بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من ينقذ السودان من "الكابوس"؟

شبكة البصرة

السيد زهره

تحدثت أمس عن التقرير الذي أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" عن السودان وما يجري فيه والذي حذر مما أسماه "سيناريو الكابوس" الذي يمكن أن يتجه اليه السودان اذا لم يتوقف القتال فورا، أي كابوس اندلاع حرب أهلية مدمرة ممتدة بكل ما يترتب على ذلك.

للأسف الشديد كما ذكرت فان كل التطورات والمواقف حاليا تشير الى ان احتمال تحقق هذا السيناريو اصبح احتمالا كبيرا.

من جانب، لا يبدو أن أيا من طرفي القتال، أي الجيش وقوات الدعم السريع، لديه أي استعداد او رغبة لوقف القتال بإرادته. الطرفان رفعا شعار انه لا بديل عن القضاء على الطرف الآخر نهائيا، ويتصوران ان استمرار القتال يمكنهما من تحقيق هذا الهدف.

وأكبر دليل على ذلك انه منذ اندلاع القتال تم التوصل الى عديد من اتفاقات الهدنة، لم يتم الالتزام بأي منها. الطرفان يعتبران الهدنة فرصة لالتقاط الانفاس والاستعداد لمواصلة القتال.

ومن أخطر التطورات في الفترة الأخيرة ما فعله الجيش السوداني قبل أيام حين دعا كل القادرين في السودان الى حمل السلاح والى التقدم للجيش للحصول على السلاح.

هذا قرار كارثي.

بداية، ان يصدر الجيش هذا القرار معناه انه لا توجد أي نية على الاطلاق لوقف القتال او التوصل الى أي حل ينهى المأساة. معناه على العكس ان هناك إرادة لتوسيع نطاق القتال.

والقرار بمثابة دعوة لكل القوى والأفراد للاشتراك في القتال، بما في ذلك الجماعات والمليشيات المنظمة المسلحة في كل انحاء السودان.

ولو حدث هذا فعلا فلن يكون له من معنى سوى الفوضى العارمة والدمار الشامل.

اذا استمر الوضع على هذا النحو واتسع نطاق المعارك ودخلت اطراف اخرى فيه، فيعني هذا الدخول في الحرب الأهلية فعلا.

اذا لا قدر الله حدث هذا فلنا ان نتخيل كم الدمار والخراب الذي سيحل بالسودان مقارنة بالخراب الذي حل به بالفعل والمأساة المروعة التي يعيشها الشعب السوداني.

واذا حدث هذا وفي ظل هذه الفوضى من الطبيعي ان تظهر دعوات لتقسيم السودان وتفكيكه على النحو الذي حذر منه كثيرون بالفعل.

السؤال الآن هو: من ينقذ السودان من هذه الكارثة التاريخية الكبرى؟.. من بمقدوره ان يجنب السودان هذا السيناريو المفزع؟.

اذا ترك أمر السودان للقوى المتقاتلة فيه، فلن يكون هاك أي امل في انقاذه. لنلاحظ ان الذين يتقاتلون اليوم ويجرون السودان الى هذا المصير المأساوى المفروض انهم حكامه.. المفروض انهم هم الذين يحكمون ويقررون مصير البلاد. المطلوب اذن هو انقاذ السودان من " حكامه" هؤلاء.

ولا يمكن الرهان على أي قوة او دولة اجنبية من اجل انقاذ السودان. هذه القوى والدول لا يعنيها كثيرا امر السودان وشعبه وما يمكن ان يحل به. ليس هذا فحسب ـ بل ليس خافيا ان قوى ودولا كثيرة يسعدها ان ترى السودان، واي بلد عربي، يغرق في الفوضى والدمار وان يتفكك ويضيع.

الدول العربية وحدها هي التي يجب ان تتحرك فورا وتنقذ السودان.

ان بلدا عربيا يضيع أمام اعيننا، ومن العار ان تقف الدول العربية متفرجة ولا تفعل شيئا.

مطلوب ان تجتمع كلمة الدول العربية وتتفق على أي اجراء أيا كان كي تجبر الطرفين المتحاربين على وقف القتال فورا.

يجب ان تفعل الدول العربية هذا الآن قبل فوات الاوان.

شبكة البصرة

الاحد 8 ذو القعدة 1444 / 28 آيار 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط