Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
من أجل الصهاينة.. ليذهب العالم الى الجحيم


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من أجل الصهاينة.. ليذهب العالم الى الجحيم

شبكة البصرة

السيد زهره

تحدثت امس عن عجز العالم كله بدوله ومنظماته عن وقف حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على الرغم من الموقف العام المطالب بوقف هذه الجرائم الصهيوينة، وقلت ان هذه الظاهرة الغريبة بحاجة الى تفسير.

ثلاثة عوامل كبرى يمكن ان تفسر هذا الوضع العالمي الغريب غير المسبوق في التاريخ هي باختصار على النحو التالي:

أولا: أكاذيب الدول اغلربية ونفاقها. أمريكا وكل الدول الغربية التي تتظاهر اليوم بالحزن على ضحايا غزة وبأنها تريد وقف الحرب واغاثة الشعب الفلسطيني، هي بالذات التي تقف وراء تمكين الكيان الصهيوني من مواصلة ح ب الابادة.

لولا الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه هذه الدول للكيان الصهيوني لما كان بإمكانه مواصلة الحرب.

على الصعيد السياسي الدول الغربية دعمت بقوة الكيان الصهيوني وقدمت تبريرات للحرب التي يشنها. ويكفي ان أمريكا جاهزة بالفيتو في مجلس الأمن لوقف صدور أي قرار بوقف الحرب.

وعلى المستوى العسكري، العدو الصهيوني يواصل حرب الابادة بالسلاح ألأمريكي والغربي عموما. أمريكا منذ بداية الحرب تقيم جسرا جويا لا يتوقف لنقل السلاح الى الكيان الصهيوني، ولولا هذا ما تمكن من مواصلة الحرب.

ثانيا:  هيمنة الدول الغربية على المنظمات والمؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية. هذه الهيمنة تحول بداهة بين هذه المنظمات والمؤسسات وبين لعب دورها العملي في وقف حرب الإبادة وتطبيق القانون الانساني الدولي.

ثالثا: عجز الدول العربية وضعف مواقفها وغياب أي تأثير عربي فعال في العالم.

هذا العجز العربي والضعف هو الذي يشجع العدو على المضي قدما في حر ب الابادة، وهو الذي يشجع الدول الغربية على المضي قدما في دعمها للكيان الصهيوني.

نستطيع ان نضيف الى هذه العوامل عوامل أخرى، مثل الدور الحاسم الذي يلعبه اللوبي الصهيوني في امريكا والغرب والإرهاب الذي يمارسه ضد أي فرد او حكومة او جهة تعارض الكيان الصهيوني.

لكن المحصلة النهائية لهذا العجز العالمي، ان القانون الدولي الإنساني تم دفنه ولم يعد له وجود.

محللون كثيرون في العالم اعتبروا ان العالم كله سيدفع ثمنا فادحا لقتل القانون الإنساني الدولي على هذا النحو.

احد هؤلاء انجيس كالامارد، وهي السكرتير العام السابق لمنظمة العفو الدولية. كتبت تحليلا مطولا تحت عنوان "غزة ونهاية حكم القانون الدولي" ناقشت فيه الآثار المدمرة لما حل بالقانون الانساني الدولي.

في تحليلها تلفت النظر بداية الى جانب مهم هو ان انهيار القانون الدولي الانساني والكارثة الانسانية المروعة في غزة وما تجسده من انتهاك لأبسط واي حق من حقوق الانسان، هي في حقيقة الأمر تتويج لمسيرة طويلة في انتهاك القانون الدولي بدأتها أمريكا وخصوصا بعد احداث 11 سبتمبر والحرب التي شنتها واطلقت عليها "الحرب على الإرهاب". في هذه الحرب انتهكت امريكا كل قواعد ومباديء القانون الدولي الإنساني. وتقول الكاتبة ان ما تفعله إسرائيل في غزة هو في جانب أساسي منه استعارة لما فعلته امريكا في تلك الحرب، وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية.

وتلفت الكاتبة النظر الى الدور الأساسي الذي تلعبه أمريكا في تشجيع الكيان الصهيوني على مواصلة الحرب وعلى قتل أي مبدا من مباديء القانون الدولي الإنساني على الرغم من ادعاءاتها بالحرص على حياة المدنيين في غزة، وتقول انه يكفي إصرار أمريكا على استخدام الفيتو لمنع وقف الحرب ومواصلة امداد اسرائيل بالأسلحة.

تقول هذه المسئولة الدولية السابقة في تحليلها ان ما يحدث في غزة سيقود الى آثار مدمرة للعالم كله.

تقول ان انهيار القانون الدولي ونهاية قواعد ومباديء النظام الانساني العالمي على نحو ما يحدث اليوم، سوف يقود الى عالم يسوده العنف وعدم الاستقرار، وتصاعد العدوان والصراعات الدولية. كما سيقود الى غضب يجتاح كل مكونات المجتمعات في انحاء العالم.

باختصار سيقود الى عالم تسوده الفوضى الشاملة.

باختصار أمريكا والدول الغربية لا ترى بأسا من تدمير العالم واغراقه في الفوضى من اجل الصهاينة ولسان حالهم: من اجل الكيان الصهيوني، ليذهب العالم الى الجحيم.

شبكة البصرة

الاربعاء 10 رمضان 1445 / 20 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print