بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

امة عربية واحدة    ذات رسالة خالدة                   وحدة حرية اشتراكية

شبكة البصرة

العدد الثامن عشر

27 آيار 2023

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

الايميل: babiliraqi99@gmail.com

الفهرس

الافتتاحية: وحدة الحزب فوق اي مطلب وقبل اي خطوة

من تراث الحزب: كلمة القائد المؤسس ميشيل عفلق حول اصالة البعث

مقالات

1- اللغة العربية لا تقصي الا من أقصاها. محمد الكوري العربي – موريتانيا

2- انتبه يابرهان! حسن اسماعيل - السودان

3- من المسؤول عن كارثة السودان 3؟ صلاح المختار

4- سيناريوهات الجولة الثانية من الانتخابات التركية دكتور غادة عبدالعزيز

5- فلسفة اللامساواة وبوتين سمير سعفان

6- اليسار العربي رؤية نقدية دكتور ضرغام الدباغ - العراق

 

تقارير واخبار

1- ما هي اهمية باخموس في الحرب الاوكرانية؟

2- افغانستان تبني مشروع قناة خوشتيه

3- ماذا في مقر الحرس الثوري الايراني في الانبار؟

4- مدفيدف: كلما زودت اوكرانيا بسلاح مدمر زادت احتمالية نهاية العالم

5- الرئيس اليمني الجنوبي الاسبق يحذر مما يجري في جنوب اليمن

6- بيان جماعة نداء السلام في اليمن

7- بايدن سيتدخل لكسر الجمود في مفاوضات الدين العام

8- كتائب حزب الله هي الراعي لتحالف الانبار

9- القائد ابراهيم العطار من مفاخر العرب في الاندلس

10- احذروا امارجي الخط الايراني الجديد في العراق

11- اوامر الفوضى و: من امر بحل الجيس العراقي واجتث البعث؟

12- ملاحظات حول القمة العربية

13- العالم يترقب ملامح نظام عالمي متعدد الاقطاب

 

قصة عالمية

لص يوم السبت غابربيل غارسيا ماركيز

كاريكتير عن عمالة اتباع ايران

 

الافتتاحية: وحدة الحزب فوق اي مطلب وقبل اي خطوة

يزداد الحديث عن وحدة الحزب قوة وانتشارا ويزداد ضغط الرفاق من اجلها وهذا التطور المهم والايجابي والذي كنا ننتظره منذ اكثر من عام بصدر منفتح يلزمنا تسليط الاضواء عليه الان:

اولا: ان وحدة الحزب ليست هبة من احد وانما هي احد اهم مداميك الايمان بالحزب وقدرته على تحقيق أهدافه، وهنا تكمن صيرورتها حتمية من حتميات الانتماء للحزب وحتى حينما يضطر مناضلون من مختلف المستويات للاعتراض بجدية على قرارات تصدر من قيادة الحزب تخالف النظام الداخلي، ويصل الى حد رفض تنفيذ قرارات غير شرعية تبقى وحدة الحزب هي المحرك الاهم لهؤلاء، لأن اصل رفضهم تنفيذ القرارات هو لا شرعيتها التي تتحول تلقائيا الى لغم يهدد بشرذمة الحزب،وهو ما يجري لنا منذ رحيل الرفيق الامين العام رحمه الله، ومن اجلثبيت الشرعيه تم الاعتراض، ولذلك فان هؤلاء الرفاق لا ينطبق عليه وصف منشق، خصوصا وانهم يبقون جاهزين لإعادة اللحمة الحزبية في أي لحظة وبدون تعقيدات وهذا ما يميزهم عن المنشق الذي يريد شرذمة الحزب ويصر على منع اي حل لازمته.

ثانيا:: لا قيمة لاي ادعاء بالوحدة او الحرص على اللحمة الحزبية اذا لم يقترن اصلا باتخاذ مواقف عملية تثبت ذلك وتؤدي الى انهاء حالة الخلاف العميق، فالدعوة للوحدة عندما تقترن بوضع شروط فيها استفزاز تصبح تلقائيا عملية تمويه ومماطلة وتهرب من الوحدة.

ثالثا: لان وحدة الحزب ليست هبّة عاطفيه ولا شعارا للاستهلاك الشخصي او الكتلي فان الحل الصحيح هو الذي لا يحتاج لوقت اكثر من ربع ساعه لإلغاء القرارات الخاطئة او تنفيذ قرار الغائها الذي صدر ولم ينفذ.وكل اطالة للوقت تزيد الشكوك بين الرفاق بدل ازالتها جذريا.

رابعا: ان تحميل كل الاطراف مسؤولية الازمة موقف منحاز لصالح من تسبب في الازمة، وبقدر تعلق الامر بقيادة قطر العراق المنتخبة فأنها لم ترتكب اي خطأ ولم تعارض اي حل يضمن اعادة اللحمة الحزبية والادلة والشهود احياء لذلك فمن غير الصحيح اتهام الجميع بالتسبب بالأزمة.

ايها الرفاق: في هذه اللحظة التاريخية نؤكد لرفاقنا جميعا بأننا جاهزون لتحقيق وحدة الحزب خلال ربع ساعه بعد ان اثبتنا بالموقف العملي طوال سنتين واربعه شهور من خلال الصبر الطويل ما يكفي تمسكنا التام بتوحيد الحزب، والفرصة متاحة لأثبات حسن النوايا.

هيئة تحرير جريدة البعث

 

من تراث الحزب: كلمة القائد المؤسس الرفيق ميشيل عفلق حول اصالة البعث

ميشيل عفلق: البعث أصالة عربية وعقل ثوري

أيها الرفاق والرفيقات

نعيش في ظروف في منتهى الخطورة والجدة، ظروف خطيرة ولكنها غنية فيها خلق وفيها إمكانات غزيرة وآمال واسعة.

في ظروف كهذه يصل فيها الخطر على الوجود القومي وعلى وجود الأمة ذروته، تبرهن الأمة عن مقومات الحياة فيها ومقومات البقاء وعن استعداداتها الحضارية الغنية، فتتيح هكذا لأبنائها على مختلف مستوياتهم أن يتأكدوا مرة جديدة من هذه الحقيقة التي يؤمن بها المناضلون بأن الأمة العربية أمة حية فيها قابلية للتجدد المستمر وللانبعاث المبدع وإنها في هذا العصر تبدأ نهضة حضارية جديدة هي بداية تاريخ لها وللإنسانية أيضا.

هكذا يتاح للمؤمنين بأمتهم وللمناضلين في سبيل حقوقها وأهدافها بين فترة وأخرى أن يسعدوا بهذه الرؤية، بهذه اللحظات الخالدة التي تعزز فيهم الإيمان والثقة بالمستقبل.

لا أعتقد أن البعثيين يمكن ان ينتابهم شك في حقيقة أمتهم وحقيقة استعدادها الأصيل لثورة عميقة شاملة في هذا العصر، ولكن الانجازات الكبيرة التي تتحقق في فترات فاصلة حاسمة تغني نفوس المناضلين وتغني رؤيتهم وتكشف لهم معاني أعمق في النضال وفي المهمات التي ندبوا أنفسهم لها.

ماذا حدث أيها الرفاق حتى تغير الوضع العربي في فترة زمنية قصيرة جداً لا تتعدى الأسابيع المعدودة؟ هذا التغير الحاسم الذي حصل في هذه الفترة القصيرة يبدو وكأنه معجزة ولكنه في الواقع لم يأت صدفة ولم يأت دون مقدمات ودون أسباب قريبة وبعيدة ودون تهيئة وعمل دائب استمر سنوات ساهم فيه الشعب بكامله وكان الحزب بمناضليه طليعة للشعب في هذه المهام الثورية وهذه النهضة التي بناها حزبكم في هذا القطر. إنه تراكم لعمل يومي، لعمل خططت له عقول ثورية ونفوس عربية أصيلة تغار على مصلحة الشعب وعلى مصير الأمة، فأمكن أن يوجد بعد سنين من هذا العمل الذي كان بعضه ظاهراً واضحاً وبعضه خافياً مستتراً لا يعلن عن نفسه، أمكن بعد كل هذا الوقت وهذه الجهود أن تبني القاعدة الأساسية القادرة على أن تتجمع فيها وحولها آمال الأمة، أن تكون موضع الأمل والثقة بما تم فيها من بناء للقدرات البشرية، للعقول الثورية، وكذلك ما استطاعت هذه القدرات وهذه العقول أن تحوله في أوضاع المجتمع وفي الأشياء حتى طوعت الصعوبات ووفرت الوسائل وأمكن أن يظهر آخر الأمر في وسط الظلام الذي أشاعه الأعداء في وطننا الكبير، في وسط روح اليأس والهزيمة، أن تظهر هذه القاعدة الصلبة التي استطاعت في ساعة الخطر الشديد أن تكون الملجأ وأن تتطلع إليها الأنظار وأن يستمد منها العزم وأن تنطلق منها المسيرة لعمل قومي واسع.

هذا حزبكم أيها الرفاق وهذا شعبكم العربي، حزبكم الذي مضى على مسيرته النضالية عشرات السنين حقق خلالها انتصارات قومية معروفة وأصيب خلالها بعثرات ونكسات كانت في بعض الأحيان موجعة. هذا الحزب له تاريخ صاعد متكامل أفضى إلى هذا النضج الذي تمثل في قطركم وفي تجربة قطركم هذا. وإن الأفراد المبدعين لا يظهرون عبثا ولا يظهرون بدون تهيئة في المجتمع، في تجارب المجتمع، في حاجات المجتمع، وإن ظهورهم الذي يبدو أحياناً وكأنه صدفة ومعجزة إنما له تفسير اجتماعي، بل الحاجات والتجارب والانتصارات والنكسات كلها تساهم في خلق هؤلاء الأفراد الذين تكتمل فيهم الشروط ويتحقق فيهم التجاوب والانسجام بين تطلعاتهم وتطلعات مجتمعهم وشعبهم وعندها يقومون بتمثيل إرادة هذا الشعب على أقوى شكل لتمثيل إرادته العميقة بتحقيق القفزات في طريق تحرره وتقدمه معتمدين على هذا التجاوب، معتمدين على تجربتهم التي هي تجربة الشعب والأمة، التي تلخصت فيها تجارب الشعب والأمة، فيأتون ليحققوا انعطافاً حاسماً تكون أسبابه قد نضجت وتهيأت في المجتمع. ولكن ليس أي فرد يستطيع أن يمثل إرادة الأمة ويحقق مثل هذا الانعطاف، إذ لا بد من شروط خاصة، صعبة التوافق تتهيأ في المراحل التاريخية الفاصلة ويكون فيها هذا الانسجام الفائق بين عمل القائد وبين إرادة الشعب والأمة. لقد توفر لهذا الحزب بعد تجارب مضنية برهن فيها الحزب أنه مستمسك برسالته لا يتخلى عنها مهما تكون العقبات والنكسات، مهما تبلغ مؤامرة الأعداء عليه، هذا الإيمان وهذا الإصرار رغم تبدل الظروف وقسوة الظروف هو الذي يسمح أخيراً بأن تظهر القيادة الفذة التي تستند إلى هذا الإيمان، إلى هذا الاطمئنان بأن وراءها حركة

تاريخية لا بد أن تشق طريقها وتتابع مسيرتها رغم كل شيء، عندها ينطلق هؤلاء الأفراد مستندين إلى هذا الشعور والى هذا اليقين وتتحقق على أيديهم الإنجازات التي تأتي لتعوض عن كل فترات الجمود والتراجع التي أصابت الحزب في بعض الأوقات.. ولتظهر في يوم واحد جوهر هذا الحزب وما يكمن فيه وما ينطوي عليه من أصالة ومن إمكانات ومن تصور صادق لأبعاد المهمة الثورية الحضارية التي تقدم لحملها.

رأيت أيها الرفاق أن أبدأ بالبداية الصحيحة التي تؤهلنا لأن نفهم بوضوح ما تحقق في هذا الظرف الأخير وتؤهلنا لأن نستجلي الظروف المقبلة وكيف يمكن أن نواجهها ونتصرف في مواجهتها. البداية الصحيحة هي هذه، أن عملاً قوميا تاريخيا، لا يمكن أن يكون ابن ساعته، لا يمكن أن يكون مرتجل، لا يمكن أن يكون تكوينه سهلاً عادياً لا بد إذن أن يمر بطريق طويلة ومشقات كثيرة وأن يتمرس بالمصاعب حتى تقوى بنيته وتتعمق نفسيته وتتسع آماله وطموحه، كذلك الأمة أيها الرفاق والرفيقات، الأمة يمثلها الحزب بشكل مصغر ولكنها هي أيضا تتكون هذا التكون السليم الصحي من خلال التجارب، من خلال التكامل بين أجزائها المختلفة بين أدوارها ومراحلها المختلفة، النكسة تولد النصر، والنصر قد يبقى فيه أثر للأمراض السابقة فيستدعي مزيداً من التعمق، مزيداً من الدأب ومن الجدية ومن الشمول، فيتعثر النصر حتى يظهر مرة أخرى بشكل أكمل وأروع، هذا هو تاريخ الأمة في نهضتها الحديثة.

وإن أورع ما تحقق أيها الرفاق في الظرف الاخير كرد على التحدي الاستعماري الصهيوني هو كما تعرفون جميعاً وكما نشعر أعمق الشعور، هو هذا اللقاء بين سورية والعراق، هو الرد التاريخي لأنه سبق مخططات الأعداء، مخططات الامبريالية العالمية بكل تفوقها العلمي التآمري وسبق خبث الصهاينة وكيدهم بلحظات من اللقاء الأخوي كانت نتيجتها أن دخلنا ودخلت الجماهير العربية في الوطن الكبير الواسع في مرحلة استرداد الثقة بالنفس والاستبشار بالمستقبل والعزم والتصميم على مواصلة الكفاح بشعور بالقوة لا مثيل له وشعور بأن الأعداء مهما أوجدوا ومهما اخترعوا من أسباب التخريب والتآمر، فكل هذا سيكون على السطح عاجزاً خائباً لا يمس جوهر الأمة، لأن الأمة قادرة في الأوقات الحاسمة أن تبتكر وتصنع المعجزات مستندة إلى تراثها الحضاري، مستندة إلى معاناتها الصادقة في حاضرها. انتقلنا أيها الرفاق في لحظات من وضع التجزئة إلى رحاب الوحدة، من حصار التجزئة إلى رحاب الوحدة، الوحدة التي تمثل بالنسبة إلى كل عربي تجسيداً للحرية بأوسع معانيها وأعمقها. حرية العربي هي في وحدة أمته لأنه يشعر بأنه يسير على الطريق السليم، يسترد كامل شخصيته وكامل قدراته ويواجه مصيره بوعي واضح وإرادة حاسمة، وهل للحرية معنى أشمل وأعمق من أن يواجه الإنسان مصيره بالوعي والإرادة في أعلى درجاتهما؟ انتقالنا أيها الرفاق إلى جو الإيمان بأعمق معانيه، الإيمان الذي يمر على الماضي وعثراته وجراحه فيمسحها ويطهرها ويجعل منها قوى وحوافز للمستقبل..

هذا اللقاء الذي كان وسيبقى أمل الجماهير العربية في الوطن الكبير، هذا اللقاء صنعته الأصالة القومية والعقلية الثورية، صنعه البعث، والبعث هو هذا أيها الرفاق، أصالة عربية وعقل ثوري، صنعه البعث للأمة العربية كلها لأن المطلوب الآن هو جواب قومي ينقذ الأمة كلها، لأن الخطر يهدد مصيرها كلها، فإذن ليس لقاء سورية والعراق هو لقاء قطرين إنما هو لقاء الأمة العربية بذاتها، لقاء الجماهير العربية بنفسها بروحها النضالية بأملها في المستقبل بثقتها بالنصر والتغلب على مؤامرات الأعداء.

دبر العقل الاستعماري مكيدة، العقل الاستعماري والعقل الصهيوني دبرا مكيدة كبيرة للأمة العربية، عملا للوصول إليها زمنا طويلاً وإن بدت كأنها من صنع الأشهر الأخيرة، هذه المكيدة هي التآمر على وحدة الأمة العربية، على تماسكها العضوي بإخراج مصر من المعركة، ومن المصير العربي لو أمكنهم ذلك، فكان لابد أن يأتي الجواب بهذه القوة، بهذا الصدق، في تلبية نداء الأمة من أعماق الحاجة وأعماق الضرورة بأن نفتح من جديد طريق الوحدة العربية واسعاً مشرعاً وأن تعود الآمال فتنتعش في صدر كل عربي وأن يستهين عند ذلك بمؤامرات الأعداء ومكائدهم، لا ليغفو وينام بل يتجند ويجاهد لأن الوحدة وحدها تجعل النضال مثمرا ومضمون النجاح بالنصر، وعندما يكون الرد رداً وحدوياً بهذا المستوى فإن المؤامرة التي دبرت لمصر تفشل فشلاً كاملاً لأنها بنيت بالأصل على اليأس، على حالة اليأس، وحين تعيد الوحدة الأمل إلى الجماهير العربية، فإن مصر بجماهيرها المناضلة الأصلية تكون قادرة على كشف المؤامرة وعلى الرد عليها وهكذا نكون قد كسبنا الوحدة وكسبنا مصر في آن واحد.

لم نصدق في يوم من الأيام أن شعبنا في مصر يمكن أن ينفصل عن جسم الأمة العربية أو يرضى لنفسه مصيراً غير مصير أمته، ولكنها ظروف وقتية وخدع محبوكة استطاعت أن توجد وضعاً مفروضاً مزيفاً يتنافى استمراره مع طبيعة شعبنا العربي في مصر ومع تاريخه ومع حاضره المليء بالتضحيات من أجل المصير العربي. ولكن إذا كنا نريد لمرحلتنا الجديدة الصاعدة التي بدأت بهذا الإنجاز الوحدوي الرائع، وإذا كنا نريد للمرحلة الجديدة بأن تكون متقدمة نوعياً عن المراحل السابقة، فعلينا أن نستفيد حتى من مؤامرات الأعداء ومكائدهم وحتى من أعمال الحكام العملاء الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات مسخرة لأعداء أمتهم، فننظر بموضوعية وبتجرد إلى الثغرات التي استغلها الأعداء واستغلها العملاء لكي يشوشوا الوعي مؤقتاً عند قسم من الشعب، ولكي يستطيعوا أن يمرروا -لحين- هذه المؤامرات، فان شعبنا في مصر يدفع ثمن عروبته باهظاً من دماء عشرات الألوف من الشهداء، ويدفع من قوت يومه، ولكن التجزئة الراهنة جعلت هذا الشعب العظيم في أوضاع اقتصادية متردية بينما هناك أقطار ترتع في البحبوحة بعدد ضئيل من السكان.. هذه المفارقات في وضعنا القومي لو رضينا بالتجزئة وأحكامها لأوصلت إلى شرور وويلات كالتي نشاهدها في قطرنا العربي الكبير "مصر" وفي غير مصر من الأقطار إذا لم نتمرد على التجزئة، حتى ولو لم نستطع أن نحقق الوحدة الكاملة التي تتطلب زمناً وطريقها ما تزال طويلة، إنما علينا أن نبني المستقبل بالإرادة وبالوعي وبالرؤية الموضوعية، ننظر إلى هذه الفوارق بين الأقطار، وننظر إلى ما يمكن للاستعمار والصهيونية أن يستفيدوا وأن بينوا عليه من تلك الفوارق لكي نجعل النضال العربي أكثر استيعاباً لحاجات المجتمع العربي ولأمراض الواقع العربي، لكي نجد لها العلاجات الناجعة، لكي نسهل عملية الوحدة، لكي تكون الوحدة في الشعور وفي التجاوب الشعوري مع أبناء شعبنا وقومنا في أي قطر كان، قبل أن تصبح الوحدة وحدة سياسية، يجب أن تكون وحدة شعورية صادقة حتى تتحول إلى وحدة نضالية وحتى تثمر فيها ما بعد الوحدة السياسية.

أيها الرفاق

إن ما يستغله الاستعماريون والصهاينة من ثغرات في أوضاع شعبنا العربي في مصر-أوضاعه الاقتصادية- أيضاً يجدون ما يستغلونه في أوضاع شعبنا في فلسطين سواء الباقي في الأرض المحتلة الذي يعاني من مظالم الاحتلال أو الذي شرد من وطنه ويعاني أيضاً من نتائج هذا التشريد. فقد كان جواب الشعب العربي الفلسطيني ثورة فريدة في هذا العصر فرضت احترامها على العالم فإننا كعرب وحدويين لا يجوز أن نهمل بعض الحقائق فإن وراء العقلية الوسطية التي تتمثل في بعض القيادات الفلسطينية هذه العقلية التي تريد للنضال أن ينتهي في وقت، وللثورة أن تتحول إلى دولة ونظام بالتسويات من دون انتزاع ذلك بالثورة والنضال. هذه العقلية تستند للأسف إلى ثغرات في أوضاع الشعب الذي أُخرج من وطنه والشعب الذي يعاني من ويلات الاحتلال وهذا يوصلنا إلى عبرة ودرس بأن قضية فلسطين، إن لم تتحول إلى قضية كل قطر عربي، وإلى قضية كل مناضل عربي في نضاله اليومي، وإذا لم نمض في طريق العمل الوحدوي لكي نعطي البرهان الساطع على أن القضية القومية وحدة لا تتجزأ وأن الثورة الفلسطينية إذا لم تكن جزءاً عضوياً من الثورة العربية وإن لم تتفاعل معها ومع جماهيرها، فإننا معرضون لمثل ما نشاهده أحياناً من ركض أو سعي وراء التسويات التي تتنافى مع حقوق أمتنا في أرضها ومع أهداف ثورتنا العربية في التحرر الكامل.

هذا ما يرتب على سيرنا في المستقبل أن نكون أكثر استيعاباً لأوضاع أقطارنا وألا نرتاح في الأجزاء التي نعمل فيها متناسين ما يعاني منه شعبنا على الساحات الساخنة.

إن النضال العربي الذي يقوده حزبنا يجب أن يجسد الوحدة العربية تجسيداً حياً بأن نكون عرباً حاضرين في كل قطر ومع كل طبقة كادحة معانية مجاهدة، وأن نشعر بآلام شعبنا أينما وجد. هذه المرحلة التي ندخلها الآن تهيئ لنا سبلاً ووسائل أنجع في مكافحة المؤامرات الاستعمارية والصهيونية لكي لا ينشأ اختلاف أو تضعضع في الثورة والنضال ولكي نسترد الذين ضللوا زمنا وفي ظروف استثنائية..

أيها الرفاق

هذه الظروف الأخيرة أعطت تأكيداً لتصور الحزب بأن الأمة العربية تعيش مرحلة انبعاث وأنها في تنام وصعود رغم المظاهر التي قد تخدع بين الحين والآخر عن رؤية هذه الحقيقة.. هذا التصور هو أثمن ما يمكن المناضلين أن يتسلحوا به لأنه يضعهم دوماً في حركة التاريخ، في انسجام مع حركة التاريخ.. قد لا يجنبهم الأخطاء الصغيرة ولكنه بالتأكيد يضمن لهم الانتصارات المهمة وفي الظروف العصيبة الحاسمة مثلما حدث في هذا الظرف. فالامبريالية جهد ما تستطيعه أن توظف عملها واختراعاتها لإعاقة سير الأمة العربية نحو أهدافها، وظنت أنها وجدت أخيراً ما يضرب هذه النهضة العربية ويكسر موجتها وانطلاقتها عندما توفر لها عميل مثل السادات، استفاد كما قلنا من ظروف شاذة في أوضاع مصر الاقتصادية، ولكن عمل الامبريالية هو دوماً من الخارج

بينه وبين العمل العربي النضالي فرق نوعي كبير. العمل العربي النضالي الواعي المستند إلى التصور التاريخي الذي يمثله حزب البعث، هو عمل من الداخل بناء للأمة تساهم فيه بكل أبناءها بكل إمكانياتها ومواهبها بأجيالها الغابرة، بتأريخها وتراثها وبإمكانياتها للمستقبل، عمل حي، عمل عضوي إيجابي بناء، بينما العمل الاستعماري والصهيوني هو للتخريب، للإعاقة، للتضليل وشتان بين العملين. هل التصور أيها الرفاق بأننا نبني بنضالنا للأمة العربية كلها وأن الأمة العربية في نهضتها وانبعاثها تبني للإنسانية كلها، هذا التصور، هذا الإيمان والدأب على متابعة السير لتحقيق هذه المثل والأهداف هي التي تضمن آخر الأمر وفي كل منعطف تاريخي مصيري تضمن لحركتنا أن تتفوق على التخريب الاستعماري مهما يكن بارعاً وتضمن بأن يعلن نضالنا عن انسجامه مع حركة التاريخ ومع سير الإنسانية نحو مثلها الخيرة، وتضمن بالتالي أن يكون الرأي العام العالمي إلى جانبنا كما تضمن أن تعزز ثقة العرب بأنفسهم وبمصيرهم وبرسالتهم في هذا العالم. فنحن على اختلاف أقطارنا واختلاف أوضاعنا الاجتماعية والحضارية لن ننسى مطلقاً بأننا أمة واحدة، وأن هذه الفوارق ليست جوهرية وأنه جسم واحد لا بد أن يزيد من تفاعله مع أعضائه، لا بد أن يقترب من نفسه، لا بد أن ننقل نضالنا ومبادئنا الي كل قطر مهما تكن المسافة بعيدة ومهما تكن الأوضاع الفكرية والمادية مختلفة، متباينة، يجب أن نحقق هذه الوحدة في تصورنا وفي اندفاعنا نحو الانتشار في وطننا الواسع وفي إيصال صوتنا ومبادئنا إلى أبناء قومنا في أبعد الأقطار.

إنها مرحلة جديدة تبدأ، والأمة لا تجد على امتداد الوطن الكبير أملاً يرتجى ومركزاً أو محوراً تلتف حوله جهود المخلصين، جهود الجماهير العربية التي تعاني وتكافح، تتلفت فلا تجد غير هذه الشعلة يمثلها ويحملها حزب البعث وهذا يرتب مسؤوليات ضخمة، يرتب أن نستوعب هذا التقدم الذي حققناه لكي تنقل إلى مرحلة أعلى، أن نضع الأسس العقلانية التي تكفل لهذا التقدم أن لا ينتكس ويتراجع بل أن يستمر في تقدمه الذي حققنا بالجهد الصبور والعمل الطويل مستوى أهّلنا لأن نرد على الأخطار المصيرية هذا الرد الكبير. ولن نحافظ على هذا المستوى ولن نطوره إلى أعلى إلا بنفس الفضائل التي أوصلتنا إليه، أي بالعمل الدؤوب، بالتفكير العلمي العقلاني الذي لا يمكن أن يسكت فينا حماستنا وعاطفتنا واندفاعنا، فهذه متوفرة ولكن الصعوبة هي في أن نركز على العقلانية التي هي الطور الجدير بمرحلتنا الجديدة كلما وصلنا، كلما خرجنا من مآزق كثيرة ومصاعب كثيرة ظننا أنها ليس منها مخرج ولكن بهذه العقلانية، بهذا التوفر على النضال الواعي وصلنا إلى هذا الحد، فإننا نستطيع أن ننظر إلى المستقبل بأمل كبير وثقة بالنفس عميقة، فقد أعطتنا الظروف الجديدة مصداقية لأسلوبنا، لأسلوب عملنا ولصحة مسيرتنا ولصحة التصور التاريخي الذي بني حزبنا عليه. والسلام.

26/تشرين الثاني/1978

(1) لقاء مع طلبة الدورة الثامنة عشرة الاعتيادية لمدرسة الإعداد الحزبي في 26/11/1978

 

مقالات

1- اللغة العربية لا تقصي إلا من أقصاها - محمد الكوري العربي موريتانيا

May 22, 2019

• لا يفتأ لفيف من السياسيين، من اليسار و الإسلاميين في موريتانيا، يتحدثون عن أن اللغة العربية تقصي المكون الزنجي في موريتانيا. و الحقيقة أن اللغة العربية تعلمها الفرس بإتقان فلم تقصهم، و تعلمها العثمانيون و لم تقصهم، و تعلمتها شعوب باكستان و أفغانستان و داغستان و أوزباكستان، و تعلمها فطاحلة من السينغال و مالي، و تبحر فيها علماء التكرور و السوننكى من الموريتانيين؛ فكانوا شعراء بها و خطباء و أدباء، و تضلع فيها المستشرقون من مختلف شعوب أوروبا ؛ و لم يسجل التاريخ أن اللغة العربية، عبر التاريخ، استعصت على من سعى لمعرفتها!

إنما طابور فرنسا، من النخبة الافرانكونية و الشعوبية عربا و زنوجا، هو من يروج هذا الإفك العظيم ابتغاء التمكين للثقافة و اللغة الكولونيالية اللتين ترتبط بهما مصالح هذه النخب المغتربة ؛ و هي مصالح كان في الإمكان تأمينها و مراعاتها عبر إصلاح لغوي ممنهج متدرج و مدروس يقود في نهايته إلى توحيد إتقان اللغة العربية لدى كافة أبناء الجمهورية الموريتانية، مع إتقان أكثر اللغات العالمية ولوجا للتقانة و العلوم الإنسانية. فلو لم تقم طوابير فرنسا، و بدعم مالي و منهجي من فرنسا نفسها، بإعاقة استعادة اللغة العربية لمكانتها، لكنا اليوم سعداء بوحدتنا حول لغتنا العربية التي لم تقص أحدا من مكوناتنا تاريخيا، و لكنا خصصنا الجهد المضني، الذي تبذله نخب الاستلاب للتشبث بلغة مليير، لتطوير و ترقية القابليات اللغوية في لغاتنا الوطنية: البولارية و السوننكية و الولفية بالتنسيق مع المتكلمين بها في شعوب إفريقيا!

و هكذا، حكمت علينا هذه النخب أن نظل(شعوبا) تعيش في وطن واحد، و تدين بدين واحد، و تنتمي لتاريخ واحد، و تتداخل سلاليا، و مع ذلك تحتاج لموليير ليترجم بينها!!

 

2- حسن إسماعيل يكتب.... انتبه يابرهان!!

عاجل نيوز:- أخطر من تمرد حميدتي القائم الآن والذي بات دحره قاب قوسين هو التقرير الذي قدمه فولكر اليوم في دهاليز الأمم المتحدة منذ ابتدار عمله فى السودان حينما استقدمه العميل حمدوك كان فولكر يعمل لتفجير الأوضاع فى السودان واشعال الحريق في أطراف الدولة السودانية - فولكر هو الذي سبق له أن قدم في تقرير مودع لدى الأمم المتحدة قبل سنة من الآن أن الجيش هو الذي يقتل المتظاهرين مع أنه يعلم أن الجيش لا علاقة له بفض المظاهرات من الأصل! - ثم فولكر هو الذي مارس فيتو على (٨0%) من الفصائل الوطنية ومنع اشراكها فى الحوار المزعوم وهي حوارات أُبعد عنها عن قصد قيادات فى وزن الناظر ترك والتجاني سيسي ومولانا الميرغني وقادة الحركات المسلحة مما ترتب عليه حالة استقطاب حاد جدا بين القوى السياسية السودانية - ثم صمم هذا الشيطان كارثة الاتفاق الإطاري وموّل عدد مما يُسمى (بورش النقاش) التي استفزت أيما استفزاز أهل الشرق ثم مجموعات سلام جوبا ثم خرج ذات الشيطان عشية انتهاء ورشة الإصلاح الأمني والعسكري ليقول إن الدعم السريع سيحتفظ بسلاحه خارج القوات المسلحة ولمدة عشر سنوات قادمات!!

- بل أنه لم يكتف بتسميم الأجواء بين الجيش والمتمردين بل ساهم فى اجتماعات ترتيب انقلاب حميدتي فى 15أبريل(وتقرير الاستخبارات طرفكم ينضح بهذه المعلومات)

- ثم عندما انهزم حميدتي وفشل انقلابه وفشلت عملية اغتيالك أو اعتقالك هرع هذا الشيطان يستجدي العالم للتدخل لوقف إطلاق النار حتى يستنقذ قوات التمرد وقادته من السحق والإفناء

- ثم هاهو يطلق آخر رصاصاته المسمومة فى اتجاه هذا البلد الكريم وهو يحاول حشد التحريض على الجيش لتحطيمه وتفكيكه بعد أن فشلت محاولات ضرب الجيش بواسطة قحط وظهيرها العسكري حميدتي - عزيزي البرهان لقد استطال صمتنا جميعنا تجاه هذا الشيطان وماعاد الصمت ممكنا - دماء ضباطنا وجنودنا فى الجيش تهتف الآن لا للصمت - أعراض حرائرنا والبيوت المغتصبة من أهلها تصرخ ماعاد الصمت ممكنا

- الخرطوم المستباحة وافواج النازحين من ديارهم والمستشفيات الخراب والطرقات الملغمة بارتكازات التتار والمغول تقول أن عودة فولكر مرة أخرى للخرطوم لهي أخطر بكثير من كل هذه الآثام والفظائع - مشروع فولكر على مستوى الخطة (ب) سيبدأ فور عودته مرةً أخرى للخرطوم - ويجب أن تكون الخرطوم قادرة هذه المرة وجريئة وواضحة وشديدة الحسم - لا لعودة الذئب الغدور فولكر!!

22 مايو 2023

 

3- من المسؤول عن كارثة السودان 3  صلاح المختار

ان الاصرار على تبني إستراتيجية النضال السلمي الديمقراطي لها تفسير جوهري واضح وهو انها رسالة الى قوى الاحتلال، وهي امريكا والاسرائيليتين، الغربية في فلسطين المحتلة والشرقية في بلاد فارس تقول باننا لن نقاوم احتلالكم الا بالديمقراطية والاساليب السلمية، وبما ان الاحتلال لايخرج بوسائل سلمية، فان النضال المقتصر على العمل السلمي هو دعم للاحتلال وتكريس لنتائجه المخططة.

7-والسنهوري أيضا ثبت بالأدلة أنه فاسد ماليا وأخلاقيا بدليل امتلاكه عقارات باهظة الثمن في الخرطوم باسمه او باسم اقربائه مع العلم انه لا يعرف أحد مصدرا ماليا له ولا يعمل في اي دائرة او شركة علنية، فالثراء المستجد عليه دليلا واضحا على أنه استولى اولا على أموال الحزب التي كانت مخصصة من قبل العراق لدعم نضال الحزب في الوطن العربي وسخرها الأغراض الشخصية له ولعائلته ولمن اشترى ضمائرهم،والان هو يدفع رواتب شهرية لمن معه ويتحدد الراتب وفقا للمستوى الحزبي فعضو القيادة القومية يستلم راتبا قدره 3000 دولار شهريا اضافة لمخصصات اخرى بينما عضو قيادة القطر يستلم 2000 دولار شهريا، وبهذه الرواتب امسك السنهوري بأمعاته من ذيولهم وجعلهم عاجزين عن الابتعاد عنه! وهذا الانحراف ظهر ليس في السودان فقط بل في لبنان حيث استولى حسن بيان المجند من المخابرات السورية على موارد الحزب هناك والتي تتألف من عشرات الشقق التي اشتريت بأموال العراق لدعم نضال الحزب فحولت إلى وسيلة من وسائل شراء ضمائر أعضاء القياديين والتهديد بطردهم وإيقاف دعم الرواتب الشهرية لهم إذا خالفوا سياسات السنهوري، وهكذا تحولت الاموال من دعم نضال الحزب الى افساد مناضليه وتحويلهم إلى مرتزقة يتحركون فقط بدافع الحصول على الرواتب.

ومن مظاهر فساد السنهوري وسقوطه الأخلاقي هو أنه مع زمرته خصوصا مع حسن بيان، نظموا حملات لا أخلاقية ضد قادة الحزب وخيرة مناضليه المعروفين قوميا وقطريا بنضالهم وصمودهم تميزت بالشتائم وتلفيق الأكاذيب بأسماء مستعارة.

8-ومما لا يمكن تجاهله بأي شكل هو الظاهرة الخطيرة التي تؤكد صحة كل ما سبق وهي أن امريكا وقفت رسميا مدافعة عن من اعتقلوا من المعارضة السودانية بما فيهم علي الريح السنهوري وتنظيمه، وهذا يذكرنا بدفاع امريكا والغرب عموما عن وائل غنيم وجماعة 6 ابريل في مصر اثناء الانتفاضة ضد حسني مبارك، وبالتالي فإن السؤال الكبير يطرح على الجميع وهو: لماذا تجتث أمريكا الاف البعثيين في العراق، لكنها تدعم بكل قوتها رسميا السنهوري وزمرته في السودان؟ اليس ذلك دليل على توافق سياسات السنهوري مع سياسات امريكا والصهيونية في مسألتي المقاومة المسلحة والتي تم التخلي عنها وفي القبول بالدور الأمريكي في السودان؟ الايؤكد ذلك الاختلاف الجذري بين البعثي المناضل وبين السنهوري الجاسوس؟

9-ومن المظاهر الخطيرة لانحراف السنهوري هو علاقته بنظام بشار اسد فهو وزمرته يتجنبون اي هجوم مباشر على النظام! الواقع يؤكد بان هذا الموقف هو نتيجه اتفاق مع النظام السوري نتج عن عدة زيارات قام بها السنهوري لسورية بدعوة من نظام بشار ابرزها زيارة عام 2008 ونشرنا المحضر الذي يوثق مادار بين الطرفين،وفيه اتضح بدون غموض بان السنهوري ذهب للتفاهم حول ما سماه (توحيد الحزب)،ويقصد توحيد حزب البعث العربي الاشتراكي بتنظيم نظام بشار الاسد، رغم معرفته التامة ان تنظيم بشار الاسد يتشكل من فاسدين وطائفيين وقام بجرائم بشعة غير مسبوقة ضد الشعب ادت الى ابادة مليون شهيد سوري فقط منذ عام 2011،اما قبلها فحدث ولا حرج.

والنظام السوري كذلك هو الذي وقف الى جانب ايران في حربها ضد العراق وما زال على موقف العداء للعراق حتى هذه اللحظة وقد اكد بشار اسد مؤخرا اثناء زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سورية ان نظامه دعم ايران في حربها ضد العراق عن قناعه وعن ايمان، وهذا بحد ذاته يؤكد بان نظام الاسد هو اخطر الانظمة العربية، فما هي دلالات علاقة السنهوري مع نظام بشار؟ انها علاقة من يرتد عن مواقف الحزب الذي ادان نظام اسد طوال عقود بأدلة حاسمة، وهي علاقة اتفاق ستراتيجي على مستقبل الحزب ورسم كيفية السيطرة عليه وتحويله الى نموذج لا يختلف عن تنظيم بشار اسد، وهذا الهدف الجوهري يقتضي اولا وقبل كل شيء استهداف القادة والكوادر في حزب البعث العربي الاشتراكي المتمسكين بعقيدته وستراتيجيته القومية والامناء على هويته لانهم عقبة تمنع اي تقارب مع نظام بشار، ولذلك فمن دون ادنى شك فان النظام السوري واسرائيل الشرقية اشترطا على السنهوري ان يبعد هؤلاء عن الحزب قبل ان تتحقق الاهداف المرسومه من قبل الطرفين وهي السيطرة على الحزب.

ومن المؤشرات الحاسمة التي تؤكد ما سبق هو ظاهرة لاحظها الرفاق خصوصا الامين العام عزة ابراهيم رحمه الله وهي ان مسودات بيانات القيادة القومية كانت ومازالت تخلو من اي نقد ولو مؤدب لحزب الله في لبنان رغم انه الاداة الاخطر في تنفيذ المخطط الاستعماري الايراني في الوطن العربي كله، فهل يمكن فهم هذا التجاهل خارج اطار الصلة السرية مع مخابرات نظام بشار واسرائيل الشرقية؟ وهذه الظاهرة هي التي دفعت الرفيق الامين العام قبل سنوات الى توبيخ السنهوري وحسن بيان والاخير هو الذي يكتب بيانات السنهوري باسم ق. ق، ويصدر قرارا بمنع نشر اي مسودة بيان باسم ق.ق قبل موافقته عليه وهدد علنا بان الامانة العامة للقيادة القومية ستصدر توضيحا تؤكد فيه ان تلك البيانات لاتمثل الحزب،ثم كلف كاتب هذه السطور بصفته المشرف الرسمي على اعلام البعث بتدقيق اي بيان يصله للنشر باسم ق.ق وعدم نشره اذا كان غير منسجم مع مواقف الحزب.

10-من بديهيات كافة الامم ومنطلقات كافة العقلاء حتى الاطفال منهم ان العائلة المنغمسة في عراكات بين ابنائها عندما يشتعل حريق في المنزل يهب الجميع وبأقصى سرعة لاطفائه وتأجيل العراك بين افرادها، لان الحريق اذا شمل كل الدار سيدمرها، فهل تقيد السنهوري ومن معه بهذه البديهية الفطرية؟ الجواب كلا، بل بالعكس فانه كان يضرم النار عمدا ويمنع اطفائها، بل انه، وكما اكدت الاحداث في السودان والعراق والاردن وتونس واليمن ولبنان والجزائر وفلسطين، كان مشعل الحرائق عمدا وتخطيطا، وكان يتلذذ برؤية النار تشتعل في بيوت البعث ولذلك بقي يسقيها زيتا كي تستمر! فسروا لنا من فضلكم هذا السلوك؟ هل هو سلوك مرضي نفسي؟ ام انه عمل مخابراتي مدبر؟ الجواب واحد من الاثنين او كلاهما.

ما الذي يترتب على ما سبق من انحرافات اساسية؟

اول ما يترتب عليها هو أن السنهوري يعمل ضمن المخطط الامريكي الاسرائيلي الايراني القائم وكما نرى في الواقع على تقسيم الاقطار العربية وإهلاك الشعب العربي، أنه، ومن معه، جزء من قوى الردة التي تقوم بتدمير هذه الامة العظيمة تنفيذا لتلك المخططات.لقد تم التحويل المتعمد لانتفاضة شعبية هدفها إنقاذ السودان الى فوضى هلاكة توجت بالحرب الدائرة بين البرهان وحميدتي والتي ما كان لها أن تقع لو أن قوى الحرية والتغيير قد استخدمت عناصرها،وهي كثيرة،داخل القوات المسلحة لحسم الصراع وفرض إرادة الشعب، ولكن التعاون مع العسكر بدل الحسم بقوة الجماهير ادى الى امساك العسكر بزمام المبادرة وجعل المنتفضين قوة تابعة او على الاقل عاجزة عن الحسم لانها تشرذمت وتنافرت! وهكذا اضاعت قوى الحرية والتغيير، والسنهوري في مقدمتها، الفرصة التاريخية لانقاذ السودان عبر حسم الصراع في لحظة الذروة الثورية التي وجدت ومرت دون استثمارها.

ثانيا: وتعمد السنهوري اشعال الفتن سمح ليس فقط للقوى الدولية والإقليمية المعادية بإكمال تنفيذ مخططاتها بل سمح ايضا لقوى داخلية رجعية معادية تابعة لأطراف خارجية بأن تملأ الفراغ الذي تركه انسحاب حزب البعث العربي الاشتراكي من ساحات النضال وتلك خدمة كبيرة للقوى الإقليمية والدولية المعادية للأمة العربية.

ثالثا:الاحتلال وكما تعرف الشعوب كلها لا ينتهي إلا بالقوة،لذلك فان التخلي عن المقاومه المسلحة هو احد اهم الشروط الامريكية والصهيونية لدعم أي طرف وهكذا يمكن فهم لم دعمت أمريكا السنهوري في السودان وضربت البعثيين في العراق فالبعث في العراق تقيد بالمقاومة المسلحة للاحتلال والحق الهزيمة المرة بالغزو الأمريكي، بينما السنهوري وحزبه تخليا عن المقامة المسلحة للاحتلال.

رابعا: اشعال السنهوري للحرائق في بيوت الحزب ليس صدفة ولا اضطرار بل نتيجة لتجنيده مخابراتيا، فما قام به ليس خطأ واحدا لكي يمكن تفسيره على انه ليس نتيجة عمالة بل اتسم سلوكه بانه تكرار لنفس المواقف والاساليب التي تشعل الحرائق في بيوت الحزب في كل الاقطار وعلى مدى عدة عقود، خصوصا اذا تذكرنا انه كان وراء احباط الانقلاب البعثي في السودان والذي كان مؤهلا للنجاح لكنه احبطه،وهذه المواقف تؤكد امرا لايمكن تجاهله وهو ان السنهوري وزمرته جزء من الاحتياطي الستراتيجي للمخابرات الامريكية والاسرائيلية والايرانية معا، ومن يقول كيف يمكن الجمع بين العمالة للمخابرات الامريكية والايرانية والصهيونية وبينها تناقضات بارزة؟ نقول له: ليس المقصود انه عميل لكل هؤلاء ولكن عمالته لامريكا فقط هي التي تجعله ينفذ المخطط القائم على استخدام اسرائيل الشرقية من قبل امريكا وايضا الصهيونية في نشر الفتن الطائفية وذلك ما تجلى في المواقف الغربية والصهيونية من اسرائيل الشرقية ابتداء من فضيحة ايرانجيت ومرورا بتسليم امريكا العراق لايران في عام 2011 وصولا الى المرحلة الحالية حيث نرى امريكا تدعم المشروع النووي الايراني عمليا وبغض النظر عن الهتافات التافهة ضده في الاعلام الامريكي! كما ان امريكا تدعم التوسع الاقليمي الايراني الذي كان السبب الرئيس وراء كوارث الامة العربية، كلها فهل من من يرى هذه الصوره بكل تفاصيلها يتجنب الحقيقة المرة التي تقول بان حزب البعث العربي الاشتراكي قد تعرض للاختراق من اعلى قيادة فيه وهي القيادة القومية التي تم السطو عليها وغزوها واستخدامها لاجل تفتيت الحزب وطنيا وقوميا؟ انتهى

Almukhtar44@gmail.com

24-5-2023

 

4- الانتخابات الرئاسية التركية: ما هي سيناريوهات الجولة الثانية؟

د. غادة عبد العزيز 23/05/2023 المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية

للمرة الأولي في تاريخ تركيا تستعد لعقد جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية، في أعقاب جولة أولي شهدت منافسة انتخابية محتدمة أسفرت عن تقدم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان “مرشح تحالف الجمهور”، بنسبة 49.5% من الأصوات، علي منافسه كمال كليجدار أوغلو “زعيم الحزب الجمهوري ومرشح تحالف الأمة المعارضة” الذي حصد نسبة44.89 % من الأصوات، دون أن ينجح في تأمين نسبة الحسم المطلوبة للفوز في المرحلة الأولي بنسبة 50% +1، وجاءت هذه النتيجة مغايرة لأغلب استطلاعات الرأي وبعض التوقعات التي كانت ترجح تفوق كمال كليجدار أوغلو وتحالف الأمة المعارضة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكن أردوغان علي الرغم مما واجهه من حشد من تكتل المعارضة بمختلف أيدولوجيتها، وبرغم الأزمة الاقتصادية وتداعيات زلزال فبراير المدمر، استطاع أن يحقق التفوق في الجولة الأولي، واستطاع تحالفه حصد الأغلبية البرلمانية، مما يدعو للتساؤل بشأن الحظوظ الانتخابية المحتملة لكلا المرشحين في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية.

المحتويات

عوامل حاسمة في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية انعكاسات نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية: ومما سبق نجد أن نتائج الانتخابات تمنح مؤشرات تعزز كفة أردوغان للفوز بالانتخابات الرئاسية، ابرزها:محاولات استمالة أصوات القوميين: تصويت الأتراك من الخارج:شخصية أردوغان:

عوامل حاسمة في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية

انعكاسات نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية:

بعيون رجب طيب أردوغان كانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية عرس ديمقراطي في ظل المشاركة الانتخابية الكبيرة، والتي بلغت أكثر من نحو 88% من الناخبين، وفوز تحالف الجمهور الحاكم بالأغلبية البرلمانية، حيث حصد 322 مقعدًا في البرلمان، حصد منهم حزب العدالة والتنمية 267 مقعدًا، وحزب الحركة القومية 50 مقعدًا.

وبذلك خسر حزب العدالة والتنمية نحو 28 مقعدًا بنسبة 7.1% مقارنة بالانتخابات السابقة، لكنه مازال محتفظًا بالأغلبية البرلمانية ضمن تحالفه، ومتصدرًا لعدد مقاعد البرلمان مقارنة ببقية الأحزاب، حيث جاء في المرتبة الأولي بنسبة 44.5% من إجمالي مقاعد البرلمان، تلاه حزب الشعب الجمهوري بنسبة 28.2%، فيما أتي في المرتبة الثالثة حزب اليسار الأخضر “الشعوب الديمقراطي”، بنسبة 10.2% أي 61 مقعدًا، وفي المرتبة الرابعة أتي حزب الحركة القومية بنسبة 8.3%، تلاه حزب الجيد بنسبة 7.3%، ثم حزب الرفاة من جديد بنسبة 0.8%، أي 5 مقاعد، فيما أتي حزب العمل التركي في المرتبة الأخير بنسبة 0.7% أي 4 مقاعد فقط.

وعلي الرغم من الصعود النسبي لنسب التصويت لمرشح المعارضة في المدن المركزية، إلا أن رجب طيب أردوغان تفوق في حصد الأصوات في نحو 51 محافظة، وكذلك في نسب التصويت من الخارج، بينما تفوق كليجدار أوغلو في حصد الاصوات في 30 محافظة فقط، كانت من بينها إسطنبول وأنقرة وأضنة، وذلك علي الرغم من تفوق تحالف الجمهور في هذه المدن علي تحالف الأمة المعارض في الانتخابات البرلمانية.

وعلي الجانب الأخر، يري كمال كليجدار أوغلو أن هذه الانتخابات خسارة بطعم الفوز، فعلي الرغم من أن أداء المعارضة في هذه الانتخابات كان الأفضل أمام أردوغان منذ توليه السلطة، إلا أن نتائج الانتخابات كانت محبطة للمعارضة، ومخالفة تمامًا لما ذهبت إليه أغلب استطلاعات الرأي والتي كانت ترجح تفوق المعارضة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إذ ان تحالف المعارضة لم يحقق الأغلبية في البرلمان وحصد 213 مقعدًا، منهم 169 مقعدًا لحزب الشعب الجمهوري، و44 مقعدًا لحزب الجيد، بارتفاع نسبي بلغ 4% مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة.

ومما سبق نجد أن نتائج الانتخابات تمنح مؤشرات تعزز كفة أردوغان للفوز بالانتخابات الرئاسية، ابرزها:

تفوق أردوغان في جولة الانتخابات الأولي؛ بنحو مليوني ونصف ناخب بفارق نحو 4.5 نقطة، مما قد يدفع مؤيدوه للتصويت له بكثافة في الجولة الثانية، كما أنه أكسب أردوغان وناخبيه المزيد من الثقة للفوز بهذه الانتخابات، لكن هذه الثقة الزائدة بأن الأمور محسومة قد تشكل تحدي لأدوغان ينضوي علي احتمالية انخفاض مشاركة الداعمين له في جولة الإعادة بدعوي أن الأمور محسومة لأدوغان، ولعل هذا ما دفع أردوغان في خطابه الجماهيري عقب الإعلان عن نتائج الجولة الأولي علي حث الناخبين علي استمرار حماسهم الانتخابي، والتأكيد بأن المعركة الانتخابية لم تحسم بعد ووجوب الاستمرار حتي آخر صوت.

فوز تحالف الجمهور بالأغلبية البرلمانية؛ ويعد عامل ذو تأثير كبير في تعزيز فرص وحظوظ أردوغان الانتخابية، في مقابل تضاؤل فرص منافسة كليجدار أوغلو، لما لهذا العامل من دور كبير في كسب تأييد عدد من الأصوات المترددة التي لم تحسم توجهاتها الانتخابية، أو منحت أصواتها للمعارضة طامحة في التغيير وبعد خسارة المعارضة للأغلبية البرلمانية قد يصعب تحقيق هذا الأمر في ظل الأغلبية البرلمانية للحزب العدالة والتنمية وتحالفه، هذا إلي جانب أن عامل توافق وتناغم الرئيس مع الأغلبية البرلمانية يشكل أمرًا هامًا لاستقرار السياسة التركية، لتجنب صراع بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة التشريعية من شأنه أن يحدث شلل في الحياة السياسية، وهنا سيكون الاستقرار السياسي عاملًا حاسمًا يصب بشكل أكبر في مصلحة أردوغان.

حيث ستتم مخاطبة الجماهير بأهمية فوز أردوغان لتحقيق الاستقرار السياسي وعدم حدوث تخبط وصراع بين مؤسسة الرئاسة والسلطة التشريعية، لذا قد يصوت له البعض ليس من باب الحفاظ علي أردوغان في السلطة، ولكن للحفاظ علي استقرار تركيا السياسي، وأن يكون هناك تناغم بين عمل مؤسسة الرئاسة والسلطة التشريعية.

وعلي الجانب الأخر، قد يحدث عزوفًا عن المشاركة في الانتخابات من قبل مؤيدي المعارضة بعد فقد المعارضة لورقة البرلمان المهمة، إذ لم يعد هناك مبررًا حقيقًا لإحداث تغيير جذري وتنفيذ برنامج المعارضة الهادف لعكس كافة سياسات أردوغان والعودة بالنظام التركي من النظام الرئاسي إلي النظام البرلماني، حيث لا تمتلك المعارضة مقاعد في البرلمان تؤهلها لتمرير أي قانون، أو إحالة أي مشروع قانون للاستفتاء الشعبي الذي يتطلب 360 صوتًا من مقاعد البرلمان، أو تعديل الدستور الذي يتطلب نحو 400 صوتًا من مقاعد البرلمان.

محاولات استمالة أصوات القوميين:

تأييد سنان أوغان لأردوغان، كانت مفاجأة هذه الانتخابات حصول المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية سنان أوغان المرشح القومي العلماني علي نسبة 5,17% من الأصوات، ويري بعض المراقبين أن سنان أوغان “صانع الملوك” لذا إعلان دعمه لأردوغان سيحسم نتائج هذه الانتخابات، إلا أن هذه الرؤية ليست بهذه الدقة، إذ إن سنان أوغان ليس له قاعدة انتخابية ولكنه مرشح تحالف الأجداد الذي أعلن انهياره مؤخرًا وأكد أن كل الأحزاب التي كانت منضوية ضمنه سوف تعلن موقفها من دعم مرشح الرئاسة منفردة.

لذا لا يجب التعويل كثيرًا علي تأثير دعم سنان أوغان لأردغان لأنه لا يمتلك القدرة والفاعلية التي يصورها البعض في التأثير في نسبة 5.17% من الاصوات التي حصل عليها لتوجيهها للتصويت لصالح أردوغان، ومع ذلك يظل عامل دعم سنان أوغان لأدورغان له وزن مؤثر بشكل أو بأخر في هذه الانتخابات التي يشكل الصوت الواحد بها فارقًا كبيرًا، لاسيما وأن عددًا ممن صوتوا لأردوغان في انتخابات عام 2018، ذهبت أصواتهم لسنان أوغان وليس لكيجدار أوغلو في هذه الانتخابات بسبب تأثر سلوكهم التصويتي بالوضع الاقتصادي، لذا من المرجح أن تذهب هذه الكتلة التصويتية لصالح أدوغان في جولة الإعادة.

وتجدر الإشارة هنا لبروز دور القوميين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ الذين يمثلون نحو 20% من كتلة الناخبين، مما يعزز دورهم في ترجيح كفة مرشح علي الأخر في جولة الإعادة، ونظرًا لتقارب كليجدار أغلو وتحالفه من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، حظي أردوغان علي دعم تصويتي كبير من القوميين في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر المرجح حدوثه في جولة الإعادة، مما يعزز فرص أدوغان علي حساب منافسه.

محاولات كليجدار أغلو لكسب تأييد القوميين: يحاول كليجدار أوغلو استمالة القوميين الذين صوتوا لسنان أوغان في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية، وذلك من خلال تصدير خطاب عدائي تجاه اللاجئين تبناه كليجدار اوغلو في أعقاب انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية، حيث شدد علي ترحيل اللاجئين في دعايته الانتخابية الأخيرة، كما يحاول كليجدار كسب تأييد زعيم “حزب النصر” أوميت أوزداغ، للحصول علي دعم أصوات القوميين، ولكن هذا الأمر قد ينطوي علي مخاطرة كبيرة قد تجلب لكيجدار اوغلو الخسارة بفارق كبير عن الجولة الأولي، لاحتمالية فقدانه لعدد كبير من أصوات المحافظين التي اقتطعها من أردوغان في الجولة الأولي نظرًا لخطابه القومي العلماني الذي يتودد به للقوميين، والذي قد يثير مخاوف المحافظين.

ومن جانب آخر ليس من السهل علي كليجدار أوغلو الحصول علي تأييد الكتلة القومية له، في ظل رفض القوميين لعلاقاته بحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وهنا يواجه كليجدار أوغلو صعوبة في الموازنة بين علاقاته مع كتلة الأكراد الداعمة له والتي تقدر بنحو 10% من الأصوات، وبين استمالة أصوات القوميين.

تصويت الأتراك من الخارج:

بدأ تصويت الأتراك من الخارج يوم 20 مايو الجاري ويستمر علي مدار أربعة أيام، وعلي الرغم من أن نسبة أصوات الأتراك من الخارج نسبة قليلة من مجموع أصوات الناخبين، لكنها قادرة علي إحداث فارق ولها تأثير مهم في هذه الجولة، نظرًا لضراوة السباق الانتخابي والمنافسة الشرسة بين المرشحين، مما يجعل الصوت الواحد يحدث فارق كبير في نتائج هذه الانتخابات، لذا يعول كلا المرشحين علي الأصوات من الخارج لإحداث فارق وتغليب حظوظهما في هذه الانتخابات، وتجدر الاشارة هنا لتفوق أردوغان في عدد الأصوات من الخارج التي حصل عليها في الجولة الأولي من الانتخابات حيث حصل علي نسبة 57.7% من الأصوات، مما قد يرجح حصده لأصوات الاتراك من الخارج في جولة الإعادة، لاسيما مع دعوته للأتراك في الخارج علي المشاركة بكثافة في الجولة الثانية مع بدء التصويت.

شخصية أردوغان:

استطاع أردوغان قلب الطاولة علي المعارضة وأغلب استطلاعات الرأي بسماته الشخصية وكاريزمته المعهودة في إدارة حملاته الانتخابية بمهارة لاسيما خبراته في الفوز بكافة الاستحقاقات الانتخابات التي خاضها علي مدار عقدين من الزمان، والحزم الاقتصادية التي اتخذها قبل اجراء الانتخابات، وإظهار نفسه بأنه رجل تركيا القوي الذي استطاعت تركيا في عهد تنمية الصناعات العسكرية وإحداث التنمية في مختلف المجالات، وتفعيل الدور التركي بالخارج، وأنه القادر علي تحقيق الاستقرار في تركيا، هذا إلي جانب تسخيره لكل مقومات الدولة لإدارة حملته الانتخابية، وتركيزه علي تأثير العامل الخارجي والدول التي ترغب في سلب تركيا استقلالها السياسي والاقتصادي بدعمها للمعارضة، مما أدي لكسب أردوغان المزيد من التأييد وتحقيقه التفوق علي المعارضة في جولة الانتخابات الأولي.

ويستمر أردوغان في اتباع نفس نهج، ويحاول جاهدًا منذ نهاية جولة الانتخابات الأولي حشد الجماهير وإعادة تجميع صفوفه للتصويت له في جولة الإعادة، فمثلًا ظهر مؤخرًا يفتتح مستشفى “دفنه” الحكومي في ولاية هاطاي، وهي احدي الولايات التي ضربها زلزال فبراير المدمر، وهي ولاية في أٌقصي جنوب تركيا وأغلبية سكانها علويين ونحو 90% من سكانها صوتوا لكليجدار أوغلو في الانتخابات الماضية، وهو تأكيد من أردوغان أنه يدير مؤسسات دولة لا تفرق بين ناخبيها وتحقق التنمية للجميع مما قد يصب في صالح أردوغان في جولة الإعادة.

كما يحاول أردوغان جذب الشباب ومخاطبهم والتواصل معهم بوسائل مختلفة لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومقابلة الشباب في المكتبات العامة، وهو ما قد يجذب تصويت نسبة من الشباب له.

فيما يبدو خطاب كليجدار أوغلو شديد العجز يرفع ورقة عودة اللاجئين لاستمالة أصوات القوميين، لفقده كل أوراق التأثير، كما ظهر بعد يومين من الانتخابات يضرب بقوة علي الطاولة في مشهد فسره البعض بأنه يعكس التوتر الذي ألم به لاسيما بشأن قدرته علي مواصلة حشد التعبئة للتصويت له كما كان في المرحلة الأولي من الانتخابات، كما تظل شخصية كليجدار اوغلو لا تتمتع بالكاريزما والخبرات التي تتمتع بها شخصية أردوغان مما يعزز من فرص فوز أردوغان.

وختامًا: شهدت تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية تنافسية شرسة، جاءت نتائجها مغايرة لكافة التوقعات واستطلاعات الرأي حيث أسفرت عن حصد تحالف الجمهور لأغلبية مقاعد البرلمان، وتفوق رجب طيب أردوغان في نتائج الانتخابات الرئاسية بفارق نحو أربعة نقاط عن منافسه كمال كليجدار أوغلو، لتنتقل الانتخابات الرئاسية لجولة إعادة، يتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا علي أكبر عدد من الأصوات، ويكون الفوز من نصيب الأعلى امتلاكًا لأصوات الناخبين، دون التقيد بنسبة 50+1 شرط الفوز بالجولة الأولي في الانتخابات الرئاسية.

وتشير معظم المؤشرات إلي تصاعد حظوظ أردوغان في جولة الإعادة، وأنه المرشح الأوفر حظًا القادر علي حسم الانتخابات لصالحه وحصد أصوات الناخبين في الداخل والخارج، لكن يجب علي أردوغان التأكيد علي الناخبين بأهمية فاعلية المشاركة في الانتخابات لأن كل صوت مهم ويشكل فارقًا في ظل ضراوة السباق الانتخابي، ومع ذلك تبقي كافة الاحتمالات مفتوحة في هذه المعركة الانتخابية الحامية الوطيس بين المرشحين المتنافسين، وتظل نتائج هذه الانتخابات بيد الناخب التركي الذي يشكل صوت واحد له فارقًا في هذه الانتخابات.

 

5- فلسفة اللامساواة... وبوتين سمير سعيفان مدير مركز حرمون-

قرأت مؤخرًا كتاب بعنوان، "فلسفة اللامساواة" وقد شدني عنوانه الغريب، فقد اعتدنا أن نرى عناوين كتب ودراسات ومقالات عن المساواة وفلسفتها وأسسها، وحتى دعاة الرأسمالية والنيوليبرالية والنيوكونز لا يتحدثون بهذه الصراحة الصادمة، بل يخفون آراءهم ويجملونها ويبررونها، أم بردياييف، فلا، هو يقدمها عارية من تزويق وتلوين.

الكتاب كتبه الفيلسوف الروسي نيكولاي بردياييف كتابته في أكتوبر عام 1918 في الذكرى السنوية الأولى للثورة البلشفية، ونشره في آذار 1923 في برلين، وصاغه كرسائل موجهة الى قادة الثورة الروسية، أي قد مضى عليه مائة عام.

أهمية هذا الكتاب تأتي من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحسب ما ذكر على غلاف الكتاب، قد أصدر مطلع 2014 تعميمًا لسائر العاملين في إدارات الدولة يطلب منهم قراءة هذا الكتاب. وهذا يعني أن بوتين يتمثل هذه الأفكار، وأراد لأفراد مؤسسات الدولة الروسية أن يتمثلوا هذه الأفكار. وبالتالي من خلال أفكار بردياييف ومن خلال أفكار الفيسلوف الروسي الحالي اليكسندر دوغين، الذي تشبه أفكاره أفكار بردياييف، يمكننا التعرف على أفكار بوتين وفهم شخصيته وسياساته الحالية.

هو يعلن رأيه ببساطة بأنه ضد ثورة أوكتوبر، فالثورة لديه هي عقاب السماء على خطايا الماضي، وهي ليست إبداعًا "الإبداع في الحقيقة هو عمل ارستقراطي، هو عمل ذوي المراتب العليا، هو يعتبر كل من الليبرالية والاشتراكية عقيدتان زائفتان معاديتان للتاريخ، ويعتبر التقارب والتقريب بين الاشتراكية والمسيحية كفر، فهما متناقضان متعارضان ويقف بصلابة ضد التعاونيات الاشتراكية والدولة الاشتراكية أقرب ما تكون للدولة التسلطية الثيوقراطية. الدولة الاشتراكية هي "شيطاقراطية"

هو ضد المساواة بين البشر فالبشر، عنده ليسوا متساوين. هو مع اللامساواة في توزيع الثروة، وفي المكانة الاجتماعية. الخلاص الوحيد هو في اللامساواة الاجتماعية، وتميز طبقة مالكة لتكون صاحبة امتيازات، وهذا برأيه يصب في مصلحة المعدمين والجماهير الشعبية. واللامساواة من وجهة النظر الاقتصادية، لم تكن ضرورية وحسب، بل ومحمودة أيضًا، وهي شرط كل عملية إبداع، وكل مبادرة خلاقة. وهو يرى أن الحرية والمساواة لا يجتمعان أبدًا، والحرية لديه هي بالدرجة الأولى هي الحق باللامساواة، والمساواة هي بالدرجة الأولى، اعتداء على الحرية هي الحد من الحرية. أما الحرية لديه فهي غير الحرية التي نفهمها، فلديه أن الحرية الحق للشخصية الإنسانية هي ذات منشأ مسيحي، والحرية في المسيح، هي الأخوة في المسيح،

يدافع بقوة عن المُكْيِّة الخاصة أي كانت، و يدافع عن التفاوت في حجوم الملكية دون حدود، هو ضد الجمهورية ومع الأرستقراطية وهو يعتقد ب "العرق الملكي. ومع القيصرية ويرى أنه من "دون القيصر لا يمكن تصور وجود شعب ودولة، ووجود قانون وانتظام"، ويعتقد بضرورة تزاوج روح الشعب الروسي الأنثوية مع فكرة القيصر الرجولية" واظن ان مثل هذه الفكرة تسكر القيصر

هو ضد الليبرالية وضد الديمقراطية وضد الاقتراع العام ويرى أنها تحمل خطرًا عظيمًا، "فهي برأيه مملكة من هم الأسوأ، وليس مملكة من هم الأفضل وهي كفر "إنها الكفر بعينه، إنها الشرك الموجود في أساس الإيديولوجيا الديمقراطية، و يرى أن الديمقراطية هي خضوع للإرادة البشرية، وفي ذلك إذلال لها، بينما ينبغي إخضاعها لإرادة عليا، لإرادة الله وكنيسته على الأرض فهو يعتقد بوجود نظام إلهي للعالم، وهو لا يقسم المجتمع الى طبقات بل إلى فئتين: "من مع المسيح ومن ضد المسيح"

هو يرى أن الفكر الثوري الماركسي والاشتراكي والبورجوازي جاء مستوردًا من الغرب، وهذا يتعارض مع الروح الروسية المقدسة، والعقيدة الروسية برأيه يستحيل فصلها عن العقيدة الدينية"يرى أن لسلطة الدولة مصدر إلهي، وأن منشأ السلطة هو منشأ ملكي، لا جمهوري، والدولة تملك دومًا أساسًا صوفيًا لا عقلانيًا غامض، يمجد العنف ويرى أن ضروب العنف هذه كانت حقًا، خيِّرة وصالحة إنجيليًا، وقد يستغرب مسيحيون كثر مثل هذا الزعم لبردياييف، ولكن في الحقيقة دائمًا ما دعمت الكنيسة حروب دولها على طول الخط.

وهو يمجد الحرب، ويدخلها في صلب العقيدة المسيحية فالحرب لديه عملية تطهير عظيمة... ويرى أن الحرب ليست شرًا بذاتها، وأن خوض الحرب يكون بالغرائز اللاعقلانية، من دون تفكير ونقاش، فالحرب تقوم دومًا على أسس غير عقلانية....ويرى أنه لمن الجنون خوض الحرب باسم أهداف عقلانية، ومن ذروة التعقل خوض الحرب باسم أهداف جنونية فحسب. لا يمكن خوض الحرب على نحو جيد سوى باسم أهداف متهورة، غامضة، بعيدة وغير مفهومة، خوض الحرب بالغرائز اللاعقلانية، من دون تفكير ونقاش، من أجل الدين والقيصر والوطن. ولا أظن أن ثمة أفكار تجعل بوتين منتشيًا أكثر من هذه الأفكار.الحرب هي تعبير عن لا عقلانية الحياة... لهذا السبب تتقبل المسيحية الحرب بفظائعها وآلامها يمجد الإمبريالية وأن الشعب العظيم، شعبٌ محارب

وهو ضد التنوير العقلاني لأنه "رجعية فكرية" كما ويعادي عقل الإنسان والعقلانية ويكرهها ويرى أن الروح المحافظة والأرستقراطية هي منبع الإبداع، وأن الأرستقراطية هي مملكة من هم الأفضل، والأرستقراطية خلقها الله، ومن الله حصلت على خصائصها.... وحقوق الأرستقراطية هي حقوق بالفطرة وليست مكتسبة وأن الأرستقراطية لها أسس بيولوجية. وأنها اصطفاء عرقي يشكل السلالة، وليس نتاج اجتماعي.ضد ديمقراطية الثقافة، فالثقافة هي للنخبة فقط فالثقافة عنده يجب أن تكون محصورة بالنخبة كي تبقى نادرة ورفيعة. وهو يربط الثقافة بالدين، "الثقافة ولدت من العبادة. منابعها مقدسة منابع الثقافة ارستقراطية وذات بعد روحي ديني.

 

6- اليسار العربي.. استشراف المستقبل رؤية نقدية الدكتور ضرغام الدباغ

العالم العربي في غليان، وفي علم التاريخ يعتبر في مرحلة تمفصل (Epoch Transition)، إثر مراحل انتهى استحقاقها وأدت مهماتها وتؤذن بالرحيل، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى خصائص جديدة، فكل شيء مطروح للاحتمالات، والقريبة منها و البعيدة جداً، بدرجة أضحى معها التنبؤ بنتائج العاصفة أمراً يصعب حتى على أبرع المحللين والمفكرين، ولكنه ممكن..!

الأسباب بالطبع عديدة، منها مؤثرات موضوعية خارجية، ومنها مؤثرات ذاتية داخلية، وكلتا المؤثرات من الصنفين متوافرة بدرجة ثقيلة بحيث لابد أن تترك آثارها، وردود أفعال العديد منها خارج السيطرة، وهي الأخطر بطبيعة الحال.

المؤثرات الداخلية هي تلك المؤثرات المتوفرة غالباً في البلدان النامية (المتحررة حديثاً من الاستعمار والهيمنة الأجنبية) وتحمل نكهة المتوارث التاريخي، أضيف فوقها ما خلفته عهود الاستعمار والهيمنة الأجنبية، ومن تلك شيوع ليس أنماط وعلاقات الإنتاج المتخلفة فحسب، بل وسلسلة محكمة الحلقات متوارثة من العلاقات المتخلفة السياسية/الاجتماعية/الثقافية، بحيث تضيف المزيد من العراقيل أمام مناهج عمل قوى اليسار المحلية المتنورة في الغالب بفعل تماسات ثقافية مع قوى اليسار الإقليمية أو العالمية.(1)

في التاريخ العربي الوسيط والحديث، لم يكتب للحركات اليسارية (إن صح اعتبارها كذلك) إنجازات كبيرة، عدا تجربة المعتزلة، التي طالت لعقود، وحكمت كفكر المؤسسة السياسية، (المأمون 813 م ــ المعتصم 833 م ــ الواثق 842 م حتى خلافة المتوكل 847) أي نحو 34 سنة في غضون عصر ثلاثة خلفاء.

ثم حركة الخوارج التي استطال تاريخها، فاستطاعت أن تؤسس كيانات سياسية، بيد أن الغلو والتطرف الجامح حال دون أن تتحول التجربة إلى توجه سياسي راسخ. وكانت قد تأسست عام 655م، ثم بدأت بالتلاشي عام 861م، أي أن وجودها تواصل في العمل السياسي والفكري نحو 206 أعوام (2)

أما الحركتان/الانتفاضتان المسلحتان، الزنج (250 هـ/270 هـ) والقرامطة (260 هـ/470 هـ) فكلتاهما لم تتمكنا من الارتقاء إلى شروط الثورة. ولكن من الضروري الانتباه إلى نقطة نجدها مهمة في تحليل الحركات السياسية التاريخية، أن نقيم تحليلنا وفق القاموس السياسي لذلك العصر. وقد توصلنا إلى تشخيص حقيقة علمية من خلال تأملنا في تاريخ الفكر السياسي العربي القديم والوسيط، أن الفكر السياسي وصيغه وأشكاله وأدواته المعبرة، تتراجع وتتخلف بتخلف الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بصفة عامة، وبهذا المعنى نجد أن الحركات السياسية العربية قد تراجعت وتكاد أن تكون خمدت، وليس هناك ما يستحق تسجيله في تلك المراحل المظلمة، إلا إذا استثنينا بعض التحركات في الأرياف التي لم تكن تنطوي على أهداف سياسية مهمة أو عميقة، إذ كانت تعبر في الغالب عن استياء سكان الأرياف من الضرائب ومصادرة المواشي والمحاصيل.

اليسار العربي في العصر الوسيط لم يستطع أن يتحول إلى تيار كبير، بسبب شدة تأثير التيار الديني، وهو تيار بطبيعته لا يميل للتغيير، بل للحفاظ على التقاليد والأصول، من جهة، والتطرف الذي أودى بحركتين كادتا تتحولان إلى تيار قوي ونعني بهما: الخوارج والمعتزلة.

وفترة السبات المظلمة لم تنقطع فيها الحركة الفكرية والثقافية والعلمية فحسب، بل إن عطلاً شديداً أصاب الأجهزة والآليات المعنية بمتابعة التطورات التي كانت تدور في أماكن عديدة من العالم، وبذلك أصبحت بلادنا في عزلة تامة وسادت في معظم الأرجاء العربية الإرادة الأجنبية التي لم تكن تبدي التفهم لإرادة الشعب. ووفق هذه المعطيات، لم يكن ليسار حديث في الوطن العربي أن يظهر قبل ما اُستحسن (شخصياً) تسميته “عصر النهضة العربي الثاني” والذي أرجح سريانه منذ أواسط القرن التاسع عشر (1850) وفق المؤشرات التالية:

كانت الثورة اللوثرية في الكنيسة (1500)، قد قادت إلى ثورة تحررية، وشيوع الأفكار الليبرالية، ونهاية لعصر المسلمات المقدسة.

أفضى عصر النهضة (القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر) إلى عصر التنوير والثورة الفرنسية (1799)، ثم الثورة الصناعية (القرن الثامن عشر)، وبدأت الدول الصناعية الأولى تدشن عصر الاستعمار، فانطلقت الحملات الاستعمارية تجوب أعالي البحار، وليشتد الصراع على المستعمرات، فخلفت حزمة التطورات هذه تداعيات؛ إن في البلدان الصناعية وجيرانها من الأوربيين، في نهاية لتحالف الكنيسة والملوك، أو في بلدان المستعمرات، حيث أدى الاحتلال الأجنبي لها إلى آثار اقتصادية وسياسية بعيدة.

الإمبراطورية العثمانية، كانت تشهد انتقالاً بطيئاً من العهد الإقطاعي إلى بدايات التأثر بالأحداث الأوربية، ومن تلك تحديث نظم الدولة، وكان لهذه آثارها في الأقطار العربية باتجاهات سياسية واقتصادية وثقافية عديدة، لتتأجج المسائل الوطنية والقومية.

مؤشرات نهوض في مصر إبان حكم محمد علي الكبير (1805 ـ 1848)، والجامعة الأمريكية في بيروت 1866، والجامعة اليسوعية في بيروت 1875.

بدأ نشاط تعليمي ومعرفي بالتحرك في العراق وسورية وفلسطين، تمثل في افتتاح عدد من المدارس العليا والكليات، بعضها كان نتيجة لنشاط البعثات والكنائس المسيحية، كما بدأت السلطات العثمانية تولي للتعليم أهمية في أواخر القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين.

كان اشتداد تيارات التحرر في عاصمة الدولة العثمانية، وانتشار الجمعيات الثقافية والاجتماعية ذات الأبعاد السياسية، قد تغلغلت بين العرب المتواجدين في العاصمة للدراسة أو الخدمة في الجيش. فشهدت تلك المرحلة تشكيل العديد من الجمعيات الثقافية والسياسية العربية، سرعان ما انتقلت فروعها إلى الوطن العربي ولا سيما في سوريا (لبنان) والعراق ومصر.

مهدت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا 1918 ــ الانتشار للأفكار الاشتراكية.

وجدير بالملاحظة والتتبع، العلاقة الجدلية التي تربط هذه العناصر بعضها ببعض كعناصر مؤثرة كان لها تفاعلاتها ونتائجها كل في الزمن الذي حدثت به، وإن كانت دوائر تأثيرها تصل ضعيفة خافتة وبطيئة إلى العالم العربي، ولكن من الداخل أيضاً (داخل الوطن العربي) كانت هناك عناصر داخلية عديدة تحتدم، فالعهد العثماني نفسه كان يئن ويتداعى تحت وطأة تفاعلات داخلية وخارجية بدا النظام العثماني حيالها عاجزاً عن التطور وعن استيعابها، وكان عليه أن يقدم على قفزة كبيرة إلى الأمام ولكن قواه الذاتية لم تكن تكفيه للقيام بتلك القفزة، مع اشتداد المؤامرات الخارجية عليه في إطار التنافس الاستعماري بين الإمبراطوريات العظمى.

وعصر النهضة العربي سادته هواجس محاكاة الغرب مبهوراَ بالمنجزات الفكرية والعلمية، بل ذهب البعض إلى ضرورة محاكاته إلى درجة التماثل. وقد فات تلك الجهات أن التماثل ونقل التجارب بحذافيرها أمر مستحيل لصعوبات موضوعية قبل أن تكون ذاتية، بالإضافة إلى الحقيقة المؤكدة، وهي أننا لا يمكننا التخلي عن موروثنا الثقافي والحضاري الذي يمتد لبضعة آلاف من السنين، وأن محاولة من هذا القبيل قد تكون نبيلة المقاصد النهائية، إلا أنه محكوم عليها بالفشل، فهي نقل معلب لمنجزات لا تمت لنا ولموروثنا الثقافي والأخلاقي والاجتماعي، والقبول بها كما هي ونقلها بشكل آلي أشبه بزرع جسم غريب في جسد سوف لن يقبله، وأن محاولات إرغامية كهذه افتقرت للأصالة، فهي أشبه بمن يطفئ حريقاً شب في منطقة أخرى، ولم تستجب للإثارات المحلية لذلك لاقت الفشل في الوطن العربي من خلال تجارب عديدة، في حين توصلت أمة كاليابان مثلاً في المحافظة على القيم والموروث الثقافي مع تحقيق تقدم صناعي/علمي، رغم أن موروثنا الثقافي هو أكثر ثراء من الموروثات اليابانية.

اليسار العربي في العصر الحديث جاء مقطوع الجذور عن موروثات مجتمعه، وحاول أحياناً أن يكون نسخة مكررة عن اليسار الأجنبي بتنوع نسخه: الأوربي/الآسيوي/الأمريكي اللاتيني، وكان رواده في البلاد العربية من الانتلجنسيا الأجانب، ومن مثقفين سنحت لهم الظروف تعليماً استثنائياً نادراً، أو من خلال علاقات خاصة مع مؤسسات أجنبية. وبعض هذه الشخصيات نجدها معادية بضراوة للتوجهات الشعبية كالوحدة العربية (مع أن قوى اليسار في البلدان الأجنبية تناضل من أجل الوحدة الوطنية والقومية)، كما أن الإخلاص والتزمت للنصوص (الدوغماتية) أفقدها المرونة حيال الكثير من القضايا الجوهرية.

وكان تطور حجم التجارة الدولية بسبب نتائج الثورة الصناعية، قد أنتج محاولات الدول الصناعية البحث عن متعاونين يمثلون مصالحها الاقتصادية أولاً، ثم السياسية بطبيعة الحال. وهكذا نشأت في العواصم والمدن الكبيرة فئات كومبرادورية (Comprador) أصبحت وسيطة للقوى الأجنبية، المتطلعة للتوسع الاستعماري، وتوسيع نفوذها، وأصبحت تمثل ليس فقط قاعدتها الاقتصادية/الاجتماعية فحسب، بل وأفقها الثقافي أيضاً، فتولت فتح مدارس التعليم الخاص، والصحف والمجلات، وكونت محيط إشعاعها الثقافي/الفكري، وليس نادراً ما تكونت الشرائح المتنورة من هذه الفئات الاجتماعية، التي كانت تحاكي في محاولات فاشلة بالطبع تقليد المجتمعات المصدرة للتجارة والثقافة، بل وأصبحت ثقافة الأجنبي هي ثقافة الفئات الوسطى والعليا في المجتمع، وليس نادراً ما انعكست في فعاليات اجتماعية.

ناهضت الدول الصناعية/الاستعمارية هذه المؤشرات التي مثلت بوادر النهضة العربية الحديثة التي انطلقت في مصر أولاً، بحملة تعليم وترجمة ونهوض ثقافي، وإرسال بعثات للتعليم، في أجواء شجعت ظهور شخصيات ثقافية متنورة ذات أهداف نهضوية.

وبالرغم من أن محاولات النهضة العربية كانت تواجه بالعديد من العقبات المحلية والأجنبية، تمثلت الداخلية المحلية منها بالقوى الإقطاعية والرجعية التي رأت في النهضة ما يدفع بمواقعها ومكتسباتها إلى الخلف ويفسح المجال لبروز قوى جديدة تهدد مواقعها. وكان من الصعوبة بمكان بروز تيارات ثقافية وفكرية مستقلة عن الجو العام السائد. والعوامل الخارجية كانت تتمثل بتغلغل القوى الاستعمارية تجارياً وثقافياً حتى في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، بسبب ضعف الهياكل السياسية والاقتصادية والثقافية للسلطات العثمانية، وعدم قدرتها على مواجهة هذا النهوض الثقافي/الفكري الذي كان يهدد باقتلاع كل شيء حتى في عاصمة الدولة العثمانية نفسها، التي كانت تشهد تصاعد نشاط الحركات القومية الهادفة إلى بناء دولة قومية حديثة.

ومن جملة العوامل الخارجية أيضاً اشتداد واتساع نطاق الحركات الاشتراكية بأنواعها في بلدان أوربا الغربية: ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، بريطانيا، وسريانها إلى بلدان أوربا الشرقية وخاصة في: هنغاريا وجيكوسلوفاكيا، ثم في روسيا. ونقلت إليها جوهر النضال الاجتماعي في بواكير القرن العشرين. وفي مصادر تاريخ الفكر والحركات الاشتراكية الكثير من الوقائع والمفردات عن طبيعة انتشار الفكر الاشتراكي في الأقطار العربية، ومن ثم الأحزاب والحركات الماركسية، ومنها الحزب الشيوعي ويعود تاريخ تأسيسه إلى مرحلة العشرينيات والثلاثينيات، ثم حركة البعث العربي الاشتراكي، الذي بدأ بالانتشار من أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، وتأسس بشكل نهائي في نيسان/1947، كأول حركة (حزب) قومي اشتراكي. وكان قادة الحزب ذوي ثقافة فرنسية، إذ درسوا في باريس وهناك تعلموا مناهج الفكر الاشتراكي الديمقراطي، ولكن مع ظروف الواقع السياسي/الاقتصادي/الاجتماعي، كان لابد أن يكون التركيز على القضايا القومية، وقد حلت القضية الفلسطينية 1948 كقضية قومية ذات أولوية بعد عامين فقط من تأسيس حزب البعث 1947، وكانت إرهاصاتها تدور قبل ذلك بسنوات عديدة.

الأحزاب اليسارية/العمالية، تعاملت في موضوعات القضايا المحلية الوطنية/القومية بعقل وأحياناً برؤية أجنبية، في النظر إلى المشكلات المحلية بحلول حيادية أحياناً، وتخندقوا وراء هذه المواقف، على أساس الثوابت والمقاييس النظرية، وإذا كان الفكر الاشتراكي الديمقراطي/الماركسي متقدماً في قوته النظرية وعمق أفكاره، إلا أن الحركات التي اهتمت بنشر هذا الفكر كانت تنظر إلى مشكلاتنا الوطنية والقومية وتحللها بمنظار وعيون القوى الأجنبية، وقد تسبب هذا العجز في التطبيقات الإيديولوجية إلى خسارة نفوذ مهم كانت تتمتع به هذه الأحزاب في العديد من البلدان كالعراق وسوريا ومصر..الخ وحتى في خارج الإطار العربي في تركيا وإيران.

وكان لارتباط الأحزاب الشيوعية العربية بمنظمة (Comintern) أثره السلبي على تطور الأحزاب الشيوعية في المنطقة وحتى في أوربا، بل وفي العالم، اغتنمها أعداء المعسكر الاشتراكي والقوى الرجعية المحلية، وبالغوا في خلق صورة مفزعة للاشتراكية والشيوعية، واتخذت مساراً معادياً لليسار عموماً وللأحزاب الشيوعية خصوصاً. والعلاقة الوثيقة للأحزاب الشيوعية بالاتحاد السوفيتي أضرت بالحركة الاشتراكية ليس في منطقتنا العربية والشرق الأوسط، بل وفي أوربا الغربية (إيطاليا ــ فرنسا ــ أسبانيا)، وفي أوربا الشرقية لم تخلُ من إشكالات في (يوغسلافيا ــ ألبانيا ــ هنغاريا ــ جيكوسلوفاكيا ــ بولونيا). (3)

ضخمت أجهزة الإعلام والدعاية الرأسمالية وبالغت بتأثيراتها، سواء في البلدان الأوربية أو في أرجاء من العالم، وفي منطقتنا بصفة خاصة، وألحقت أضراراً جسيمة بحركة اليسار بصفة عامة. ومن جهة أخرى، تسببت هذه القراءة الخاطئة، والتفسير الخاطئ للمصادر الاشتراكية العلمية في العديد من المواقف المناهضة لآمال الأقطار وطموحاتها وحقوقها المشروعة السياسية والاقتصادية.

وقد اتخذت هذه القوى والأحزاب موقفاً لا يلين تجاه أعز تطلعات الجماهير:

موقفاً مناهضاً للمشاعر الوطنية والقومية حيال القضية الفلسطينية.

موقفاً مناهضاً لمشاعر الأمة في الوحدة العربية.

موقفاً مبالغاً في الإلحاد والإجهار به حيال عاطفة شعبية للدين.

أما في المواقف السياسية فقد ارتكبت أخطاء كثيرة في العديد من الأقطار وفي حقب مختلفة، في الجزائر، ومصر، العراق وسورية، ومن تلك الأخطاء على سبيل المثال لا الحصر، مواقفهم في حرب التحرير الجزائرية، ومصر حيال ثورة 23/تموز/1952، وفي العراق حيال الحكم الوطني، وفي إيران في ثورة مصدق وبعدها، وفي التعاون مع الاحتلال الأمريكي للعراق. وفي فهم خاطئ لطبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها مجتمعات الشرق الأوسط والوطن العربي بأسره، وحتى الخمسينيات كانت الطبقة العاملة العربية والشرقية عامة ضعيفة وقليلة العدد بصفة عامة، ليست بمستوى الطبقة العاملة في البلدان الصناعية، ناهيك عن وجود قوي للدول الاستعمارية سياسي/اقتصادي/عسكري حتى نهاية الخمسينيات، والعديد من الأقطار العربية لم تكن قد أنجزت (وبعضها لا يزال في مرحلة مهمات وواجبات ومستلزمات مرحلة التحرر الوطني)، الأمر الذي كان يحتم وضع برامج نضالية تتلاءم مع الموقف الاجتماعي/الاقتصادي في كل بلد، نعم هناك مشتركات، ولكن مع وجود خصائص. (4)

وثمة مشكلة أخرى واجهت حركة اليسار العربي وهي أن الاعتدال (النسبي) الذي تميزت به، ولا سيما في المرحلة (1963 ــ 1967) تحول بعد هزيمة حزيران 1967 وبعد اشتداد هبوب عاصفة التيارات الماركسية إلى حالة من الاندفاع نحو الماركسية، حتى أن الحركات القومية بدأت تسرع نحو الماركسية، بوصفها القلعة المنيعة المعادية للإمبريالية، وطالما نحن في صراع حياة أو موت مع الإمبريالية، فنتخذها منهجاً وسبيلاً للتحرر والتنمية، وطالما لا أحد يعطينا سلاحاً ندافع به عن بلداننا وأنفسنا، فلنتحالف جذرياً مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي، ولم يكن هذا يخلو من منطق، وهذا كان لب الزحف صوب الماركسية، وطالما هي ردة فعل فليكن بأتم صورة وأقواها، هكذا كان القاموس السياسي لتلك المرحلة: الاندفاع دون هوادة.

إلى هنا كان الأمر يبدو منطقياً وأن الرد على الهزيمة بتصعيد المقاومة الثورية، واليسار مقاومة وثورية في آن واحد، ولكن المشكلة كما هي دائماً: الخطأ في تسلسل القراءة والدراسة، والاسترشاد. الثورة والماركسية علم وعلم ليس بسيطاً، وقد صادفت أعضاء قيادات شيوعية لا يفقهون من الماركسية شيئاً. الديالكتيك والميتافيزيقية، والإمبريالية ونظريات النقود والأجور، ونظام الدولة موضوعات علمية تدرس في الجامعات، ومعظم قوانا تعاملت مع الأمر كمزاج وكرد فعل ووفق قناعات مسبقة. ولم نجد (إلا نادراً) دراسات  علمية تستحق الاعتبار قائمة على تحليل المجتمع تحليل علمي، ليصار إلى وضع سياسات نضالية. (5)

النتيجة كما هي تاريخياً، عندما لا يحقق التصعيد التراكم المطلوب، تلجأ القوى الثورية وتغطية لعجزها النظري والتطبيقي، إلى المبالغة والتطرف لدرجة مفجعة. وهذه حقيقة تاريخية معروفة، وهكذا أممت سلطات اليمن الديمقراطية (وهم حزب قومي أصلاً ــ حركة القومين العرب) زوارق صغيرة لصيادي أسماك فقراء، وثورة ظفار تحولت للماركسية وقاموا بإلغاء المهر وعقود الزواج، وشاهدت بأم عيني ذات يوم في الأردن شعارات “لنقم سوفيتات العمال والفلاحين”. وندوة أقامتها حركة قومية جرى التحول للماركسية بالتصويت..! وحزب شيوعي انشقّ، والجزء المنشق تطرف لدرجة أنه أنهى بداية كان يمكن أن تكون رائعة بتشخيصه الدقيق لمشكلات الحركة الشيوعية في ذلك البلد. كان هذا التطرف يحمل بذور النهاية. وتختزن الذاكرة صوراً مرعبة للتطرف الذي بلغ أحياناً مستويات جنونية، وهو سلوك معاكس للثورية، حتى أني استخدمت مرة مصطلح (شيوعيو الفجل) من الخارج أحمر قاني، ومن الداخل أبيض ناصع البياض..!

والحق أن مثل هذا التطرف كان موجوداً في صفوف اليسار، وفي صفوف الأحزاب الشيوعية، وقد أنتج حالات أساءت للفكر الماركسي وللاشتراكية، ففكرة تصدير الثورة كانت أساساً من نتائج ثورة أكتوبر الاشتراكية، وما زالت بقايا الفكر التروتسكي قوياً في بعض بلدان أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، وقبلها كان التيار الفوضوي (قاده باكونين) الذي ظل سائداً في فرنسا وأسبانيا حتى الثلاثينيات، ولا تزال بقاياه موجودة، وكذلك تجربة الخمير الحمر في كمبوديا، وغيرها.(6)

اعتمدت بعض الحركات اليسارية على الفكر الماركسي ــ اللينيني كمنهج سياسي/أيدولوجي لها، و بعضها أنشقت عن حركاتها الأم، ولكنها لم تبلغ شأواً مهماً، وأخرى تطورت وغيرت دستورها ونظامها الداخلي واسمها، ولكن القفزة الكبيرة دون توفر المستلزمات أفقدها توازنها، والتطرف يقود إلى تطرف أشد ومبالغات، ومزايدات، حتى تسود الفوضى النظرية السياسية والتكتلات والخطوط المائلة والمتقاطعة. والحصيلة لم تحض أعمال مهمة في الفكر الاشتراكي الثوري واليساري لقادة ومفكرين أفذاذاً مؤهلين تمام التأهيل ليكونوا قادة كباراً، كالقائد المفكر عبد الفتاح إبراهيم، ومحسن إبراهيم، و جورج طرابيشي، والياس مرقص، وياسين الحافظ، ومحمد عابد الجابري، وأنور عبد الملك، وسمير أمين، وغيرهم.

ورغم الإسهامات الكبيرة لهؤلاء المفكرين، إلا أنها كانت (تقريباً) مسكونة بفكرة محاكاة الفكر اليساري الأوربي، وما عدا محاولات لا نعتبرها كافية، لم يُغطس في عمق المشكلات الفكرية العربية، ويؤسس على متابعة دقيقة وعلى أيدي مختصين لمصادر الفكر المادي العربي ويواصل عليها بتحديثها، فقد قرأنا مرة أن عالماً ماركسياً أوربياً صرح إما أن يكون ابن خلدون قد تأثر بكارل ماركس أو العكس..! وكذلك ابن رشد الذي لعب دوراً مهماً في تأسيس الفلسفة المادية في أوربا.

لا ندعو بهذا المفكرين العرب إلى عزل الفكر العربي عن المؤثرات الخارجية، ولا أن يغطس في المورثات بحيث يصعب عليه التطلع بأفق واسع، وفهم العلاقة الوثيقة بين المنجزات الثقافية للإنسانية. إن توازناً دقيقاً يبدو هو المطلوب، وإلا فأي فائدة ترجى من مفكر يعيش في الشرق ويتأثر بكل مؤثراته، ويحاول علاجها بأدوات غربية.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

التماس الفكري شأن حدث ويكثر حدوثه في إطار التبادل الحضاري والفكري والثقافي بين الشعوب، والأفكار تنتقل عبر وسائط عديدة، تعددت أساليبه في القرون الحديثة مع شيوع استخدام الراديو، واللاسلكي، والطباعة، وأضافت لها الوسائل الالكترونية كنتيجة للثورة المعلوماتية أبعاداً لم تعد معها نقطة واحدة بعيدة عن تحقيق الاتصال الفكري والثقافي معها.

تأسست حركة الخوارج في عهد الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب (رض)، (655 م ـ 35 هج/661 م ـ 40 هج)، وتواصلت في العصر الأموي والعباسي، حتى تلاشت تدريجياً في العصر العباسي الوسيط (833 م ـ 218هج/861 م ـ 247هج)، ولكن دائماً مع بقاء شرائح من فئات الخوارج تحت مسميات شتى في شبه الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا. وسموا بالخوارج رغم أنهم أطلقوا على أنفسهم (الجماعة المؤمنة)، بيد أن تسمية الخوارج طغت لدى المؤرخين العرب والمسلمين والأجانب. ويعتبرهم الأستاذ البرت حوراني: “أول حركة احتجاج على التضحية بالمبادئ في سبيل الغايات “

الكومنترن (Comintern) منظمة أسسها فلاديمير لينين عام 1919 في موسكو، وهي تنسق بين الاحزاب الشيوعية في العالم، وتهدف إلى إقامة النظام الاشتراكي/الشيوعي.

الأحزاب الشيوعية وخاصة العربية، بررت ووجدت الذرائع لمشكلات حدثت في الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية، في حين أنها كانت تثير الدعايات بوجه الحكومات الوطنية في البلاد العربية لأنها مخالفة للتعاليم الاشتراكية/الماركسية، وتتساهل مع أمثالها أو أكبر منها في الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية:

صلح برست: تخلى الاتحاد السوفيتي عن مساحات من أراضيه نتيجة الصلح مع ألمانيا لإنهاء الحرب العالمية الأولى، واستعادها بعد الحرب العالمية الثانية.

عصيان كرونشتاد شباط فبراير وآذار مارس 1921، تمرد قام به البحارة الشيوعيون السوفيت مطالبين بحقوق سياسية، في مطلع عهد السلطة السوفيتية، قام ستالين بقمعها بقسوة دموية.قضية هونغ كونغ: مقاطعة صينية استولت عليها بريطانيا، لمدة 48 سنة حتى استعادتها الصين سلماً.

قضية تايوان. جزء من أراضي الصين اقتطعها نظام شان كاي شيك الرجعي الموالي للإمبريالية ولا تزال تحت سيادة هذه السلطة، وتأمل الصين الشعبية استعادتها ذات يوم سلماً.مكاو المستعمرة البرتغالية حتى 20 ديسمبر 1999، (الآن منطقة إدارية خاصة تابعة لجمهورية الصين الشعبية).

الشيوعيون والكفاح المسلح في أميركا اللاتينية (بوليفيا مثالاً)، حيث ساهم الشيوعيون البوليفيون بصورة غير مباشرة بفشل ثورة غيفارا في بوليفيا، بداعي أنها (غير عمالية ورومانسية ثورية) وقاطعوها حتى لاقت مصيرها بالإبادة.

قضية القاعدة العسكرية الأمريكية في غوانتنامو. أراض كوبية تقيم عليها الولايات المتحدة قاعدتها العسكرية، وتضم القاعدة حتى الآن معسكر الاعتقال الشهير.مرونة البلدان الاشتراكية في بيع أراض من السيادة الوطنية بذريعة أنها تحسن من وضع الحدود مع الدول الغربية.

البلدان الاشتراكية: يوغسلافيا ألبانيا، هنغاريا، جيكوسلوفاكيا، بولونيا ورومانيا، وفي جميع هذه البلدان نشبت حركات (ثورات مضادة في الغالب إخراج وتنفيذ أجهزة المخابرات الغربية)، نتيجة لرفضها النموذج السوفيتي في الهيمنة وقيادة العالم الاشتراكي، أو لصعوبة تنفيذ النموذج السوفيتي خارج الاتحاد السوفيتي.

الفوضوية: تيار أسسه الروسي ميخائيل باكونين (1814 ـ 1876). مناضل ومفكر روسي الأصل، ساهم في ثورات وانتفاضات في تشيكوسلوفاكيا، وبولونيا، ضد الأنظمة الرجعية عمل لفترة مع ماركس ثم اختلفا، صاحب نظرية ضد السلطة والسلطوية، وأعتبر أن الدولة والكنيسة هم ألد أعداء الشعب.للأنصاف قرأت مرة دراسة مختصرة ولكنها مفيدة للحزب الشيوعي العراقي في أوائل السبعينات (القيادة المركزية)، كما تعرفت شخصياً على قيادات شيوعية عربية على درجة من الكفاءة النظرية.

 

تقارير واخبار

1- ما اهمية باخموس في الحرب الاوكرانية؟

بعد قرابة العشرة اشهر من القتال الشرس بين القوات الروسية بقيادة قوات فاغنر ضد القوات الاوكرانية مع الكثير من المتطوعين والمدربين الاجانب، تعلن مجموعة فاغنر السيطرة الكاملة على مدينة باخموت (ارتيموفسك).

ربما يتساءل المرء عن سبب هذه التضحيات الجسيمة من الجانبين الروسي الذي دفع بمجموعة فاغنر وهي مجموعة مدربة تدريبا قتاليا عاليا جدا والجانب الاوكراني الذي استخدم قوات النخبة والمجهزة بكميات هائلة ونوعية من السلاح من اجل احكام السيطرة على هذه المدينة.اليكم اسرار والغاز معركة مدينة باخموت (ارتيموفسك) السوفيتيةالروسية

يستغرب البعض طول المعركة في باخموت ولماذا تطلبت السيطرة عليها قرابة العشرة اشهر من القتال الدامي ولماذا تتخذ مدينة صغيرة كل هذه الاهمية والرمزية في الحرب بين روسيا والناتو.انها المدينة الوحيدة في العالم التي أعدها الاتحاد السوفيتي لتصمد أمام الحرب النووية إذا نشبت مهما كان عدد الصواريخ التي ستقصف به.

أذن فلا تستغربوا كيف استطاعت باخموت أن تصمد لشهور أمام القوات الروسية؟

الاسم الحقيقي للمدينة أرتيموفيسك، وأطلق الأوكران عليها باخموت عام 2016 في محاولة لطمس هويتها الروسية.وآرتيموفيسك هي مدينة تقع تحتها شبكة أنفاق هائلة، تحتوي على مخارج عديدة مثل بيوت النمل.. وتلك الأنفاق نتاج الحفر في المناجم التي كان يستخرج منها "الفحم الحجري، والملح الصخري، والمرمر، وغيرها" التي يعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، وتخيلوا كيف يمكن أن تصبح خلال قرون من الحفر.

الكثير من مباني مدينة باخموت بنيت على مداخل المناجم القديمة التي ترتبط بالأنفاق بشكل مباشر، ويمكن الانتقال عبرها من مكان لآخر عبر عربات قطار وسكك حديدية التي تستخدم لاستخراج الفحم الحجري والملح الصخري والمرمر.خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، والحرب الباردة مع أمريكا والغرب تم تجهيز بعض تلك الأنفاق بغرف مكتمّة وأعمدة أسمنتية في المناطق الضعيفة، وبناء مساكن وأندية وشوارع وأسواق وثلاجات تخزين وشبكة اتصالات، لتكون ملاجئ آمنة في حال نشبت حرب نووية.

حلف الناتو منذ العام 2014م، بدأ بتجهيز المدينة وأنفاقها وإرسال كميات كبيرة من الأسلحة، واستقدموا الكثير من القوات المدربة من جميع الدول الأوروبية ليسكنوا تلك الأنفاق ويحفظوا دروبها، وأعدوا خطة عسكرية محكمة للقتال فيها وهزيمة الجيش الروسي ليفقد الشعب الروسي والعالم الثقة فيهم كلياً.. متسائلين، كيف يهزم ثاني أقوى جيش في العالم أمام مدينة صغيرة؟

ولهذا:ما يحدث في باخموت "ارتيموفيسك" هو معجزة حقيقية يحققها الجيش الروسي، ويقف الغرب والناتو غير مصدقين أن هناك قوة في العالم تستطيع هزيمة ما أعدوا له هناك، أو أن يتمكن من اقتحام تلك التحصينات المعدة لاحتمال أعتى الضربات النووية.ولا يوجد في العالم مثل تلك الأنفاق وتجهيزاتها تحت الأرض من مساكن ونوادي وشوارع واتصالات وغرف للقيادة والسيطرة وغيرها سوى في العاصمة الروسية موسكو.

اليكم صور مدينة باخموت تحت الارض و بالانفاق.

 

2- وسط قلق دول بآسيا الوسطى..

أفغانستان تنهي المرحلة الأولى من مشروع قناة خوشتيبه لتزويد 3 ولايات شمالية بالمياه

أنهت الحكومة الأفغانية المرحلة الأولى من مشروع حفر قناة خوشتيبه لتزويد 3 ولايات شمالية بالمياه عبر نهر آمو، وهو المشروع الذي يثير قلق دول آسيا الوسطى التي تخشى انحسار حصصها من المياه.وتُقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ360 مليون دولار، ويعمل فيه نحو 5 آلاف عامل، وتستخدم فيه 4 آلاف شاحنة وآلية، ويمتد يوم العمل لـ14 ساعة، بهدف زيادة المساحة الزراعية في شمال أفغانستان.ويرى مدير المشروع حميد الله ذهين أن هذا المشروع سيضمن عند انتهائه الاكتفاء الذاتي للبلاد من الغذاء.

وتشق القناة طريقها عبر نهر آمو، الذي يسمى عربيا جيحون، ويعد أطول نهر في آسيا الوسطى، وينبع من أعالي جبال بامير في ولاية بدخشان الأفغانية ويفصل حدود أفغانستان عن طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان.

وعلى هذا الامتداد، تُشق قناةُ خوشتيبه المائية، التي حفرت من منطقة كلدار بولاية بلخ وحتى حيرتان مرورا بولاية جوزجان، وتنتهي بولاية فارياب شماليَّ أفغانستان مع إضافة تفرعات للقناة لكل ولاية.وتخشى دول آسيا الوسطى أن تنخفض حصصُها المائية، وتتحفظ على مشروع القناة، في حين ترى الحكومة الأفغانية أنها تحصل على أقل من نصف حقها من المياه التي تنبع من جبالها، وأن المشروع سيعيد لأفغانستان النصفَ الآخر.وبهذا الصدد، يقول رئيس شركة التنمية الوطنية في أفغانستان عبد الرحمن العطاش إن "نهر آمو مشترك بين أفغانستان وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان، ولنا حق أساسي فيه، ونحن قادرون على الاستفادة منه دون الحاجة للرجوع للآخرين".

المصدر: الجزيرة

 

3- ماذا في مقر للحرس الثوري الايراني في الانبار؟

في عمق الصحراء العراقية قرب المثلث بين الحدود العراقية والأردنية السعودية يوجد اكبر مشروع ايراني في العراق واكبر تواجد مخابراتي ايراني في المنطقة.هذا المكان هو(منشأة إمامي)السرية الايرانية،ابعاد المنشأة هي بطول 6 كلم وعرض 2 كلم وهي محمية بدفاعات متنوعه ارضية وجوية ويوجد فيها ملاجئ المنشأة.اما المنشأة الرئيسية فهي بالكامل تحت الأرض،ولها عدة مداخل محصنة،ولا يوجد اي عراقي في المنشأة تحت الأرض. اما الابنية الخارجية فيوجد فيها عراقيين واغلبهم من (مليشيا سيد الشهداء والنجباء) وجميع من في القاعدة يرتدي زي عسكري مرقط صحراوي.

ويوجد في المنشأة مدرج للطائرات المسيرة فقط،وسبق ان تم أطلاق طائرات مسيرة منها بأ تجاه (منشأة ارامكو في السعودية)وتوحد طائرات مسرية مخفية على المدرج، كما ويوجد رادار مع بطارية صواريخ ارض جو،واربعة شاحنات تحمل كل واحدة منهن صاروخ بالستي (ارض ارض) طويل المدى نوع (ذو الفقار) وجميعها موزعة داخل ملاجئ ضد الانفجارات، وهذه الصواريخ موجهة ضد اهداف محددة (خارج العراق) في دول الجوار،للرد على اي استهداف يطال ايران،ويوجد فيها مخازن تحوي على مئات الصواريخ بمختلف الأنواع،واغلبها بعيدة المدى ومخازن للطائرات مسيرة وجميعها من نوع (فطرس)وقاعات محصنة لتدريب عناصر من مليشيات محددة، يتلقون تدريبات على استخدام المسيرات وتصفير اطلاق صواريخ(الكاتيوشا) وغيرها من الصواريخ قصيرة المدى.

وان جميع ماذكرته من معلومات لا يتعدى نسبة 30 % فقط.اما المنشاة التي تحت الأرض فيصعب وصفها وكأنها لست في العراق،وكل ما فيها من اجهزة ومعدات فلا اعلمه. ولا اعرف دور هذه الأجهزة ولم ارها من قبل في حياتي.ان المنشأة لازالت في طور البناء يعني توجد اجزاء منها غير مكتملة.ولقد كان هذا الموقع قاعدة عسكرية سابقة،وهناك مقر في بداية المنشأة اعتقد انه للجيش العراقي وهو تمويه بأن هذه المنشأة تعود للجيش العراقي كي لايتم استهدافها.ان منظومة الاتصالات والتنصت والانترنت في المنشأة قد تكون اكبر من اي منظومة اتصالات في العراق.

هل تسألتم يوما ما، من اين يتم ادارة (جريدة البيان وموقع تمكين) التابعة لتنظيم داعش، رغم ان داعش خسر كل مناطق سيطرته في محافظة الانبار. الا ان (جريدة البيان وموقع تمكين) لم يتوقفا عن النشر ولحد هذه اللحظة،لماذا، لأن ماكنة داعش الأعلامية من الألف للياء موجودة في هذه المنشأة.(والله على ما اقول شهيد)

هذه المنشأة تحافظ على وجود داعش في العراق وتدير جزء كبير من نشاط ايران في العراق ودول المنطقة المجاورة. والعجيب انه تم اسقاط عشرات الطائرات المسيرة التي تتقرب من المنشأة، ولم تعلن اي جهة عن سقوط طائرة مسيرة لها في العراق.

وسأكشف طرق تمويل بناء المنشأة والمسؤولين العراقيين الذين مولوا هذا المشروع الذي ينهي آمال استقرار العراق.

وارجع وأوكد انه يوجد مقر عسكري قريب جدا من المنشأة اعتقد انه للجيش العراقي، وهو تمويه لوحود هذه المنشأة، لكنهم معزولين تماماً عن المنشأة وليس لهم اي علاقة بالمنشأة.

 

4- ميدفيديف: كلما زودت اوكرانيا باسلحة مدمرة زادت احتمالية نهاية العالم

قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مدفيدف انه كلما تم تزويد كييف بأسلحة مدمرة ازدادت فرضية نهاية العالم بضربة نووية حلف الناتو مخطئ في اعتبار أن الصراع النووي مستحيل، لأن الأحداث يمكن أن تسير وفقا لسيناريو لا يمكن التنبؤ به موسكو لن تسمح لواشنطن بتحقيق هدفها النهائي بتدمير روسيا

 

5- الرئيس اليمني الجنوبي الاسبق يحذر من مخاطر ما يجري في جنوب اليمن

حذر الرئيس الأسبق لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة، علي ناصر محمد، من تداعيات المخطط الذي ينفذه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لتمزيق اليمن، مؤكداً أن ذلك سيغرق المحافظات الجنوبية في صراعات دموية جديدة

وقال ناصر بمناسبة العيد الوطني الـ 33 للوحدة: " علينا أن نفرق بين الوحدة كهدف عظيم ونبيل حققه الشعب اليمني عبر مراحل من النضال والتضحيات في سبيلها، وبين أخطاء الساسة والنّخب السياسية التي حدثت بعد تحقيقها، بسبب عجزهم عن إدراك عظمة ما تحقق ". وأضاف أن " من الخطأ تحميل الوحدة كل تلك السلبيات، واتخاذها ذريعة للتنصل من الوحدة، والوحدة منها براء بدلاً من العمل على تصويب تلك الأخطاء والبحث عن أسبابها، ومواطن الخلل لإصلاحها ". داعياً إلى " البحث عن صيغ أخرى للوحدة، عوضاً عن العودة الى أوضاع سابقة على الوحدة وما جرّته من صراعات وحروب على الشعب اليمني جنوباً وشمالاً ". وكالات 25-5-2023

 

6- بيان صادر عن جماعة نداء السلام،

بمناسبة العيد الوطني الثالث والثلاثين، لتحقيق الوحدة اليمنية

تستقبل جماهير شعبنا اليمني وأمتنا العربية، هذا العام، العيد الوطني الثالث والثلاثين، لتحقيق الوحدة اليمنية، في ظل وضع داخلي، ينتظر فيه المواطن اليمني نتائج التهدئة، التي تم التوافق عليها، ويترقب إلى أي مدى يمكن أن تصل، بعد سنوات عجاف من الخراب والدمار، طالت كل مناحي حياة اليمنيين، مخلفة أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم اليوم، وسط متغيرات هامة تشهدها المنطقة، كانعكاس مباشر لأحداث كبرى، يعيشها العالم من حولنا، وإرهاصات وتفاعلات، تتجه بمجملها نحو نظام عالمي جديد، متعدد الأقطاب.

إن جماعة نداء السلام وهي تحتفي بهذا اليوم الوطني، مع جماهير الشعب في الداخل والخارج، وتتابع المتغيرات العالمية والاقليمية باهتمام كبير، تعيد التأكيد في هذه المناسبة، التي انتصرت فيها إرادة اليمنيين قبل ثلث قرن في استعادة وحدة وطنهم، تعيد التأكيد على الثوابت، التي تمسكت بها منذ إنشائها، ومنها:

أولاً: تقف جماعة نداء السلام في هذه المناسبة العظيمة بإجلال وتقدير واحترام أمام التضحيات الجسام التي قدمها أجدادنا وآباؤنا وأبناء جيلنا، في النضال المتصل الذي خاضوه ضد النظام الإمامي المتخلف في الشمال والوجود الاستعماري التوسعي في الجنوب، حتى تمكنوا من إسقاط الإمامة وطرد المستعمر، ومواصلة السير، بخطى متعثرة أحياناً وحثيثة أحياناً أخرى، وصولاً إلى هذا اليوم المشهود في تاريخ الوطن، يوم استعادة وحدة اليمن في ال 22 من مايو، عام 1990م، الذي أساءت إليه أنانيات الحكام وضيق أفقهم وعجزهم عن الارتقاء بأنفسهم إلى مستواه.

ثانيا: تمثل التضحيات التي قدمها شعبنا، للوصول إلى هذا اليوم، أمانة في أعناق الأجيال التي عاشت سنوات النضال المجيد وفي أعناق الأجيال الصاعدة، توجب عليها أن تتمسك بموقف وطني ثابت، يتمثل بالحفاظ على المكاسب التي تحققت، والمكاسب التي يسعى شعبنا إلى تحقيقها، وفي المقدمة منها وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، في ظل حكم رشيد، قائم على الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات. ليصبح وطننا بذلك عصياً على القوى الخارجية، الطامعة في موقعه وثرواته، وبعيداً عن أي مظهر من مظاهر الاستبداد، الذي يمكن أن يمارسه مكون من مكوناته الداخلية على سواه، مدفوعاً بشهوة السلطة ورغبة الاستئثار بالثروة العامة، دون سائر أبنائه.

ثالثا: لكي تكتسب التهدئة القائمة الآن قيمتها، لابد أن تمهد الطريق لعقد حوار يمني – يمني، يسفر عن اتفاق، يجسد توافقاً وطنياً عاماً، يضمن لليمنيين على امتداد وطنهم المشاركة في بناء دولتهم الواحدة، خطوة فخطوة، ووضع الضمانات اللازمة، الكفيلة بنزع أي فتيل للصراع مستقبلا، والمانعة لتجدد دورات العنف، الذي شهدته المراحل الماضية من تاريخ اليمن المعاصر، وهو العنف الذي كان محركه الأساسي شهوة الانفراد بالسلطة والاستحواذ على الثروة. ليتفرغ اليمنيون بذلك للبناء، وتحقيق التنمية الشاملة والنهضة الحضارية المنشودة، في ظل سيادة القانون والنظام والعدل والأمن والاستقرار الداخلي، والعلاقات الخارجية المتكافئة، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع كل دول العالم، بدلاً من الانشغال بالحروب وتدمير أنفسهم ووطنهم والتفريط بمستقبل أبنائهم.

رابعا: إن السلام، والسلام وحده، الذي تحملت جماعة نداء السلام عناء المطالبة به، ودعت إليه على امتداد السنوات الماضية، منذ تأسيسها وحتى الآن، هو المخرج الوحيد أمام الوطن من محنته، التي يتخبط فيها، وهو المدخل الوحيد أمام اليمنيين لتوحيد إرادتهم، وفرضها على العالم كله، وإلزام الأمم المتحدة ومجلس أمنها باحترام هذه الإرادة والاستجابة لها.

خامسا: استشعارا بالواجب الوطني والقومي والإنساني، تهيب جماعة نداء السلام بكل القوى الوطنية، من أحزاب ومنظمات مدنية، وبكل الشخصيات العامة، أن تعلي من شأن المصلحة الوطنية العليا وأن تتجنب الانسياق وراء المكايدات السياسية، التي لا تخلف إلا البلاء للوطن والمواطنين، وأن تتحمل مسئولياتها التاريخية، أمام خطورة ما يحيط بالوطن من مخاطر وما يواجهه من تحديات وما يتعرض له من مؤامرات، وأن تنهض للقيام بما يمليه عليها واجبها الوطني والقومي والإنساني من مهام وما يتوجب اتخاذه من مواقف للحفاظ على الوطن ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه. وأن يفهم الجميع بأن الزمن دوّار، وأن الاستئثار بالسلطة والثروة وهم خادع زائل، خدع أقواماً قبلنا، طواهم التاريخ، ولم يبق لهم أثراً ولا ذكراً طيباً. وفي التاريخ دروس وعبر، لمن يحسن قراءته والتعلم من دروسه وفهم عبره والاتعاظ بأحداثه وتقلباته.

جماعة نداء السلام

صنعاء، في 22 مايو 2023م

نبذة مختصرة عن (جماعة نداء السلام)

نشأت جماعة نداء السلام، في مطلع عام 2017م. وسميت بهذا الاسم، نسبة إلى نداء السلام، الذي وجهته إلى الأمم المتحدة وبعض ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية والأوربية والأمريكية، لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن. وهو النداء الذي وقعت عليه قرابة خمس مئة شخصية، من الأكاديميين والكتاب والأدباء والسياسيين والناشطين الحقوقيين والشخصيات العامة، وسُلمت نسخ منه إلى مكتب الأمم المتحدة في صنعاء وإلى بعض السفارات الأجنبية في الخارج، ومنها سفارات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وإلى المبعوث الأممي إلى اليمن، ونُشر في مواقع التواصل الاجتماعي في حينه.

وتتكون الجماعة حتى الآن من ثلاثة مكونات، كانت تعمل منفردة قبل إنشاء الجماعة بعدة سنوات: التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية ولجنة تنسيق الجهود لإيقاف الحرب ومنتدى الحوار الفكري. ومعظم أعضائها من المدنيين والعسكريين المتقاعدين، ذوي التاريخ الوطني الممتد. وتتلخص أهدافها في: إيقاف الحرب ورفع الحصار والعودة إلى طاولة الحوار اليمني _ اليمني، تحت إشراف الأمم المتحدة، للتوافق على بناء الدولة اليمنية، القائمة على الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات.

وللجماعة برنامج سياسي وثقافي مفصل. وقد أصدرت عشرات البيانات والمبادرات والمقالات، على مدى السنوات الماضية، حددت فيها مواقفها من كل الأحداث، التي مر بها اليمن، حتى الآن. كما عقدت لقاءات وحوارات مباشرة مع مكونات سياسية رئيسية في اليمن ومنظمات مجتمع مدني ومكونات نسائية وشبابية وشخصيات اجتماعية ونشطاء عاملين من أجل السلام. وشارك بعض أعضائها في العديد من الندوات الفكرية والسياسية.

تعتمد جماعة نداء السلام على التمويل الذاتي، المتمثل باشتراكات أعضائها الشهرية الزهيدة، المتناسبة مع ظروفهم المادية الصعبة. وهذه الاشتراكات رغم تواضعها كافية لتصوير بياناتها، التي يتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتصوير بعض الوثائق الخاصة، كالبرامج السياسية والثقافية والرسائل الموجهة إلى بعض الأحزاب السياسية. والجماعة لا تتلقى أي دعم مالي من أي جهة كانت، داخلية أو خارجية، بل وترفض ذلك رفضاً قاطعاً، حفاظاً على استقلاليتها، وحرصاً على أن لا يجرها الدعم المالي إلى مواقف متأثرة بمصدر الدعم وتوجهاته

وللجماعة صفحة على الفيسبوك على الرابط الأتي:

http://www.facebook.com/nedayemen

صنعاء، يناير 2023م

 

7- بايدن سيتدخل شخصياً لكسر الجمود في مفاوضات سقف الدين العام للولايات المتحدة

دبي - العربية.نت: 21 مايو ,2023

يتدخل الرئيس جو بايدن شخصياً الأحد ليحاول كسر الجمود في المفاوضات المعقدة بشأن رفع سقف الدين العام الأميركي ليتمكن أكبر اقتصاد في العالم من تفادي التخلف عن السداد.وقال البيت الأبيض إن بايدن الذي يختتم ثلاثة أيام من قمة مجموعة السبع في هيروشيما، سيتصل بزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي عند نهاية القمة.وقال المسؤول إن "الرئيس بايدن واصل متابعة المفاوضات عن كثب بشأن إطار عمل الميزانية بين الحزبين والحاجة الملحة ليتصرف الكونغرس لتفادي تخلف عن السداد"، وفق وكالة فرانس برس.

وبحسب المسؤول فإن الرئيس الأميركي "تلقى تحديثا من فريقه الليلة الماضية وهذا الصباح بشأن وضع المفاوضات. ووجه الرئيس فريقه للتنسيق مع مكارثي لتحديد موعد للاتصال".وسيتم إجراء المكالمة بعد مؤتمر صحافي يجريه بايدن في هيروشيما، بحسب المسؤول. وليس من الواضح إن كانت ستجري المكالمة قبل مغادرة بايدن أو على متن الطائرة الرئاسية.دفعت الأزمة بايدن إلى اختصار نصف رحلته الآسيوية المقررة، والعدول عن زيارة بابوا غينيا الجديدة وأستراليا.

وحذرت وزارة الخزانة من عواقب وخيمة إذا نفد النقد من الدولة لدفع فواتيرها مما سيجعلها غير قادرة على دفع رواتب الموظفين الفيدراليين ويؤدي إلى ارتفاع محتمل في أسعار الفائدة مع آثار غير مباشرة على الشركات والرهون العقارية والأسواق العالمية.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين الاثنين إن الولايات المتحدة قد تبدأ بالتخلف عن سداد ديونها "ربما في وقت مبكر اعتبارا من الأول من يونيو/حزيران"، بينما توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يحدث ذلك في منتصف يونيو/حزيران.تخوض الإدارة الديموقراطية والمعارضة الجمهورية سباقا مع الزمن لتجنّب احتمال تخلّف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها بعد الأول من يونيو/حزيران.

ويشترط الجمهوريون أن يوافق بايدن على خفض كبير في نفقات الميزانية مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، متجاهلين مطلب الديموقراطيين المتكرر بزيادة "نظيفة" في سقف الاقتراض العام.

واتهم الديموقراطيون الجمهوريين باستخدام تكتيكات مبالغ فيها لدفع أجندتهم السياسية قبل الموعد الذي ستبدأ فيه الولايات المتحدة بالتخلف عن سداد ديونها بسبب نفاد أموال الحكومة.وبالعادة، رفع سقف الدين العام إجراء سنوي غير مثير للجدل ولكن هذا العام، ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود ليل السبت في واشنطن حيث تبادل الجانبان الاتهامات.وكتب المتحدث باسم البيت الأبيض آندرو بايتس في تغريدة على تويتر "نحن لا نقدم أي مطالب من أجل تجنب التخلف عن السداد" متهما الجمهوريين بالسعي لإحداث ركود في الاقتصاد الأميركي.

وأكدت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض كارين جان بيار في بيان أن المطالب الجمهورية الأخيرة تشكل "خطوة كبيرة إلى الوراء وتحتوي على مجموعة من المطالب الحزبية المتطرفة التي لا يمكن أن يقرها مجلسا النواب والشيوخ".وبحسب جان بيار فإن مكارثي يتعرض للضغوط من التيار المؤيد لدونالد ترمب في حزبه الجمهوري ما "يهدد بتخلف أمتنا عن السداد للمرة الأولى في تاريخنا ما لم يتم تلبية المطالب الحزبية المتطرفة".وغرد مكارثي السبت قائلا إن البيت الأبيض هو من "يتراجع".وأضاف "للأسف، يبدو أن الجناح الاشتراكي للحزب الديمقراطي هو المسيطر-- خاصة مع وجود الرئيس بايدن خارج البلاد".والجمعة، غادر الجمهوريون المحادثات لوقت قصير، ولكن بعد استئنافها قالت جان بيا إنها "متفائلة".

وأصر بايدن السبت على تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى حلّ وقال للصحافيين "لا أزال أعتقد أننا سنتمكن من تجنّب التخلف عن السداد".وإذا لم يرفع الكونغرس سقف دين الولايات المتحدة بحلول ذلك الوقت، فقد تفوّت الدولة سداد قروضها، في حدث قد يكون كارثيا لأسواق المال العالمية.

 

8- كتائب حزب الله هي الراعي لتحالف الانبار

ايران تدعم رافع العيساوي لزعامة التحالف بعد تقاربه الاخير مع الايرانيين الذي كان واضحا في سلسة لقاءات مع السفير الايراني وعدد من مسؤولي الحرس الثوري والخارجية الايرانية شهدتها العاصمة بغداد مؤخرا، تم بعضها في جامع ام الطبول غربي بغداد.وتعمل الكتائب على استغلال نفوذها في تحويل جزء من تخصيصات الحشد الشعبي بعدد من الابواب الخاصة بالوقود والدعم اللوجستي لدعم تحالف الابقار كون قادة هذا التحالف معروفين شعبيا وسياسيًا بأنهم يأخذون الاموال ولا يتحركون سياسيا الا بعد حصولهم على اموال تحول لأرصدتهم او المقربين منهم في بغداد واربيل واسطنبول ودبي وعمان.

ويبدو جليا ان الاسراع بعقد مؤتمر التحالف والتبني الكامل له من قبل الكتائب والفصائل، تم بعد حصول قادة التحالف على اموال كبيرة للقيام بدور سياسي جديد مهمته التغطية على نشاطات هذه الفصائل غير القانونية في محافظة الانبار ومنها تهريب المخدرات والاسلحة من والى سوريا والتخطيط للاستحواذ على مشاريع تطوير الحقول النفطية والغازية في المحافظة.مبروك لقادة التحالف جمال الكربولي ورافع العيساوي ونوري الدليمي وسلمان الجميلي هذا الانجاز.

 

9- القائد ابراهيم العطار

لم يخلد الأسبان ذكر أي من ملوك الطوائف العرب الخـونة الذين ساعدوهم على إحـتلال الأندلس، لكنهم صنعوا تمثال لقائد عربي قاومهم بشدة..!!ففي مدينة (لوشة) الإسبانية يوجد تمثال قائد جيش غرناطة "إبراهيم العطار" والذي رفض الإستسلام عام 1492م، قاتل مع 100 عربي فقط ضد 65000 جندي من جيش قشتالة.في ملحمة أبهرت الملكة "إيزابيلا" و قادة جيشها بعد صمود "إبراهيم العطار" و رجاله أمام جيش جرار لنصف يوم كامل..!!فسموه بالرجل الأسطورة، وسموا أبنائهم على أسمه، وصنعوا تمثالا له تخليداً لذكراه، ووضعوا سيفه في متحف غرناطة.

 

10- احذروا امارجي - الخط البديل لايران

بعد فشل أحزابها الاسلامويه في العراق وانكشاف خططها وعدائها للعراقيين

عكفت إيران على إنشاء مايسمى بحزب امارجي كي يكون البديل لتنفيذ مشاريعها العدائية للعراق علما إن أول شعار لهذا الحزب هو (العراق ليس عربيا) والغاية من هذا الشعار هو العمل على انتزاع عروبة العراق والتهيئة لضمه لإيران فكريا وعقائديا وجغرافيا ولكن هيهات أن تمر مخططاتهم على شعب العراق العظيم فلقد تم كشفهم من أول يوم تم تاسيس هذا الحزب من قبل قصي محبوبة وباشراف عمار الحكيم وقيس الخزعلي وتم مده بأموال طائلة من قبل #الميليشيات الولائية التابعة لإيران وتحت حمايتهم بدأ هذا الحزب وبعلاقاته توهيم وتوريط كثير من الشباب العراقي ومن ضمن الذين تم توريطهم هو الدكتور دريد عبد الله حيث قام قصي محبوبة باغرائه بمنصب #مسؤول التخطيط الاستراتيجي لحزب امارجي نصيحتنا للدكتور دريد عبد الله أن لاينزلق بممر الخيانة والعمالة لإيران وذيولها

ملاحظة: تنشر جريدتنا هذا التقرير لاهميته في كشف بعض اسرار غزو العراق رغم وجود تحفظات لدينا على بعض ماورد فيه- جريدة البعث

 

11- أوامر الفوضى – من الذي حَلَّ الجيش العراقي واجتث بيروقراطية البعث؟ ج1

ترجمة وتعليق المجموعة المستقلة للأبحاث

توطئة: مرت قبل اسابيع الذكرى العشرين لغزو العراق، ذلك الحدث الذي لم يزلزل كيان العراق والعراقيين فحسب بل كل المنطقة وشعوبها. بل كان بداية حقيقية لما نشهده اليوم من تغيير في معادلات القوى الجيوستراتيجية في كل العالم. وكالعادة لم تمر الذكرى دون جدل كبير داخلي وخارجي،ليس فقط حول مصطلحات الغزو، والتحرير،أو الأحتلال بل حول أسباب الأحتلال ودور مختلف الأطراف فيه. يبدو بعد عشرين سنة من هذا الحدث أن الأفتقار للكتابات والأبحاث الرصينة بخصوص أحتلال العراق قد ساهم في زيادة حدة الخلاف والأستقطاب بين المختصين وغير المختصين. وفي ظل شحة المصادر التاريخية التوثيقية الرصينة،فأن من النادر نشر وقراءة مثل هذا المقال الذي قررت أدارة المجموعة المستقلة للأبحاث ترجمته للعربية ووضعه بين يدي القارىء العربي.أنه مقال نشر في صحيفة الفورن أفيرز المرموقة في السنوية العشرين للأحتلال، وهو لا يستند الى أنطباعات وآراء الكاتب بقدر أستناده الى وثائق ومقابلات مع صناع قرار الحرب في واشنطن ومنفذيه على الأرض. تحديداً،فأن هذا المقال يمثل أضافة مهمة للذاكرة العراقية بخصوص أهم وأول قرارين أتُخذا بعد الغزو وهما قراري حل الجيش العراقي وأجتثاث البعث. تقدم المقالة معلومات مهمة ولأول مرة بخصوص كيفية صنع هذين القرارين وأين صُنعا ومن ساهم في صياغتهما. تنبع أهمية ذلك من الجدل الذي لازال دائراً في الأوساط العراقية والعالمية بخصوص تأثيرهما على كل مجريات ما حصل في العراق خلال العقدين الماضيين. ونظراً لطول المقال فسيتم نشره على حلقات متسلسلة.

وننبه هنا أن كل الآراء المذكورة هي آراء الكاتب، مع بعض التوضيحات من المترجم وضعت بين قوسين، وأن المجموعة المستقلة للأبحاث لا تتبنى أي رأي ولا تستطيع تأكيد أو نفي أي من الوثائق والآراء التي وردت في المقال.

أوامر الفوضى: من الذي حَلَّ الجيش العراقي واجتث بيروقراطية البعث؟

بقلم غاريت إم غراف 5 ايار 2023

(1)

في رحلته إلى بغداد في شهر أيار من عام 2003، كان بول بريمر قد قام لتّوه بإعادة كتابة تاريخ العراق. وكان السيد بريمر، السفير السابق والموظف البيروقراطي المتمرّس والذي شغل سابقاً منصب رئيس الموظفين لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر،تولى قبل أسابيع قليلة منصبه الجديد كمبعوث رئاسي إلى الدولة المحرّرة حديثاً. وبعد موجة من البيانات الصحفية في واشنطن واجتماع المكتب البيضاوي الأخير مع الرئيس جورج دبليو بوش، سافر بريمر الشهير باسم “جيري”، كما اعتاد الجميع تسميته، جوا إلى قطر ثم إلى الكويت ثم العراق. وبحكم منصبه الدبلوماسي، تمكن بريمر من زيارة معظم عواصم الشرق الأوسط، إلا أن هذه كانت هي المرة الأولى التي يرى فيها بريمر مدينة بغداد. وكان بريمر قد أمضى الأسبوعين الماضيين في محاولة منه للتعرف على الدولة التي سوف يحكمها الآن.

ومن على متن طائرة C-130 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، قام بريمر بتحرير مُسودتين كان ينوي إصدارهما عند وصوله. حيث نصّت إحدى المسودتين على “اجتثاث البعث”، الذي يمنع كبار المسؤولين في حزب صدام حسين من المساهمة في العراق الجديد. وتناولت المسودة الثانية أمر حل الجيش العراقي وأجهزة أمنية أخرى. وعند النظر من نافذة الطائرة، رأى بريمر ونائبه كلاي مكمانوي نارا تلو الأخرى تمتد نحو الأفق. “نهب القوة الصناعية”، صرخ مكمانوي بصوت يعلو أزيز المراوح، لقد حان الوقت لتصفية الكثير من الحسابات القديمة.

ولم يكن بإمكان أحد على متن تلك الطائرة إدراك أن هذه الملاحظة العابرة ستمضي بعيداً فيما بعد في تفسير النتائج النهائية للوثائق والقرارات التي حملها بريمر معه في حقيبته.فعلى مدار العشرين عاماً الماضية، وبينما كانت الولايات المتحدة تحسب الخسائر البشرية والإرث المكلف لحربها الكارثية التي شنتها في الشرق الأوسط، تم اعتبار قراري بريمر المشينين لسلطة التحالف المؤقتة -الأمر 1، اجتثاث حزب البعث من الدولة العراقية، والأمر 2، حلّ الجيش العراقي- من أسوأ أخطاء الحرب، والتي كانت بمثابة شرارات تكفي لتأجيج التمرد المقبل وإشعال النار في العراق لسنوات، وهي فترة من الفوضى لقي فيها آلاف الجنود الأمريكيين مصرعهم وأودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين العراقيين.

ومع ذلك، أحاط بالأمرين اللذين أديّا الى تلك الفوضى العارمة وهدر الدماء الكثير من الغموض. وفي ذلك الوقت، لم يستوعب حتى كبار قادة الولايات المتحدة مثل مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت ووزير الخارجية كولن باول من أين أتى هذين القرارين أو من أجازهما. وبعد عقدين من الزمن، وبعد جمع هذا وذاك من كافة مذكرات ومقابلات المشاركين الرئيسيين في صنع القرار في الملف العراقي آنذاك، والوثائق المؤرشفة، والمقابلات الجديدة مع عشرات المسؤولين الأمريكيين السابقين، باتت القصة الأصلية أكمل وأتم ومتاحة أخيراً.

وتبيّن فيما بعد أن لكلا الأمرين خلفية مغايرة جداً ومسارات مُختلفة للغاية خلال عملية صنع السياسات. وعلى الرغم من أن كلا الأمرين قد تمت صياغتهما من طرف مسؤولين متوسطي المستوى مغمورين في البنتاغون، الا أن قرار اجتثاث البعث أنبثق من محيط العالم الغامض الذي كان يكتنف مكتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، بينما أنبثق قرار حل الجهاز العسكري والأمني للبلاد أثناء التواجد على الأرض العراقية. ولعله من المفاجئ انه لم يؤخذ أي من الأمرين اللذين قلبا موازين خطط البيت الأبيض قبيل الحرب على محمل الجد والأهمية من وجهة نظر أولئك اللذين طرحوا النهج الجديد. ومثل غيرها من العديد من المغامرات الأمريكية البائسة في العراق، فإن أمرَي سلطة الائتلاف المرقمان 1 و2 ما هما الا نتاج قصة التخطيط المتأخر والافتراضات الخاطئة والتنفيذ الفاشل لها. كل ذلك كان يحصل ضمن وضع متدهور ومتسارع على أرض الواقع.

أسوأ الخطط الموضوعة:ما يزال السبب الذي دفع الولايات المتحدة لخوض الحرب في العراق مجهولاً وسؤال لا يمكن الإجابة عليه بتاتاً. وقد يكون مزيجاً معقداً من العوامل التي دفعت بالمسؤولين الأمريكيين لتبني قرار الغزو منها تباين وجهات النظر الذاتية للعالم وممن يحملون نظريات استراتيجية راسخة،وضغط لوبي المعارضة من قبل المنفيين العراقيين، والمظالم والشكاوى المتراكمة ضد صدام، والغطرسة الأميركية ما بعد الحرب الباردة، والمعلومات الاستخباراتية المشكوك في صحتها، ومناخ الخوف والحس القومي المتعاظم الناجم عن هجمات 11/9.

ومع ذلك، فقد تم تبرير الحرب علانية على أسس واضحة مفادها أن صدام كان يواصل تطوير أسلحة الدمار الشامل. وبعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، كان يعتبر احتمال امتلاك ديكتاتور له تاريخ من القتال بشنّ حرب مع جيرانه من الدول المجاورة وإيواء الجماعات الإرهابية لسلاحٍ كيميائيٍ أو بيولوجيٍ أو نوويٍ غير مقبول البتة. وفي الواقع، تم نشر مقترحات لغزو العراق في إدارة بوش في وقت مبكر من الأيام التي تلت 11 سبتمبر/أيلول، بينما كانت النيران ما تزال مستعرة في البنتاغون ومركز التجارة العالمي. وفي ليلة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بالفعل، طلب بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع والذي شارك في تأليف مقال نُشر في مجلة وييكلي ستاندرد الاخبارية عام 1997 عن صدام بعنوان “أطيحوا به”، طلب فيه معلومات استخبارية حول علاقات العراق بالإرهابيين. وبحلول صيف عام 2002، بدا الغزو أمراً لا مفر منه.

وتم تحديد خطة تقريبية ومشاركتها مع العامة: ستكون الحرب سريعة دون إراقة دماء (على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة)، وستدفع عائدات النفط تكاليف إعادة الإعمار للعراق المحرر حديثاً. ولم يكن لدى إدارة بوش تلك الرغبة لبناء أمة على غرار خطة مارشال. بل كانت تأمل، بدلاً من ذلك، محاكاة النهج الذي بدا مجدياً في أفغانستان: غزو سريع وساحق يتبعه انتقال سريع إلى قادة محليين ودودين وأصدقاء. وفي أفغانستان، تم اختيار حامد كرزاي، وهو ناقد لطالبان يعيش في المنفى، كزعيم مؤقت للبلاد في غضون أسابيع من الغزو الأمريكي. وفي العراق، رأى الكثيرون في إدارة بوش أن أحمد الجلبي هو أفضل مرشّح لذلك، كونه خصم صدام المنفي الذي كان مقرباً من العديد من المحافظين الجدد.

وبحلول أوائل عام 2003، عندما تجمعت قوات الغزو في الشرق الأوسط، كان مسؤولو البنتاغون يعملون من خلال خطط لإتمام عملية الاحتلال السريع، ما أطلقوا عليه عمليات “المرحلة الرابعة” – حيث ركزت المراحل الأولى إلى الثالثة على التعزيزات والعمليات القتالية الأولية. وتم تصميم مشروع تخطيط ما بعد الحرب هذا، والذي أطلق عليه اسم الكسوف الثاني Eclipse II، على غرار مشروع الكسوف Project Eclipse، الذي مثل خطة الحلفاء لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لأعادة بناءها. واستغرق تطوير النموذج الأصلي لسنوات عديدة، بدءاً من 1943، حينما كانت بوادر النصر بالكاد تلوح في الأفق. لكن العمل على نسخة 2003 كان عكس ذلك أذ كان عاجلاً وشحيح الموارد،وخلال اللحظات اللحظة لتصولر عراق ما بعد صدام والذي لم يبدأ إلا بعد عبور الدبابات والقوات الفعلية عباب المحيط الأطلسي.

وبينما كان مخططو الجيش يتصارعون مع مسألة كيفية التعامل مع الآلاف من المسؤولين السُّنة الذين شكلوا حزب البعث، وجدوا تشابهاً واضحاً في ألمانيا ما بعد الحرب. حيث أدرك المسؤولون سريعاً أن أي جهد “لمحو النازية” من الدولة المهزومة خلال الحرب العالمية الثانية ينبغي أن يتم تنفيذه على نحو ضيق. إذ كان ينتمي رسمياً حوالي عشرة بالمائة من جميع الألمان إلى الحزب النازي وملايين آخرين كانوا موالين لجمعيات عمالية ومهنية أخرى متحالفة مع النازية. وذلك لأن التخلص منهم جميعاً كان أمراً لا يمكن قبوله إدارياً، لذلك قرر المسؤولون الأمريكيون آنذاك حظر ومعاقبة أسوأ الجهات الفاعلة في النظام النازي مع ترك البيروقراطيين الأقل حماساً ومستوى من اللذين انضموا إلى الحزب النازي لمقاصد وظيفية فحسب. ووفقاً لما تم سالفاً، هكذا توقعت المسودات المبكرة للكسوف الثاني نهجاً مماثلاً لاجتثاث حزب البعث في العراق.

بعد النصر:ووقعت مهمة الإشراف على المرحلة الرابعة على عاتق جاي غارنر، وهو جنرال متقاعد بالجيش الأمريكي ترأس مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية (ORHA)، وهي حكومة تصريف أعمال للعراق تأسست عشية الغزو. كان لدى غارنر تاريخ مشهور في البلاد. ففي نهاية حرب الخليج(1991)، قاد فرقة عمل هناك تهدف إلى مساعدة السكان الأكراد. لكن مهمته الجديدة كانت أصعب بكثير. وحالما جرى تعيينه في يناير/كانون الثاني من عام 2003، كان لديه أسابيع فقط لإعداد خطة عمل لحكم 25 مليون عراقي وبلد بحجم ولاية كاليفورنيا.

وبدأت أورها ORHA مشوارها من الصفر تقريباً، على الرغم من أن وزارة الخارجية التي تقع مقابل وزارة الدفاع الأمريكية على الضفة الأخرى لنهر بوتوماك، قد قضت معظم عام 2002 في وضع خطتها المستفيضة لما بعد الحرب- وتطوير تقرير مكون من 13 مجلد و1200 صفحة بتكلفة 5 ملايين دولار وبمساعدة أكثر من 200 منفي عراقي، بمن فيهم محامين ومهندسين وأطباء، مقسمين على 17 مجموعة عمل. لكن جهود وزارة الخارجية هذه والتي أسفرت عما سمي بمشروع مستقبل العراق والذي أشرف عليه توماس واريك  Thomas Warrick، أنتُقد بشدة من قبل الجلبي -ونتيجة لذلك على ما يبدو- فقد تم أهماله من طرف البنتاغون. وقال غارنر في وقت لاحق إن رامسفيلد طلب منه تجاهل مشروع مستقبل العراق. كما رُفض طلبه لإضافة واريك إلى فريقه في العراق!

وبدلاً من ذلك، تم تقديم خطط البنتاغون الجماعية الجديدة والسريعة بعد الحرب، كما هي، إلى مجلس الأمن القومي في 10 مارس/آذار من عام 2003، قبل أسبوع واحد فقط من الغزو. وأشرف على العرض التقديمي الذي سُمي الأيجاز العظيم 4  Mega Brief 4 كبير مديري مجلس الأمن القومي لسياسة الدفاع والحد من التسلح فرانك ميلر Frank Miller. وشملت إحاطة ميلر اجتثاث البعث وكذلك مستقبل وزارة الخارجية العراقية وأجهزة المخابرات، والشرطة، والقضاء، والجيش. بل تضمن الأيجاز التوصية بأنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة على غرار اللجنة التي أنشأتها جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري.

وعلى غرار اجتثاث النازية، قرر المسؤولون في ذلك الأجتماع أن اجتثاث البعث سيركز على النخبة الحزبية بلا مساس بالمستويات الأدنى. وكانت وجهة نظر غارنر هي أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجح على الأرجح من خلال حظر أعلى اثنين من القيادة العليا لكل وزارة أو مؤسسة. ويتذكر لاري دي ريتا Larry Di Rita، أحد كبار مساعدي رامسفيلد بقوله:” كنا نتحدث عن رقم محدود للغاية، كنسبة تصل الى أعلى من واحد ونصف في المئة”. وتذكر ميلر الأمر بالطريقة ذاتها: “طرحنا مسألة تنفيذ اجتثاث البعث بصورة هادئة.”

أما بالنسبة لدوغلاس فيث Douglas Feith، وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية في البنتاغون، فقد بدت قرارات المخططين بشأن اجتثاث البعث واضحة وبسيطة وسط استعدادات الحرب.فبالنسبة له، بدا الإجراء المقترح لحظر المسؤولين البعثيين المستهدفين على نحو ضيق بسيطاً ومعقولاً. ويستذكر فيث في مقابلة له: ” لم يقل أحد أنه يجب قتلهم أو سجنهم أو تجريدهم من ممتلكاتهم”. “فلقد كانت العقوبة أنه لم يعد بإمكانك العمل في الحكومة الجديدة. لم يكن الأمر بغاية القسوة، بالنظر إلى ما اقترفه حزب البعث من فظائع الأمور. “وبحسب فيث، لقد أثار القرار جدلاً بسيطاً بين الوكالات وسط العديد من الأسئلة السياسية الأصعب. وقال “الأشياء التي أتذكرها هي الأشياء التي كانت مثيرة للجدل”. “ولا يحضرني أن مسألة اجتثاث البعث بتلك الصيغة كانت مدرجة ضمن تلك الفئة المثيرة للجدل. إذ تم التعامل معها ضمن فريق مشترك بين الوكالات، وكان هناك اتفاق في الرأي حولها”.

لم يعتقد غارنر أن اجتثاث البعث سيكون قضية رئيسية للولايات المتحدة أيضاً. واستندت تنبؤاته على تجربته خلال حرب الخليج، عندما انتفض الأكراد والشيعة وقتلوا أعدادا كبيرة من البعثيين. وكما أشار في مقابلة له، افترض أنه مرة أخرى، سيقضون بأنفسهم على أسوأ المسؤولين. ويستحضر قائلاً: “سيموت الكثير من الأشرار”. وتحدث غارنر مع رامسفيلد حول خطة فضفاضة للحفاظ على التكنوقراطيين، بعد أخضاعهم لتدقيق بسيط، ووافق رامسفيلد على كلامه.

لكن الأصعب هو القضية التي طرحها فيث نفسه في “ميجا بريف فور”: ما يجب فعله حيال الجيش العراقي. يتذكر المشاركون أنه كان أحد أصعب الأسئلة التي واجهوها بعد الحرب. كان الجيش العراقي قوة عسكرية هائلة يقدر بحوالي نصف مليون جندي مطوع ومجند،بالإضافة إلى عدد ضخم من الضباط يضم آلاف الجنرالات. كان المجندون يتألفون في الغالب من الشيعة، اللذين يشرف عليهم ضابط سني في الغالب موالٍ لصدام. كان التدريب ركيكاً، منضبط ووحشي. وكان السؤال مفتوحاً عمّا إذا كان الجيش قابلاً للإنقاذ أو ما إذا كان من الأفضل حلّه تماماً واستبداله بجيش جديد يُعاد بناؤه من الصفر وفقاً للمعايير الغربية وغير منقسم على أساس طائفي. وقال فيث:” كانت هناك حجج قوية على جانبي النقاش-الإصلاح والحل”. “ولم يكن واضحاً لي ما هي الإجابة الصحيحة”.

وبعد دراسة القضية، قرر واضعو الخطط الأمريكيون الاحتفاظ بالجيش، على افتراض أنهم سيكونون قادرين على استخدام هيكله التنظيمي وقواعده وموظفيه ومعداته كأساس لجهود إعادة الإعمار. إلى جانب ذلك، في حرب الخليج، استسلم الجيش العراقي بشكل جماعي. وتم وضع عشرات الآلاف من أسرى الحرب في عهدة القوات الأمريكية، وتوقع المخططون الأمريكيون حدوث شيء مشابه مرة أخرى، وهذه المرة يمكن وضع الجنود الذين تحولوا إلى أسرى للعمل على إعادة الإعمار.

وكجزء من اجتماعات مارس/آذار تلك، طلب رامسفيلد من فيث أن يطلع بوش ومجلس الأمن القومي على توصيات غارنر بأن الجيش يستحق الإبقاء عليه. وكما يستحضر فيث، ” كان لدينا عمل هائل للقيام به في إعادة الإعمار، والجيش العراقي لديه مرافق، ولديه وسائل نقل، ولديه أفراد يتمتعون بالمهارات.” وكان من بين صفوفه خبراء في تكنولوجيا الاتصالات والطرق والبناء وما إلى ذلك. “كانت هذه كلها أشياء شدد غارنر على أننا سنحتاج إلى الاعتماد عليها لإعادة الإعمار.”

حتى أن البنتاغون اختار مقاولاً دفاعياً في شمال فيرجينيا، تابع لشركة الموارد المهنية العسكرية. التي أعانت في إعادة بناء الجيش الكرواتي في عام 1990، للإشراف على جهود إصلاح الجيش العراقي. ويستذكر غارنر:” غادرت الأجتماع بانطباع مفاده موافقة كل من رامسفيلد والرئيس للأبقاء على الجيش”. “لم تكن فكرتنا إعادة الجنرالات-ربما واحد أو اثنين فقط- ولكن الأبقاء على الضباط برتبة عقيد بعد تدقيق معلوماتهم جيداً، كما أردنا إعادة كل من كانت رتبته من مقدّم فأقل الى صفوف الجيش.”

وخلال لقائه مع الصحفيين في البنتاغون في 11 مارس/آذار، حدد غارنر فحوى المحادثات في ذلك الأسبوع في البيت الأبيض، وقال للصحافة إن الولايات المتحدة تأمل في إعادة السلطة بسرعة إلى العراقيين. وقال” نعتزم البدء فوراً في تغيير بعض الأمور، وكل يوم، سنقوم بتغيير المزيد”. ومضى موضحاً أن الجيش العراقي سيبقى قائماً ليقوم جزء منه بالمساعدة في إعادة الإعمار، كما أشار، ولتجنب وضع الكثير من الرجال العاطلين عن العمل في الشارع. وقال إن الهدف هو إعادة العراق إلى العراقيين في غضون ” أشهر.”

وعشية الحرب، كان هناك إجماع واسع بين كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون: سيكون اجتثاث البعث مصمماً على نحو ضيق، وسيظل الجيش العراقي قائماً بذاته. ولم يختلف أحد من الشخصيات البارزة في واشنطن حول ذلك.

حقائق عل أرض الواقع:بدأ الغزو في 20 مارس/آذار، وفي غضون ثلاثة أسابيع فقط، اندفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى بغداد وانهارت الحكومة العراقية. كان كل شيء تقريبا يسير وفقاً للخطة-ربما أفضل مما توقعه المخططون. لكن صور من العاصمة تحولت بسرعة مثيرة للقلق. كان النهب واسع الانتشار، وبدا الجيش الأمريكي غير مرئي تقريباً مع حرق المباني الحكومية العراقية.ولم يُعرالمسؤولون الأمريكيون تلك الاضطرابات المدنية باعتبارها مرحلة مؤقتة – بل حتى علامة على القوة، أذ أصبح بإمكان العراقيين اتخاذ خيارات شخصية جديدة. وقال رامسفيلد عبارته الشهيرة للصحفيين ” فوضى الحرية، والناس الأحرار أحرار في ارتكاب الأخطاء وارتكاب الجرائم والقيام بأمور سيئة”. “هكذا أمور تحدث”!

وبمرور الأيام، أصبحت المشاهد من بغداد أكثر فوضوية، ولم تتح الفرصة لغارنر لوضع خططه موضع التنفيذ. لقد اشتبك مع الجلبي الذي كان مدعوماً من فيث ورامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني والذي سعى لانتزاع السيطرة على البلاد لنفسه. (لقد التقينا في الناصرية في الخامس عشر من نيسان/أبريل، وتنافرنا مع بعضنا البعض على الفور، كما يتذكر غارنر). كان غارنر أيضاً يواجه مشكلة أن الولايات المتحدة ليس لديها خطة مفصلة لكيفية التعامل مع العراق بعد الغزو، ولم يكن لديها في أي مكان قريب ما يكفي من القوات للحفاظ على النظام. وتبين أن افتراضات خطة “الكسوف الثاني” متفائلة إلى حد كبير، ولم تكن هناك خطط طوارئ للتعامل مع بلد ينعدم فيه القانون فجأة.

اعتقد غارنر أن الوقت ينفد. وبشكل محير للغاية، كانت الولايات المتحدة تسحب قواتها بالفعل من البلاد، وتعود أدراجها إلى الكويت، حتى مع تداعي الأمن. وفي يومه الأول في بغداد، التقى بالقائد الأمريكي المحلي، الذي أخبره أن القوات الأمريكية كانت مرهقة للغاية لحماية ما يقرب من 250 موقعاً مختلفاً في جميع أنحاء البلاد. ومن وجهة نظر غارنر استذكر قوله، “في الوقت الحالي، نحن محررون، وسوف تغلق نافذة التحرير فيما بعد، ومهمتنا هي إبطاء هذه العملية.” وتابع: “عندما تغلق هذه النافذة، نكون عندئذ محتلين، ولا يمكننا حينها فعل ما ينبغي فعله إذا ما كنا محتلين”.

وكانت مجموعة غارنر، مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية ORHA، تعاني من نقص حاد في الموظفين، ويرجع ذلك جزئياً إلى معارضة رامسفيلد تعيين العديد من موظفي وزارة الخارجية، بمن فيهم واريك، للعمل فيها. وحاول غارنر المضي قدماً بأفضل ما في وسعه، لكن قام المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى في البنتاغون واللذين كانوا الآن يعيدون التفكير في بعض القرارات الأساسية التي تم اتخاذها بشأن عراق ما بعد الحرب، بإبعاده عمداً خارج دائرة صنع القرار. ووفقاً لمؤسسة راند بشأن التاريخ الرسمي للاحتلال في وقت لاحق، “لم يقم أي شخص في واشنطن بإبقاء غارنر على اطلاع بالتغييرات الرئيسية في نهج الاحتلال الذي يجري هناك، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه لم يتم تكليف أي شخص في واشنطن سوى وزير الدفاع رامسفيلد لاطلاع غارنر على مجريات الأمور. “

وتم إلقاء اللوم على غارنر لفشله في إحلال النظام سريعاً في العراق، وفشل في العاصمة في 24 أبريل/نيسان، إذ في أحد الأيام الأولى التي كان فيها غارنر بالفعل في بغداد اتصل رامسفيلد به وأخبره أنه سيتم استبداله ببريمر باعتباره المبعوث الرئاسي إلى العراق. كان غارنر يعرف دائماً أنه سيتم استبداله في النهاية – كما قال مازحاً لفيث، أراد بوش “شخصاً مرموقاً” لإدارة العراق – لكنه لم يتخيل أبداً أن تعيينه سيستمر لأيام فقط. كان غارنر ضحية ليس فقط للسياسات البيروقراطية في العاصمة، ولكن أيضاً للواقع العراقي.ولم تكن تلك اللمسة البسيطة التي توقعها مكتب “إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية” عند النخطيط سوى اضغاث أحلام – اذ بدا أسم المكتب متفائلاً زيادة عن الواقع، بالنظر إلى حاجة العراق الماسة لوجود سلطة تشريعية فيه.

الحاكم الجديد:مثل بريمر بداية جديدة للولايات المتحدة في العراق، وقاد منظمة أقوى وأعلى مكانة، وهو ما يسمى الآن سلطة التحالف المؤقتة، خليفة مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية في إشارة إلى عملية صنع القرار في ذلك الوقت، وعندما أنشأت إدارة بوش اتفاقية السلام الشامل، لم تكلف نفسها عناء إصدار أمر فعلي بإغلاق مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية؛ فالمكتب لم يعد له أي وجود فعلي.

فاجأ تعيين بريمر الجميع تقريباً في واشنطن. وكانت دوائر صنع القرار الحقيقية في ذلك الوقت صغيرة للغاية – تقتصر إلى حد كبير على مكاتب تشيني ورامسفيلد – حتى أن كبار المسؤولين في الإدارة كانوا يعرفون الأخبار في نفس الوقت مع العامة(من الأعلام). واثناء توجهه إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعد الإعلان، اتصل تينيت بباول، سائلاً إيّاه، “ماذا تعرف عن هذا الرجل، بول بريمر؟!”. لكن التعيين – والتفويض الهائل المصاحب له – كان متسقاً مع النهج المتطور لرامسفيلد وتشيني. ويذكر روبرت جرينير Robert Grenier، الذي مثل وكالة المخابرات المركزية في العملية المشتركة بين المؤسسات الأميركية في العراق، “أتذكر على وجه التحديد قول نائب الرئيس “إنه اختيار ما بين الشرعية والسيطرة، وعلينا اختيار السيطرة“.

ومن اجتماعاته السابقة ما قبل مغادرة واشنطن، استنتج بريمر أن العراق بحاجة إلى نهج أكثر صرامة وإصلاحات شاملة أكثر مما سعى إليه غارنر. وجعلته الاحاطات الإعلامية يشعر بأنه يتجه لقيادة بلد يسرع نحو الهاوية. كان العراقيون يواجهون نقصاً في الكهرباء والمياه، وجاب اللصوص في الشوارع. ولم تستسلم الأجهزة الأمنية بشكل جماعي كما توقعوا ذلك،بل ذابت ببساطة. في حينها كان العراق بحاجة ماسة إلى قبضة محكمة تأخذ بزمام الأمور.

وعلى حد قول بريمر، فقد أثبت كل افتراض قدمته الولايات المتحدة حول المرحلة الرابعة (للغزو) خطأه بجدارة. وكان الأمل كبيراً في نجاة الدولة العراقية من الغزو وأن تتمكن الولايات المتحدة من التدخل سلمياً لتوفير الغذاء والمساعدات، وتأمين البنية التحتية النفطية، ومن ثم تسليم المفاتيح إلى العراقيين.

ويستذكر بريمر في مقابلة له: “كان من المهم أن نتذكر اسم جاي غارنر ومكتبه– مكتب إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية،أذ كانت الفكرة الأساسية وراء ذلك هو أننا كنا سنواجه نفس الوضع الذي واجهناه بعد حرب الخليج الأولى: هجمات جماعية على حقول النفط، وحركة إنسانية جماعية ولاجئين.”

شارك والتر سلوكومب Walter Slocombe، أحد كبار مساعدي بريمر، في جلسات الإحاطة العاجلة في العاصمة واشنطن بينما كان هو ورئيسه يستعدان للتوجه إلى بغداد. وأشار إلى دهشته مما علمه بأن العراق ليس لديه حكومة أو جيش فاعلين، باقتصاد وبنية تحتية عاجزتين بسبب العقوبات والفساد وسوء الإدارة. حيث قام الجنود الفارين والعراقيين الانتهازيين بتدمير أو نهب كل مكاتب حزب البعث وكل القواعد عسكرية. واختفت جميع المعدات تقريباً. ويستذكر سلوكومب: “لقد أخرجوا الأسلاك من الجدران”، “حتى أنهم سرقوا المراحيض”!

وبدا من المنطقي حينها أن أوصى بريمر وسلوكومب كلاهما بإلغاء الخطط السابقة للاحتفاظ بالجيش العراقي لصالح تدريب جيش جديد. وبعد أن قدم الاثنان خطتهما الجديدة إلى رامسفيلد، الذي وافق عليها، وبدأ سلوكومب وآخرون في البنتاغون بصياغة وإصدار الأمر المصيري لحل الجيش العراقي. وقال سلوكومب: “لقد توصلنا الى القرار” سنبدأ من الصفر”. ويواصل” لو بقي الجيش قائماً لكانت القصة كلها مختلفة. لا أعرف كيف، لكان الوضع مختلفاً”.

 

12- ملاحظات مركزة حول القمة العربية كرم جبر

رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام رافق الرئيس المصري في قمة جده كتب ملاحظاته:

**(الوفد القطري غادر الجلسه والشيخ تميم لم يلقي كلمته بسبب انتقاد الاسد لسياسة اردوغان علما الاثنان تصافحا قبل الاجتماعات الدورية.*

**الوفد العراقي تطرق الى التدخلات الخارجية وبالذات احتلال تركيا لاراضيها ولم تتطرق الى التدخل الايراني والأمريكي في شؤون بلاده.*

**السعوديين لعبوا دورا بارزا في إنجاح القمة والدولة الوحيدة التي هاجمت سياسة اسرائيل.*

**المراقب التركي ترك الجلسة اثناء كلمة بشار الأسد تضامنا مع الوفد القطري.*

**ممثل ايران اسمتع بحفاوة عالية من قبل ممثلي دول الخليج دون استثناء.*

**الرئيس الاوكراني القى كلمة عاطفية ونسى بان يختمها بالله اكبر وكأنه جاء لقمة إسلامية يمثل دوله إسلامية.*

**نائب وزير الخارجية الكويتي قال لي اثناء فترة الاستراحة:

اذا طرق الرئيس الاوكراني بابكم قولوا له الله ينطيكم.*

تغريدة عن القمة العربية

غرد الدكتور مصطفى الزايدي على صفحته العرب ومرض النسيان!

يعجبني فى الجامعة العربية رحمها الله نعمة النسيان!

وهاكم الدليل … قمة جامعة الدول العربية في جدة، ترفض بشدة التدخل الاجنبي في الشأن الليبي، وتطالب بالسماح لليبيين بتقرير مصيرهم!! ربما نسيت أمانتها العامة أن تذكر أصحاب " …..موسوعة القاب "، أن الأجانب تدخلوا في ليبيا بطلب رسمي من مجلس جامعة الدول العربية، الذي أحال الملف الليبي الملئ بأكاذيب ظهر زيفها ودون التحقق منها، إلى مجلس ألأمن الذي قرر التدخل العسكري تحت الفصل السابع مما سمح لكل من هب ودب بالتدخل دون رقيب و بلا ضوابط!

كما انهم نسوا إن ممثل ليبيا شخصيا معين من قبل الدول النافذة في مجلس الامن ولا يمتلك اي قدر من شرعية وطنية وأنه ومن ظهرت صورهم من الوفد المرافق له مواطنون أجانب من أصول ليبية!!لكن إن هم نسوا فنحن لن ننسى!!

 

13- العالم يترقب ملامح نظام جديد متعدد الأقطاب

نيويورك: «الشرق الأوسط»18 مايو 2023

يقف العالم اليوم على أعتاب جولة جديدة من الصراع على النفوذ، مع تكثيف جهود الصين وروسيا، والولايات المتحدة وحلفائها، من أجل اكتساب ود الحكومات وقلوب وعقول الشعوب في الدول الأخرى ذات الأهمية الاستراتيجية.ومن المنتظر أن تظهر ملامح النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي يضم قوى متنافسة، من خلال سلسلة من القمم عالية المستوى خلال الشهور المقبلة، تبدأ بالقمة السنوية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الجمعة 19 مايو (أيار) الحالي في اليابان.

وفي تحليل نشرته «بلومبرغ»، نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة ووثائق اطلعت عليها القول إن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي يعتزمون إطلاق خطط لاستقطاب مجموعة مختارة من الدول، فيما أطلقوا عليها «معركة العروض» العالمية مع كل من روسيا والصين. وتتضمن استراتيجية الدول الغربية العمل مع ما يسمى «دول المنطقة الوسطى»، مثل البرازيل وفيتنام وجنوب أفريقيا وكازاخستان. ومن بين أهداف هذا البرنامج تعزيز الاتصالات رفيعة المستوى وتحسين التنسيق في مشروعات البنية التحتية القائمة وخطط عمل مفصلة لكل دولة يتم اعتبارها شريكا أساسيا.

ووفق مصادر غربية فإن هذه الخطوة تمثل اعترافا بأن الدبلوماسية الودية الصينية واستثماراتها في البنية التحتية في الدول النامية، بالإضافة إلى إمدادات السلاح الروسية وتوفير تكنولوجيا الطاقة النووية والأسمدة، تفوقت على نداءات الدول الغربية لتلك الدول من أجل الاصطفاف معها في مواجهة كل من بكين وموسكو. في الوقت نفسه فإن التحرك الجديد لمجموعة السبع سيبتعد عن النهج المحكوم بالقيم الغربية وتبني نهج جديد يعتمد على تقديم مزايا ملموسة لتلك الدول في مجالات مثل التجارة والأمن.

ويقول بريان نيكولاس، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الغربي: «من المهم أن نمنح الدول في نصفنا من الكرة الأرضية والعالم خيارات متعددة». وتحتاج واشنطن إلى «رؤية واضحة بشأن ما يمكن أن تفعله تلك الدول لكي تمتلك اقتصادات ناجحة»، في الوقت الذي توضح فيه أن «بعض الوعود التي تقدمها دول مثل الصين لا تتحقق»، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

لكن دول مجموعة السبع التي تشارك في العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا وتشارك مسؤولي الأمن القومي الأميركي القلق من تنامي النفوذ الصيني، ليست أصحاب العرض الوحيد في سوق الدبلوماسية العالمية. ففي حين يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظرائه من قادة مجموعة السبع في مدينة هيروشيما اليابانية، سيعقد الرئيس الصيني شي جينبينغ قمة الصين وآسيا الوسطى على مدى يومين في مدينة شيان الصينية.

وفي يوليو (تموز) المقبل، سيستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سان بطرسبرغ قادة الدول الأفريقية، في إطار الجهود الروسية لإقناع دول العالم بأن العقوبات الغربية - وليس الغزو الروسي لأوكرانيا - كانت السبب وراء تضخم أسعار الطاقة، ونقص إمدادات الحبوب في السوق العالمية، والذي أضر بالدول الأفريقية الفقيرة بشدة.

وفي الشهر التالي، سوف تستضيف مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية قمة مجموعة «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، مع طرح فكرة توسيع نطاق التجمع ليضم 19 دولة محتملة، وإمكانية إطلاق عملة مشتركة لدول التجمع على جدول الأعمال. والموضوعان من أفكار الصين التي كانت أول من طرح فكرة إيجاد عملة بديلة للدولار الأميركي في التعاملات التجارية بين دول بريكس.

ونقلت «بلومبرغ» في تحليلها عن مسؤولين حكوميين اثنين من دولتين من دول «المنطقة الوسطى» القول إن العمل تغير بشدة خلال السنوات الأخيرة، وفقدت الدول الغربية نفوذها الذي كانت تستخدمه في وقت من الأوقات للضغط على الدول النامية سياسياً واقتصادياً. وقال أحد هؤلاء المسؤولين بوضوح: «القوى الغربية تحتاجنا الآن أكثر مما نحتاجها نحن».

وظهرت هذه الحساسيات بوضوح في الأسبوع الماضي عندما اتهم السفير الأميركي لدى جنوب أفريقيا بريتوريا ببيع السلاح لروسيا، مما دفع العملة الجنوب أفريقية الراند للتراجع إلى أقل مستوياتها أمام الدولار، قبل أن تتحرك واشنطن وبريتوريا سريعا لاحتواء هذا الخلاف. وفي حين كانت جنوب أفريقيا ضيفا شبه دائم في قمم مجموعة السبع دعت اليابان هذه المرة الاتحاد الأفريقي الذي تتولى رئاسته الدورية الكاميرون لحضور قمة هيروشيما.

وقبل أسبوع من تفجر الخلاف الأخير بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، قال ناليدي باندور وزير العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا: «في بداية فترته الرئاسية تحدث الرئيس بايدن عن سياسة المبادئ والقيم، واعتقد أنه كان لديه الكثير من المصداقية، وجذب قدرا كبيرا من الاهتمام... لكن أعتقد أن الوضع الحالي الذي يجدون فيه أنفسهم (الأميركيون) جزءا رئيسيا من هذا الصراع، يجعل من الصعب الاقتناع بهم».

وحققت محاولات تحالف مجموعة السبع التصدي لنفوذ الصين والرد على مبادراتها نتائج متباينة، لكن جاءت الحرب الروسية ضد أوكرانيا لكي تجدد شعور دول العالم النامية بأن المساعدات الغربية لم تكن من أجل المبادئ وإنما لها أغراضها، خاصة مع نجاح موسكو المتزايد في عمليات التأثير على الرأي العام، واستغلال المشاعر المعادية للغرب في أفريقيا وأميركا اللاتينية ودول الجنوب بشكل عام.

لذلك فإن الهدف الأساسي لقمة المجموعة، كما أعلنته اليابان على الموقع الرسمي للقمة، هو الوصول إلى الجنوب العالمي والمحافظة على النظام الدولي القائم على سيادة القانون. لكن الوصول إلى هذا الهدف يصطدم بتحد هائل يتمثل في الشعور بعدم الثقة وربما بالسخط السائد في الجنوب العالمي تجاه الغرب.

واعترافاً بهذا الواقع الصعب، يقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم لا يطالبون دول الجنوب بالاختيار بين الولايات المتحدة والصين، وإنما يسعون إلى تعزيز بيئة دولية تكون فيها حكومات الدول حرة من أي إكراه خارجي. لكن الرئيس الصيني شي جينبينغ ما زال يتهم واشنطن بممارسة سياسة «الاحتواء» ضد بلاده، وتضغط على حلفائها لكي يلتزموا بقيودها المفروضة على الصادرات بهدف حرمان الصين من الحصول على التكنولوجيا الغربية المتقدمة بدعوى أنه يمكن استخدامها في أغراض عسكرية.

وأخيرا يمكن القول إنه ما بين قمة مجموعة السبع في هيروشيما والقمة الصين - آسيا الوسطى في شيان والقمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبرغ، يواجه العالم صراعا ثلاثيا متزايدا على النفوذ بين الصين وروسيا من جهة، ومن جهة الغرب الذي يبدو أنه يدفع ثمن عقود من التجاهل والسياسات الخطأ تجاه دول الجنوب.

وفي سياق ذي صلة، يزور ممثلون عن حوالى خمسين شركة روسية هافانا منذ الأربعاء بحثا عن فرص تجارية واستثمارية في الجزيرة، في مؤشر إضافي إلى مساعي التقارب بين موسكو وهافانا.

ولفت أحد نواب الرئيس الكوبي ريكاردو كابريساس للصحافيين لدى افتتاح المنتدى الاقتصادي الكوبي الروسي للأعمال المنعقد حتى الجمعة إلى «المشاركة المهمة لقطاع الشركات الروسي، ما يستجيب لسياسة أرسيت بين البلدين».

ويجمع المنتدى الاقتصادي للأعمال 52 شركة روسية و106 شركات كوبية، وسيليه اجتماع للجنة الشركات الكوبية الروسية يشارك فيه نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري تشيرنيشنكو، وفق الصحافة الكوبية.

وتواجه كوبا أسوأ أزمة اقتصادية منذ سقوط الكتلة السوفياتية في التسعينات، مع انقطاعات متكررة في المواد الغذائية والأدوية والوقود، تحت تأثير الحظر الأميركي المعزز على الجزيرة وتبعات وباء «كوفيد - 19» ونقاط الضعف الاقتصادية الهيكلية الداخلية.

ووصل حجم المبادلات الاقتصادية بين كوبا وروسيا في 2022 إلى 450 مليون دولار، بزيادة ثلاثة أضعاف عما كان عليه في 2021، بحسب الممثل التجاري الروسي الجديد في كوبا سيرغي بالدين الذي تولى مهامه للتو في الجزيرة الشيوعية. وأوضح بالدين أن مبيعات النفط وزيت الصويا شكلت 90% من هذه المبادلات التجارية، وفي المقابل، تصدر كوبا إلى روسيا الروم والبن والتبغ.

 

قصة عالمية: لص يوم السبت  غابرييل غارسيا ماركيز

(أوغو) لص يسرق نهاية كل أسبوع فقط، تسلل ليلة سبت إلى أحد المنازل، فضبطته (آنا) الثلاثينية الجميلة الكثيرة السهر، متلبساً بجريمته.. بعد أن هددها بالمسدس سلمته حليها وأشيائها الثمينة، راجية منه ألا يقترب من طفلتها (باولي) ذات الثلاث سنوات.. مع ذلك فقد لمحته الصبية التي آسرتها بعض حيله السحرية..

فكر (أوغو): لماذا علي أن أرحل باكراً، ما دام الوضع جيد هنا؟!فبإمكانه البقاء طيلة نهاية الأسبوع والإستمتاع كلياً بالأجواء، إذ أن الزوج لن يعود من سفره إلا مساء الأحد - يعلم ذلك لأنه كان قد تجسس عليهم - لم يفكر اللص طويلاً: فأرتدى ملابس الزوج وطلب من (آنا) أن تطبخ له وتجلب النبيذ من القبو وتضع شريط الموسيقى أثناء تناولهم العشاء، فبالنسبة له لا حياة دون موسيقى.. كانت (آنا) منشغلة البال بطفلتها (باولي) وبينما كانت تحضر وجبة العشاء خطرت لها فكرة تمكنها من التخلص من هذا الشخص..

لكن ليس بإستطاعتها فعل الكثير فأوغو قد قطع أسلاك الهاتف والمنزل منعزل وكان الوقت ليلاً ولا أحد سيأتي..فقررت (آنا) أن تضع قرصاً منوماً في قدح (أوغو)..أثناء تناول العشاء اكتشف اللص، الذي كان يمضي باقي أيام الأسبوع يراقب أحد البنوك، أن (آنا) هي مقدمة برنامج الموسيقى الشعبية الذي يستمع إليه كل ليلة وبدون إنقطاع..

فهو من المعجبين بها أيما إعجاب، وبينما كانا ينصتان إلى العملاق (بيني) يغني كيف مضى، تحدثا عن شؤون الموسيقى والموسيقيين.. ندمت (آنا) على تنويمه بما أنه يتصرف بهدوء وليس في نيته أذيتها أو التهجم عليها.. لكن فات الأوان فالمنوم في القدح واللص قد تجرعه كاملاً وهو في قمة السعادة..مع ذلك، وقع خطأ ما، فمن شرب من القدح التي بها المنوم كانت هي، وعلى إثرها استسلمت للنوم بسرعة..في اليوم التالي استيقظت (آنا) وهي بكامل لباسها وعليها لحاف يدثرها بشكل جيد.. في الحديقة كان (أوغو) و(باولي) يلعبان بعد أن أتما تحضير الإفطار..

اندهشت (آنا) من منظرهما وهما في قمة الوئام، كما بهرتها طريقة هذا اللص في الطبخ، كان جذاباً بما يكفي.. فبدأت (آنا) تحس بسعادة غير عادية..في تلك اللحظات قدمت إحدى صديقاتها تدعوها لتناول الغذاء معاً، فتوتر (أوغو) لكن (آنا) رفضت الدعوة متعللة بمرض الصبية فودعت صديقتها على الفور.. وهكذا بقي الثلاثة في المنزل مجتمعين للإستمتاع بعطلة يوم الأحد..

كان (أوغو) يترنم مطلقاً صفيراً وهو يصلح النوافذ وأسلاك الهاتف التي عطلها في الليلة الماضية.. انتبهت (آنا) إلى أنه يتقن رقصة "الدانثون"، رقصتها المفضلة لكنها لم تستطع ممارستها مع أي شخص.. فأقترح عليها أن يرقصا معاً هذه الرقصة، فالتحما وبدأ في الرقص إلى أن حل المساء.. كانت (باولي) تراقبهما وتصفق حتى استسلمت أخيرا للنوم..

بعد أن نال التعب من الراقصين استلقيا على إحدى الأرائك في البهو.. وهما على تلك الحال نسيا أن ساعة قدوم الزوج قد حانت فأعاد لها (أوغو) المسروقات رغم إصرارها على عدم استردادها وأعطاها بعض النصائح حتى لا يتمكن اللصوص من التسلل إلى منزلها.. وودع المرأة وإبنتها وهو حزين..كانت (آنا) تنظر إليه وهو يبتعد، فنادته بأعلى صوتها قبل أن يتوارى عن ناظريها، ولدى عودته أخبرته أن زوجها سيعاود السفر مجدداً نهاية الأسبوع القادم.. فعاد أدراجه سعيداً وهو يرقص مجتازاً شوارع الحي بينما بدأ الظلام يرخي سدوله...

 

كاريكتير

صورة كريكاتيرية تعبر عن حقيقة تصرفات الفرس المجوس بعد احتلالهم للعراق ومن خلال اذنابهم من الحكام والميليشيات الطائفية المسلحة والمجرمة!!

شبكة البصرة

الاحد 8 ذو القعدة 1444 / 28 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط