Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
كل الطرق تؤدي إلى الخراب الاسرائيلي الثالث


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كل الطرق تؤدي إلى الخراب الاسرائيلي الثالث

شبكة البصرة

عندما تربط دولة أو جهة ما مصيرها بأساطير وضعها أفراد سواء باسم ديانة او ايديولوجيا فإن النتيجة هي الضياع في دروب الخراب. بعد صمت فرض على قادة ومفكرين وخبراء اسرائيليين لم يستطيعوا مواصلته فأخذوا منذ عام 2020 يتحدثون عن الخراب الاسرائيلي الثالث، أي عن زوال إسرائيل مرة ثالثة في التاريخ، طبقا لاساطيرهم التي حولوها الى تربية وسيكولوجيا تتحكم بالمستوطنين الصهاينة في فلسطين وخارجها،

ان تواتر التعبير عن الخوف والقلق داخل اسرائيل من زوالها اصبح ظاهرة ثابتة وواضحة للجميع، خصوصا بعد طوفان الاقصى، وكان اول واخطر المشاركين في طرح هذه الفكره هو نتنياهو نفسه وكثير من قادة اسرائيل العسكريين والمدنيين الذين ربطوا ربطا مباشرا وصريحا بين الفشل في القضاء على حماس ونهاية اسرائيل.

ولو نظرنا الان الى الخارطة السياسية لراينا ان كل ثوابت اسرائيل وامريكا التي طرحت بعد طوفان الاقصى تتهاوى وتتغير فالولايات المتحدة الامريكية، وهي مصدر القوة الاساسيه لاسرائيل وحاميها الاول، لم تعد تستطيع مواصلة الدعم المطلق لحكومة نتنياهو واخذت تمارس ضغوطا مختلفه عليها لقبول حلول سميت بالحلول الوسط، وهو ما رفضه نتنياهو مرارا وتكرارا، فخلق ذلك ازمة جديدة لم تكن موجودة في تاريخ العلاقات الاسرائيلية الامريكية وهي ظهور تشققات داخل اللوبي الصهيوني في امريكا ومطالبة الكثير من انصار اسرائيل بالضغط عليها ولو بمنع السلاح عنها كي تقبل بالحل الامريكي المطروح وهو انشاء دولتين وايقاف الحرب!

وامريكا وهي تفعل ذلك لا تنطلق من حرص على الشعب الفلسطيني وعلى عدالة قضيته بل خوفا من نتائج وتاثيرات الحرب التي تشنها اسرائيل وهي حرب ابادة عرقية في المقام الاول، فامريكا تدرك ان الحرب اخذت تقضم مصالحها وتفتت ركائز نفوذها ووجودها في الوطن العربي والعالم الاسلامي، بل في العالم كله بصفتها وكما اثبتت كل الاحداث الداعم الاول للتطرف الصهيوني والاعتدال الصهيوني معا، والقوة الاساسية التي تشن الحرب على غزة بالتخطيط وبمشاركة بشرية! امريكا الان تريد انقاذ مصالحها اولا فاسرائيل في النهاية وجدت لتخدم المصالح الغربية،وفي اللحظه التي تهدد فيها اسرائيل مصالح امريكا والغرب يتخلي الغرب عن اي حكومة اسرائيلية لا توافق على شروط الغرب بما فيها الحرب والسلام، بل يمكن لامريكا ان تساوم على وجود اسرائيل بالذات عندما تخير بين مصالحها وبين اسرائيل.

اما على المستوى الصهيوني فنتنياهو الان مهدد بالسقوط بعد مطالبة قاده في الكونغرس الامريكي بتنحيته وانتخاب غيره ووجود كتلة داخل المستعمرين الصهاينة تؤيد الطلب الامريكي، ومن بقي من الاسرائيليين مع نتنياهو سوف يتوالى دعمه للمخطط الامريكي ضده كلما طالت حرب الابادة العرقية للشعب الفلسطيني. وهكذا فان حكومة نتنياهو الان في مازق خطير يهدد وجودها بعد ان أصبح المطلب الامريكي الاول هو ضرورة اجراء انتخابات في اسرائيل لانتخاب حكومة اخرى غير.

ان هذه الازمة في اسرائيل هي نتاج الفشل في القضاء على المقاومة الفلسطينية التي قدمت الاف الشهداء من اجل الوصول الى هذه النتيجه وهي وضع اسرائيل في مازق قاتل لا تستطيع فيه التراجع الى الخلف ولا التقدم الى امام، وهي اذا بقيت على هذا الحال ستدفن في المكان الذي حوصرت فيه. الخراب الاسرائيلي الثالث هو مصير اسرائيل الحتمي ومن مؤشرات ذلك ازدياد الهجرة من الداخل الى الخارج وبدء الاعترافات التي تترى بمعادلة اصبحت قاسما مشتركا بين كل المستعمرين الصهاينة وهي ان عدم القضاء على حماس يعني انتصارها وبالتالي النهاية الحتميه لاسرائيل.

لنواصل النضال من اجل الاستثمار الامثل للتناقضات الامريكية - الاسرائيلية معا، عبر طريق واحد لا غير وهو صمود المقاومة وتصعيد الكفاح المسلح، فهو المفتاح الذي يفتح كل الابواب التي كانت مغلقه طوال اكثر من 70 عاما فيبزغ عهد جديد لا توجد فيه دولة فرضت بالقوة وسكانها اجانب على شعب المنطقة وعلى حساب ملايين البشر المعذبين او الذين قتلوا من قبل اسرائيل ومن يدعمها.

هيئة تحرير البعث

افتتاحية جريدة البعث العدد 60

شبكة البصرة

الاربعاء 10 رمضان 1445 / 20 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print