بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

صاندي تايمز: وثائق سرية تكشف عن دور الحرس الثوري في اقتصاد إيران

وملاحقة المعارضين بالخارج

شبكة البصرة

إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا حول النشاطات السرية للحرس الثوري الإيراني حول العالم. وقال ماثيو كامبل إن الحرس الثوري استهدف المعارضين للنظام الإيراني في كل أنحاء العالم حتى في بريطانيا.

وجاء في التقرير أن الطائرة المسيرة التي ضربت موكب قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بعد مغادرته مطار بغداد، في 3 كانون الثاني/يناير 2020، لم تبقِ منه شيئا سوى خاتم مرصع بالياقوت كان يلبسه في يده اليسرى. وأمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقتل سليماني، لأنه كان الذراع الأيمن للمرشد الروحي، آية الله خامنئي.

وقال السناتور الأمريكي ليندزي غراهام بعد مقتل سليماني: “كان القبضة اليمنى لآية الله.. وقطعنا الذراع”. وبعد ثلاثة أعوام على مقتله، نبتت أذرع أخرى للحرس الثوري، وأصبح أكثر قوة مما كان عليه أثناء قيادة سليماني لفيلق القدس، بحسب وثائق سرية اطلعت عليها صحيفة “صاندي تايمز”.

فالحرس الذي أنشئ عام 1979 من أجل الدفاع عن الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بالشاه، هو ليس مجرد مؤسسة أمنية وعسكرية، بل يدير اقتصاد إيران. وتقول الصحيفة إن الوثائق التي حصلت عليها جهة معارضة للنظام، تقدم نظرة مثيرة للاهتمام عن طريقة عمل مراكز اقتصاد المقاومة التي أنشئت بعد اغتيال سليماني، ومنح الجيش سيطرة واسعة على اقتصاد البلاد. والحرس الآن بقيادة محمد باقري الذي فرضت عليه بريطانيا عقوبات بسبب تزويده روسيا بمسيرات قتالية، ودوره في نقل كميات كبيرة من الأسلحة والقذائف المدفعية عبر بحر قزوين إلى روسيا ودعم حربها في أوكرانيا.

وتحمل الوثائق علامة “سري للغاية” وهي عبارة عن مذكرات من باقري وقادة الحرس الثوري والجيش، يناقشون فيها طرقا لتعزيز إنتاج النفط ومشاريع تجارية مشتركة مع أنظمة صديقة. وبحسب وثيقة مؤرخة في كانون الأول/ديسمبر 2022، تأمر قادة الجيش باقتراح مشاريع تعاون اقتصادية للرئيس إبراهيم رئيسي لكي يحملها معه أثناء زيارته للصين التي جرت بداية هذا العام.

وفي مذكرة ثانية أرسلت في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، تتحدث عن “مشاريع في أوزبكستان” وعن سلسلة من المشاريع مثل “فروع للقوات المسلحة” التي تضم مشاريع تصنيع تراكتورات إلى محطات حرارية والتنقيب عن المغنيسيوم. وتشير الرسالة إلى أن مقرات اقتصاد المقاومة مستعدة للتفاوض مع أوزبكستان بالإنابة عن المؤسسات الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة.

وفي رسالة أخرى موجهة لآية الله خامنئي، تعود إلى 24 كانون الأول/أكتوبر 2020، توصي ببناء مصافي نفط ومحطات للصناعة البتروكيماوية والمساعدة في “مواجهة العقوبات”. وتشير إلى أن مليون برميل من النفط يوميا، من 1.46 مليون برميل مخصصة “للمخترعين” بما فيها “الشركات المرتبطة بالقوات المسلحة” ومؤسسة تعرف باسم “سيتاد”، وهي الصندوق المالي الرئيسي للزعيم بميزانية تقدر بحوالي 100 مليار دولار.

ومن الصعب التأكد من مصداقية الوثائق التي حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق، إلا أن الخبراء يرون في طريقة كتابتها ونبرتها شبها بما يصدر عن البيروقراطية الإيرانية. وقال علي أنصاري، أستاذ التاريخ الإيراني، ومدير معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز: “تؤكد الوثائق على ما يبدو الهيمنة المتزايدة للحرس الثوري في اقتصاد إيران عبر عدد من الواجهات التجارية، ودوره في نشر العلاقات التجارية بالمنطقة”. وأضاف: “إنها مهمة بشكل خاص للضوء الذي تلقيه على الطريقة التي تم فيها توزيع ثروة البلد بين مؤسسات الثورة، بما فيها مكتب المرشد الأعلى”.

وتعلق الصحيفة أن الأدلة حول الدور الإداري للحرس الثوري في اقتصاد إيران ستثير القلق من طموحات طهران. ويعلق شاهين غوبادي، المتحدث باسم مجاهدي خلق: “تسهم العلاقات التجارية للملالي في تغذية القمع والإرهاب والحروب الإقليمية ومشاريع الحصول على الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية”.

ولعب الحرس الثوري دورا في قمع وضرب المتظاهرين في إيران. أما فيلق القدس، فقد زاد من جهوده لملاحقة معارضي النظام حول العالم وبريطانيا أيضا. وأثار دور الحرس الثوري في القمع واقتصاد إيران نقاشا في بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول تصنيفه منظمة إرهابية كما فعلت أمريكا في 2018.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، عن منع سفر وتجميد أرصدة الحرس الثوري “كليا”. واعتبر معارضو النظام الإيراني الخطوة بأنها متأخرة.

وقال محسن سازيغارا، أحد مؤسسي الحرس، والذي يعيش في أمريكا حاليا: “هذه ليست منظمة عسكرية عادية كما يتخيلها البعض” بل “وحش وشبكة إرهابية وإجرامية واسعة”. وساعد سازيغارا الذي أُجبر على الهرب من البلد عام 2005، على كتابة ميثاق الحرس الثوري، وقال: “كانت الفكرة من أجل تعبئة الشعب لمقاومة الغزاة والدفاع عن الحكومة ضد الانقلابات”، لكن الهدف تغير بشكل تدريجي، كما يقول و”اليوم، فالحرس الثوري أصبح أكبر شبكة إرهابية من كابول إلى القوقاز”.

ويقول مهرزاد بورجردي، أحد الإيرانيين البارزين في المنفى، ويحاضر بجامعة ميسوري، إن الحرس الثوري “مثل الأخطبوط، وأنيابه منتشرة حول العالم”، مشيرا إلى تورطه في تدمير معبد يهودي بالأرجنتين عام 1994. كما قتل الحرس واختطف المعارضين من أوروبا.

وتحت قيادة سليماني الذي كان يتحدث العربية بطلاقة، دعم الحرس الثوري جماعات وكيلة في الشرق الأوسط، وتدخل في الحروب الأهلية دعما للجماعات الشيعية، وقدم الدعم لطالبان في أفغانستان. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قال مدير المخابرات الداخلية البريطانية (أم اي فايف) إن الحرس الثوري يخطط لاختطاف أو قتل المعارضين الإيرانيين في بريطانيا.

وبناء على نصيحة من الشرطة البريطانية، قرر تلفزيون “إيران إنترناشونال” نقل مقره إلى الولايات المتحدة. وكشف عن تورط محمد مهدي مزياني، عضو في الحرس الثوري بقتل معارضين إيرانيين في بريطانيا، وربط بهجوم سابق على مجاهدي خلق في ألبانيا.

وقالت كاثرين بيريز شكدم، التي كتبت مدونات متعاطفة مع إيران أثناء عملها مع تلفزيون روسي، إن الحرس الثوري لا يستهدف فقط المعارضين في بريطانيا، ولكن شخصيات أخرى. ودعيت مرة لمؤتمر نظمه الحرس الثوري عام 2017، والذي وصفته بأنه “لقاء إرهابي دولي وضم ممثلين من حماس وحزب الله ومن كل أنحاء الشرق الأوسط”.

القدس العربي

شبكة البصرة

الاثنين 11 شوال 1444 / 1 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط