بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الجامعة العربية والأمل المفقود

شبكة البصرة

د. عامر الدليمي

عقد مجلس الجامعة العربية في دورته الاخيرة في جدة،حضرها الملوك والرؤوساء والامراء العرب، وكانت جماهير الامة العربية من مشرقها الى مغربها تتأمل صدور قرارات مهمة تعالج قضايا امتنا المصيرية لإيجاد حل لها بقرارات حازمة وشجاعة لإرجاع الحق العربي لأصحابه، كإحتلال الاحواز من قبل العدوان الفارسي،وما زالت معاناةشعبنا العربي الاحوازي الصابر يواجه الظلم والقهر الفارسي،وكما الاحتلال الصهيوني لشعبنا العربي الفلسطيني المجاهد، وقضايا اخرى على قدر من الاهمية،إلا ان القمة لم تصدر قرارات ذات اهمية تدلل على فاعليتها ووجودها في الساحة السياسية الدولية،او ترقى إلى مسوؤليتها القومية عن ايران التي ما زالت تحتل اربعة عواصم عربية،وربما ستتمدد الى دول المغرب العربي، وكإنما حضورها هو تأيداً لها والموافقة على بقاء احتلالها، وإعتراف ضمني من قبل الجامعة العربية لها،دون المطالبة بضرورة عدم تدخلها في المنطقة العربية وفرض اجندتها،اما حضور جزار سوريا بشار الاسد، دلالة على شكره،وإستقباله إستقبال الفاتحين، وضمه بالاحضان،لقتلة مليونين سوري عربي وسجن مثل هذا العدد،وتهجير اربعة ملايين في ارض الله الواسعة، وبمساعدة مليشيات ذيول ايران الطائفية والقوات الروسية التي لم تقل اجراماً عن شبيحة الاسد المجرمة، والغرابة ايضاً من مجلس الجامعة العربية حضور الرئيس زالنسكي رئيس اوكرانيا،وكأنها صاحبة قرار عالمي لحل النزاع العسكري الروسي الاوكراني، وكما لا يُستبعد ان تقوم الجامعةالعربية بتقديم طلب رسمي لحضور العدو الصهيوني في القمة القادمة او التي بعدها، بتبرير انها احدى دول المنطقة وان حضورها مهم للنظر في مشاكل المنطقة العربية، إسوة بحضور دول اخرى، وربما سيتم مراجعة رأي الملك محمد الخامس ملك المغرب سابقا، باقتراحه إدخال اسرائيل كدولة عضو في الجامعة العربية، ان عقد مجلس الجامعة العربيةمؤتمرها والمنطقةالعربية تمر بأزمات شديدة ومشاكل كبيرة ومهمة، فإن لم تجد حل يجعلها أمة لها احترام بين الامم فإن مصيرها سينحدر الى الهاوية ومن ضعف الى اخر، امة غير محترمة تلعب بها المصالح والاطماع الدولية،وعندئذ فألمسوؤلية الكبرى تقع على مسؤوليها دون عذر او تبرير، وأمام هذاالواقع المأساوي الذي يهدد الامة العربية في وجودها ومصيرها ومستقبلها، وضعف مسؤوليها من الحكام، فإن كل الحركات والاحزاب والقوى السياسية الوطنية والقوميةو الوطنين و المثقفين العرب يتحملون مهمة استنهاض الوعي الوطني و القومي للمحافظة على الحق العربي دون مساومة او ضعف وإن التاريخ سيلعن المتساقطين والمتخاذلين والمطبعين،و الذين لم يدافعوا عن الامةالعربيةوحفظ كرامتها، وإذا مابقيت الجامعة العربية على هذا الحال من الضعف والتردي فلا فائدة من مؤتمراتها مستقبلا، ولا امل منها، كالمثل الشعبي القائل: يا ابو زيد كأنك ما غزيت.

العراق العربي

شبكة البصرة

الاحد 15 ذو القعدة 1444 / 4 حزيران 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط