Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا... طوفان الأقصى 165


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا... طوفان الأقصى 165

شبكة البصرة

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

نتنياهو وحماس في نفس القارب

ستانيسلاف تاراسوف

مؤرخ وباحث سياسي روسي

خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز

وكالة أنباء REX الروسية

17 مارس 2024

لقد أبلغ مسؤولون إسرائيليون كبار الدول العربية أنه إذا فشلت المفاوضات في قطر، فإن العملية في رفح ستبدأ قبل نهاية شهر رمضان. وبحسب قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية، فقد نقل الممثلون الإسرائيليون الإنذار النهائي إلى أجهزة الأمن العربية. ويجب الافتراض أنها موجهة إلى خمس دول عربية - السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، التي أطلقت مبادرة تهدف لإنشاء فلسطين موحدة والاعتراف بها من قبل إسرائيل. لكن الحقيقة هي أن إسرائيل تجلب الاتصال المباشر أو غير المباشر بين "الخمسة العرب" وحماس إلى مركز الأحداث، ومن بين جميع أعضاء "الخمسة" فقط قطر هي التي تتمتع بهذه المكانة. إضافة إلى ذلك، تواصل إسرائيل إصرارها على انسحاب حماس من «اللعبة»، وهو ما يؤدي إلى تحييد حتى الجهود المفترضة نظرياً التي يقوم بها «الخمسة» للتوصل إلى اتفاق مع قادة هذه الحركة.

ومن ناحية أخرى، تتعرض إسرائيل نفسها لضغوط شديدة من الولايات المتحدة، على الرغم من أن الكثير من هذا يترجم إلى مشكلة “العداء الشخصي” للرئيس جو بايدن تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن تصريحات بايدن متناقضة. وهو يتأرجح بين تحذير إسرائيل من غزو رفح، ووصفه بأنه "خط أحمر"، ومن ثم القول إنه "لن يترك إسرائيل أبداً". وفي الأيام الأخيرة، بدأت تسمع دعوات من الولايات المتحدة لـ”إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل والتخلص من نتنياهو”، لأنه “بدأ يضرب بشدة مصالح الأميركيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك المصالح التجارية ومصالح يهود أمريكا." علاوة على ذلك، يبدو أن رفح قد أصبحت بمثابة "روبيكون" واضح

(الروبيكون هو رمز للحدود المشروطة أو الحقيقية، ولا يمكن التنبؤ بعواقب العبور أو منعه - عبور الروبيكون هو اتخاذ قرار خطير وغير قابل للإلغاء). وقد حصل «الخمسة» العرب بالفعل على دعم الولايات المتحدة، وتعتقد بلومبرغ أن «تنفيذ الخطة الأميركية غير ممكن إلا في حال استقالة نتنياهو».

ولأول مرة منذ 4 أشهر من الحرب في غزة، بدأ بايدن باستخدام عبارة «وقف إطلاق النار»، رغم أنه استخدم قبل ذلك تعبيرات «هدنة إنسانية» أو «وقف الأعمال العدائية». وبتحليل الوضع الراهن، يرى خبير الجزيرة أستاذ العلوم السياسية ماجد زيادة أن "نتنياهو توقع جولة جديدة من المفاوضات وأعلن خطته العسكرية لاقتحام رفح جنوب قطاع غزة"، وهو سيناريو في حالة انهيار المفاوضات "يتجاوز الخلافات بشأن رفح".

وبالمناسبة، سبق أن أبلغت القاهرة واشنطن بأنها «لن توافق على دفع الفلسطينيين نحو شبه جزيرة سيناء». بدورها، سمحت واشنطن بـ«تسريب» مفاده أن الولايات المتحدة «قد ترسل قواتها إلى رفح». حتى أنهم يسمون التاريخ - 24 مارس. وفي الوقت نفسه، تقول الولايات المتحدة إن «حماس قادرة على مواصلة الحرب» وأن «إسرائيل تفعل ما يحاول نتنياهو الترويج له».

الآن عن الجانب العملي للمشكلة. يستأنف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد ديفيد بارني محادثات وقف إطلاق النار في غزة في قطر مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين. وذكرت رويترز نقلا عن مصدر أن "المحادثات ستركز على الفجوات المتبقية بين حماس وإسرائيل في المفاوضات، بما في ذلك عدد الفلسطينيين" الذين يمكن إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح السجناء الإسرائيليين المتبقين، فضلا عن المساعدات الإنسانية لغزة.

من ناحية أخرى، أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن “اقتراح حماس لوقف إطلاق النار في غزة يتم النظر فيه كجزء من صفقة يجري الإعداد لها منذ أشهر”.

ومن وجهة نظرنا، من غير المرجح أن تقبل حماس اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، على الرغم من أنها قد تقبل تبادل بعض الرهائن. وسوف يتم تأجيل القضايا الرئيسية بالنسبة لحماس ـ وقف إطلاق النار الدائم، ورفع الحصار عن غزة، وبدء عملية إعادة الإعمار. وفي الوقت نفسه، ستواصل إسرائيل وحماس المفاوضات لأسباب مختلفة ولأهداف مختلفة. كلا الجانبين، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، "سيحاولان تأخير اتخاذ القرارات الصعبة"، ومن في مثل هذا الوضع "يرتكب الخطيئة ويساهم في مواصلة التصعيد" سيُظهره الوقت قريباً.

الحوار المتمدن

شبكة البصرة

الجمعة 12 رمضان 1445 / 22 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print