بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

في يوم حرية الصحافة

شبكة البصرة

السيد زهره

العالم يحتفل اليوم باليوم العالمي لحرية الصحافة. احتفال هذا العام له أهمية خاصة اذ يصادف مرور ثلاثين عاما على بدء الاحتفال بهذا اليوم.

الاحتفال بيوم حرية الصحافة يعني من جانب تقديرا للدور الحاسم الذي تلعبه الصحافة في العالم في بناء الدول وتقدم المجتمعات واعترافا عالميا بهذا الدور. ويعني ثانيا تأكيد ان الحرية شرط أساسي كي تلعب الصحافة دورها الوطني وكي يكون لها النفوذ والتأثير المنشود.

هناك اجماع في العالم كله على انه رغم التطورات الهائلة التي يشهدها العالم في مجال الاعلام والاتصال بكل صوره، فان الصحافة تبقى هي الوسيلة الإعلامية الأكبر في بناء الدول والمجتمعات وترشيد مسيرتها.

الصحافة هي الدعامة الأساسية للديمقراطية أيا كانت صيغتها في أي بلد، ومن دون صحافة قوية يسقط ركن أساسي من اركان الديمقراطية.

والصحافة من أكبر الأدوات لضمان الرشد في الحكم والحياة السياسية العامة في أي بلد من خلال دورها الرقابي الذي من المفروض ان تلعبه.

والصحافة من اكبر ضمانات المشاركة العامة في شئون الحكم والحياة العامة.

والصحافة اليوم بالذات أصبحت أكبر أدوات حماية الدول والمجتمعات في مواجهة سيل التزييف والتزوير والاستهداف على مواقع التواصل الاجتماعي المنفلتة ومواقع الانترنت التي أصبحت ساحات مفتوحة لتضليل الرأي العام ومعاول هدم في كثير من الأحيان.

وكي تتمكن الصحافة من لعب هذه الأدوار، لا بد ان تعطى لها الحرية. وهذه هي الحكمة بالضبط من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.

لكن ما هي المعايير التي يجب ان تتوافر كي نستطيع ان نقول ان الصحافة حرة فعلا وكي تقوم بالتالي بأدوارها الوطنية؟.

حين حددت اليونسكو يوم حرية الصحافة كي يحتفل به العالم، حددت وثائقها، ما الذي تعنيه حرية الصحافة بالضبط، وما هي الشروط والجوانب التي يجب ان تتوافر كي تصبح حرية الصحافة واقعا فعليا.

بشكل أكثر دقة، تم تحديد الشروط والجوانب التالية كي تتحقق حرية الصحافة:

1- لا بد من توافر بيئة تنظيمية وقانونية تسمح بظهور قطاع إعلامي متعدد الآراء ومنفتح.

2- لا بد من توافر الإرادة السياسية لدعم قطاع الاعلام والصحافة وتوافر سيادة القانون لحمايته.

3- لا بد كذلك من وجود قانون لضمان الحصول على المعلومات وبخاصة المعلومات في المجال العام.

4- لا بد من توافر المهارات التعليمية اللازمة لدى متابعي الأخبار ليتمكنوا من تحليل المعلومات تحليلا نقديا وتجميع ما يصل اليهم منها لاستخدامها في حياتهم اليومية، ووضع وسائط الإعلام موضع المساءلة فيما يتصل بأعمالها.

5- التزام الصحفيين والإعلاميين بأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية في ممارستهم لحرية التعبير.

هذه شروط وجوانب أساسية تم تحديدها يجب ان تتوافر كي نستطيع ان نقول ان الصحافة حرة فعلا، وكي نستطيع ان نقول ان بمقدورها ان تقوم بأدوارها الوطنية.

الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش في كلمته بمناسبة يوم حرية الصحافة قال: "ان حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة. فحرية الصحافة هي أساس الديمقراطية والعدالة. إنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا."

السؤال هو: والعالم يحتفل بيوم حرية الصحافة، ما هو حال الصحافة فعلا في العالم والى أي حد تتمتع بالحرية وفقا للمعايير التي أشرنا اليها؟ الى أي حد بمقدورها ان تقوم بدورها المفترض في بناء الدول والمجتمعات وترشيد مسيرتها؟

هذا حديث آخر باذن الله.

شبكة البصرة

الخميس 14 شوال 1444 / 4 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط