع يدرك ولكنه يبدو عاجزاً عن إيقاف كل هذا.

وإلى جانب ما يتميز به هذا الاتجاه المقلد من عماء، يجعله عاجزاً عن رؤية ما أفرزته حضارة الغرب من سلبيات، فإن عملية التقليد نفسها إذا استمرت لا يمكن أن تقود إلى نتيجة إيجابية. فالتقليد لا يصلح أساساً لإحداث تطور في الحياة العربية، يوصل العرب إلى مستوى الندية مع الغرب. وذلك لأن شروط الحياة الراهنة في الغرب قد قامت، بالدرجة الأولى، على تطور تاريخي طويل، خاص بالغرب نفسه. وتحقيق تطور في الحياة العربية لا بد أن يقوم بالدرجة الأولى أيضاً، على التطور الخاص بالمجتمع العربي نفسه، وهو التطور الذي سيوفر الفرص الحقيقية لحوار إيجابي مع الحضارة الغربية، يهدف إلى الاستفادة من العناصر الإيجابية فيها، ويستبعد عناصرها السلبية.

وأما الاتجاه الثاني: فالحضارة الغربية، بالنسبة له، هي الكفر والإباحية. وهو لا يرى فيها حتى السلبيات، التي تحدثنا عنها، والتي هي أكثر خطورة على حياة البشر ووجودهم من الكفر والإباحية التي يراها. أما القيم السوية فهو ينكر وجودها في الحضارة الغربة ويستكثرها عليها.

ونحن نقول منصفين، مثلما أنصف حضارتنا بعض الباحثين الغربيين، فبينوا مكامن القوة والإبداع فيها، وهو عمل لم نستطع نحن أن ننهض به، واكتفينا بلعن الظلام، بدلاً من أن نحاول إشعال شمعة تضيء الطريق، نقول منصفين: إنه لا بد أن نقر بأن هذا الاتجاه قد ظل عاجزاً عن رؤية القيم السوية في الحضارة الغربية، وهي قيم غائبة في مجتمعنا العربي الإسلامي الراهن، كقيمة العمل، التي تحدد لدى المجتمع الغربي مجمل القيم الأخرى، وقيمة الوقت، وهي قيمة مقدسة لديهم، وقيم الحرية السياسية والحرية الشخصية، التي ليس من حق أحد أن يحد منها، إلا عندما تتعارض مع حريات الآخرين، والضمانات الاجتماعية والعدل وتكافؤ الفرص والصدق واحترام العلم. وهي قيم من شأنها أن تكرس قيمة الإنسان وتكرمه وتصون حياته وحقوقه وعقله وتنمي ملكاته الإبداعية، وفيها يكمن تفوق الغرب علينا.

ولا شك أن موقف العداء المطلق، تجاه حضارة الغرب، والانكفاء والارتداد إلى الماضي بغرض العيش فيه، مع ما في هذا من استحالة، هو موقف بجملته يوصل إلى نفس النتائج، التي يوصل إليها الاتجاه الأول (المقلد). فالموقفان يتفقان في الجوهر، وهو التقليد، ويتباينان في طرق التعبير عن هذا الجوهر: فذاك، يقلد الحاضر، وهذا يقلد الماضي. وكلاهما يبتعد عن سر الحضارات والتقدم البشري، الكامن في عنصر العمل المبدع.

إذاً فليس كل ما في الحضارة الغربية بديع وجميل، ولا يبقى إلا تقليدها. كما أنه ليس كل ما في الحضارة الغربية سيئ وقبيح، ويتوجب علينا الازورار عنها ورفضها ومعاداتها. فعناصر الخير موجودة، وعناصر السوء موجودة. وهذا شأن كل الحضارات، دون استثناء. ومن هذا المنطلق لا بد من اختيار طريق ثالث، للتعامل مع الحضارة الغربية. وهو طريق، يتطلب السير فيه قدراً كبيراً من النضج، ربما لم يتوفر فينا بعد.

ولكي نحدد معالم هذا الطريق الثالث، لا بد أن نحدد أولاً ملامح العلاقة الراهنة بالغرب وحضارته. وهي ملامح يمكن أن أوجزها بكلمتين، هما: التبعية المطلقة. وتتخذ هذه التبعية المطلقة صوراً متعددة، كالتبعية الاقتصادية والتبعية السياسية والتبعية الثقافية.

ففي مجال الاقتصاد: نحن شعوب مستهلكة، لما تنتجه الحضارة الغربية. ولينظر كل منا إلى نفسه، ابتداءً بمقص شعر رأسه وانتهاء بحذائه الذي ينتعله، فليس من بين ما يلبس، أو يستخدم من أدوات، ما لم يصنعه إنسان غير إنساننا. ولينظر إلى طعامه، ونحن بلد زراعي، يفترض أن نأكل مما نزرع. لكننا نأكل مما يزرع الآخرون، باستثناء شجيرة (القات)، عندنا نحن اليمنيين. وهي شجيرة مهلكة، تضعف الاقتصاد والصحة، وتقتل الوقت في ما لا يفيد (والوقت من ذهب، كما نقول). وليست أحوال أشقائنا العرب، في الأقطار العربية الأخرى، بأفضل من حالنا. وإن كان لديهم وسائل وطرق أخرى تشغلهم وتجعلهم لا يختلفون عنا كثيراً، في حجم التخلف والغربة عن العصر. فليس إذاً من قبيل المبالغة، إذا قلنا إننا جميعنا نعيش عالة على حضارة الغرب.

وأما في مجال السياسة: فالتبعية واضحة، ليس فقط في ارتباط أنظمتنا العربية بالقوى العالمية الكبرى وخضوعها لها، وإنما أيضاً في بناء أحزابنا السياسية وصياغة برامجها وشعاراتها، وفي نوع القضايا التي تهتم بها، وحتى في طريقة معالجاتها لهذه القضايا. فالأحزاب والأنظمة السياسية غالباً ما يتجه كل منها إلى نموذج خارجي، شرقي أو غربي، يستلهمه ويقلده، دون أن يبذل جهداً في استقراء واقعنا واستيعاب ظروفنا الخاصة، التي تتطلب برامجاً ونظماً وسياساتٍ، تنطلق من هذه الظروف وتعمل على تجاوزها. ولهذه التبعية تأثيراتها الخطيرة، على نمو وتطور الحياة السياسية في بلادنا. وقد تمتد تأثيراتها إلى تهديد الاستقرار وزعزعة الأمن والعجز عن تحريك عجلة التنمية إلى الأمام.

وأما التبعية الثقافية: فإن أفكارنا ونظرياتنا وقراءاتنا وكتاباتنا متأثرة بفكر الحضارة الغربية، تأثراً لا تخطئه العين. وهو تأثر المتلقي المستهلك. بل إن مؤسساتنا التعلمية والبحثية تحاول تقليد النظم التعليمية والطرائق البحثية التي تبدعها وتتجاوزها حضارة الغرب باستمرار، تقليداً يقصر عن متابعتها ومواكبة تطورها، ويكتفي بنقل أشكالها، دون مضامينها، فيأتي تقليداً مشوهاً، لا ينتج عنه إلا وعي مشوه ومستوى تعليمي ركيك ومؤسسات بحثية غير فاعلة، تمثل هياكل فارغة، خالية من المحتوى وعاجزة عن الفعل.

وإزاء هذه التبعية المطلقة، التي تتسم بها علاقتنا بالغرب، والتي تزداد يوماً بعد يوم، بقدر ما تزداد الهوة الفاصلة بين تقدم الغرب وتخلفنا، إزاءها يصبح النظر إلى احتلال عدن، من قبل أهم قوة استعمارية غربية في حينها، وهي بريطانيا، يصبح نظراً قاصراً، إذا اعتبرنا ذلك الاحتلال مجرد وجود قوات وإدارات أجنبية، تسيطر على جزء من الوطن، مستخدمة إياه قاعدة إمداد وتموين لبواخرها ومركز حراسة لخطوط اتصالاتها، بمستعمراتها في الشرق، وإذا اعتبرنا أن جلاء بريطانيا من عدن وتحقيق الاستقلال قد أغلق ملف الاحتلال وأنهى هذه العلاقة مع الغرب. فالحقيقة أكثر امتداداً واتساعاً وعمقاً، والاحتلال يمكن أن يستمر في نفوس البشر وفي عقولهم، وفي إطار العلاقات غير المتكافئة، استمراراً يثبت أن علاقتنا بالغرب أشمل من مجرد احتلال واستقلال.

فاحتلال عدن ما هو إلا مظهر من مظاهر علاقتنا بالحضارة الغربية الطاغية. واستقلال عدن لم ينه هذه العلاقة، المتسمة بالتبعية المطلقة، كما قلنا. وعلينا أن لا ننظر إلى استقلال عدن باعتباره نهاية المطاف. بل لا بد من أن نوسع دائرة الرؤية، لتشمل مجمل العلاقة القائمة بيننا وبين الغرب. لعل ذلك يلهمنا كيفية الخروج من إطار التبعية والارتفاع إلى مستوى الندية، لتصبح العلاقة مع الغرب علاقة متكافئة، والحوار مع الحضارة الغربية حواراً إيجابياً مثمراً.

وحتى نتلمس الطريق، لا بد من أن نطرح على أنفسنا جملة من الأسئلة، ونسعى، بقدر ما نستطيع، إلى الإجابة عنها. ولعل السؤال الرئيسي، الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هو: هل نحن، في وضعنا الراهن، مؤهلين للخروج من دائرة التبعية، إلى دائرة التعامل والتفاعل الإيجابي الندي مع حضارة الغرب؟

ولا أظن أننا بحاجة إلى تفكير طويل، للإجابة عن هذا السؤال. فنحن في وضعنا الراهن غير مؤهلين للخروج من دائرة التبعية. ومن هذه الإجابة السريعة البسيطة الواضحة، تنبثق جملة من الأسئلة، منها:

لماذا نحن غير مؤهلين للتعامل الندي مع الغرب؟

ما سر قوة الغرب وما سر ضعفنا؟ وهذا السؤال سبق أن طرحه بعض المفكرين العرب، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ما هي السبل، التي تجعلنا نرتفع بأنفسنا عن مستوى التابع، إلى مستوى الشريك والند؟

هذه الأسئلة، وأمثالها، ليست أسئلة من النوع الذي تسهل الإجابة عنه دون جهد، لأن الإجابة عنها تتطلب دراسات معمقة ونظماً ملائمة وعزماً أكيداً. فلا بد أن ندرس نظامنا السياسي وصلاحيته، وأجهزتنا الإدارية ومدى ملاءمتها لإنجاز مهمة التحديث. كما لا بد أن نعيد النظر في مناهجنا الدراسية ومؤسساتنا البحثية، فهي قاعدة الانطلاق وأساس التنمية الشاملة، في كل جوانبها المادية والفكرية والروحية. كما لا بد أن ندرس منظومة القيم السائدة في مجتمعنا، مقارنة بمنظومة القيم السائدة في الغرب، كقيم العمل والوقت والصدق...إلخ، وندرس تأثيرها على إيقاع الحياة هنا وهناك، ثم كيفية تصحيحها لدينا، لتتناسب مع رغبتنا في الخروج من دائرة التبعية. ولا بد أن ندرس أوضاعنا الاقتصادية ونحدد قدراتنا، تحديداً واقعياً، ونضع أيدينا على أسباب التدهور وعوامل الهدر، في الوقت والجهد والمال. كما لا بد أن ندرس السياسات، ومدى سلامتها والعوامل المؤثرة في صياغتها، لنصل إلى إيجاد ضمانات، تكفل وضع سياسات صحيحة، تضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية والفئوية. وبعد هذا وذاك لا بد من توفر العزم والنية الصادقة، التي تعبر عن نفسها بالقرار السياسي الصائب والتنفيذ الدقيق. فالقرار السياسي، في بلد متخلف، هو حجر الزاوية في عملية التطوير والتحديث ككل، بل وحتى في كل جزء من أجزائها، وفي كل تفصيل من تفاصيلها.

فلنرتفع بأنفسنا إلى مستوى الرؤية الشاملة، ولنرتقِ بأنفسنا إلى مستوى الإنسان المتحضر الفاعل المبدع، الذي يستمد قيمة وجوده من العمل والإنجاز المادي والفكري، مستلهماً جوانب القوة في حضارته وتاريخه، ومتسلحاً بأفضل ما أبدعته الحضارة الأوربية الحديثة.


[1]   نُشر في مجلة الإكليل، 1997م. وفي الجزء الأول من كتابنا (أوراق متفرقة).

[2]   أنظر: الصايدي، المادة التاريخية في كتابات نيبور، ص19 وما بعدها.

[3]   العوا، الحدوس الفلسفية، ص 271_272.

[4]   هذا الحدث في حد ذاته، وقد سبق احتلال العثمانيين القسطنطينية (في عام 1453م)، يؤكد حقيقة أن النهضة في أوربا كانت قد بدأت قبل احتلال القسطنطينية. وإلا كيف يمكن أن تظهر الطباعة في ذلك الوقت، وهي ثمرة من ثمار النهضة، دون أن تكون النهضة في أوربا قد بدأت قبل ذلك بزمن طويل؟.

[5]   ترجع الخطوات الأولى في عملية الطباعة إلى الألف الخامسة قبل الميلاد، على الأقل. وكانت تتمثل بنحت حروف على الحجارة أو على قطع من الطين، وطبعها على الورق أو النسيج أو المعادن. وأصبحت هذه الطريقة تستخدم في صناعة الأختام الرسمية، لا سيما في الحضارات العربية القديمة، في بلاد ما بين النهرين والشام ومصر واليمن، وكذا في الحضارات الشرقية، ولا سيما في الصين والهند. ثم =             = تطورت  الطباعة في بعض الحضارات القديمة، كالحضارة الصينية والحضارات العربية، ولا سيما حضارة ما بين النهرين، على شكل كتابات ثابتة لنصوص طويلة، على ألواح طينية أو خشبية، مكنت من طباعة نصوص دينية وتاريخية كاملة. وشكل صنع الحروف المعدنية المتحركة، على يدي الألماني يوهانِّس جوتنبيرج، في مطلع  العصر الحديث، قفزة هائلة في تاريخ الطباعة، مكنت من طباعة آلاف النسخ من الكتاب الواحد، في الوقت نفسه. فسهلت بذلك انتشار العلم والمعرفة. 

[6]     العوا، الحدوس الفلسفية، ص277.

[7]   المصدر نفسه، ص277 وما بعدها. وكذا: ويدجيري، المذاهب، ص180.

[8]     فكرة كروية الأرض فكرة قديمة، يُرجعها البعض إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أشار إليها بعض الفلاسفة اليونانيين. لكنها كانت مجرد ضرب من الحدوس الفلسفية والتخمين، ولم تكن فكرة مبنية على أسس علمية. وفي مطلع العصر الحديث أثبتها علمياً العالم البولندي نيكولاس كوبرنيكوس، وأثبت أن الأرض ليست مركز العالم، بل هي جرم من الأجرام، التي تدور حول الشمس. وجاءت رحلة معاصره البرتغالي، فرناندو ماجلان، التي انطلقت من أوربا باتجاه الغرب، وعادت إلى أوربا من جهة الشرق، لتثبت عملياً كروية الأرض. أنظر: Das neue Universal Lexikon, Bd.2,S.1032  

[9]    قارن: توشار، تاريخ الفكر، ص 299، 303.

[10]   Enzyklopädie der Weltgeschichte. Bd. 2, S. 486

[11]   عبارة عن معامل صغيرة، حلت محل الإنتاج الصناعي المنزلي، وقامت على مبدأ تقسيم العمل في المنتج       الواحد، بحيث ينجزه أكثر من شخص، كل شخص ينتج جزءاً منه. وقد أدى تقسيم العمل في المنتج الواحد، على هذا النحو، إلى تسارع وتيرة العمل وازدياد كميات الإنتاج.  

[12]  تنطلق السياسة المركنتيلية (التجارية) من مبدأ أن ثروة البلد تقاس بمخزونها من الذهب والفضة وتتضمن  تجميع الذهب والفضة من الخارج وتنمية الإنتاج القومي وحماية الصناعات الوطنية في وجه المزاحمة الخارجية: أنظر: توشار، تاريخ الفكر، ص250-251.

[13]  تزايدت القدرة الشرائية في أوربا نتيجة للحركة الاستعمارية وعمليات النهب المنظمة لثروات الشعوب المستعمَرة (بفتح الميم).

[14]  Enzyklopädie der Weltgeschichte. Bd. 2, S. 485

[15]  أنظر: ديورانت، قصة الحضارة، مج9، ج1، ص70 وما بعدها. وكذا Enzyklopädie der Weltgeschichte. Bd. 2, S. 485-486.

[16]  حول تأثير الحضارة العربية _ الإسلامية، في الحضارة الأوربية الحديثة، أنظر:  سزكين، محاضرات، ص 115 وما بعدها. وكذا: اليافي، تمهيد في علم الاجتماع، ص 19 وما بعدها.

[17]  أنظر ماكرو، اليمن والغرب، ص 19 وما بعدها.

[18]  أنظر: لقمان، تاريخ الجزر، ص 9. وكذا طه، سياسة بريطانيا، ص 22.

[19]  الصايدي، المادة التاريخية، ص 183.

[20]  الإمام المهدي، محمد بن أحمد، المعروف ب(صاحب المواهب). ولد في عام 1047ه_ / 1637م، وتوفي في عام 1130ه_ / 1718م. تولى الإمامة في الفترة، من 1097ه_ / 1686م وحتى 1129ه_  / 1717م. أنظر: الزركلي، الأعلام، مج 6، ص 12. وكذا: الحداد، تاريخ اليمن، ص 330_333 . والشماحي، اليمن الإنسان، ص 146.

[21]   سافر بعض أفراد البعثة الفرنسية، ومعهم الطبيب، من المخا إلى مدينة المواهب، عاصمة الإمام المهدي، بناء على استدعاء من الأمام، بقصد العلاج. وتقع مدينة المواهب بالقرب من مدينة ذمار. أنظر كتابنا: اليمن في عيون الرحالة الأجانب، ط1، ص 64 وما بعدها

[22]  قارن هذا مع ما أورده أباظة، في: عدن والسياسة البريطانية، ص 66، وما نقلناه عن نيبور في كتابنا: المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن، ص 182_183.

[23]  يتبع حالياً جمهورية جيبوتي.

[24]  أنظر: ماكرو، اليمن والغرب، ص 60 وما بعدها.

[25]  يتبع حالياً دولة إريتريا.

[26]  أباظة، عدن والسياسة البريطانية، ص 66.

[27]  احتلت الدولة العثمانية مناطق في شمال اليمن مرتين: المرة الأولى، من عام 1538م، وحتى عام 1635م. والمرة الثانية: من 1849م، وحتى 1918م.

[28]  المصدر نفسه، ص 68.

[29]  Schmidt, W., Das Westliche Arabien, S. 58.

[30]  أنظر: الحبشي، اليمن الجنوبي، ص 15 وما بعدها.

[31]  أباظة، عدن والسياسة البريطانية، ص72.

 

تقارير واخبار

1- تحذير لخبير امريكي من مغامرة دقلو - نشره موقع ديلي بيست الكاتب ادوارد قرين

حث اللواء الامريكي المعروف *بالثعلب العجوز رالف بيكر* وهو احد قادة قوات افريكوم الأمريكية بالقرن الافريقي السابقين 2013م؛حث في رسالة للسيد وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات الامريكية على عدم الرضا بموقف المتفرج مما يدور بالسودان، طلب رالف من تلميذه بيرينز ان يعمل على انهاء الصراع بالسودان وذلك باغتيال القائد محمد حمدان دقلو وشقيقه اذا كانا لا يزالان حيين، وذلك قبل ان يقبض عليهما الجيش السوداني الذي يضيق عليهما الخناق، لأن الرجل مصدر كل الاسرار لكل الصراعات في وسط افريقيا.اكد رالف على قدرة الولايات المتحدة على ذلك.وشكك في ممارسة دقلو حياة الاعتيادية او امكانية قدرته على القيادة مستقبلا بسبب اصابة عنيفة تعرض لها.

وقال رالف ان السودان دولة محورية لاستقرار القرن الافريقي بل ووسط وشمال افريقيا وان دقلو قد ضاع هدفه وحلمه في حكم السودان وانفكت صلته بجنده.ان القضاء على قوة الدعم السريع RSF في صالح دولته لانه كان يعمل لصالح الاتحاد الاروبي لصد هجرات افريقيا وذلك مقابل تغاضي أوروبا عما تقوم به قواته في بعض الدول.

وقال ان اصدقاء له من مصادر ال CIA بالسودان اخبروه ان دقلو مغامر مغرور وتاجر حرب لا يستطيع التحول لرجل دولة وان دولة خليجية لعبت به لاجل مصالحها في الذهب وللقضاء على بقايا الاخوان المسلمين في السودان،وتعمل دول اخرى مثل روسيا معه ممثلة في فاغنر للاستيلاء على اليورانيوم بدارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى، مؤكدا ان كل العالم المهتم بالسودان تأكد له هزيمته ولن يضحي احد بعلاقته مع الجيش السوداني لصالح قوة يعلم الجميع انها مهزومة عسكريا، قال ذلك مقللا من اعلان بعض القبائل في النيجر وتشاد مساندتها لدقلو.

ان دقلو اليوم طريد مثل حيوان الغرير ذي الاسنان القاطعة والقلب الشجاع لكن بلا خطر منه على الاسود والنمور ويبقى تهديده للجرذان فقط، وكل من يقترب منه سيصاب بالاذى وان كان اسدا.وعن الجيش السوداني قال رالف أن مصادره اكدوا له انه في افضل حالاته المعنوية رغم بطء تحقيق النتائج لكن سيتم حسم المعركة بدفع ثمن باهظ من الجنود والبنية التحتية. وقال ان الجبش لم يستدعي الاحتياطي بعد واكد على اهمية مد الجيش السوداني بمعلومات استخبارية وصور أقمار صناعية لتحركات المساندين عبر الصحراء.

واكدت مصادر رالف له ان الجيش سيغير القيادة قبل او بعد نهاية المعركة، مطالبا دولته بالعمل على ضمان ايجاد قيادة جديدة تدين بالولاء او اقله عدم العداء لامريكا.

واستبعد الخبير في الشأن الأفريقي رالف ان يفكر الاخوان المسلمون في العودة للمشهد عسكريا لانه لا شيء يشعرهم بالخطر واكد ان مصادره اخبرته ان دقلو كان حتى قبيل فترة ينسق معهم - الاسلاميين - سرا في بعض الملفات السياسية، وانه اخبر قيادتهم برغبته في التخلص من البرهان وتعيين عضو عسكري من قبيلته في منصب البرهان، لكنهم نصحوه بعدم المغامرة. وغضب دقلو جدا عندما اوصل الاسلاميون المعلومة للبرهان الذي خاطبهم انها حيلة منكم لتوقعوا بيني وبين رفيقي دقلو!

اكد رالف أن اغلب مستشارية دقلو من عضوية الاسلاميين، وان خلافات حادة كانت تدور بينه وبين القائد عرمان حول رغبته في التخلص منهم لكن دقلو كان يصر على بقائهم لثقته فيهم لأسباب قبلية.وعن مواقف دول الجوار قال ان مصر قلبا وقالبا مع الجيش السوداني لكن وضعها الاقتصادي الهش وبعض المغريات الخليجية جعلها تدعي الحياد مكتفية بدعم المبادرات الدولية. لكنه متاكد ان مصر لن تغامر بأمنها القومي وستقدم العون المطلوب للسودان اذا احتاج اليه.

اما إثيوبيا فهي تعلم انها ستخسر كثيرا اذا غامرت بتقديم دعم علني او لوجستي لمليشيا الدعم السريع. وطالب رالف بمعاقبة اي دولة ساندت المليشيا المغرورة وان الامارات تحتاج لمساعدة الولايات المتحدة في صراعها مع ايران حول الجزر والذي دب للعلن من جديد.

 

2- "تكتيك جديد".. تقرير أمريكي يكشف عمليات تهريب الدولار في العراق

2023-05-09 السومرية نيوز

قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية إن تجار العملة المحليين بالعراق يجدون صعوبة في الوصول إلى الدولار، بسبب المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة لمنع تدفق الدولار بصورة غير قانونية إلى إيران، ومن ثم يلجأ هؤلاء إلى السفر للبلاد القريبة وبحوزتهم أكوام من البطاقات المصرفية؛ لسحب العملة الصعبة هناك.حيث أُلقي القبض خلال الشهرين الماضيين، على أكثر من 24 عراقياً يحملون نحو 1200 بطاقة مصرفية وبحوزتهم أكثر من 5 ملايين دولار، وذلك في المطارات والمعابر الحدودية في أثناء محاولتهم مغادرة البلاد، وفقاً لما أفاد به مسؤول عراقي للصحيفة.كما احتجزت السلطات العراقية، الجمعة 5 مايو/أيار 2023، مسافراً عراقياً آخر يحاول تهريب 300 بطاقة مصرفية داخل علب سجائر في المطار الدولي الكائن بمدينة النجف وسط العراق.

وقال المسؤول: "هذا الاستخدام للبطاقات الائتمانية (المصرفية) في تهريب الدولارات، تكتيك جديد بدأ عندما شرعت الحكومة في حملتها".في حالة أخرى مشابهة، أُلقي القبض على شخص في مطار بغداد بعد أن سلمه موظفٌ حقيبةً تحتوي على 300 بطاقة مصرفية بعد تجاوزه الفحص الأمني، وذلك وفقاً للمسؤول.كان العراق على مدى سنوات، اقتصاداً مدفوعاً بالأموال النقدية يعتمد اعتماداً كثيفاً على معاملات الدولار الأمريكي، مما جعله مصدراً كبيراً لتدفقات الدولار غير المشروعة إلى إيران وبلاد الشرق الأوسط الأخرى التي تخضع لعقوبات غربية.وفي نوفمبر/تشرين الثاني، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية والبنك المركزي العراقي ضوابط أشد صرامة على المعاملات الدولارية الدولية التي تنفذها المصارف العراقية؛ في محاولة للحد من غسيل الأموال وتهريبها.وبسبب خطوات قادتها الولايات المتحدة، ارتفع سعر الدولار أمام الدينار العراقي في السوق الرمادية، مما أدى زيادة الطلب على الدولار. حيث بيع الدولار مقابل 1750 ديناراً عراقياً في الصرافات خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بزيادةٍ نسبتها 20% أعلى من السعر الرسمي المعلن البالغ 1460 ديناراً في ذلك الوقت.

صحيحٌ أن المواطنين العراقيين يمكنهم حيازة الدولار لدى الصرافات بسعر السوق، لكن المصارف العراقية أتاحت للمودعين إصدار بطاقات نقدية مغطاة بما يعادل 10 آلاف دولار بسعر الصرف الرسمي، ويمكن استخدامها خارج البلاد لسحب المال نقداً.

يقول تجار العملة والمسؤولون العراقيون، إن الشهور الأخيرة شهدت تقديم تجار العملة طلبات لاستخراج عشرات البطاقات المصرفية وإعطائها إلى المسافرين الذين يسافرون إلى بلاد قريبة لسحب الدولارات.وقالت السلطات العراقية، مطلع هذا الأسبوع، إنها احتجزت عراقياً كان يحاول إخراج 128 بطاقة مصرفية خارج البلاد عبر معبر حدودي بري مع إيران.وقال التجار إن العملة الصعبة تباع بسعر أعلى في السوق الرمادية. وأوضحوا أن بعضاً من هذه الأموال تُستخدم لشراء السلع من الخارج.

صحيحٌ أن قيمة الأموال المهربة عبر مسلك البطاقات المصرفية قليلة مقارنة بما يتدفق عبر الاقتصاد الشامل، لكنها تبين حجم الطلب على الدولار في العراق.واستجابة للجوء العراقيين إلى هذا الطريق، فرض البنك المركزي العراقي قيوداً على السحب من البطاقات المصرفية، ليصبح بواقع 250 دولاراً يومياً لكل بطاقة، مما يجعل عملية سحب إجمالي الأموال النقدية الموجودة في البطاقة الواحدة تستغرق وقتاً طويلاً.بدوره، قال علي محسن العلاق، محافظ البنك المركزي العراقي: "كلما يزيد الفارق بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف في السوق، تجد بعض الأطراف فرص مراجحة مربحة". وأضاف أنَّ خطوة فرض حد السحب اليومي سوف تضع نهاية لهذه الفرص.

فيما قال عبد الرحمن المشهداني، أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية بالجامعة العراقية، إن خطوة البنك المركزي نجحت في تقليص تدفق الدولارات إلى الخارج عبر هذا المسلك، لكنها لم تنجح في منعها كلياً. وأوضح: "تجار العملة لا يزالون يفعلون الأمر. والأموال ما زالت تخرج من البلاد".وأوضح المشهداني أن تجار العملة، في واحدة من الحيل التي تُتبع لتجاوز القيود، اشتروا مجموعة كبيرة من تذاكر الطيران للحصول على الدولارات. إذ يُسمح للعراقيين بتحويل الدينار إلى دولار في المصارف الخاصة والصرافات لتغطية مصروفات السفر، ما دامت لديهم تذاكر طيران توضح أنهم يخططون للسفر خارج البلاد، بحسب الصحيفة.يُذكر أن البنك المركزي العراقي رفع كمية الأموال المحولة لتغطية مصروفات السفر، من 5000 دولار إلى 7000 دولار في شهر فبراير/شباط الماضي، لكنه عاد وخفض المبلغ إلى 2000 دولار فقط في مارس/آذار؛ لكبح فورة شراء تذاكر الطيران.وتراجع سعر الصرف في السوق الرمادية ليصل إلى نحو 1410 دنانير مقابل الدولار الواحد في الأسابيع الأخيرة، مقارنة بسعر الصرف الرسمي البالغ 1320 ديناراً الآن. كذلك زادت التحويلات البرقية من المصارف العراقية، مما يشير إلى أن العراقيين يتكيفون مع القواعد الأشد صرامة.

في ميناء أم قصر العراقي المطل على الخليج، توقف تقريباً تفريغ الحاويات في أبريل/نيسان الماضي، لأن كثيراً من المستوردين، المعتادين على تراخي تطبيق قواعد الاستيراد، افتقروا إلى الوثائق اللازمة للإفراج عن بضاعتهم المشتراة بالدولار من الجمارك، وذلك وفقاً لحميد أبو فاطمة، وكيل التخليص الجمركي في الميناء.وقال أبو فاطمة: "لم يحُز التجار الوثائق الملائمة؛ مما أدى إلى تكدس حاويات البضائع في الميناء وتوقف العمال تقريباً". وأضاف أنه جرى تخفيف الدعم مؤخراً بعد أن تكيف المستوردون مع القواعد الجديدة، وخفف المسؤولون تطبيق القواعد.

 

3- انتخابات تركيا.. الحسم يقترب وهذا ما تقوله آخر استطلاعات الرأي عبدالقادر سلفي

المصدر/حرييت ترجمة وتحرير الخليج الجديد- 10/5/2023

مع دخول المرحلة النهائية، هناك تطور مثير للاهتمام في شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، وكما هو معلوم لا يتم نشر نتائج الاستطلاع بسبب الحظر الرسمي عليها، لكن تلك الاستطلاعات تتواصل.يتناول الصحفي التركي عبدالقادر سلفي في مقاله بصحيفة "حرييت"، والذي ترجمه "الخليج الجديد" النتائج المحتملة للانتخابات التركية.ويشير إلى أنه في آخر استطلاعات الرأي غير المنشورة، برزت عدة نقاط بشأن انتخابات 14 مايو/أيار، وهي:

ستكون هناك نسبة مشاركة مرتفعة غير مسبوقة في الانتخابات.تنتهي الانتخابات من الجولة الأولى.فوز أردوغان بالانتخابات من الجولة الأولى.يواصل كليجدار أوغلو صعوده.ماذا حدث لاستطلاعات حزب الشعب الجمهوري؟نشرت بعض الشركات التي أجرت استطلاعات لحزب الشعب الجمهوري نتائج استطلاع تظهر أن كليجدار أوغلو سيفوز بنسبة 60%، وحتى الأخير نفسه "لم يصدق هذه النتائج"، وفق الكاتب.وكان واضحا أن هدفها كان إجراء عملية توجيه من خلال الاستطلاعات، ومع اقتراب موعد الانتخابات، انخفضت توقعات هذه الشركات من 60% إلى 51%.يشير الكاتب إلى أن نسبة المشاركة بالانتخابات في تركيا لا تقل عن 85%، وهذا المعدل هو أعلى عدة مرات من الدول الغربية، وفي هذه المرة يتبين أن نسبة المشاركة ستتجاوز 90%.ووفقا للكاتب، تبرز عدة عوامل في استطلاعات الرأي العام:تكوين شعور بفوز المعارضة.دعم أردوغان.القلق من فقدان الناخب اليميني.الجولة الأولى أو الثانية

هل ستنتهي هذه الانتخابات في الجولة الأولى أم ستذهب إلى الدور الثاني؟، حتى الأيام الخمسة عشر الماضية، كانت شركات الرأي العام المقربة من الحكومة وشركات المسح العاملة لصالح المعارضة تشير إلى الجولة الثانية، "في ذلك الوقت، كنت أصر على أن الأمر سينتهى في الجولة الأولى".ويذكر الكاتب أنه في الاستطلاع الذي أجرته شركتان جادتان، بلغت نسبة الذين قالوا "تنتهي الانتخابات من الجولة الأولى" 65%، وتراجع من قالوا "إنها ستذهب إلى الجولة الثانية" إلى أقل من 25%.ويعلق الكاتب أن الناخبين الأتراك يحبون الاستقرار وليس عدم اليقين.

مع 6 أيام و144 ساعة قبل الانتخابات، فإن السؤال الأهم هو "من سيفوز في الانتخابات الرئاسية؟"، هذا سؤال مهم لدرجة أن المجلات البريطانية والصحافة الأمريكية تدخلت فيه، وحتى مسؤولي حزب العمال الكردستاني في قنديل كانوا متحمسين.ويضيف الكاتب أن "البعض يريد أن يكسر باب سجن إمرالي ويخرج (زعيم حزب العمال عبدالله) أوجلان، والبعض يتصالح مع قرن الجمهورية، والبعض يبشر بأن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا ستنتهي.حتى أعضاء منظمة فتح الله جولن "الذين خانوا بلدهم وفروا إلى الخارج يعلنون أنهم اشتروا تذاكر عودتهم ليوم 15 مايو/أيار، فيما أطلق حزب العمال الكردستاني ومنظمة جولن على هذه العملية اسم (القيامة الثانية)".

نسبة أردوغان:يقول الكاتب: "في الأسبوع الماضي، كتبت أن أردوغان تجاوز نطاق 50% واقترب كيلجدار أوغلو من نطاق 45%. كنت أتوقع أن يواصلا الصعود مع دخولنا الجولة الأخيرة، وكان الأمر كما توقعت".مع اقتراب موعد الانتخابات، تنخفض أصوات محرم إينجه وسنان أوغان، بينما يزداد الدعم لأردوغان وكليجدار أوغلو.ويشارك الكاتب نتيجة متوسط الاستطلاعات التي اطلع عليها، وبحسب متوسط ​​الاستطلاعين، تجاوز أردوغان نسبة 52%، وتؤكد المشاركة الحماسية في مسيرات حزب العدالة والتنمية، وخاصة الحضور القياسي في مسيرة إسطنبول، على ذلك.

ومع ذلك، يشير الكاتب أن هناك زيادة في دعم كليجدار أوغلو، وأنه يقترب من 48%.انتخابات تركيا: حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعب الجمهوري؟يؤكد الكاتب أنه لا يمكنه نشر النسب بسبب الحظر الانتخابي، لكن معدلات التصويت للأحزاب مهمة لأنها ستحدد توزيع البرلمانيين، كما لوحظت زيادة في أصوات حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري. ومن ناحية أخرى، فإن أصوات الأحزاب التي من غير المحتمل أن تفوز تتراجع بسرعة.ويشير إلى أن ترشيح كيليجدار أوغلو للرئاسة انعكس بشكل إيجابي على أصوات حزب الشعب الجمهوري، حيث تجاوز الحزب نطاق 25%، واقترب من 30%.

من ناحية أخرى، تجاوز حزب العدالة والتنمية حد 40%، ودخل الأسبوع الماضي عند مستوى 42%.ولفت سيلفي إلى أن انسحاب المرشح "إينجه" لن يفيد كليجدار أوغلو، ولكنه يصب في مصلحة سنان أوغان.استطلاعات الرأي: لماذا تغير الاتجاه؟يدخل حزب العدالة والتنمية في واحدة من أصعب الانتخابات في حياته السياسية، ويؤكد الكاتب أنه "عندما تُفتح صناديق الاقتراع، سيتبين أن الرئيس أردوغان سيحقق أحد ألمع الانتصارات في حياته السياسية".وأوضح أن "هناك موجة من الملايين من الأصوات الصامتة، ويستعد الناخبون المحافظون والمُهدَّدون من المعارضة لإعطاء درس في صناديق الاقتراع. عندما يتم اتخاذ القرار الانتخابي، فإنه حتى الأشخاص الذين يشككون في التصويت لحزب العدالة والتنمية يندفعون إلى ساحات احتفالاته الانتخابية".

لقد رأى الرئيس أردوغان هذه الموجة، وقد قوبل بيانه: "أولئك الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى الأمة من أغلفة المجلات، لن ينجحوا"، بأكبر قدر من التصفيق في ساحات التجمع.ويرى الكاتب أن هناك شعور استياء من ارتفاع الأسعار والغلاء، وهناك صعوبات اقتصادية حقيقية ولكن لغة التهديد والخوف من التقسيم تخلق شعوراً بـ "الوطنية" خاصة مع تهديدات حزب العمال الكردستاني.ويختم بالقول إنه لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ إذا خرجت "ثورة حزب العدالة والتنمية" الجديدة من صناديق الاقتراع في 14 مايو/أيار.

 

4- تصنيع وتسليح متطور وقواعد إستراتيجية.. ما حدود التعاون العسكري بين طهران ودمشق ولمن يُوجه؟ رسول آل حائي

الجزيرة - 10/5/2023

طهران- بعد شهرين من توصل دمشق وطهران إلى اتفاق تزوّد الأخيرة بموجبه جيش النظام السوري بمنظومة الدفاع الجوي "خُرداد 15، أعلنت إيران استعدادها لبناء "مصانع وإطلاق خطوط إنتاج للمنتجات الدفاعية الإستراتيجية" في سوريا.وذكرت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، أن وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني ونظيره السوري الفريق علي عباس اتفقا على "تعزيز القاعدة الدفاعية لسوريا استعدادا لمحاربة الإرهاب"، مضيفة أن الجانب الإيراني أكد استعداده لتزويد دمشق بأحدث الأسلحة الدفاعية.وفي لقاء جمع الوزيرين على هامش اجتماع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيره السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي بدمشق، قال آشتياني إن بلاده على استعداد للتعاون مع سوريا "في بناء المصانع وإطلاق خطوط إنتاج للمنتجات الدفاعية الإستراتيجية من أجل تعزيز أمن الشعب السوري وإنشاء البنى التحتية الدفاعية متعددة الأطراف وتعزيز قاعدة الأسلحة في سوريا".

يأتي ذلك في إطار تعاون طهران ودمشق انطلاقا من "الاعتماد على القوة المحلية والداخلية باعتبارها أحد أهم مكونات السلطة في أي بلد"، وفق وكالة "إرنا" التي نقلت عن وزير الدفاع الإيراني قوله إن بلاده "حققت قوة إنتاجية في مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية والفضائية والإلكترونيات"، وإنها مستعدة للتعاون الدفاعي مع دمشق.ويرى مراقبون إيرانيون في تجديد بلادهم استعدادها لتسليح القوات السورية وتعزيز دفاعاتها الجوية "ردا وعرفانا بجميل ما قدمته دمشق لطهران إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وتشكيل جبهة أمامية في الجولان السوري بمواجهة إسرائيل".

وكان الإعلام الإيراني الرسمي قد أكد قبل نحو شهرين أن "الهجمات المتتالية من قاذفات النظام الصهيوني وفشل أنظمة الدفاع الروسية "إس-300″ (S-300) و"إس-400″ (S-400) المتمركزة بسوريا في التعامل معها، دفعت السلطات العسكرية السورية إلى شراء نظام الدفاع الجوي الإيراني (خرداد 15)".من جهته، كشف مصدر إيراني مقرب من الحرس الثوري -فضل عدم الكشف عن هويته- أن التعاون الدفاعي بين إيران وسوريا يتواصل على 3 محاور:تجهيز القواعد العسكرية الإستراتيجية لمواجهة الهجمات الإسرائيلية.تعزيز الصناعات والبنى التحتية السورية لإنتاج العتاد والتجهيزات العسكرية.تقديم خدمات الاستشارة العسكرية لإعادة بناء الجيش السوري وتدريب قواته.

تعاون إستراتيجي:وفي حديثه للجزيرة نت، كشف المصدر الإيراني عن مد طهران الجانب السوري بأسلحة وتكنولوجيا متطورة منها الصواريخ الدقيقة ومنظومات الدفاع الجوي، موضحا أنه بالرغم من عدم استقرار الدفاعات الجوية الإيرانية بالكامل على الأراضي السورية فإنها تمكنت حتى الآن من اعتراض العديد من الصواريخ الإسرائيلية التي تستهدف أهدافا في العمق السوري.وأوضح المصدر أن الاتفاقات العسكرية الإيرانية السورية دخلت بالفعل حيز التنفيذ، وأنها ستتواصل بوتيرة أسرع في حال توفير مصادرها المالية، مؤكدا أن التعاون في مجال صناعة الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة يمضي على قدم وساق منذ فترة داخل سوريا.وختم المصدر الإيراني بالقول، إن الجانبين الإيراني والسوري اتفقا على قضايا إستراتيجية ولا سيما تعزيز القوة الجوية السورية في إطار خطة تعاون شامل وطويل الأمد، وذلك على هامش زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى دمشق الأسبوع الماضي.

وفي السياق، كان القيادي السابق في الحرس الثوري العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم قد كشف -في حديث سابق للجزيرة نت- أن بلاده تعمل على تعزيز جبهة أمامية في الجولان السوري لمواجهة إسرائيل، موضحا أن موضوع إنشاء قواعد عسكرية وصاروخية إيرانية في الجولان السوري إلى جانب تشكيل قوات التدخل السريع يشكل جزءا أساسيا من المباحثات الإيرانية السورية.من ناحيته، يرى أستاذ الجغرافيا السياسية عطا تقوي أصل أن "التعاون العسكري بين طهران ودمشق موجه بالدرجة الأولى نحو إسرائيل"، موضحا أن "الرأي العام الإقليمي وجمهور المقاومة يطالب إيران بوضع حد للهجمات الإسرائيلية المتزايدة على أهداف المقاومة والسيادة السورية، باعتبار طهران حليفا إستراتيجيا لدمشق".ويقرأ تقوي -في حديث للجزيرة نت- أصل الاتفاق بين القيادة الإيرانية والسورية في إطار نقل التكنولوجيا الدفاعية إلى سوريا وذلك لقطع الطريق على تل أبيب التي تتعمد استهداف القوافل المتجهة إلى سوريا خشية أن تكون شحنات أسلحة إيرانية.وفي ضوء التوافق الإيراني السعودي على استئناف العلاقات الدبلوماسية، يعتقد الأكاديمي الإيراني أن طهران تسعى لخفض التوتر بالمنطقة وقطع الطريق على بعض الجهات التي تتهم طهران بالتدخل في الشؤون العربية انطلاقا من حضورها العسكري في سوريا، مؤكدا أن طهران تسعى حثيثا لتعزيز قدرات سوريا لكي تكون دمشق قادرة على ردع الهجمات الإسرائيلية فضلا عن تأسيس جبهة أمامية بمحاذاة الحدود الإسرائيلية.

وخلص تقوي أصل إلى أنه لا نجاح لمشروع نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى سوريا ومساهمة طهران في تجهيز القواعد العسكرية داخل سوريا إلا بتفاهم إقليمي، ولا سيما التفاهم بين طهران وموسكو من جهة ودمشق وموسكو من جهة أخرى.

المصدر: الجزيرة

 

5- هل بدأ احتلال امريكا للسودان؟

ملاحظة جريدة البعث: بدأت ملامح الخطة الحقيقية لغزو السودان من قبل امريكا ودول اخرى وقد اخترنا التقرير التالي فقط لانه يكفي لتأكيد وجود خطة للسيطرة العسكرية الامريكية على السودان:

مراقبة وقف اطلاق النار ام احتلال تدريجي للسودان؟

حديث أميركي عن آلية لمراقبة تنفيذ إعلان جدة بشأن السودان

واشنطن- سكاي نيوز عربية في 11-5-2023:قال مصدر حكومي أميركي مسؤول لـ "سكاي نيوز عربية"، إن واشنطن تدرس مع الحلفاء في المنطقة الآن، آلية لإنشاء قيادة مراقبة عسكرية وسياسية مشتركة لتأمين سلامة تنفيذ "إعلان جدة".وأضاف المسؤول، أن الولايات المتحدة قد توفر دعما لوجستيا واستخباراتيا ومراقبين عبر وزارة الخارجية الأميركية.وتابع أن القيادة ستكون برئاسة السعودية، وستضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، بالإضافة إلى ممثلين عن رئاسات أركان دول أخرى منها إفريقية وعربية.وأوضح أن التجهيزات اللوجستية وتطبيقها على الأرض ستظهر تباعا من خلال بدء عمليات المراقبة الأسبوع المقبل وبالتنسيق مع طرفي النزاع، اللذين سيكون بينهما قنوات اتصال وخفض التوتر على مدار الساعة لمعالجة الخروقات وتفادي أي تصادم عسكري غير مقصود، على حد قوله.وردا على سؤال عما إذا سيتم تسيير طائرات استطلاع أو رصد جوي أميركي، قال المسؤول إن الأمر في يد القيادة بالسعودية.وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قد وقعا على اتفاق أولي في جدة السعودية.

ووفق المصادر، فقد أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الالتزام بتسيير العمل الإنساني وتلبية احتياجات المدنيين.وتضمن الإعلان، تأكيد الجيش وقوات الدعم السريع الالتزام بضمان حماية المدنيين، وتوفير مرور آمن لهم من مناطق الأعمال العدائية.

وفيما يلي أبرز بنود الإعلان الموقع في جدة:

يؤكد الجيش وقوات الدعم السريع ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني.الالتزام بسيادة السودان، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.،مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية.حماية كافة المرافق الخاصة والعامة في السودان، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية.اعتماد إجراءات بسيطة لجميع الترتيبات المتعلقة بعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان.الالتزام بالإعلان لن يؤثر على الوضع القانوني أو الأمني أو السياسي للأطراف الموقعة عليه.وعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات على مدار أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة.

وهدفت المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى هدنة حقيقية، والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها، بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال، الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم.

 

6- مواصلة خطة التجهيل بتدمير التعليم في العراق

*التعليم العالي الى الحضيض هل سمعتم مؤسسات دينية تستحدث عشرات الجامعات الخاصة لغرض تبييض أموال السرقات؟؟؟* افتتاح كليات وجامعات اهلية بكل محافظة وبكل منطقة وان شاء الله بجهودهم المباركة من قبل الصافي وعبد المهدي الكربلائي راح تصير الكليات بالشوارع،جامعة الكفيل(قسم طب عام وقسم اسنان وصيدلة)،جامعة العميد(طب عام واسنان وصيدلة)،جامعة وارث الانبياء (طب عام واسنان وصيدلة)، جامعة الزهراء للبنات(نفس الاقسام)،كلية الطف الجامعة (اسنان وصيدلة)،كلية الحسين الجامعة(اسنان وصيدلة والطب في طور الافتتاح)،جامعة الحسين الطبية (طب وطب اسنان وصيدلة) البصرة طور الإنشاء جامعة السبطين كربلاء (طب عام فقط)، كلية الحمزة الجامعة (طب عام وطب اسنان وصيدلة) طور الانشاء،جامعة عابس للتخصصات الطبية (طور الإنشاء)!

والقائمة تطول من الجامعات الاهلية التابعة للعتبات،مميزات إنشاء جامعة للعتبات

الارض مجانية يتم اختيار قطعة تابعة للدولة وتعطى مجانا بصيغة استثمار،يتم صرف قرض لإنشاء الجامعة من قبل البنك المركزي،جميع العمال هم موظفين يتم دفع الرواتب لهم من قبل ديوان الوقف الشيعي،جميع الموظفين العاملين من اداريين وتقنين وصيانة هم موظفين تابعين للدولة ويتم صرف الرواتب لهم ضمن منحة تقدم من الوقف الشيعي،الأساتذة التدريسين يتم صرف لهم رواتب من قبل دائرة التعليم العالي في العتبات ويتم دعمها بأموال من قبل الوقف الشيعي ضمن منحة العتبات والبالغة 1% من ميزانية الدولة العراقية،يتم استحصال الأموال من الطلاب سنويا 10 او 12 مليون من كل طالب والأموال تذهب لجهات مجهولة ولا يجوز السؤال عنها! ممنوع للرقابة المالية او هيئة النزاهة او اي جهة حكومية تجري تحقيق بخصوص تلك المليارات التي تأتي عبارة عن ايرادات، هكذا تتواصل خطوات خطة تدمير التعليم في العراق وتصبح الجامعات مراكز نشر الامية والخرافة، فتخرج الالاف ولكنهم اعجز من ان يمتلكوا علما حقيقيا او خبرة، فهل عرفتم الان من يقف وراء التجهيل المبرمج في العراق؟

 

7- لماذا نرى هذا الكم الهائل من القاذورات في عراقنا؟ يسٓ الكليدار الحسيني الهاشمي،

حتى بدت كطوفان من قطعان الخونة والمرتزقة وعبيد المحتل الايراني والامريكي ومرجعياتهم بعد عام 2003 م؟! تحليل ودراسة وتفسير منطقي مثبت بادلة وثائق وزارة المستعمرات البريطانيا والادلة التاريخية والبحوث،يجيب على سؤال مهم لكل عراقي: لماذا تغلغل الاحتلال الايراني الامريكي الصهيوني وتربع على حكم العراق؟! ولماذا نرى هذا الركوع والولاء المطلق من قبل مئات الالاف من قطعان العبيد للمرجعيات الايرانية وللاحتلال الايراني؟! وشاركوا الاحتلال في تدمير عراقنا وقتل شعبنا ونهب ثرواتنا؟!

- التغيير الديمغرافي في العراق ابتدأ رسمياً عام 1900م على يد وزارة المستعمرات البريطانية،التي عمدت الى استجلاب وتوطين عشرات الالاف من الهنود والايرانيين في محافظات كربلاء والنجف والبصرة وميسان.

- ثبت دعائم ومعالم خطوات التغيير الديمغرافي المقبور عبد الكريم قاسم عميل السفارة البريطانية "بشهادة السفير البريطاني في بغداد آنذاك"،عندما استجلب المقبور عبد الكريم قاسم مئات الالف من ابناء الذين جلبتهم بريطانيا ووطنتهم في محافظات جنوب العراق، واسكنهم المقبور العاصمة بغداد ومدن حزام بغداد!

- اكمل افراخ وصبيان خامنئي والاحتلال الامريكي البريطاني بعد عام 2003م خطة التغيير الديمغرافي في العراق،حيث اجتاحوا مدن وسط وغرب العراق، وشنوا حملات ابادة وقتل وتهجير حواضن سكان الهلال الخصيب الاصليين!

- المخطط يقضي باكمال التغيير الديمغرافي لكامل حوض الهلال الخصيب وصولا الى المدن السورية، تطبيقاً لمخطط تلمودي توراتي،

- تم وضع معالم هذا التغيير خلال 20 عام من النكبة تحت مسمى "طريق السبايا" ليمتد الى البحر المتوسط! وثائق وزارة المستعمرات البريطانية تثبت وتشير الى انهم اكملوا ما يلي::

- توطين الفرس والهنود بعد اقتلاع العرب، واصبح تعداد الفرس والهنود في مدينة كربلاء يتجاوز 50 الف ايراني و 30 الف هندي بشهادة الوثائق!

- اصبح عدد الفرس والهنود في مدينة النجف يتجاوز 30 الف!

- وثيقة القنصل البريطاني العام في العراق " الجنرال لورمير" عام 1913م يوكد فيها:

بانه اكمل اقتلاع كل العرب من كامل المراكز الدينية والعلمية والادارية في مدينتي النجف وكربلاء،وقام بتعيين وتثبيت الايرانيين والهنود مكانهم!

- وثيقة وزارة المستعمرات البريطانية عام 1925م تؤكد بان كامل شرطة مدينة النجف وكربلاء باتوا من الفرس والهنود وانهم رعايا بريطانيا و وزارة المستعمرات البريطانية،احصائيات محايدة قبل اجراء التغيير الديمغرافي على يد وزارة المستعمرات البريطانية:

- الفرنسي (فيتال كونيه) أوردَ احصاءً سكانيا في كربلاء عام 1890م (101200) نسمة، توزعت ما بين 70 الف من العرب الشيعة و (28000) نسمة للعرب السنة، و(800) نسمة لليهود، وبقية من اقليات اخرى اغلبها عثمانية.

- مركز كربلاء للدراسات والبحوث يثبت ماجرى من تغيير ديمغرافي خلال 20 عام بعد الدراسة السابقة للفرنسي فيتال عام 1890م ويذكر بالنص ما يلي:يبلغ عدد سكان كربلاء عام 1911م 105000 نسمة،منها 25 الفاً من العثمانيين و60 الفاً من الإيرانيين وبعض الأجانب المختلفي العناصر و 20 الفاً من الزوار الغرباء الوافدين اليها!يعني لا يوجد عربي عراقي واحد!!!

- من ذلك نؤشر لكل احرار الوطن،الى ان استرداد العراق يجب ان يكون متبوع بتطهير شامل وكامل وعميق،لإقتلاع كل ابناء ونطف الاحتلال منذ 1900م وحتى يومنا،ويكون ابتدءا من تطهير مواخير الفساد والقذارة سراديب المرجعيات الايرانية الهندية الاشكنازية البريطانية،التي تربعت على حكم العراق لتطهير عراقنا والى الابد من هذه القاذورات،لكي لا يكون لاي عدو موطئ قدم على ارض عراقنا.

 

8- من مفاخر امتنا العربية: الشهيدة البطلة الجزائرية علجية فوغالي

2706 ﻫ ﺭﻗ ﺍﻟﺴﺠﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺋﺮﻳﺔﺍﻟﺸﻬﻴﺓ ﻋﻠﺠﻴﺔ ﻓﻏﺎﻟﻲ التي واجهت قرار الإعدام بهذه الابتسامة ﺍﻟﺸﻬﻴﺓ ﻋﻠﺠﻴﺔ ﻓﻏﺎﻟﻲ التي تم ﺍﻟﺤﻜ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺎﻹﻋﺍﻡ ﻨﺔ 1957 بعد ان قضت هذه البطلة بقنبلة يدوية علي 13 ﻓﺮﻧﺴﻲ..

كانت علجية تعمل كعاملة نظافة بالمقهى وتم اتهامها بوضع قنبلة في مقهى يرتاده الفرنسيون والتي أسفرت عن هلاك 13 مستوطن فرنسي باقبو بولاية بجاية شمال الجزائر.وخلال التحقيق معها تعرضت للتعذيب دون مراعاة لكبر سنها كما اعتقل ابنها الحسين الذي كان معاقاً وبريئاً من العملية لكن تم اعتقاله كعقاب لها وحكم عليهما بالإعدام عام 1957، ونفذ فيهما الإعدام بقطع الرأس بالمقصلة.ولا يزال رأس علجية حتى يومنا هذا في متحف الإنسان في باريس بجوار رأس سليمان الحلبي رحمهما الله.

تقبلهما الله من الشهداء

المصدر:جريدة ذاكرة الشعب

 

علوم وتكنولوجيا

1- خبير تغذية شهير ينصح بأطعمة تقاوم الشيخوخة.. فما هي؟

العربية.نت - جمال نازي نشر في: 03 مايو ,2023

يعد الحفاظ على نمط حياة صحي مطلبا مهما للتمتع بالحيوية والشباب، لكن يوجد بعض الأطعمة التي يمكن أن تساعد بشكل كبير في إبطاء عملية الشيخوخة، وفقا لما نشرته "ذا ميرور" البريطانية.

في هذا الشأن، قال خبير النظم الغذائية مايكل موسلي إن مفتاح عيش حياة طويلة وسعيدة هو من خلال حماية صحة الأمعاء.

طبيب ومذيع وممثل

كما أوضح دكتور موسلي، وهو خبير تغذية لإنقاص الوزن ومذيع وممثل اشتهر منذ فترة طويلة بنصائحه حول النظم الغذائية، أن إضافة أطعمة معينة إلى النظام الغذائي يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في إبطاء عملية الشيخوخة.

وتأتي النصيحة بعد أن أنهى دكتور موسلي تصوير مسلسل وثائقي يستكشف عملية الشيخوخة وكيف يلعب الطعام دورا حيويا، وفقًا لتقرير نشرته "كوفنتري تلغراف".

نتيجة مفاجئة

وخلال أسفاره الكثيرة والمتنوعة الوجهات، توصل دكتور موسلي إلى نتيجة مفاجئة مفادها أن الجينات تلعب دورا صغيرا نسبيا في كيفية التقدم في العمر، مؤكدا أن أسلوب الحياة الصحي أكثر أهمية بكثير من الجينات الوراثية.

وأشار دكتور موسلي إلى أن تناول الميكروبيوم من أجل صحة الأمعاء جزء لا يتجزأ من الشيخوخة الجيدة والبقاء على قيد الحياة بعد مرحلة منتصف العمر.

النحافة

كذلك، كتب دكتور موسلي في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قائلًا: "نحن نعلم أن ما تأكله وكميته يلعبان أدوارا رئيسية فيما إذا كنت ستبقى بصحة جيدة أم لا - ولكن ما يبدو أنه مهم بنفس القدر هو تأثير هذا الطعام على ميكروبيوم الأمعاء، وهو عبارة عن مزيج من البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في أمعاء الإنسان".

وقال دكتور موسلي إن الباحثين اكتشفوا أن المعمرين الأصحاء (الأقل معاناًة من الأمراض المرتبطة بالعمر) لديهم مزيج متنوع جدًا من الميكروبيوم في أحشائهم، مع مستويات عالية بشكل خاص من نوع من البكتيريا يسمى Bacteroidetes، والذي تم ربطه سابقا بالنحافة، وهو موجود بكميات أقل بكثير في أحشاء الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.

فاكهة وخضروات مختلفة الألوان

لا يقتصر دور الميكروبيوم الصحي على تعزيز نظام المناعة بشكل كبير فحسب، بل ثبت أيضًا أنه يقلل الالتهاب المرتبط بالعديد من أنواع السرطان وأمراض القلب.

ولتعزيز الميكروبيوم في الأمعاء ينصح دكتور موسلي بتناول أطعمة "مقاومة الشيخوخة"، موضحًا أن إدخال نظام غذائي نباتي غني بالألياف، مع التأكد من تناول الكثير من "الفاكهة والخضروات ذات الألوان المختلفة".

 

2- الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يترك غوغل.. انتبهوا إنه خطر!

دبي - العربية.نت في: 02 مايو ,2023

"ساهمتُ بتطوير تكنولوجيا باتت خطرة على العالم.. ولهذا حيّدت نفسي عن العمل في عملاقها"، بهذه الكلمات فقط برر جيفري هينتون، الملقب بـ"الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، قراره بترك العمل في شركة غوغل بعد سنوات من نجاج الشراكة بينهما.

وشكل هذا الإعلان مفاجأة في عالم التكنولوجيا، خصوصا أن عمل هينتون على الشبكات العصبية، كان أساسا في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تشغيل العديد من المنتجات التقنية المعاصرة.

رغم ذلك، أعلن الرجل أنه ترك عمله في "غوغل" الأسبوع الماضي، من أجل التحدث علنا عن "مخاطر" التكنولوجيا التي ساهم في تطويرها.

فقد ساهم هينتون من خلال عمله بدوام جزئي في عملاقة التكنولوجيا لمدة عقد من الزمان، في جهود تطوير الذكاء الاصطناعي لغوغل، إلا أنه منذ ذلك الحين، باتت لديه مخاوف بشأن هذه التكنولوجيا ودوره في تطويرها، وفقا لـصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

حقق اختراقات

وقال: "أعزّي نفسي بالعذر المعروف: لو لم أفعل ذلك، لكان شخص آخر قام بالأمر"، مرجعاً قرار رحيله إلى رغبته في التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، وليس من أجل انتقاد الشركة، وفقما ذكر في تغريدة يوم الاثنين.

بدوره، علّق كبير العلماء في الشركة جيف دين، على قرار هينتون قائلا: "لقد حقق اختراقات رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي"، معربا عن تقديره لـ"عقد من المساهمات في غوغل".

كما أعلن التزامه بنهج مسؤول تجاه الذكاء الاصطناعي، قائلا: "نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة بالتوازي مع الابتكار بجرأة".

ليس الوحيد.. مواقف أخرى

يشار إلى أن قرار هينتون جاء برغبته في كشف مخاوفه، بشأن الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي أثار فيه عدد متزايد من المشرعين ومجموعات تحذيرات حول إمكانية قيام مجموعة جديدة من روبوتات الدردشة بنشر معلومات مزيفة والقضاء على عدد كبير من الوظائف.

واشنطن تتحرك

إلى ذلك، لا يعد هينتون أول موظف في غوغل ينبه لمخاطر الذكاء الاصطناعي، ففي يوليو/تموز الماضي، فصلت الشركة مهندسا ادعى أن نظاما للذكاء لم يتم الكشف عنه أصبح واعيا.

بينما رفض كثيرون في هذا المجال التقني بشدة تأكيد ما قاله المهندس.

 

3- كيفية تحسين ذاكرتك.. أغرب الطرق المثبتة علميا!

كشف أكاديميون من جامعة كامبريدج أنهم يبحثون عن أشخاص يمتلكون "ذاكرة خارقة".ويوجد لدى هؤلاء الأشخاص ذكريات استثنائية، ويريد الباحثون إشراكهم في دراسة يمكن أن تكشف لماذا يكون البعض أفضل في التذكر من الآخرين.ولكن قد لا يرجع الأمر إلى القدرة الطبيعية عند الولادة فقط، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي ثبت علميا أنها تساعد في تحسين ذاكرتك.وهناك بعض الطرق الأقل تقليدية، بما في ذلك تناول الشوكولاتة والمشي للخلف وقضاء الوقت في ضوء الشمس.

ويلقي MailOnline نظرة على أغرب التقنيات التي اكتشفها العلماء والتي يمكن أن تحولك إلى شخص يمتلك "ذاكرة خارقة".

الشوكولاتة الداكنة

اتضح أن مركبا في الكاكاو يمكن أن يساعد في تعزيز ذاكرتك.وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن مركبات الفلافانول - وهي مواد كيميائية نباتية وفيرة في حبوب الكاكاو حسنت الأداء في قائمة مهمة التعلم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما.

وتنتمي إلى مجموعة من المركبات تسمى البوليفينول، والتي توجد أيضا بكثرة في الشاي وزيت الزيتون والبصل والكراث والبروكلي والتوت.وتشير الدراسات إلى أن مركبات الفلافانول هي مكونات غذائية نشطة بيولوجيا تحمي من الشيخوخة الإدراكية وتعزز الأداء المعرفي وتعزز تدفق الدم إلى الدماغ.وقام الباحثون بتجنيد أشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما، تم إعطاؤهم مكملات تحتوي على مستويات مختلفة من فلافانول الكاكاو لتناولها يوميا لمدة 12 أسبوعا.

وفي بداية الدراسة ونهايتها، أجرى المشاركون سلسلة من الاختبارات المعرفية لتقييم تفكيرهم وذاكرتهم، وتم فحص مجموعة فرعية من المشاركين بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لقياس تدفق الدم في الدماغ.ووجد الفريق أن النظام الغذائي المكمّل بفلافانول الكاكاو يبدو أنه يحسن الأداء فقط في مهمة الذاكرة الخاصة بتعلم قائمة.وتشير النتائج إلى أن الكاكاو يساعد كبار السن على تذكر المعلومات في ذاكرتهم قصيرة المدى، ولكن بشكل أقل لتحديد أوجه التشابه البصري بين الأشياء والأنماط بسرعة.

ضوء الشمس

أظهرت الأبحاث أن قضاء المزيد من الوقت في ضوء الشمس يمكن أن يساعد في تعزيز ذاكرتك القصيرة المدى.وفي عام 2021، نظر الخبراء في جامعة برادفورد في كيفية أداء الفئران في اختبارات الذاكرة عند تعرضها لفترات طويلة وقصيرة من التعرض للضوء.

ووجدوا صلة "مهمة" بين ضعف الذاكرة وقصر طول النهار، على غرار ما يختبره البشر خلال فصل الشتاء.ويقول الفريق إنه من الممكن أن تكون النتائج قابلة للتطبيق على البشر، ما يشير إلى أننا أكثر عرضة للنسيان خلال فصول الشتاء الطويلة.وفي الثدييات، هناك تفسير طبيعي لفقدان الذاكرة القصيرة المدى خلال فترات النهار القصيرة، وفقا للخبراء.

وقالت معدة الدراسة الدكتورة جيزيلا هيلفر: "في الصيف، تميل الحيوانات الموسمية إلى زيادة الوزن، ما يساعد في أشياء مثل التكاثر والاستعداد لفصل الشتاء. ولكن خلال الشتاء، عندما يكون هناك القليل من الموارد مثل الطعام وكذلك القليل من الضوء، يقوم الجسم بإغلاق جميع أنواع الوظائف".على سبيل المثال، العمليات المعرفية - خاصة التعلم والذاكرة - يمكن أن تكون كثيفة الاستخدام للطاقة.

ممارسة الجنس

أظهرت الأبحاث أن ممارسة الجنس يمكن أن تعزز ذاكرتك الطويلة المدى.ووجدت دراسة أجريت عام 2014 من جامعة ميريلاند أن الفئران في منتصف العمر تصنع المزيد من خلايا الدماغ الجديدة، أو الخلايا العصبية، بعد التزاوج.وكانت هذه الخلايا العصبية موجودة في الحُصين، حيث تُصنع الذكريات الطويلة المدى.ويُعتقد أن هذا التحفيز لتكوين الخلايا العصبية لدى البالغين - أو تطور الخلايا العصبية - يعيد الوظيفة الإدراكية.ومع ذلك، وجد العلماء أنه بعد توقف النشاط الجنسي، فقد التحسن في قوة الدماغ.وتم دعم هذه النتائج من خلال دراسة منفصلة من جامعة ماكجيل في مونتريال، كندا في عام 2016.

وقام الباحثون بتجنيد 78 شابة تتراوح أعمارهن بين 18 و29 عاما، حيث استجوبوهن عن حياتهن الجنسية وطلبوا منهن إجراء سلسلة من اختبارات الذاكرة.وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي مارسن الجنس الأكثر تكرارا سجلن أعلى الدرجات، لذلك كان لديهن أفضل الذكريات.وقال الباحثون إن التأثير كان أكثر وضوحا عندما يتعلق الأمر بتذكر الكلمات بدلا من الوجوه.وربما كان هذا لأن استدعاء الكلمات يتم التعامل معه إلى حد كبير بواسطة الحُصين، بينما تتحكم مناطق الدماغ الأخرى في ذاكرة الوجه.وفي عام 2016، وجد خبراء في جامعة كوفنتري أن الرجال والنساء في الخمسينات والستينات والسبعينات ممن عاشوا حياة عاطفية نشطة كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.

وأظهرت الدراسة التي أجريت على ما يقرب من 7000 من كبار السن أن النساء اللائي مارسن الجنس بانتظام سجلن علامات أعلى بنسبة 14% في تحديات الكلمات، بينما سجل الرجال الأكثر نشاطا جنسيا 23% أكثر من منافسيهم.

السير للخلف

وجدت دراسة غريبة من عام 2018 أن الأشخاص الذين يمشون للخلف يكون أداؤهم أفضل في اختبار الذاكرة من أولئك الذين يقفون ساكنين أو يمشون إلى الأمام.وطلب باحثون من جامعة روهامبتون من 114 متطوعا مشاهدة مقطع فيديو ثم الإجابة على استبيان حول ما يمكنهم تذكره.وبعد مشاهدة الفيديو، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات - طُلب من أحدهم المشي للأمام أو للخلف لمسافة 30 قدما (10 أمتار) بينما وقفت مجموعة التحكم في مكان واحد.وتبين أن المجموعة التي تسير إلى الوراء حصلت على إجابتين على الاستبيان صحيحين في المتوسط مقارنة بمن يمشي إلى الأمام ومن يقف ساكنا.واعتبر الفريق أن هذا مؤشر على أن الارتباط بين مفهومي "الزمان" و"المكان" ضروري للطريقة التي تشكل بها عقولنا الذكريات.ولا يزال من غير الواضح لماذا يجب أن تعمل الحركة، الحقيقية أو المتخيلة، على تحسين وصولنا إلى الذكريات.

الكرفس

وجد العلماء أنه يحتوي على مركب معزز للذاكرة.ودرس فريق من جامعة إلينوي آثار مادة اللوتولين، الموجودة أيضا في الفلفل، على أدمغة وسلوك الفئران في عام 2010.وقاموا بإطعامها نظاما غذائيا مضبوطا أو نظاما غذائيا مكملا باللوتولين لمدة أربعة أسابيع، ثم قاموا بتعيين مهام التعلم والذاكرة.ووجد أن الفئران الأكبر سنا التي تتبع نظاما غذائيا مكملا باللوتولين كان أداءها أفضل من أقرانها.وعادة ما يكون لدى الفئران الأكبر سنا مستويات أعلى من التهاب الدماغ وأداء أقل في اختبارات الذاكرة من الفئران البالغة الأصغر سنا.ولكن بعد تناول مادة اللوتولين أثناء التجربة، كانت مستويات التهاب الدماغ لديها مطابقة لتلك الموجودة في الفئران البالغة الأصغر سنا.

وقال البروفيسور رودني جونسون، الذي قاد البحث: "تشير البيانات إلى أن اتباع نظام غذائي صحي لديه القدرة على تقليل الالتهابات المرتبطة بالعمر في الدماغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى صحة معرفية أفضل".

موزارت

وُجد أن للموسيقى الكلاسيكية فوائد صحية عديدة، بما في ذلك خفض ضغط الدم والمساعدة في مكافحة العدوى.لكن الدراسات أظهرت أن أعمال موزارت على وجه التحديد لها تأثير فريد على الدماغ والذاكرة.واستخدم باحثون من جامعة سابينزا في روما آلات EEG لتسجيل النشاط الكهربائي لأدمغة المشاركين.وتم تسجيل التسجيلات قبل وبعد الاستماع إلى "L'allegro con Spirito" من موزارت، وقبل وبعد الاستماع إلى "Fur Elise" لبيتهوفن.ووجدوا أنه بعد الاستماع إلى موزارت، أظهر المشاركون زيادة في نشاط موجات الدماغ المرتبطة بالذاكرة والفهم وحل المشكلات.ومع ذلك، لم يتم العثور على مثل هذه الزيادات بعد أن استمعت المجموعة إلى بيتهوفن، ما يشير إلى وجود شيء محدد حول تأثير موسيقى موزارت على أذهاننا.

واقترح الباحثون أن الترتيب العقلاني والمنظم للغاية لـL'allegro con Spirito قد "يعكس تنظيم القشرة الدماغية'' (الجزء من الدماغ المسؤول عن الوظائف العقلية عالية المستوى).وحققت دراسة أخرى من جامعة أنجليا روسكين نتيجة مماثلة بعد أن استمع المشاركون إلى الموسيقي.

المصدر: ديلي ميل

 

4- هكذا تشوه "أوهام الذاكرة قصيرة المدى" الذكريات البشرية

العربية.نت - جمال نازي 10 مايو ,2023:

توصلت دراسة جديدة إلى أن البشر يمكن أن يكونوا ذكريات خاطئة عن الأحداث بعد ثوانٍ من وقوعها. تثبت الظاهرة، التي أطلق عليها الباحثون اسم "أوهام الذاكرة قصيرة المدى"، مدى سهولة وسرعة إعادة تخيل البشر للتجارب لتناسب تصوراتهم المسبقة، بدلاً من تسجيل ما يحدث بدقة، بحسب ما نشره موقع Live Science نقلًا عن دورية PLOS One.

عدم دقة الذاكرة قصيرة المدى

وكتب الباحثون، من جامعتي أمستردام الهولندية وساسكس البريطانية، في الدراسة: "يبدو أن الذاكرة قصيرة المدى لا تقدم دائمًا تمثيلًا دقيقًا لما تم إدراكه للتو. وإنما تتشكل الذاكرة من خلال ما توقعنا رؤيته، مباشرة من تشكيل أول أثر للذاكرة."

لاختبار دقة الذكريات قصيرة المدى، استعان الباحثون بـ 534 متطوعًا للمشاركة في سلسلة من أربع تجارب، كل منها مصمم حول حفظ سلسلة من الحروف الأبجدية اللاتينية.

نموذج للاجتبارات التي تم عرضها على المشاركين في الدراسة

اختبار مدى الثقة

في كل جولة، عُرض على المشاركين مجموعة من الرسائل مرتبة في دائرة. ثم تختفي الأحرف ويظهر مربع في موضع معين في الدائرة، للإشارة إلى الحرف الذي يجب أن يتذكروه. كان على المشاركين أن يتذكروا كلا من هوية الرسالة والاتجاه الذي كانت تتجه إليه، حيث تم عكس وجهة البعض منها إلى اتجاه مختلف.

في بعض الأحيان، عُرض على المشاركين مجموعة ثانية من الرسائل غير ذات صلة قبل اختبار ذاكرتهم. بعد إعطاء الإجابة، طُلب منهم بعد ذلك تسجيل مدى ثقتهم، من منخفضة جدًا إلى عالية جدًا، التي خمنوها بشكل صحيح.

معدلات خطأ بنسبة 37%

عندما طُلب من المشاركين تذكر ما رأوه بعد نصف ثانية فقط، كان هناك أخطاء في أقل من 20٪ من الوقت، وارتفع معدل الخطأ إلى 30٪ عند سؤالهم بعد ثلاث ثوانٍ. عندما طُلب من المشاركين أن يتذكروا ما إذا كانت رسالة ما متجهة للأمام أو للخلف، فإن المشاركين الذين استجابوا بثقة عالية قلبوا الرسالة إلى وضعها المعتاد بنسبة 37٪ من الوقت، على الرغم من أنه تم تحذيرهم صراحةً من أن الأحرف المنعكسة ستظهر في الاختبارات ويجب عليهم تذكر ذلك، حتى لا يتم الإبلاغ عنها عن طريق الخطأ على أنها حقيقية.

أخطاء شائعة بثقة عالية

بعدئذ كرر الباحثون الاختبارات عبر ثلاث تجارب مماثلة مع مجموعة من 348 شخصًا غير مدرجين في التحليل الأصلي، والذين أظهروا نفس الميل لقلب الأحرف المعكوسة ذهنيًا. في جميع التجارب، كان هذا السلوك العقلي والميل إلى قلب الأحرف هو الخطأ الأكثر شيوعًا في الثقة العالية، مما يدل على أن دماغ الإنسان تسجل التجربة بناءً على مفاهيم محددة مسبقًا، وهي التي تمكنه من إنشاء تنبؤات أفضل حول العالم، مع تقليم الخصائص المميزة التي لا تتناسب مع تلك المفاهيم المسبقة.

أوهام الذاكرة

وكتب الباحثون في الدراسة قائلين "يبدو أن أوهام الذاكرة ناتجة عن معرفة العالم وليس التشابه البصري. وتُظهر النتائج أن المعرفة العالمية يمكن أن تشكل الذاكرة حتى عندما تكون الذكريات قد تشكلت للتو."

تتمثل الخطوات التالية للباحثين في تصميم تجارب يمكن أن تُظهر تعديلات مماثلة للذاكرة قصيرة المدى في إعدادات العالم الحقيقي، وكذلك لأنواع أخرى من الذاكرة إلى جانب تلك المتعلقة بالمنبهات المرئية والمتعلقة باللغة.

شبكة البصرة

الثلاثاء 26 شوال 1444 / 16 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط