Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
سوريا عربية وليست سريانية


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سوريا عربية وليست سريانية

شبكة البصرة

بقلم تامر الزغاري

السريانية أكذوبة ليسوا قومية أو شعب بل فقط طائفة دينية يحاول الإستعمار جعلهم هوية مزورة لبلادنا،لاحظت في الفترة الأخيرة ترويج لأفكار خاطئة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تشير إلى أن سوريا كانت ذات هوية سريانية قبل الفتح الإسلامي، وكذلك أن اللغة العربية أصلها يعود إلى اللغة السريانية.

وأما الرد على هذا الإدعاء فهو بالنقاط التالية:

1- كيف اللغة العربية اصلها من السريانية وعدد كلمات اللغة العربية أكثر بكثير من 12 مليون كلمة وأما السريانية ففي أحسن حالاتها عدد كلماتها فقط 2 مليون كلمة.

2- كيف اللغة العربية أصلها من السريانية وعدد حروف اللغة العربية 28 حرفا وأما السريانية فعدد حروفها 22 حرف.

3- وحتى الحروف السريانية هي حروف مأخوذة من اللغة العربية، فنظام الكتابة عند السريان إسمه الكرشوني، وقد ظهر في القرن السابع الميلادي، وبدأ بأخذ الأحرف العربية وكتابتها بشكل مختلف، أي أن الأبجدية العربية كانت قبل الأبجدية السريانية، وكان السريان قبل ذلك يستعملون الأبجدية الآرامية.

4- السريانية قبل الفتح الإسلامي لم يكونوا أكثر من طائفة دينية محدودة تعيش في سوريا ظهرت في عام 325م في إطار الإنشقاقات التي حدثت في الكنيسة الأرثوذكسية، وبقي السريان أقلية دينية في سوريا، من ضمن عناصر أخرى كان العرب هم الغالبية.

5- إذا كانت سوريا سريانية من قبل الفتح الإسلامي فلماذا سكان قرية معلولا السورية يتحدثون بلغة مختلفة عن ما يسمى اللغة السريانية، وقرية معلولا حافظت على لغتها فبقيت كما هي قبل الفتح وبعد الفتح، فإذا كانت السريانية هي هوية سوريا قبل الفتح فواجب أن تكون السريانية هي لغة قرية معلولا.

6- في الحقيقة السريانية ليست لغة حقيقية، لأنها لغة محصورة فقط في الطقوس الكنائسية والدينية الخاصة بالطائفة، وحتى كلماتها هي خليط من العربية والآرامية واليونانية، وغير صحيح ما هو منتشر بأن السريانية هي نفسها الآرامية فقرية معلولا أكدت هذا الأمر، وكذلك قواعد السريانية تعتمد على النحو اليوناني، وهي مختلفة تماما عن الآرامية، وفي السريانية عدد ضخم من الكلمات والمصطلحات غير موجودة في اللغة الآرامية.

7- سوريا عربية من قبل الفتح الإسلامي، ففيها كانت دولة العرب الغساسنة ودولة العرب التنوخيين وتمتد لها دولة الحيرة العربية، ومنها أتى الإمبراطور الروماني فيليب العربي، وعندما زارها الجغرافي اليوناني سترابو في القرن الأول ميلادي وصف سوريا بالبلد المسكون بالقبائل عربية التي تعمل في التجارة وتعتمد على الجمال في نقل البضائع.

8- الملكة زنوبيا ملكة تدمر وإحدى أشهر ملكات العرب كان أسماء أولادها وهب اللات وتيم الله وحيران، وأما ملك سوريا التاريخي فهو الملك أذينة بن حيران بن وهب اللات بن نصور، وحتى الملك الآشوري شلمنصر الثالث ذكر بأنه في عام 853 ق.م انتصر على العرب في معركة قرب مدينة حماه وكان القائد العربي في هذه المعركة يُدعى جندب.

9- سوريا عربية ولا ينتقص من عروبتها وجود أقليات لغوية تعيش على أرضها سواء قبل الفتح أو بعده، واستمرار قرية معلولا بنفس اللغة، هو أكبر دليل على أن العرب لم يقوموا بإضطهاد وإبادة الأقليات الدينية واللغوية رغم أنهم كانوا يستطيعون تنفيذ ذلك.

10- الفتح الإسلامي لسوريا هو بمثابة حرب تحرير عربية لبلد عربي يحتله البيزنطيون، وعند تحرير دمشق من الاحتلال البيزنطي عام 634 م كان الذي وقع إتفاقية حفظ حقوق سكان المدينة مع سيدنا خالد بن الوليد (ر) رجل عربي دمشقي يدعى منصور بن سرجون وهذا دليل دامغ على أن العرب كانوا يسكنون دمشق من قبل الفتح الإسلامي.

11- عندما طلب الجنرال البيزنطي من خالد بن الوليد (ر) أن يكتب أمانه على ورقة، رد عليه خالد بن الوليد (ر) قائلا: ((ثكلتك أمك إنا معاشر العرب لا نكذب ولا نغدر)).

12- منذ القرن الثامن عشر الميلادي بدأ المستعمرون الأوروبيون في عمل دراسات هدفها خلق قوميات وشعوب وهويات تؤدي إلى تفتيت بلاد العرب، فقاموا بجمع عدة قبائل مختلفة وادعوا بأنها أمة واحدة، وفي حالة أخرى قاموا بإعطاء أبعاد إضافية لطوائف دينية، وهذا ما حصل مع الطائفة السريانية، عندما تم تغيير تعريفهم من طائفة دينية فقط إلى طائفة وشعب وقومية وأمة ثم تم الإدعاء بأنها كانت هوية كل ما في بلادنا قبل الفتح الإسلامي.

المصادر:

1) الواقدي، فتوح الشام.

2) موريس سارتر، سورية في العصور الكلاسيكية.

3) ابن كثير، البداية والنهاية.

4)البلاذري، فتوح البلدان

5) ابن عساكر، تاريخ دمشق

6) فيليب حتي، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين.

7) محمد فرید أبو حدید، زنوبیا ملكة تدمر.

8) ابن عبد ربه القرطبي، العقد الفريد.

9) البحث اللغوي عند العرب، أحمد مختار عمر

صفحة الكاتب

شبكة البصرة

الاربعاء 10 رمضان 1445 / 20 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print