بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة                                  وحدة - حرية - اشتراكية

مجلة شهرية يصدرها حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر الجزائر
العدد
17 - جوان/يونيو 2023

شبكة البصرة

قال الله تعالى: من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

قال الله تعالى:

 

تقرؤون في هذا العدد:

·        المنظومة التربوية في الجزائر إلى اين؟؟!!

·        الفيضانات

·        تيميمون الولاية الساحرة

·        مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الوضع العربي

·        الانتفاضة الشعبية

·        إذا لم نكن أسودا فهل حكم علينا ان نكون فئرانا؟!

·        الأزمة الليبية

·        التغيير المنشود

·        هل باستطاعة الغرب تجنب هذا؟!

·        الوجه الآخر لتركيا

·        حقيقة الاتراك

 

المنظومة التربوية في الجزائر إلى اين؟؟!!

إن للمنظومة التربوية دورا بارزا في تعزيز القيم والأخلاق وترسيخها وتكريس المبادئ والعمل على الحفاظ عليها، فلا يمكن أن نرتقي بالتعليم بمعزل عن التربية السليمة التي تدعم السلوكيات الجيدة داخل المجتمع، وتعكس الثمرة الصالحة  التي تزرع داخل الأسرة والمدرسة على حد سواء.

ولكن ما يحدث في الجزائر عبث بكل المناهج وتجاوز كل الاخلاق إذ اصبحنا نسمع عن شبكات إجرامية لترويج المهلوسات داخل المؤسسات التربوية يقودها التلاميذ من الجنسين، فبدل من ان يكون هدفهم التعليم وتلقي المعارف لبناء مشوارهم العلمي أصبح جل تفكير البعض منهم الحصول على أقراص مهلوسة أو كيفية ترويجها للحصول على بعض الدنانير اذ أصبحوا مجرد وسيلة في يد شبكات إجرامية تستأجرهم للعمل لصالحها دون وعي منهم في ظل غياب الرقابة من الجهة الوصية، وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث تحولت المدرسة من مكان لتلقي التربية والتعليم الى أوكار للجريمة، هذه الظاهرة الخطيرة المستفحلة في المجتمع يتحمل مسؤوليتها الجميع وفي مقدمتهم القائمين على القطاع لإنقاذ فلذات أكبادنا من هذه الكوارث التي تزداد يوما بعد يوم، هذه الكوارث وتؤدي إلى نتائج وخيمة تنعكس سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ وانتشار الجريمة ,والانحلال الخلقي, ولذا لابد من تكاثف الجهود من جميع الجهات المعنية للتصدي الحقيقي لهذه المعضلة الخطيرة التي تضرب المجتمع في الصميم بتغييب القيم الأخلاقية ودفعه إلى مستنقع التخلف.

 

الفيضانات

الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق الوطن جاءت بعد جفاف ألحق ضررا كبيرا بالمحاصيل الزراعية وأدّى الى انخفاض منسوب مياه السدود فتهاطلت الامطار بهذه الغزارة واستمرارها لأيام استبشر بها المواطنون خيرا، غير انها تسببت في خسائر مادية وبشرية وكشفت عيوبا كثيرة في البنى التحتية كالطرق والجسور والمباني والمجاري المائية التي افتقرت جميعها الى الدراسات العلمية الجادة التي تتماشى واتساع المدن والكثافة السكانية يضاف اليها غياب الصيانة ومراقبة تنفيذ المشاريع وعدم الكفاءة في تسيير المدن والمناطق الحضرية مما أدّى الى الفوضى في البناء وعدم احترام دفتر الشروط في بناء المرافق العامة بتواطؤ من الادارة.

ان الاحتباس الحراري الذي تشهده الكرة الارضية سيتسبب حسب الخبراء في فيضانات ستتكاثر في المستقبل مما يستوجب على السلطة الاستعداد لمواجهتها بمخطط استعجالي يمس البنايات والاودية، بتنظيم سيولتها واستحداث مجاري المياه المستعملة ومياه الامطار وتحديد المناطق السوداء لإعادة تأهيلها.

 

تيميمون الولاية الساحرة

تتربع ولاية تيميمون الفتية على مساحة شاسعة تتوسط أربع ولايات صحراوية، ادرار التي تحدها جنوبا والجنوب الشرقي، وشمالا ولاية المنيعة الفتية، وغربا ولاية بني عباس الفتية، وشمالها الغربي ولاية البيض...

وكل من الولايات الأربع (قبل تنشئة الولايات الجديدة) اقتطعت منها آلاف الكيلومترات المربعة لتتشكل هذه الولاية التحفة التي حباها الله بأروع المناظر امتزجت فيها روعة اخضرار واحاتها بكثبانها الرملية الذهبية. والأراضي السهلية الشاسعة الخصبة التي تخفي تحت ثراها مياها جوفية لا تنضب، تحتاج حفر عدة أمتار لتنفجر وتسقي الأرض العطشى للاستصلاح لتدر على الوطن كل الخيرات كالحبوب، والنخيل وأشجار الفواكه المتنوعة والخضراوات.

إذا اتجهنا غربا تصادفنا شروين بقصرها العتيق الذي يناشد المؤسسات المسؤولة لإعادة ترميمه، ولإعادة عبقه التاريخي المادي الذي يسلب الوجدان، وعلى بعد مئات الأمتار جنوبا منه تشرئب تاوريرت بقصرها الصغير القابع فوق ربوة تستغيث هي الأخرى طالبة إعادة ترميمها، لاستعادة جمالها ورونقها.

و اذا اتجهت شمال شروين تواجهك قصور غارقة في بحر من الرمال، تتوسطها واحات خضراء تخفي بين ظلالها قصورا تحكي أحداثا تاريخية، و تروي القصص الاجتماعية المفعمة بالقيم الحضارية والثقافة التراثية، ومنها، قصر: اولاد عيسى، وقصور وانودي، والكرك، وتونزة، وتاسغاوت، وقنتور، وباكو، سمجان، وتقليزي، واقسو، وتنكرم، وتبو.

وإذا اتجهت غربا تصادفك قصور طلمين، منها اجدير، وتفوري، وباحمير، وتعريبت، وغيرها.

ويتميز أهلها بحسن الضيافة، وإكرام الضيف ويتميزون بالوعي، والفطنة والذكاء. وتمتد حدود ولاية تيميمون لتلامس حدود ولاية البيض من جهة بلدية البنود، ويفصلها عنها العرق الغربي بعرض أكثر من مائة كلم، ويحدها غربا حدود ولاية بني عباس، بقصورها القائمة على وادي الساورة كقصر اولاد رافع ويحدها من جنوبها دائرة اوقروت، ببلدياتها منها بلدية أولاد محمود، هذه الدائرة الغنية بأراضيها الزراعية، وبمنتوجاتها المتنوعة.

وإذا اتجهت نحو شمالها الغربي تواجهك قصور قورارة، زاوية دباغ، وتينركوك، وتبلكوزة، وغيرها، حيث وهبها الله المياه الجوفية الوافرة العذبة، ويحتضنها العرق الغربي شمالا حيث تتربع على كثبانه بعض القصور التي تخاصرها أشجار النخيل اليانعة، وإذا اتجهت نحو شمالها تصادفك بلدة مقيدن المحمية شرقا وغربا بالهضاب المرتفعة التي تصد عنها زحف الرمال.

لقد اشتركت في هذه الولاية الفتية سمتان متميزتان، الزراعة، والسياحة، فأما الزراعة فأرضها معطاءة، تنتج الحبوب بأنواعها، وأشجار النخيل، وزراعة الخضروات، ووفرة المياه التي تحول الأرض القاحلة إلى جنة خضراء.

أما السياحة، فتجمع بين جمال الطبيعة وتنوع مناظرها، وبين الإرث المادي المتجسد في قصورها الموزعة عبر أراضي الولاية. انها ارض معطاءة تحتاج إلى طليعة بشرية نشطة وجادة وواعية ومدركة لقيمة هذه القطعة الطيبة من ثرى الجزائر، لتحولها إلى جنة الله في الأرض.

 

رياضة

في اللقاء الكروي الذي جمع المنتخب الجزائري والمغربي والذي أسفر عن فوز المنتخب المغربي، صفق الجمهور وحيا الفريقين على الروح الرياضية العالية وتعانق اشبال الفريقين كان المشهد رائعا عبر عن روح الاخوة والمحبة التي تربط الشعبين كرد طبيعي على كل من يحاول اشعال نار الفتنة والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحملة مغرضة للدفع بالبلدين الى ما لا تحمد عقباه،

فالعدو الصهيوني يشتغل ليلا ونهارا لإذكاء نار الفتنة بين القطرين الشقيقين خاصة بعد وضع اقدامه على ارض المغرب بتواطؤ نظام المخزن الذي مكن العدو من تنفيذ مشاريعه الجهنمية ضد الجزائر في إطار مشروع تعميق التجزئة في الوطن العربي.

فعلى الانظمة العربية ان تأخذ الدرس من هذه الصورة الرائعة التي صنعها شباب المغرب والجزائر وندعو الى الكف عن خطاب الكراهية الذي اخذ منحنى خطيرا لا يمت بصلة للوطنية التي يتغنى بها المنافقون.

 

مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الوضع العربي الراهن

إن تاريخ النضال الفلسطيني حافل بالتضحيات الجسام، ومر عبر مراحل وفترات تاريخية عصيبة، بدءا بالنكبة واحتلال العصابات الصهيونية كامل الأراضي الفلسطينية، وتشريد شعبها، واغتصاب مدن وقرى بأكملها، واحتلال القدس الشريف، واندحار الجيش العربي، الذي كانت تقوده أنظمة مهترئة مخترقة، لم تستعد لخوض معركة التحرير، ولم تستجمع الطليعة الفلسطينية قدراتها لمقاومة الاحتلال الا بعد مضي سبع عشرة سنة تعد وقتا ضائعا سمح للاحتلال بإحكام قبضته على الأرض وإثبات وجوده في فلسطين، وبناء مؤسساته المدنية والعسكرية القادرة، على حماية ومواجهة أية محاولة عربية لاسترجاع فلسطين.

ففي 1965 تكونت منظمة فتح، وقادت الكفاح المسلح، من داخل الأرض المحتلة، ومن حدود المواجهة الأردنية والسورية واللبنانية، والتحقت بها منظمات مسلحة أخرى، مما شتت الجهد المقاوم، ورغم تكوين منظمة التحرير إلا أن الانقسامات وعدم التنسيق، والتبعية للقوى الخارجية العربية منها والأجنبية، شوّش وأربك الحركة الثورية الجماهيرية في الداخل والشتات، وهذا ما جعل دورها في حرب 1967 لم يرق إلى مستوى هدف التحرير وكانت النكسة التي تسبب فيها النظام العربي الرسمي، دون أن نعفي الثورة الفلسطينية من المسؤولية، حيث كانت جاهزيتها تفتقر الى الروح المسؤولية الجهادية، مما عمق الصراع الفلسطيني-الفلسطيني الذي أسفر عن نتائج وخيمة على وحدة الصف الفلسطيني. وبعدها جاءت مرحلة حرب الاستنزاف وعرفت تطورا أصاب العدو في مفاصل حيوية، أمنية واقتصادية، وبعد حرب 1973، والتي تعتبر حرب تحريك وعلى انقاضها جاءت التسوية، والاعتراف بالكيان الصهيوني من طرف مصر وتوج اجتماع كامب دافيد باتفاقية الاستسلام، وتلاها لقاء وادى عربة، وانكفاء سوريا على نفسها وتخليها عن استرجاع الجولان، وبدأت المؤامرة الدولية الكبرى ضد فلسطين بمحاصرة الثورة الفلسطينية في الاردن وتعد مجازر ايلول الأسود من النتائج الخطيرة التي كبلت المقاومة في الاردن، وحوصرت في المخيمات في سوريا، وزجّ بها في صراع الدفاع عن النفس في الحرب الأهلية اللبنانية، وحوصرت من الجنوب من طرف جيش سعد حداد العميل، مع الاجتياح الصهيوني للبنان، وتهجير المقاومة وقيادتها منه.

ثم جاء الاعلان عن ميلاد الدولة الفلسطينية التي تم سجنها في الضفة والقطاع، وتحولت السلطة إلى سجّان ينظم حياة الفلسطينيين في سجن كبير، مكبل باتفاقيات اوسلو، وذبل الفعل المقاوم، وانقسمت السلطة إلى فرعين متصارعين، وفقدت الثورة الكثير من وهجها، وبدلا من وحدة البندقية الفلسطينية الموجهة ضد العدو، أصبحت تستغل في إضعاف الثورة، وكان تدخل إيران وتركيا في الشأن الداخلي الفلسطيني العامل الأساسي في تعطيل مهمة وحدة المقاومة. وللعلم أن اتفاقية أوسلو التي رعتها الأمم المتحدة، وشرعنتها جامعة الدول العربية لم يطبق أي بند من بنودها لكون إسرائيل ضربتها بعرض الحائط اوبرعاية دولية بل ضيّقت الخناق أكثر على الشعب الفلسطيني وضربت عليه حصارا محكما مصحوبا بالتنكيل والاعتقالات، ومصادرة اراضيه، وتهويد القدس، وبناء المستوطنات.

ورغم ما يقوم به الاحتلال من جرائم غير إنسانية في حق الشعب الفلسطيني إلا أن الثورة الفلسطينية وشعبها البطل ظلا في حالة ثوران وتحرر من كل ما تعاني منه القيادات الفلسطينية من صراع وانقسام، وخذلان، فهو يمثل الخط المستقل الذي يقوم بعمله الثوري من أجل استرجاع استقلاله وتحرير أرضه ومقدساته.

ففلسطين تمثل القضية المركزية للأمة العربية غير أن الأزمات الحادة التي تمر بها الأمة العربية، وخاصة بعد احتلال العراق، ونشوب حروب أهلية في كثير من اقطاره انعكست سلبا عليها ولم تعد تحتل المكانة المرموقة لدى الكثير من الجماهير العربية التي اغرقت في نزاعات ومؤامرات وأوضاع خطيرة لا تقل حدّتها عما يعيشه الشعب الفلسطيني حدث كل هذا بعد احتلال العراق الذي كان حصنا منيعا للأمة.

إن استعادة الثورة الفلسطينية وهجها وتألقها، يبدأ بوحدة الصف الفلسطيني، وتوحيد قيادته، وفك الارتباط مع الاتفاقيات التآمرية التي نكثها الكيان الصهيوني، واعتماد الأسلوب الثوري المسلح.

وان استعادة الأمة العربية عافيتها، والتحرر من الأجندات ومشاريع التطبيع مع العدو كفيل بعودة القضية الفلسطينية إلى حضن الجماهير التي تتحمل مسؤولية الكفاح المسلح لتحرير فلسطين.

 

الانتفاضة الشعبية

أن أية انتفاضة تنطلق على أرضنا العربية يمكن أن تكون عامل تسريع ودفع لحركة الثورة العربية... الا أنها لا يمكن أن تكون جزءا من هذه الثورة ورافدا من روافدها ما لم تنطلق اساسا من الموقف القومي الذي يضعها سندا للثورة العربية ومصباحا لروافدها. وعلى هذا فإن الخصائص الأساسية للثورة العربية ينبغي أن تتجسد في فكر الثورة وادواتها واسلوب ممارستها، ويمكن تحديد أبرزها فيما يلي:

أولا: الانطلاق من الفكر القومي التقدمي كأساس للنضال باتجاه تجاوز التجزئة والاستغلال، وبالتالي لتحطيم كل هذه الركائز والقضاء على الاستعمار وفي صورة جدلية ومتلازمة.

ثانيا: أن تكون أداة الثورة مميزة تماما عن التناقض الأساس بين واقع الجماهير من جهة وبين ارادتها في تحقيق أهدافها من جهة أخرى.

ثالثا: اعتماد أسلوب النضال باتجاه الأهداف الرئيسية، وعلى كل موقع جزئي متاح ضمن الأفق القومي والمنطلق التقدمي.

رابعا: تحقيق كل الأطر التي تعطي للنضال سماته الشعبية.

خامسا: اعتماد الأساليب الديموقراطية في التعامل داخل الجهاز الثوري نفسه، وترسيخ هذا المبدأ في العلاقات مع الجماهير كشرط أساسي لوضعها في مواقع النضال وتعبئتها من الموقف الطوعي المسؤول باتجاه تحقيق أهدافها.

سادسا: وضع النضال العربي كجزء فاعل ومؤثر في النضال العالمي التحرري بعيدا عن الالتحاق الذيلي بالحركات العالمية أو الانغلاق السلبي الذي يجعل أحدهما نقيضا للآخر، بصورة لا تخدم الا الاستعمار.

سابعا: اعتماد المعيار العلمي في التعامل مع الجماهير تخليصا للحركة الثورية من الانتكاسات وإسهاما في تخليص الجماهير نفسها من كثير من القيم المتخلفة التي تعيش حبيستها.

ثامنا: ملاحقة وتعرية كل الحركات والأنظمة المعادية لمعسكر الثورة، والتي ترفع شعار نصف الثورة، لدفع الجماهير إلى مواقع اليأس والاستسلام أمام تحديات الأعداء.

تاسعا: التحالف الجبهوي مع كل الحركات الوطنية ضمن موقف استراتيجي يضع زخم هذه الحركات لصالح النضال الجماهيري العربي.

عاشرا: رفض أي تنازل عن الحقوق المشروعة للجماهير والاستمرار في مناضلة كل أشكال الالتفاف عن هذه الحقوق أو محاولة تبغيضها والانتقاص منها... (من أدبيات البعث)

 

إذا لم نكن أسودا فهل حكم علينا أن نكون فئرانا؟!

سماع تصريح رئيس جهاز المخابرات الألماني عن قوة نظام بوتين وعدم وجود مؤشرات عن ضعفه وتصدعات في صفوفه،

ورؤية مجموعة السبع المجتمعة في اليابان متماسكة في مواقفها الثابتة بخصوص دعم أوكرانيا بالسلاح والمقاتلات المتطورة وبالمال وحرصها على بقاء القرار الدولي بيدها بالرغم من الاختلافات بين أعضائها في الدين واللغة وكل شيء...

وحين تلتفت الى النظام الرسمي العربي وتسمح لنفسك بأن تنتظر منهم الخروج على الاقل بموقف متقارب ولا نقول موقف موحد حول مستجدات الساحة الدولية تجدهم أبعد عن الوصول إلى هذه الغاية فكيف لا تصاب بإحباط؟ وكأن مهمة البعض منهم تبديد الرؤية الإستراتيجية وإدخال الشك في مدى قدرة امتنا على تشكيل تكتل ولو كان هذا التكتل الجيوسياسي موحدا او ثنائيا او غيرهما.. "قمة جدة نموذج" حيث وصل الأمر إلى الخطأ الإستراتيجي بدعوة الرئيس زلينسكي وهو في حالة حرب مع دولة تجمعنا معها علاقات متنوعة والأدهى من ذلك هو السماح له بإلقاء خطاب مطول تطاول تطاولا صريحا لا لبس فيه على مواقف بعض الدول العربية.

من بديهيات السياسة والديبلوماسية ألا تحشر نفسك في الزاوية خاصة انه لا يوجد ما يستدعي ذلك.

قمة جدة ولدت ميتة، وانتهت من حيث بدأت واصبحت رقما كبقية القمم..

مرد ذلك لديبلوماسية التسرع التي لم تتعد رؤيتها جدران القاعة التي انعقدت فيها، وعززتها عقلية تزعم القرار العربي بانفراد..

ديبلوماسية فاشلة وانظمة متكلسة لا تصلح لقيادة أمة تاريخية تمتلك فرص القوة والاقتدار.. هذه الأمة ستصل الى مكانتها اللائقة بها رغم انوفهم.

 

الأزمة الليبية

كل ما بذل من محاولات داخلية وخارجية لحل الأزمة الليبية، إلا أن الوضع بقي يراوح مكانه، لا الأطراف الداخلية عقدت العزم لإيجاد حل يخدم الوطن والشعب، ولا الأطراف الخارجية حسمت الصراع لهذه القوى أو تلك، فالأولى مكبلة بالتبعية، ورهن ارادتها للأجنبي والثانية أي الأطراف الخارجية لم تستطع حسم الصراع لصالح طرف من الأطراف.

فالإرادة الوطنية مدمرة من طرف قوى الشر، من مليشيات مسلحة ومافيا المال والفساد، والنخب التي تصدرت سدة الحكم اعمتها المصلحة وضغط التسلط الخارجي.

ومع اندلاع الصراع الروسي الأمريكي في الأزمة الاوكرانية، توسعت جبهة المجابهة لتشتد على الساحة الليبية اذ التحقت قوى دولية اخرى داعمة لطرفي الصراع الأمريكي الروسي. ومنه حلف الناتو الذي دمر ليبيا، واستوطنت مخابراتها وقواتها ليبيا وعاثت فيها تدميرا، وكل من تواجد وتحكم في تسيير وتوجيه الصراع الداخلي يعمل لدفع الطرف الذي يخدمه إلى السلطة، وكل قوى الشر الخارجية وضعت نصب عينيها هدف السيطرة على خيرات ليبيا، وجعل هذا البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي وقاعدة للهيمنة الأمنية والاقتصادية على القارة الأفريقية.

وقد ساهمت الأطراف الليبية بشكل مباشر في استقدام العدو الخارجي والاستقواء به، وفتحت له أبواب التحكم وتسيير أزمتهم الداخلية وفق ما يخدم اطماعه.

فكل المؤتمرات واللقاءات المنعقدة تحت الرعاية الأجنبية لم تحقق أدنى تفاهم في تخفيف التوتر، أو الوصول إلى تفاهم يعيد الاستقرار للبلد ويحقق وحدة مؤسساته التشريعية والتنفيذية لكون القوى الخفية متحكمة في الوضع من أجل استمرار الأزمة، وساعد في ذلك الموقف السلبي لجامعة الدول العربية التي لم تبذل أي جهد يخدم الاستقرار في هذا البلد الجريح، اما الأمم المتحدة فقد تاجرت بالقضية، واستغلت استخباراتيا لخدمة امريكا والغرب والأجندة الصهيونية. ورغم تبادل المواقع وتغيير الشخوص لقيادة المرحلة الانتقالية، إلا أن طباع السوء والرداءة بقيت سيدة الموقف لكونها مستنسخة عن سابقاتها ممن عبثوا بأمن وسيادة وكرامة الوطن والشعب، وما اجتماع اللجنة (6+6) بالمغرب إلا ترجمة للسيطرة والهيمنة الأمريكية الصهيونية على المشهد الليبي، وما نظام المخزن الا راع للضيافة لتسهيل عملية اللقاء الأمريكي الصهيوني مع أطراف النزاع في ليبيا.

وقد زادت الفوضى الأمنية السودانية الأزمة الليبية تعقيدا، حيث الهدف الاستعماري هو إنهاك القدرات الوطنية المادية والبشرية، وعزل الجماهير عن قيمها الوطنية والروحية والحضارية لتسهيل تفتيت القطرين للسيطرة على مقدراتهما المنهكة وبسط سيطرته لنهب خيراتهما، مع توسيع حيز الأزمات في القارة وابتزاز وترهيب البلدان ذات السيادة، واستنزاف إمكانياتها لتصدير الأزمات لها.

إن الأزمة الليبية لا تختلف عن الأزمات والصراعات الداخلية في بعض الأقطار العربية فأهدافها المدمرة هي نفسها وتصب في تمزيق الأمة وتعطيل مسيرتها الحضارية، وتفتيت دولها الوطنية وإلغاء دورها في المساهمة في بناء السلم العالمي، والارتقاء إلى مستوى بناء وحدتها الجغرافية والاقتصادية والأمنية.

وعلى الطلائع الوطنية للشعب الليبي وبكل مكوناته تقع مسؤولية تحرير وطنهم من الفاسدين، وسحب  البساط من تحت الاستعمار ومخططاته التدميرية.

 

التغيير المنشود

الوضع العربي بصفة عامة حالة غير طبيعية، والتحديات تتفاقم يوما بعد يوم وكل شيء يسير في الاتجاه المعاكس لطموحات المواطن العربي

فأي كلام عن الاصلاح مجرد مناورة لإدامة الازمات فمن ينادون بالإصلاح هم طرف في انتاج هذا الواقع كما ان الذين ينتظرون ان تأتي المعجزة من قوى خارج الأمة لتساعدنا على التغيير يعبرون عن تخاذلهم وضعفهم فكلما ناداهم الواجب الوطني والقومي تنصلوا من المسؤولية وأتهموا الأمة بالعجز نجدهم يقدمون أنفسهم اوصياء على الشعب من خلال خطابهم السياسي على الموائد المستديرة كمنظرين. في حين ان القوى المنتفعة من اوضاع الأمة كالولايات المتحدة الامريكية والصهيونية والغرب الاستعماري والقوى الاقليمية يعملون ليلا ونهارا لتنفيذ مشاريعهم دون ملل او كلل واضعين نصب اعينهم مصالح شعوبهم، صحيح ان هذه القوى مجتمعة تصنع مجدها على حساب دماء الملايين من المشردين واليتامى والارامل، ضاربين بعرض الحائط القيم الانسانية وحقوق الانسان فتاريخهم حافل بالإجرام ضد الأمة العربية، في حين ان العرب عبر قرون من الزمن لم يعتدوا على امم اخرى او انتهكوا حرماتها او تسببوا في تعاستهم بل قدموا من خلال الفتوحات الاسلامية للإنسانية خدمات جليلة مسّت جميع نواحي الحياة.

لا ينفع مع الواقع الفاسد إلا الانقلاب على الذهنية الانهزامية لأن الأمة تمتلك كل مقومات النهضة فعندما تستحضر القيم الثورية في التفكير والسلوك يتحقق التغيير الحقيقي وتضع حدا للأساليب التي أنهكت الأمة لحقب طويلة وأزمت أوضاعها لأن من اعتمدوها استعجلوا الانتصار على حساب المبادئ وارتموا في أحضان الغير وأصبحوا أداة تهديم وليس أداة تغيير. فالبعث منذ ولادته نادى بالتغيير من منطلق ثوري يعتمد على الانسان المتحرر من الانانية والقيم البالية الرجعية واضعا المصلحة القومية فوق العائلة والعشيرة والطائفة. فالتغيير الجذري لواقع الأمة ضرورة حتمية ويجب أن يؤمن به جميع ابناء الامة، صحيح ان التحديات خطيرة أثرت سلبا على جميع نواحي حياة الانسان وأضرت بالقيم فدفعت بالبعض الى التخلي عن فكرة العمل الجمعي ولكن الأمة فيها بذور الخير تحتاج من يحييها وفيها بذور الشر التي ينبغي محاصرتها وتقزيم دورها. فالتغيير العميق الذي ننشده لا يتحقق الا بالنضال والأمة لها تاريخ حافل بالبطولات في هذا المجال. البعث تحمل المسؤولية التاريخية عندما قرر ان يفتح للعرب عهدا جديدا بالانخراط في مشروع نضالي لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية، كأهداف لمواجهة حالة التجزئة المقيتة التي عمقت التخلف والضعف ومكنت الاعداء من السيطرة على مقدرات الأمة. وهذا ما يميز حزب البعث كحركة شعبية نظرت الى واقع الأمة بنظرة عقلانية واقعية، استمد فكره من إرث الأمة الحضاري فرأى ان الحل يأتي من الداخل عكس الحركات الاخرى التي غالبا ما تستمد افكارها من الخارج او باستخدام تراث الأمة في الاتجاه الخاطئ. وبالتالي العدوان على البعث لم يأت من داخل الأمة بل من خارجها وبتواطؤ عرب الجنسية.

 

هل باستطاعة الغرب تجنب هذا؟!

تصريحات خارج دوائر صنع القرار الغربي "الامريكي تحديدا" خرجت للعلن توضح مدى تخبط الرؤية الأمريكية حيث ابدى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسنجر تخوفه من سيناريو مخيف قد يحدث وصرح قائلا: بأن اقتراح ضم أوكرانيا إلى الناتو "خطأ فادح"، وحسب اعتقاده لم تعد هناك مناطق محايدة بين الناتو وروسيا وأضاف إذا انتصرت روسيا فإن المفهوم الكامل لوجود الناتو سيتحول إلى غبار وأردف قائلا: أن توسع الناتو كان يجب أن يتوقف في بولندا وكان من الضروري أخذ المخاوف الأمنية التي اعلنها الرئيس بوتين بجدية.

تحذيرات جدية في الحقيقة ليست جديدة لقد سبق وان حذر منها ونصح قادة البيت الأبيض لتجنب سيناريوهات غير متحكم فيها حتى وصل به الأمر إلى حتمية قبول ضم اراضي اوكرانية التي أعلنها بوتين تابعة للاتحاد الروسي، لكن يبدو ان نصائحه السابقة لم تؤخذ بعين الاعتبار وواصل دعاة مواصلة الحرب وعدم التفاوض مع روسيا فرض منطقهم مما جعله يغير مواقفه من فترة إلى أخرى... لكن هذه المرة حذرهم التحذير الأخير وكأنه يقول لصناع القرار الغربي لقد أعذر من أنذر...!!

وفي تصريح آخر اوضح السياسي الأوكراني المعارض فيكتور ميدفيدتشوك أن الخيارات المتاحة أمام الشعب الأوكراني أصبحت محدودة جدا وأضاف: أن بيان دميتري مدفيدف حول المسارات او السيناريوهات الثلاثة لاختفاء أوكرانيا تأكدت الآن حيث انتقلت من دولة تحمي مواطنيها إلى دولة انتحارية تنفذ مخططات الغرب،

ويواصل أن بلاده عندما سلكت هذا الطريق لم تعد موجودة كدولة حيث تخلت عن واجباتها كدولة تجاه مواطنيها وحمايتهم عن طريق الديبلوماسية والمفاوضات، وأضاف ان الانتحاري لا يستطيع إجراء مفاوضات سلام.. مهمته هي أن يموت لكنه يلحق الضرر بمن حوله.. وسلطات كييف لم تنس مصلحتها الشخصية حيث باعت بلدها وشعبها كمفجر انتحاري حيث أصبحت رهينة للوضع.. لقد تم بالفعل هذا البيع وقبضت الأموال ونحن الآن نراقب فقط نتيجة هذه الصفقة وستتطور النتيجة وفقا للسيناريوهات التي تحدث عنها دميتري ميدفيدف

- فما هي هذه السيناريوهات؟!

بنبرة قوية اوضح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي كيف ستتفكك دولة أوكرانيا وتختفي من الخريطة ويعتمد هذا السيناريو على سير العملية العسكرية حيث التآكل التدريجي لأوكرانيا الدولة المحتضرة الفاقدة للسيادة.

السيناريو الأول: ستخضع المناطق الغربية من أوكرانيا لسيطرة عدد من دول الإتحاد الأوروبي مع بقاء منطقة محايدة محصورة بين هذه المنطقة والمناطق التي سيطرت علبها روسيا مع تشكيل حكومة في المنفى لم يوضح كيف تشكل هذه الحكومة وأين؟

السيناريو الثاني: هو مشابه للأول لكن مع إعلان مناطق أوكرانيا الجديدة حقها في تقرير المصير او الانضمام إلى الإتحاد الروسي، وختم تصريحاته بالقول: "ببساطة لا توجد خيارات أخرى وهذا واضح للجميع قد نكون راضين بشكل مؤقت عن السيناريو الثاني لكننا بحاجة إلى الثالث.."

 

الوجه الآخر لتركيا

تركيا اليوم هي وريثة الإمبراطورية العثمانية استطاعت ان تحقق نجاحات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وتثبت للعالم أنها دولة مبنية على أسس متينة وصلبة تتمثل في مؤسسات دستورية وقانونية تمكن من خلالها شعبها المتحضر الواعي من ممارسة سلطته وسيادته بكل حرية عن طريق انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية.

فالشعب الذي تدخل بشكل مباشر لإفشال الانقلاب على إرادته بمواجهته لدبابات ومدرعات العسكر أكد أن شرعية الحكم والسلطة لن تأتي على ظهر الدبابة وانما عبر صناديق الاقتراع واثبت أن عهد الانقلابات والديكتاتوريات العسكرية قد ولى إلى الأبد.

لكن الوجه الآخر لتركيا انكشف خارج اقليمها الجغرافي خاصة ساحات الوطن العربي الأكثر التهابا والمهددة في أمنها ووحدتها الشعبية والإقليمية حدث ذلك بعد أحداث ما يعرف بالربيع العربي بداية من عام 2011 أين كان لها دور فعال ومحوري في تأزيم الأوضاع وعسكرة الثورات واشاعة فوضى السلاح.

ففي ليبيا لم تكتف بدعم جهة معينة من الأطراف المتصارعة بل امتد بها الأمر الى التدخل بقوة السلاح ضد إرادة الشعب الليبي والحيلولة دون تمكينه من بناء مؤسسات دولته على أسس ديمقراطية سلمية.

وهي نفس الوضعية في سوريا أين كان التدخل عسكريا مباشرا ليساهم في تعقيد الوضع وفي تدمير البلد وتقتيل الشعب وتهجيره وتشريده وترحيل المصانع والقاعدة الصناعية السورية الى تركيا.

تكررت الوضعية في مصر أين كانت مظاهر التدخل بادية ومباشرة لدعم حركة الإخوان بكل الوسائل لإرباك الحلول السلمية السياسية للأزمة.

ولم يسلم عراق ما بعد الاحتلال المركب من تدخل تركيا خاصة في شماله حيث أصبح ساحة مستباحة لجيشها تحت ذريعة ملاحقة "متمردي" حزب العمال الكردستاني، وتجلى التغول التركي أيضا في التطاول على قطع مياه نهري دجلة والفرات وغيرها من مظاهر التدخل السافر.

وحتى في فلسطين المحتلة ظهرت البصمة التركية في أزمة شق الصف الفلسطيني والانحياز لطرف على حساب آخر وما نتج عنه من تشتيت النضال الفلسطيني وإضعاف الفعل المقاوم في الوقت الذي كانت فيه تبني أفضل العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل وبشكل علني.

وفي الخليج العربي كانت بصمة التدخل التركي واضحة خاصة بعد الأزمة بين قطر من جهة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

إن كل هذه المظاهر تكشف حقيقة سعي تركيا لاستعادة "أمجاد الخلافة العثمانية" والانطلاقة على حساب الوطن العربي باعتباره الحاضنة التاريخية لها لكن دون أن تتخلص من هويتها وقومتيها التركية المغلفة بغلاف المشروع السياسي الاسلاموي الإخواني.

أكثر من ذلك فإن تركيا تستغل ما يمر به العالم اليوم من أحداث ترافق الحرب الروسية الأوكرانية لفرض وجودها كقوة اقليمية مؤثرة على جميع الأصعدة، لكن هل باستطاعتها النجاح في ذلك أم أنها تورطت في أحداث وصراعات تجاوزت قدراتها وحجمها؟؟

 

حقيقة الاتراك

- أكثر من 25 مليون تركي صوت للعنصرية ضد العرب السوريين الذين كانوا ضحية سياسة عفنة ومؤامرات تركية فبعد ان نفذوا أجندة التمزيق والتشريد واستغلال مقدرات الشعب السوري المغلوب على امره بتهجير مصانعه واسترقاق علمائه وعماله ها هي فئة عريضة من الشعب التركي تعلنها صراحة لا نريد السوريين في بلادنا بأسلوب مقيت أبان عن حقد دفين لكل ما هو عربي، مثبتين بذلك حقيقتهم الاستعمارية والاجرامية التي مارسوها لقرون في وطننا الغالي.

- الرسالة واضحة فعلى الذين لم يستفيقوا من سباتهم وعشقهم وهيامهم بتركيا أن يزوروها ليذوقوا وبال الاتاتوركية وليراجعوا حساباتهم وليفرقوا بين تاريخ محمد الفاتح الذي أعلى كلمة الله وبين سلاطين أعلوا كلمة تركيا.

- من قرأ التاريخ يعلم جيدا حجم الجرائم المرتكبة في حق الشعوب العربية خصوصا في الشام ومن قرأ التاريخ يعرف كم عدد المقاومات والمعارك التي خاذها الجزائريون ضد العثمانيين في صورة واضحة جلية كشفت مدى وحشية واستغلال الاتراك للشعوب العربية باسم الدين.

- ان وقوفنا هذا الموقف من تركيا لا يعني كرهنا لها، بقدر ما هو ايصال صورة غيبت على فئة عريضة غلبت عاطفتها على عقلها بسبب استغلال رهيب للعاطفة الدينية.

تركيا اليوم لا يهمها العالم الاسلامي كحضارة وروح واخلاق بقدر ما تهمها مصالحها الاقتصادية والهيمنة العسكرية، ما يهمها حقيقة هي القومية التركية العنصرية في ابشع شعوبيتها التي ضاعت بها الصفوية الفارسية.

- على أبناء امتنا اليوم العودة الى رشدهم والالتفاف حول أي مشروع يبني الأمة العربية ويحافظ على كرامتها وامنها ووحدتها ونحن كبعثيين نمد ايدينا لكل ابناء امتنا للالتفاف حول مشروعنا الحضاري النهضوي.

 

نكسة الانفصال

...ان كل ما مر بك في تجربة الوحدة بين سورية ومصر يوم تحقيقها وأثناء انتكاستها وبعد انفصالها يكشف لك عن العامل الفعال دوما في الحفاظ على الوحدة وسلامتها الا وهو بناؤها على أساس الإرادة الشعبية والنضال الجماهيري الموحد في الوطن العربي المستند الى تفاعل الحركات الشعبية في سائر البلدان العربية وتآزر تجاربها وجهودها. وسبيل العودة الى النضال الحقيقي في سبيل الوحدة وفي سبيل تعميق الثقة بها في نفوس أبناء الامة العربية لن يكون الا بتوحيد نضال الحركات الثورية في الوطن العربي توحيدا جديا من اجل رفع مستوى الوعي العربي والتنظيم الشعبي وبتكتلها جميعا ضد الرجعية التي تجمع قواها وضد سائر الاوضاع الراهنة التي تعمل على ابقاء التجزئة وإذكاء الفروق الإقليمية والمصالح المحلية. ولا بد لهذا لنضال العربي الموحد كيما يجنب مفهوم الوحدة ما أصابه من شكوك وتعثر ان يكون عمله في سبيل الوحدة مستندا الى تصور واضح لنظام في الوحدة قادر في آن واحد على حفظ معناها القومي وعلى الحيلولة دون انحرافها نحو التسلط الاقليمي. والنظام الذي دعا اليه الحزب منذ مباحثات الوحدة والذي يراه محققا لهذا الغرض هو نظام الدولة الواحدة الاتحادية.

ان هذا النظام يأخذ بعين الاعتبار في نفس الوقت حقيقة وحدة الشعب العربي من جهة وواقع الاقطار العربية من جهة ثانية.

ان هذا النظام الاتحادي هو الذي يحقق المعنى الحقيقي للوحدة وهو تحقيق قوة الامة العربية ومنعتها وبناء نهضتها وحضارتها وضمان استقلالها وحمايتها من أعدائها كما انه هو الذي يزيل المخاوف والشكوك وما يمكن أن تخلفه النزعات الاقليمية ورواسب التجزئة ويراعي الفروق المحلية والأوضاع الخاصة لكل إقليم ويحقق التفاعل الخصيب بين الاقاليم المشتركة حين يضمن مشاركتها الفعلية في رسم سياسة الدولة الواحدة وفي تنفيذ تلك السياسة.

ان حماية الوحدة من مخاطر الطغيان الإقليمي ومزالق النزعات المحلية الضيقة لا تعني ان تفقد الوحدة معناها وان تتخذ التجزئة أصلا بل تعني ان تضع لها الضمانات الواقعية التي تحول دون انحرافها محتفظة بجوهر الوحدة وروحها وقدرتها على الإنماء والصهر، وهذا ما يحققه شكل الدولة الواحدة الاتحادية، ومضمونها الاشتراكي الديمقراطي.

يا جماهير شعبنا المناضل

ان مسؤولية تحقيق الوحدة الاتحادية ذات المحتوى التحرري الاشتراكي الديمقراطي تقع على عاتق الطبقات الشعبية والحركات الثورية التحررية. وان حزب البعث العربي الاشتراكي يعاهد الشعب على متابعة النضال لتحقيق أهداف العرب الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.

*مقتطفات من البيان الذي صدر عن الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ ميشيل عفلق في شباط 1962 حول تجربة الوحد

لا ديمقراطية بدون البعث

شبكة البصرة

الاحد 15 ذو القعدة 1444 / 4 حزيران 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط