بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

شهادة الجامعات الإيرانية.. هل تستحق العناء؟

شبكة البصرة

يعاني العراقيون الذين يقصدون إيران سواء بقصد السياحة أو العلاج، وكذلك الطلبة المقيمون، من مضايقات وصفها عائدون من هناك بالعنصرية، كما تعرض العديد منهم في مناسبات مختلفة لعمليات نصب واحتيال وتسليب، ولاعتداءات لفظية وجسدية من قبل إيرانيين.

وحدثت آخر هذه الإعتداءات الإسبوع الماضي، عندما لقي شابان عراقيان مصرعيهما في مدينة الأحواز الحدودية. وذكر مصدر محلي إن الشابين قتلا رمياً يالرصاص في ظروف غامضة، والقيت جثتاهما بالقرب من الحدود العراقية. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الشابان المغدوران سائحين، أم من الطلبة المقيمين في إيران بقصد الدراسة.

وقال طلبة عراقيون يواصلون دراستهم هناك إن معاناتهم تختلف عن السُيّاح، حيث إنهم مضطرون للبقاء فترة أطول، ومراجعة دوائر وزارة الداخلية لغرض الإقامة، وغيرها من الدوائر ذات العلاقة بدراستهم، مما يعرضهم لمشاكل أكثر من غيرهم.

وشكا طلاب في جامعة تدعى (جامعة الأديان والمذاهب) بمدينة “قم”، من مضايقات تتعلق بحصولهم على الإقامة، أو باسترجاع جوازاتهم من دائرة الإقامة من اجل العودة النهائية بعد إتمام دراستهم، وسط تساؤلات متخصصين تربويين عن سبب تشجيع الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خريجي الدراسة الثانوية، على الانتساب لمثل هذه الجامعات، بدل اختيار جامعات معروفة بالرصانة العلمية من دول اخرى.

 

يبيتون على الرصيف

وقالت مواقع إخبارية إن سفير حكومة السوداني “نصير عبدالمحسن عبدالله” زار هذه الجامعة التي تضم أكبر عدد من الطلبة العراقيين، بعد الضجة الكبيرة التي نجمت عن عجز السلطات الإيرانية عن حل مشاكلهم، لكنه عاد إلى طهران دون أن يتمكن من فعل شيء.

ونشرت هذه المواقع مقاطع مصورة لطلبة عراقيين يقفون في صفوف طويلة أمام مبنى دائرة الإقامة، فيما اضطر آخرون للمبيت على الرصيف المجاور للدائرة، بانتظار تسليم جوازات سفرهم للحصول على الإقامة التي تسمح لهم بالتنقل وممارسة حياتهم الطبيعية، أو لاستعادة جوازاتهم والعودة النهائية إلى بلادهم.

وبعد فشل السفارة العراقية والملحقية الثقافية في طهران بإيجاد حل لمشاكلهم، توجه الطلبة العراقيون المنتسبون إلى الجامعات الايرانية برسالة إلى الحكومة العراقية، لعلها تتدخل لإنقاذهم.

وتناقلت وسائل الإعلام رسالة الطلبة التي جاء فيها: “نحن لفيف من الطلاب العراقيين الدارسين على النفقة الخاصة في (جامعة الأديان والمذاهب الإيرانية)، نعاني من الإهانة والتعطيل والإذلال من الجامعة، وعراقيل تسليم الجواز وعدم تسليم نتائج القبول النهائي، وتأخر صدور الوثائق لمدة أربعة أشهر”.

 

الحل أسوأ من المشكلة

واضطر مسؤولون إيرانيون مؤخراً، للإعتراف بوجود مشاكل متراكمة تستدعي إرسال وفد إيراني إلى بغداد “للتشاور”. وقال رئيس مركز التعاون العلمي الدولي في وزارة العلوم الإيرانية “وحيد حدادي اصل”، إن وزارته تخطط لإرسال وفد إلى بغداد للتشاور بشأن مشاكل الطلاب العراقيين. ونقلت الصحافة الإيرانية عن “حدادي أصل” قوله، إن الوزارة سترسل وفداً إلى العراق في حزيران/يونيو لحل مشاكل الطلاب العراقيين في إيران.

وبدل أن يبحث عن حلول لهذه المشاكل، ويوجه الدفعات اللاحقة للتقديم الى جامعات أكثر رصانة وأقل مشاكل في بلدان اخرى، دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي “نعيم العبودي” إيران، لزيادة أعداد الطلبة العراقيين لديها، والذي بلغ حتى الآن 75 ألف طالب، فيما ذكرت مصادر صحفية إن (جامعة الاديان والمذاهب) لوحدها تضم 12 ألف طالب عراقي.

وجاءت دعوة العبودي خلال اجتماعه مع وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني “محمد علي زلفي كل”، ألذي رد عليه بأن بلاده ترغب أيضاً بتدريس اللغة الفارسية في الجامعات العراقية، وفق ما ذكرته قناة “العالم”، ألمقربة من القيادة الإيرانية.

 

لماذا الجامعات الايرانية؟

وفسر مراقبون دعوة العبودي القيادي في ميليشيا العصائب، لرفع أعداد الطلبة العراقيين في الجامعات الايرانية، ورد المسؤول الإيراني عليه، بأنها تمثل في أحد جوانبها ترسيخاً لنشر مفاهيم وثقافة غريبة عن المجتمع العراقي، وجزءاً من الهيمنة الثقافية التي تفرضها إيران منذ الإحتلال، ولا علاقة لها بالتحصيل العلمي. وشكك آخرون بوجود هذا العدد الكبير من الطلبة، مؤكدين انتقال ظاهرة “الموظفين الفضائيين” إلى دوائر التعليم العالي، حيث تعد قوائم “الطلبة الفضائيين” لتبرير تحويلات مالية بأسماء وهمية، لتزيد هذه التحويلات إلى ايران تحت عنوان الدراسة الجامعية، في محاولة للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، بعد الاجراءات التي اتخذتها الخزانة الامريكية ضد المصارف العراقية.

من ناحية اخرى اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، أن الفساد المالي والإداري في الجامعات الإيرانية واللبنانية يدفع البعض لاختيارها، وقال ناشط في تعليقه “إذا كان الوزير نفسه قد حصل على شهادة دكتوراه من جامعة تبيع الماجستير ب 5 آلاف والدكتوراه ب 10 آلاف دولار، فلا عتب على الآخرين”، في إشارة إلى الجامعة الإسلامية في لبنان، ألتي منحته شهادته.

وكان العديد من المسؤولين قد حصلوا على شهادات عليا من جامعات لبنانية وإيرانية، ثبت فيما بعد فسادها. ونشر تقرير صحفي صور رئيس مجلس القضاء الأعلى “فائق زيدان”، والأمين العام لمجلس الوزراء “حميد الغزي” وهما يحملان شهادات حصلا عليها من الجامعة الإسلامية في لبنان، بالإضافة إلى العبودي، ألذي حصل منها على شهادتين، الاولى ماجستير في حقوق الإنسان، والثانية دكتوراه في اللغة العربية.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الخميس 12 ذو القعدة 1444 / 1 حزيران 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط