Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
كلهم مجرمون وقتلة


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كلهم مجرمون وقتلة

شبكة البصرة

السيد زهره

صحف ومواقع غربية اطلقت على ذلك اليوم "الثلاثاء الأسود". هو بالفعل يوم أسود في تاريخ البشرية كلها. اليوم الذي ارتكب فيه الكيان الصهيوني ابشع مجزرة لم يكن احد يتصورها. بمنتهى الوحشية والهمجية قام العدو الصهيوني بقصف آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية واستشهد اكثر من مائة منهم.

هذه المجزرة تأتي في سياق حرب تجويع إرهابية للشعب الفلسطيني في غزة. العدو يريد لأطفال ونساء وكل أهل غزة ان يموتوا جوعا. قبل هذه المجزرة تعمد العدو وقطعان المستوطنين الإرهابيين ان يمنعوا دخول المساعدات من معبر رفح ولم يترددوا في قصف قوافل المساعدات. وبعد المجزرة لم يتوقف العدو عن قصف الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات في عدة مواقع بغزة وسقط العشرات منهم شهداء.

تقارير المنظمات الانسانية الدولية تقول انه حتى هذه اللحظة فان عشرين طفلا فلسطينيا على الأقل استشهدوا جوعا بالفعل.

كل هذا الاجرام والإرهاب والهمجية ليست بالأمر الغريب على الكيان الصهيوني والعالم كله بات يعرف هذا.

الذي يجب ان نتوقف عنده هو موقف أمريكا والدول الغربية من هذه المجزرة وهذه الحرب الارهابية لقتل الفلسطينيين جوعا.

في أعقاب وقوع المجزرة تظاهرت أمريكا والدول الأوروبية بالحزن وبشيء من الغضب. نقول تظاهرت لأن موقفها في حقيقته هو عكس هذا.

بعض الدول طالبت بإجراء تحقيق فيما حدث. كأن المجزرة موضع شك، وكأنه من الممكن ان يكون الكيان الصهيوني بريئا. هذا على الرغم من ان العالم كله شاهد المجزرة على الهواء مباشرة. وعلى الرغم من ان الكيان الصهيوني نفسه اعترف بارتكابها عن عمد على اعتبار ان هؤلاء الجوعى الذين يتنتظرون المساعدات شكلوا خطرا.

الرئيس الأمريكي بايدن يظن انه حين قرر انزال مساعدات جوا الى غزة، او حتى بما اعلنه من ارسال مساعدات بحرا، يعفي نفسه من المسئولية ويبريء ساحته من الجريمة الإرهابية المروعة بقتل الفلسطينيين جوعا. وقادة الدول الغربية الأخرى يفكرون أيضا بهذا الشكل.

حقيقة الأمر ان هذه المساعدات والتظاهر بالحزن على الضحايا الفلسطينيين وحالهم لا يمكن ابدا ان يخفي حقيقة ان بايدن وقادة الدول الغربية شركاء في حرب الابادة برمتها ومسئولون عن قتل الفلسطينيين جوعا في اطار هذه الحرب.

كل منظمات الإغاثة الدولية أجمعت على انه لا بديل عن ادخال المساعدات برا لإنقاذ الفلسطينيين، وان الحديث عن انزال مساعدات واو تقديمها بحرا لا يحل الأزمة ولا يمنع الكارثة.

الولايات المتحدة والدول الغربية بدلا من ان تجبر الكيان الصهيوني على وقف حرب قتل الفلسطينيين جوعا والسماح بادخال كل المساعدات تتهرب وتلتف حول الجريمة الصهيونية وكأنها تريد اعفاء الكيان من وقف هذه الحرب الاجرامية.

بالأمس، تساءلت النائبة الديمقراطية الأمريكية براميلا جايبال، عن المغزى من إنزال المساعدات الأمريكية جوا على قطاع غزة فيما تعد أمريكا أكبر ممول لإسرائيل عسكريا؟. وقالت في حديث مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية إنه "لا بد من إحداث تحول في السياسة الأمريكية قريبا للاستفادة من نفوذ تمويلها لإسرائيل لإدخال المساعدات فورا إلى غزة".

في نفس الوقت، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، من جنيف إنه " لا الرصيف البحري ولا عمليات الإنزال الجوي فوق غزة ستمنع المجاعة". ووصف الاقتراح الأمريكي بإنشاء رصيف بحري على شاطئ غزة بالـ"خبيث" إذ أن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعما ماليا لإسرائيل.

هذه هي الحقيقة اذن. أمريكا والدول الغربية تواصل تقديم السلاح وكل سبل الدعم للكيان الصهيوني لتمكينه من مواصل حرب الابادة في غزة. فكيف تتظاهر بالحرص على حياة الفلسطينيين او على اغاثتهم؟.

الحقيقة انهم في الغرب مجرمون وقتلة. هم شركاء في الحرب، وبمقدورهم ان يوقفوا هذه الحرب فورا لو أرادوا. لكنهم لا يريدون.

شبكة البصرة

الاحد 29 شعبان 1445 / 10 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print